20‏/02‏/2009

تدريبات في الصوم الكبير
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
لكي يكون هذا الصوم المقدس ذا أثر فعال فى حياتك الروحية، نضع أمامك بعض التداريب لممارستها، حتى إذا ما حولتها إلى حياة، تكون قد انتفعت فى صومك:

1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التى تسيطر عليك، والتى تتكرر فى كثير من اعترافاتك. أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.. وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.
وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما :
مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركه. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع.
فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟!

2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن إختيار مزمور أو إثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التى تترك فى نفسك أثراً.

3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها. علماً بأنه لكل صلاة 3 أو 6 قطع.

4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل، أو فى الطريق، أو اثناء الوجود مع الناس، أو فى أى وقت.

5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالاً للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق.

6- تداريب القراءات الروحية: سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر، وبفهم وتأمل.. أو قراءة سير القديسين، أو بعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة.

7- يمكن فى فترة الصوم الكبير، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم أو بأسبوع الآلام، مع حفظها، وتكرارها، والتشبع بروحها...

8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم، على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحى.

9- هناك تدريبات روحية كثيرة فى مجالات المعاملات... مثل اللطف، وطول الأناة، واحتمال ضعفات الآخرين، وعدم الغضب، واستخدام كلمات المديح والتشجيع، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، والطيبة والوداعة فى معاملة الناس.

10- تدريبات أخرى فى (نقاوة القلب): مثل التواضع، والسلام الداخلى، ومحبة الله، والرضى وعدم التذمر، والهدوء وعدم القلق، والفرح الداخلى بالروح، والإيمان، والرجاء.





مقال دراسي عن الصوم الكبير، و تحديد موعد الصوم وموعد العيد

الصوم الكبير مدته 55 يوماً دعي بالكبير لأنه يحتوي على ثلاث أصوام هي:
1. أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت.
2. الأربعين يوماً المقدسة التي صامها الرب يسوع صوماً إنقطاعياً
3. أسبوع الآلام .
وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد) وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله ونحن نمضي من وراء السيد المسيح مشاركين له في صومه عنا وفي تألمه وموته من أجلنا وهكذا نحمل الصليب معه بقدر استطاعتنا.
ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة (نوردها فيما بعد في نفس الكتيب) بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه وإنما في يوم الأحد التالي له حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية بحيث لا يأتي المرموز إليه قبل الرمز وبحيث لا نعيد مع اليهود، مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته.
ولا بد قي الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمون في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن.
وأيضاً فأن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد.
أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع فلقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى سبعة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع.

++++++++++++++++++++
وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو "قبول المخلص للتائبين".
الأحد الأول يدعى أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء .
الأحد الثاني أحد التجربة: تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر على إبليس على مثال ربنا يسوع الذي أنتصر عليه بانتصاره على العثرات الثلاث التي يحاربنا بها وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل (شهوة تعظم المعيشة) .
الأحد الثالث أحد الابن الشاطر: فيه نرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه.
الأحد الرابع أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله.
الأحد الخامس أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه.
الأحد السادس أحد التناصر: فيه تفتيح عيني الأعمى رمزاً إلى الاستنارة بالمعمودية. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا
الأحد السابع أحد الشعانين : فيه نستقبل السيد المسيح ملكاً..
والصوم فترة نمو روحي ومن لا يشعر بذلك فأن مرجعه إلى أن صومه تم بطريقة خاطئة فهو إما جسداني لا روح فيه وإما اتخاذه غاية في ذاته بينما هو وسيلة توصل إلى الغاية، والغاية هي إعطاء الفرصة للروح. وللشعور بلذة وحلاوة الصوم يجب أن يقترن بالصلاة والصدقة والعمل بكل الوصايا وبهذا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.. وسمات الصوم المقبول نجدها في ما جاء بسفر يوئيل النبي (2 : 2) .
ولمن يسأل عن تسمية الأصوام بأسماء مثل صوم الرسل فإننا نعلم أن كل الأصوام المقررة في الكنيسة تصام لله ومنها صوم الأباء الرسل وقد دعي بهذا الاسم لا لأنه خاص بهم أو أنه يصام لهم لأن الأصوام كلها عبادة لله، ولكن لأنهم أول من صاموه في بداية خدمتهم ويطلق عليه "صوم الخدمة" وأيامه تبدأ من اليوم التالي ليوم عيد العنصره (حلول الروح القدس) وتنتهي يوم 5 أبيب تذكار استشهاد الرسولين بطرس وبولس ويحدد أيامه يوم عيد القيامة المجيد الذي يتقدم ويتأخر بحسب القاعدة الحسابية المعروفة.
أما عن الشواهد الكتابية التي تتحدث عن الصوم في الكتاب المقدس فهي كثيرة جداً:
(خر34 :28 و قض 20 :26 و 1 صم 7 :5، 6، 31 : 11 -13 و 2 صم 1 :12، 12 :16 و 1مل 19 : 8،21 :27 و عز 8 :21،23 و نح 1 : 4، 9 :1و أس 4 : 3، 16، 9 : 30، 31 ومز 35 :13 و أش 58 :3-7 و أر 36 :9و دا 9 :3،10 : 2،3 و يونان 3: 5، 7 و يوئيل 2 : 12،15و زك 8 : 19 ومت 4 :2، 6 : 16،9 :15،11 :18، 19 : 21 و أع 13 :1-3، 27 :9، 21 و1كو 7 :5 و 2كو6 :5،11 :27) .

