30‏/04‏/2010

الشهيد العظيم مارجرجس



في ذكري استشهاد القديس مارجرجس

مارجرجس تعبير سريانى معناه القديس جرجس وهذا التعبير السريانى هو الذى أصبح سائداً بين الشعب القبطى وفى الاستعمال الكنسى. وهو يتكون من مقطعينمار : كلمة سريانية معناها سيد:


جرجس : هو الاسم الذى عرف به فى فلسطين وتعني فلاح او عامل في الارض كما ويطلق عليه القاب عده ومنها..مارجرجس الملطى:


نسبة الى مدينة ملطية موطن اباء القديس وأجداده وهى تقع فى اقليم كبادوكيه بأسيا الصغر (تركيا حاليا) ولذلك يطلق عليه احيانا اسم مارجرس الكبادوك .. جيئورجيوس:


وهى من الأصل اليونانى وترجمته عربيا : فلاح او عامل فى الأرض وقد دبرت عناية الله أن تكون أعمال هذا المغبوط وجهاداته مطابقة لاسمه. فقد فلح فى حقل الملكوت واشتغل فى كرم الرب


مارجرجس الفلسطينى: لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين .. مارجرجس الكبير: تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم .. مارجرجس الرومانى:


لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212م ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين


سان جورج:


وهو الاسم الذى يعرف به القديس فى الكنيسة الغربية ..


أمير الشهداء:


وهو اشهر لقب للقديس وقد أعطاه له السيد المسيح نفسه ..ويعرف بسريع الندهة:


وهو اللقب الشعبى المعروف به القديس ..تلقبه كنيستنا


بكوكب الصبح المنير: كما فى ذكصولوجية باكر.


نشأة القديس:


لا نستطيع أن نحدد السنة التى ولد فيها القديس مارجرس بالضبط ولكن نستدل من كتب الكنيسة أن ولد فى أواسط النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى بمدينة اللد بأقليم كبادوكية بفلسطين من أبوين مسيحيين أتقياء. فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية وأمه ثيؤبستى ابنة ديونيسيوس حاكم اللد وكانت له أختان احداهما كاسيا والثانية مدرونة. وكان والد القديس مارجرس مؤمنا بالسيد المسيح. وقد اشتهر بالصلاح والعدل. يحكم البلاد بمخافة الله. فلما رزقه الله بابنه جرجس أحست تربيته على مقتضى الآداب والأخلاق المسيحية المستقيمة ولقنه العلوم الكنسية واللاهوتية. كما لقنه العلوم والآداب والقوانين .... فضلاً عن إجادة اللغة اليونانية التى كانت فى ذلك العصر هى لغة المدنية والثقافة وإجادة الفروسية التى كانت هى مفخرة ذلك الزمان


أستشهاد والده : القديس أنسطاسيوس:


حدث أنه لما بلغ القديس الرابعة عشرة من عمره ان علم الوالى أن والده أنسطاسيوس يعتنق المسيحية. فأمر بقطع راسه وعين مكانه أميراً آخر


رحيل عائلة جرجس:


بعد استشهاد والد القديس مارجرجس. أخذت والدة جرجس ابنها وابنتيها ورحلت من اقليم الكبادوك الى مدينة ديوسبوليس أحد اقاليم فلسطين حيث كان موطنها الأصلى وحيث كانت لها فيه أملاك كثيرة


الأمير مارجرجس:


لقد كان القديس جرجس حسن الطلعة ممشوق القوام .. مما أهله أن يلتحق بالجيش وكان عمره سبعة عشر عاما ... ولما علم الوالى الجديد بشجاعته وفروسيته بعث به الى الامبراطور الرومانى وبصحبته مائة جندى وأعطاه خطابا الى الامبراطور يوصى فيه بترقيتة. فلما رآه الامبراطور وقرأ الرسالة التى معه فرح به جدا ومنحه لقب امير وأصبح (الأمير جرجس) ورتب له راتباً شهريا ضخماً وأعطاه خمسمائة جندى ليكونوا تحت أمره، كما عينه حاكماً لعدة بلاد لتكون خاضعة لحكمه وقيد اسمه فى ديوان المملكة مع العظماء وأعطاه هدايا كثيرة. وعند انصرافه وهبه حصانا ضخما


نياحة والدته:


ما أن عاد الأمير جرجس حتى خرج أمير فلسطين للقائه بحفاوة وتكريم. وأقامت والدته وليمة عظيمة لأهل المدينة كما أقامت الصلوات الكثيرة لأجله
ولما بلغ القديس من العمر عشرين عاما تنيحت والدته وكان قد وصل الى درجة فائقة من الشجاعة ... وأصبحت له شهرة فى كل مكان


فقرر الأمير يسطس حاكم فلسطين أن يزوجه ابنته الأميرة، غير أنه قبل ان تتم مراسيم الزواج توفى الأمير ففكر القديس فى أن يتمم زواجه من الأميرة.. ليصبح اميراً على فلسطين بعد أبيها...... لكن الله كان قد دبر له مملكة من نوع آخر ومن نوع أنبل وأجمل ليكون اميراً عليها وهى مملكة الشهداء التى هى ليست فى الأرض وإنما فى السماء ... ولقد حفظه السيد المسيح عريساً بكراً لملكوته السمائى


ذهاب القائد جرجس الى مدينة صور:


إلى صور توجه القائد جرجس يرافقه خادمه سقراط فى أمر يخص الجندية ولما وصل اليها وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقى يسوع المسيح واهتموا بعبادة الأصنام وتقديم الذبائح والبخور الى الأوثان الحجارة الصماء. كما أن المللك دقلديانوس اجتمع مع تسعة وستون من الملوك والرؤساء فى دولته بمناسبة عيد أبولون وأصدروا منشورا ينص على ال.


هدم جميع الكنائس - طرد جميع الموظفين المسيحيين من أعمالهم


حرق الكتب المقدسة - تقديم الذبائح والبخور لآلهة الملك


وكل من يرفض الخضوع لأوامر الملك يعذب عذابا شديدا حتى الموت


شجاعة القائد جرجس:


غلى دم الشجاعة والشهامة فى عروق القديس وقام بتمزيق المنشور أمام جنود الملك دقلديانوس وبسرعة فائقة قبض الجنود على الأمير جرجس وساقوه الى الملك مكبلاً بالقيود الحديدية. لينال عقابه على ما غله ضد أوامر الملك


عذابات القديس :


لقد ذاق القديس أمير الشهداء أشد أنواع العذابات طوال سبع سنوات كاملة من جلد وضرب بالدبابيس وتقطيع الأعضاء ووضع داخل جير حى غير مطفأ ونشره بالمنشار وعذابات كثيرة أهلته أن يكون أميراً للشهداء.. وها نحن نعرض الى هذه العذابات التى تحملها القديس بصبر عجيب


القديس داخل السجن


إقتاد الجنود القديس الى الملك داديانوس الذى كان مجتمعا مع الملوك والأمراء التسعة والستون يدبرون ويخططون لاهلاك المسيحيين، ولكن قد هالهم الأمر أن الذى يقف أمامهم قائد له مكانته المرموقة فى المملكة، لذلك ابتدأ الملك يلاطف الأمير جرجس بالوعود والترقيات الى مناصب أعلى وأنه سوف يزوجه ابنته وسوف يعطيه من الأموال والذهب والهداي الكثير إذا قدم السجود والتبخير للآلهة. ولكن الأمير جرجس تذكر أنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس


