30‏/08‏/2009

فأعطني الآن حكمة ومعرفة



للأب أفرايم الأورشليمي


البحث عن الحكمة

بحث المفكّرون منذ القدم عن الحكمة . وتميزت حضاراتنا الشرقية منذ أمد طويل بالحكماء. وكان الهدف من هذا البحث هو المعرفة ، وان يتصرف الناس بفطنة وحنكة لينجح الإنسان في حياته ، وتكون له المعرفة بالخالق والعالم والأخلاقيات والسلوك الحسن . واتخذت مساعي البحث عن الحكمة في بلاد اليونان قديماً منحىً نظريًا فلسفيًا للبحث في حقيقة وجوهر الأمور، وعندما أسبغ على لسقراط لقب الحكيم أجاب: انه ليس حكيماً بل محباً للحكمة " فيلو " باليونانية محب " صوفيا " تعني الحكمة .


وفي العهد القديم نجد إن الحكمة صفة لله وهو وهب الحكمة ، وتميز رجال الاستقامة والصلاة ومحبة الله بالحكمة. فنجد أن يوسف الصدِّيق تميَّز بحكمة من الله جعلته يفسر أحلام فرعون وأحلام جميع عبيده فقال فرعون لعبيده : " هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك " تك 41 : 37 – 39 . كما تميز موسى النبي بالحكمة والحلم مهذبا أولا بحكمة المصريين ثم بالتأمل في حياته في البرية والصلة بالله ومعرفته لله . نما موسي النبي في الحكمة وأصبح مقتدراً في الأقوال والأعمال واستطاع أن يقود الشعب قديماً للتحرر من العبودية ، وقادهم في البرية بنعمة وحكمة من الله كما يقودنا الرب يسوع في برية هذا العالم عندما نطيعه ونسترشد بحكمته ونعمته ، ليعطينا حكمة ليست من هذا العالم ويصل بنا إلى السماء .

أما سليمان فطلب من الله عندما تراءى له الرب وسأله ماذا أعطيك فطلب سليمان الحكمة " فأعطني ألان حكمة ومعرفة لأخرج أمام هذا الشعب وادخل لان من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم . فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا أموالا ولا كرامةً ولا أنفس مبغضيك ولا سألت أياما كثيرة بل إنما سالت لنفسك حكمة ومعرفة بهما تحكم على شعبي الذي ملكتك عليه . قد أعطيك حكمة ومعرفة وأعطيك غنى وأموالا وكرامةً " 2 أخ 1 : 10-12 .

وفاقت حكمة سليمان حكمة كل بني المشرق وحكمة كل مصر أمل 5 : 9 هذه الحكمة تجلّت في حسن قيادته وتصريفه للأمور وفي تبصّره وتميّزه .


الحكمة المسيحية والفلسفة


الحكمة المسيحية تهدف إلى معرفة الله ، وصفاته وملكوته وخلقه للعالم ومخلوقاته والنفس البشرية والفضيلة والسلوك الحسن، والإيمان الذي يجعل الإنسان مميزاً للخير والشر سالكاً في وصايا الله . وذلك بوحي الله للأنبياء والرسل وبحثاً وراء معرفة الله الذي خلقنا ويرعانا. والفلسفة تهدف إلى تكوين رأي صحيح عن الكون وخالقه والنفس البشرية ومعايير الفضيلة عن طريق أعمال العقل والتفكير ، ومع اعتراف الفلسفة لمحدودية العقل فان الفلسفة لا تضاد ولا تناقض الحكمة المسيحية والوحي الإلهي ومع هذا فنحن لا نطمئن لكل رأي المفكرين والفلاسفة ، بل يجب دراسة هذه الآراء لمعرفتها ، لان الناس ومنهم المفكرين والفلاسفة مختلفون باختلاف بيئتهم وملكاتهم الفكرية وتجاربهم وظروفهم الاجتماعية وثقافتهم السائدة واتجاهاتهم ، فان ذلك يودي إلى اختلاف النتائج التي يتوصلوا إليها في بحوثهم ولهذا يجب أن يكون لنا التميز والبصيرة الروحية للتمييز بين الحكمة والفلسفة التي تؤكد وتنكر الله أو تلحد به في غرور وكبرياء .

إننا كمسيحيين لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله والتي نتكلم بها أيضا لا بأقوال حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس ، لأنه من عرف فكر الرب فيُعلّمه أما نحن فلنا فكر المسيح . الحكمة المسيحية وديعة روحية مملوءة رحمةً وأثمارًا صالحة عديمة الريبة والرياء يع 3 : 17 .

إننا بالوحي المقدس وبالإيمان بالله يكون لنا التمييز والمعرفة لنميز بين السفسطة والفلسفات الكاذبة وبين البحث الجاد للوصول والارتقاء بالفكر.


مصدر الحكمة الحقيقية


الله هو كليّ الحكمة والمدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم واهب الحكمة وهو الذي يعطي الإنسان قلباً قادرا على التمييز بين الخير والشر " عنده الحكمة والقدرة والمشورة والفهم " أي 12 : 13 وفي حثه لنا لاقتناء الحكمة يقدمها لنا ويطوِّب الساعين إليها " طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم لان تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص ، هي أثمن من اللآليء وكل الجواهر لا تساويها في يمينها طول الأيام وفي يسارها الغنى والمجد ، طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام . هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط " أم 3: 13 ،18،أم8: 11

والسيد المسيح هو اقنوم الحكمة المتجسد والمعلم الصالح ، الذي يهب الحكمة للمؤمنين به الساعين إلى الكمال والحكمة والمعرفة ، وهو الذي دعانا أن نكون به حكماء ونتعلم منه " ملكة اليمن جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا أعظم من سليمان هاهنا " مت 12 : 42 . وقدّم الرب يسوع نفسه بان الحكمة التي كانت تنادي في العهد القديم من يريدها أن يأتي إليها ليرتوي " إن عطش احد فليقبل إلي ويشرب " يو 7 : 37 . ولنكتشف انه حكمة الله خالق العالم الذي به كل شيء كان وبغيره لم يكن شيء من كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نوراً للناس والنور أضاء في الظلمة. ويطالبنا الله أن نسير في النور والحكمة لهذا نجد الأشرار يسلكون في الظلام ويهربوا من النور لئلا توبخ أعمالهم .

