30‏/06‏/2010

القلوب الملتهبة بالمحبة



للأب افرايم الاورشليمي


الرفقة المقدسة


عندما ظهر الرب يسوع لتلميذي عمواس سار معهم من أورشليم إلى عمواس، و في الطريق وكان يتحدث معهم عن الأحداث الخلاصية التي تمت في أورشليم لكن أمسكت أعينهما عن معرفته،وعندما وصلوا إلى قرية عمواس في المساء وأراد ان يتركهما،فالزماه للمبيت معهم . ولما اتكأ معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه . فاختفى عنهما فقالا لبعضهما : ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ؟ لو 24 : 13 -32 .


هكذا نجد الله يسير معنا في دروب الحياة ويرافقنا رحلاتنا اليومية ، فهو عنا ليس ببعيد ، ولكن كثيرا مالا نكتشفه حاضرا معنا لا من خلال لاهوته أو عمل روحه القدوس أو حتى من خلال الأشخاص والأحداث التي نواجهها أو في داخل قلوبنا أو في خلوتنا .

ان انغلاق بصيرتنا الداخلية وتمركزنا حول ذواتنا أو اهتمامنا بمتع الحياة أو حتى همومها وإحزانها أو متطلباتها لا تمنحنا الفرصة الكافية للتلاقي مع الله .

وفى أحيان كثيرة نجد ان هموم الحياة واهتماماتها المادية تربك أو تقسّي القلب وتجعلها تركِّز على الضيقة الحاضرة . ان عالم اليوم يحتاج إلى قلوب ملتهبة بالمحبة نحو الله والناس لتنفتح لها كنوز السماء وتقدم المحبة للآخرين من اى جنس وعرق أو دين أو عقيدة أو رأي حتى ما تنطفئ روح الكراهية والتعصب والانغلاق والحروب التي نرى أوزارها تشتعل في كل مكان .


يسوع هو الطريق


يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة وقد جاء ليرافقنا الطريق ويعلمنا ان نسلك في الحياة بالحق ونعرف الحق والحق يحررنا . لقد دعي المسيحيون أولا أتباع الطريق فالله هو الذي يقودنا في الطريق وهو الذي قاد الشعب قديما في رحلته في سيناء ( كان الرب يسير إمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلا في عمود نار ليضئ لهم لكي يمشوا نهاراً وليلاً ) خر 13 : 21 .كما علم الشعب قديما الفرائض والشرائع وعرَّفهم الطريق التي يسلكونها والعمل الذي يعملونه .وهو أمين وهو أمس واليوم والي الأبد معنا "لان الرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق " مر 25 : 8 .

اننا في رحلة حياتنا نحتاج إلى الصديق المخلص الذي يفسر لنا كل ما جاء عنه في الكتب وما يختص به وما يجب إن نعرف عن الله والأبدية بل ونحتاج ان نعرف من خلاله أنفسنا ونقبلها لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا . وفى رحلتنا لابد ان ننطلق بثقة لله نحو تحقيق رسالتنا وخدمة مجتمعنا وتحقيق ذواتنا . ولكل هذا نحن نحتاج للصحبة الإلهية التي ترافقنا . قد تمسك أعيننا عن معرفته فترة لا لأنه لايريد ان نعرفه بل لأنه يريد منا الرغبة الصادقة في البحث عنه وقبوله في حياتنا فهو لا يقُحم نفسه عنوه بل هو وديع ومتواضع ويريدنا ان نتبعه وللعديد من المرات يريد أن يجمعنا حوله وتحت جناحيه كما تجمع الدجاجة أبناءها تحت جناحيها .

اننا إذا ما ألزمناه للبقاء معنا لقيادتنا ورعايتنا وحتى لإطعامنا، فهو لا يتوانى عن تعريفنا به وعنايته بنا ،فهو يطرق باب قلوبنا لنفتح له ويريد ان يعلن لنا ذاته سواء بالأحداث التي تمر علينا يومياً ،أو بالكتاب المقدس الذي يهدينا إليه، أو حتى بالأخطار والأمراض التي تلم بنا ونستقبلها غالبا بضيق وتبرّم وعبوس . ولا ندخل في أعماقنا لنكتشف الحكمة فيها والبركة منها ولو عرفنا ذلك يلتهب قلبنا حبّاً لله في كل ظروف الحياة: أفراحها وإحزانها . عندما نلتقي بالله في الطريق وفى رحلة الحياة معه ، نفرح ونُسرّ بالدخول من الباب الضيق ،وفى الطريق الكرب ونلتهب حبا رغم صعوبة الطريق ما دامت يد الله تقودنا، وعلى كتفيه يحملنا ممهدا الهضاب فان الصليب تعقبه القيامة ،والطريق الكرب والباب الضيّق يؤدي إلى الملكوت السماوي .

لماذا نفرح؟

اننا نفرح بالخلاص الذي أعلنته لنا السماء ( ها أنا أبشّركم بفرح عظيم ، انه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب ) لو 2 : 10 -11 هذا الميلاد الذي فيه تغنّت الملائكة قائله المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة . ان المسيح جاء إلى عالمنا ليدخل إليه الفرح والمصالحة مع السماء، وسيبقى مصدرا للفرح والسلام لكل من يسير في رفقته ليجد في كل يوم فرصة للفرح ويقول مع المرتل " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج به " مز 118

فاجعل يا عزيزي كل يوم فرصة للفرح، وقدّم كلمة طيبة لكل من يقابلك ، كن بسمه للمحزون ورفقة طيّبة لأصدقائك ومعارفك ، خدمة صالحة وصلاة صادقة من اجل الجميع .حتى لو صادفتك ضيقة فافرح بها عالما أنها ستنتهي لخيرك وصلاحك وان منحك يومك ليمونه مرة فأنت قادر بالله وبحكمتك ان تصنع منها شرابا طيب المذاق . ان الفرح احد ثمار الروح القدس في المؤمن والروح القدس هو الذي يلهب الإنسان بنار المحبة . تلك النار المقدسة التي أراد الله ان يشعلها لتحرق وتنقّي وتطهّر من الخطية، وتقدس وتعطي حرارة في الصلاة والخدمة . ان المسيح المقدم جسده ودمه الاقدسيْن يعمل في الأسرار لكي ما يختفي فينا، ويعمل بنا ويكون هو العامل في تنميه شخصياتنا ووزناتنا ومواهبنا من اجل ان نحمل بشرى الخلاص ونكون شهودًا أمناء للرفقة الإلهية . لكي لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا .

قلوب ملتهبة بالروح


اطلب الروح القدس وثماره ومواهبه لك وللكنيسة ولكل العالم. مقدمًا تواضعًا ووداعةً وجهاداً ، لتؤهل لشركة الروح القدس الناري، و ليمنحك حكمة ونعمة وبركة ويكون حولك سور من نار وعمود نار في وسطك ويحل بالإيمان في قلبك ويُفجِّر داخلك انهار ماء حيّ مشبعة .

القلب الملتهب بالحب يشعر بآلام الآخرين ويريحهم ويرثى للساقطين ويقيمهم، ويعمل على تخفيف الألم البشري على قدر طاقتهم دون تحيز أو تمييز وبحكمة ودون عثرة .

