24‏/05‏/2011

- حياة السلام الداخلى | للاب القمص أفرايم الأورشليمى



أهمية السلام الداخلى

+ ما احوج الأنسان فى عالمنا المعاصر الى السلام الداخلى وعدم الأنقسام بين متطلبات الجسد والروح ، وما اجمل حياة الهدوء والطمانينة وضرورتها لسعادة ورقي وتقدم الفرد والجماعة .وكم يحتاج انسان اليوم للخلوة والخلود الى نفسه فى هدوء وتأمل ليكتشف من هو والكنوز والقوة الروحية والنفسية لديه بعيداً عن ضوضاء العالم وصخبه . وفى الحقيقة فانى أكتب هذا الموضوع من وحى الخلوة الروحية التى دعانى اليها مشكوراً نيافة الحبر الجليل الانبا أنطونى لدير القديس اثناسيوس الرسولى فى أنجلترا ، فى شمال يوركشاير ، ذلك الدير الهادي الجميل، وفى أحضان الرائعة ،وبعيداً عن الأخبار العالمية مع عدم وجود التلفاز وحتى الموبيلات التى لا تغطيها الشبكات . وبين أحضان الجبال والارض الخضراء والاشجار المتنوعة وسط محمية طبيعية يشعر فيها الأنسان انه رجع الى حياة الفردوس الأرضى مرة أخرى . ومع الصلوات والتسابيح لله يشعر المرء انه بحق كاهن الخليقة ، يسبح الله مع تمايل الأشجار وكأنها غناء ومع تغريد الطيور وكأنها ملائكة مجنحة ترفع الحمد لرب السماء . ياتى المطر فيحمل لنا مراحم الله المتجددة كل صباح ، وتهب الرياح محملة بنسمات عبقة الرائحة تداعب القلب والروح معلنة محبة الله المتدفقة وفى هدوء الليل أسمع صوت داخلى يناجينى : و الان هكذا يقول الرب خالقك .. لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك .

+ ازعجنى فى اليوم الاول من قدومى الي الدير نعيق الغربان فى الصبح الباكر ثم عندما أقتربت اليها وآلفتها وجدت فيها روعة التسبيح وعبق التاريخ تذكرت اجداد هذه الغربان عندما ارسل ابينا نوح غرابا ليطمئن عن حالة طوفان الارض {و ارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض }(تك 8 : 7) وتأملت كيف كانت الغربان تعول ايليا النبى {فتشرب من النهر و قد امرت الغربان ان تعولك هناك .. و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء }(1مل 17 : 4، 6) نعم نحن نتعلم من الغربان وكما قال لنا السيد { تاملوا الغربان انها لا تزرع و لا تحصد و ليس لها مخدع و لا مخزن و الله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور} (لو 12 : 24) . { من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله و تتردد لعدم القوت} (اي 38 : 41). فلماذا اذن القلق وعدم السلام ونحن أفضل من طيور كثيرة ، لقد تأملت كيف كانت الغربان تعول الانبا بولا بنصف خبزة كل يوم حتى اذ أتي لزيارته القديس الأنبا أنطونيوس فأتى اليهما الغراب بخبزة كاملة ، وتصادقت مع الغربان متعلما منها درساً وعندما اقتربت من أحضان الارض كأم حنون همست الى فى شجون يا ابنى احيا فى سلام وصالح نفسك تصطلح معك السماء والارض ، قالت لى الارض باكية وشاكية وصارخة تشتكى ظلم الأنسان لها فكم سُفت دماء برئية عليها { من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل} (لو 11 : 51) نعم ليس الي دم زكريا فقط بل والدماء الطاهرة التى تسيل على ارض نيل مصر المقدس تصرخ مطالبة بالعدل ودماء الابرار فى العراق على ضفاف دجلة والفرات التى تشهد على ظلم الأنسان لاخيه ودماء من سقطوا على ثرى الاراضى المقدسة حيث صلب المخلص الصالح تصرخ مطالبة بحق الحياة وتقرير المصير . وكم عانت من الأيدى العابثة بها والملوثة لها والمنجسة لطهارتها وها هى الطبيعة تثور فى وجه الظلم فتتزلزل غضباً وتهيج الاعاصير تمرداً وتقذف حمماً معلنة { فان لرب الجنود يوما على كل متعظم و عال و على كل مرتفع فيوضع. و على كل ارز لبنان العالي المرتفع و على كل بلوط باشان . و على كل الجبال العالية و على كل التلال المرتفعة. و على كل برج عال و على كل سور منيع. و على كل سفن ترشيش و على كل الاعلام البهجة. فيخفض تشامخ الانسان و توضع رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم } أش 12:2-17.

+ اننا نحيا وسط عالم ملئ بالحروب والقلاقل والنزاعات الداخلية والخارجية وتضارب المصالح والاهداف وفى حياة الشعوب كما الافراد نسمع كثيراً عن الخلافات حتى بين الاخوة والاقارب ، وعن الخصومات والحوادث الماسأوية التى تحزن كل أنسان له ضمير حي ،وللأسف الشديد نجد البعض يعطى للبغضة والكراهية طابع دينى وينسب لله صفات تنفر الناس من الله والتدين ، واصبح عالمنا يفتقر الى السلام على المستوى الجماعي كما هو الحال على مستوى الفرد ، وعندما يغيب الأيمان السليم يغيب الأمن والأمان والطمأنينة والهدوء . ان فاقد الشئ لا يعطيه . وكيف لمن يمجد القتال والكبرياء ويحيا حياة الخطية والشر ان يحيا فى سلام {لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) . اننا نري البعض باسم الله يحارب البعض الاخر، تارة بان الله اعطى وعود مقدسة وتارة باسم الحروب العادلة واخرى باسم الجهاد المقدس وكأن الله يحض على القتل وسفك الدماء والله المحب يتعجب ويقول لنا كما قال لقايين قديما { ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك 4 : 10) وهكذا تصرخ الدماء البرئية حتى الان واين يهرب الظالم من يد الله . لقد امتدت يد الانسان للاساءة الى كوكبنا ولهذا راينا الطبيعة والارض تثور فى وجهنا مرة بزلازل مدمرة واخرى باعاصير هائلة وتارة ببركين وحمم ثائرة وهكذا نقترب بالحروب والأسلحتة الفتاكة الى نهاية العالم ومجئ يوم الرب العظيم {و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها. فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى} 2بط10:3 -11.

ومع هذه الآلام فان الأنسان المؤمن يحيا فى سلام داخلى عميق لان الرب حصناً وملجاً له ومع داود النبي يترنم { الرب نوري و خلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب الي الاشرار لياكلوا لحمي مضايقي و اعدائي عثروا و سقطوا. ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي ان قامت علي حرب ففي ذلك انا مطمئن.واحدة سالت من الرب و اياها التمس ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب و اتفرس في هيكله.لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر يسترني بستر خيمته على صخرة يرفعني} مز1:27-5. نعم نحن نحتاج للسلام الداخلى لنستطيع ان نعطى سلاما لبعضنا البعض وكم يحتاج العالم لقلوب صافية لا تكره وافكار سلام نحو الجميع وسعي حقيقى لصنع السلام الدائم والعادل لاسيما فى الشرق الاوسط الذى يعاني منذ زمن بعيد فقدان السلام والصراع الذى طال أمده {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9)

مقومات السلام الداخلى

+ السلام هو عطية من الله يهبها للأنسان المؤمن الذى يحيا فى ثقة بوعوده ويحيا فى مخافته . من أجل هذا السلام نصلي ونطلب ان يمنحنا اياه الله ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك ،قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا وهو يجيبنا قائلاً {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27) وهو يعطينا الوعود بان لا نخاف { فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). ورغم الضيقات التي نمر بها والتجارب التى نتعرض لها فانه أمين {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33) .لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وخلص الفتية من أتون النار المتقدة ناراً وأنقذ دانيال من جب الأسود ، وكان القديس بطرس الرسول نائما فى سلام وهو مقيداً فى السجن وجاء الملاك وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق ، والله هو هو أمس واليوم والى الابد ، وحتى ان نسمح لنا بتجربة او اضطهاد فنحن لانخاف شراً ولا نجزع من الموت حباً فى من مات من أجلنا { طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} مت 10:10-12. لقد واجه اجدادنا القديسين كل ظروف الحياة سلام داخلى عميق لانهم وثقوا فيه وأمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته . السلام الحقيقي يبدأ بالقلب لا في ساحات المعارك. السلام الحقيقي هو نزع الأحقاد والبغضاء على مستوى كل إنسان لنحيا أنسانيتا الحقة، ومن ثم نستطيع ان نتعاون ونقود حتى القادة والمسئولين الي نزع الأسلحة الذرية والهيدروجينية من أيدي جيوش الأمم. وعندما يمتلئ القلب بالسلام الحقيقي تنـزع الأسلحة وتتوقف الحروب، وتحل المحبة مكان الحقد والضغينة والبغضاء. السلام الحقيقي هو انتصار تلكَ المحبة وسيطرتها على حياة الإنسان.

+ التوبة وحياة السلام ... ان الأنسان الخاطى لا ينعم بالسلام من اجل هذا قال الأنجيل { لا سلام قال الرب للاشرار }(اش 48 : 22). ولما كان الله اله رأفة ورحمة لذلك هو يدعونا الى التوبة {من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم }(ام 28 : 13).وهو جاء ليهبنا التوبة لغفران الخطايا ولكى ما ننعم بالسلام { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). ولقد أشار الرب الى اهمية التوبة لحياة السلام الداخلى عندما غفر للمراة الخاطئة فقال لها {فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام }(لو 7 : 50) .ولهذا يجب علينا ان نسرع فى التوبة والأقلاع عن الخطية {لا تؤخر التوبة الى الرب و لا تتباطا من يوم الى يوم }(سيراخ 5 : 8) ونعترف بخطايانا ونقترب من الله والأسرار المقدسة بتقوى وقداسة وبر ونعمل على أصلاح سيرتنا ومصالحة أنفسنا مع الله وقبول الغفران منه وحينئذ نستطيع ان نسامح الذين يسئيون الينا { و متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25). عندما نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الإخرين كما هم ونغفرلهم ذلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح المصلوب ظلماً وحسدا { يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).