والروح القدس هو روح الله واهب الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة ومخافة الرب . الروح القدس يعطي الاستنارة لعيون أذهاننا وهو قائد الكنيسة بمجد تاريخها الطويل ومعطي الحكمة التي لا يستطيع العالم أن يقاومها أو ينقضها.


كونوا حكماء


انها دعوة الله لنا أن نكون حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام ، وإذ نريد الحكمة ونجدّ في أثرها علينا أن نسلك بالحق والاستقامة ونجدّ حياة التوبة " أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحلّ في الجسد المسترق بالخطية " مك 1 : 14 .

علينا أن نعرف الله ونحفظ وصاياه ونسلك بها " يا ابني إذا رغبت في الحكمة فأحفظ الوصايا فيهبها لك الرب " سير 1 : 33 ليست الحكمة علم الشر وحيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك فطنه ، إننا إذ ابتعدنا عن الله وحكمته يظلم فكرنا " إن الذين أهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لأنفسهم بجهلهم الصلاح لكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه " مك 10 : 8 .

التواضع والتعلم من المسيح وحياته وتعاليمه وممارسة أسرار الكنيسة في وداعة تمنح حكمة حتى للجهلاء " تأتي الكبرياء فيأتي الهوان ومع المتواضعين حكمة " أم 11 : 2 نعم إننا في وداعة وتواضع الأطفال المتكلين على أبيهم السماوي الطالبين عونه نأخذ منه حكمة " في ذالك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها ألآب ربّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال . نعم أيها الأب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك كل شيء قد دفع إلي من أبي.

وليس احد يعرف الابن إلا الأب ولا احد يعرف الأب إلابن ومن أراد الابن أن يعلن له . تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم.

لان نيري هيّن وحملي خفيف " مت 11 : 25 – 29 .

إننا مطالبون بالصلاة الواثقة في محبة الله ، لنأخذ منه حكمة كيف نتكلم ونسلك في مختلف المواقف " فان كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة " يع 1 : 5،6

كلما كانت لنا مخافة لله ، ونكرمه كاب لنا ونظهر بنوتنا له بحرصنا على إرضائه " مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب " أم 1 : 7 .

إننا نتعلم من الحكماء والمعلمين الروحيين ومن كتب الآباء المتصفة بالروحانية والسلوك المستقيم وسير الآباء القديسين، فعندما سئل الأنبا انطونيوس الكبير عن ما هي أعظم الفضائل قال انه الإفراز أي التمييز والحكمة، ليعرف الإنسان ان يميز بين الخير والشر فالحكمة تتخلل كل فضيلة وسلوك لتجعله فاضلاً الحكمة تجعلنا نسلك في اعتدال دون تطرف وأعمال الفكر وطلب العون من روح الله ، ليكون لنا دقة التعبير وسلامة التدبير وعدم التسرع ودراسة الأمور من جوانبها المختلفة ومعرفة آراء الدارسين والمرشدين للخروج بأفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة وإيجاد الوسائل السليمة لحل المشكلات .

إن التأمل والدراسة لمعرفة حقيقة الأشياء لا الأخذ بظواهرها مع طلب قيادة روح الله القدوس يجعلنا نسلك في حكمة " أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك " مز 104 : 24 .


النجاح في الحياة العملية


إننا في بحثنا عن الحكمة وصلواتنا إلى الله من اجلها ، نسعى إلى تطبيق الحكمة في سلوكنا العملي ، وفي أقوالنا وتصرفاتنا لنصل إلى الحياة الناجحة التي ترضي الله وتجعلنا نوراً في العالم وملحاً في الأرض. فيكون لنا فطنة وتمييز في علاقتنا مع العالم والمجتمع وأنفسنا والله. وتكون لنا النظرة الفاحصة من الأوهام والمخاوف . نعرف التميز بين الغث من السّمين . لا نشترك في أعمال الظلمة . نعرف النفس البشرية ودوافع تصرفات الآخرين ونسلك بنا على معرفتنا وإيماننا في اعتدال وفي أدب وتواضع وبر ، ونستلهم من الكتاب المقدس كيف نسلك بحكمة من جهة كل احد " من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة ، ولكن إن كان لكم غيرة مُرّة وتحزّب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق . ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية ، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. وأما الحكمة التي من الله فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مملوءة رحمة وأثمار صالحة عديمة الريبة والرياء " يع 3 : 13 - 17 .

بالحكمة والتمييز نعرف متى نتكلم ومتى نصمت، وعندما نتكلم بكلام حكمة وعزاء ومنفعة للآخرين، نعرف متى نكون ودعاء نتعامل في طيبة قلب ، ومتى نكون حازمين في مواجهة الأخطاء. متى تكون الطيبة مدعاة للتسيب والتراخي ، ومتى يكون الحزم والشدة ضد الرحمة والحب وتقود للتمرد والرفض، إن الطبيب الماهر يعرف متي يستخدم العلاج والمسكنات ومتى يستخدم المشرط للبتر والاستئصال ، فالحياة الروحية ليس قوانين عمياء بل هي حياة روحية منقادة بالروح في محبة الله ، هدفها السعي إلى نقاوة القلب والقداسة والاتحاد والشركة مع الله لنصل إلى النجاح في الحياة والملكوت السماوي .

الحكمة تجعلنا نحيد عن التطرف ونسير باعتدال ، مما يبعدنا عن التطرّف اليميني والمغالاة في أمور نظنها حميدة لكن بالمغالاة نسقط ولا نسير ، بالتطرف يساراً بالاستسلام للكسل وحياة الرخاوة والخطية والهلاك الأبدي. الحكمة إذا سراج النفس الساعية للكمال للمعرفة والفضيلة. إن شاول أول ملوك إسرائيل اظلم عقله وفقد الحكمة ولم يصغ لصوت الطاعة فظنَّ انه بتقديم عمل جيد وهو ذبيحة لله يسلك بحكمة فهلك ونُزع منه الملك .

في تمييز وحكمة تعطى كل جوانب حياتك حقها ، أعطِ لروحك حقّها في الصّلاة والصوم ومحبة الله والفضيلة ، وأعطِ لعقلك حقّه في القراءة والاطلاع والتأمل ، ولجسدك حقه في التغذية والتقوية والنمو فلا يمرض ولا يتمرد عليك .

