30‏/03‏/2010

من أقوال أبونا بيشوى كامل عن الصليب

.

+الصليب هو حياتى فلا حياة إلا من خلال الصليب .

+سيظل يسوع فاتحاً ذراعيه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها . 

+ليس الصليب مكاناً للعدل الإلهى فقط ولكن مكاناً للحب حتى الموت

+ليس الصليب مكاناً ساكناً علق عليه يسوع فى أحد الأيام . بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية

كلها.

+كان الصليب فى مظهره الخارجى تعبيراً عن ظلم العالم ، أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم

للآب لأجل خلاص العالم .

+الصليب هو مكان تطابق النفس مع الله " مع المسيح صلبت ".

+الصليب هو المنارة التى أوقد عليها المسيح نور العالم ،الذى من قبله صرنا نوراً للعالم .

+إن الذى يسير مع يسوع حتى الصليب يستحق أن يأخذ العذراء أماً له .

+الهرب من الصليب يعادل الهروب من المجد الإلهى .

+الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل .

+الصليب هو الطريق الوحيد إلى القيامة .. فالهروب منها هو الدخول للموت الأبدى .

+من فقد صليبه فقد مسيحيته .

vمن فقد صليبه افتقد طريقه لله .

+من فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة لا تعامل بينه وبين الله .

+إن التأمل المتواصل فى صليب ربنا يكسب النفس حرية وسلاماً وقوة وغفراناً .

+الصليب فى طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها .

+بقدر ما يزداد تأملنا فى الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع .

+إن كنت تطلب الحرية من الخطية فتدرب على التأمل المستمر فى المسيح المربوط لأجلك .

+الصليب هو طريق الحرية من قيود العالم وشهوة الجسد.

+الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة ، بل أن نتملى ونشبع منه .

+إن تدرب الانسان على تذوق الحلاوة فى كلمة الله والصليب سيجعل النفس تتأفف من كل لذة جسدية .

+نفس بلا صليب كعروس بلا عريس .

+إن سقوط يسوع تحت نير الصليب= قيامى وحريتـى من عبودية الخطية .

+الصليب هو وسيلة التحرر من الذات وصلبها .

+ليس الصليب مجرد لون من التأمل الروحى الجميل ، ولكنه أيضاً احتمالاً للألم من أجل الوقوف ضد العالم .

+بدون ألم ليس هناك إكليل .

+إن كل نفس شاركتك يا يسوع آلام صـليبك .. أبهجت قلبها بقوة قيامتك .

+الذى لم يذق طعم المسامير لن يصل إلى يسوع المسيح على الصليب .

+أثر المسامير شهادة أبدية على محبة الرب لنا وعلامة أبدية لنزول الدم والغفران.

+الذى عرف طريق جنبك الالهى المطعون ووضع فمه على الجرح وشرب لا يعطش إلى الأبد .

+إن مكان الحربة هو المكان الذى تضع فيه النفوس العطشانة أفواهها لتشرب من الحمل المذبوح وترتوى من ماء الحياة .

+الصليب هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية .

+إن كل جهاد ضد الخطية من أجل الحفاظ على حريتى هو حمل الصليب .

+إن كل رضى وتسليم بمرض أو ألم بشكر وفرح ورضى هو حمل الصليب .

+إن كل تذمر فى حياتى يعنى رفضى للصليب وبعدى عن خلاص نفسى .

+كل فضيلة نصل فى الجهاد فيها حتى الموت تصبح لنا بمثابة استشهاد .

+التسليم لإرادة الله يعنـى احتمـال الألم والمرض بدون تذمر متأكداً أن المرض ليس له سلطان علىّ أكثر

من تسمير رجلى ويدى .. ولكن روحى ستظل قوية وحية بالمسيح .

+إن خدمة الطيب ( الصليب ) هى عمل النفوس التى فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته

وربطتها بحب الله .

+العين المصلوبة عين مختونة محفوظة لله .. حيث تتدرب فى المخدع على القداسة والطهارة وتخزين

الصور الشهية للصليب فى قاع العين ليستخدمها الفكر ويتمتع بها إلى أن ينام بسلام فى بحر من هذه المناظر الشهية .

+عين المسيح هى عين النفس التى تحررت بالصليب من الفكر الطائش .. هى عين بسيطة ثمرة لقوة

الصليب فى حياتها .. هى العين المثبتة دائماً فى كل ما هو لله.. ترى الله فى كل شئ وفى كل خليقته .. ترى الله فى قلب المرأة الخاطئة ، فى قلب العشار .. فى قلب اللص . سيكون الله محور حركتها لأنها عين مكرسة مختومة بمسحة الميرون المقدس .

+الصليب سلاح النفس الطاهرة .

+الذين يحملون الصليب يحملون الملك على عرشه . فالصليب هو الطريق لملكية الرب على القلب . وفى

ذات الوقت الوسيلة الوحيدة لفصل أولاد الله المملوكين له عن أهل العالم . الصليب علامة ابن الانسان وعلامة أبناء الله .

+الصليب هو قوة الله للخلاص .. به نغلب الشيطان والموت والجحيم والعالم والجسد .

+الصليب شهادة على ضعف العالم .

+ليس الصليب هو المصيبة والتجربة التى تحل بالإنسان ، بل هى الاختبار اليومى للشركة مع يسوع

المصلوب .. هو سلاح غلبتنا للعالم وترنيمة الانتصار على أهواء الجسد والذات .

+الأذرع المفتوحة هى سر الانتصار . فرفع اليد بمثال الصليب قوة جبارة فى انتصارات الخدمة .

+الهدف الذى يحرك الكاهن والخادم للخدمة هو حبه للمصلوب .

+إن النفوس التى ذاقت الوقوف المتواتر بجوار الصليب ، التى أحست بآلام الرب وأناته من أجل البشرية

المتألمة .. هى النفوس التى ستصرخ وتقول هاأنذا فارسلنى . إنسان بلا شركة صليب كمنارة بلا مصباح.

+القيامة حياة واختبار يومى نذوقه فى كل مرة نقترب من الصليب ونحمله بفرح

+إن صلب شهوات الجسد هو الطريق لقيام الجسد مع المسيح.

+لا يقدر أحد أن يذوق القيامة قبل أن يحمل الصليب لن يذوق أحد القيامة وبهجتها مع المسـيح إلا الذى

استترت حياته معه على الصليب ، وخلع الإنسان العتيق وأعماله . .

