31‏/01‏/2011

- المسيحي والإيجابية




للأب القمص / أفرايم الأورشليمى



- الإيجابية المسيحية تعنى العمل والمشاركة والنجاح والتميز فى مختلف مجالات ، سواء فى الحياة الروحية والأجتماعية والوطنية والدراسية بما يبنى الأنسان وكنيسته ومجتمعه ومستقبله السمائى ، اما السلبية والتى تعنى الأنعزال والتقوقع وعدم المشاركة فهى عدم تحمل المسؤولية وعدم الأمانة فى الوزنات المعطاة لنا من الله . ان أيماننا يدفعنا الى العمل والجد والإيجابية والأمانة والتفوق وان نمتد الى الأمام سعياً إلى التقدم والنجاح.

- عندما نفعل ذلك فاننا نقتدى برئيس أيماننا ومكمله الذى جاء عنه فى الكتاب المقدس { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. و اكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو16:4-21). كان الرب يسوع المسيح فى تجسده وخدمته يجول يصنع خيراً وهو هو أمس واليوم والى الابد مازال يعمل ويريد أن يعمل بنا ومعنا من أجل خلاصنا من جميع أعدائنا وأيدى مبغضينا وهو قادر ان يذيل ضعفنا وخوفنا وقادر كلما أقتربنا اليه ان يعطينا النعمة والقوة والحكمة لنعمل وننجح ، وما علينا الأ ان نواجه التحديات والصعاب ونسعى للتغيير للأفضل { فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني } (نح 2 : 20).

- الإيمان هو قوة أيجابية دائمة وثقة فى الله وأنفسنا وأمكانياتنا ، هو ثقة ويقين فى الله الذى يقوينا ويهبنا القوة والقدرة { فاجاب و كلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). نعم نستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينا . فاننا نستطيع ان نتنبأ بمستقبلنا المشرق بان نصنعه يوماً فيوم ، لا نستكين للضعف او الخوف أو الانعزال بل يجب علينا ان نصنع مستقبلنا بايماننا بالله وبما وهبه لنا من نعمة التفكير والعمل والنجاح .

- نحن مدعوين الى الأيجابية فى كل مراحل حياتنا ومجالاتها فالأنسان كل لا ينقسم ،والنجاح يقود الى تكامل الشخصية ونموها ، ليقل الضعيف بطلاً انا. وليقل الشباب نحن قوة المجتمع وليقل الشيوخ نحن عنصر الخبرة والحكمة التى يجب ان يستفيد منها الابناء والاحفاد دون تسلط او تعامل سلطوى بل سعى لتنمية مواهب وأمكانات كل أحد وتعاون وتكاتف من أجل النهوض بأنفسنا وأسرنا وكنيستنا ومجتمعنا .

الأيجابية الروحية ...

- العلاقة الجيدة مع الله ومحبتة والنمو فى معرفتنا الروحية هو بدء لكل نجاح ، لقد كان يوسف مع الرب فكان رجلا ناجحاً ، والله يريد منا ان نكون { غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب} (رو 12 : 11). لا يكفي العمل بل يجب تكون هناك حرارة وغيرة وأمانة وقوة وتميز في العمل { لانك لست باردا ولا حارا وهكذا لانك فاتر انا مزمع ان اتقيأك من فمي } رؤ 16:3.

- نعمل بجد وأجتهاد لان لنا أعداء روحيين {اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو} (1بط 5 : 8).فيجب ان نقاومه راسخين فى الإيمان فيهرب منا نحن يجب ان ننمى وزناتنا ونستثمرها من اجل بناء ملكوت الله على الأرض ومن أجل ان نبرهن على ان أيماننا لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق .ولان كل واحد سيأخذ اجرته حسب تعبه فيجب ان نجاهد من أجل الأجر الأرضى والسمائى .