تعطي الله حقه في العبادة ، وللآخرين حقهم في الاحترام والتعاون ، ولأهلك حقهم في الخدمة والبذل ، ولنفسك حقها في النمو والخلاص.

يجب أن نحترس من حكمة أهل العالم ووسائلهم التي تتميز بالمكر والدهاء والكذب أو الخداع والبعد عن الله ، كما خدعت الحية قديما أبوينا " تكونان كالله عارفين الخير والشر " تك 2 : 5 ، " فقد توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت " أم 14 : 12 . لقد سلكت الملكة إيزابيل قديما طريق المكر والكذب لكي ينال زوجها حقل نابوت اليزرعيلي فدبرت حيلة استولى بها على الحقل وادعت كذبا انه جدَّف على الرب ، فتمّ رجم نابوت ظلماً فجاءها صوت الرب على يد إيليا النبي بالهلاك لها ولزوجها ( أمل 21 : 5 – 15 ) . إن العالم في حكمته المرضية لم يعرف ، فصلب رب المجد. واما الرب يسوع المسيح فانه بتواضعه وبذله خلّص العالم بجهالة الصليب.

فلنفحص أفكارنا ونتوب عن خطايانا وأخطائنا ونطلب في إيمان حكمة من الله ، لنعرف كيف نسلك بتدقيق كحكماء وليس في جهل مفتدين الوقت لان الأيام شريرة " لا تشاكلوا هذا الدهر . بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " رو 12 : 2 لا نكون حكماء عند أنفسنا بل حكمتنا هي من الله وقيادة روحه القدوس واهب الحكمة للجهلاء ومقوّي الضعفاءو رافع البائسين ، محرّر المأسورين ، والذي يقودنا في كل حين في موكب نصرته .

هبني حكمة ونعمة

البركة والمجد والكرامة لك يــــــــا رب

الحكمة والقدرة والبركة لألهنــــــــــــــا

المذخر فيه كل كنوز الحكمة والعلــــــم

معطي الحكمة للمتواضعين الو دعـــــاء

هبنا الحكمة من عندك يا أبا الأنـــــــوار

وأعطنا قلبا حكيمًا لمعرفة وصايــــــــاك

لنسلك في أحكامك باســـتقامة وبـــــــــر

روحك القدوس يمنحنا الحكمة والإفـراز

لنعرف الأشياء الموهـــــوبة لنــــا منك

ونســــــــير كأبناء النــــــــور والـــحق

حررنـــــا مــــن أخطــــــائنا وخطايانا

لنتصــــــــرف حسنا في وداعة الحكمة

وتكـــــون لنــــــــــــــا الثمار الصالحة

والقداســــــــــة ونقـــــــــاوة القلــــــب

بهما نحيـــــــا معـــــك ونعايــن مجدك

29‏/08‏/2009

للخاطئ رجاء



الاب افرايم الاورشليمي

فيكون للذليل رجاءٌ وتسُدُّ الخطية فاها (أي16:5 )
العبودية للخطية:

«إن كل مَن يعمل الخطية هو عبدٌ للخطية» ( يو 8: 32 )، والعبد هنا هو عبد لأمر مُذل، إذًا فهو ذليل، أذلته الخطية مثلما أذلت قويًا في زمانه هو شمشون ( قض 16: 19 ). والخطية طالما «طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء» ( أم 7: 26 ).

إن البشر مختلفون في كل شيء على مرّ العصور: في الثقافة أو اللغة، في الجنس أو الدين، في الحياة أو الثروة، في العلم أو العمل. في كل شيء هم مُتباينون إلا في أمر واحد اتفق فيه الجميع: أنهم أخطأوا وأعوزهم مجد الله!! (
رو 3: 22 ، 23)؛ أي أن الواقع، والذي نراه بعيوننا فعلاً أن الخطية جعلت الجميع عبيدًا لها أذلاء! نعم، الجميع أذلاء! يا للكارثة!

لكن اسمع ما يقوله الوحي المقدس هنا، بلسان أحد أصحاب أيوب، في واحد من أقدم أسفار الكتاب المقدس: «فيكون للذليل رجاءٌ»! يا للروعة! يا للخبر السار!! «فيكون للذليل رجاء وتَسد الخطية فاها»! يا للعجب! ويا للعظمة! بل يا لله! تبارك اسمه إلى الأبد!

السيد المسيح رجاء الخطاة:

وفي العهد الجديد أتى المسيح، لا ليعلن لنا أخبارًا سارة (الإنجيل)، فهذا فعله الرسل والخدام ولا يزالوا يفعلونه، لكنه أتى ليكون هناك إنجيل؛ بُشرى سارة حقيقية. فبموت المسيح كفارة عن خطايانا، وبديلاً ونائبًا عنا، كالوسيط الوحيد، والمُصالح الفريد بيننا وبين الله، صار للذليل رجاء، وأمكن أن تسد الخطية فاها. أخذ العدل مجراه، وأُبطل للعدو شكواه، واندفق نهر النعمة في مسَاره يأخذ في طريقه الكل دون تفرقة. جاء الرب يسوع المسيح ليحرر الخطاة ويعطي للمستعبدين رجاء وللمساكين بشري سارة ، جاء المسيح ليحرر ويخلص من قد هلك لاننا في زمن الرحمة والحب ومازال الرب يسوع المسيح فاتحا ذراعاة وينادي قائلاً(تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وانا اريحكم).

وفي رسالة رومية، حيث نقرأ عن إنجيل الله (
رو 1: 1 )، تَرِد كلمة «لا فرق» مرتين بخصوص البشر المختلفين في كل شيء عدا هذين الأمرين. في رومية3: 22 لا فرق إذ الجميع أخطأوا .. وفي رومية10: 12 لا فرق بين يهودي أو أممي إذ الجميع اتجهت إليهم نعمة الله! لقد جذبت شبكة الحب الالهي الخطاة لتحولهم الي قديسين والزناة لتحولهم الي بتوليين ومحبي المال والسلطة الي خادمين باذلين ولا عجب فالذي عمل في شاول وزكا العشار والسامريه ومريم المجدلية هو هو أمس واليوم والي الابد .