+صلب الجسد والعالم مع الأهواء والشهوات يفجر فى النفس المصلوبة بهجة القيامة وأنوارها

+لن نتمتع ببهجة القيامة إلاَّ إذا إختبرنا بركات التوبة والتذلل ، والصوم المقدس.

.

الرب ملكنا في يوم تتويجة




اكليلُكَ الشّوكيّ رفعَ قيمةَ التيجان


بقلم/الأستاذ زهير دعيم


" فأرى الدمَ وأعبرعنكم..."


جملة صغيرة ، ولكنّها أزلية ، مُطمئِنة ، صادقة ، تُريح النَّفْس البشريّة ، وتهدم أركان الخوف ، فيغفو المرء وهو لا يخشى شيئًا؛ يغفو وفي فمه ترنيمة جديدة.


جملة قديمة حملتها السّماء الى الارض قبل آلاف السنين ، فردّدها النيل العظيم ، وما زال صداها يرنّ في كلّ الأرجاء.


جملة زادها الصّليب وقعًا وتأكيدًا وجمالا ، بل حقيقة لوّنها الصليب بالدم القاني، فاغتسلت النفوس وانتشت ورفعت الهام تتحدّى..وما زالت تركض خلف الموت وهو يعدو أمامها مذعورًا ، مُذلا ومهانًا.



ما أجمل يسوع وهو مُعلّقٌ بين الأرض والسّماء !!


انه الأحلى والأجمل من كلّ ملوك الأرض.


انّه الأعظم والأكثر حنانًا وحبًّا للبشرية من كل العظماء والحكماء والقادة....


ففي ألمه منجاتنا !


وفي جَلدته شفاؤنا !


وبدمه خلاصنا!


وبقيامته حياتنا وعزّنا ، وباكليل الشوك الذي لبسه ارتفعت قيمة التيجان ، فتاجه الشوكيّ الذي انغرست شوكاته في رأسه لهو أجمل وأعظم من تيجان القياصرة والأباطرة والملوك على مدى العصور والأزمان.



عندما أزور قبرك الفارغ يا سيّدي في أورشليم أرتعش ، وأحاول ان اتلمّس المكان الذي قدّسته بجسدك الطّاهر، ولكن سرعان ما أن أرفع رأسي الى فوق واضحك...


انّ السيّد في الأعالي ، انّه يُنير اورشليم الجديدة ....فالسيّد حقًّا ليس هنا ..من تطلبون ؟ يأتيني الصوت ...ليس هنا..لقد قام..انّه فوقكم ومعكم ...انّه ليس هنا ، فما استطاع الموت أن يُمسك به...لقد قهره في عقر داره وجرّه مُهانًا بين أتباعه.



انّه ليس هنا !!...انه في السّماء.


انه في قلبك وفي كل القلوب المُحبّة ، التائبة والمؤمنة .


انّه في الكلمة المكتوبة والشريعة الرائعة .. انّه يملأ الأرض والسماء والأكوان ..التمسه هناك.



نحبّكَ يا مَن أحببتنا حتى الموت ، ونفتخر بك يا من تدخل والأبواب مُغلقة .


نحبّكَ يا من تُطلّ من سمائك في كلّ لحظة قائلا : " تعالوا اليّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " .


نحبّك ونفتخر بك يا من أخرست العاصفة وأفحمت الشيطان ، ونثرت دُررَك فوق تلالنا وجبالنا وأوديتنا ، فأزهرت زنبقًاً يملأ أريجه العالم.


يسوع الغالي ؛ المقام من بين الأموات ؛ جبل الزيتون ينتظر عودتك...ونحن أيضًا ننتظر أن تعود ، ففي عودتك مسرّة ما فوقها مسرّة.


يسوع !! اكليلك الشوكيّ أعظم من كلّ التيجان !!!

CD ترانيم البصخه 2010


CD ترانيم للبصخه 
قبطي + عربي (فيروز)

تستطيع تحميل ال CD كامل عبر موقع رابيد سير

او 



امتداد الترانيم هي wma.*
حجم الترانيم 73.9 MB

* ملاحظه : يطلب ويوزع مجانا من قدس الاب القمص افرايم الاورشليمي راعي الطائفه القبطيه بالناصره

.

28‏/03‏/2010

عظة سبت لعازر + احد الشعانين + ليلة الاثنين من البصخه


عظات لقدس الاب افرايم الاورشليمي راعي الطائفه القبطيه بالناصره








العظات بعنوان :




" سبت لعازر "



" احد الشعانين "



" ليلة الاثنين من البصخه المقدسه "






تستطيع تحميل العظات

تأملات في اسبوع الآلام



لقداسة البابا شنودة الثالث


أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة, وأكثرها روحانية….


هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة فى أخطر مرحلة من مراحل الخلاص, وأهم فصل فى قصة الفداء


وقد أختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث, كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما أختارت له مجموعة من الألحان العميقة, ومن التأملات والتفاسير الروحية.


ويسمونه أسبوع الآلام, أو أسبوع البصخة المقدس, أو الأسبوع المقدس.


ففى اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس), وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى أسمه فى السنة كلها. فيوم الخميس مثلاً يسمونه The Holy Thursday أى الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أى الجمعة المقدسة, وهكذا


كان هذا الأسبوع مكرساً كله للعبادة, يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم, ويجتمعون فى الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل.


كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملاً على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والأستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة.


ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة فى الأعياد والأفراح, وفى قضاء مشاغلهم. ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله فى الكنيسة.


الملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة فى هذا الأسبوع.


كانوا يمنحون جميع الموظفين فى الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة فى الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين فى هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقى المؤمنين فى العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيباً لهم وإصلاحاً. فإن كان الوحى الإلهى قد قال عن اليوم المقدس "عملاً من الأعمال لا تعمل فيه", فإنه قال أيضاً "لاتصنع عملاً ما, أنت وإبنك وإبنتك, وعبدك وأمتك وبهيمتك, ونزيلك الذى داخل أبوابك" (خر10:20). حقاً إن عبدك وأمتك لهما أيضاً حق فى أن يعبدا الله مثلك, وأن يشتركا فى قدسية تلك الأيام. من حق الخدم أن يتفرغوا أيضاً من أعمالهم لعبادة الرب, يعبدونه معاً ويتمتعون معاً بعمق هذا الأسبوع وتأثيره ……وقوانين الرسل- فى أيام الرق- كانت تحتم أن يأخذ العبيد أسبوع عطلة فى البصخة المقدسة, وأسبوعاً آخر بمناسبة القيامة.