+ الجهاد وعمل النعمة .. لابد ان نجاهد لكى ما نحصل على حياة السلام الداخلى ، ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات التى تحارب النفس وعلينا بالصلاة طالبين عمل نعمة الله فينا بتواضع وثقة . نعم قد توجد حروب ومعوقات خارجية او داخلية ولنستمع لنصيحة القديس ثيؤفان الناسك لكسب السلام الداخلى ( يوجد اضطراب في الداخل وهذا تعرفه من الخبرة. يجب أن تقضي عليه، وهذا ما تريده وقد قررت ذلك. ابدأ مباشرة بإزالة سبب هذا الاضطراب. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا ، ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره. كًنْ مع الله، مهما فعلت، ووجّه نحوه كل عقلك، محاولاً أن تتصرّف كما في حضرة ملك. سوف تعتاد على هذا سريعاً، فقط لا تستسلم أو تتوقف. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي، بالرغم من وجود تمزقات، أحياناً بشكل أفكار تافهة وغير مهمة، وأحياناً أخرى بشكل أحاسيس ورغبات غير مناسبة، سوف تلاحظ هذا الخطأ فوراً وتطرد الضيوف غير المدعوين خارجاً، مسرعاً في كل مرة إلى تجديد وحدة الفكر المتعلّق بالرب الواحد) .



+ الهدوء والسلام الداخلى .. الهدوء شجرة حياة لا يموت الذين يأكلون منها لقد جاء عن مخلصنا الصالح انه كان { لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع احد في الشوارع صوته} (مت 12 : 19).

يجب ان يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة و اعوجاجه سحق في الروح }(ام 15 : 4).{كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا 9 : 17) وعندما تحاربنا أفكار الغضب او المرارة من اساءة أحد ما فيجب ان نهدء ولا نسرع الى الحديث او الرد {ان صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة }(جا 10 : 4) كم مرة تكلمنا ونحن فى لحظات الثورة والغضب فخسرنا أحباء لنا وندمنا ولم ينفع الندم {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع و السكون تخلصون بالهدوء و الطمانينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الخارجي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة قيادة روحه القدوس لنا ذلك الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج وتيارات العالم .



+ المحبة طريقنا للسلام الداخلى .المحبة تجعلنا نحيا فى تناغم وانسجام مع الله والناس . الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثيت فى الله والله فيه .ان محبة الله اذ تدخل القلب تطرد الخوف المرضي الي خارج وتجعلنا نحيا فى سلام . ان الله يقدر ان يحررنا من الخوف والضعف والأضطراب والقلق { فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا }(يو 8 : 36) . وان ارضى الأنسان ربه جعل حتى أعدائه يسالمونه . المحبة تجعلنا ودعاء ولطفاء مسالمين . وتعطينا القدرة والحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات و المحبة تستر كل الذنوب }(ام 10 : 12).{ المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ }(1كو 13 : 4) المحبة لا تسقط ابداً . أرجو ان يحل سلام ربنا يسوع المسيح في حياتكم لتتنعموا بالحياة التي بها تكونون منتصرون وغالبون في كل حين، لان إلهنا اله النصرة والغلبة .

+التطلع الي الأبدية .. اننا نحيا الان كغرباء على الأرض وكسفراء للسماء يجب ان نحيا وعيون قلوبنا ناظرة الى رئيس ايماننا ومكمله { لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى }2كو 12:4-16.ومن أجل الابدية السعيدة نحيا فى حياة التواضع وانكار الذات والمحبة نحو الجميع وعدم التعلق بمقتنيات العالم . ان كثيراً من الصرعات الفردية والجماعية تنشأ من الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها ولكن لرغبة غير مقدسة نُخضعها ونسيطر عليها وضابط نفسه خير من مالك مدينة . أخيرا يا اخوتى اقدم لكم لنتأمل فيما قاله الوحى فى رسالة القديس بطرس الرسول { فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم . اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. و اله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم و يثبتكم و يقويكم و يمكنكم.له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين}1بط 6:5-11.

هبنى سلامك ياملك السلام

+ ايها الرب الاله ياملك السلام ، وسط عالم يسوده الأنقسام والصراعات والحروب والأنانية وعدم الهدوء . انت هو سلامنا وقوتنا ، منك نستمد السلام ونحيا فى هدوء وأنسجام ، نسعى فى أثر السلام وصنعه ونتصالح معك بالتوبة والرجوع اليك ومحبتك من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونصلى طالبين ان يحل سلامك فى قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وكنسيتنا وبلادنا .

+ انت هو سلامنا ومنك نتعلم كيف نحيا متواضعين ولوصاياك طائعين ولعمل نعمتك وارشاد روحك القدوس منقادين . فعلمنا يارب ان نحيا فى أنسجام ووئام فلا يكون لدينا الأنقسام بين مطالب الروح وشهوات الجسد بل نضبط ذواتنا فى كل شئ مستأسرين كل فكر الى طاعتك ، وعندما يهيج علينا العدو فاننا بك نحتمى وفى أحضانك الألهية نرتمى وبروحك القدوس نجد الرائحة والامن والأيمان الواثق .

+ الهى ومخلصى علمنا ان نكون رسل سلام ووحدة ومحبة ، وارشدنا فى دروب السلام ومسالك الحق والعدل والفضيلة ، وانت الهنا القوى قادر ان تُسكت أمواج بحر العالم الهائجة ضدنا وتسد أفواه الأسود وتطفئ سهام أبليس المتقدة ناراً . اننا نصلى من أجل السلام الدائم والشامل والعادل فى بلادنا وشرقنا والعالم . فالهم القائمين على أمورنا حكمة وقوة ونعمة ليكونوا صناع سلام ، واشملنا بعطفك ورحمتك لنحيا فى سلام ومحبة وهدوء بك ياربنا ليعظم أنتصارنا وليجرى السلام كينبوع متجدد فى قلوبنا لمجد اسمك القدوس . أمين



21‏/05‏/2011

- حياة ذات قيمة ومعنى | للأب القمص أفرايم الأورشليمى





رسالتنا فى الحياة ..

+ لقد خلقنا الله لأعمال صالحة يجب ان نقوم بها ويرجوا الله لنا ان نؤديها والا نعرض أنفسنا للتقويم والأصلاح واذ لم نتقوم نتعرض للرفض و العقاب، كما ان اى صانع لمعدة ما يكون له هدف وتصور من صناعتها ، ويسعى ان تحقق هذه الالة هدفها والا تصبح معطله وعديمة القيمة ، حينئذ يعمل على أصلاحها والا تباع فى سوق الخردة ليتم تدويرها الى شئ اخر او تلقى بين المهملات . ان محبة الله الغافرة والصابرة تعمل على تقويمنا وتهذيبنا وأصلاحنا لنكون أمناء على الوزنات المعطاة لنا وننميها ونربح بها أنفسنا وأخوتنا وملكوته السماوى { من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية} (يو 12 : 25) . علينا اذن ان نفكر ونعمل من أجل معرفة الهدف الذى يريده الله من وجودنا وتقييم حياتنا ومحاسبة أنفسنا لاسيما ان العمر يمضى وتجرى بنا السنين والايام فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته ومن يستغلها حسنا فى محبتة لله والخير والغير ويعمل حسنا ويحيا حياة الفضيلة والبر فانه ينال أكليل الحياة { جاهد جهاد الايمان الحسن و امسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا و اعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تي 6 : 12).

+ لا يستهين أحد منا بقدراته وأمكانياته .اننا فى يد الله نستطيع ان نكون قوة وبركة فخمسة ارغفة صغيرة لدى فتى قدمها ليد الرب القدير أشبعت خمسة الاف رجل ماعدا النساء والأطفال ورجل غريب فى بلد بعيد قديما هو يونان النبى الهارب قاد المدينة كلها للخلاص { واختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود (1كو 1 : 27-28) . لقد تعلل موسى النبى عندما كلمة الله ان يذهب الى مصر لاخراج الشعب من العبودية بانه ثقيل الفم واللسان ورفض المهمة وعاد الله يلح عليه ويقدم له البراهين حتى أقنعه وهل كان الله عاجز عن أخراج الشعب بغير موسى ؟ كلا طبعاً ! ولكن الله يريد ان يشركنا معه فى العمل . كما رفض أرميا النبى الدعوة محتجاً بصغر سنه {فكانت كلمة الرب الي قائلا. قبلما صورتك في البطن عرفتك و قبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوب. فقلت اه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب و تتكلم بكل ما امرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. و مد الرب يده و لمس فمي و قال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب و على الممالك لتقلع و تهدم و تهلك و تنقض و تبني و تغرس} ار4:1-10.ولقد استخدمه الله بقوة لينادى فى الشعب بالرجوع الى الله و نادى بالتوبة بالدموع والكلمة والحكمة والمثل . وانت ايضا مدعو للأشتراك مع الله فى كل عمل صالح .

+ لقد جاء السيد المسيح ليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى النهاية الحياة الأبدية السعيدة { و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3) ان معرفتنا لله هى حياة ابدية كما ان نمونا فى هذه الحياة بالتلمذة والمحبة ومعرفة مشيئة الله وتتميمها فى حياتنا واجب علينا الى ان نصل الى حياة المحبة والأتحاد بالله والشهادة لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى نوره الحقيقى . يجب ان نكون رائحة المسيح الذكية للذين يخلصون وحتى من لا يؤمنون ويهلكون {و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون و في الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت و لاولئك رائحة حياة لحياة و من هو كفوء لهذه الامور}2كو14:2-16. ولكن علينا ان نحيا ونعمل كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو 5 : 20). اننا لكى نكون هكذا سفراء يجب ان نجيد لغة أهل السماء وان يكون لدينا المهارات اللازمة والاتصال الدائم بالسماء وفى ذات الوقت ان نكون واعين بالمجتمع الذي نحيا فيها ومتطلباته وهمومه ومصالحه ونرفع بذلك كل يوم صلواتنا وهموم مجتمعنا لله وفى ذات الوقت نسعى لتحقيق دعوة الله للتوبة والمصالحة والسلام وتحقيق ملكوت الله على الأرض.

+ المؤمن الحقيقى يقترب من الله وتعاليمة ومحبته كنور للعالم { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }(يو 8 : 12). ومن هذا النور ينهل ويتعلم ويحيا وكما يستمد القمر نوره من الشمس وينير ليلاً هكذا نحن ناخذ من نور المسيح ونستنير وننير للأخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل} (مت 5 : 14). نحن نستنير بالإيمان والتوبة المستمرة وبكلمة الله وبالمحبة العاملة فينا وبقيادة روح الله لنا وباعمالنا الصالحة نشهد لإيماننا العامل بالمحبة { فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16).