- لقد جاهد ابائنا القديسين من أجل أيمانهم وجالوا مبشرين بمحبة من أحبهم ، قدموا صومهم وصلواتهم وأتعابهم واموالهم وخدمتهم وعرقهم ودمائهم فلنسأل كل واحد وواحدة منا ماذا قدمت من أجل الله ؟ 
 
الأيجابية فى الاسرة و الكنيسة ...

- الإنسان المسيحى هو عضو حى فى أسرته وكنيسته ، ويجب ان يكون مشارك بايجابية فيهما ، والأيجابية يجب ان يغرسها فينا أهلنا منذ الصغير ، لقد تربى موسى فى بيت فرعون ولكن رضع لبن الايمان من أمه {بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى}.(عب24:11-27) .

- أيجابيتنا فى الأسرة تجعلنا مشاركين بفعاليه وتفاهم وتفهم فى سعادة كل فرد فيها ، ومشاركين فى الحوار البناء والفعال من أجل خيرها . نعم نحن نستطيع ان نعمل الكثير من اجل اسرتنا ، نجاحنا فى الدراسة مصدر سعادة للأسرة ، التعاون والخدمة والشكر عليها مهم فى سعادتها ، التشجيع للصغار والضعفاء والمحتاجين له عامل مهم فى تنمية ونجاح ابنائنا ، الكبير قبل الصغير يحتاج للتشجيع والتقدير والانصات يطلق الطاقات الكامنه فينا ، كانت أم توماس أديسون مشجع له بعد ان اُتهم بالغباء ودافعت عنه وشجعته فجعلت منه مخترعاً ومكتشفاً وعالماً كما كانت الأم مونيكا تسعى لخلاص ابنها أغسطينوس ولم تكتفى بالصلاة بل ذهبت وراه من أفريقيا الى ميلانو فى إيطاليا حتى انه عندما رأى القديس امبروسيوس اسقف ميلانو دموعها قال لها (ثقى يا ابنتى ان ابن هذه الدموع لن يهلك) واستجاب الله لصلواتها ودموعها وتاب أغسطينوس وأصبح قديساً .



الأيجابية الكنسية ...

- سواء كنا رعاة أو رعية ، خداما او مخدومين فأنه يجب علينا أن نكون متشبهين بابينا السماوى الذى يريد لنا ان نشترك معه فى العمل ونحتمل الاخرين " محتملين بعضكم بعضا في المحبة " اف 4:1 . الأيجابية تمنحنا الأنقياد لروح الله ، روح الخدمة الحارة والأفراز والتمييز والسعى نحو خلاص أنفسنا وخلاص الأخرين والصلاة من أجل سلام الأسرة والكنيسة والوطن وأعضائه ، ان الايجابية في مجالات الخدمه في الكنيسة تستوجب ان نزرع السلام ونعيش في سلام ونعكف علي كل ما هو للسلام عاملين بقول الرب " طوبي لصانعي السلام لانهم ابناء اللة يدعون " مت 9:5



- الخدمه الهادئه التي بلا تحزب ولا تشويش { حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر ردي } يع15:3. فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 5 : 13). كونوا يا أحبائى مشاركين فى صلوات الكنيسة وأنشطتها ، الكنيسة هى أماً لكم ولا يستطيع أحد ان يقول ان الله أبى دون ان تكون الكنيسة اماً له ، شاركوا فى مختلف المجالات الخدمة حسب ما يناسب ميولكم وقدارتكم ، فانتم أعضاء فى جسد واحد ولابد أن تبنوا بعضكم بعضاً.





الأيجابية الأجتماعية والوطنية ....



- ان الكتاب المقدس يدعونا ان نكون نوراً فى العالم { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولايوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل يضعونه على المنارة ليضى لكل من فى البيت فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذى فى السموات } (مت 5 : 16-14) . المسيحى ملحاً فى الارض يعطى المجتمع مذاقاً روحياً ويمنحه أستنارة ً ، يجب ان نكون شهوداً لإيماننا بالله ومحبته وعدله وان نشهد للحق بحكمة ، المسيحى الحق ضرورة لا غنى عنها فى مجتمعه يبذل ويخدم ويكون أميناً فى عمله وخدمة مجتمعه فى محبة وعطاء .