فهل أنت تعطل خدمك وموظفيك خلال أسبوع الآلام؟؟


ومن المعروف طبعاً, أن الناس إن تفرغوا للعبادة فى هذا الأسبوع, وعاشوا خلاله فى نسك, فسوف لا يحتاجون إلى خدم يخدمونهم.


وكانت مظاهر الحزن واضحة تماماً فى الكنيسة.


أعمدة الكنيسة ملفوفة بالسواد. الأيقونات أيضاً مجللة بالسواد. وكذلك المانجليه, وبعض جدران الكنيسة …… الألحان حزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. المؤمنون جميعاً بعيدون عن كل مظاهر الفرح. السيدات تحرم عليهن الزينة خلال هذا الأسبوع. فلا يلبسن الحلى, ولا يتجملن, ولا يظهر شئ من ذلك فى ملابسهن.الحفلات طبعاً كلها ملغاة. الكنيسة كلها فى حزن, وفى شركة الآم المسيح.


فهل نحن نحتفظ بهذا الحزن المقدس خلال هذا الأسبوع؟؟؟


أو على الأقل هل نحتفظ بوقارنا فيه؟؟ أم نحن نقضى أوقات كثيرة منه فى عبث ومرح ولهو. ونكون خارج الكنيسة فى وضع يختلف عن وضعنا داخل الكنيسة؟؟!!


وكانت الكنيسة فى هذا الأسبوع تعيش فى نسك شديد.


بعض النساك كانوا يطوون الأسبوع كله. أو يطوون ثلاثة أيام ويأكلون أكلة واحدة. ثم يطوون الثلاثة أيام الباقية. وكثيرمن المؤمنين كانوا لا يأكلون شيئاً من الخميس مساءاً حتى قداس العيد. وغالبيتهم كانوا لا يأكلون فى أسبوع الآلام سوى الخبز والملح فقط وإن لم يستطيعوا, فالخبز والدقة. أما الضعفاء, فعلى الأقل كانوا لا يأكلون شيئاً حلو المذاق من الطعام الصيامى كالحلوى والمربى والعسل مثلاً. لأنه لا يليق بهم أن ياكلوا شيئاً حلواً وهم يتذكرون آلام الرب لأجلهم. كما كانوا لا يأكلون طعاما مطبوخاً. بسبب النسك من جهة, ولكى لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وفى كل هذا النسك كانوا يذكرون آلام السيد المسيح.


غالبية الأسرار كانت تعطل ما عدا سرى الأعتراف والكهنوت.


ما كانوا يمارسون المعمودية ولا الميرون فى أسبوع الآلام, وما كان يرفع بخور ولا تقام قداسات, إلا يوم خميس العهد وسبت النور. وطبعاً من الأستحالة ممارسة سر الزواج. أما سر مسحة المرضى, فكانت تقام صلواته فى جمعة ختام الصوم, قبل أسبوع الآلام. كذلك لم تكن تقام صلوات تجنيز فى هذا الأسبوع. ومن ينتقل فيه لا يرفع عليه بخور, بل يدخل جثمانه إلى الكنيسة ويحضر صلوات البصخة, ويقرأ عليه التحليل مع صلاة خاصة.


وصلوات الأجبية كانت تعطل فى أسبوع الآلام.


ويستعاض عنها بتسبحة البصخة. وذلك لأن صلوات الأجبية تقدم لنا مناسبات متعددة, ونحن نريد أن نتفرغ لآلام المسيح فقط.فمثلا صلاة باكر, نتذكر فيها ميلاد المسيح, وصلاة نصف الليل نتذكر فيها مجيئه الثانى, وصلاة الساعة الثالثة نتذكر فيها حلول الروح القدس.ونحن نريد فى هذا الأسبوع أن نركز على آلام المسيح فقط. وحتى صلاة الساعة السادسة التى تذكرنا بصلبه, وصلاة الساعة التاسعة التى تذكرنا بموته, نؤجلها إلى يوم الجمعة الكبيرة, لأننا نريد أن نتتبع المسيح فى هذا الأسبوع خطوة خطوة.


ومن جهة المزامير ننتقى منها فى هذا الأسبوع ما يناسب.


ونترك باقى مزامير التى تشمل معانى كثيرة غير الآلام وغير أحداث هذا الأسبوع المقدس.


لماذا سمى هذا الأسبوع بأسبوع البصخة؟؟


كلمة بصخة معناها فصح ومأخوذة من قول الرب فى قصة الفصح الأول "لما أرى الدم, أعبر عنكم" (خر 13:12). كانت النجاة بواسطة الدم فى يوم الفصح الأول. والفصح يرمز إلى السيد المسيح "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1 كو 5). ونحن فى هذا الأسبوع نذكر الآم السيد المسيح الذى قدم نفسه فصحاً لأجلنا, لكى حينما يرى الآب دم هذا الفصح يعبر عنا سيف المهلك, فلا نهلك. نتذكر أن دمه كان عوضاً عنا. وأنه لا خلاص إلا بهذا الدم, كما حدث يوم الفصح الأول (خر 12).


إنها أيام مقدسة


أيام البصخة هى أيام مقدسة, أو هى أقدس أيام السنة. فما الذى نقصده بأنها أيام مقدسة؟؟


المفروض طبعاً أن كل أيام حياتنا مقدسة.


وفى كل يوم يمر علينا، نصلى فى صلاة الشكر قائلين: "إحفظنا فى هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام.". نقول هذا فى كل يوم من أيام حياتنا، لأن حياتنا التى أشتراها الرب بدمه، أصبحت حياة مقدسة، قدسها الرب بهذا الدم. ومع ذلك


لا ننكر أن هناك أياماً مقدسة أكثر من غيرها..


ولعل أول إشارة لذلك هى تقديس يوم للرب كل أسبوع. وعن ذلك يقول الكتاب فى قصة الخليقة: "وبارك الرب اليوم السابع وقدسه" (تك3:2). ثم أمر الإنسان قائلاً: "أحفظ يوم السبت لتقدسه" (تث 12:5).