لم تفلح كل محاولات الملوك والأمراء فى إثناء القديس عن عبادته للإله الحقيقى يسوع المسيح، مما جعل الملك يثور غاضباً ويأمر بوضع جورجيوس داخل السجن


إغرائه بالخطيئة ... الفتاة تنال اكليل الشهادة:


أخذ الملك يستشير أعوانه فى كيفية تعذيب هذا القائد ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه إهانة الملك وعدم التبخير والسجود لآلهة المملكة


فقدم أحد الأمراء إقتراحا بوضع جرجس مع فتاة جميلة من محظيات قصر الملك حتى يفقد عفته ثم يسهل بعد ذلك خضوعه لأوامر الملك وفى الحال كانت الفتاة داخل زنزانة القديس جرجس. ... ولكن ماذا تفعل كل محاولات إبليس أمام قوة الصلاة فقد كان القديس راكعاً يصلى الى السيد المسيح أن يعينه ويقويه وهنا نجد قوة الصلاة التى تغلب كل تجربة وتحول الدنس الى عفة ... وحولت الفتاة من الخطية الى الطهارة


وما أن حضر رجال الملك فى الصباح لأخذذ الفتاة حتى وجدوا خلاف ما توقعوا. لأنهم وجدوا الفتاة الخليعة وقد اكتست بالحشمة وهى تعترف بإيمانها بالسيد المسيح إله جرجس. وقد كانت مفاجأة صاعقة أصابت الملك وأعوانه بالذهول مما دعاه لإصدار أوامره بإعدامها فى الحال وهكذا نالت اكليل الشهادة


استشاط الملك غضبا فأمر جنوده بربط جرجس بأغلال قاسية ثم القوا على صدره حجراً كبيراً وتركوه الى اليوم التالى لعله يموت أو يخضع لأوامرهم ولكنه تحمل الألم وهو يشكر السيد المسيح


تعذيب القديس بالهنبازين وظهور رب المجد له:


حينما فشلت المحاولة فى إخضاع القديس، أمر الملك بتعذيبه بالهنبازين، وهى آلة تعذيب شنيعة عبارة عن دولاب حديدى به عجلتان من الحديد لكل منهما سكاكسن حادة وتدور كل عجلة عكس الأخرى. وعندما وضعوا جرجس داخل الدولاب وأداروا العجلتان أخذ جسده يتمزق والدم يسيل منه. وإمعانا فى التعذيب جاءوا بنار المشاعل ومرروها على جروحه ثم وضعوا كميات من الملح فوق جروحه ايضا حتى أصبحت آلامه فوق كل احتمال ومع ذلك كان جرجس يقدم الشكر للسيد المسيح الذى احتمل آلام الصليب من أجل خطايا البشرية


وبينما القديس غارقا فى دمائه بين حى وميت إذ بنور قوى يظهر فجأة داخل غرفته فى السجن ويقترب منه مخلص العالم ويعطيه السلام قائلاً لا تخف يا حبيبى جرجس لأنى معك


وعندما لمس جراحاته إذ بها تلتئم بسرعة عجيبة وكأنه لم يصب بأى أذى


شدة على أربعة أوتاد فى جير حى وظهور رب المجد له للمرة الثانية ليشفيه من جراحه:


حينئذ أمر داديانوس أن يخرجوه من السجن ويحضروه بين يديه فى مجلس الحكم وكان القديس يرتل "الهى انظر الى معونتى" وقد سأله الحاضرون : يا جرجس من الذى شفاك فأجابهم القديس : انتم لا تستحقون أن تسمعوا اسم الذى شفانى


حينئذ استشاطوا غيظا وأمروا أن يشد على أربعة أوتاد ويضرب مائة سوط على بطنه. ثم أمر الملك أن يأتىوا بجير حى ويوضع على جراحاته وقروحه جميعاً. ثم يصب على جسده كبريت مذاب فى خل عتيق ووكل لحراسته ثمانية جنود يحفظونه الى الغد


اشتعلت النار وهاجت فى جسده وتألم جدا وللوقت نظر المخلص لالآمه فنزل اليه من السماء ومعه ملائكته الأطهار وقال هل : لك أقول يا حبيبى جرجس أنهض قائماً صحيحاً معافى من جميع الآمك، اثبت وتقو لأنى كائن معك


عندئذ لمس الرب جسده وشفاه من جميع جروحه وأعطاه السلام وصعد الى السماء بمجد عظيم. أما المغبوط جرجس فأقام بقية الليل يسبح الى الصباح فلما رآه الجند وبقية الموكلين بحراسته انه صحيح معافى تعجبوا وأسرعوا وأعلموا الملوك


إتهام القديس بإنه ساحر ... وإيمان الساحر أثناسيوس:


فى اليوم التالى أمر الملك قائد حرسه بالذهاب الى السجب ليتحقق من موته حتى يدفنه خارج المدينة. ولكن فوجىء قائد الحرس بأن وجد القديس سليماً معافى من كل ما أصابه فذهب به الى الملك الذى اندهش عندما رآه فى كامل صحته


لكن الملك وأعوانه ابتدأوا ينسبون ما حدث للقديس بأنه ساحر. لذلك أمر الملك بإحضار أعظم السحرة فى المملكة. وبسرعة كان الساحر أثناسيوس أمام الملك الذى طلب منه التغلب على جرجس وإخضاعه بقوة السحر وحالاً أخذ الساحر كأساً مملؤة شراباً ومزجها بكمية كبيرة من السم القاتل وقدمها الى القديس ليشربها، لكن القديس جرجس ردد فى نفسه قائلاً : "إن قوة الصليب عن الهالكين جهالة. أما عندنا نحن المخلصون فهى قوة الله" ثم مد يده ورشم الكأس بعلامة الصليب المقدس وتناول كل ما فيها، والجميع ينظرون اليه متوقعين سقوطه.... ولكن طال انتظارهم إذ لم يؤثر السم فى جرجس فأغتاظ الساحر جدا وأخذ كأسا أخرى وضاعف كمية السم وقرأ عليها أسماء شياطينه المرعبة الأشر من الأولى مع ربط يدى القديس حى لايرشم علامة الصليب، لكن القديس رشم الصليب بفمه وتناول كأس السم ولكن لم يصبه أى أذى كما فى المرة الأولى


عندئذ سرت الدهشة بين جموع الحاضرين وصاح الجميع بما فيهم الساحر أثناسيوس الذى سجد بين قدمى القديس معلنين إيمانهم بالسيد المسيح الإله الحقيقى


فأستشاط الملك غيظاً والأمراء الذين معه وأصدروا أمراً بقطع رؤوسهم بحد السيف ونالوا اكليل الشهادة. لكن الملك أخذ يصر بأسنانه وهو يتوعد البطل بأن يذيقه أنواع العذابات إذا استمر على إيمانه بالسيد المسيح


تعذيبه بالشفرات الحادة:


أمر الملك بتعذيب جرجس بأن يمدد على شفرات حادة مثل السكاكين لتقطيع أعضاء جسمه، ولكن كلما حاول الجند كانت شفراتهم تتكر وتتناثر على الأرض


وضع حذاء المسامير فى رجلية:


لم يرتدع الملك بعد كل ما رآه بل تقسى قلبه وطلب من الجنود إحضار حذاء يدقوا فيه مسامير كبيرة ثم يلبسه جرجس ويامرونه بالجرى وفعلاً تم ذلك وأخذ الدم يسيل منه وهو يجرى وكان إذا توقف ينهال عليه الجند بالضرب بأعصاب البقر حتى تفجرت دماؤه من جميع جسمه وراح فى غيبوبة من شدة الالم ثم أخذوه والقوه فى السجن بين حى وميت. ولكن الرب يسوع ظهر له فى السجن وشفاه من جميع جراحاته