عزيزي .. يا مَن أنت بالطبيعة واحد من الأذلاء للخطية: أبشِر! للذليل رجاء! تعال إلى المسيح الآن، بالتوبة وبالإيمان، تنال منه الغفران، وتحظى في ظله بالأمان. وكما اشتركت مع الجميع في ذل الخطية، ليتك تشترك مع الكثيرين الذين نالوا فيض النعمة وعطية البروالغفران .
ارفع قلبك للصلاة ..
ربي اني خاطي وارادتي ضعيفة وحريتي مسلوبة،
لكن اثق فيك ايها القادر علي كل شئ ،
أثق انك تحبني رغم ضعفي وشروري وبعدي ،
وها انا اتي اليك واثق فيك وفي شدة قوتك،
حررني من ربط الخطية القاتلة للنفس،
غيرني لأكون كما يرضي صلاحك،
هبني الارادة والقدرة علي العمل الصالح .
روحك القدوس يقودني ويرشدني ويهدي خطواتي
ربي أومن فأعن ضعف ايماني،
احبك واريد ان انموفي الحب حتي يكون من كل الفكر والقلب ،
ربي فيك يالهي لي رجاء

26‏/08‏/2009

ايد على ايد مخيم صيف 2009

ايد على ايد مخيم صيف
2009
.

لتحميل الفيديوا

اضغط هنــــ+ـــا

http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=159433

.

عظة الصلاة من أجل السلام



للأب أفرايم الأورشليمي

أصحاب السياده المطارنه والاسا قفه .... الأباء الكهنه والرهبان والراهبات....

أخوتي واخواتى في المسيح يسوع ....

النعمة والسلام من الهنا الصالح مصدر كل نعمة ورب كل عزاء فلتكن مع جميعنا.

نرحب بكم أحبائنا من مختلف الكنائس والبلاد والشعوب ونضرع معاً لملك السلام أن ينظر إلى العالم بعين العطف والرحمة والحب الالهى.

الله عن عالمنا ليس ببعيد

بل هو ضابط الكل ويده الممدوده وحكمتة الساهره قادرةً أن تقود سفينة حياتنا ومنطقتنا والعالم الي السلام العادل والدائم والشامل وإلى تحقيق وعوده الصادقة (روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفى المنكسري القلوب، لأنادى للماسورين بالاطلاق، وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحريه واكرز بسنة الله المقبولة ) وأننا نصلى معاً ليتم هذا المكتوب فى مسامعنا الآن رغم تقصيرنا وخطايانا ورغم ضعف أردتنا أو حتى عدم رغبتنا من أجل مجد أسمه القدوس.

نصلى معاً:

نصلى ونطلب العزاء لعائلات الشهداء والضحايا ليمنحهم الرب الصبر والعزاء. نصلي من أجل الأبرياء الذين انتقلوا في ليمنحهم الرب الراحة الأبدية, نصلي من أجل المُشردين والمُهجرين من ديارهم وبلادهم وقُراهم في الأراضي المقدسة والعراق والسودان ليمنحهم الرب الصبر والقوة وليعودوا سالمين إلي أرض آباءهم وأجدادهم. ليُقيم الرب بناء القرى والمدن وسأكنيها.

ندعو الله إن يمنح الأغنياء قلوباً بها روح العطاء من أجل بناء ما دمرته الحرب.

نصلى معا ليحرر الله العباد من الكراهية والخطية والحرب ليعودوا إلى الله بالتوبة والدموع. نصلى من أجل المساكين والضعفاء والمسجونين والمضطهدين والثكالي في فلسطين ولبنان والعراق والسودان،وفي كل مكان، ليقيم لهم الله العدل والحكم والرحمة والحق والأنصاف.

نصلى من أجل ذوى القلوب الرازحة بالعبودية لأبليس والمادة واللذة والشهوه والسلطه ليقودوا العالم إلي النظام الدولي العادل بدلاً من الجنون والفوضى والي حوار وتعاون الحضارات والأديان بدلاً من صراعها الهدام.

نصلى لتأتى سنة اليوبيل العظيم، السنة المقبولة للرب، لتتحرر الأرض من الظلم والظلمة، ويعود السجين إلي ارضهِ، والإنسان إلى ربه.

الله اله الضعفاء:

الله الهنا هو إله الكل ولاسيما الضعفاء هو معين لمن ليس له معين، عزاء صغيرى القلوب، ميناء الذين فى العاصفه، وهو كما يقول الانجيل يقاوم المستكبرين اما المتواضعين فيعطيهم نعمة يع 6:4لقد دافع الرب عن العشار المتواضع مبرراً اياه دون الفريسى المنتفخ بكبريائة. الله هو المدافع عن المظلومين. فلا تخافوا ايها الضعفاء بل ليقل الضعيف بطلاً انا لا لكى يهزم الاخرين بالعنف بل لينتصر عليهم بالحب والتسامح والوداعة وعمل الخير.

الله إله سلامنا

الله هو ملك السلام ودعانا لكى نكون صانعى السلام لنكون ابناء له ولقد دعانا ان نتبع السلام مع الجميع عب14:12 فلنصلى من أجل السلام ونعمل بكل طاقتنا من أجله، لنبنى جسور المحبة بيننا لا الحواجز والمعوقات ،اننا ندعو قادة المنطقة خاصةً وابنائها عامةً إلى العمل الدؤوب من أجل السلام العادل والشامل والدائم بقلوب صادقة منفتحه على الاخر، تقبله وتحترمه وتحبه ولاتسلبه شيئاً من حقوقه. ليحي كل أنسان حراً كريماً مصاناً له نفسه وماله ، أرضهُ وعرضهُ حتى تصل سفينة حياتنا ومنطقتنا إلى بر السلام والامان.

وكلما اسرعنا فى عمل المصالحة هذا مع الله واخوتنا وانفسنا كلما أسرع الله واتى الينا نضرع لرئيس السلام إن يُسكت الرياح العاصفة والأمواج العاتية التي تقود العالم إلي الدمار والفناء لتنعم السفينة بالسلام والناس بالامن والأمان والايمان وتمتلئ الأرض من معرفة الرب(أش11:9).

أرجع إذا يارب واطلع من السماء وتعهد الأراضي ألمقدسه والساكنين فيها لاسيما أهلنا في غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق بعين ألرحمه والحب, فليكن سلامك حصناً لشعبك.