صِلَ لكي ما يحل عليك الروح القدس الناري الذي حلّ قديماً في عليّة صهيون على التلاميذ ، لتكرز بفضل من دعاك من عالم الظلمة إلى نوره العجيب ،هذا الروح القدس نصلّي إليه فهو روح الله الذي ينير ظلام القلوب، ويخلق ويجدد وجه الأرض ويهدي الضالّين، ويرد الخطاة ويقود العالم قادة وحكّامًا وشعوبًا من اجل قيادة العالم نحو السلام العادل والحوار والقبول والتعاون من اجل بناء مستقبل أفضل . نصلّي للروح القدس لكي ما يقود الناس شعوباً وإفراداً نحو احترام الواحد لأخيه من اى جنس وعرق ودين . ويقع العبء الأكبر علي قادة الفكر والسياسة والدين، وعلى كل واحد في موقعه. صلِّ ليكون لنا الوعي والالتزام المنفتح بالحب والاحترام من اجل البناء لا الهدم ،.والتوفيق لا التفريق .، فنحن صورة الله الحلوة ولكل منا حقه في الحياة الحرّة الكريمة، وعندما نقدم المحبة والتعاون والتقدير لابد اننا نجده فما

يزرعه الإنسان إياه يحصد . اننا نصلّي من اجل ان يرشدنا الله وهو ضابط الكل والكون وقادر ان يقودنا وُيوجّه دفّة مستقبلنا أمماً وشعوبًا وأفرادًا إلى الطريق الذي يريد ويسرّه لتحقيق بناء الملكوت السماوي على الأرض وفى السماء .

عالم يحتاج للحب

من اجل قلوب ملتهبة بالمحبة الإلهية ، من اجل أرواح طاهرة ونقية ، من اجل عقول تعمل لخير البشرية، من اجل خلاص الرعاة وكل الرعية، من اجل عالم أفضل يحيا المحبة الحقيقية .
نصلي ونقرع ونسأل ربّ البرية ، واثقين في رحمته السرمدية وعنايته وحكمته الأزلية . فاستجب لنا وامنحنا قلوباً نارية . عالمنا محتاج للحب الطاهر ، وللبعد عن الشكلية والمظاهر ، فالخطية صار لها سلطان قاهر ، والأمراض انتشرت وبشكل ظاهر ، فإلى من نلجأ يا رب إلا إليك يا خالق البشرية .

نحتاج لقيادتك الإلهية كربّان ماهر . الرأفة بعالمك فأنت وحدك قادر .امنحنا قلوباً تحبك وتحب الغير وتعمل من اجل إدخال البسمة وعمل الخير.

هبنا قلوباً نارية . تسعى لخلاص وإسعاد البشرية . نضرع إليك فاستجب للصلاة . امنحنا المحبة والإيمان والرجاء،لنكون ُصنّاع حياة وطريق نجاة ، وبسمه للقلوب وعلى الشفاه . نصلّي ونبتهل فاستجب للصلاة .

عظات بعنوان : المسيح المخلص + القديس بولس الرسول + معجزة شفاء المجنون



ثلاث عظات لقدس الاب القمص 
افرايم الاورشليمي 
راعي الطائفه القبطيه بالناصره 



العظات بعنون : 

" المسيح المخلص " 
(عظة يوم الجمعه 25/07/2010 )

+

" القديس بولس الرسول"
(عظة يوم السبت 26/07/2010 )

+

" معجزة شفاء المجنون " 
(عظة يوم الاحد 27/07/2010 ) 


.

28‏/06‏/2010

السيد المسيح حياتنا

للأنبا موسي أسقف الشباب

فرق بين أن يكون الرب هو القيامة، وبين أن يكون هو الحياة!!
فالقيامة معناها إعطاء أو إعادة الحياة للميت.
أما الحياة. فمعناها انه أصل هذا الوجود كله!!
فالرب يسوع هو "حياتنا" (كو4:3)، "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع 28:17)، "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو4:1)، "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو6:14)، "إنى أنا حىّ ، فأنتم ستحيون" (يو19:14).
وهناك ترنيمة تنادى الرب قائلة: "يا يسوع الحياة.." إنه ليس فقط معطى الحياة.. بل هو الحياة ذاتها!!
الحياة أنواع :
وهناك أربعة أنواع من الحياة، كلها مصدرها الرب يسوع:
1- الحياة الجسدية. 2- الحياة الروحية.
3- الحياة الأدبية. 4- الحياة الأبدية.
والرب يسوع هو أساس وجوهر ومصدر كل هذه البركات، وبدونها يسقط الإنسان فى موت الجسد، والروح، ويفقد كرامته الإنسانية، وحياته الأبدية.

1- الرب يسوع.. حياتنا الجسدية:
فنحن نأخذ حياتنا من الرب لحظة وراء الأخرى، وكلمة الله واضحة فى هذا الأمر: "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع 28:17)، "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" (يو 4:1).
فالرب يسوع هو الكلمة.. فيه خلق الكل، ما فى السموات وما على الأرض... ما يرى وما لا يرى، سواء كانت عروشاً أم رياسات أم سلاطين.. الكل به وله قد خلق.. الذى هو قبل كل شئ.. وفيه يقوم الكل.. (كو 16:1-17).
وفى هذه العبارة المقدسة نجد أن:
1- الرب يسوع هو الذى فيه خلق الكل.
2- وأن الكل به قد خلق (أى بواسطته أو بيده الإلهية).
3- والكل له قد خلق (أى القصد من خلقة الإنسان تمجيد المسيح).
4- فيه يقوم الكل (أى انه الحافظ لكل المخلوقات).
من هنا كان لابد أن نتذكر هذه الحقيقة كل يوم وكل لحظة.. فنحن حينما نستيقظ فى الصباح، علينا أن نذكر أن الرب أنعم علينا بأن نرى يوماً جديداً.
فالرب هو سر حياتنا الجسدية.. معطيها.. وحافظها.. وعلينا أن نكرسها له، فهو صاحبها الأساسى!.
وحينما نسمع أحد رجال الله يدعونا قائلاً: "سلموا حياتكم للرب".. علينا أن نتذكر أن هذا ليس تفضلاَ منا، فحياتنا أساساً هى للرب ومنه، وبه تقوم.
واجب إذن أن نشكر الله على هذا العمر، وأن نمجد الله فى أيامنا وأحوالنا، وأن نشهد لله بعمله المتجدد معنا، وبركاته الجديدة فى كل صباح.