تعذيب القديس بالنورج ... وموته للمرة الأولى:


أمر الملك داديانوس بعد ذلك إمعاناً فى تعذيب القديس بأن يوضع داخل نورج بعجلة كبيرة ذات أطواق ومناجل وسيوف حادة وعندما أداروا العجلة والقديس بداخل النورج، انسحقت عظامه وتقطعت جميع أعضائه حتى ان الملك والأمراء أخذوا فى الاستهزاء به وكيف ان الهه لم يقدر أن يخلصه من أيديهم، ثم أمر الملك أن توضع عظامه ولحمه فى جب عميق حتى يتخلصوا منه نهائيا


ولكن السيد المسيح الإله القادر على كل شىء أراد ان يخزى الشيطان وعباد الأصنام. إذ تزلزلت الأرض لأن رب الكون نزل وأقام جرجس حيا ... فما أن رأى هذا أحد الأمراء ويدعى اناضوليس حتى أعلن ايمانه بالسيد المسيح اله جرجس ومعه جمع غفير كان حاضراً وشاهد المعجرز العظيمة. ولكن الملك الجاحد أمر حالاً بقطع رؤوسهم حتى لايحدث شغب فى الشعب ونالوا اكليل الحياة الأبدية


ثم أمر الملك بوضع القديس فى السجن حتى يتفنن فى طريقة يهلك بها القديس ويتخلص منه


تعذيب القديس بالمنشار ... وموته للمرة الثانية:


أمر الملك بعد ذلك بإحضار القديس ونشره بمنشار كبير الى نصفين وهو ممدد على الأرض مع ربط يديه ورجليه بسلاسل حديدية. ولما فارق القديس الحياة، أمر الملك بدفنه وأن يوضع عليه كميات كبيرة من رصاص وزفت وكبريت وأمر الجند أن يوقدوا ناراً حتى لايتبقى أى عصو من جسده يأخذه الناس ويكرموه


لكن رب المجد لم يترك أمير الشهداء يسخر منه أعوان الشيطان إذ نزل الرب يسوع من السماء ملائكته وأقام جرجس ووضعه على الأرض كأنه لم يصب بأى أذى. ومن ثم أخذ القديس يطوف فى الشوارع منادياً بأنه حى لكى يؤمن بالسيد المسيح الى الكل


أما الجموع فقد أحاطوا بالقديس ... والملك والأمراء اضطربوا جدأً حينما علموا أن القديس جرجس رجع حياً للمرة الثانية والجموع هتفت مؤمنة بإله جرجس مما جعل الملك يصدر أمره بإعدام كل من آمن بالسيد المسيح وقتله بالسيف


تعذيب القديس بطمره فى إناء به جير .. وظهور رئيس الملائكة ميخائيل له:


استشاط الملك غضبا لكل ما حدث فأمر بوضع جرجس فى حوض كبير مملوء جير حى غير مطفأ وذلك لمدة ثلاثة أيام مع حراسة مشددة حتى لا يقترب منه أحد وحالاً وضعوا القديس فى الحوض وهو مقيد اليدين والرجلين ولكن ماذا تفعل كل قوى الشيطان أما قوة ربنا يسوع المسيح الذى حول أتون النار الذى وضع فيه الثلاثة فتية القديسين كأنه ندى بارد


وفى اليوم الثالث حضر الجند لإخراج جثته التى ظنوا انها تلاشت ولم يبقى غير العظام فقط ولكنهم فوجئوا بالقديس لم يصب بأى أذى فقد نزل رئيس الملائكة ميخائيل وحفظ القديس من أى شر


تعذيب القديس ورفعة على معصرة ... وموته للمرة الثالثة:


بعد ذلك أمر الملك الكافر داديانوس بإحضار جرجس أمامه وضربه بغير رحمة حتى تهرأ لحمه ثم أمر بوضعه فى المعصرة حتى فارق الحياة وأصبح جسده عبارة عن أجزاء متنائرة وبعد ذلك أمر الملك بطرحه على جبل عال حتى يستريح من الى الأبد


وبعد أن فعلوا أوامر الملك إذ حدث رعد فى السماء وبرق شديد والسيد المسيح له المجد ظهر على سحابة وأعاد جرجس الى الحياة مرة اخرى ليخزى به الكفرة عباد الشيطان وفى الحال آمن كثيرون بإله جرجس


داخل قصر الملك:


أخذت الملك حيرة شديدة فأخذ يلاطف جرجس ويكلمه برقة واعداً إياه أن يجعله الرجل الثانى فى المملكة إن بخر للأصنام ولو مرة واحدة. حتى لا تهلك المملكة بسببه وقد تظاهر القديس بالموافقة لتظهر عجائب


وفعلاً أمر الملك بإطلاق سراحه وإنزاله ضيفاً فى قصر الملك فى داخل القصر


تقابل البطل القديس مع الملكة الكسندرة زوجة الملك التى كانت تريد رؤيته لما سمعت عن شجاعته وتحمله للعذابات وابتدأت تسأله عن سر قوته وعجائبه وتطرق الحديث عن الإله الواحد الأزلى الأبدى خالق كل شىء القادر على كل شىء. وعن تجسده فى أحشاء السيدة العذراء وأنه مصدر القوة التى يهبها لأولاده المؤمنين به وانه يقبل اليه كل تائب ويغفر له خطاياه وهو عون الذين يلتجئون اليه فى الشدائد والضيقات مما جعل الملكة تؤمن بالسيد المسيح. دون علم زوجها الملك


القديس داخل معبد الأوثان وحديثه مع الشياطين وتحطيم التماثيل أمام الجموع:


فى الصباح الباكر أشيع أن جرجس خضع لأوامر الملك وأنه سوف يبخر للآلهة. وكان الحفل مهيباً والأروقة غاصة بالمتفرجين، والجنود مصطفين لتحية صديقهم القائد الذى ظنوا أنه خضع لدين المملكة ... تقدم القديس ووقف أمام الصنم الكبير الذى يتوسط المعبد وصلى الى السيد المسيح أن يظهر عجائبه فى هذه اللحظة كى يعرف الجميع من هو الإله الحقيقى


ثم التفت الى الصنم ابولون وقال له إن كنت أنت الاله الحقيقى فإكشف قدرتك للجموع. فخرج صوت سمعه كل الحاضرين "الإله الحقيقى هو الذى تعبده أنت يا جرجس أما نحن فإننا شياطين ساكنين هذا الحجر


ثم رشم القديس بعلامة الصليب على الصنم الكبير وفى الحال سقط على الأرضوسقطت بقية الأصنام التى فى المعبد. والشعب الحاضر هتفوا قائلين نؤمن بإله جرجس فأمر بقطع رؤوسهم بالسيف.