+ الإنسان المسيحى ضرورة لحياة مجتمعه يعطيه مذاقة روحية ويسهم بقوة فى حفظ العالم من الفساد ويجعل مجتمعه مقبولاً فى عين الله . وكما نحتاج الى الملح فى الطعام فنحن نحتاج للمؤمن فى العالم { انتم ملح الارض و لكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا و يداس من الناس }(مت 5 : 13) . فلكل منا دوره فى أسرته وكنيسته ومجتمعه وكلما كان لنا النضج الروحى كلمنا ساهمنا فى تقدم المجتمع الذى نحيا فيه وأسعاده وجعله يقترب أكثر الى الله والى الكمال النسبى الذى يريده لنا الله . نحن بالمحبة الروحية للأخرين نشهد للنور الذى فينا فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله ، والله فيه . نقبل الإخرين كما هم كما قبلنا السيد المسيح لمجد الله الاب فى مرونة وأنسجام حتى من يعارضنا مصلين من أجل الجميع ، نؤثر فى من حولنا ونقبل ما يتوافق مع مبادئنا ونرفض فى أدب ما يتعارض مع أخلاقنا وقيمنا المسيحية . نخدم فى محبة للجميع من كل القلب ، نحب الله والناس ونبذل من وقتنا ومالنا ومشاعرنا كل الوقت على قدر طاقتنا دون أنتظار لمقابل من أحد فناخذ المكأفاة من الله واثقين ان حتى كأس الماء المقدم للغير فى محبة لا يضيع أجره .



كيف يكون لحياتى قيمة ومعنى ؟



+ انت كانسان خلقت على صورة الله ومثاله { فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم } (تك 1 : 27) . خلقك الله بروح خالده لا تفنى بل بعد الموت تنتقل الروح وترجع الى خالقها لتحيا الى الأبد . وجعل الله للإنسان سلطاناً على كل الكائنات الحية الإخرى بل ان كل المخترعات الحديثة فى مجال الهندسة والطب والصناعة والتكنولجيا والعلوم تشهد على عظمة الخالق فى الإنسان كاهن الخليقة وتاجها . وعندما سقط الإنسان وتمرد وطُرد من الفردوس تعهده الله بالإنبياء وفى ملء الزمان تجسد الإبن الوحيد ليعلن لنا محبة الله { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16).وقد أقتنانا له بالدم الثمين على عود الصليب { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله} (1كو 6 : 20) {قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس} (1كو 7 : 23).

+ انت سواء كبير أم صغير ، رجل أم أمراة وذو وظيفة او عمل مرموق أو بسيط ، مخلوق لاعمال صالحة لتعملها فلا تنسى اذن قيمتك الثمينة لدي الله وحياتك رحلة موقته فى كوكب الارض وسترجع قريبا الى وطنك السماوى وهنا لديك الفرصة والوقت للتوبة والرجوع الى الله والإيمان بمحبته الغافرة والمحررة ومن ثم الأثمار حسب طاقاتك ومواهبك وعطايا الله لك .{ لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). فانظر كيف تودى عملك بامانة وأخلاص ، وان تكون أمين مع اسرتك واقربائك وكنيستك ومجتمعك ، تحيا فى أنفتاح على الجميع دون تطرف او تسيب او أنغلاق مرضى . فى حكمة مع الجميع دون ان تتنازل عن مبادئك او تحيد عن أخلاقك وتحب الكل مشفقاً على الخطاة والمرضى والمحتاجين والمتألمين فرحاً مع الفرحين وحزنا مع الحزانى مفرقا بين كراهيتك للخطية ومحبتك للخطاة .

+ انت تعطى لحياتك قيمة ايضاً بما تملك من مواهب وقدرات ووزنات تنميها وتخدم بها الآخرين وتسعدهم لتكون عضواً فعالاً حياً فى اسرتك وكنيستك ومجتمعك .أقبل نفسك كما هى كما قبلها المسيح له المجد وأعرف المجالات التى يمكنك التفوق فيها وعليك بتنميتها واستخدمها حسناً وعالج أخطائك واقلع عن خطاياك وأثامك ، وأكتسب عادات أيجابية فى حياتك ومع الوقت تصبح من طباعك . أحبب نفسك محبة سليمة دون أنانية أو تدليل او قسوة مهذباً نفسك بالحكمة واسلك بتواضع قلب مع الجميع فى محبة بدون رياء . أهتم بصحتك الجسدية كوزنة من الله تحمل روحك وأنسانك الداخلى وأهتم بعقلك وتعليمة مداوما على التعلم والمعرفة وتطبيقها فى حياتك { لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا }(1تي 4 : 16).أهتم بروحك وتقويتها بالصلاة والصوم والاسرار المقدسة . أعمل على أكتساب مهارات جديدة فى مجال عملك وقم بتإديته فى محبة فليس المهم ان تعمل ما تحب بل الأهم ان تحب اى عمل تقوم به فرحا بما وهبك الله من وقت وعلاقات مستغلاً كل الفرص المتاحة لتقدم الخدمة فى روحانية ومحبة للجميع .

+ علاقاتك بالناس تعطى لحياتك معنى وقيمة ويكون هدفك في علاقاتك هو خلاص نفسك ومن حولك فالخدمات او الحوارات او اللقاءات تكون لها هدف سامى دون جدل عقيم أو نميمة منفرة . المحبة الحقيقة لا تحسد ولا تتفاخر ولا تحتد او تقبح او تظن السوء ، المحبة تحتمل وتصبر حتى ان تعرضت للتجريح أو الأساءة أو الظلم بل تدافع عن الحق فى أدب وتواضع لا بهدف كسب الجدال بل بهدف كسب القلوب والنفوس . نحن نعلم انه قد لا نستطيع ان نغير الإخرين لاسيما المعاندين والكارهين ولكن يجب ان نعمل على ان لا نذيد العداوة مصلين من أجلهم ومحاولين على قدر أستطاعتنا مسالمة جميع الناس وتغييرهم وتحويلهم الى اصدقاء متى أمكن ذلك . المسيحى لا يكره او يعادى أحد عالما { فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات} (اف 6 : 12) . وكما يعلمنا الكتاب المقدس { فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه }(رو 12 : 20). وليست ذلك يعنى انك تريد أحراق عدوك ولكن عندما تعمل معه الخير فانه سيشعر بالذنب ويرجع عن خطئه فقديما كان المذنب او حتى القاتل ياتى بثياب كفنه ووعاء فيه نار على راسه ويذهب الى اهل المعتدى عليه طالبا المغفرة والصفح وكانه يقول انى استحق الموت والحرق ولكننى جئت طالبا المغفرة والسماح فيصفح عنه .

اذن حياتك فرصة عظيمة كل يوم لتنمية نفسك وعلاقاتك بالإخرين سواء فى محيط الأسرة الصغيرة أو العائلة او الكنيسة او العمل او المجتمع الذى تنتمى اليه ، تحبهم فتخدمهم ولديك فرصة للنمو فى محبة الله ومعرفتة الى ان تصل الى الشركة والصداقة الدائمة معه . عالما انك ابناً لله وهو جاء ليهبك الحياة الفاضلة على الارض والابدية السعيدة فى السماء {و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي} (يو 10 : 28) فلتقل اذن كما قال القديس بولس الرسول { لان لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح }(في 1 : 21). { الروح و العروس يقولان تعال و من يسمع فليقل تعال و من يعطش فليات و من يرد فلياخذ ماء حياة مجانا} (رؤ 22 : 17).

انت يالله تعطى حياتي القيمة العظمى ..

+ ايها الرب الهى يا من خلقتنى أنسان كمحب للبشر ووهبتنى نعمة العقل الواعى والروح الخلاقة والجسد المتقن ووهبتنى علم معرفتك والتعلم من وصاياك ومن عمق محبتك تجسدت لتجعلنى ابناً لك بالتبنى والنعمة أشكرك على كل مواهبك وعطاياك وأصلى لتهبنى الحكمة والنعمة والقوة لأفهم رسالتى فى الحياة واقوم بها كالتزام وواجب ومهمة ومسئولية فى محبة لك وللغير ولصنع الخير .

+ انت تريدنى اكون سفيرا للسماء اسعى نحو معرفة اراتك وان أعملها داعيا فى حكمة لمعرفتك ، ومقدما للإخرين القدوة والمثل فى الكلام والايمان والصمت والعمل والتصرف فلتهبنى ايضا يارب كل الأمكانيات والنعم الغزيزة والثمار والمواهب الروحية التى تجعلنى أهلا للقيام بدورى كسفير صالح لك وان كان ذلك صعب على فانا أثق فى نعمتك الغزيزة وانك تهبنى من نور نعمتك لاستنير وانير ولو بشمعة الطريق المظلم للأخرين ، لتجعلنى ملحاً صالحا يعطي مجتمعة مذاقة روحية وأكون رائحتك الذكية للجميع .

+ علمنى يا الهي كي أسعى جاهداً فى طريق التوبة والقداسة لكى ما اجعلك امامى فى كل حين واراك فى كل أحد يقابلنى مقدما له محبة وسلاما وبذلاً وخدمةً ، واري حكمتك وقدرتك فى كل خلائقك ومعها احيا فى أنسجام وتناغم مقدماً تسبيحا وشكراً لاسمك القدوس ، فرحاً بك اولاً ثم بكل هباتك وعطاياك وعندما تشرف رحلة حياتى على الانتهاء ضمنى الى بيتك الابوي وأحضانك الإلهية لاعيد معك عيداً لا ينتهى فى عليا سمائك ، أمين .



20‏/05‏/2011

- تهنئه من القلب بمناسبة عيد ميلاد ابونا افرايم الاورشليمي



بإسمي وبإسم ابنائك ومحبيك في الناصره خاصه وسائر الاراضي المقدسه , نهنئك  بمناسبة عيد ميلادك , 
وكل عام وانت بخير وعافيه 

نتمنى لك دوام السعاده , العطاء , النشاط , الخدمه ومزيد من مواهب الروح القُدس .
عقبال 1120 مثل الـ 20 
يــــــــــــــــــــــ+ــــــــــــا رب 



Happy Birthday  





17‏/05‏/2011

- ماذا تريد ان افعل؟ | للأب القمص أفرايم الأورشليمى






ماذا نريد من الله ؟

- ذات يوما كان السيد المسيح ماراً فى اريحا وكان هناك رجل أعمى يجلس على الطريق يستعطى من المارة { و لما اقترب يسوع من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع الجمع مجتازا سال ما عسى ان يكون هذا. فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز.فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره المتقدمون ليسكت اما هو فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني.فوقف يسوع و امر ان يقدم اليه و لما اقترب ساله.قائلا ماذا تريد ان افعل بك فقال يا سيد ان ابصر.فقال له يسوع ابصر ايمانك قد شفاك.و في الحال ابصر و تبعه و هو يمجد الله و جميع الشعب اذ راوا سبحوا الله} لو35:18-43 . ونحن فى حياتنا كثيرا ما نجلس على قارعة الطريق نستجدى العطف او المحبة او المال او الشهوات او المناصب من المارة وتتمرر حياتنا وكيف للعالم ان يشبع نفوسنا الجوعى إلي المطلق والمحبة المشبعة ونحن نعرف ان فاقد الشئ لا يستطيع ان يعطيه؟ بل وحتى ان سمع الإخرين الى سؤالنا فانهم يتضجرون أو ينتهروننا كما فعلوا مع هذا الأعمى ! ونحن نعلم ان الله الهنا يريد ان يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر كأب صالح وراعى أمين . يجب ان نثق فيه ونأتى اليه بإيمان ليفتح عيون قلوبنا وأذهاننا وإنساننا الداخلى لكى نرى عظيم محبته ونعمته ونتبعه فى الطريق .