++++++++++++++++++++

وعن الانقطاع عن بعض الأطعمة:
أعطى الله الإنسان أن يأكل من بقول الأرض وأشجارها (تك 1: 29، 2: 16) ولم يسمح له بتناول اللحم إلا بعد الطوفان (تك 9: 3، 4) وهذه هي الطريقة التي استخدمها دانيال ورفاقه بأن يأكلوا فقط من بقول الأرض (القطاني) في صومهم (دا 1 : 12، 10 :2) .
ومن هذه الشواهد نعلم أن رجال الله مارسوا الصوم بطريقتين:
الطريقة الأولى : مارسوه تبعاً للظروف والأحوال التي حدثت ومسهم فيها أو كاد البلاء فالتجأوا إلى الله بواسطة الصوم والنوح والتذلل ليدفعه عنهم، ويعلمنا الكتاب أن هذا الصوم مارسه تارة شخص واحد بمفرده، وتارة عائلة أو قبيلة فقط، وتارة مارسته الأمة كلها وقد جعل بعضه سنة دائمة (أس9 :3،31) .
الطريقة الثانية : مارس الصوم رجال الله وشعبه كفريضة واجبة وجزء واجب للعبادة مثل الصلاة،وقد صامه الفرد منهم أو العائلة أو مجموع الأمة كما جاء في النصوص المتقدمة (الشواهد)
ومن غير المقبول أن يقبل المسيحي أحد طرق الصوم (صوم الفرد) ويرفض الصوم الآخر (صوم الجماعة) كما تعلم بعض الطوائف المحتجة معتمدة على وصية السيد المسيح بأن يكون الصوم خفياً لا يهدف إلى التباهي أو التظاهر (مت 6 : 17، 18) . وهو ما نراه غير متعارضاً مع أصوامنا العامة (تماما كالصلاة فصلاة الكنيسة عامة - وهو ما تمارسه جميع الطوائف- لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع صلاة المخدع الفردية السرية) . وكما تعلم الكنيسة أبنائها في الصلوات العامة أن تكون قلوبهم وأفكارهم في حضرة الله قائلة "ارفعوا قلوبكم" رغم وجودهم في وسط الجماعة هكذا تدعو الكنيسة أن يكون الصوم بهدف التذلل والتقرب من الله مصحوباً باقتناء الفضائل الروحية والصلوات الجماعية والفردية والصدقات السرية والمطانيات وغيرها من أشكال العبادة التي يطالبنا الله بها وليس بهدف الفخر أو التباهي أو التظاهر الذي تقاومه الكنيسة بكل قوة . ولا يمكننا أن نهمل جميع الشواهد الكتابية التي نرى فيها صوم الكنيسة عامة المرشدة بروح الله القدوس في أوقات محددة فقط لهاجس أن يصوم الشخص لهدف التظاهر.
وهو ما أكد عليه البروتستانت أنفسهم في كتاباتهم وقد جاء في كتاب "كشف الظلام في حقيقة الصلاة والصيام" المطبوع في بيروت سنة 1856م صفحة 108 ما يلي:
"الإنسان الذي يطالع الكتب المقدسة بفكر خال من الغرض لا يستطيع أن ينكر وجوب ممارسة الصوم فأننا نرى المخلص يكلم تلاميذه عن الصوم كإحدى الواجبات الدينية كما يتكلم عن الصلاة والصدقة".
وفي صفحة 111 من هذا الكتاب " وكذلك نرى وجوب الصوم مما يقتضيه كلام السيد المسيح من أن تلاميذه يصومون إذا ارتفع العريس عنهم " "وأيضاً علم المسيح بفائدة الصوم وفاعليته في ازدياد إيمان تلاميذه وقوتهم حيث يقول لهم "أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة "" وبحسب ما كان يعلم الرب يسوع من وجهة وجوب الصوم هكذا كان يفعل وكذلك تلاميذه لم ينسوا هذه التعاليم بعد صعوده عنهم لأننا نقرأ في أعمال الرسل أنهم كانوا يصومون كما نجد في الرسائل أيضاً عدة إشارات إلى ذلك".