استشهاد القديس:


اجتمع الملك داديانوس مع الملوك والأمراء ليجدوا طريقة تخلصهم من جرجس وكتبوا قضيته بأن تؤخذ رأسه بحد السيف ووقع عليها الملوك والأمراء التسعة والستون. وكان القديس يسير فرحاً مسروراً الى المكان المعد لينال اكليل الشهادة. ولما وصل الى المكان صلى الى السيد المسيح ثم تقدم بقلب ثابت قوى ومد عنقه الى السياف الذى هوى بشدة على رقبته ... ونال اكليل الشهادة فى اليوم الثالث والعشرين من شهر برمودة الموافق أول مايو فى حوالى 263م


نقل اعضاء الشهيد مارجرجس من صور الى اللد:


لما أخذت رأس القديس مارجرجس، بقى جسده ملقى على الأرض الى غروب الشمس وكا سقراطيس خادم القديس عنده يبكى عليه ويحرسه. فألقى الرب فى قلب اثنين من العبيد أصدقائه، فأتيا الى المدينة ليتفقدا سيدهما ليعلما ما كان من أمره. فلما تقصيل عنه أعلموهما أنه قد قتل فى ذلك اليوم. فبكيا وطافا يبحثان عن موضع جسده. فوجدوا سقراطيس جالساً عنده يبكى. فجلسا هما أيضاً يبكيان معه ثم بعد هذا، قاموا جميعاً وأخذوا رأس القديس ووضعوها مع الجسد. ثم نزعوا عنه الثوب الذى كان عليه، وكان ملطخا بدمه الطاهر، وأدرجوه فى ثوب نقى كان لأحدهم


ووجدوا قبراً جديداً خارج المدينة قريبا منهم. فوضعوا فيه جسد القديس وجلسوا هناك الى الغد


ولما أصبحوا، دخلوا المدينة وابتاعوا طيبا وأكفانا نقية وكفنوا بها جسده ثم وضعوه فى القبر، وتركوا عنده سقراطيس يحرسه، ودخل الاثنان الآخران الى المدينة ليتشغلا ويجدا مصاريف حمل جسد القديس سيدهما فى مركب، ثم صادفوا مركبا على وشك الاقلاع الى يافا. فطلبوا من رئيس المركب حمله فى مركبهم، ففرحوا بذلك. وكذلك التجار لما سمعوا بحمل جسد القديس مارجرجس الذى من مدينة اللد فى مركبهم وعلموا قصته وتعجبوا من عذاباته. وقاموا بأجمعهم وسجدوا أمام جسده ممجدين الله لأنهم استحقوا أن يصعدوا جسد القديس فى مركبهم


وكان واحد منهم اسمه لاونديوس من أهل يافا، كان يعرف القديس مارجرجس، فأحضر دابة وحمل جسده عليها وأوصله الى بيته. حينئذ وجد أن والدته واختيه قد تنيحن. فذاع الخبر بإن جسد القديس مارجرجس قد احضر. لأنهم لم يروه منذ سبع سنوات وكان أهل بلدته قوما مسيحين فأجتمعوا وسجدوا وهم باكين ثم قبلوه وهم متعجبين من جهاده وفرحوا ومجدوا الله


ثم أخبر سقراطيس والعبدان الآخران وكان أسم احدهما لوقاس واسم الآخر قبريانوس أخبروا أهل المدينة بكل ما كان من سيدهم. فتعجبواجداً. ثم وضعوا جسد القديس مارجرجس فى خزانة داخل بيته مدة سبعة أيام وهم يأتون بأجمعهم ويصلون عنده. ثم حملوا الجسد الى البيعة التى كانت فى المدينة ..... وقاموا بعد ذلك بهدم منزل القديس وقاموا ببناء بيعة حسنة باسمة فى موضع بيته. وارسلوا الى بيت المقدس رئيس الاساقفة الأنبا تاؤضوسيوس، فكرسها فى اليوم السابع من شهر هاتور ووضعوا جسده فيها


وحدثت فى البيعة فى تلك الليلة قوات وعجائب باهرة وتم بناء البيعة فى سنة وعشرة شهور


مكانة الشهيد فى العالم:


للقديس مارجرجس شهرة عالمية تمتد الى كل أنحاء العالم


فهو شفيع بريطانيا : التى بها 152 قرية باسمه وتنقش صورته على الجنية الانجليزى (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده فى 23 ابريل من كل عام ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، كما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجىء. وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثانى والثالث والرابع والخامس والسادس


فى بيروت عاصمة لبنان : كنائس باسم الشهيد مارجرجس وفى لبنان خليج تجثم على ضفته مدينة بيروت نفسها ويعرف بخليج مارجرجس او بخليج الخضر


فى ايطاليا : يتمتع سان جورج بمكانة عظيمة لدى الكاثوليك فهو نصير الكنيسة الكاثوليكية فى الملمات. فقد وجدت فى روما ونابولى كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس وكان البابا جلاسيوس الأول بابا روما قد أثبت قداسة مارجرجس فى مجمع عقد بروما سنة 404م


فى فرنسا : بنى الملك كلوفيس الثانى (638 - 656) كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعة البطل فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص الأموال الكثيرة لخدمة هذه الكنائس من مالها الخاص


فى النمسا : أنشأ الامبراطور فريدريك فى سنة 1470م رتبة من الكافليريه (الفروسية) على اسم القديس جرجس


فى روسيا : كان للبطل جاورجيوس مكانة عظيمة فى روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. وأنشأت الامبراطورة كاترين وساما رفيه الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه فى الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقواد العظام الذين ينتصرون فى الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم وكان مارجرجس هو شفيه الامبراطورية الروسية قبل الثورة البلشفية سنة 1923. وعاد الروس اتخاذه شفيعا لهم بعد انهيار الشيوعية فى بلادهم

فى اليونان : يكرمونه أعظم إكرام، ويشيدون على اسمه الكنائس والاديرة، ويسمونه باسم يتميز به عن جميع الشهداء، فيلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء

29‏/04‏/2010

الوقت وأهميته


لقداسة البابا شنودة الثالث

الوقت جزء من حياتك. أن ضيعته تضيع حياتك وأن حفظته حفظت حياتك. حياتك هى أيام وساعات.

وكما قال الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له أن الحياة دقائق وثوان

إنى أعجب للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة لقتل الوقت، بأية الطرق:بوسائل الترفيه أو التسلية أو الثرثرة أو اللهو . ولا يدرى هؤلاء أنهم أذ يقتلون وقتهم، يضيعون حياتهم …..

الذى يقتل الوقت لا يشعر أن لحياته قيمة، هو إنسان يعيش بلا هدف، وبلا رسالة. حياته رخيصة فى عينيه. أما الذين يحترمون حياتهم، فكل دقيقة منها، منتجة ونافعة، ولذلك فهناك أشخاص كانت حياتهم قصيرة، ولكنها عجيبة وعميقة .

السيد المسيح نفسه، كانت مدة خدمته فى الجسد 3 سنين وثلث. ولكنه فى تلك الفترة القصيرة عمل أعمالاً لم يعملها أحد من قبل، ولو كتبت واحدة فواحدة، ما كانت تسعها الكتب. وحقق قضية الخلاص، وقدم للناس صورة الله.

يوحنا المعمدان بدأ حياته من سن الثلاثين، وأستمرت خدمته حوالى سنة، أستحق خلالها أن يكون أعظم من ولدته النساء. فى هذه الفترة القصيرة أعد الطريق قدام الرب، وهيأ له شعباً مستعداً، وعمد آلافاً من الناس بمعمودية التوبة. بعكس متوشالح الذى عاش 969 سنة، لم نسمع عنها شيئاً من هذا.