- علينا ان نسأل أنفسنا ماذا نريد من الله ؟ وبقدر عظمة المعطى نسأله العطية ! كثيرين منا يسألوا الله طلبات مادية او عطايا زمنية موقتة . أو الشفاء من مرض ما، او وظيفة مناسبة او شريك حياة مناسب ، أو هجرة لبلد أفضل ، ونسأل العطية وقد نأخذ ما طلبنا او قد تتاخر الأستجابة أو حتى لا نأخذ طلباتنا لحكمة ما يعلمها الله ولمصلحتنا ، وحتى عندما نأخذ قد ننسى المعطى وشكره وتمجيد أسمه ولا نتبعه مؤمنين بعمله معنا . علينا ان نحدد ما هى الأولويات فى حياتنا التى نعمل لها ونطلبها من الله {فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم} مت 31:6-33. ان حياتنا الارضية رغم أهميتها فى عين الله وأهتمامه بها لا تقاس بالحياة الإبدية ومن أجل هذا يجب ان نطلب ملكوت الله وبره وخلاصه لنا ولغيرنا عالمين ان الله سيقودنا فى الحياة ولن يدعنا معوزين لشئ. نحن كابناء لله نطلب معرفته ومحبته والحياة معه هنا وفى مجده السمائي {اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب } (اش 55 : 6). ان الاجير يكد طالبا الأجرة من صاحب العمل والعبد يريد ان يرضى سيده طمعاً فى المكأفاة او خوفاً من العقاب اما الابن فهو يعمل فى بيت أبيه من أجل محبته لابيه واخلاصه له ولكونه ابناً فله الاب ومعه كل المواعيد والرعاية وله الميراث معه {لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 14:8-17.



- نحن فى ثقة فى الله كأب صالح نصلى اليه مقدمين اليه حياتنا وأعمالنا وأقوالنا ونعمل على طاعته لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق ونضع أمامه كل حاضرنا ومستقبلنا وما يواجهنا من عقبات طالبين بثقة ارادته فى حياتنا { اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له.ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. و ان ساله سمكة يعطيه حية. فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه} مت7:7-11.

- ان الله يريدنا ان نتبعه وننكر ذواتنا ونحمل الصليب { و دعا الجمع من تلاميذه و قال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني} (مر 8 : 34) . السيد المسيح نفسه الذى جال يصنع خيراً تعرض للأتهامات الكاذبة والظلم والصلب من الأشرار { و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب (في 2 : 8). ومع انه القدوس والبار فقد أحتمل ذلك من اجل خلاصنا وقام من الموت بقوة ومجد عظيم ليقيمنا معه ويهبنا الخلاص والتبرير والفداء وملكوت السموات . نحن نسير على خطي سيدنا عالمين انه لا توجد ضيقة تستمر الى الأبد بل ستنتهى الضيقة لخيرنا بنعمة الله ، وان كنا خطاة فبالتجارب نتنقى وان كنا صديقين فبالضيقات نتكلل ونتكافأ ، واننا كابناء نمتحن ونتأدب ونتعلم ونشهد لأيماننا في كل تجارب الحياة { طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه} (يع 1 : 12) { و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة.و في المعرفة تعففا و في التعفف صبرا و في الصبر تقوى.و في التقوى مودة اخوية و في المودة الاخوية محبة. لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح} 2بط 5:1-8.



- نحن نصلي بلجاجة الى الله القادر على كل شى ان يفتح أعين قلوبنا لكى نعرفه وقوة قيامته وشركة الآمه . نريد ان نتبعه فى الطريق الضيق وهو قادر ان يقودنا في موكب نصرته ويصل بسفينة حياتنا واهلنا وبلادنا الى بر النجاة ، نريد ان نتعلم منه وهو القائل تعلموا منى { احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم (مت 11 : 29).نريد ان نري يده فى الأحداث التى تمر بنا ونصلى ان يأمر العواصف والرياح وأمواج بحر العالم لتهدأ وهو قادر وعالم بضعف البشر ونطلب منه الرعاية كراعى صالح لنا وهو قال لنا انه يرعي غنمه ويربضها ويبذل ذاته من أجل سلامتها من أجل ذلك نحيا فى سلام ولا نخاف شي وهو يهبنا الثقة السلام وسط أمواج الحياة وضيقاتها وتجاربها { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض (رؤ 3 : 10) والله أمين وعادل سيخلصنا من كل تجارب الحياة كجنود له يدافع عنهم ولاننا ابناء القيامة فنحن نحيا على رجاء المجيد العتيد ان يستعلن فينا {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1).



ماذا يريد الله منا ؟

- كان شاول الطرسوسى رجل فريسي متعصب يضطهد كنيسة الله وقد أخذ رسائل من رؤساء كهنة اليهود الى دمشق للقبض على أتباع السيد المسيح ولكن ظهر له المخلص وغير مجري حياته { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. و طلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. و في ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني .فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال و هو مرتعد و متحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم و ادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل} أع 1:9-6. لقد ذهب الى مدينة دمشق الى حنانيا الذى عرفه بالمخلص ربا والها فأمن واعتمد على يديه بالسيد المسيح رباً ومخلصاً وبقى فترة من الزمن متتلمذاً وفاحصاً ما جاء فى الكتب وبعدها جال حياته كلها كارزا ومبشراً بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب .



- ونحن يجب علينا ان نسأل هذا السؤال لله ( يارب ماذا تريد ان أفعل ؟) ونعرف ما هى ارادة الله الصالحة الكاملة نحونا وماذا يريدنا ان نفعل في ضوء تعاليمه المقدسة وارشاد الروح القدوس واقوال الاباء القديسين حتى نتمم ارادة الله فى حياتنا . ونحن نريد ان نعرف ارادة الله لكى ما نعمل بها فى حياتنا { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21).

الإنسان المؤمن لا يشاكل أهل العالم فى طرقهم الملتوية أو أفعالهم الإثمة { و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2).

+ ان الله يريد خلاصنا ونجاتنا من الهلاك وهكذا يقول الانجيل { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). ولكن ليس الجميع يطيعون الإيمان ويخلصون لان الله اعطانا الحرية والارادة ان نتبعه او نعصاه { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها و لم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خراباً} (مت 23 : 37-38 ). ولهذا يطلب منا ان نعطيه قلوبنا { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي } (ام 23 : 26). والإنجيل يقصد بالقلب الانسان الداخلي ومشاعره وافكاره وارادته ونحن عندما نحب الله نسعى لمرضاته وحفظ وصاياه والعمل بها حتى النفس الأخير .



+ ان الله يريد قداستنا ايضاً { لان هذه هي ارادة الله قداستكم }(1تس 4 : 3) فبدون القداسة لا يري أحد الرب والقداسة تعنى جهادنا فى حياة التوبة والصلاة وان نتقدس بكلمة الله والعمل بها والتناول من الاسرار المقدسة وان تكون حياتنا وأعمالنا مخصصة لمجد أسمه القدوس ، لقد كان رئيس الكهنة فى العهد القديم يضع على راسه عمامه كتب عليها قدس للرب ، ونحن عندما نرشم بالميرون المقدس فهذا لكى تتقدس حواسنا واعمالنا وسلوكنا وارادتنا .{لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله ،لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة} (1بط 4 : 2-3). هكذا نحن كابناء الله نسعى فى طريق التوبة وننمو فى معرفة ارادة الله والاتحاد به الى ان نصل الى ملء قامة الكمال الروحى التى يريدها لنا الله كابناء وبنات له .

+ ان ربنا يسوع المسيح من محبته لنا يعتبرنا اخوة له متى صنعنا مشيئته {لان من يصنع مشيئة الله هو اخي و اختي و امي} (مر 3 : 35) لقد جاء كلمة الله متجسداً لكى ما يرينا ما هى مشيئة الله ويفعلها تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته . {قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني و اتمم عمله} (يو 4 : 34) لقد تمم الابن الوحيد الجنس ارادة الاب السماوي فى خلاصنا وفدائنا ولكى مايردنا مرة اخرى الى الفردوس فهل نحن نشهد لمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع .

+ علينا اذا ان نصغى الى صوت الله الينا من خلال كتابه المقدس او من خلال صوت روحه القدوس داخلنا وقيادته لنا او من خلال المرشدين الروحيين واباء الاعتراف ونصغى الى صوته ولو من خلال الصلاة والتأمل فى الاحداث اليومية وليكون لنا الأذان الروحية المدربة على معرفة ماذا يريد الله لنا ان نفعل وهو أمين وعادل سيقول لنا ماذا ينبغى لنا ان نفعل وعلينا ان نطيع ولا نحزن او نقاوم روح الله القدوس وعمله فينا .

الهى لتكن مشئتك ..

+ يارب اريد ان ابصر واراك بعين الأيمان ، وعندما تفتح قلبى وفكرى لمعرفتك ومحبتك أتبعك وأعلن مجدك واسير وراءك كل الإيام . فاكشف لى عن ارادتك فى حياتي لكى ما أعمل بها، وليكون هدفى فى الحياة ان اعمل مشيئتك وأسر بها . يا من خلقتنى لأعمال صالحة لاسلك فيها عرفنى طريقك فلا تدعنى أنسى هدف وجودى وانشغل باشياء تافه لا تليق بكرامة مجد ابناء الله .

+ قل لى يارب ماذا تريد ان أفعل .وهبنى الرغبة والارادة والقوة والحكمة لاعمل ما تريد . فانت العامل فينا لنتمم ارادتك وبك نحيا ونتحرك ونوجد ، روحك القدوس يقودنا ويرشدنا ويعلمنا ولا تتركنا يا من وعدت انك ترشدنا وتعلمنا فى الطريق التى نسلك فيها ، لتكون عينك علينا كل أيام حياتنا.

+ علمنا ان نتبعك ونحبك وتكون انت السيد ،والاول والقائد ،والحق والطريق والحياة ، والالف والياء فى حياتنا فنسير خلفك حتى إلي الجلجثة ونحن نحمل الصليب بفرح ورجاء فى المجد العتيد ان يستعلن فينا .


14‏/05‏/2011

- الصبر والإحتمال - للأب القمص أفرايم الأورشليمى







مفهوم الصبر

توجد لكلمة الصبر في اللغة العربية مرادفات ومعاني عديدة منها :المثابرة، الأناة، التأني، التسامح، التجلّد، المجالدة، ضبط النفس، تمالك النفس والأعصاب، كظم الغيظ ، سعة الصدر، التروي . والصبر ثمرة من ثمار الروح القدس التي تحتاج الي جهاد ومعرفة في أقتنائها ،كما انها لا تعني عدم العمل او الركون لتدخل الله في حل المشكلات دون البحث في حلها واتخاذ افضل الوسائل للوصول للحل او علاج وانهاء المشكلات التي نواجهها في حكمة وقوة وجهاد وعمل بتأنى .