أنه يوم الرب، يوم مقدس


يوم باركه الرب وقدسه, وطلب إلينا أيضاً أن نقدسه.يسمونه فى اليونانية (كيرياكى) أى الخاص بالرب، أى يوم الرب. هو يوم مخصص للرب، لا نعمل فيه عملاً من الأعمال حسب الوصية. وكذلك فى كل الأيام المقدسة التى أشار إليها الرب (لا 23).


أنها أيام لها قداسة غير عادية، ليست كباقى الأيام.


الحياة كلها مقدسة. ولكن أيام الرب لها قداسة غير عادية، تفوق قداسة باقى الأيام. لأنها مخصصة للرب. وهناك أوقات لها قدسية خاصة، لأعتبارات روحية معينة. فمع أن الحياة كلها مقدسة، لكن


أوقات الصلاة مثلاً, أوقات التأمل، أوقات الرؤى والاستعلانات.هى أوقات لها قدسية من نوع خاص غير عادى.


وهناك أيام مقدسة فى حياة كل إنسان.


فاليوم الذى ظهر فيه الرب لشاول الطرسوسى (أع 9)، هو يوم له قدسية خاصة. واليوم الذى رأى فيه القديس يوحنا الحبيب رؤياه التى سجلها فى سفر خاص، هو أيضاً يوم له قدسية خاصة. وأيام الأعياد كذلك لها قدسيتها. وكذلك أيام الصوم هى أيام غير عادية. وإن كانت أيام الصوم الكبير هى اقدس أيام السنة، وأسبوع البصخة هو أقدس أيام الصوم الكبير، يمكننا إذن أن نقول:


إن أسبوع البصخة هو أقدس أيام السنة.


الصوم فيه فى أعلى درجات النسك أكثر من أى صوم آخر. والعبادة فيه على مستوى أعمق، حيث يجتمع المؤمنون معاً فى الكنيسة طوال الأسبوع يرفعون الصلوات بروح واحدة، ويستمعون إلى قراءات منتخبة من العهدين القديم والجديد، مع ألحان لها تأثير خاص، وطقس كنسى ينفرد به هذا الأسبوع المقدس. وذكريات هذا الأسبوع عميقة فى تأثيرها، نتبع فيها السيد المسيح خطوة خطوة، ونحن نرتل له تسبحة البصخة المعروفة "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا".


والمشاعر الروحية فى هذا الأسبوع، لها عمقها الخاص.


الناس يكونون فيه أكثر حرصاً وتدقيقاً وجدية، وأكثر تفرغاً لله. طبعاً التفرغ الكامل هو الوضع الأساسى. فإن لم يتوفر، يتفرغ الإنسان على قدر إمكانه، ويعطى الوقت لله.


إنه أسبوع ندخل فيه فى شركة الآم المسيح.


نضع أمامنا كل آلامه من أجلنا، فى انسحاق قلب، وفى توبة صادقة، لكى نستعد للتناول فى يوم الخميس الكبير، اليوم الذى أعطى فيه الرب عهده المقدس لتلاميذه الآطهار، وأسس هذا السر العظيم..

25‏/03‏/2010


للأب افرايم الاورشليمي


بحث المفكرين منذ القدم عن الحكمة . وتميزت حضاراتنا الشرقية منذ أمد طويل بالحكماء. وكان الهدف منه هذا البحث هو المعرفة وان يتصرف الناس بفطنة وإفراز لينجح الإنسان في حياته ويكون له المعرفة بالخالق والعالم والأخلاقيات والسلوك الحسن . واتخذت مساعي البحث عن الحكمة في بلاد اليونان قديماً منحى نظري فلسفي للبحث في حقيقة وجوهر الأمور وعندما قيل لسقراط لقب الحكيم أجاب انه لست حكيماً بل محباً للحكمة " فيلو " باليونانية محب
" صوفيا " تعني الحكمة .
وفي العهد القديم نجد إن الحكمة صفة لله وهو وهب الحكمة وتميز رجال الاستقامة والصلاة ومحبة الله بالحكمة. فنجد أن يوسف الصديق تميز بحكمة من الله جعلته يفسر أحلام فرعون وجميع عبيده فقال فرعون لعبيده " هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك " تك 41 : 37 – 39 . كما تميز موسى النبي بالحكمة والحلم مهذبا أولا بحكمة المصريين ثم بالتأمل في حياتة في البرية والصلة بالله ومعرفته لله . نما موسي النبي في الحكمة وأصبح مقتدراً في الأقوال والأعمال واستطاع أن يقود الشعب قديماً للتحرر من العبودية وقادهم في البرية بنعمة وحكمة من الله كما يقودنا الرب يسوع في برية هذا العالم عندما نطيعه ونسترشد بحكمته ونعمته ليعطينا حكمة ليست من هذا العالم ويصل بنا إلى السماء .
أما سليمان فطلب من الله عندما تراءى له الرب وسأله ماذا أعطيك فطلب سليمان الحكمة " فأعطني ألان حكمة ومعرفة لأخرج أمام هذا الشعب وادخل لان من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم . فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا أموالا ولا كرامةً ولا أنفس مبغضيك ولا سالت أياما كثيرة بل إنما سالت لنفسك حكمة ومعرفة بهما تحكم على شعبي الذي ملكتك عليه . قد أعطيك حكمة ومعرفة وأعطيك غنى وأموالا وكرامةً " 2 أخ 1 : 10-12 .
وفاقت حكمة سليمان حكمة كل بني المشرق وحكمة كل مصر 1مل 5 : 9 هذه الحكمة تجلت في حسن قيادته وتصريفه للأمور وفي تبصره وتميزه .