- المسيحى يفهم ان عليه واجبات تجاه مجتمعه وله حقوق يطالب عنها بجراءة وقوة ، هو كعضو فى المجتمع يعرف ان يسير بحكمة بين السعى فى طريق السلام والمحبة دون ان يتنازل عن الحق والعدل يسعى للعيش الكريم والمشترك ولكن لا يشترك فى أعمال الظلمة غير الثمرة بل يدينها ويقاوم الظلم والجور مهما كلفه من ثمن،



- ان يوسف الصديق فى تعامله مع اخوته اولا وتعامله مع المجتمع الذى يعيش فيه ثانياً يعلمنا كيف كان نتعامل بايجابية وفعالية ، ان حياة يوسف الصديق تمثل السلوك الايجابي الذي لا يعرف اليأس وسط الفشل ولا يعرف الكسل وقت الضيق ولا يعرف البغضة و الكراهية وقت الظلم ، وكيف كان يتعامل في السجن وكيف يقدم الخدمه لكي من احتاج منه الخدمه حتي لو كانت الخدمه المقدمه هي تفسير الاحلام . وعندما اصبح الرجل الثاني بعد فرعون خدم مصر بامانه و تقبل الاساءه بالاحسان و الرضا و تعامل مع اخوته علي انه يتعامل مع الله الذي انقذه من ايديهم ومن امرأة فرعون ومن السجن .

- الله والكنيستة تعلمنا وتحثنا وتتشجيعنا علي المشاركة الأيجابية الوطنية والاجتماعية والسياسية بما فيه مصلحتهم دون ان تفرض عليهم راياً بعينه ، تطلب الكنيسة من أبنائها أن يكونوا إيجابين في بناء الوطن ومساهمين في العمل الوطني في الأحزاب والنقابات والجمعيات والمؤسسات وكل الأنشطة التي تخدم الوطن وحاضرة ومستقبله ، لكن الكنيسة لا تختار لهم نوعية التوجيه السياسي، بل تترك لهم حرية الأختيار والإنتماء. المهم أن يكونوا مواطنين صالحين يخدمون الكل ويحبوا الكل.ويقاوموا الظلم ويصلوا ويعملوا من أجل القيام بواجباتهم بامانة وايمان دون تنازل عن حقوقهم المشروعه من أجل بناء حاضر يتسم بالأمن والسلام ومستقبل مشرق مزدهر.



- نصلى من قلوبنا الى الله ... من أجل سلام بلادنا ونموها وازدهارها ومستقبلها وكل مواطن بل وكل ذرة تراب فيها،نحن نثق أنه لا يترك الرب شعبه من أجل إسمه العظيم. لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعباً. و أما أنا فحاشا لى أن أُخطئ الى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق المستقيم." 1 صموئيل 12:22



- يا الهنا الحبيب المتحنن نعلم انك تصغي لصلاتنا دائما نتضرع اليك ان تنظر بعين الرحمة والحب الى مصرنا وكنيستنا وشعبنا وترفع عنا البلاء والظلم والغلاء وتكون مع اولادك في كل مكان ليتم قولك " مبارك شعبي مصر " اصبغ علينا بروحك القدوس وحل بسلامك في ارض في مصر باركها واجعلها دائما ارض السلام .
اننا ننتظر ذراعك القوية لكي تنتشلنا من كل فقدان الأمن والأمان انت معيننا ورجائنا وليس لنا سوي رحمتك ومحبتك لنا لقد دعوتنا ابنائك فبدالة البنوة نصرخ لك يا فادينا ارحمنا واعنا وأعمل معنا من أجل مستقبل بلادنا وشعبها .