صلاة من أجل السلام



للأب افرايم الأورشليمي

أقيمت مساء اليوم 8/26 في كنيسة الأنبا انطونيوس ببطريركية الأقباط الارثوزكس بالقدس صلاة مسكونية من اجل السلام في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط حضرها رئيس الاساقفة أريس شفرنيان عن بطريركية الارمن الأرثوزكس وسيادة المطران مار ساويرس ملكي عن السريان الارثوزكس وممثلين عن سائر الكنائس في القدس وبحضور جمع غفير من مسيحيي القدس والرهبانيات والرهبان وحضور اجانب وقد رحب بالحضور والقي عظة الصلاة الأب أفرايم الاورشليمي نيابة عن الدكتور الانبا ابراهام المتواجد خارج البلاد حالياً ونضع هنا برنامج الصلاة والعظة لتشاركونا الصلاة من أجل السلام في بلادنا المقدسة

الصلاة من أجل السلام

(يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم والى الأبد) عبر 8:13

برنامج الصلاة

1- لحن يا ملك السلام (بالقبطية).

يا ملك السلام , اعطنا سلامك, قررلنا سلامك وأغفر لنا خطايانا.

فرق أعداء الكنيسة وحصنها فلا تتزعزع إلي الأبـــــــد.

عمانوئيل الهنا في وسطنا الأن بمجد أبية والروح القــــدس.

ليباركنا كلنا ويطهر قلوبنا ويشفي أمراض نفوسنا وأجســـادنا.

نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا.

2- صلاة الشكر: قبطي وعربي . . . . .

3- لحن قبطي :

نسجد للآب والأبن والروح القدس المساوي في الجوهر، السلام للكنيسة بيت الملائكة ، السلام للعذراء التي ولدت لنا مخلص العالم. بشفاعة القديسة مريم والدة الإله يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا.

4- القراءة الأولي: من أشعياء 1:9-11 (عربى- أرمني)

ويخرج قضيب من جزع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.ولذّتهُ في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولايحكم بحسب سمع أذنيه بل يقضي بالعدل وللمساكين ويحكم بالأنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقتة متنيه والأمانة منطقة حقويه.

فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معاً وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدبّة ترعيان . تربض أولادهما معاً والأسد كالبقر يأكل تبناً. ويلعب ألرضيع علي سرب الصل ويمد الفطيم يدة علي جحر الأفعوان.لايسؤوون ولايفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياة البحر.

5- لحن قبطي:

أيها الرب إلة القوات أرجع واطلع من السماء، وأنظر وتعهد هذه ألكرمه أصلحها وثبتها. هذه التي غرستها يمينك. فلتكن رحمتك وسلامك حصناً لشعبك. قدوس. قدوس. قدوس رب الصباوؤت السماء والأرض مملؤتان من مجدك الأقدس.

6- القراءة الثانية: من رسالة القديس بولس إلي أهل كولوسي 15- 3:12 (فرنسي+سرياني)

فالبسوا كمختاري الله القديسن المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً ووداعةً وطول أناةٍ. محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم . أن كان لاحد شكوي كماغفرلكم المسيح هكذا أنتم أيضاً. وعلي جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال وليملك في قلوبكم سلام الله الذي دعيتم في جسد واحد وكونوا شاكرين.

7- لحن قبطي:

قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لايموت يا الذي ولد من العذراء أرحمنا.

قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لايموت يا الذي صلب عنا أرحمنا

قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لايموت يا الذي قام من الأموات وصعد إلي السموات أرحمنا. المجد للآب والأبن والروح القدس الأن وكل أوان إلي دهر الدهور أمين.

8- الإنجيل المقدس: من القديس لوقا البشير 21-16 : 4 ( عربي، أنجليزي) .

وجاء إلي الناصرة حيث كان قد تربي ، ودخل المجمع حسب عادتة يوم السبت وقام ليقرأ. فدُفع إلية سفر أشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً فية روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للماسورين بالأطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة . ثم طوي السفر وسلمهُ إلي الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصةً إليه. فأبتدأ يقول لهم إنه اليوم تم هذا المكتوب في مسامعكم.

9-العظة: (عربي ،انجليزي) .

10- قبلة السلام والمصالحة: في أثنائها يقال لحن قبطي عربي.

أرحمنا يا الله الآب يا ضابط الكل . أرحمنا يا الله مخلصنا. أرحمنا يا الله ثم أرحمنا.

11- صلوات وأدعية من أجل السلام: ( عربي).

12- أبانا الذي في السموات: كل وأحد بلغتة.

13- البركة : الأباء المطارنة والأساقفة المجتمعين.

11- صلوات وأدعية من اجل السلام

الكاهن: أيها ألآب السماوي,لك الحمد والمجد ياملجانا الوحيد في مصائب هذا العالم .

الشعب : لك الحمد والمجد يا الله.

الكاهن : من أجل ولادة أبنك سيدنا يسوع المسيح في بيت لحم وهروبه إلى مصر ونشأته في الناصرة وبشارته علي أرضنا .

الشعب: لك الشكر والحمد أيها ألآب السماوي.

الكاهن : من أجل الآمة وموته على الصليب هنا في القدس حاملاً خطايا العالم, ومن أجل قيامته المجيدة التي بها نلنا حياة جديدة معه.

الشعب : لك الشكر والحمد أيها ألآب السماوي.

الكاهن : هوذا نحن أمامك رازحين تحت وطأة شدائدنا وعذابنا.

الشعب : ارحمنا يا لله ارحمنا.

الكاهن : من أجل جميع ضحايا القتل والعنف ومن أجل مقترفيها .

الشعب : ارحمنا يا لله ارحمنا.

الكاهن : من أجل الأطفال والشبان. افتح أمامهم أبواب الأمل.

الشعب : ارحمنا يا لله ارحمنا.

الكاهن :من أجل الأسر المفجوعة والعاطلين عن العمل, ومن أجل كل من يعمل على إسعافهم.

الشعب : ارحمنا يا لله ارحمنا.

الكاهن :من أجل قادة هذه الديار ألمقدسه,ومن أجل لبنان وشعبها ومن أجل الرؤساء والحكام وكل المسئولين في العالم كي يرشدهم روحك القدوس فيعملوا فى سبيل توطيد سلامك فيما بيننا وفقاً للعدل والكرامة.

الشعب : ارحمنا يا لله ارحمنا.