++++++++++++++++++++

وبعد كل ما تقدم مما يؤكد على أهمية الصوم وضرورته وموافقته للكتاب المقدس ينبغي أن نعلم أن الصوم هو فترة روحية مقدسة يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي، وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف. وبإيجاز نجيب على من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ بما قاله مار اسحق " أن صوم اللسان خير من صوم الفم " وعليه أن يدرب لسانه على الصمت وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة: لا تبدأ حديث إلا لضرورة، أجب بإجابات قصيرة، اشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس.
ولمن يقول: "ماذا أفعل إذا واجهتني الأفكار الشريرة أثناء الصوم؟ نقول لا تجعل للأفكار الشريرة مكان في ذهنك سواء في الصوم أو في عير الصوم كما قال أحد القديسين:" أنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من الطيران فوق رأسك ولكنك تستطيع أن لا تدعها تعمل لها داخل رأسك عشاً" وذلك بالاستعانة الدائمة بالصلوات السهمية فحينما تجد فكراً شريراً يقترب منك أطلب من الله مباشرة أن يبعد عنك هذا الفكر وحاول الانشغال بأمر مفيد آخر أو حول فكرك إلى أمر إيجابي يخص حياتك الروحية أو الدراسية.
ولمن يحدد لنفسه تدريب روحي في بداية الصوم ولكنه لا يستطيع تنفيذه نقول له جاهد ولا تيأس وأعلم أن الصوم فترة حروب روحية كما حدث للسيد المسيح (مت 4) وهي أيضاً فترة انتصار لمن يشترك مع المسيح في حربه،وأعلم أن الشيطان عندما يرى صومك وتوبتك يحسد عملك الروحي فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك يقول يشوع ابن سيراخ " يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعب" ولذلك ابدأ تدريبك من جديد، وتأكد من مناسبة هذا التدريب لك من خلال استشارة أب الاعتراف، واعلم أن الصديق يسقط سبع مرات في اليوم ويقوم.
ولمن يسأل عن هل شرب السجائر يفطر في الصوم العادي أو الانقطاعي نقول أنه قطعاً يفطر في الصوم الانقطاعي، وشرب السجائر في حد ذاته مكروه جداً بل وخطيئة في أحيان كثيرة ويحسن الامتناع عنها بتاتاً بقوة الإرادة ولأن كل شئ مستطاع للمؤمن الذي يقول أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني حاول مرة ومرة بل ولو لزم الأمر مرات وقل للخطيئة لا تشمتي بي ياعدوتي فأني أن سقط أقوم. ولتكن فرصة الصوم مناسبة رائعة للتغلب على هذه العادة المكروهة وعلى غيرها مما يسيطر على حياتنا من أشياء تؤثر على حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله.
أما عن الطلاب المغتربين وهل يحق لهم الصيام في غربتهم أم لا؟ فأننا نرى أن هذه حالات خاصة فمن استطاع الصوم كان مثله مثل دانيال النبي والفتيه الذين معه.. ومن لا يتاح له الطعام الصيامي يمكنه العرض على الأب الكاهن الذي يرشده إلى الطريقة المناسبة له، ففي بعض الأحوال يمكن أن تقوم المدن الجامعية بتقديم وجبات للطلاب الصائمين حينما يتقدم مجموعة من الطلاب بطلب ذلك، وفي حالات أخرى كان يستغني الطلاب عن اللحوم وما شابه في وجبتهم، وربما تتمكن بعض بيوت الطلبة التابعة للكنيسة في تقديم هذه الوجبات، أو يشترك مجموعة من الطلبة في إعدادها إذا سمحت الظروف. وإذا تعذر كل ذلك يستطيع أب الاعتراف أن يعطي تصريحاً بالفطر إذا رأى ضرورة لذلك .

++++++++++++++++++++

ولمن يسأل لماذا سمح السيد المسيح للشيطان أن يجربه ثلاث مرات ؟ ولماذا لم يعاقبه ويقبض عليه فوراً في هذه الحالة ؟
نقول : أن ربنا يسوع المسيح عند ما تجسد أي أتخذ جسداً وتأنس أي صار إنسانا صائراً في شبه الناس . . مشابهاً لنا في كل شئ ما خلا الخطيئة . . وبعد معموديته وقبل بداية خدمته اقتيد بالروح أي بروحه القدوس إلى البرية ليجرب من إبليس بعد صوماً دام أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وقد أنتصر عليه بكلمة الله المكتوبة فيما جربه به، ولم يعلن له لاهوته لأنه من المعلوم أن ربنا له المجد في تجسده أخفى لاهوته _وأن كان لم يفارق ناسوته – عن الشيطان من أجل إتمام عمل الفداء الذي جاء من أجله . لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد . .لقد كان يمكنه معاقبة الشيطان ولكن كيف كان يكمل عمل الفداء ؟
وبعد فإننا نطمئن شبابنا خاصة وأبناء الكنيسة عامة إلى أن جميع أصوامنا مثلما تعلم به الكنيسة لا يختلف عن ما جاء به الكتاب المقدس لا كثيراً أو قليلاً.