أيضا البابا كيرلس الرابع، كانت مدة خدمته 6 سنوات وبضعة أشهر. ومع ذلك عمل فيها ما أستحق عليه لقب (أبو الأصلاح). كثيرون عاشوا حياة قصيرة، ولكنهم قدموا فيها أعمالاً عظيمة. وكثيرون نالوا العظمة وهم بعد أطفال أو صغار، أو مجرد شبان. القديس تادرس تلميذ القديس باخوميوس أب الشركة، والقديس ميصائيل السائح، والقديس يوحنا القصير، أمثلة لعظمة العمر الصغير. فالقديس تادرس وهو فى حدث شبابه المبكر، كان أباً ومرشداً لكثيرين، ومؤسساً لأديرة ووكيلاً للقديس باخوميوس .والقديس ميصائيل صار سائحاً قبل أن يبلغ العشرين من عمره……

والقديس يوحنا القصير – وهو فى حداثة عمره – أستطاع أن يعلق الاسقيط كله بأصبعه كما يشهد قديسوا البستان. هؤلاء وصلوا إلى المجد فى فترة وجيزة، وهم فى مقتبل العمر، وصعدوا بسرعة، لأنهم لم يضيعوا وقتهم، أخذوا الأمور بجدية. كل دقيقة كانت ترفعهم إلى فوق، وتدخلهم إلى الأعماق، وتنميهم. كان وقتهم دسماً، كله بناء لأنفسهم وللآخرين، لم يضع منه شئ، كان وقتهم بركة للآخرين.

هناك إنسان وقته فى صالحه، يحييه وآخر وقته ضده. إنسان فى لحظة يكسب كل شئ، وآخر فى لحظة يخسر الكل .داود فى لحظة طيش أرتكب خطية، ظل طوال حياته يبكى بسببها ويبلل فراشه بدموعه. شمشون الجبار فى لحظة أخرى، كسر نذره، وفقد شعره، وضاعت كرامته. بطرس الرسول أيضاً لحظة خوف جعلته يبكى بكاءاً مراً.

وبقدر ما أضاعت هؤلاء لحظات. نرى اللص اليمين قد كسب الفردوس فى لحظة، وكذلك العشار فى الهيكل، وزكا على الشجرة. الأبن الضال فى لحظة طيبة، ندم وقال " كم من أجير عند أبى يفضل عنه الخبز، وأنا هنا أهلك جوعاً" وهكذا ربح الحياة. والقديس أنطونيوس فى لحظة تأمل وهو ينظر جثمان أبيه، زهد العالم، وحط لنا هذا الطريق الملائكى.

هناك لحظات أو ساعات، مرت على العالم، كانت خالدة .

لحظة قال عنها بولس " فى الجسد، أم خارج الجسد، لست أعلم" صعد فيها إلى السماء الثالثة، ورأى أشياء لا ينطق بها. ويوم روحى مر على يوحنا الرائى، قال عنه " كنت فى الروح فى يوم الرب" ، هذا اليوم قدم لنا سفر الرؤيا بكل ما فيه من إعلانات ونبوءات ورموز وتعاليم ووعود..

ثلاث ساعات على الصليب، قدمت للعالم كله خلاصاً هذا مقداره، والعالم بكل أجياله لا يساوى ساعة منها ….. من هذه الثلاث ساعات، لحظة أنتهزها اللص لخلاصه ….لحظة تصارع فيها يعقوب مع الرب، وغلب، ونال المواعيد. حياته كلها فى كفة، وهذه اللحظة وحدها فى كفة ….

هناك ساعة تمر على الإنسان، تغير حياته كلها ….. يشعر أن حياته كلها نوع، وهذه الساعة نوع آخر ….ساعة يتمتع فيها بما يسميه الآباء " زيارة النعمة" أو مذاقة الملكوت. تمر عشرات السنوات، لتمجد هذه الساعة …. إنها ساعات خالدة فى الحياة، لا تنسى ولا تقاس بالمقاييس العادية. لها عمقها، ولها فاعليتها، ولها تاريخها الحى. وبعكس هذا أوقات تمر عليك، فتقول فى مرارة " ليتها لم تكن إنها سبب مشاكلى كلها فى الحياة" .

يحزننى بالنسبة إلى البعض، ان وقته ضده، وقته يقتله ….

ساعة واحدة يمكن أن تضيع عمره كله، أو توصمه بصفة رديئة تظل عالقة به طوال حياته، لا يفلت منها …….فلنحاول إذن أن نستفيد من كل لحظة تمر بنا " مفتدين الوقت، لأن الأيام شريرة" ولتكن أوقاتنا بركة لنا ومنفعة.

ونحن صغار كنا نأخذ تدريباً يسمى "اليوم المثالى" ….نحاول أن نجعل كل دقيقة فيه بركة لحياتنا، ولا نعمل فيه شيئاً نندم عليه….ليت أيامنا كلها تكون مثالية……

كل دقيقة من دقائق حياتك، ليست ملكك، هى ملك للرب. إنه إشترانا بدمه، فأصبحت له. ليست ملكك حتى تتصرف فيها كما تشاء. وقتك هذا هبة من الرب منحك إياها. كان يمكن لحياتك أن تنتهى أمس، ولكنه من جوده أعطاك يوماً جديداً. فليكن هذا اليوم مقدساً له ….. كما نصلى فى صلاة الشكر "إمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس، وكل أيام حياتنا، بكل سلام مع مخافتك" .

إسأل حياتك، كم هو الوقت الذى ندمت عليه، أو كان ينبغى أن تندم؟ وكم هو الوقت المبارك.

الأمر فى يدك: تستطيع أن تجعل أوقاتك مباركة أو مؤلمة …. لقد وضع الله أمامك الطريق، وترك الأمر لحريتك. فإن لم تستطع أن تجعل كل أوقاتك مقدسة،

فعلى الأقل حافظ على قدسية أيام الرب: آحاده وأعياده ، وأصوامه. يوم الرب، يمكن أن يصير ذخيرة مقدسة للأسبوع كله، وخميرة تخمر العجين كله، ويمكن أن يكون مجرد يوم عطلة. ياليت حياتك كلها، تصبح سبتاً للرب. عملاً من الأعمال لا تعمل فيها، سوى عمل الرب وحده ……!!!! كثيرون يضيعون أوقاتهم، ويأتون آخر النهار فيجدون أنهم لم يعملوا شيئاً !!! وقد يستيقظ إنسان فى سن الخمسين أو الستين، فيجد أنه أضاع عشرات السنوات من حياته، دون أن يستفيد شيئاً….

ما هو الميت من أيامك، وما هو الحى ؟؟!! ما هى الأيام التى تحسب من عمرك؟ وما هى الأيام التى بلا قيمة ولا حساب؟ ما هى الأيام المحفوظة لك فى اليوم الآخير؟ وما هى الأيام التى يملكها الشيطان؟. ما هو نصيب الرب فى حياتك؟ ما الذى يحصده من تعبك؟

عندما يأتى الله ليحصد الحنطة التى فى حياتك، كم هى السنابل التى يضمها إلى أجرانه ؟ سيقول لك: قد أعطيتك عمراً طويلاً، فماذا أعطيتنى منه؟ كم هو إكليروس وقتك، أعنى نصيب الرب فيه؟……… أنظر إلى حياة إنسان كبولس الرسول، وكيف كان وقته للرب. عشرات السنوات من حياة الناس، لا تساوى ساعة منها ……لك حياة، ولكنك لا تعرف كيف تستغلها. صدقنى، إن جميع سكان الجحيم، يشتهون دقيقة واحدة من حياتك. يشتهون دقيقة، يقدمون فيها توبة، أو يعملون فيها عملاً لخلاصهم.