لنصل جميعاً

أيها ألآب الرحيم, يا من لا حد لحبه, أملأ قلوبنا بحنانك, افتح عيوننا لنكتشفك حاضرا فيما بيننا, هيئ عقولنا لنتعرف على أردتك علينا.هاك أيدينا فاستعملها لخدمة الآخرين, انطق بأفواهنا, قد خُطانا علي دروب السلام, حتي يشع المسيح من خلالنا فيؤمن به العالم أمين.

صلاة القديس فرنسيس الأسيزي :

يارب استخدمني لسلامك. فاصنع الحب حيث البغض, والمغفرة حيث الإساءة. والاتفاق حيث الخلاف والحقيقة حيث الضلال. والإيمان حيث الشك والرجاء حيث اليأس. والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة .


24‏/08‏/2009

اقبل نفسك



للأب أفرايم الاورشليمي

احبب نفسك محبة روحية


لقد
دعانا الرب ان نحب قريبنا كانفسنا . فيجب اذاً كمقياس للحب للآخرين ان نحب انفسنا محبة روحية تربطها بالله وتبنيها . يجب ان نصادق انفسنا ونقوم اخطائها وننمي وزناتنا ونربح بها لمجد الله ولبنيان ملكوت الله داخلنا .

ان سبب تعاسة البشر هو ضعف تقديرهم لذاتهم ، فهم يرون الجمال حولهم، لكنهم لا يرون الجمال في أنفسهم، هم ينجزون وينجحون، لكنهم لا يسعدون ، إنهم يقيّمون ذاتهم على إنجازاتهم ، يجب أن تتعلم أن تقدر ذاتك ،لا أن تقيّمها بحسب إنجازاتك، أن تحب نفسك وتتقبلها كما هي ، أحبب نفسك كما هي . يحب الأب ابنه فمهما حصل منه فهو يحبه ويبقى الحب موجودا ، اقبل أن ما حصل هو أكثر ما يمكن أن تقدمه، وأنت عملت أفضل الخيارات في ذلك الوقت، سامح نفسك ،ان الله يحبك كما انت ويقبلك بقوتك وضعفك ويريد ان يحررك من ضعفك وخوفك ويفجر الامكانيات والطاقات الكامنة فيك وقد خلقك علي صورة ومثالة لك العقل المبدع والروح التي لاتموت والجسد ذو العاطفة الصادقة والمحبة الخلاقة والحرية المنضبطة والرجاء الذي يجب ان لا ينطفي فلماذا لا تصادق نفسك وتقبلها كما قبلنا المسيح لمجد الله الأب . انت فريد من نوعك فلا يوجد من يشبهك فلا تكون الا نفسك التي ارادها الله لك ووهبها القدرة والحكمة والنعمة وملكوت السموات.

هل انت صديق حقيقي لنفسك؟؟


فاذا وجدت نفسك تتصرف على اساس هذه الحقائق فأنت اقرب أصدقائك وراجع وحاسب ذاتك لتصلحها وتجعلها تثمر ويدوم ثمرها. لا تسخر من إنجازاتك، ومن كل ما وصلت إليه، وابني علي ما هو صحيح في فكرك و تصرفاتك ودوافعك
بل شجع نفسك بنتائجك التي حققتها وتغاضي عن نقائصك واقبل ما لا تستطيع ان تغيرة فيك متعلماً من اخطائك
وتحفّز لتحقيق المزيد من الطموحات كل يوم وانتهز الفرص المواتية للتقدم لكن ليس علي حساب الاخرين.
لا تجعل الأسف عند التعرّض لبعض المواقف الصعبة،هو كل أسلحتك. لأنك بالفعل قادر على التغلب على الأزمات؛ فالله يقويك ويعينك لتجتاز كل المحن والصعاب.

لا تقلّل من قدراتك - فلماذا تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوة غيرك المبهرة؟
جرّب العكس وسترَ كم أنك بالفعل موهوب! وكم انعم الله عليك من نعم ،قرّر أن تواجه القرارات الصعبة بنفسك,
ولا تؤجل قراراً يجب أن تتخذه بنفسك لصالح مستقبلك الارضي والأبدي . اقبل نفسك وشخصيتك "كما هي" واعترف بالنقاط السلبية فيك وحاول معالجتها. فانت تقتدر الكثير وقوة الله في الضعف تكٌمل .


قرّر أن تساعد الناس - فكلما تكون قادراً. افعل ذلك بكل حب. عبّر عن ضيقك ولكن بشكل غير مبالغ فيه.
وبغير انفعال زائد يقودك إلى الخطأ. ولا تعامل نفسك بحدة أو بشدة . و لا تكثر من توبيخ نفسك بالنقد، طالما أنك
لم تقِّصر في شئ وارضى بما رضاه الله لك. لا تتسرّع في إصدار أحكامك السلبية على الآخرين
وأحسن الظن بهم والتمس لهم الاعذار.

حاول أن ترى جوانب مشرقة مبهجة في حياتك..و تذكر ان نعم الله كثيرة. اعرف "كل" نقاط قوتك ،
وكن واثقا بنفسك بعد ثقتك بالله ولا تسمح لأحد بأن يجادلك بشأنها.لكن كن وديعا متواضعاً واقبل النقد البناء اما الذين يحاولوا هدم ما تبني فلا تلتفت لكلامهم بل اعزرهم علي سوء فهمهم كن حكيما ولكن احرص ان لا تقول لاحد ذلك لكي لا تثير غيظ أو عداء احد .

تعرّف على مشاعرك الحقيقية السلبية من حقد،غيرة، حسد... لا تنكرها ولكن اعمل على تغييرها أطلب من الله عوناً على ذلك. لا تقلّل من شأن نفسك، أمام نفسك أو أمام الآخرين.ولكن لا تمدح نفسك امام الناس ودع اعمالك الحسنة تشهد لك .

لا تبحث عن الناقص عندك.. بل اشكر الله على ما بين يديك من نعم ؛ وتقدّم للأمام.

عندما تقبل نفسك

عندما تقبل نفسك، فإنك تصبح عصيا تجاه رفض الآخرين لك وعندما تحب الآخرين كنفسك سيحبوك وستكون مصدر فرح وسلام وتشجيع للغير واعلم ان الله يحبك انت ودعاك باسمك( لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي.اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك) اش 1:43-2.عندما تقبل نفسك، فإنك لن تفقد إيمانك بقدراتك الداخلية بها في كل مرة تحاول التغلب على جوانب ضعف مترسبة لديك وخطاياك وماضيك المظلم سيتحول الي خبرة لمستقبل افضل (ليقل الضعيف بطل انا (يؤ 3 : 10).