30‏/01‏/2011

- أمال وتطلعات الشعب المصرى

بقلم الأب القمص / أفرايم الأورشليمى 

أحبائى الاعزاء ..نعمة لكم وسلام من الله مع سلامى ومحبتى و طلب صلواتكم المقبولة من أجل سلام وأمن كنيستنا وشعبنا ومصرنا الحبيبة


 





وقفة مع النفس ...

مع ما نشاهده من أحداث تراجيديه مؤسفه فى مصرنا الحبيبة وعمليات تخريب ونهب وسرقة وحرائق وفقدان الأمن والنظام فان قلوبنا يعتصرها الحزن والألم ويحدوها الأمل فى مستقبل أفضل ، ولابد لكل واحد منا من وقفة مع النفس لنتأمل فيما يحدث من حولنا من أحداث وتغييرات متلاحقة آلت اليها الأوضاع فى مصر من أنفلات أمنى نتيجة لغياب الديمقراطية والحرية وموجات الغلاء والتضخم المتوالية ومع أرتفاع نسبة البطالة وما سببته من كبت أدى الى أنفجار الأوضاع وتدهورها الى حد غياب الأمن والأمان وسيادة شريعة الغاب وكأننا لسنا دولة الحضارة والتاريخ والأديان . ماذا نريد من أنفسنا ومن النظام والقوات المسلحة وما يجب علي كل منا القيام به لفرض سيادة القانون والنظام ومعالجة الأوضاع الخطيرة التى وصلت اليها الأمور... 

أحبائى مواطنى شعبنا الكريم مسلمين ومسيحيين ..



- يا شعبنا الكريم يا ابناء مصر الحضارة ، التزموا بالاخلاق والحرص على مقدرات وممتلكات بلادنا وتاريخها والممتلكات الخاصة وحرمة حياة كل أنسان على أرض مصر ، كونوا رجال وقفوا وقفة حق مع أنفسكم ومع التاريخ الذى سيكتب مطالبتكم بحقوقكم المشروعة فى الحرية والديمقراطية وحياة كريمة ولكن التزموا بعدم العبث بكل ما هو ممتلكات الشعب ومقدرتا الأمة . السرقة والنهب ليس من شيم شعبنا العظيم والمال الحرام لن ينفع أحد بل سيكون له نتائج كارثية على السارق . 
 
- أن حق التظاهر السلمي للتعبير عن مطالب الشعب هو حق مشروع ولكن لا يجب باى حال ان ننجرف الى التخريب والنهب والسرقة . مطالب الشعب فى الديمقراطية والعدل والحرية مشروعة ولكن يتم التعبير بها بطرق مشروعة وقانونية ولقد وصلت رسالتكم الى السلطات السياسية والأمنية والدولية وسيتم تلبيتها وتحقيقها .

- حافظوا على حياتكم وممتلكاتكم وحاضركم ومستقبلكم وأمن وأمان كل مواطن ، شكلوا فى الوقت الحالى دروع بشرية للحفاظ على الأرض والعرض والتاريخ ، لقد كان محزنا ومسئياً جدا ان نرى المتحف المصرى الذى هو تاريخ وكنوز وحضارة مصر ينهب ويسرق ، تدمى قلوبنا كمصريين فى المهجر ان نرى النهب والسرقة وان نرى مستشفى السرطان التى تعالج أطفال مصر تخرب وتنهب ، انها صور تسئ لأنفسنا ولمصرنا وتاريخها وتظهرنا كقطاع طرق ولصوص . لنفكر فى تصرفاتنا وسلوكنا

- لقد بلغت رسالتكم ومطالبتكم بالتغيير الى كل أقصاء الأرض وها هو التغيير الذى تريدونه قادم لا محالة ولتلبية مصالح كل مواطن مصرى حر فى حياة كريمة ، فلا يجب ان يكون التغيير سبباً لأفتقاد الأستقرار ولايكون التظاهر سبباً لأنعدام النظام والأزدهار .