أما أنت فتملك دقائق كثيرة، بل أيام، بل سنين فماذا فعلت؟ وماذا ستفعل.

لم يغلق الباب أمامك، كما أغلق أمامهم …..عندك الكثير، وأخشى أن تنفق أيامك بعيش مسرف، كالأبن الضال…..كل يوم يمر من حياتك، قد أنتهى، ربما تندم عليه، ولكنك لا يمكن أن تسترجعه، أو تسترجع ما حدث فيه. أن كنت قد ضيعت من حياتك سنوات، ليتك تحرص على ما بقى منها. ليتك تعوض ما فاتك. كلحظة اللص اليمين التى عوضت عمراً طويلاً أكله الجراد ….

نشكر الله إنه ما تزال فى العمر بقية، ما تزال هناك فرصة للتوبة، وما يزال الروح القدس يعمل فينا لخلاصنا.

فلنعمل إذن ما دام نهار، ولنضع أمامنا قديسى التوبة، كأوغسطين وموسى الأسود ومريم القبطية، الذين أستطاعوا أن يعوضوا الماضى كله، فأبيض أكثر من الثلج، وفاقوا كثيراً من القديسين الذين بدأوا الطريق قبلهم بسنوات….. ما أغلى أوقات القديسين، تصرخ أمام الواحد منهم " إمنحنى دقيقة واحدة من وقتك. دقيقة يمكنها أن تغير حياتى. يمكنها أن تحل كل مشاكلى. دقيقة تكون لى بركة ومنفعة" .

الذين حياتهم فراغ، لا يشعرون بقيمة وقتهم، بل قد يدركهم الملل والضجر، إذ لا يجدون ما يشغلهم و يسليهم.

أما أنتم، فكونوا أصحاب رسالات، ولتكن لكم أهداف كبيرة، حينئذ ستشعرون بقيمة وقتكم, وستجدون أن مسئولياتكم أكبر بكثير من وقتكم، فتحسون كم هو الوقت ثمين وغال.

28‏/04‏/2010

حياة الشكر


لقداسة البابا شنوده الثالث

حياة الشكر الدائم وعلي كل شئ وفي كل حين هي ما يميز ابناء الله الواثقين في عملة معهم وان كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبونه.والكنيسة أمنا تعلمنا ان نبداء صلواتنا بالصلاة الربانية ثم صلوة الشكر في كل مناسبة.

انت حينما تشكر انما تعطى مجدا لله معترفا باحساناته اليك....فأن صنع الله معك خير عن طريق احد الناس فأنت تشكر الله وتشكر هذا الانسان لانه كان واسطة طيبة فى وصول خير الله اليك
خواص حياة الشكر

الشكر كل حين

شاكرين كل حين فى,على كل شىء .اف20:5
شكرنا من غير مناسبة انما فى كل حين ومادام هو كل حين اذن هو يشمل الحياة كلها ...افرحوا كل حين .صلوا بلا انقطاع .اشكروا فى كل شىء..(اتس5: 16-18 ) وكل طقس من طقوس الكنيسة يبدا بصلاة الشكر ولقد وضعت الكنيسة صلاة الشكر مقدمة لكل الصلوات فى الاجبية بالاضافة الى صلاة الشكر العامة وكذلك فى تحاليل الساعات ففى تحليل صلاة باكر نقول (نشكرك يا ملك الدهور ,لانك اجزتنا هذا الليل بسلام ...............) وتحليل الساعة الثالثة نقول (نشكرك لانك اقمتنا للصلاة فى هذه الساعة النقدسة التى فيها افضت روحك القدوس بغنى على ). هو شكر باستمرار سواء فى مقدمة كل صلاة او فى المناسبات.


الشكر على كل شىء
الكنيسة تبدا بصلاة الشكر حتى عندم تصلى فى جناز شخص انتقل من هذه الحياة.ويقول الرسول ( وكل ما عملتم بقول او بفعل فاعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله) (كو 17:3) اى فى كل عمل شاكرين الله. ففى صلاة الشكر نقول نشكرك على كل حال ومن اجل كل حال وفى كل حال .اذن ليس الشكر فقط فى كل حين وانما ايضا على كل شىء ذلك لان الله يعمل معنا الخير باستمرار وقد قال الرسول (كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ) ( رو 28: سواء فى ذلك الخير الواضح او الأمور التى تبدو وكأنها ليت الخير ولكنها خير ونحن لا ندرى
لذلك وصف الله بأنه (صانع الخيرات) انه لا يصنع الا خيرا لذلك الانسان المؤمن بصفة الله هذه يقبل ك ما يأتى من عند الله بفرح ويقول فى ايمان ((كله للخير))ويشكر الله وتظهر له الايام فيما بعد ان هذا الامر الذى يشك البعض فى خيريته كان للخير فعلا.
ولكن قد يسأل البعض ويقول: نحن نؤمن بلا شك ان كل ما يأتى من عند الله هو خير ولكن ماذا عن الامور التى تأتينا من عند الناس وقد لا تكون كلها خيرا؟ ..نقول له :ان تصرفات الناس حيالنا خيرا ستصل الينا خيرا ولكن ان لم تكن خيرا يحولها الله الى خير وتصل الينا خيرا فى النهاية مثال ذلك يوسف الصديق الذى باعوه اخواته كعبد وكان تصرفهم شرا لكن الله حول هذا الشر الى خير .........اولاد الله دائما فرحون يشكرون الله على كل شىء ليس كطاعة لوصية انما شكر حقيقى من القلب وبكل ثقة فهم واثقون تماما وبكل تأكيد ان الله لا يسمح لهم سوى الخير ويحول اى موقف او اى شر الى صالحهم
.

درجات من الشكر
الناش تشكر الله على المعجزات والمواهب الفائقة والنعم العظيمة والتى لا يشك احد فى خيرتها وعظم نفعها هذا الشكر يعتبر اقل الدرجات .... وتمر علينا النعم البسيطة مرورا عابرا ..وخيرات اخرى يرونها طبيعية وعادية ولا تحتاج الى شكر!

وهناك شكر اعلى قيمة ..وهو الشكر على القليل فمثلا لو يشكر الانسان على شفاء مريض من مرض مثل السرطان يكون مستوى شكر عادى لكن ان شكر على شفاء من دور زكام او برد فإنه يدل على انه متعود فى حياته على الشكر سواء قليل او كثير.اننا ان شكرنا على القليل , يقمنا الله على الكثير.
هناك ايضا شكر على الخفيات , على ما لا يرى...شكر من اجل الحروب والمتاعب التى كانت ممكن ان تصل الينا ولم تصل وذلك بسبب حفظ الله وعنايته ..شكر على عمل الله فى رعايتنا والعناية بنا وان كنا لا نرى ذلك ولكنننا نؤمن به تماما و طبيعى ان نشكر اللع على الضيقات التى انقذنا منها ؟؟ولكن هناك ضيقات اوقفها فى الطريق قبل ان تصل الينا ..اننا لا نعرفها ولكن نشكر الله على حفظه لنا منها
شكرنا على انقاذه لنا من الضيقة ..هذا امر نراه..اما الشكر على حفظنا من الضيقة فهو شكر على ما لا نراه
صدقونى لو كشف الله لنا المصائب التى كنا معرضين لها وحمانا الله منها ما كانت حياتنا كلها تكفى للشكر
وعندما نشكر الله عن الخفايا والتى قد يسمح الله بان نعرفها بعد حين او لا نعرفها على الاطلاق يكون الشكر فيها ممزوج بالحب