الحكمة المسيحية والفلسفة

الحكمة المسيحية تهدف إلى معرفة الله وصفاته وملكوته وخلقه للعالم ومخلوقاته والنفس البشرية والفضيلة والسلوك الحسن والإيمان الذي يجعل الإنسان مميزاً للخير والشر سالكاً في وصايا الله . وذلك بوحي الله للأنبياء والرسل وبحثاً وراء معرفة الله الذي خلقنا ويرعانا. والفلسفة تهدف إلى تكوين رأي صحيح عن الكون وخالقه والنفس البشرية ومعايير الفضيلة عن طريق أعمال العقل والتفكير ومع اعتراف الفلسفة لمحدودية العقل فان الفلسفة لا تضاد الحكمة المسيحية والوحي ومع هذا فنحن لا نطمئن لكل رأي المفكرين والفلاسفة بل يجب دراسة هذه الآراء لمعرفتها ولان الناس ومنهم المفكرين والفلاسفة مختلفون باختلاف بيئتهم وملكاتهم الفكرية وتجاربهم وظروفهم الاجتماعية وثقافتهم السائدة واتجاهاتهم فان ذالك يودي إلى اختلاف النتائج التي يتوصلوا إليها في بحوثهم ولهذا يجب أن يكون لنا التميز والبصيرة الروحية لتفرقة بين الحكمة والفلسفة التي تؤكد وتنكر الله أو تلحد به في غرور وكبرياء .
إننا كمسيحيين لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله والتي نتكلم بها أيضا لا بأقوال حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس ، لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه أما نحن فلنا فكر المسيح . الحكمة
المسيحية وديعة روحية مملوءة رحمة وأثمار صالحة عديمة الريبة والرياء يع 3 : 17 .
إننا بالوحي المقدس وبالإيمان بالله يكون لنا التمييز والمعرفة لنميز بين السفسطة والفلسفات الكاذبة وبين البحث الجاد للوصول والارتقاء بالفكر.


مصدر الحكمة الحقيقية

الله هو كلي الحكمة والمدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم واهب الحكمة وهو الذي يعطي الإنسان قلباً قادرا على التمييز بين الخير والشر " عنده الحكمة والقدرة والمشورة والفهم " أي 12 : 13 وفي حثه لنا لاقتناء الحكمة يقدمها لنا ويطوب الساعين إليها " طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم لان تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص هي أثمن من اللآليء وكل الجواهر لا تساويها في يمينها طول الأيام وفي يسارها الغنى والمجد ، طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام . هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط " أم 3: 13 ،18،أم8: 11
والسيد المسيح هو اقنوم الحكمة المتجسد والمعلم الصالح الذي يهب الحكمة للمؤمنين به الساعين إلى الكمال والحكمة والمعرفة ودعانا أن نكون به حكماء ونتعلم منه " ملكة اليمن جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهودا أعظم من سليمان هاهنا " مت 12 : 42 . وقدم الرب يسوع نفسه بان الحكمة التي كانت تنادي في العهد القديم من يريدها أن يأتي إليها ليرتوي " إن عطش احد فليقبل إلي ويشرب " يو 7 : 37 . ولنكتشف انه حكمة الله خالق العالم الذي به كل شيء كان وبغيره لم يكن شيء من كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نوراً للناس والنور أضاء في الظلمة. ويطالبنا الله أن نسير في النور والحكمة لهذا نجد الأشرار يسلكون في الظلام ويهربوا من النور لئلا توبخ أعمالهم .
والروح القدس هو روح الله واهب الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة ومخافة الرب . الروح القدس يعطي الاستنارة لعيون أذهاننا وهو قائد الكنيسة بمجد تاريخها الطويل ومعطي الحكمة التي لا يستطيع العالم أن يقاومها أو ينقضها.


كونوا حكماء

انه دعوة الله لنا أن نكون حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام وإذ نريد الحكمة ونجد في أثرها علينا أن نسلك بالحق والاستقامة ونجد حياة التوبة " أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق بالخطية " مك 1 : 14 .
علينا أن نعرف الله ونحفظ وصاياه ونسلك بها " يا ابني إذا رغبت في الحكمة فأحفظ الوصايا فيهبها لك الرب " سير 1 : 33 ليست الحكمة علم الشر وحيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك فطنه ، إننا إذ ابتعدنا عن الله وحكمته يظلم فكرنا " إن الذين أهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لأنفسهم بجهلهم الصلاح لكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه " مك 10 : 8 .
التواضع والتعلم من المسيح وحياته وتعاليمه وممارسة أسرار الكنيسة في وداعة تمنح حكمة حتى للجهال " تأتي الكبرياء فيأتي الهوان ومع المتواضعين حكمة " أم 11 : 2 نعم إننا في وداعة وتواضع الأطفال المتكلين على أبيهم السماوي الطالبين عونه نأخذ منه حكمة " في ذالك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك ليها الأب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال . نعم أيها الأب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك كل شيء قد دفع إلي من أبي.
وليس احد يعرف الابن إلا الأب ولا احد يعرف الأب إلابن ومن أراد الابن أن يعلن له . تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم.
لان نيري هين وحملي خفيف " مت 11 : 25 – 29 .
إننا مطالبون بالصلاة الواثقة في محبة الله لنأخذ منه حكمة كيف نتكلم ونسلك في مختلف المواقف " فان كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة " يع 1 : 5،6
كلما كانت لنا مخافة لله ونكرمه كاب لنا نظهر بنوتنا له بحرصنا على إرضائه " مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب " أم 1 : 7 .
إننا نتعلم من الحكماء والمعلمين الروحيين ومن كتب الآباء المتصفة بالروحانية والسلوك المستقيم وسير الآباء القديسين وعندما سئل الأنبا انطونيوس الكبير عن ما هي أعظم الفضائل قال انه الإفراز أي التمييز والحكمة، ليعرف الإنسان ان يميز بين الخير والشر فالحكمة تتخلل كل فضيلة وسلوك لتجعله فاضلاً الحكمة تجعلنا نسلك في اعتدال دون تطرف وأعمال الفكر وطلب العون من روح الله ليكون لنا دقة التعبير وسلامة التدبير وعدم التسرع ودراسة الأمور من جوانبها المختلفة ومعرفة آراء الدارسين والمرشدين للخروج بأفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة وإيجاد الوسائل السليمة لحل المشكلات .
إن التأمل والدراسة لمعرفة حقيقة الأشياء لا الأخذ بظواهرها مع طلب قيادة روح الله القدوس يجعلنا نسلك في حكمة " أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك " مز 104 : 24 .