- لا يجب علينا باى حال ان نطالب بالأصلاح ونكون نحن أنفسنا مُفسدون فى الأرض، ولا نطالب بالديمقراطية بمظاهرات تخريبية ، العالم ينقل ما يحدث فى شوارع مصر وأزقتها وبيوتها بكل لغات العالم ،وفوق ذلك الله يراقب ويحاسب كل واحد منا ، فليكن ضمير كل واحد منا رقيب أمين لتصرفاته.

- نحيى رجال مصر الأمناء الذين وقفوا يدافعوا عن مناطقهم وأحيائهم وبيوتهم وممتلكاتهم وجيرانهم ومحالهم ونطالب شبابنا الذين تظاهروا بالحفاظ على الطابع السلمى للمظاهرات والتكاتف للحفاظ على ممتلكات الشعب صورة مصر .



الى كل مسؤول على أرض مصر ....






- أننا نقدر اللحظات التاريخية التى أتت بنا وبكم إلى هذه الساعة ، يجب علينا ان نتعلم من أخطاء الماضى ويجب ان يكون لدينا تلاحم مع نبض الشارع المصرى ومصالحه وأماله والآمه وتطلعاته . ما يزرعه الانسان أياه يحصد، من يزرع خيراً يحصد خيراً فازرعوا خيرا ومحبة وسلاما وأمناً لتحصدوه . لنعمل سريعا لأستعادة النظام والأمن المفقود . لنساهم فى السعى الى أقامة نظام جديد يكون حراً كريماً مسئولاً يحقق طموحات الشعب المصرى .

- نحتاج لدستور جديد يحدد مدة الرئاسة بفترة واحدة قابلة للتجديد لمرة واحدة ونظام برلمانى ديمقراطى ورقابة قضائية ودولية على الأنتخابات ، نحتاج لقوانين ديمقراطية ومساواة وحرية وعدالة ومحاربة للفساد وتحقيق مطالب كل فئات المجتمع وتحقيق مبدء تكافؤ الفرص ومعاقبة الفاسدين على جرائمهم بعدالة وشفافية وان يكون الجزاء متوازى مع العمل.

- يجب ان نؤسس لنظام جديد يقوم على العدل والعدالة الأجتماعية والمساوة وتكأفو الفرص ومعالجة الغلاء وتوفير فرص عمل للعاطلين وصرف مرتبات بطالة للعاطلين عن العمل وتوفير نظام صحى يعتنى بالفقراء . هو من الأشياء الأساسية لتحقيق مطالب شعبنا الكريم.

- إن الظروف الاقتصادية الضاغطة، من بطالة وفقر وحرمان وإهمال لفئات واسعة من الشعب، وعدم تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، وعدم تمثيل النظام لهم، والفساد الإداري والمالي والمحاسبي، تدفع رجل الشارع العادي قبل المثقف والواعي إلى عدم الرضا الذى يصل في مرحلة فقدان الأمل ثم الثورة الشاملة ضد فساد النظام ورموزه وهذا ما حدث فى مصر الأن .



- الى قواتنا المسلحة وقيادتها وهى الدرع الواقى والمدافع عن مقدرات الأمة ، نحيى تدخلكم لحماية امن وأمان المواطنين كما تقفوا دائما لحماية حدود مصر وأمنها القومى . هذا هو اليوم الذى ننظر فيه دفاعكم عن أمن مصر الداخلى وأستقرارها وصورتها وتقدمها .

- نصلى من أجل سلام وأمن مصر وشعبها وأرضها وتراثها وممتلكاتها ، نصلى من أجل حاضرنا المؤلم لنتشافى سريعا من كبوتنا ونقوم وننهض من جديد ، ولنعلم انه

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

27‏/01‏/2011

- باب مفتوح في السماء




بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

إذا رأيت جميع الأبواب منغلقة أمامك على الأرض، ارفع نظرك إلى فوق، فتجد باباً مفتوحاً في السماء.