2- الرب يسوع.. حياتنا الروحية:
وهنا البركة الأهم والأخطر‍ "فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"(مر36:8).
فالحياة على الأرض عطية يتمتع بها الأبرار والأشرار، المهم نوعية هذه الحياة فى الزاوية الروحية.. الجسد يحيا ويتحرك ويوجد.. فهل الروح أيضاً حية ومتحركة وفاعلة؟‍
هذا السؤال الخطير، الذى جعل الرب يعتبر أن الإنسان الخاطئ ميت، حتى لو كان حياً بالجسد، "المتنعمة قد ماتت وهى حية" (1تى 6:5)، "استيقظ أيها النائم، وقم من بين الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف 8:5)، "لك أسم انك حى... أنت ميت" (رؤ 1:3).
حياة الروح إذن هى المهمة‍، وهى جهادنا اليومى، وهى عطية الرب يسوع أيضاً، لمن يطلبها بأمانة.
ذلك عهد الرب مع أولاده، فى العهدين القديم والجديد.
جيش عظيم جداً جداً:
رأى حزقيال فى رؤياه بقعة ملآنة عظاماً، والعظام كثيرة جداً، وقال الرب لحزقيال النبى: "أتحيا هذه العظام؟" فأجاب حزقيال: "يا سيد الرب.. أنت تعلم"، قال الرب: "تنبأ على هذه العظام وقل لها: أيتها العظام اليابسة... إسمعى كلمة الرب.. هكذا قال السيد الرب لهذه العظام: هاأنذا ادخل فيكم روحى فتحيون... واضع عليكم عصباً، واكسيكم لحماً، وابسط عليكم جلداً... وأجعل فيكم روحاً فتحيون... وتعلمون إنى أنا الرب" (حز 1:37-6).ويقول حزقيال النبى: كان صوت وإذا رعش.
طفلة ملقاة على وجه الحقل:
ورأى حزقيال رؤيا أخرى: طفلة ملقاة على وجه الحقل... أبوها أمورى وأمها حثية.. لم تقطع سرتها... ولم تغسل بماء.. ولم تملح تمليحاً.. ولم تقمط تقميطاً.. لم تشفق عليها عين.. بل طرحت على وجه الحقل. تنتظر لحظة الموت ولكن ماذا حدث لهذه الطفلة، التى هى أنت وأنا، نفسك ونفسى.. مررت بك، ورأيتك مدوسة بدمك فقلت لك: بدمك عيشى. قلت لك.. بدمك عيشى.. مررت بك ورأيتك.. فإذا زمنك زمن الحب.. بسطت ذيلى عليك.. وسترت عورتك.. ودخلت معك فى عهد.. حممتك بماء (المعمودية).. ومسحتك بزيت (الميرون)... وألبستك مطرزة (التبرير).. وحليتك بحلى (الفضائل).. وأكلت السميذ والعسل (التناول والأغذية الروحية) وجملت جداً جداً فصلحت لمملكة.. وخرج لك اسم فى الأمم لجمالك.. لأنه كان كاملاً ببهائى.. الذى جعلته عليك (حز 6:16-14).
هذا ما فعله الرب معنا حينما افتقدنا بخلاصه، وتمتعنا ببركات فدائه، بالإيمان والمعمودية والميرون، بالتنول وشركة جسد الكنيسة، فصرنا أحياء بعد موت.

3- الرب يسوع.. حياتنا الأدبية:
قال الرب للطفلة الملقاة على وجه الحقل.. بعد أن أنقذها من الموت، وأطعمها خبز الحياة.. إنها صارت جميلة جداً (بالفضائل)، فأصبحت تصلح لمملكة.
نعم.. هو المجد الذى خلعه الرب علينا.. الآن نحن أولاد الله.. ولم يظهر بعد ماذا سنكون.. ولكن نعلم انه إذا اظهر.. نكون مثله.. "لأننا سنراه كما هو" (1يو 2:2).
أمجاد كثيرة فى هذه الآية:
1- نحن أولاد الله.. لسنا عبيداً بل أبناء.
2- إننا سنكون مثله.. أى "شركاء طبيعته الإلهية" (1يو 2:3)، وفى نفس الوقت جسدنا فى القيامة سيكون بشبه جسده الممجد (فى 21:3).
3- إننا سنراه كما هو.. أى إننا سندرك أسرار الألوهة فى عمق أكبر جداً، حينما نلتقى به فى المجد، ونكون مع الرب إلى الأبد.
وفى سفر الرؤيا نجد وعداً عجيباً: "من يغلب فسيجلس معى فى عرشى.. كما غلبت أنا أيضاً.. وجلست مع أبى فى عرشه" (رؤ 21:3).
وفى نفس الوعد قاله الرب لتلاميذه أنهم.. سيجلسون على اثنى عشر كرسياً ويدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر (لو 30:22).
ألم يقل الرب انه جعلنا "ملوكاً" وكهنة لله أبيه (رو 10:5) ملوكاً.. كأبناء الملك العظيم.. وكهنة.. بمعنى الكهنوت العام للمؤمنين، والذى من خلاله يقدمون ذبائح الحمد والتسبيح وأعمال المحبة.
أى مجد هذا؟
أن نصير أبناء الله، أن نصير واحداً فيه.. (يو 21:17)، أن يصير لنا نفس مجد الابن.. (يو 22:17)، أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية.. (2بط 4:1)، أن نجلس فى عرش سماوى مع الرب.. (رو 21:3).
هذا كله عطاء إلهى، ونعمة مفاضة، يعطيها لنا الرب من فرط سخاء محبته لبشر ضعفاء.. وأناس خطاة.. لكنها النعمة السخية، فالرب "يعطى بسخاء ولا يعير" (يو 5:1)، فنحن سنظل إلى الأبد.. مجرد بشر.. ننعم بعطايا الإله.. ونمجد صلاحه فى كل حين.
فلا تحزن يا آدم على ما فعلته الخطيئة بك... حيث سقطت تحت حكم الموت... وتلوثت طبيعتك بالفساد... وصرت مهاناً من الأرض والشوك... ومن الوحوش والطبيعة... فها قد جاء الرب يسوع... وغسل بدمائه الأرض من لعنتها.. والنفس من خطاياها... وكل من "آمن واعتمد خلص" (مر 16:16).
4- الرب يسوع.. حياتنا الأبدية:
"هذه هى الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو3:17).نعم..
فالرب يسوع هو حياتنا الأبدية.. وكل من تذوق حياة الشركة مع الرب، عاش الأبدية وهو بعد فى الجسد، وعلى هذه الأرض.. إنه العربون الذى يعطيه الرب لأولاده قبل اكتمال السعادة والقداسة والمجد، قال الرب: "ها ملكوت الله داخلكم"، وقال أيضاً: "إنى حىّ، فأنتم ستحيون" إذن، طالما أن الرب حىّ.. فنحن أحياء بحياته، وطالما أنه خالد.. فنحن مخلدون بقوته... وطوبى لمن يحيا للرب على الأرض.. لكى يحيا به فى الملكوت...أما من أهمل حياته الروحية على الأرض فمسكين.. لأنه سيبقى غريباً عن الملكوت..
القارئ الحبيب ..
هذا هو الرب الإله الفادى..
قيامتك.. وحياتك..
فأرتبط به.. وأختبر الحياة ..
لكى تحيا..
والرب معك.

سيدة العالم القديم

بقلم : زاهي حواس رئيس هيئة الاثار المصرية

عندما نتحدث عن تاريخنا العظيم الممتد إلى الوراء أكثر من خمسين قرنا من الزمان.. دائما ما نتحدث عن الرجل المصري القديم والمهندس المصري القديم الذي بنى المعابد والأهرامات، أو الطبيب المصري القديم الذي قام بأول عملية جراحية في تاريخ البشرية، أو الفنان المصري القديم الذي نحت هذا التمثال العملاق وعمل النقوش والكتابات العظيمة على جدران المعابد والمقابر.. وقلما ما نذكر المرأة الفرعونية، كما لو كانت هذه الحضارة العظيمة قد بناها الرجل بمفرده، وأن المجتمع المصري القديم كان مجتمع الرجل وحده، وهذا على غير الحقيقة..