النجاح في الحياة العملية

إننا في بحثنا عن الحكمة وصلواتنا إلى الله من اجلها نسعى إلى تطبيق الحكمة في سلوكنا العملي وفي أقوالنا وتصرفاتنا لنصل إلى الحياة الناجحة التي ترضي الله وتجعلنا نوراً في العالم وملحاً في الأرض. فيكون لنا فطنة وتمييز في علاقتنا مع العالم والمجتمع وأنفسنا والله. ويكون لنا النظرة الفاحصة من الأوهام والمخاوف . نعرف التميز بين الغث من الثمين . لا نشترك في أعمال الظلمة . نعرف النفس البشرية ودوافع تصرفات الآخرين ونسلك بنا على معرفتنا وإيماننا في اعتدال وفي أدب وتواضع وبر نستلهم من الكتاب المقدس كيف نسلك بحكمة من جهة كل احد " من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة ، ولكن إن كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق . ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل عي أرضية نفسانية شيطانية لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. وأما الحكمة التي من الله فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مملوءة رحمة وأثمار صالحة عديمة الريبة والرياء " يع 3 : 13 - 17 .
بالحكمة والتمييز نعرف متى نتكلم ومتى نصمت وعندما نتكلم بكلام حكمة وعزاء ومنفعة للآخرين، نعرف متى نكون ودعاء نتعامل في طيبة قلب ومتى نكون حازمين في مواجهة الأخطاء. متى تكون الطيبة مدعاة للتسيب والتراخي ومتى يكون الحزم والشدة ضد الرحمة والحب وتقود للتمرد والرفض، إن الطبيب الماهر يعرف متي يستخدم العلاج والمسكنات ومتى يستخدم المشرط للبتر والاستئصال فالحياة الروحية ليس قوانين عمياء بل هي حياة روحية منقادة بالروح في محبة الله هدفها السعي إلى نقاوة القلب والقداسة والاتحاد والشركة مع الله لنصل إلى النجاح في الحياة والملكوت السماوي .
الحكمة تجعلنا نحيد عن التطرف ونسير باعتدال مما يبعدنا عن التطرف اليميني والمغالاة في أمور نظنها حميدة لكن بالمغالاة نسقط ولا نسير بالتطرف يساراً بالاستسلام للكسل وحياة الرخاوة والخطية والهلاك الأبدي. الحكمة إذا سراج النفس الساعية للكمال للمعرفة والفضيلة. في تمييز وحكمة تعطى كل جوانب حياتك حقها ، أعطي لروحك حقها في الصلاة والصوم ومحبة الله والفضيلة وأعطي لعقلك حقه في القراءة والاطلاع والتأمل ، ولجسدك حقه في التغذية والتقوية والنمو فلا يمرض ولا يتمرد عليك .
تعطي الله حقه في العبادة وللآخرين حقهم في الاحترام والتعاون ولأهلك حقهم في الخدمة والبذل ولنفسك حقها في النمو والخلاص.
يجب أن نحترس من حكمة أهل العالم ووسائلهم التي تتميز بالمكر والدهاء والكذب أو الخداع والبعد عن الله كما خدعت الحية قديما أبوينا " تكونان كالله عارفين الخير والشر " تك 2 : 5 ، " فقد توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت " أم 14 : 12 . لقد سلكت الملكة إيزابيل قديما طريق المكر والكذب لكي ينال زوجها حقل نابوت اليزرعيلي فدبرت حيلة استولى بها على الحقل وادعت كذبا انه جدف على الرب وتم رجم نابوت ظلماً فجاءها صوت الرب على يد إيليا النبي بالهلاك لها ولزوجها ( أمل 21 : 5 – 15 ) . إن العالم في حكمته المرضية لم يعرف وصلب رب المجد. واما الرب يسوع المسيح فانه بتواضعه وبذله خلص العالم بجهالة الصليب.
فلنفحص أفكارنا ونتوب عن خطايانا وأخطائنا ونطلب في إيمان حكمة من الله لنعرف كيف نسلك بتدقيق كحكماء وليس في جهل مفتدين الوقت لان الأيام شريرة " لا تشاكلوا هذا الدهر . بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " رو 12 : 2 لا نكون حكماء عند أنفسنا بل حكمتنا عي من الله وقيادة روحه القدوس واهب الحكمة للجهلاء مقوي الضعفاء رافع البائسين ، محرر المأسورين الذين يقودنا في كل حين في موكب نصرته .

هبنا حكمة ونعمة
البركة والمجد والكرامة لك يــــــــا رب
الحكمة والقدرة والبركة لألهنــــــــــــــا
المدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلــــــم
معطي الحكمة للمتواضعين الو دعـــــاء
هبنا الحكمة من عندك يا أبا الأنـــــــوار
وأعطنا قلبا حكيم لمعرفة وصايــــــــاك
لنسلك في أحكامك باســـتقامة وبـــــــــر
روحك القدوس يمنحنا الحكمة والإفـراز
لنعرف الأشياء الموهـــــوبة لنــــا منك
ونســــــــير كأبناء النــــــــور والـــحق
حررنـــــا مــــن أخطــــــائنا وخطايانا
لنتصــــــــرف حسنا في وداعة الحكمة
وتكـــــون لنــــــــــــــا الثمار الصالحة
والقداســــــــــة ونقـــــــــاوة القلــــــب
بهما نحيـــــــا معـــــك ونعايــن مجدك

24‏/03‏/2010

برامج فصحية متنوعة في مركز السبيل بالناصرة

+

نظم مركز السبيل أمسية فصحية في دير راهبات الكرمليت بالناصرة بمشاركة المرنمة فيدا طبر والعازف أسامة مطر. افتتحت الأمسية بكلمة من السيدة فيوليت خوري المسؤولة عن مركز السبيل في الناصرة،


مهنئة الأمهات بعيدهن بابتهال لمريم العذراء ومرحبة بجميع الحضور، وبعد ذلك قدم كل من فاتن خوري في شخصية مريم المجدلية وفرح دبيني في شخصية الشاب المعاصر حوارا حول مسيرة التوبة والخلاص تخلل الحوار قراءات إنجيلية وتأملات روحية والترانيم من أداء المرنمة فيدا طبر وانتهت ببركة من الآباء الروحيين الذين تواجدوا هناك.
ومن الجدير بالذكر بأن مركز السبيل أقام عدة برامج أخرى تهيئة لعيد الفصح المجيد أبرزها برنامج الأطفال في قرية الناصرة ولقاء الشباب والأزواج مع الأب أفرام الأورشليمي راعي الطائفه القبطيه بالناصره  بدير راهبات الوردية.




.

هل الأنسان مسير أم مخير؟



هناك أمور لا يجد الإنسان مخيراً فيها.