وذلك يعني انه يجب أن نفكر قبل كلّ عمل نُقدم عليه. نفكر أولا ثمّ نعمل.من أجل ان يدرك الإنسان ما يدور حوله ويعرف ما الذي يساعده وما الذي يعيقه، ما الربح وما الخسارة من وراء كلّ عمل يقوم به. قد نجد البعض يستعجل في الردّ على كلّ كلمة أو نظرة أو حركة من الغير. وردّهم هذا يمكن أن يكون وبالاً عليهم. وبالصبر ينبغي أن يترووا وأن يفكّروا قبل القيام بأي عمل وأن يتعوّدوا ضبط أعصابهم وكبح جماح أنفسهم حتى ان سمعوا ما لا يرضيهم فيكون تعاملهم بروح التسامح وسعة الصدر.

الله يطيل أناته ويصبر عليك لتتعلم

عزيزى .. الله يطيل أناته ويصبر على أخطائك فهل تطيل أناتك وتصبر على أخطاء الآخرين أليك . ان الله يُطيل أناته على الخطاة والجاحدين ، ومن أجل طول أناته لم يهلك البشر ولم يفنى العالم بكثرة شره بل أرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا وفتح ذراعية قائلاً { تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم} لقد قاد الله بصبرة وطول أناته كثيرين إلى التوبة ومن أجل طول أناته يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.

وانت عندما تواجه آخرين فيتصرفوا معك بدون لياقة وبعدم احترام فأضبط نفسك ولا تفقد رجاءك فيهم ، بل بطول أناتك أكسبهم وأعلم أن رابح النفوس حكيم ، والمثل يقول "أن قطرات من العسل تصطاد من الذباب أكثر مما يصطاده برميل من العلقم" فليكن لك الروح الوديع وسعه الصدر ولا تتبرم وتتذمر وأصبر . عندما كان داود النبى مطارداً من أمام أبنه أبشالوم أخذ أحد العامة يسبه وهو يلقى عليه بالأحجار فقال قائد جيش لداود : دعنى أقتله فرفض داود فى صبر وتواضع قائلاً : لا.. دعه لينظر الله إلى أتضاع عبده. ومن أجل تواضع داود رده الله إلى مملكته وأهلك أعدائه. وأنت أعلم أن الله يقاتل عنك وأنت صامت فلا تقابل الأخطاء بالأخطاء فالنار لا تطفأ بالنيران بل بالماء.أحتمل الافتراءات ولا تنتقم لنفسك والتمس الأعذار للناس كضعف بشرى يحتاج إلى العلاج والوقوف مع من يسئ إليك في خندق المحبة والتأنى والترفق به ولا تفقد الأمل في الإصلاح وسيأتى اليوم وستجنى ثمر الصلاح.

ثمار الصبر فى حياتنا

الصبر أساس الصداقات الناجحة والدائمة والدرع الواقى لمنع الخصومات ولذلك قال سليمان الحكيم "الرجل الغضوب يهيج الحقد ، وبطء الغضب يسكن الخصام" (1م 5 : 19). فإن أردت أن تحيا سعيداً وتعمر مديداً لا تغضب وكن صبوراً لكى لا تحطم سعادتك بيديك فالإنسان الهادئ يجلب السعادة لنفسه ، ولمن حوله ،ولمن يتعاملوا معه ويكون قوياً يستطيع أن يتعلم ويعطى من نفسه قدوة تبنى الآخرين. وثق صديقى أن مالك نفسه خير من مالك مدينه وضع أمامك أن طول الأناة والصبرمن صفات الله التى يجب أن نتعلمها. {بصبركم اقتنوا أنفسكم} (لو21: 19).وقال ميخا النبي {أصبر لإله خلاصي} (مي7: 7).وقال داود النبي {انتظر الرب واصبر له} (مز37: 7)وقال يشوع ابن سيراخ { انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه و لا تتردد لكي تزداد حياة في اواخرك}(سيراخ 2 : 3)وقد صبر داود على حروب شاول 39 سنة، حتى مات واستراح من رذائله وحل محله.وقال القديس يعقوب الرسول: { قد سمعتم بصبر ايوب ورأيتم عاقبة الرب} (يع 5: 11) لقد صبر أيوب على التجربة فاسترداد ماله وابنائه وصحته وسمعته وباركه الله .وقال القديس بولس الرسول {أنا أصبر على كل شيء}(2تي2: 10).كما قال للكل: {إنكم تحتاجون إلى الصبر} (عب10: 36). وأيضاً {صابرين في الضيق} (رو12: 12) . ومع الصبر ستنتهى الضيقة بالانتصار والفرج .

وامتدح فضيلة الصبر لشعب كنيسة تسالونيكي وقال: {متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح} (1تس1: 3) وأكد الرسول على أن الإنسان المحب والمتضع يصبر على ضعفات الناس ملتمساً لهم العذر كبشر (1كو13).وتحدث سفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، واضطهاداتهم الظالمة حتى نالوا أكاليلهم في النهاية (رو5: 3)، (يع1: 3) وينبغي علينا أن نصبر مثلهم (1بط2: 20) لنكون معهم، كما قال القديس بولس {بالإيمان والأناة (الصبر) يرثون المواعيد} (عب6: 12). { إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله (الصبر) تنالون المواعيد} (عب10: 36). فالله يسند الصابر الشاكر، ويغضب من المتذمر.وشدد بولس الرسول على أن يكون كل الخدام – على كافة درجاتهم – صبورون في التعامل مع مرضى الروح (الخطاة) (1تي6: 11). وأن يرتضوا باحتمال الآلام والضيقات بصبر وشكر (2كو6: 4، 12: 12) حتى تعبر. ويكفينا وصية الرب نفسه لنا {بصبركم تقتنون أنفسكم } (لو19:21)

أبونا إبراهيم وعابد الأصنام

جاء عن اب الأباء ابراهيم فى التقليد اليهودى أن ضيفاً قدم اليه يوماً فرحب أبينا إبراهيم بالضيف وذبح له عجلاً وأعد الأطعمة.وقبل ان يأكلا ويبيتا طلب منه الصلاة معاً ، فالسفر في الغابات خطر ويعرض الضيف للحيونات المتوحشة .. وقبِل الشيخ ذو الستين ربيعاً وعندما طلب أبينا إبراهيم من الضيف أن يصليا أخرج الضيف وثناً من جيبه وأخذ يصلى إليه ويسجد له ! هنا قال له أبينا إبراهيم إن هذا خطأ لأن هناك الله خالق السماء والأرض له نسجد ونصلى هنا لم يقبل الضيف نصيحة رجل الإيمان وأستمر في صلاته وإذ بأبينا إبراهيم يحتد عليه ويطرد الشيخ من عنده لأنه عابد وثن وفي ذات الليلة كلم الله أبينا إبراهيم معاتباً قائلاً "يا إبراهيم ستون سنه وأنا محتمل الرجل صابراً عليه .. أما قدرت أن تصبر عليه ليلة واحدة".

أن الحب والصبر يصنع المعجزات والاحتمال يقيم الأموات والغضب لا يصنع بر الله.

ولو صبر أبينا إبراهيم على الرجل وقدم له حباً لربما تغير الرجل وعبد الرب اله إبراهيم من أجل محبة إبراهيم وكرم ضيافته وحسن استقباله.

هنا واذكر ما ورد في بستان الرهبان عن الأنبا مقاريوس وتلميذه عندما قابلهم كاهن وثن في إحدى المرات وكان التلميذ يتقدم معلمة في الطريق عندما قابل كاهن الوثن فلعنه بأوثانه وهنا أمسك كاهن الوثن التلميذ وضربه وتركه، وعندما قابل كاهن الوثن القديس ابو مقار قال له القديس تصحبك الشدة يارجل النشاط وكلمة كلام طيب تغير كاهن الوثن من معاملة القديس مقاريوس وامن بالمسيح علي يد القديس مقاريوس فلنطل أناتنا علي الآخرين وليكن لنا صبر علي اخوتنا وطوبي للرحماء فانهم يرحمون .

الصبر فضيلة نجاهد لاقتنائها..

الصبر عطية إلهية، منحة من الآب السماوي لكنه ايضا فضيلة نحتاج ان نكتسبها بالتعلم والجهاد الروحى لنكون حلماء ودعاء لا نثور ولا نغضب ونفكر قبل ان نتكلم ونتصرف ، فبالصبر ومحبة الإخوة تنتصرون على تجارب الحياة المستمرّة. عندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة. الصبر يزيّن النفس بماسات ليست من الأرض بل من أورشليم العلوية. الصبر يزيد من طاعة الكلمات الإلهية التي كُتِبَت في الماضي، وتُكتَب الآن، وسوف تكتَب في المستقبل. الصبر هو المحبة والطاعة. مارسْ الصبر بمحبة أخيك. مارسْ الصبر لتنفع نفسك. يزيد الصبر عندما يهتمّ الإنسان بالله . الصبر هو كلمة عذبة، نَفَس لطيف، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله ، الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. فالإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء (رو15: 4) الذي يجعله لا يتذمر، بل يشكر باستمرار، فينال ثمر صبره (لو8: 15).ويؤيد هذا الكلام الأمثال الشعبية القائلة "اصبر تنول" ، "الصبر طيب"، "الصبر مفتاح الفرج". والصبر دعا إليه الرب يسوع الذي كان مثالاً للصبر العملي والطويل وقال: "الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (مت 10: 22)،

ويمتليء الكتاب المقدس بنماذج رائعة من الصابرين الشاكرين المنتظرين لوعود الله مهما طال الزمن. مثل أيوب الصديق (يع5: 11) وسمعان الشيخ (لو2: 25) وبولس الرسول وغيرهم كثيرين. فهل نكون مثلهم؟ أم نتذمر ونتعب نفسياً وروحياً وبدنياً؟

وما أكثر أضرار عدم الإحتمال الناتج من عدم فهم الطبيعة البشرية الضعيفة وعدم اللجوء إلى الوسائط الروحية الفعالة لتهدئة الأعصاب (غل5: 22-23)وعلينا ان نعرف جميعاً أن الصبر مُر. ولكن نهايته راحة وفرح، بينما نفاذ الصبر، وعدم الإحتمال، مدعاة لغضب الله، ومجلبة لأمراض كثيرة نفسية وعصبية وبدنية، واسأل عديمي الصبر، وما أصابهم من عدم احتمالهم وتذمرهم وغضبهم . وتذكر قول يعقوب الرسول: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع5: 11).فأصبر واشكر وانتظر فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب.




13‏/05‏/2011

- لك أقول قم | للأب القمص أفرايم الأورشليمى








السيد المسيح ودعوته للتوبة والقيامة ..