++++++++++++++++++++

كيف تعرف تاريخ يوم عيد القيامة والأعياد التي تتبعه:
لمعرفة تاريخ يوم عيد القيامة المجيد والأعياد التي تتبعه في أي سنة من السنين:
يؤخذ تاريخ السنة (سنة الشهداء) المراد معرفة تاريخ يوم عيد القيامة فيها ويطرح منه عدد (1) والباقي يقسم على (19) وباقي هذه القسمة يضرب في (11) والناتج يقسم على (30) والباقي من هذه القسمة يطرح من عدد (40) (قاعدة ثابتة) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح فأن كان من (1 إلى 23) كان في شهر برمودة وإن كان من (25 إلى 30) كان في شهر برمهات ثم تبحث عن اسم هذا اليوم ويوم الأحد التالي له يكون هو يوم عيد القيامة المجيد .
ومثالاً هذه السنة سنة 1718 ش (2002م) :-
1718 – 1 =1717 ÷19=9 والباقي 7×11=77 ÷30 =2 والباقي 17 يطرح من (40) فيكون الباقي (23) هو يوم ذبح الخروف ويكون في شهر برمودة ويوافق يوم أربعاء والأحد التالي له 27 برمودة هو يوم عيد القيامة المجيد .
(ملاحظة :- اذا كان ناتج الضرب في (11) لا يقبل القسمة على (30) نعود إلى الرقم (11) ونطرحه من (40) وفي حالة ما اذا كان ناتج الطرح من (40) يزيد عن (30) تسقط منه عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم ذبح خروف الفصح) .
الأعياد التي تتبعه
1- لمعرفة تاريخ يوم عيد الصعود المجيد ترجع إلى تاريخ يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف تاريخه عدد (9) وتسقط من المجموع عدد (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس .
وإن كان عيد القيامة في برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (9) والناتج هو تاريخ عيد الصعود في شهر بشنس أيضاً وإن زاد الناتج عن (30) نسقط منه (30) والباقي هو تاريخ عيد الصعود في شهر بؤونه .
2-لمعرفة تاريخ عيد العنصرة ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه عدد (19) وتسقط من المجموع عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس .
وأن كان عيد القيامة في شهر برمودة تصيف إلى تاريخه عدد (19) والمجموع هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بشنس وان زاد المجموع عن (30) تسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ عيد العنصرة في شهر بؤونة .
3- لمعرفة عدد أيام صوم الرسل ترجع إلى يوم عيد القيامة وتحدد كم يوماً مضت من الشهر فأن كان في شهر برمهات تأخذ باقي برمهات وتضيف إليه عدد (45) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل . وإن كان العيد في برمودة تأخذ باقي برمودة وتضيف إليه عدد (15) فيكون المجموع هو عدد أيام صوم الرسل .
4- لمعرفة يوم رفاع صوم نينوى ترجع إلى يوم عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إليه العدد (20) ومن المجموع تسقط عدد (30) فيكون الباقي هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة . وأن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (20) فيكون المجموع هو تاريخ رفاع صوم نينوى في شهر طوبة وأن زاد المجموع عن (30) نسقط منه (30) ويكون الباقي هو تاريخ رفاع الصوم في شهر أمشير .
5- لمعرفة يوم رفاع الصوم الكبير ترجع إلى تاريخ عيد القيامة فأن كان في شهر برمهات تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر طوبة وأن زاد عن (30) نسقظ منه (30) فيكون الباقي هو رفاع الصوم الكبير في شهر أمشير . وإن كان العيد في شهر برمودة تضيف إلى تاريخه عدد (4) فيكون المجموع هو تاريخ يوم الرفاع في شهر أمشير وأن زاد عن (30) نسقط منه (30) فيكون الباقي هو تاريخ يوم رفاع الصوم الكبير في شهر برمهات.

++++++++++++++++++++
معرفة اسم يوم النيروز:
لمعرفة اسم يوم ذبح خروف الفصح يلزم معرفة اسم أول يوم في السنة ولمعرفة ذلك :-
يؤخذ تاريخ السنة المراد معرفة اسم أول يوم فيها ويطرح منه عدد (4) والباقي يقسم على (28) وما يتبقى يضاف إليه ربعه بلا كسور ويقسم على (7) (إذا زاد عن السبعة) والباقي هو الرقم الذي يحدد اسم اليوم بحسب الجدول الآتي الذي يبدأ دائماً بيوم الأربعاء :-
الرقم 1 2 3 4 5 6 7
أربعاء خميس جمعة سبت أحد اثنين ثلاثاء
ومثالاً هذه السنة _ 1718 -4 = 1714 ÷28 =61 والباقي 6 +1 (الربع بلا كسور) =7 وهو رقم يوم الثلاثاء (بحسب الجدول) وقد كان أول السنة يوم ثلاثاء .ولمعرفة أسماء أوائل الشهور فأن لو كان أول توت يوم ثلاثاء فأن أول بابه يكون يوم خميس وأول هاتور يوم سبت وأول كيهك يوم الاثنين وهكذا الخ . . ويلاحظ أن أول شهر برمودة دائماً يوافق اسم أول يوم في أي سنة .
كما يلاحظ أن في السنة التي تلي الكبيسة وهي التي تقبل القسمة على أربعة بدون باق ينتقل اسم اليوم بدل من رقم واحد إلى رقمين.