درجة اخرى وهى الشكر كل حين وعلى كل شىء ..اى شكر دائما فى كل حال يعيشه الانسان

اعلى درجات الشكر هو الشكر على الضيقات او الشكر باستمرار فى وقت الضيق فنشكر الله باستمرار على الضيقات التى انقذنا منها ولكن الاعظم ان نشكره على الضيقات القائمة التى مازلنا نعيش فيها ونحتملها وبالايمان نثق انها لخيرنا

ان الصبر على الضيقة واحتمالها فضيلة والرضى بالضيقة وقبولها فضيلة اكبر واعظم من هذا كله الشكر على الضيقة والشكر بفرح وليس مجرد واجب ...شكرنا لالله على النعم ليس حبا فى الله ولكن حب النعم لكن عندم نشكر الله على الضيقة نبرهن على اننا نحب الله ذاته وليس عطاياه ..نشكره مهما حدث ولا نسمح باى شىء ينزع سلامنا منا او فرحنا بالرب ...وهذا الشكر له تاثير على الاخرين فحينما يرونا نشكر الله على الضيقة ويرون هدؤنا وفرحنا فهم يتعزون بهذه المبادىء الروحية الجميلة بل ايضا نصبح لهم قدوة

الشكر فى الضيقات يقوى الروحيات وتمنح الانسان عمقا فى الصلاة والصلة بالله وربما ضيقة تقود انسان الى التوبة اكتر من مائة عظة او كتب روحية ...فى الضيقة نرى يد الله تعمل فى حياتنا وتحمينا ..كما انها تغربل الكنيسة وتفصل الزوان عن الحنطة
ذلك لان الضيقات هى شركة فى الام المسيح فان الشخص الروحى اذا وهبه الرب صليبا ليحمله يفرح بهذا الصليب ويشكر عليه لانه شركة فى الام المسيح ..وهو يشكر على الضيقة تماما كما يشكر على النعمة لان الضيقة نعمة ..فالكثيرون يركزون على ما فى الضيقات من الام وتعب اما الروحين فأنهم يتأملون فى شىء اخر وهو ..لماذا سمح الله المحب بهذه الضيقات؟ لابد ان وراءها خيرا وبركة ..وان كنا لا نرى هذا الخير الان فعدم رؤيتنا لاتمنع وجوده ..بالايمان نراه وان كنا بالعيان لا نراه ..فأن لم نشكر على الضيقة ذاتها فنشكر على الخير المقصود منها

لو ضاع منى كل شىء وبقى لى الله وحده ،فهذا يكفينى واشكر الله عليه لوعاش الانسان حياة الشكر الحقيقية لكان يشكر الله على كل نفس يتنفسه وعلى كل خطوة يخطوها ،وعلى كل عمل يعمله ..ولا يرى ان هناك شىء الا ويستحق الشكر ..ويقول في كل ما يحدث له "كله للخير".

الله محبة


"الله محبة " تلك هي الرساله العظمي المعلنة لنا في الانجيل المقدس . أحبنا فخلقنا وعندما أخطائنا بارادتنا تجسد ليخلصنا ويعيدنا الي الفردوس بل والي ملكوتة السماوي ..هو محب للجميع ويظهر محبتة بالأكثر للخطاة المساكين عالما انهم يحتاجون للمخلص والمحرر والفادي القوي المنقذ من الموت.


ايها القارىء العزيز ايا كان مستواك الاجتماعى عاليا او منخفضا , وايا كان نوع شخصيتك مرحا او منطويا , وايا كان دخلك او درجة شهاداتك او مستوى ذكائك , فانت حقا محبوب ..


والذى يحبك هو اعظم كائن فى الوجود..هو الله ذاته.. ربما لا تشعر بهذا الان وربما لم تشعر من قبل .. هذا لا يغير من الامر فى شىء .. فهى حقيقة راسخة سجاتها كلمة الله الصادقة .. ان الله يحبك بلا حدود


أنها طبيعته..


ماذا يقول الكتاب المقدس عن الله؟ "الله محبة"(1يو4:8). اية صغيرة حفظتها منذ نعومة أظافرك ,ولكن هل تدرك فعلاماذا تعنى بالنسبة لك؟ ببساطة طبيعة الله هى " الحب " . فهو لايحبك لان بك شيئا حسنا يستحق ان تحب بسببه بل هو يحبك هذه هى طبيعته التى لن تتغير . فيالسعادتك ,فانت محبوب دائما وبرغم كل شىء.. لم تخلق لكى تتعذب وفى النهاية تهلك . لا. لقد سمح بوجودك لانه يريد ان يمتعك بحبه . هو اله غنى .. غنى بلا حدود واشتياقاته ان تشاركه فرحه وسلامه وكل ما له .. هذه كلماته " كل ما لى فهو لك .. " (لو15:31) لكنك تعترض .. تقول الواقع عكس هذا فانا متعب للغاية , حياتى صعبة ومرة , واكثر اوقاتى قلق وحيرة .. اه لو ترك اى الامر لما اخترت قط الحياة -- فما اثقلها ..


صديقى .. مهلا.


هذا ابدا ليس ذنب الله .. انه بكل تاكيد لم يخلقك للمرارة .. لقد ولدت لتحيا ، لالتتعذب .. انما هذا بسبب خطاياك ..فالخطية التى قد تفعلها بسهولة هى التى تحجب الله عنك .. هى التى تفقدك سلامك ، انها تدمر كل شىء حسن . الله خلقك لتسعد،ابليس لا يريد لك هذا ، يدفعك للخطية ،يستخدم اغراءات العالم بشتى الطرق، ينصب فخاخا ماكرة ..يستغل نقط ضعفك لا يكل .. يريدك ان تخطىء..


أتقول كيف اقاوم؟


اتقول اننى لا اقدر ان اقاوم ابليس طبيعتى سيئه .. اننى احب الخطيه .. هى اقوى منى .. حاوات ان اتحرر من الخطية كثيرا دون جدوى . مستحيل ان تكون هذه هى مشيئه الله نحوك، ان تبقي في الخطية وتهلك وانت غير قادر علي التخلص من الضعف والخوف والشيطان . ان الله يحبك جدا وقادر ان يقويك ، وهذة الحقيقة أصدق من كل ما تقول .. أصغى جيدا لكلمات الوحى القوية. " ليقل الضعيف بطل أنا " (يؤ9:3) . " ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف " ( اش18:1). اقراها مرة اخرى ، الا تبدد ياسك؟ .



لا لن يقدر ابليس..


لن يحرمك سعادتك. لن ينال من سلامك . لماذا .. ؟ لان قوته قد تحطمت تماما فى الصليب .. هى شهادة الوحى . " أباد ( الرب ) بالموت (بالصليب ) ذاك الذى له سلطان الموت اى ابليس" (عب14:2).والخطية لم تعد لها قدرة ان تفصلك عن الهك الذى يحبك , هيا تعال اليه لكى تتنقى .. لقد مات بدلا منك .. لقد احتمل عقوبات كل خطاياك .. الماضية والحاضرة وحتى القادمة .. دمه الثمين له قدرة لا محدودة على المغفرة . الخطية فقدت قوتها , ولم يعد لابليس شىء يشتكى به عليك ..