نعم هناك ظلم واضح لدور المرأة المصرية القديمة في بناء الحضارة ودورها إلى جانب الرجل، لكن الغريب أن هذا الظلم الواقع على المرأة المصرية هو من نتاج الباحثين المحدثين، وليس من مفردات الحضارة المصرية القديمة التي وضعت المرأة المصرية في مكانة راقية ومنزلة عظيمة لم تنلها أي سيدة في العالم القديم غير المصرية؛ ولذلك عندما قمت بكتابة كتابي عن المرأة الفرعونية لم أجد أحسن وأكثر دقة وإنصافا من عنوان «سيدة العالم القديم» لهذا الكتاب

لقد تأملت في آثار الفراعنة فوجدت المرأة هي الإلهة «إيزيس» رمز الأمومة في مصر القديمة، و«حتحور» رمز الحماية، و«سخمت» رمز القوة، و«باستت» رمز الدهاء والحماية.. بل إن جزأي مصر الشمالي والجنوبي كانا ينتسبان إلى إلهة حامية هي «وادجت» و«نخبت»، هذا على المستوى الديني. أما على المستوى السياسي فكانت الملكة الزوجة هي أساس اكتمال الملكية، فكان الزواج من الأميرة صاحبة الدم الملكي هو إضفاء لشرعية الملك نفسه واكتمال لحكمه المقدس..

تحملت ملكات عبء الحكم ومساعدة أبنائهن الصغار إلى أن يشبوا ويحكموا بأنفسهم، فكانت أم الملك «ببي الثاني» هي الحاكمة الفعلية باسم ابنها إلى أن كبر وبدأ يسير الأمور بنفسه..

وهكذا كانت من قبلها الملكة «خنت كاوس الثانية» أو «خنت كاوس أبوصير» كما هي معروفة والتي حفظت الحكم لابنيها الصغيرين «رع نفر إف» و«ني وسر رع».. ومن قبلها حفظت لنا المصادر التاريخية اسم الملكة «ني ماعت حاب» التي ظلت ذكراها مئات السنين محفوظة في صدور المصريين بعد رحيلها للدور الكبير الذي قامت به لحفظ الحكم والعرش لابنها الملك «زوسر» أول ملوك الأسرة الثالثة.

وعلى امتداد التاريخ المصري القديم لم تعرف مصر سوى عدد قليل من ملكات حاكمات كان أطولهن حكما وتميزا الملكة العظيمة «حتشبسوت» التي صارت أسطورة بين نساء العالم القديم، لقد حكمت «حتشبسوت» مصر في عصرها الذهبي عندما كانت القوة الوحيدة الموجودة في الشرق الأدنى القديم..

وعلى مدار عشرين عاما حافظت «حتشبسوت» على حدود إمبراطوريتها وحمايتها، وارتدت الزي الملكي مثلها مثل ملوك مصر الرجال ونسبت نفسها إلى إله الدولة أيامها «آمون رع» التي قالت في معرض وصفها لقصة ولادتها المقدسة إنها كانت رغبة «آمون» أن تولد له ابنة تتولى الحكم وتعمر البلاد.. وبالفعل لقد عمرت «حتشبسوت» مصر وتركت آثارا عظيمة منها معبدها الجميل في حضن الجبل الغربي بالدير البحري.

تكفي زيارة واحدة إلى معبدها هذا لتشعر بمجد الماضي وعبقه الذي يملأ النفوس راحة وثقة أن الأرض يعمرها العاملون.. أما القاعدون فلن يذكرهم التاريخ.. وما زلنا مع سيدة العالم القديم..

ضبط النفس


" الضابط شفتيه عاقل" ( أمثال 10 : 19 )


ان ضبط النفس هي صفة هامة للذين يسيرون في طريق الكمال المسيحي. وهى إحدى ثمار الصوم السليم ، وهى فضيلة جميلة تقى المرء من متاعب وخطايا كثيرة ، وأمتدحها سليمان الحكيم وقال :


" البطئ الغضب ، خير من الجبار ، ومالك روحه خير ممن يملك مدينة " ( أم 16 : 32 ) . فكيف نسير في ضبط النفس ومن هو الذى يضبط نفسه ؟ وفى أى مجال ؟


( 1 ) ضبط اللسان : " كثرة الكلام لا تخلو من معصية ، أما الضابط شفتيه فعاقل "

( أم 10 : 19 ) . " اللسان لا يستطيع أحد أن يُذلله ، هو شر لا يُضبط ( بسهولة ) مملوء سُماً مُميتاً " ( يع 3 : 8 ) " إن كان أحد لا يعثُر فى الكلام ، فذاك رجل كامل ، قادر أن يُلجم كل الجسد أيضاً " ( يع 3 : 2 ) .وتدرب مرنم إسرائيل الحلو ، على ضبط لسانه ، وطلب( صلى ) لله لكي يضع باب حصين لشفتيه .والذى يضبط لسانه ، ينجو من خطايا كثيرة جداً ، وتكون له فرصة للتفكير قبل الكلام فى نتائج ما سيقوله ، لأنه كما يقول الانجيل " بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان " ( مت 12 : 37 ) . وهو درس هام لكل إنسان ، فى كل زمان ومكان .وقال القديس يوحنا سابا (الشيخ الروحانى) : " سكت لسانك ، لكى يتكلم قلبك مع الله " .وأيضاً نقرأ قوله الحكيم : " كثير الكلام يدل على أنه فارغ من داخل ، أى من عمل الصلاة " .وقال أحد الحكماء : " ليس كل ما يُسمع يُقال ، ولا كل ما يُقال يُكتب " . فأخطر الكلام هو المكتوب ، لأنه يصير وثيقة عليك قد تُدينك .

( 2 ) ضبط الفكر :أُحرس أفكارك ، ولا تقبل كل فكر شرير يأتى إليك ، قد يضُرك .

أحذر من أفكار تُثير الغضب أو الإنتقام ، أو الشهوة ، أو المجد الباطل ، أو طاعة لأفكار الأشرار ، وتجلب العار .

( 3 ) ضبط الحواس :الحواس هى أبواب للفكر ، وقد تكون النظرة الأولى صُدفة ، أو بغير إرادتك ، ولكن النظرة الثانية إرادية وستُحاسب عليها .وضبط الحواس يساعد على نقاوة الفكر ، ونقاوة الأحلام والظنون .

( 4 ) ضبط المشاعر :إن وجدّت شعوراً خاطئاً ، قد دخل إلى قلبك ، فلا تتجاوب معه ، بل أطرده بسرعة ، أو غيّر الموضوع ، أو فكر فى أمر سماوى طاهر .وليكن لنا قراءة جيدة في الانجيل واقوال الاباء القديسين وسيرتهم لانها تملأ الفكر والقلب بافكار روحية وننمو في معرفة ربنا ونسير علي أثار ابائنا القديسين وسلوكهم

25‏/06‏/2010

أفرحوا في الرب كل حين واقول ايضا أفرحوا





أفرحوا في الرب كل حين واقول ايضا أفرحوا


افرحوا بالرب وبعشرته دائما ً، تتمتعون بالبشاشة ، فيرضى عنك الله ويًحبك الناس


اننا ابناء الله وورثة ملكوت السموات فلماذا لا نفرح ونحن سائرين في طريق الملكوت وننشر الفرح ونرسم الابتسامة علي وجوه الاخرين ونسعدهم ..اننا اذ نثق في من احبنا نلقي همومنا علية ونفرح بمحبته ومغفرته وحنانة


الشخص المسيحى الممتلئ بالروح القدس ، يمتلئ أيضاً بالفرح والسرور ، والهناء والسعادة والإبتهاج ، والبشاشة الدائمة ، وهى دليل الفرح الداخلى ، فى القلب المُحب والحنون والمتضع ( غل 5 : 22 ) ، والمرتبط بكل وسائط النعمة والحكمة ، على نقيض الإكتئاب والحزن الشديد ، الضار للنفس والناس ، والجالب لليأس ونفور الناس . وصاحب الوجه البشوش يشع السلام من حولِه ، وليس داخل نفسه فقط ، بل تظهر التعزية والفرح الداخلى ، فى قلوب النفوس الحزينة ، التى تستمع بحكمة إلى كلمات النعمة ، التى يرسلها الروح القدس لهم على فمه المبارك .