17‏/02‏/2009


بيان ادانه واستنكار

ندين وبشده برنامج الذي عرض ويعرض على القناه التلفزيونيه الـ 10 من التلفاز الاسرائيلي , وبالتحديد برنامج للساقط المدعوا لينور شلاين , والذي يستهزء بأعز ما نملك من رموز دينيه يسوع المسيح له المجد وولدة الإله المتجسد السيده العذراء مريم الكُلية الوقار والبتوليه , وبهذا ندعوا الجميع الى المشاركه في ايصال سخطنا وغضبنا للقناه العاشره , فلهذا نرجوا من الجميع ارسال هذه الرساله باللغه العبريه لإيميل القائمين على القناه العاشره , الايميل هو : support@nana10.net.il 

نص الرساله :

" בשם כל העידות הנוצריות בארץ ובעולם , מגנים בחרפות את התכנית התת רמה שנערכך ע"י הקרואי ליאור שליין ,שפגעה באופן גס וחריף בסמלים הנוצריים , שעצבנה והכעיסה את כל הנוצרים דוברי השפה  העברית בארץ , ופוגעת פגיעה חזתית ברגשות העדה הנוצרית אוהבי שלום ושלווה , מבקשים מהנהלת ערוץ 10 להפסיק ומיד את התוכנית המגעילה , ולהעמיד לדין את החוצפן שנקרא " ליאור שליין " .

הכעס גדול והפצע עמוק שדורש טיפול מהיר וחזק , סרטי התכנית הגזענית והחצופה עוד לא תורגמו לאנגלית ועוד לא התפרצו     לעולם הנוצרי , שיכול להביא לסערה גדולה נגד ערוצכם הנכבד

                                                                                       נא לטפל בעניין בזריזיות 

                                                                                            בשם נוצרי ישראל

 

يرجى من الجميع ارسال هذه الرساله الى هذا العنوان :

support@nana10.net.il

----------------------------------------------------------------------------

14‏/02‏/2009

مرحبا بكم في موقع الكنيسة
بقلم راعي الطائفه الاب القمص افرايم الاورشليمي

من مدينة ناصرة البشارة حيث بشر رئيس الملائكة القديسة مريم العذراء بميلاد الله الكلمة المتجسد ربنا يسوع المسيح ،وحيث عاشت العائلة المقدسة ونما الرب يسوع في القامة والنعمة والحكمة الي ان خدم وعلم في مجمعها. ومن هذا الموقع الذي يمثل كنيسة البشارة القبطية الأرثوزكسية تلك الكنيسة العريقة الغنية بقديسيها وشهدائها ووطقوسها وتراثها والتي كانت وستظل كنيسة علم وروحانية وقداسة نرحب بكم زوار موقعنا. ونرجو لكم حياة روحية عميقة وقويه بمخلصنا الصالح ونحرس علي تلبية والأجابة علي اسئلتكم واستفسارتكم ومقترحاتكم .
سنحرص علي تذويدكم بالحقائق الايمانيه السليمة والمعلومات الروحية التي تبني نفوسكم في الأيمان الأقدس المُسلم لنا من الرب يسوع المسيح والأباء القديسين علما باننا في طور الأنشاء ونرجوا ان نواصل العطاء والنمو مع مرور الوقت .نحن لا نبغي الا عبادة الله بالروح والحق بروح التواضع والوداعة التي دعانا اليها رئيس أيماننا ومكملة الرب يسوع الذي اقتني الكنيسة بدمة ويواصل عمله الخلاصي بالروح القدس المعطي لنا من الله الأب ومن خلال أسرار الكنيسة والوسائط الروحية وجهاد اعضائها والنعمة التي يسكبها بفيض وغني علي المؤمنين المجاهدين في طريق القداسة التي بدونها لن يري احد الرب.
نأمل من زوار موقعنا بالتواصل معنا ونشكر كل من يساهم بافكارة وكتاباتة واسئلتة وزيارتة لموقعنا ونصلي طالبين لكم محبة الله الأب ونعمة ابنه الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس والرب يبارك بلادنا وقرأئنا وبيوتنا وكنيسة له المجد الدائم أمين.

الأب القمص أفرايم الأورشليمي
راعي كنيسة البشاره للاقباط الارثوذكس
بالناصره


للمراسلة: afraymcopty @yahoo.com
للاتصال : 00972775401889
موبيل : 00972545394780
www.coptic-nazareth.com