عندما تقبل نفسك، فإنك لن تضيّع الوقت تلهث باحثاً عن حب الآخرين بل سياتيك هذا الحب بصورة طبيعية .عندما تقبل نفسك، تنحصر جهودك في تطوير نفسك ولن تضيعها في محاولة قهر الآخرين. و لن تبالغ في تقدير قيمة الأشياء المادية. ولن تبالغ في تقييم قدرات الآخري ولن تقلل من قيمة نفسك التي فداها المسيح بدمة وستحب اللة ولن تشعر بالوحدة أو الظلم از المشاعر السلبية بل ستمتد في حب منفتحاً علي الجميع في ايجابية وتضحية وبذل وعطاء.

عندما تقبل نفسك، فإنك لن تكون أسيرا للماضي،

إن قبول الذات ليس مستحيلاً، إنه الوضع الوحيد الذي تستطيع تحقيق التطور من خلال

إذا تقبلت حياتك بكل ما فيها، فلن تهدر أي جزء منها

عندما لا تقبل ذاتك، فإنك تخاف مما يمكن أن يكشفه كل يوم يمر بك من حقائق عنك

عندما تقبل نفسك، ستصبح الحقيقة أفضل أصدقائك

إن قبولك لذاتك هو كل شيء. حينما تقبل ذاتك، يمكنك قبول العالم كله.

علمني يارب

ان احب نفسي وابذلها بحب من اجلك ومن اجل الخير ومن اجل الخير والغير

دربي علي الحياة وفق مشيئتك فانت الهي وعليك اتكل وبك انتصر،

ساعدني ان اقبل نفسي كما هي وكما خلقتها انت علي صورتك ،

ان حياتي ثمينه عندك فلتكن عزيزة في عيني نفسي .

قوم سبلي في رضاك وساعدني علي العمل بوصاياك،

علمني ان اقول لا للخطا والخطيئة ،

ولا ترضي لنفسك ان تحيا الا كما يرضي الله ،

اعلمك و ارشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك (مز 32 : 8).

هذا وعدك لي وانا متمسك بوعودك الصادقة ،

وانت ابي وسيد حياتي وبك اثق .

فقودني في موكب نصرتك ..

قدّس فكري



للأب أفرايم الأورشليمي


فيما تفكر ؟

الفكر هو ما يميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات ، وترجع أهمية الفكر في أنَّ فكر الإنسان يُشكِّل ويوجّه تصرفاته فما يفكر فيه ويقتنع به ، يتصرف طبقاً له. فالأفكار التي تتبناها تحدد اتجاهاتك في الحياة ، ومن ثم تصرفاتك التي تتحوّل إلى عادات تحدد مصيرك وتضبط علاقاتك " كما فكر في نفسه هكذا يكون " .

إن قراءتنا التي نقرأها وما نسمعه من الآخرين يشكل فكرنا أيضا ، وما تؤمن به من قيم ومبادئ في الحياة يبني شخصيتك ، والإنسان ككائن مفكر يجب أن يوجه ويضبط أفكاره ويحكّم فكره طبقاً لما يؤمن به ولا يجعل فكره يطيش في كل اتجاه " هادمين كل ظنون وكل علو يرتفع نحو الله وموجهين كل فكر إلى طاعة المسيح " 2 كو 5 : 10.


فكر المسيح

يُقدِّم لنا السيد المسيح مثالاً في تجسّده للفكرِ الإنساني السامي الذي يسعى لخلاص كل احد .. وقدم لنا أهم وأفضل الدوافع التي تبني الإنسان الروحي ألا وهو محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ومحبة القريب كالنفس... وعندما يكون هدفك محبة الله فان افكارك تتجه إلي كيف ترضيه وتعرفه " لتكن أقوال فمي وفكر قلب مرضية أمامك يا رب صخرتي ".

ولهذا جاء الرب يسوع ليقدم لنا صورة حية للإنسان الكامل الذي يحب الله ويقضي الليالي مصلياً ساهراً ويطالبنا بالسَّهر. ويجول بالنهار يصنع خيراً ويسعى لنشر رسالة الملكوت وخلاص كل واحد . وفي محبته للبشر جاء ليحرّر المأسورين ويبشر المساكين ويشفي منكسري القلوب ويطلب ويخلص ما قد هلك ، جاء ليقدم المغفرة للخطاة ويقدم الصفح والحب للأعداء حتى لصالبيه غفر لهم ، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون .

جاء ليقدم لنا مثالاً في التواضع ووداعة القلب " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " . " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله ، لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وُجد في الهيئة كانسان ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " في 2 : 5 – 8 . هكذا أيضا يا عزيزي ليكن لك في المسيح مثالاً في الاتضاع ويكفي التلميذ أن يشبه سيده " فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم " عب 12 : 3

جاء الرب يسوع المسيح ليرفع أفكارنا للسماء والى الآب السماوي ، وطلب منا أن نكنز في السماء وليس على الأرض ، لأنه حيث يكون كنزنا هناك يكون قلبنا وفكرنا .. وكان همه أن يكرز بالتوبة واقتراب ملكوت الله منا . واقتراب الملكوت ليكون داخل القلب بما فيه من محبه وفرح وسلام وسعادة . فاذ يملك الله على قلبك وفكرك فحينئذ يبدأ ملكوته داخلك . إن تلمذتنا للمسيح تشكل فكرنا وتجعل منا صيادين للناس ليذوقوا ما أطيب الرب . وهو أمين قد وعدنا أن يعطينا حكمة لا يقدر جميع معادينا أن يقاوموها أو يناقضوها .

إن أردت أن يكون لك فكر المسيح القدوس، قدِّس فكرك بكلمة الله الحيّة ، واطلب منه أن يرشدك ويضبط فكرك " قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته " أم 16 : 9

والهج في كلام الإنجيل وأحفظه ليحفظك الرب في ساعة التجربة ، وتأمل في كلامه ليكون سراج لرجليك ونوراً لسبيلك ، وكلمة الله قادرة أن تنقيك وتقدسك . لقد جاء عن القديسة مريم العذراء " أما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام مُتفكرِّة به في قلبها " فليكن فكرك وقلبك في الربّ وهو يعلمك ويرشدك كل الأيام .