أما الشخص " الكئيب " فهو يعاني من قلة الإيمان وبعيد عن مصادر الفرح الروحى ، ولا تستطيع كل وسائل العالم الصناعية أن تُبعد عنه كآبته .وتظهر علامات الحزن على وجهه ، مع الضجر والتذمر ، والزهق والقرف والغم والأنطواء ( 2 كو 2 : 4 ) . وهو فاقد الرجاء ، وكثير التبرم والشكوى ، وقد يلجأ " للإدمان " للنسيان ، لكن للأسف بدون جدوى ، بل يجلب مزيداً من الهموم طول اليوم .أما البشوش فهو هادئ مطمئن ، يبعث الطمأنينة والرجاء والسلام ، فى قلوب الآخرين ، كما فعل القديس أنبا أنطونيوس دائماً .


ويقول قداسة البابا شنودة الثالث : " إن البشوش لا يعيش فى التعب الحاضر ، إنما بالرجاء يعيش فى الفرح المُقبل ، وإن لم يعش سعيداً فى الواقع ، يعيش فرحاناً فى الخيال والأحلام ، وانتظار تحقيق وعود الله ، وبالإتكال الكامل عليه " .وترتبط البشاشة بالزُهد فى الماديات ، فلا يحزن على فقدان شئ مادى ، ولا يشتهى أن يكون له ما لدى الغير من كماليات ، بل يفرح بالله ، أكثر من عطاياه ، وبالتالى فلا يتعب من الحقد والحسد والغيرة والكراهية ، بل يفرح بما لدى الناس ، ويشكر الله عليه معهم .


والشخص البشوش يشيع جواً من البهجة والمرح والفرح ، والسلام والأمان ، ويُنسى الناس أحزانهم ، ويساعد على حل مشاكلهم ، بكل ما يستطيع من مُساندة ، ويعطى تفسيراً مُريحاً ، وأخباراً سارة ، لا ضارة ، ولا مُعثرة ، أو مُجلبة للهموم الدائمة .والشخص الكئيب يحمل همومه ، ويفكر فيها ليل نهار ، وكل وقته ، أما البشوش فيتركها كلها لله ، لكى يحملها عنه ، لأنه يثق فى وعده لثقيلى الأحمال ( مت 11 : 28 ) . فهل يكون هذا سلوكنا ؟! .


والبشوش يبحث عن الحل العملى ، أو البديل المناسب ، ولا يتجمد عند موقف سلبى ، ويكتم همه ، بل يبوح به سريعاً لأب اعترافه ، أولإنسان حكيم ( مرشد روحى ) ، يستطيع أن يُرشده لحل مناسب ، يُريح قلبه .والكئيب يقول مع القديس توما : " نذهب ونموت مع لعازر " ( يو 11 : 16 ) ، بينما يقول البشوش مع المسيح : " لعازر حبيبنا قد نام " ( يو 11 : 11 ) . لا حظوا أسلوب توما ، وأسلوب السيد المسيح ، الذى خفف من كلمة " مات " لأنه لا يُريد أن يُحزن الناس .


فلنفرح بالرب يا أحبائي وبخلاصة وبوعودة وحفظة لنا وسط الضيقات والتجارب ولنثق في الأب السماوي الحنون الذي في محبتة يريد سعدتنا وخلاصنا من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا ولنسعد من حولنا ونقدم من شفاهنا الابتسامة ومن لساننا كلام طيب ومن قلوبنا محبة ورحمة وشفقة وبهذا نزرع المحبة والسعادة فان السعادة كما يقولون كالقبلة لا نشعر بها ان لا نتبادلها مع سوانا..الرب معكم يسعد قلوبكم جميعا

24‏/06‏/2010

أصدقاء واحباء للمسيح



للأب القمص أفرايم الاورشليمي


اصدقاء واحباء لله


عاش ابونا ادم فى جنه عدن قديما ومعه امنا حواء فى عشرة وصداقة مع الله ، ومع بعضهم البعض فى محبه وتفاهم وكان الله يتحدث معهما ويدعوهما لتسمية الاشياء باسمائها . ودعاهما ان يتسلطا على طيور السماء وحيوانات الارض وان ينموا ويكثروا .


ومع غواية الحية جاء السقوط والخوف والاختباء من الله والقاء اللوم على الاخر وبهتت الصداقة الالهية . فالخطية تمثل فاصل بيننا وبين الله المحب .


ومع هذا وجدنا فى العهد القديم امثله طيبة للصداقة الالهية والمحبة المتبادلة بين الله والبشر . فاخنوخ المنادى للبر سار فى صداقة وعشرة مع الله ولم يوجد لان الله نقله . وابراهيم ابو الاباء صار صديقا لله عندما دعاه ان يخرج من ارضه وعشيرته وبيت ابيه فخرج وهو لا يعلم الى اين يذهب وقال له الله " انا هو الله القدير سر امامى وكن كاملا " وكان الله لا يخفى عليه امر ما ويقول هل اخفى عن ابراهيم ما انا فاعله ؟ فكان يتناقش معه كما يحدث الرجل صاحبه .


وموسى النبى كان يكلم الله كما يكلم الرجل صاحبه ايضا ولهذا اخذ من الله حكمة وحلم واستطاع ان يقود الشعب فى البرية القفره .


وهكذا تمضى السنين ويرسل الله الانبياء ليرشدوا البشرية ويدعوهم الى الرجوع اليه ويعاتب الله البشريه على عدم طاعتها . " ربيت بنين ونشاتهم اما هم فعلى قد عصوا " بل ومن تحنن احشائه على شعبه يعتبر بعدهم عنه كابتعاد الزوجه عن زوجها وخيانتها له . وياتى علينا زمن الحب الالهى فنرى الله متجسدا حتى ما يدعونا له اصدقاء واحباء وابناء " والذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنين باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئه رجل بل من الله ولدوا " يو 1 : 13 .


لقد انفتح لنا باب الصداقة الالهية على مصراعيه واصبح الله قريبا منا ودعانا احباء " انتم احبائى ان فعلتم ما اوصيتكم به . لا اعود ان اسميكم عبيدا لان العبد لا يعرف ما يعمل سيده لكن سميتكم احباء لانى اعلمتكم بكل ما سمعته من ابى " يو 15 : 14 – 15 .


ان الله الاب فى المسيح يسوع يريد ان يجمع الكل من كل الامم والقبائل والالسنة والشعوب كابناء له ويجعل من كل واحد منا ومن كل واحده موضع مسرته ومحبته . وهكذا راينا فى كل جيل رجالا ونساء نموا فى معرفة الله ومحبته لتكون لهم عشره وصداقة واتحاد بالله .