13‏/02‏/2009


صوم يونان

بقلم نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس

الصوم المعروف بـ‏ (‏صوم يونان‏) ‏مدته ثلاثة أيام، وهو يسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يوم، ويعرف‏ (‏فطر‏)‏ صوم يونان بـ‏(‏فصح يونان‏) ‏وهو اصطلاح كنسي فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذي يطلق عليه أيضا‏ (‏عيد الفصح‏) ‏مما يدل علي أن الكنيسة تنظر إلي قصة يونان علي أنها رمز لقصة المسيح مخلصنا‏.‏ فالفصح كلمة عبرانية معناها‏ (‏العبور‏) ‏أطلقت في العهد القديم علي عيد الفصح اليهودي تخليدا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بني إسرائيل في أرض مصر‏ (‏الخروج‏12:13, 23) ‏فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك الذي ضرب أبكار المصريين، وتخليدا أيضا لعبور بني إسرائيل البحر الأحمر‏ (‏الخروج‏14, 15)‏ إلي برية سيناء فأرض الموعد‏. ‏ولقد كان ذلك العبور القديم رمزا إلي الحقيقة الأعظم خطر، وهي ‏(‏العبور‏)‏ بجميع بني آدم من عبودية الجحيم إلي حرية مجد أولاد الله في المسيح، وقد تم هذا العبور بصلب المسيح وبقيامته المجيدة، إذ عبر هو له المجد بالنيابة عن، بموته بديلا عنا وفادي، فصار عبوره هو عبورا لنا نحن، وقد عبرنا نحن فيه، ولما كانت قيامة المسيح بسلطان لاهوته هي برهان نجاح عملية العبور، لذلك كان عيد القيامة هو عيد‏ (‏الفصح‏) ‏الجديد، إذ هو عيد ‏(‏العبور‏) ‏إلي الفردوس والمنشود الذي فتحه المسيح له المجد‏.‏ بقيامته المجيدة‏.‏

إذن كيف يسمي‏ (‏فطر‏) ‏صوم يونان بـ‏ (‏فصح‏)‏ يونان، إلا إذا كانت الكنيسة نظرت إلي يونان النبي علي أنه رمز إلي المسيح له المجد؟

لقد قال رب المجد بفمه الطاهر ‏(‏إن هذا الجيل شرير، يطلب آية فلا يعطي إلا آية يونان النبي‏.‏ لإنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، هكذا يكون ابن الإنسان لهذا الجيل‏... ‏وأهل نينوي سيقومون في يوم الدينونة مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا عندما أنذرهم يونان‏. ‏وهوذا أعظم من يونان هنا ‏(‏لوقا‏11:19-32), (‏متي‏12:38-41).‏

نعم إن المسيح له المجد أعظم من يونان النبي بقدر ما يعظم‏ (‏الرب‏) ‏عن العبد، و‏(‏الخالق‏)‏ عن المخلوق، وهو كما قال بفمه الطاهر‏: (‏أعظم من سليمان‏) (‏لوقا‏11:31),(‏متي‏12:42) ‏وأعظم من أعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان‏ (‏متي ‏11:11), (‏لو‏7:25) ‏هو ‏(‏الأبرع جمالا من بني البشر‏) (‏مزمور‏44:2), (‏السعيد القدير وحده، ملك الملوك ورب الأرباب، الذي له وحده الخلود، ساكنا في نور لا يقترب منه‏... ‏الذي له الكرامة والعزة الأبدية‏) (1‏تيموثيئوس‏6:15, 16), (‏الرؤيا‏ - ‏الجليان‏17:14), (19:16).‏



وإذا كان يونان النبي رمزا إلي المسيح له المجد، فما هي العلاقة، وما هو وجه الشبه بين الرمز والمرموز إليه؟

قال الرب يسوع‏ (‏لإنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، هكذا يكون ابن الإنسان لهذا الجيل‏) (‏لوقا‏11:30),‏ وقال‏: (‏لإنه كما مكث يونان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الحوت، كذلك يمكث ابن الإنسان ثلاثة أيام وثلاث ليال في جوف الأرض‏) (‏متي‏12:40).‏

كان يونان النبي آية لأهل نينوي، لأنه بمناداته وإنذاره لهم بالغضب الإلهي علي خطاياهم، صدقوه وأطاعوه، وتابوا عن خطاياهم وتابوا إلي الله، صائمين ضارعين بصلوات وابتهالات، وبكاء ودموع‏ ,‏فأشفق الله عليهم، ورفع غضبه عنهم، وأوقف قضاءه بهلاكهم، فنالوا الخلاص والنجاة، وعبروا من الموت إلي الحياة‏.‏

قال الكتاب المقدس‏: ‏فقام يونان وانطلق إلي نينوي بحسب قول الرب‏... ‏فابتدأ يونان يدخل المدينة‏...‏ ونادي وقال بعد أربعين يوما تنقلب نينوي‏. ‏فآمن أهل نينوي بالله، ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم إلي صغيرهم‏.‏ وبلغ الكلام ملك نينوي، فقام عن عرشه، وألقي عنه حلته، والتف بمسح وجلس علي الرماد‏.‏ ونودي وقيل في نينوي عن أمر الملك وعظمائه قائلا‏:‏لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا غنم شيئ، ولا ترع ولا تشرب ماء‏. ‏وليلتف الناس والبهائم بمسوح، وليصرخوا إلي الله بشدة، ويتوبوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي بأيديهم، لعل الله يعود ويندم ويرجع عن اضطرام غضبه فلا نهلك‏.‏ فلما رأي الله أعمالهم، أنهم تابوا عن طريقهم الرديئة ندم الله علي الشر الذي قال إنه يصنعه بهم، ولم يصنعه‏ (‏سفر يونان‏3:3-10). (مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت).