+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خيراً يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويقيم الموتى ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن الذين نحيا فى عالمنا المعاصر { و كان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع و قال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام و قتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} لو1:13-5.



+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل ، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة . ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى . { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم و اذهب الى ابي و اقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} لو17:15-18. لقد راينا كيف ان تصرف خاطئ من سيده او فتاة يدفع بالكنيسة الى حالة من الصراع والفوضى والحريق ،ان تصرف قاسى من زوج فاسد يدفع زوجته او ابنته الي ترك بيتها ودينها ليست حباً فى الدين الأخر ولكن تمرداً وهروباً من التسلط والأستبداد فى جهل وعدم فهم ان هناك ذئاب خاطفة تترصد بكنيسة المسيح المقدسة وتريد ان تمزقها ، فلا تعطوا لابليس مكانا فى قلوبكم وبيوتكم وكنائسكم .



+ اننا فى كل زمان وبالاخص فى زمن الخماسين المقدسة نطلب من الجميع التوبة والصلاة والقيام من حياة الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون و لا اعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم.قم قدس الشعب و قل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم} يش 10:7-13. كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها فرد او افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا و اعرفوا و فتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها} أر 1:5.









قوة القيامة بكلمة وعمل الله فينا ...



+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد على قوتنا الذاتية ولا نطلب على المستوى الفردى او الكنسى او العام مساعدة خارجية من احد ، اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي و نشيدي و قد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2) ان للكنيسة رب يحميها وللمؤمن اله قوى يدافع عنه وللأقباط على مدى التاريخ رب مقتدر ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب والاستشهاد من أجل كلمته فنحن شهود لمن بذل ذاته عنا وصُلب ومات وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية . لقد جاء ذات يوم القنصل الروسى للبابا بطرس الشهير بالجاولى طالبا منه ان يطلب حماية قيصر روسيا من ظلم العثمانيين وتعسفهم فى معاملة الأقباط وبناء كنائسهم فكان رد البابا : وهل يموت قيصركم ؟ قال له نعم انه كبشر يموت . قال له البابا نحن فى حمى اله حي لايموت . ونحن نفتخر بكنيستنا التى ارتوت بدماء القديس مارمرقص الرسول الطاهرة التى سالت على تراب مدينة الأسكندرية وامتزجت بها دماء شهدائنا فى ابو قرقاص ونجع حمادى والمقطم والاسكندرية وامبابه ومازالت دماء شهدائنا تصرخ لله مطالبة بالعدل ومازال الله قوى ومتسلط علي كل فرعون ومتكبر { لانه يقول الكتاب لفرعون اني لهذا بعينه اقمتك لكي اظهر فيك قوتي و لكي ينادى باسمي في كل الارض} (رو 9 : 17).



+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف { و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين و ذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف و مجدوا الله} لو 11:7-16. نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} مت 28:11- 30 . اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن على كنيسة فى مصر والمشرق العربى والى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .



+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} يو7:5-9 وهو لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ).



+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات ، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال ، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. و اكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم} لو 16:4-21.

+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { و اما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .



قم ايها النائم ..

+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم و قم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.

+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .

+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس أيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى ، طاعة حتى الموت ، موت الصليب ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه و قوة قيامته و شركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا . ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .

+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13). {و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).



10‏/05‏/2011

- حياة التلمذة والتعلُم | للأب القمص أفرايم الأورشليمى




 
أهمية التلمذة والتعلم فى حياتنا

- نحن فى عصر يتسم بسرعة التقدم العلمى والمعرفي وسرعة تحديث المعلومات ، كما ان فروع المعرفة تتسع فى مختلف المجالات العلمية والأدبية والروحية . ونحن نحتاج للأصالة والعودة الى جذورنا الروحية وكتابات ابائنا الروحية لأكتشاف الكنوز المخبأة فيها، ويجب ان نستخدام كل الوسائل الحديثة والعلوم المتاحة لتثبيتنا فى الإيمان ومواكبتنا للعصر . ان الإنسان الذى لا يتطور ويواكب التقدم لابد ان يتأخر فى حياته ويفوته ركب الحضارة .

- ومع أهمية التقدم الحاصل فى مختلف العلوم ،فاننا يجب ان نحتفظ باستقامة الإيمان وبسلامة العقيدة والأستمرار فى التلمذة والتعلم من كنوز الكتاب المقدس ، وفكر الأباء وسير القديسين ولقد كانت وصية المخلص الصالح للتلاميذ { أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} مت 19:28-29.وما أجمل الكنيسة المجتمعة حول تعاليم معلمها الصالح تتلمذ على كلامه الذى هو روح وحياة وكما تنبأ اشعياء وقال بالروح { و كل بنيك تلاميذ الرب و سلام بنيك كثيرا }(اش 54 : 13).

- يجب ان يكون لدينا الرغبة المستمرة فى التلمذة والتعلم من الله وكتابه المقدس وروحة القدوس وتعاليم الاباء المعتبرين أعمدة فى الكنيسة ، ومن مدرسة الطبيعة والحياة فلا ننساق بتعاليم غريبة { اما أنت فاثبت على ما تعلمت وايقنت ، عارفاً ممن تعلمت } 2تى 14:3. يجب ان يكون لدينا الحكمة والأفراز فيما نقرأ ولا نتأثر بكل ريح تعليم غير سليم فى وقت يموج فيه العالم فى صراعات دينية وعقائدية وفلسفية وان نكون من الراى العام المثقف الذى لا يقبل كل ما يتلاقاه بل يميز الغث من الثمين ، بل و نكون قادة فكر ودعاه حق فالمسيحى المواظب على صلوات وقراءات وتعاليم الكنيسة والمنقاد بروح الله لابد ان يكون نوراً فى العالم وملحاً فى الأرض يستضئ الآخرين بتعاليمه فى تواضع ومحبة .وكلما اقتربنا من شمس البر نستنير وننير.

- نعم نحن في أزمنة صعبة قال عنها القديس بولس الرسول { لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح ، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم ، فيصرفون مسامعهم عن الحق ، وينحرفون الى الخرافات } 2تى3:4-4. اما نحن ففى تواضع ابناء الله وفى حكمة أهل بيت الله نبنى أنفسنا على ايماننا المستقيم { و اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس} (يه 1 : 20).

علامات على الطريق ..

- التلمذة على المسيح تقتضى منا ان يكون المعلم الصالح هو سيدنا ومعلمنا نتعلم منه ونثبت فى تعاليمه { فقال يسوع لليهود الذين امنوا به انكم ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي} (يو 8 : 31). الثبات فى الله يجعلنا نتغذى من تعاليمه ونحولها الى حياة وسلوك ، ولقد اشار على ذلك الكتاب المقدس بطريقة روحية فى العهد القديم فالحيونات الطاهرة التى سمح الله للإنسان ان ياكلها هى التى تجتر ومشقوقة الظلف { كل بهيمة من البهائم تشق ظلفا و تقسمه ظلفين و تجتر فاياها تاكلون} (تث 14 : 6). والمعنى الروحى ان الأنسان الطاهر هو الذى يقراء كلمة الله ويتأمل فيها ويحولها الى حياة وسلوك وحتى الأسماك الطاهرة هى { و هذا تاكلونه من جميع ما في المياه كل ما له زعانف و حرشف في المياه في البحار و في الانهار فاياه تاكلون }(لا 11 : 9). الانسان الروحى هو الذى يسلك باعتدال ويملك الاجنحة الروحية التى تجعله يسير بافراز وتوازن فى حياته ويحتمى فى صخر الدهور الهنا الصالح ليكون له ترس ودرع وحماية غير متكل على ذراعه او عقله او حتى على معونة بنى البشر .

- علينا ان نسلك فى وداعة وتواضع المعلم الصالح ومحبته وصبره { من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا (1يو 2 : 6). فالأنسان المتواضع سهل عليه ان يقدم راى غيره على رايه ومن اليسير عليه ان يقبل النصح والأرشاد . بل ويتعلم من الاحداث التى تمر به والانسان الوديع أنسان مطيع فى افراز لا يجادل ولا يغضب ويقبل النقد بصدر رحب ويعمل به متى كان للبنيان وهكذا راينا القديس بطرس المعتبر من أعمدة الكنيسة يقبل عتاب القديس بولس وتوبيخه فى مواجهه حركة التهود فى كنيسة أنطاكيا عندما وجده ملوماً (غل 11:2) .ثم نراى القديس بطرس يُظهر أحترامه وتقديره لرسائل القديس بولس الرسول . بل ان المعلم الصالح اذ اتى الينا على الارض {و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب} (في 2 : 8).

- اننا اذ نتبع ونتتلمذ للرب يسوع المسيح علينا ان نحيا فى محبة لله ونحب بعضنا بعضاً {بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضاً لبعض} يوحنا 35:13. فنحن أخوة فى جسد واحد نعمل على السير وراء الراعى الصالح كقطيع متحد به ، يجمع ولا يفرق ، يحب ولا يكره ، يعلن سمو تعاليم معلمه لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق ، نحتمل بعضنا بعض فى وحدانية الروح وطول الأناة . { و اما من يبغض اخاه فهو في الظلمة و في الظلمة يسلك و لا يعلم اين يمضي لان الظلمة اعمت عينيه} (1يو 2 : 11).

- ان تلمذتنا وتعلمنا من المعلم الصالح تقتضى منا حمل الصليب { و من لا يحمل صليبه و ياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا } (لو 14 : 27). والصليب يبدو للبعيدين عثرة أو جهالة أما لنا نحن المخلصين فهو قوة الله وحكمة الله ونجد فى حمل الصليب تعزية وفرحاً وسلاماً . ويعقب الصليب المجد والقيامة . لقد قبل تلاميذ السيد المسيح حمل الصليب وجالوا مبشرين به معلنين تبعيتهم للمصلوب من أجل خطايانا والقائم من أجل تبريرنا . فنالوا القيامة الممجدة والتكريم من المؤمنين فى كل الأجيال . ولهذا نحن فى الكنيسة القبطية نفخر وننتمى ونعتز بكاروزنا وحامل بشرى الخلاص لنا القديس ناظر الاله مرقص الإنجيلى الشهيد طالبين صلواته عنا فى كل حين .

أهتمام المعلم الصالح بتلاميذه ...

- اذ نتبع الرب يسوع ونكون له تلاميذ ويكون لنا رباً وسيداً ومعلماً وراعياً صالحا فانه يتكفل بنا ويتولى تعليمنا وارشادنا والدفاع عنا وينسبنا اليه فندعى مسيحيين نسبةً الى يسوع المسيح الرب المتجسد . بل نكون أعضاء فى جسد المسيح كما الأغصان وثباتها فى الكرمة . فيقول لهم ( أنا هو الكرمة ، وانتم الأغصان ) ( يو 15 : 5) ( انتم فى ، وأنا فيكم ) علاقتى بكم ، كعلاقة الرأس بالجسد لستم غرباء عنى اثبتوا فى وأنا فيكم ن كما يثبت الغصن فى الكرمة ، حينئذ لا يكون وداع بينى وبينكم .