واصبح كل واحد منهم يحس بالحضور الالهى والحديث المتبادل حتى فى العمل اليومى البسيط فيكون الله العامل معنا والمشارك لنا والمبارك لتحركاتنا وقائد مسيرتنا ليس فى الاعمال العظيمة الكبيرة وبل وفى ابسط واصغر الامور .


حديث المحبه


ان الله ليس عنا ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد وهو بالايمان يحل فى قلوبنا ويصيرها مسكنا له ولانه محبة فانه لا يسكن الا فى القلب المحب ويريدنا ان نتحدث معه حديث الحب نكشف له عن مكنونات نفوسنا ، نشكره على ما نقدمه له من خير ، نشكوا له همومنا واحزاننا وشكوكنا . نقدم له طلباتنا ونشبع به جوع قلوبنا ، نسمع كلامه ونحفظ وصاياه .


ان الذى لا يدعنا نحس بهذه الصداقة والحب هى قساوة القلب وبعده عن الله او هروبنا من وجهه واتباعنا لشهواتنا وخداع ابليس . قد تكون هموم ومشاغل العالم وملذاته سبب فى عدم احساسنا بصداقة الله الذى لازال ينتظر بل ويطلب صداقتنا له ويفرح بحبنا له كفرح العريس بالعروس ويناجى انفسنا قائلا ها انا واقف على الباب واقرع . ان سمع احد صوتى ادخل اليه واتعشى معه وهو معى .


الطاعة وحفظ الوصية


ان الله يريد منا الطاعة كابناء بل ان التمرد عليه وعصياننا هو جحود لمحبته " الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى والذى يحبنى يحبه ابى وانا احبه واظهر له ذاتى " يو 14 : 21 .


ونحن لا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق . انت مدعوا اذن لطاعة الله وحفظ وصاياه والعمل بها ومدعو ان تنكر ذاتك وتحمل صليبه كل يوم وتتبعه . انسى اذن ما وراء وامتد الى ما هو قدام طالبا منه ان يجذبك بربط المحبة وقل له ياصديقى الالهى اريد ان احس بحضورك ويا اله المحبه اريد ان احبك اكثر . اطلب منه ليعلن لك ارادته وانتظر الرب وليتشدد قلبك .


وعندما تداهمك الشكوك او تحاربك الافكار وشهوات العالم وهمومه اصرخ اليه قائلا يارب اما يهمك اننا نهلك عندما تلاطم الامواج سفينه حياتك وتكاد تغرقها اطلبه فياتى ويسكت الريح ويهدئ العاصفة ويمنحك سلاما ونجاه .


السير مع اللة

انت لست وحيدا فى هذه الحياه حتى لو تخلى عنك الاصدقاء فلك المسيح قائدا وهو يبحث عن الخروف الضال ليحمله على منكبيه ويدعو الاصدقاء ليفرحوا معه برجوع الضالين . ان الله يسير معك فى رحله الحياه ويحملك وقت التعب ويرويك وقت العطش الروحى والعاطفى والنفسى ، هو يفرح بنا اذ نتخذه صديق محب ويفرح بقيادتة لنا فهو الراعى الصالح . اجعل الله سيدا لحياتك وصديقا فى رحلة عمرك وان لم تكن لك الخبرة الروحية الكافيه تعلم من سير الاباء القديسين الذين ساروا معه قبلك وكيف كانت كلمة الله حياتهم والصلاه وسيلتهم واسم الرب برج حصين لهم والروح القدس مرشدا ومعزيا فى مسيرة الحياه " فمن يتقى الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره " سير 6 : 17 .

قدم لنا الانجيل الرب يسوع المسيح صديقا للبشرية يخرج من سمائه ويقترب اليها ويقدم لها ذاته على مذبح الحب فوق الصليب . لا لفضل فينا ولا لاستحقاق بنا بل بمقتضى نعمته ومحبته . ان هذه الصداقة لا تطلب منك شئ الا ان تطلبها وان تساله يوما فيوم ماذا تريد يارب ان افعل؟ وهو يقودك ويكون فردوسا لنفسك وصديقا شخصيا لك وفرح لنفسك الباحثة عن الحب والحياه والفرح .

الهى كن صديقى

الهى وحبيبى ابحث عنك وانت فى

ياصديق نفسى اين انت ؟

ولماذا لم اجدك منذ الصغر .

نعم ياصديقى كنت تراقب جهادى . وتحملنى وقت الشده والضيق ولم تدعنى معوزا لشئ .

وانا لم تعد تستهوينى الاشياء ولا احب فى العالم سواك . فكن صديقى واظهر لى ذاتك لاحدثك حديث الحب واتعلم منك كيف اسير معك فى دروب الحياه واثق فى قيادتك طول الطريق واجعلك عريس نفسى الدائم ولا يستطيع احد ان يخطفنى من يدك او يجعلنى احول عينى عنك فانت ابرع جمالا من بنى البشر ، ومعك ينمو حبى وينتشر .

22‏/06‏/2010

الشبع الروحي

نيافة الانبا موسي اسقف الشباب

1- ما هى الروح ؟
الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله، وبالإيمانيات، وعالم الروح.
فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح، لذلك يقول البعض عن الإنسان أنه حيوان عاقل ومتدين.
ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين، حتى وإن ضل الطريق الصحيح، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق، والخير، والثواب والعقاب، والخلود. وما شابه ذلك من عالم - الماورائيات - أى ماذا وراء المادة؟ وماذا وراء الموت؟ وماذا وراء الزمن؟ وماذا وراء الطبيعة؟ وأحياناً يسمونه عالم - الميتافيزيقيا - أى ما وراء الطبيعة المحسوسة!
لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة، كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة والتماثيل.
ولكن هذه جميعاً كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان.. وقد أختار الله فى القديم بعض أسرار الشريعة والفهم والإيمان، ومع ذلك كثيراً ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان.
ولنا أن نفخر كمصريين بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد، وقدم له العبادة والسجود، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية، وكيف أنه جل إسمه - روح بسيط خالد خالق، يرعى الكون بحبه، ويشرق عليه بشمسه: ويضمه إليه بحنانه الفائق.
ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان، إلا أنها ما أنفصلت قط
عن العقل عنصر التفكير.. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة، عقولاً استنارت بالروح القدس، واستشرقت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة، حتى أستحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية.
إن الروح - أيها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا إلى الله، ويوحدنا
به، فأحذر أن يضمر هذا العنصر فى حياتك: حينما تهمل خلاص نفسك، أو حينما تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك. فأنت مخلوق إلهى، فوق المادة والتراب، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
2- وسائل أشباع الروح
أ- الصلاة :
الصلاة هى الحبل السِرى - بكسر السين - الذى من خلاله نتصل بالرب سراً ولا رقيب. وهى أيضاً الحبل السُرى - بضم السين - الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السماء لحظة بلحظة، كالجنين فى بطن أمه. والصلاة تفتح عالم الله علينا، كما تفتح عالمنا على حبه وفعله الإلهى، لذلك فهى الفرصة الأساسية التى فيها يشكلنا الله، ويبنينا، ويقدسنا ويشبعنا.
"الصلاة هى رفع العقل إلى الله" (الأب يوحنا الدمشقى)

"الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفرغ، غنى لا يسقط أبداً" (القديس يوحنا ذهبى الفم).
"حينما تصلى ألا تتحدث مع الله؟ أى امتياز هذا" (القديس يوحنا ذهبى الفم).