حقاً إن الانسان لم يكن مخيراً من جهة الوطن الذي وُلِد فيه، والشعب الذي نشأ بينه، ومن جهة الوالدين الذين ولداه، ونوع البيئة التي أحاطت بطفولتة وتأثيرها عليه، وكذلك نوع التربية التي عومل بها.ولم يكن الأنسان مخيراً من جهة جنسه؛ ذكراً أو أنثى. ولم يكن مخيرا من جهة شكله ولونه، وطوله أو قصره، ودرجة ذكائه، وبعض المواهب التي منحت له أو التي حُرم منها، وما ورثه عن والديه.. إلخ.


ولكن الإنسان في تصرفاته وأعماله الأدبية، هو مخير بلا شك.


يستطيع أن يعمل هذا العمل أو لا يعمله. يستطيع أن يتكلم أو يصمت. بل إنه يستطيع -إن أراد- أن يصلح أشياء كثيرة مما ورثها، وأن يغير مما تعرض له من تأثير البيئة والتربية.


يمكنه أن يلقي الماضي the past كله جانباً، ويبدأ حياة جديدة مغايرة للماضي كله؛ يتخلص فيها كل التأثيرات السابقة التي تعرض لها منذ ولادته..


وكم من أناس استطاعوا في كبرهم أن يتحرروا من تأثيرات البيئه والتربية والوراثة التي أحاطت بهم في صغرهم. وذلك بدخولهم في نطاق تأثيرات أخرى جديدة، عن طريق القراءة، أو الصداقة والعشرة، أو بتأثير مرشدين روحيين ومعلمين جدد، أو بتأثير الدين والاجتماعات، كما حدث لأشخاص نشأوا في حياة ضائعة وتابوا، أو غيرهم نشأوا في حياة روحية وضلوا.


وحتى من جهة المواهب أيضاً..!


يمكنه أن ينمي المواهب التي ولد بها، أو أن يضعفها بعدم الاستخدام. وقد يكون إنساناً قليل المواهب، ويستطيع أن يتعهد هذا القليل بالممارسة والاهتمام فتكبر مواهبه، أو يكتسب مواهب لم تكمن عنده، ويصير في حالة أفضل ممن ولد موهوباً وأهمل مواهبه. وهناك أمور كثيرة تدل على أن الإنسان مخير لا مسير.


إن وجود الوصية الإلهية دليل على أن الإنسان مخير.


لأنه إن كان الإنسان مسيراً، ولا يملك إرادته وحريته، فما معنى الوصية إذن؟! وما فائدة الوصيه إن كان الإنسان عاجزاً عن السير فيها، وإن كان مسيراً على الرغم منه في اتجاه عكسي؟! وعلى رأي الشاعر الذي قال:


ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ... إياك اياك أن تبتل بالماءِ!


وحتى إن كان الانسان مسيراً في طريق الوصية، فلا لزوم للوصية إذن. لأنه سيسير في هذا الطريق بالذات، سواء وجدت الوصية أو لم توجد!!


ولكن الأمر المنطقي هو أن وجود الوصية دليل على أن الإنسان مخير، هو في حريته يتبع وصية الله أو لا يتبعها. وهذا ما نشاهده فعلاً.. بإمكان الإنسان أن يطيع وصايا الله إن أراد، أو يعصاها إن أراد. لأن الله وهبه حرية الإرادة وحرية الاختيار.


وجود الخطية دليل على أن الإنسان مخير.


فلو كان الإنسان مسيراً، فهل من المعقول أن الله يسيره نحو الخطيئة؟ وبذلك يكون شريكاً معه في ارتكابها؟! حاشا. إن هذا أمر لا يقبله العقل.. ولا يتفق مطلقاً مع طبيعة الله الذي هو قدوس وصالح، يكره الشر ولا يوافق عليه، ويدعو كل الناس إلى التوبة وترك الخطية.


إذن حينما توجد خطية، يكون الإنسان قد فعلها باختياره وبإرادته، أي أنه كان مخيراً فيما يفعله.


وإن كان الإنسان مخيراً في فعل الشر، فإنه بالأولى وبالأحرى يكون مخيراً في فعل الخير، ومخيراً أيضاً في أن يتجه إلى التوبة وترك الخطية. والله يدعو الجميع إلى التوبة. ولكنه يتركهم إلى اختيارهم، يتوبون أو لا يتوبون..


وجود الدينونة دليل على أن الانسان مخير وليس مسير.


مجرد وجود العقاب والثواب دليل على أن الإنسان مخير فيما يفعله. لأنه من أبسط قواعد العدل، أن لا يحكم على إنسان ما لم يكن في تصرفاته عاقلاً حراً مريداً. فإن ثبت إنعدام الحرية والإرادة، لا يُحكَم له أو عليه، إذ انه لا مسئولية حيث لا حرية.


وبناء على هذا لا يمكن أن يحكم الله على خاطئ بالعذاب الأبدي، ما لم يكن هذا الإنسان بكامل اختياره قد شاء لنفسه السلوك الرديء وارتكبه، فأخذ لنفسه جزاء إرادته وعمله. وعلى قدر ما تكون له إرادة، هكذا تكون عقوبته.


ومحال أن يُعاقب الله إنساناً مسيراً، لأنه ما ذنب هذا المسير؟ العقوبة بالأحرى تكون على من سيَّره نحو الخطأ.


ونفس الكلام نقوله من ناحية الثواب. فالله يكافئ مَنْ فعل الخير باختياره، وبإرادته ورغبته أما إن كان مسيراً، فإنه لا يستحق ثواباً.



وأخيراً، نود أن نقدم أربع ملاحظات:


أولاً: إن الله يحث كل إنسان على الخير، ويرشده ليبعده عن الخطأ. سواء عن طريق الضمير conscience، أو المرشدين والآباء والمعلمين، وبكل عمل النعمة. ومع ذلك يتركه إلى اختياره يقبل أو لا يقبل.


ثانياً: إن الله يتدخل أحياناً لإيقاف شرور معينة، ويمنع من ارتكابها. وفي هذه الحالة لا يكون فضل لمن ترك هذا الشر، ولا يكون له ثواب.


هنا، من أجل الصالح، يسيِّر الله الأمور بنفسه، أو يحوِّل الشر إلى خير. أما في باقي أمور الإنسان العادية وتصرفاته، فهو مخير ويملك إرادته.