- عندما اتى جباة الجزية لبطرس ليأخذ من المعلم الجزية تولى الرب يسوع دفع الجزية عن نفسه وعن القديس بطرس { و لما جاءوا الى كفرناحوم تقدم الذين ياخذون الدرهمين الى بطرس و قالوا اما يوفي معلمكم الدرهمين. قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان ممن ياخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب.قال له بطرس من الاجانب قال له يسوع فاذا البنون احرار. و لكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر و الق صنارة و السمكة التي تطلع اولا خذها و متى فتحت فاها تجد استارا فخذه و اعطهم عني و عنك} مت 24:17-27. وبعد القيامة المجيدة وفى اضطهاد شاول للكنيسة ظهر الرب يسوع لشاول واعلن له ذاته فى الطريق لدمشق {و في ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس} أع 2:9-5 . نعم يسوع المسيح معلمنا الصالح وكل اساءة الى تلاميذه تعتبر موجهة اليه وهو قادر ان يحفظنا وكما قدم ذاته فداء عنا فنحن على استعداد لنقدم حياتنا من أجل ايماننا وثباتنا عليه .

- ان يسوع المسيح الهنا هو هو كائن بلاهوته معنا كل الأيام والى أنقضاء الدهر { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين }(مت 28 : 20). وهو يشفع فينا لدى الاب السماوى ( لست أسال من اجل هؤلاء فقط ، بل أيضا من اجل الذين يؤمنون بى بكلامهم ) ( يو 17 : 20 ) وسيبقى الى انقضاء الدهر المعلم الصالح أمين ورباً والها متجسداً يقود تلاميذه الى الكمال والمحبة والملكوت السماوى .

ايها المعلم الصالح علمنا طريقك ..

- ايها المعلم الالهى انت الطريق والحق والحياة ، الى من نذهب وكلام الحياة الابدية عندك . نريد ان نتعلم منك ونتتلمذ على يديك وعلي أنجيلك وارشاد روحك القدوس ونسير على خطي وتعاليم ابائنا القديسين وتعاليم كنيستنا العريقة واسرارها وطقوسها .

- ربى ومخلصى نريدك سيدا ومعلما وان نحيا فى محبتك ووداعتك وتواضعك . نريد ان نتبعك ونحن نحمل الصليب كل يوم حتى الى الجلجثة والشهادة فلتقوى أيماننا بك وتقودنا فى موكب نصرتك .

- نحن تلاميذ لتلاميذك الرسل ونحمل وديعة الإيمان الذى نحمل شعلته وستبقى مضيئة الى ان تظهر علامة صليبك الممجد وتأتى لتدين المسكونة بالعدل وتعطى كل واحد كحسب عمله .

06‏/05‏/2011

- تحب قريبك كنفسك | للأب القمص أفرايم الأورشليمى






محبتنا لأنفسنا مقياس لمحبتنا للقريب

- كل منا يحب نفسه ويريد ان ينميها وان يكون ناجحاً ومحباً ومحبوباً وان يحقق لنفسه النجاح وان يقتنى الحكمة والمركز وان تكون كلمته مسموعة ومحترمة بين الناس .وان يكون سعيدا وسليماً . لكن الكثيرون يحبون أنفسهم محبة خاطئة فيريدون لها النجاح والفلاح والغنى والمركز بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة ، الروحية وحتى الشيطانية . يريدون المركز المرموق والمال والجمال . ولا يتورعوا ان يصعدوا فوق أكتاف الآخرين ولسان حالهم يقول "أنا وبعدى فليكن الطوفان" وهم فى ذلك يخطئون فى حق أنفسهم ، فالإنسان الحكيم يحب نفسه محبة روحية تربطها بالله وبمعرفة وصاياه ويسعوا لخلاص أنفسهم ونجاتها من طوفان بحر هذا العالم .

- ليس عيبا أن نسعى الى النجاح والتفوق ولكن كما ان الغاية يجب ان تكون شريفة كذلك يجب ان تكون الوسائل سليمة ، لدينا وزنات يجب ان ننميها ولدينا رسالة يجب ان نؤديها وعلينا أمانة يجب ان نقوم بها . ونحن فى مهمة على الأرض علينا ان نقوم بها { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20). وسيسأل الله كل منا { اعط حساب وكالتك } (لو 16 : 2). ولهذا يجب ان نحب أنفسنا محبة روحية ونعمل بامانة على ان نكون ناجحين ونأتى بثمر ويدوم ثمرنا . وكل واحد منا سيكأفا او يعاقب حسب عمله ان كان خيراً وان كان شراً . فلنكن متيقظين ولنسلك كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة .

- كم من أناس أحبوا أنفسهم محبة خاطئة أضاعتها ولهذا قال لنا الرب { من وجد حياته يضيعها و من اضاع حياته من اجلي يجدها} (مت 10 : 39) لقد أشتهى أخاب الملك حقل نابوت ودبر حيلة للتخلص منه وحصل على الحقل لكن أضاع نفسه وكذلك اشتهى أبشالوم المُلك عوضاً عن أبيه داود وثار ضد أبيه فهلك وخسر حياته وأخرته . والغنى الغبى الذى أهتم بثروته دون ان يعمل لأخرته خسر نفسه وترك خيراته لغيره { اقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي و كلي و اشربي و افرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} (لو19:12-20). هناك أناس وضعوا أنفسهم لخدمة الله والإخرين فربحوا أنفسهم ونالوا الطوبى والتكريم من الله والناس . من هؤلاء القديس بولس الرسول الذى خسر كل الأشياء العالمية وهو يحسبها نفاية ليربح المسيح ويوجد فيه . ولقد كرم العالم الأم تريزا التى ذهبت الى الهند تهتم بالفقراء الهنود من كل دين وجنس وكانت ترى شخص يسوع فى كل واحد منهم .

وصية جديدة لمحبة الإخرين ..

- ان محبتنا لله تدفعنا لكى ما نعبر عن هذا الحب بمحبة الاخرين كثمرة من ثمار محبة الله لنا . محبتنا للاخرين هى صدى لمحبة الله لنا وهى تجعلنا نتشبه بابينا السماوي وأن نراه فى كل أحد {و متى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار.ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم.لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني.عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك. و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك.و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك. فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم} مت 13:25-40.

- لكن من هو قريبنا ؟ انه كل أنسان يحتاج لمحبتى . لقد سأل أحدهم السيد المسيح هذا السؤال { و اما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع و من هو قريبي. فاجاب يسوع و قال انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه و جرحوه و مضوا و تركوه بين حي و ميت. فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه و جاز مقابله.و كذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء و نظر و جاز مقابله.و لكن سامريا مسافرا جاء اليه و لما راه تحنن. فتقدم و ضمد جراحاته و صب عليها زيتا و خمرا و اركبه على دابته و اتى به الى فندق و اعتنى به. و في الغد لما مضى اخرج دينارين و اعطاهما لصاحب الفندق و قال له اعتن به و مهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك. فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا و اصنع هكذا} لو 29:10-37 . يجب اذاً ان تمتد محبتنا لتشمل الجميع حتى أعدائنا ونتمثل بالسامرى الصالح الذى ضمد جروح الانسان اليهودى الذي سلبة اللصوص ما معه وجرحوه وتركوه ملقي فى الطريق فتحنن عليه السامري و رغم العداوة التى كان يكنها اليهود للسامريين ، فان السامرى قدم محبته وعالجه واركبه على دابته دافعا حساب اقامته للعلاج متكفلا بايفاء كل احتياجه فمدحة الرب يسوع . ان ربنا يسوع المسيح هو السامرى الصالح الحقيقى الذى خرج من مجده واذ وجد فى الهيئة كانسان اطاع حتى الموت لكى ما يخلص البشرية التى جرحتها الخطية ووهبها محبته وعمل روحه القدوس كخمر وزيت وادخلها الى فندقه الامين الذى هو الكنيسة دافعا الديون عنا مقدما لنا الاسرار المقدسة كادوية للشفاء من مرض الخطية .

- المحبة اذ تسكن فى قلوبنا تمحوا كل كراهية وتجعلنا نظهر روح الاحترام والتقدير والخدمة للجميع ونعمل على اسعاد الاخرين والله ليس بظالم حتى ينسى عملنا وتعب المحبة التى نظهرها نحو اسمه اذ نخدم القديسين والخطاه على السواء . ونعتنى بخاصتنا واهل بيتنا ( ان لم يعتنى الانسان بخاصته لا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو اشر من غير المؤمن}اتى 8:5 .

- نحب الاخرين اذن محبه طاهرة روحية تسعى لخلاصهم دون تدليل او تحيز او تمييز ونحتمل ضعف الضعفاء ونصبر على مرضى الخطية ساترين عليهم ( من يستر خطية يطلب محبة ) ام 17 : 9 . فالبغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب . والمحبة تترفق وتتانى على الجميع ، المحبة لا تسقط ابدا .



كيف أحبنا المسيح له المجد ؟

- لقد كانت وصية محبة القريب معروفة منذ القدم { لا تنتقم و لا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك انا الرب} (لا 19 : 18). ولكن فى العهد الجديد ونحن نحيا وننقاد بروح الله راينا المخلص الصالح يجعلها وصية جديده بالروح والحق { وصيه جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعض كما احببتكم انا} يو 13 : 14 . لقد أحبنا الرب يسوع المسيح ونحن بعد خطاه ومات على الصليب من أجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا .{ اما يسوع قبل عيد الفصح و هو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى }(يو 13 : 1) من أجل محبته بذل ذاته فداءاً عنا ويريدنا ان نفتدى ونخلص العالم بمحبتنا . وان كنا لا نستطيع ان نفعل ذلك فعلينا بالسعى للوصول الى الكمال النسبى والصلاة بلجاجة من أجل خلاص كل أحد لاسيما هؤلاء البعيدين والذين فى الكراهية والخطية ورباطات الجهل والشيطان عائشين .

- ان الله يحبنا محبة غير مشروطة ودون مقابل ولا تتوقف على صلاحنا بل مراحم الله جديدة كل صباح على الابرار والأشرار والصالحين والطالحين . أما نحن فى ضعفنا فنتصرف كأهل العالم مرات كثيرة ناسين قلب الله الإبوى المحب للجميع الذى يريد ان يعلن بنا محبته للعالم الخاطئ . وحتى فى محيط البيت الواحد نجد تقييم البعض يختلف عن الإخر بمدى محبته لنا . ان العالم المعاصر هو عالم مريض يحتاج ليرى نور محبة المسيح فيك فهل تبخل بها وتخبى السراج تحت المكيال ؟!