ب- الكتاب المقدس :
` "بدون القراءة فى الكتب الإلهية، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله" (مارأسحق السريانى).
"فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز
` 2:1).
"والهذيذ فى الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها أو تلاوتها، بل يتسع إلى
` تتميم أحكامها بالتقوى" (الأسقف ايلارى).
"ليكن لك محبة
` بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح" (مارأسحق السريانى).
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم
` الله" (مت 4:4).
"وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى لفرح ولبهجة قلبى" (أر
` 16:15).
الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة، فيها تشبع أرواحنا وحواسنا، وتستريح نفوسنا، فقراءة الكتاب بإنتظام وحرارة قدام المسيح، فإذا كان السيد المسيح هو الكلمة الذاتية، فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا، أنه ببساطة: السيد المسيح متكلماً!!

ج- الأفخارستيا :
لقد أعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية على مائدته المقدسة، لكى كل من يأكل منه يحيا إلى الأبد. إنه - خبز الحياة النازل من السماء - واهباً حياة للعالم، "مأكل حق ومشرب حق". "من يأكلنى يحيا بى"، "يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 48:6-57).
من هنا تدعونا الكنيسة إلى الأغتذاء اليومى من هذا السر المبارك، الذى من خلاله نتحد :
أ- بالسيد المسيح. ب- بالقديسين. ج- بأخوتنا المؤمنين. د- ونصلى من أجل العالم كله.

د- القراءات الروحية :
القراءة فى الكتب الروحية أساسية للشبع الروحى، لذلك أوصى الآباء القديسون أولادهم بها...أنت مخلوق إلهى، فوق التراب والمادة، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
"أتعب نفسك فى قراءة الكتب، فهى تخلصك من النجاسة" (القديس
` الأنبا أنطونيوس)."كن مداوماً، لذكر سير القديسين، كيما تأكلك غيرة أعمالهم"` (القديس موسى الأسود)."كتبى هى شكل (سيرة) الذين كانوا قبلى، أما إن أردت` القراءة ففى كلام الله أقرأ" (القديس أنطونيوس). لهذا أوصى الآباء بأن نكرم القراءة كما نكرم الصلاة، حيث أنهما تكملان إحداهما الأخرى... ونحن نشكر الله من أجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى أعطاها الرب لنا فى هذه الأيام.
هـ- الإجتماعات الروحية :
يوصينا الرسول بولس أن لا نترك إجتماعاتنا، بل أن نحرص على الحضور، لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة..
"غير تاركين
` إجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 25:10)..
"حينما تجتمعون معاً ليس هو لأجل عشاء
` الرب" (1كو 20:11)، يقصد الأغابى التى تسبق القداس الإلهى، أى العشاء معاً فى المساء، قبل تسبيح نصف الليل..
"متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له
` تعليم.." (الإجتماعات التعليمية).. (1كو 26:14).والإجتماعات الروحية تحقق أهدافاً كثيرة... فهى مثلاً :أ- تعطى التعاليم الأساسية للخلاص.. "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4). ب- تشبع نفوسنا روحياً بكلمة الله. ج- تحمينا من إنحرافات الفكر وحيل الشيطان.
د- ترد على أية مطاعن فى إيماننا المسيحى القويم.

كيف أشبع روحيا























كيف أشبع روحيا



الأنبا موسى- اسقف الشبابنيافة

























1- ما هى الروح ؟
الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله، وبالإيمانيات، وعالم الروح.
فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح، لذلك يقول البعض عن الإنسان أنه حيوان عاقل ومتدين.
ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين، حتى وإن ضل الطريق الصحيح، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق، والخير، والثواب والعقاب، والخلود. وما شابه ذلك من عالم - الماورائيات - أى ماذا وراء المادة؟ وماذا وراء الموت؟ وماذا وراء الزمن؟ وماذا وراء الطبيعة؟ وأحياناً يسمونه عالم - الميتافيزيقيا - أى ما وراء الطبيعة المحسوسة!
لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة، كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة والتماثيل.
ولكن هذه جميعاً كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان.. وقد أختار الله فى القديم بعض أسرار الشريعة والفهم والإيمان، ومع ذلك كثيراً ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان.
ولنا أن نفخر كمصريين بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد، وقدم له العبادة والسجود، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية، وكيف أنه جل إسمه - روح بسيط خالد خالق، يرعى الكون بحبه، ويشرق عليه بشمسه: ويضمه إليه بحنانه الفائق.
ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان، إلا أنها ما أنفصلت قط
عن العقل عنصر التفكير.. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة، عقولاً استنارت بالروح القدس، واستشرقت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة، حتى أستحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية.
إن الروح - أيها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا إلى الله، ويوحدنا
به، فأحذر أن يضمر هذا العنصر فى حياتك: حينما تهمل خلاص نفسك، أو حينما تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك.
فأنت مخلوق إلهى، فوق المادة والتراب، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
2- وسائل أشباع الروح
أ- الصلاة :
الصلاة هى الحبل السِرى - بكسر السين - الذى من خلاله نتصل بالرب سراً ولا رقيب. وهى أيضاً الحبل السُرى - بضم السين - الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السماء لحظة بلحظة، كالجنين فى بطن أمه. والصلاة تفتح عالم الله علينا، كما تفتح عالمنا على حبه وفعله الإلهى، لذلك فهى الفرصة الأساسية التى فيها يشكلنا الله، ويبنينا، ويقدسنا ويشبعنا.
"الصلاة هى رفع العقل إلى الله" (الأب يوحنا الدمشقى)



"الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفرغ، غنى لا يسقط أبداً" (القديس يوحنا ذهبى الفم).
"حينما تصلى ألا تتحدث مع الله؟ أى امتياز هذا" (القديس يوحنا ذهبى الفم).

ب- الكتاب المقدس :
`
"بدون القراءة فى الكتب الإلهية، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله" (مارأسحق السريانى).
"فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز
` 2:1).
"والهذيذ فى الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها أو تلاوتها، بل يتسع إلى
` تتميم أحكامها بالتقوى" (الأسقف ايلارى).
"ليكن لك محبة
` بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح" (مارأسحق السريانى).
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم
` الله" (مت 4:4).
"وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى لفرح ولبهجة قلبى" (أر
` 16:15).
الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة، فيها تشبع أرواحنا وحواسنا، وتستريح نفوسنا، فقراءة الكتاب بإنتظام وحرارة قدام المسيح، فإذا كان السيد المسيح هو الكلمة الذاتية، فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا، أنه ببساطة: السيد المسيح متكلماً!!

ج- الأفخارستيا :
لقد أعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية على مائدته المقدسة، لكى كل من يأكل منه يحيا إلى الأبد. إنه - خبز الحياة النازل من السماء - واهباً حياة للعالم، "مأكل حق ومشرب حق". "من يأكلنى يحيا بى"، "يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 48:6-57).
من هنا تدعونا الكنيسة إلى الأغتذاء اليومى من هذا السر المبارك، الذى من خلاله نتحد :
أ- بالسيد المسيح. ب- بالقديسين. ج- بأخوتنا المؤمنين. د- ونصلى من أجل العالم كله.