ثالثاً: قد يفقد الإنسان إرادته بإرادته. أي أنه ربما بارادته يستسلم لخطية معينة، إلى أن تصير عادة أو طبعاً، يخضع لها فيما بعد ويفعل ما يريده هذا الطبع، وكأنه أمامه بغير إرادة..


ولكنها عدم إرادة، تسببت عن إرادة سابقة، فعلها الإنسان وهو مخير.


رابعاً: إن الله سيحاسب كل إنسان في اليوم الأخير على قدر ما وهبه من عقل وإدراك، وعلى قدر ما لديه من إمكانية وإرادة واختيار. ويضع الله في اعتباره ظروف الإنسان، وما يتعرض له من ضغوط، ومدى قدرته أو عدم قدرته على الإنتصار على هذة الضغوط.

21‏/03‏/2010

لماذا خلقت؟ولماذا أعيش؟ولماذا أموت



الاجابة لقداسة البابا شنودة


أنت إنسان، خلق على صورة الله ومثاله (تك 26:)، وينبغى أن تحتفظ بهذه الصورة الإلهية. وأنت كائن حى، له روح ناطقة، لا تنتهى حياته بالموت، بل تستمر. وله ضمير يميز بين الخير والشر، ويستنير بروح الله الساكن فيه (1كو 16:)... وأنت تتميز بالعقل عن سائر المخلوقات الأرضية، وما يحويه هذا العقل من فهم وإدراك. وبعقلك وبحرية إرادتك تكون مسئولاً عن أعمالك، أولاً أمام الله، وثانياً أمام ضميرك، وثالثاً أمام المجتمع الذى تعيش فيه.. ومسئوليتك يتبعها ثواب أو عقاب في الأبدية، بعد الدينونة أمام الله.


خلقنا الله من كرمه وجوده.


من كرمه أنه لم يشأ أن يكون وحده. فمنحنا الوجود نحن الذين كنا عدماً لا وجود لنا، فأنعم علينا بالوجود.


ومن صلاح الله، خلقنا لكي يعدنا للحياة الأبدية. من صلاح الله أنه أعطاك نعمة الوجود. من جوده، ومن كرمه، أعطاك فرصة أن توجد، وأن تتمتع بالحياة هنا على الأرض، وأن تكون لك فرصة أيضاً للحياة في النعيم الأبدى، إن أردت، وعملت ما يجعلك تستحق النعيم.


أما عن قولك: لماذا نعيش في هذه الحياة الشريرة؟


فمن قال أنها حياه شريره؟! يمكنك أن تعيش حياة بارة، تكون بركة لك ولمن هم حولك. وإن وُجدت بيئة شريرة، يمكن بمعونة اللة أن تنتصر عليها.


وأنت تعيش فترة اختيار، لإعدادك للأبدية السعيدة، إن كنت تسلك حسناً في هذه الحياة.


أنت تعيش لكى تؤدى رسالة نحو نفسك، ورسالة نحو غيرك، لكى تتمتع بالله هنا، وتذوق وتنظر ما أطيب الرب (مز 8:). وأيضاً في حياتك تختبر إرادتك، ومدى انجذابها نحو الخير والشر. فحياتك فترة اختبار تثبت بها استحقاقك لملكوت السماء، وتحدد بها درجة حياتك في الأبدية... فعليك أن تدرك رسالتك وتؤديها، وتكون سبب بركة للجيل الذى تعيش فيه. فبقدر ما تكون رسالتك قوية ونافعة، بقدر ما تكون حياتك ممجدة على الأرض وفي السماء...


أما لماذا نموت، فأنت تموت -بعد عمر طويل- لتنتقل إلى حياة أفضل.


تموت لكى تنتقل إلي حياة أفضل.. إلي ما لم تراه عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر(1كو 9:). وتنتقل أيضاً إلي عشرة أفضل، عشرة الله وملائكتة وقديسية. فالموت إذن ليس فناء، وإنما هو انتقال. إن حياتك لو دامت على الأرض، وبقيت متصلاً بالمادة ومتحداً بالجسد المادى، فليس في هذا الخير لك. ولكن الخير لك أن تنتقل من حياة المادة والجسد، إلي حياة الروح وإلي الأبدية، وتكون مع المسيح فهذا أفضل جداً (فى 23:1). لذلك اشتهى القديسون الانطلاق من هذا الجسد.. إنما يخاف الموت الذين لا يستعدون له، ولا يثقون أنهم ينتقلون إلي حياة أفضل.. أو الذين لهم شهوات على الأرض، ولا يحبون أن يفارقوها!! والإنسان يموت، لأن الموت خير للكون. فمن غير المعقول أن يعيش الناس ولا يموتون، وتتوالى الأجيال وراء الأجيال لا تسعها الأرض، ويتعب الكهول من ثقل الشيخوخة، ويحتاجون إلي من يخدمهم ويعالجهم ويحملهم.. لذلك يموت جيل ليعطى فرصة لجيل آخر يعيش على الأرض ويأخذ مكانه في كل شئ...


والقديس بولس الرسول يقول في ذلك: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا" (في23:). ولماذا أفضل جداً؟ أنك أنت في الحياه الأرضية حبيس في هذا الجسد المادي. ولكن عندما تموت، تؤهل في القيامة أن يكون لك جسد روحاني سماوي عديم الفساد (1كو42: -50). وهذا الجسد الروحاني تستطيع به أن تتمتع بما لم تره عين، ولم تمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو9:).


أما إن بقيت في الجسد المادى، فستبقى تحت حكم المادة.


في الأكل، في الشرب، في المرض.. بل في العجر: إذ كلما طال بك العمر، تتعرض لأمراض الشيخوخة وللعجز حتى في ضروريات الحياة. وتحتاج إلى مَنْ يحملك، ومن يخدمك، ومن يتولى تمريضك..


إذن من الأفضل أن تموت..


آسف، لا أقصد أبداً أن تموت الآن أطال الله لنا في عمرك: ولكن اعذرني إن قلت أنه مهما طال بك العمر، فلابد بعد ذلك أن تموت، فهذه هي "نهاية كل حي". وقد قال داود النبى في مزاميره: "عرفني يا رب نهايتي، ومقدار أيامي كم هي، فأعلم كيف أنا زائل.. إنما نفخة كل إنسان في جُعل، إنما كخيال يتمشى الإنسان" (مز5،4:).