تغذية الفكر وضبطه

إن ما تغذي به فكرك هو الذي يصنعك ويشكلك ، والحواس هي أبواب الفكر ، فما تراه وتسمعه وتلمسه وتذوقه وتشمّه يدخل إلى فكرك . ونحن في عصر المعلومات والسرعة والأخبار والدعاية فلا بد إن نضبط حواسنا . ، وان دخل إلى فكرك عن طريقها شيء ضارّ فلا تفكر فيه أو تتمادى تتفاعل معه ولا تسترجعه لأنه قد يدنِّس فكرك وعواطفك .

وبدلاً من سماع وقراءة ما يضر ، اعمل علي بناء نفسك على إيمانك الأقدس وغذِّ روحك وفكرك بكلام الله " فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " إن القراءة في الكتاب المقدس كنز وغذاء يعرفك إرادة الله نحوك ونحو العالم كله وكيف يتعامل الله مع قديسيه ، ويجعل لك فكر المسيح القدوس . كما أن قراءة وسماع الكتب والعظات الروحية وآباء الكنيسة تمنحك مادة للتأمل والصلاة.

غذِّ إذن عقلك بأفكار وقراءات صالحة تنقي فكرك وتجعله فكرًا قويًا مضبوطًا بالإرادة الصالحة، وأشغل فكرك بعمل ايجابي يحفظه من الطيش في أفكار عالمية لا تنفع ، وحوِّل ما تراه حتى من مشكلات حولك إلى الصلاة إلى الله ، لكي يتدخّل في حياتك وحياة الآخرين ، وان يوجه العالم نحو الخير والصلاح .

اضبط لسانك. فان كثيراً من الخطايا يتسبب فيها اللسان ، واللسان يعبر عن ما بداخلك لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان ، والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات " الشجرة تظهر من ثمارها كذالك تفكير الإنسان يظهر من كلامه " سير 27 : 7 .

إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية ، أما الضابط شفتيه فعاقل. والذي يضبط لسانه رجل كامل قادر أن يحكم الجسد كله ، فراقب كلامك واضبط لسانك وفكر أكثر من مرة قبل أن تتكلم ، لتعرف دافع كلامك ، وليكن كلامك للبنيان لتعطى نعمة للسامع ، فالكلمة الحكيمة تبني وهي كتفاحة من ذهب على طبق من فضة متى قيلت في وقتها ، واعرف انه بكلامك تتبرر وبكلامك يحكم عليك .

أن تحررت من أخطاء الكلام كالكذب والمبالغة والتهكم والإدانة والتباهي والثرثرة وكان كلامك مُملَّح بنعمة الروح القدوس وإرشاده تكون بركة لنفسك وللسامعين.

ابتعد إذا عن السلبيات والأهواء ، وراقب أفكارك وكن سيداً عليها ، فمالك نفسه خير ممن يحكم مدينة ، وأنت قادر بالنعمة على طرد كل فكر خاطئ ، وتقديس فكرك بالصلاة ومحبة الله ومحبة الخير والغير .


الفكر المقدس

اخضع فكرك لقيادة الروح القدس ، واجعل من نفسك إناءً صالحًا مرتبطًا بإرادة الله وتنفيذ مشيئته غير خاضع لأهوائك بعيداً عن الله واعلم إن للفكر أعداء تحاربه وتسبيه للطيش " ولكني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح " 2 كو 11 : 3 . عندما تقتني محبة الله من كل قلبك وفكرك ونفسك اطلب بلجاجة أن يقدس فكرك وقلبك بمفاهيم من أفكار وعواطف حينئذ يكون هدفك تتميم مشيئة الله وإكمال عمله وهذه هي إرادة الله قداستكم .

اعلم إن كل ما هو صالح فيك هو عطية لك من الله ، فلا تفتخر بمواهبك أو صلاحك لئلا تُسلَّم للتأديب بتخلي نعمة الله عنك بسبب كبرياء قلبك . واعلم إن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة ، وفي حروبك استند على قوة الله لتحررك من سلطان الذات وعنادها .

وراقب أفكارك واعرف أين تجول ، وكلما تقدمت روحياً تعرف أن تضبط فكرك فلا يطيش يميناً وشمالا ً؛ لا في أفكار المجد الباطل أو في التزكية الخاطئة للنفس أو المديح أو التسلط أو في أفكار الشهوة والكراهية والإدانة ، وانما القِ بأفكارك الخاطئة تحت صليب المسيح قائلاً : مع المسيح صلبت لاحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ . وكلما تزداد محبة الله في قلبك يصغر العالم

في حروبك ما دمت أمينا له وتريد أن تجاهد وتنتصر لحساب ملكوته السماوي .

وإذ تريد أن تصلي وتقدس الفكر للمسيح في صلوات نقية ، ابعد عن التخمة في الأكل والشراب حتى لا تخمد حرارة روحك فهذه هي خطية سدوم التي أوجبت الهلاك عليها، الكبرياء والشبع بالأكل والشرب مما قادهم إلى الزنا والخطية . ولا تدع هموم الحياة تشغلك عن مناجاة الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح .

درِّب نفسك على الشعور بحضور الله معك في كل وقت في أثناء العمل والحديث والأكل والنوم واجعل مخافته بين عينيك وفي فكرك وقل لفكرك هل هذا الفكر يوافق عليه الرب؟ وهل هذا هو فكر المسيح؟ وكل ما تفكر فيه اسأل الرب هل هذا فكر يرضيه وهل هذا العمل يوافق إرادته وفي أي وقت يرد إليك فكر غير مقدس اطرده " قاوموا إبليس فيهرب منكم " يع 4 : 7 .

قائدي يسوع

فكري وميولي وإرادتي بين أيديك

قلبي وحياتي ومصيري هم لـــديك

سلّمت نفســي يا ربي وديعة عندك

وسفينة حياتي قدهــــــا يا رب بمهارتك

اســـكن في قلبــــي أنــــت يا ربي

فاملأه صلاح وقدني دائماً للنجاح

كلامك هدايتي . صلــــــيبك نجاتي

وفكري فــــكرك وحيــــاتي ملكـــك

نوّر لــــي عقلـــــي واهدِ خطاي

واغفر لي ذنبـي

وحارب حروبي

وفرِّج كروبـــي

بك أنا غالــــب

طول الطــــريق