كان يونان النبي آية لأهل نينوي، لأنه بمناداته صار الهدي، وتمت المعجزة، معجزة العبور من حال إلي حال‏.‏ فقد تبدل الضلال إلي رشد، والعقوق إلي تقوي الله, ‏والعصيان إلي طاعة الله وخضوع، والجحود والكفران إلي إيمان وغفران‏. . .‏فكان يونان لأهل نينوي آية وخلاصا. ‏جاء نذيرا فصار بشيرا‏.‏أو قل كان يونان كما يدل اسمه‏(‏حمامة‏)‏ سلام وخير‏.‏فإن الاسم‏(‏يونان‏) ‏هو الصيغة السريانية والعربية للاسم العبري ‏(‏يوناه‏ lonah) ‏ومعناه‏ (‏حمامة‏) ‏ويكتبه الإغريق‏ (‏يوناس ‏lonas).‏

في عمل الهداية كان يونان النبي رمزا إلي يسوع المسيح ‏(‏الكلمة‏) ‏الذي نزل من السماء‏ (‏يوحنا‏3:13), (6:33, 38, ‏مر‏, 51,50, 58) ‏في صورة‏ (‏ابن الإنسان‏)(‏صائرا في شبه الناس‏) (‏فيلبي‏2:7). جاء ينادي ببشارة ملكوت الله قائلا‏: (‏قد تم الزمان، واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل‏). (‏مرقس‏1:14, 15) ‏وجعل‏ (‏يسوع يبشر قائلا‏: (‏توبوا فقد اقترب ملكوت السموات‏) (‏متي‏4:17, 23).‏

وكما تصالح أهل نينوي مع الله بتوبتهم، فرحمهم الله، ورفع غضبه عنهم، هكذا علي صعيد البشرية كله، صالحنا المسيح له المجد مع العدل الإلهي بعمل الفداء الذي كفر به عن خطيئة آدم وكل بني آدم الذين أخطأوا في آدم‏,(‏لإنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحد، ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة‏,... ‏صانعا سلاما‏... ‏مع الله بالصليب، قائلا العداوة به‏.‏ فجاء وبشركم بالسلام أنتم البعيدين والقريبين‏) (‏أفسس‏2:14-17).‏

علي أن المشابهة بين يونان والمسيح له المجد، امتدت إلي ما هو أبعد من المناداة‏... ‏امتدت إلي المشابهة به في قبره، وخروجه من القبر حيا‏.‏

كان يونان في السفينة هاربا من وجه الرب، فلما حدث نوء عظيم في البحر حتي كادت السفينة تنكسر‏... ‏وكان البحر يزداد اضطرابا... ‏وعرف النوتية من يونان أنه بسببه حدث هذا النوء العظيم... ‏أخذوا يونان وطرحوه في البحر، فوقف البحر عن هيجانه... وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال‏(‏يونان‏1:4-17) ‏ثم أمر الرب الحوت فقذف يونان إلي البر‏(‏يونان‏2:10).‏

هكذ، بالقياس مع الفارق، صنع اليهود والرومان بالرب يسوع المسيح‏.‏ حكموا عليه بالموت حسد، وصلبوه، فمات بالجسد وهو بلاهوته الحي الذي لا يموت، ودفنوه في القبر، فظل جسده في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم قام في اليوم الثالث من القبر، والقبر مغلق، وخرج حيا لأنه لم يكن ممكنا للقبر أن يضبطه أو للموت أن يمسكه‏ (‏أعمال‏2:42).‏

إذن كما حمل الحوت يونان، وكان يونان حيا في الحوت علي الرغم من أنه في حكم الميت، فكان الحوت ليونان بمثابة القبر للمسيح الرب، وكما خرج يونان النبي حيا بعد أن ابتعله الحوت ثلاث أيام وثلاث ليال، خرج المسيح الرب من القبر حيا من بعد أن ذاق الموت بالجسد‏.‏

والفارق مع ذلك عظيم بين يونان وبين المسيح‏.‏كان يونان هاربا من وجه للرب، فأعد الرب له حوتا عظيما ليبتلعه، فدخل الحوت مقهور، بينما أن المسيح بذل ذاته للموت بإرادته، فداء عن البشرية، قال له المجد‏ (‏وسأبذل نفسي عن خرافي‏... ‏إذ أبذل نفسي كي استردها‏. ‏ما من أحد ينتزعها مني، وإنما أبذلها أنا وحدي من ذاتي‏. ‏فلي سلطان أن أبذله، ولي سلطان أن استردها‏) (‏يوحنا‏10:15-18).‏

وهنا نجيب علي سؤال‏:



هل ظل المسيح في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ‏(‏كاملة‏)‏ ألم يمت في يوم الجمعة ثم قام في فجر الأحد؟

نجيب بأن المسيح لم يقل إنه يبقي في باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ‏(‏كاملة‏),‏ بدليل أنه قال مرددا‏: (‏إنه في اليوم الثالث يقوم‏).‏ فلو كان قد ظل‏ (‏مدفونا في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال ‏(‏كاملة‏), ‏لكانت قيامته في اليوم الرابع، لا في اليوم الثالث كما وعد‏!...‏