د- القراءات الروحية :
القراءة فى الكتب الروحية أساسية للشبع الروحى، لذلك أوصى الآباء القديسون أولادهم بها...أنت مخلوق إلهى، فوق التراب والمادة، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
"أتعب نفسك فى قراءة الكتب، فهى تخلصك من النجاسة" (القديس
` الأنبا أنطونيوس)."كن مداوماً، لذكر سير القديسين، كيما تأكلك غيرة أعمالهم"` (القديس موسى الأسود)."كتبى هى شكل (سيرة) الذين كانوا قبلى، أما إن أردت` القراءة ففى كلام الله أقرأ" (القديس أنطونيوس). لهذا أوصى الآباء بأن نكرم القراءة كما نكرم الصلاة، حيث أنهما تكملان إحداهما الأخرى... ونحن نشكر الله من أجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى أعطاها الرب لنا فى هذه الأيام.

هـ- الإجتماعات الروحية :
يوصينا الرسول بولس أن لا نترك إجتماعاتنا، بل أن نحرص على الحضور، لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة..
"غير تاركين
`
إجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 25:10)..
"حينما تجتمعون معاً ليس هو لأجل عشاء
` الرب" (1كو 20:11)، يقصد الأغابى التى تسبق القداس الإلهى، أى العشاء معاً فى المساء، قبل تسبيح نصف الليل..
"متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له
` تعليم.." (الإجتماعات التعليمية).. (1كو 26:14).والإجتماعات الروحية تحقق أهدافاً كثيرة... فهى مثلاً :
أ- تعطى التعاليم الأساسية للخلاص.. "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4).
ب- تشبع نفوسنا روحياً بكلمة الله. ج- تحمينا من إنحرافات الفكر وحيل الشيطان.
د- ترد على أية مطاعن فى إيماننا المسيحى الق









كيف أشبع روحيا ؟


الأنبا موسى- اسقف الشبابنيافة













1- ما هى الروح ؟
الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله، وبالإيمانيات، وعالم الروح.
فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح، لذلك يقول البعض عن الإنسان أنه حيوان عاقل ومتدين.
ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين، حتى وإن ضل الطريق الصحيح، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق، والخير، والثواب والعقاب، والخلود. وما شابه ذلك من عالم - الماورائيات - أى ماذا وراء المادة؟ وماذا وراء الموت؟ وماذا وراء الزمن؟ وماذا وراء الطبيعة؟ وأحياناً يسمونه عالم - الميتافيزيقيا - أى ما وراء الطبيعة المحسوسة!
لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة، كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة والتماثيل.
ولكن هذه جميعاً كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان.. وقد أختار الله فى القديم بعض أسرار الشريعة والفهم والإيمان، ومع ذلك كثيراً ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان.
ولنا أن نفخر كمصريين بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد، وقدم له العبادة والسجود، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية، وكيف أنه جل إسمه - روح بسيط خالد خالق، يرعى الكون بحبه، ويشرق عليه بشمسه: ويضمه إليه بحنانه الفائق.
ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان، إلا أنها ما أنفصلت قط
عن العقل عنصر التفكير.. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة، عقولاً استنارت بالروح القدس، واستشرقت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة، حتى أستحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية.
إن الروح - أيها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا إلى الله، ويوحدنا
به، فأحذر أن يضمر هذا العنصر فى حياتك: حينما تهمل خلاص نفسك، أو حينما تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك.

فأنت مخلوق إلهى، فوق المادة والتراب، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
2- وسائل أشباع الروح
أ- الصلاة :
الصلاة هى الحبل السِرى - بكسر السين - الذى من خلاله نتصل بالرب سراً ولا رقيب. وهى أيضاً الحبل السُرى - بضم السين - الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السماء لحظة بلحظة، كالجنين فى بطن أمه. والصلاة تفتح عالم الله علينا، كما تفتح عالمنا على حبه وفعله الإلهى، لذلك فهى الفرصة الأساسية التى فيها يشكلنا الله، ويبنينا، ويقدسنا ويشبعنا.
"الصلاة هى رفع العقل إلى الله" (الأب يوحنا الدمشقى)


"الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفرغ، غنى لا يسقط أبداً" (القديس يوحنا ذهبى الفم).
"حينما تصلى ألا تتحدث مع الله؟ أى امتياز هذا" (القديس يوحنا ذهبى الفم).

ب- الكتاب المقدس :
` "بدون القراءة فى الكتب الإلهية، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله" (مارأسحق السريانى).
"فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز
` 2:1).
"والهذيذ فى الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها أو تلاوتها، بل يتسع إلى
` تتميم أحكامها بالتقوى" (الأسقف ايلارى).
"ليكن لك محبة
` بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح" (مارأسحق السريانى).
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم
` الله" (مت 4:4).
"وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى لفرح ولبهجة قلبى" (أر
` 16:15).
الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة، فيها تشبع أرواحنا وحواسنا، وتستريح نفوسنا، فقراءة الكتاب بإنتظام وحرارة قدام المسيح، فإذا كان السيد المسيح هو الكلمة الذاتية، فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا، أنه ببساطة: السيد المسيح متكلماً!!

ج- الأفخارستيا :
لقد أعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية على مائدته المقدسة، لكى كل من يأكل منه يحيا إلى الأبد. إنه - خبز الحياة النازل من السماء - واهباً حياة للعالم، "مأكل حق ومشرب حق". "من يأكلنى يحيا بى"، "يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 48:6-57).
من هنا تدعونا الكنيسة إلى الأغتذاء اليومى من هذا السر المبارك، الذى من خلاله نتحد :
أ- بالسيد المسيح. ب- بالقديسين. ج- بأخوتنا المؤمنين. د- ونصلى من أجل العالم كله.

د- القراءات الروحية :
القراءة فى الكتب الروحية أساسية للشبع الروحى، لذلك أوصى الآباء القديسون أولادهم بها...أنت مخلوق إلهى، فوق التراب والمادة، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى.
"أتعب نفسك فى قراءة الكتب، فهى تخلصك من النجاسة" (القديس
` الأنبا أنطونيوس)."كن مداوماً، لذكر سير القديسين، كيما تأكلك غيرة أعمالهم"` (القديس موسى الأسود)."كتبى هى شكل (سيرة) الذين كانوا قبلى، أما إن أردت` القراءة ففى كلام الله أقرأ" (القديس أنطونيوس). لهذا أوصى الآباء بأن نكرم القراءة كما نكرم الصلاة، حيث أنهما تكملان إحداهما الأخرى... ونحن نشكر الله من أجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى أعطاها الرب لنا فى هذه الأيام.



هـ- الإجتماعات الروحية :
يوصينا الرسول بولس أن لا نترك إجتماعاتنا، بل أن نحرص على الحضور، لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة..
"غير تاركين
` إجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 25:10)..
"حينما تجتمعون معاً ليس هو لأجل عشاء
` الرب" (1كو 20:11)، يقصد الأغابى التى تسبق القداس الإلهى، أى العشاء معاً فى المساء، قبل تسبيح نصف الليل..
"متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له
` تعليم.." (الإجتماعات التعليمية).. (1كو 26:14).والإجتماعات الروحية تحقق أهدافاً كثيرة... فهى مثلاً :
أ- تعطى التعاليم الأساسية للخلاص.. "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4).
ب- تشبع نفوسنا روحياً بكلمة الله. ج- تحمينا من إنحرافات الفكر وحيل الشيطان.
د- ترد على أية مطاعن فى إيماننا المسيحى القويم.



ويم.