- يجب ان نتدرج فى محبتنا للإخرين من محبة أهل بيتنا وأسعادهم الى الأقارب والجيران والى ابناء بلادنا مهما أختلفت دياناتهم وأعراقهم واجناسهم . الى محبة خير الأنسانية جمعا لنصل الى محبة الإعداء { و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم و صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يطردونكم} (مت 5 : 44). ولقد أعطانا الهنا الصالح مبداً هاماً للتعامل الروحي والإنسانى الفاضل مع الإخرين { و كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا} (لو 6 : 31) . انت تريد ان يحبك ويحترمك ويحتملك الناس فقدم لهم محبة واحترام وأغفر لهم واصفح عن أخطائهم لتكون بحق ابناً لمن دعاك من عالم الظلمة الى نوره العجيب .

أجعلنا أهلاً للتعلم منك ...

- ربي والهى اننا نريد ان نتعلم من كلماتك ونحيا طبقاً لوصاياك ، نريد ان نعلن محبتك لكل أحد ، للقريب والبعيد ، نزرع المحبة والسلام فى برية العالم ليفوح منا رائحتك الذكية فى كل مكان ، نحبك من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونحب الأخرين كانفسنا .

- علمنا ان نحب أنفسنا والأخرين محبة روحية طاهرة بلا رياء او كبرياء . نضع أنفسنا من أجل خدمة الكل فنربح أنفسنا لك وللملكوت . نحب الكل محبة غير مشروطة وبدون مقابل ونعمل على خلاص كل أحد.

- الهنا الصالح الذى أحبنا ونحن خطاة ويقدم لنا مراحمه ومحبته ورأفاته فى كل وقت ، ان العالم يحتاج ان يرى صورتك فينا وتعاليمك فى سلوكنا وأقوالنا فلتجعل منا سفراء لك ولتساعدنا ان نقوم بمهمتنا فى ان نكون رسل محبة وسلام ومصالحة وخير للجميع .



04‏/05‏/2011

- قلوب ملتهبة بالمحبة والصلاة | للأب القمص أفرايم الأورشليمى




الرفقة المقدسة

- أعتقد ان عالمنا اليوم يحتاج الى قلوب ملتهبه بالمحبه نحو الله والناس لتنفتح لها كنوز السماء وتقدم المحبة للاخرين من اى جنس وعرق او دين او عقيده او راى حتى ما تنطفئ روح الكراهية والتعصب والانغلاق والحروب التى نرى اوزارها تشتعل فى كل مكان . فان الكراهية لا تعالج الا بالمحبة والصلاة والصبر كما ان النار تطفأ بالماء لا بمذيد من العنف والوقود .

- عندما ظهر الرب يسوع لتلميذى عمواس سار معهم من اورشليم الى عمواس فى الطريق وكان يتحدث معهم عن الاحداث الخلاصية التى تمت فى اورشليم ، لكن امسكت اعينهما عن معرفته وعندما وصلوا الى قريه عمواس فى المساء واراد ان يتركهما فالزماه للمبيت معهم . ولما اتكأ معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت اعينهما وعرفاه . فاختفا عنهم فقالا لبعضهما ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا فى الطريق ويوضح لنا الكتب ؟ لو 24 : 13 -32 .

ان الله يسير معنا فى دروب الحياه ويرافقنا رحلاتنا اليومية فهو عنا ليس ببعيد ولكن كثيرا مالا نكتشفه حاضرا معنا لا من خلال لاهوته او عمل روحه القدوس او حتى من خلال الاشخاص والاحداث التى نواجهها او فى داخل قلوبنا او فى خلوتنا .

- ان انغلاق بصيرتنا الداخلية وتمركزنا حول ذواتنا او اهتمامنا بمتع الحياه او حتى همومها واحزانها او متطلباتها لا تمنحنا الفرصة الكافية للتلاقى مع الله . وفى احيان كثيره نجد ان هموم الحياة واهتماماتها المادية تربك او تقسى القلب وتجعلنا نركز على الضيقة الحاضرة دون النظر لله الذى يعبر بنا الضيقات ويقودنا فى موكب نصرته. وبالأيمان وبالصبر نعبر الإزمات ونرث المواعيد .



يسوع هو الطريق ...



- يسوع المسيح ، هو الطريق والحق والحياه وقد جاء ليرافقنا الطريق ويعلمنا ان نسلك فى الحياه بالحق ونعرف الحق والحق يحررنا . لقد دعى المسيحيون اولا اتباع الطريق فالله هو الذى يقودنا فى الطريق ان سلمنا له دفة حياتنا وهو الذى قاد الشعب قديما فى رحلته فى بريه سيناء {كان الرب يسير امامهم نهارا فى عمود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلا فى عمود نار ليضئ لهم لكى يمشوا نهاراً وليلاً } خر 13 : 21 .كما علم الشعب قديما الفرائض الشرائع وعرفهم الطريق الذى يسلكونهم والعمل الذى يعملونه .وهو امين وأمس واليوم والي الأبد معنا {لان الرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاه الطريق } مز 2 : 8 .

- اننا فى رحلة حياتنا نحتاج الى الصديق الإمين الذى يفسر لنا كل ما جاء عنه فى الكتب وما يختص به وما يجب ان نعرف عن الله والابدية بل ونحتاج ان نعرف من خلاله انفسنا ونقبلها لاننا فى اشياء كثيره نعثر جميعنا .

وفى رحلتنا لابد ان ننطلق بثقه نحو تحقيق رسالتنا وخدمة مجتمعنا وتحقيق ذواتنا . ولكل هذا نحن نحتاج للصحبة الالهية التى ترافقنا . قد تمسك اعيننا عن معرفتة فترة لا لانه لايريد ان نعرفه بل لانه يريد منا الرغبة الصادقة فى البحث عنه وقبوله فى حياتنا فهو لا يقُحم نفسه عنوه بل هو وديع ومتواضع ويريدنا ان نتبعه وللعديد من المرات يريد أن يجمعنا حوله وتحت جناحيه كما تجمع الدجاجه ابنائها تحت جناحيها ولكن نظهر عدم الرغبة .

- اننا اذا دعونا الله بثقة وايمان للبقاء معنا لقيادتنا ورعايتنا وحمايتنا من الذئاب فهو لا يتوانى عن تعريفنا به وعنايته بنا فهو يطرق باب قلوبنا لنفتح له ويريد ان يعلن لنا ذاته سواء بالاحداث التى تمر علينا يومياً او بالكتاب المقدس الذى يهدينا اليه او حتى بالاخطار والامراض التى تلم بنا ونستقبلها غالبا بضيق وتبرم وعبوس . ولا ندخل فى اعماقنا لنكتشف الحكمة فيها والبركه منها ولو عرفنا ذلك يلتهبت قلبنا حبا لله فى كل ظروف الحياه افراحها واحزانها . عندما نلتقى بالله فى الطريق وفى رحلة الحياه معه نفرح ونسر بالدخول من الباب الضيق وفى الطريق الكرب ونلتهب حبا رغم صعوبة الطريق ما دامت يد الله تقودنا وعلى كتفيه يحملنا ممهدا الهضاب فان الصليب تعقبه القيامة والطريق الكرب والباب الضيق يؤدى الى الملكوت السماوى .



قلوب ملتهبه بالمحبة ..



- اطلب الروح القدس وثماره ومواهبه لك وللكنيسة ولكل العالم . مقدما تواضعا ووداعه وجهادا لتؤهل لشركة الروح القدس النارى ليمنحك حكمة ونعمة وبركة ويكون حولك سورا من نار وعمود نار فى وسطك ويحل بالايمان فى قلبك ويفجر داخلك انهار ماء حى مشبعه . القلب الملتهب بالمحبة يشعر بالآم الاخرين ويريحهم ويرثى للساقطين ويقيمهم ويعمل على تخفيف الالم البشرى على قدر طاقتهم دون تحيز او تمييز وبحكمة ودون عثرة .صلى لكى ما يحل عليك الروح القدس النارى الذى حل قديما فى عليه صهيون على التلاميذ ، لتكرز بفضل من دعاك من عالم الظلمه الى نوره العجيب .

- نصلى الي الله لكى ينير ظلام القلوب ويخلق ويجدد وجه الارض ويهدى الضالين ويرد الخطاه ويقود العالم قاده وحكام وشعوب من اجل قيادة بلادنا وعالمنا العربى بل والعالم كله نحو السلام العادل والحوار والقبول والتعاون من اجل بناء مستقبل افضل . نصلى للروح القدس لكى ما يقود الناس شعوبا وافرادا نحو احترام الواحد لاخيه من اى جنس وعرق ودين .ان العبء الاكبر يقع علي قادة الفكر والسياسة والدين وعلى كل احد فى موقعه ان يعمل على أطفاء روح الكراهية والأحقاد ونعمل على تعاون الشعوب والحضارات من أجل علاج المشكلات التى تواجهنا من جهل وفقر ومرض وفساد .

- و نصلي ليكون لنا الوعى والالتزام المنفتح بالحب والاحترام من اجل البناء لا الهدم ،والتوفيق لا التفريق . فنحن صورة الله الحلوة ولكل منا حقه فى الحياه الحرة الكريمة وعندما نقدم المحبة والتعاون والتقدير لابد ان نجده ولو بعد حين ، فما يزرعه الانسان اياه يحصد . اننا نصلى من اجل ان يرشدنا الله وهو ضابط الكل والكون وقادر ان يقودنا ويوجه دفه مستقبلنا أفراداً وشعوباً الى الطريق الذى يريد ويسره لتحقيق بناء الملكوت السماوى على الارض وفى السماء .



عالم يحتاج للحب



نصلى من اجل قلوب ملتهبة بالمحبة الالهية ،و من اجل ارواح طاهرة ونقية ، من اجل عقول تعمل لخير البشرية، ومن اجل خلاص الرعاة وكل الرعية، من اجل عالم افضل يحيا المحبة الحقيقية . نصلى ونقرع ونسال رب البرية ، واثقين فى رحمته السرمدية وعنايتة وحكمتة الازلية . فاستجب لنا وامنحنا قلوبا نارية .



عالمنا محتاج للحب الطاهر ، وللبعد عن الشكلية والمظاهر ، فالخطية صار لها سلطان قاهر ، والامراض انتشرت وبشكل ظاهر ، فالى من نلجا يارب الا اليك يا خالق البشرية . نحتاج لقيادتك الالهية كربان ماهر . الرافة بعالمك فانت وحدك قادر .

امنحنا قلوبا تحبك وتحب الغير وتعمل من اجل ادخال البسمه وعمل الخير.



الهبنا قلوبا نارية تسعى لخلاص واسعاد البشرية . نضرع اليك فاستجب للصلاه . امنحنا المحبة والايمان والرجاء لنكون صناع حياة وطريق نجاة . وبسمه للقلوب وعلى الشفاة . نصلى ونبتهل فاستجب للصلاة .