قال الإنجيل‏ (‏ومنذ ذلك الوقت بدأ يسوع يبين لتلاميذه أنه ينبغي أن يمضي إلي أورشليم ويعاني آلاما كثيرة من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل ثم في اليوم الثالث يقوم‏)(‏متي‏16:21), (‏لوقا‏9:21, 22) ‏وقال أيضا‏: (‏وفيما هم راجعون إلي الجليل، قال لهم يسوع‏: إن ابن الإنسان سوف يسلم إلي أيدي الناس، فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم‏)(‏متي‏17:22, 23), (‏مرقس‏9:31) ‏وقالوا فيما كان يسوع صاعدا إلي أورشليم أخذ التلاميذ الاثني عشر علي خلوة في الطريق، وقال لهم‏: (‏ها نحن أولاء صاعدون إلي أورشليم‏.‏ ولسوف يسلم ابن الإنسان إلي رؤساء الكهنة وإلي الكتبة فيحكمون عليه بالموت‏.‏ ويسلمونه إلي الوثنيين ليهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه، وفي اليوم الثالث‏)(‏متي‏20:17-19), (‏مرقس‏10:32-34), (‏لوقا‏18:31-33).‏

وبالمثل لم يقل الكتاب المقدس عن يونان النبي إنه ظل في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال‏ (‏كاملة‏) (‏يونان‏1: 17).‏

ولما كان اليوم أو جزء منه يحسب في العادة يوم، لذلك فإن المسيح وقد أسلم روحه الإنسانية في الساعة التاسعة من نهار يوم الجمعة، ففجر الأحد يكون هو اليوم الثالث الذي قام فيه المسيح كما وعد وكما كان قد قال‏ (‏متي‏28:6).‏

فقد يقول قائل ‏-‏بأي لغة وفي أي مكان بالعالم‏- ‏لقد قابلت اليوم صديقا لي‏. ‏ولا يشترط في ذلك أن تطول المقابلة إلي يوم كامل من أربع وعشرين ساعة، فقد يكفي أن تتم هذه المقابلة في ساعة واحدة من ذلك اليوم وربما أقل من ذلك‏... ‏وقد يقول إنسان‏: ‏لقد مات قريبي منذ ثلاثة أيام، ويكفي في حساب اليوم الأول أن تكون ساعة واحدة منه، وكذلك الأخير أو الثالث يكفي أن يكون ساعة أو جزءا من ساعة‏.‏

ونحن تأسيسا علي هذا نقيم صلاة الثالث أو ‏(‏صلاة صرف الروح‏) ‏في اليوم الثالث لخروج الروح من الجسد، بحيث يحسب اليوم الأول لخروجها إذا كانت الوفاة في أي وقت قبل غروب الشمس، وكذلك اليوم الثالث في أي وقت منه‏.‏

والخلاصة إن الكنيسة تري في قصة يونان رمزا لموت المسيح وقيامته في اليوم الثالث وهذا هو سر تسمية صوم أهل نينوي بـ‏ (‏صوم يونان‏),‏ وفطر هذا الصوم بـ‏ (‏فصح يونان‏) ‏لإن الكنيسة تري في هذا الصوم ليس مجرد فضيلة تذلل واسترحام واستغفار‏, ‏ولكنها تعده فضلا عن هذ، رمزا لموت المسيح وقيامته‏, ‏فبالمسيح عبرنا عن ‏(‏عبودية الفساد إلي حرية مجد أولاد الله‏) (‏رومية‏8:21).‏ جاء في الذكصولوجية التي ترتل في هذا صوم يونان‏: (‏يونان النبي كان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال كدفن مخلصنا أرسله الرب الإله إلي رجال نينوي، فكرز لهم كقوله فتابوا‏. ‏ثلاثة أيام وثلاث ليال بصلوات وأصوام مع التمخض والدموع والطيور والبهائم، فقبل الله توبتهم ورحمهم ورفع غضبه عنهم، وغفر لهم خطاياهم‏.‏ نطلب إليك أيها الرحوم، اصنع معنا نحن الخطاة مثل أهل نينوي، وارحمنا كعظيم رحمتك‏.‏ لإنك أنت إله رحيم كثير الرحمة متحنن وطويل الأناة محب البشر الصالح‏. ‏لإنك لا تشاء موت الخاطئ حتي يرجع ويحي، اقبلنا إليك وارحمنا واغفر خطايانا‏.‏ اطلب أيها الكاروز لأهل نينوي يونان النبي، ليغفر الرب لنا خطايانا‏).‏

ولذلك يعتبر صوم يونان في حكم أصوام المرتبة الأولي، فيصام انقطاعيا صوما نسكيا إلي ساعة متأخرة، ولا يأكلون فيه السمك، مثله في ذلك مثل الصوم الأربعيني، والأربعاء والجمعة وأسبوع الآلم، وبرمون عيدي الميلاد والغطاس المجيدين