انظر معى كم كلفه هذا ؟


لم يمت الرب بدلا منك ميتة عادية. بل مات مصلوبا بعد ان قاسى اهوالا بلا حصر .. الصلب هو موت اللعنه الكتاب يقول " ملعون من علق على خشبه " ( تث23:21) . فلماذا مات هكذا ؟ لا لشىء الا لينزع لعنتك.. " صار لعنة لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه " الخطيه "عار" (غلا2,16:3كو23:5)وكان لابد ان يحمل عارنا هيا تطلع الى صورته مصلوبا لتدرك كم احبك.


وستبقى دائما اثار المسامير الحادة والحربة القاسية الباقية للابد فى جسده اعظم شاهد لاعظم حب لم ولن يعرف احد مثيلا له


يعرف ظروفك ويحررك من القيود.


يعرفها جيدا .. فقد صار له جسد كجسدك , وعاش به وسط الناس ليعايش متاعبك .. لمس بنفسه الوسط المعثر ,فقد نما فى الجليل ، الذي عرف بشروره وزيفه .. وقاسى من ضعف الجسد كالجوع والعطش , بل لم يكن له اين يسند راسه . ومن مثله عانى ما عانى كفاك ضياعا ..كفاك موتا .. اقبل محبته .. افتح القلب له . انه يحبك جدا ، اتركه يملك على كل كيانك .. حقا سيحررك ..


ليس فقط يغفر جميع خطاياك بدمه الثمين .. بل ايضا يحررك من سيطرتها .. فماذا يقول الكتاب عن عمله فى النفوس . " اخرجهم من الظلمه وظلال الموت وقطع قيودهم " ( 14:1.7). كل القيود بلا استثناء ..قيود الشهوه وعبوديه المال والسيطره والكراهية والحسد والشيطان باساليبه الملتويه . والتذمر والخوف .. انظر ماذا يقول الكتاب ايضا.." ابتهاج وفرح يدركانهم . ويهرب الحزن والتنهد " ( مز 3:35).


نعم انه يجعل القفر ( النفس المكتئبة ) غدير مياة "نفس طلقة متهلله " ( مز35:1.1) تغييرات عجيبة يجريها القدير فى نفوس من ياتون اليه.


صرخة ..


حين عرف ارميا نفسه على حقيقتها واكتشف ان القلب "اخدع من كل شىء " صرخ الى سيده بثقة " اشفنى يارب فاشفى .. خلصنى فاخلص"( ارميا 14:17) . انت ايضا تحتاج لصلاة كهذه تنبع من احتياجك وصراخك من القلب .. حنة ام صموئيل النبى كانت تقول عن ذاتها " انى امراة حزينة الروح " ( 1صم 15:1) .. ولكن بعد ان سكبت نفسها وافرغت حمولتها امام المريح الاعظم شهدت ببهجة حقيقة " فرح قلبى بالرب " ( 1صم 1:12)


احتياج..


تحتاج ان تكسف امامه كل مواقف الماضى المخزلة التى احدثت جروحا فى نفسك .. لا طريق لحرية النفس غير هذا .. سر الاعتراف يساعدك على ذلك , وحين ينكشف كل شىء امامه فى النور تنطلق النفس من الامها وتتخلص من عقد النقص والخوف والحرمان والذنب وتبدا فى تذوق الفرح الحقيقى , الفرح فى الرب ( فى 4:4) ان نور الرب يحطم كل القيود..


يقودك ويشبعك..


ولايكتفى الرب بان يطرح جميع خطايك فى اعماق البحر ( ميخا 19:1) بل يقودك دائما فى طريق يملاه بحضوره العذب يهديك الى مراعى خضر ( مز 2:32) .


ولن يتركك تسير وحيدا لحظة واحدة.


وهو يهديك حتى الى الموت (مز 14:48). اه ما اعظم حبه ..لا .. لن يتخلى عنك .. يقودك


بكلمات انجيله السراج المنير وسط ظلمة العالم . و بجلسات الاعتراف حين يكون الرب هو المعلم فعلا . وبالصوت الداخلى بعد ان تعتاد سماعه ..


يالروعة حبه .. لقد اختار قلوبنا مسكنا له ..هل فهمت جيدا معنى كلماته " انا فيكم " .اتستطيع ان تقول مع الرسول " احيا لا انا بل المسيح يحيا فى " ( غلا 2.:2). اطلب الان منه ان يملاك بحضوره ويعمل فيك بروحه القدوس " الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة" (فى 32:2) . انتبه جيدا الى كلمة عامل نعم لابد ان تلمس عمل الله القوى الجبار فيك ..ويصير لك هذا اليقين ان الله فى داخلك ..


الرب يصنع لاحبائه " وليمه سمائن " ( اش 6:25) . بحب لايعرفه العالم يدعوهم " كلوا الطيب , ولتتلذذ بالدسم انفسكم " ( اش2:55). هيا " كلوا الثمين .. اشربوا الحلوا " ( نح 1.:8) .لقد اعد لك مراع خصبة.


+ الصلاة الصادقة تشبع فعلا ..هكذا شهد داود مع الله فى الصباح الباكر " اشبع اذا استيقظت بشبهك " ( مز 5:1.7)


+فى التناول تنسكب فيك حياته وتسرى العصارة الحية من الكرمة الحقيقة الى لاغصان .. تاكله فتحيا به


+والكتاب المقدس هو عطاء الروح القدس اليومى لك .. اقراه دائما عند اقدام الحبيب , فى حضرته ,سيروى عطشك . انه يحبك ولذا لن يتركك تجوع الى العالم .. سيشبعك هو من الداخل .. وحين تشبع منه لن تشعر باحتياج لغيره وستشدو فعلا مع داود المرنم " الرب راعى فلا يعوزنى شىء " (مز23).



وجسدك لن يتعبك فيما بعد لماذا ؟


فى حب بالغ قدم الله لنا اعظم واسمى عطية .." الروح القدس " ليسكن فيك . وهو العلاج الوحيد لجسدك .. فبه تستطيع ان تميت اعمال الجسد ( رو 13:8) .لانه "لابالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود " (زك6:4). هيا اطلب اضراما لروح الله فى داخلك ..اصرخ الى الله " روحك القدوس لاتنزعه منى ..بل جدده فى احشائى " ( مز.50).


انظر معى كيف كان الرسول بولس يصلى من اجل المبتدئين فى الايمان ها هى كلماته "اطلب لكى يعطيكم الله بحسب غنى نعمته ان تتايدوا بالقوة بروحه فى الانسان الباطن" ( اف16:3).


ليست هذه مجرد امنية فى القلب رسول محب بل هى حقيقة نالها كل من توسل الى الله بثقة..


ويصنع بك عجبا ..


لقد " فسد الوعاء .." لكن ماذا يقول الوحى "عاد وعمله وعاء اخر كما حسن فى عينى الفخارى " (ار4:17) هذا هو الهك المحب , الفخارى الاعظم لايياس ابدا منا بل بمجرد ان تاتى اليه يعيد تشكيلك من جديد , لتبدا الحياة المجيدة معه ثم يغيرك من " مجد الى مجد " تنمو كل يوم فى معرفته ..


وتصبح كما يريدك" اناء للكرامه , مقدسا نافعا مستعدا لكل عمل صالح " . اثبت فيه .. سيجلك جنديا ظافرا فى جيشه .. تكون كسهام بيد جبار يدك بك حصونا ويهدم قلاعا شيدها ابليس لمملكة الظلام يستخدمك فى ربح النفوس للابدية .. تصبح بركة لغيرك .. نورا لمن حولك..سيخرجك من ذاتك لكى تنفق وتنفق لاجل الملكوت .