فمهما ضاقت الدنيا أمامك، ومهما تعقَّدت السُّبُل، وأغلق الناس قلوبهم وأحشاءهم، ودعوت وليس من مُجيب، وبحثت وليس من صديق، حينئذ عليك أن تنظر إلى فوق إلى الباب المفتوح في السماء. وكذلك في الوقت الذى لا تجد فيه على الأرض حناناً ولا عدلاً، ولا تجد من البشر معونة ولا سنداً. حينما يبدو أن كل إنسان قد تخلَّى عنك، أو عجز عن معونتك، وقد تركوك إلى مشاكلك وأهملوك ولم يهتموا بك. في هذا الوقت الذى أغلقت فيه أبواب الأرض، لا يبقى أمامك إلا الباب المفتوح في السماء.‏ 

‏+ إن هذا الباب السماوي مفتوح باستمرار. ولكن عيبنا أن لنا عيوناً ولكنها للأسف لا تبصر باب اللَّه المفتوح دائماً. وذلك لأن مشكلتنا في كل ضيقاتنا، أننا نتجه فقط إلى المعونة الأرضية! أو نعتمد فقط على ذكائنا وحيلتنا، وعلى الذراع البشري في مساعدة الناس لنا. نتجه فقط إلى الظروف والإمكانيات. وبسبب هذا كله نقع في الحيرة والقلق والاضطراب. ولا نُفكِّر إطلاقاً أن ننظر إلى الباب المفتوح في السماء لكي نطمئن.

+ نصيحتى لك أيها الأخ القارئ أنك في كل صباح قبل أن تخرج من بيتك، أن تُصلِّي من عمق قلبك أن يفتح أمامك اللَّه كل البواب: أن يفتح أمامك كل القلوب وكل الآذان، وأن يفتح أمامك أبواب الرزق وأبواب الخير. وأن تقول له بإستمرار: " اجعل يارب بابك مفتوحاً أمامنا في كل حين ".

‏+ وأيضاً لا تنظر إلى الأبواب المغلقة، إنما انظر دائماً إلى المفتاح الذي في يد اللَّه. اللَّه الذي يفتح، ولا يستطيع أحد أن يُغلِق. عليك أن تؤمن من كل قلبك أن اللَّه قادر على كل شيء. وأن كل شيء مستطاع إذا آمنت بمعونة اللَّه الفائقة للوصف الذي يستطيع أن يغير كل شيء إلى الأفضل. وأن تثق أن اللَّه يحبك ويحب لك الخير وهو قادر على ذلك. ومعونته تفوق الحدود. إذن لتكن أنظارنا بإستمرار متجهة إلى فوق حيث توجد معونة اللَّه غير المحدودة. وليس إلى الأرض حيث كل معونة منها محدودة أو قاصرة.


‏+ انظر إلى الباب المفتوح في السماء في كل المشاكل التي تحيط بك وفي كل الضيقات التي تحل بك. وحينئذ ستسمع في قلبك صوتاً من السماء يقول: " تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وأنا أُريحكم ". وكذلك تفعل في كل مشروع تبدأه. فإن اللَّه قادر أن يباركه، ويُسهِّل لك الطريق. كذلك إن مرضت وتعب الأطباء في علاجك انظر أيضاً إلى الباب المفتوح في السماء. وأيضاً في الحزن يمنحك الباب السماوي تعزية. وفي كل حين تجد أمورك مُيسَّرة.


‏+ نلاحظ أن الباب المفتوح في السماء، هو مفتوح بطبيعته حتى دون أن نطلب. إن اللَّه تبارك اسمه يفتح أمامنا باباً في السماء بسبب محبته لنا وبسبب حنوه علينا وبسبب نعمته. وذلك لأنه يعرف مدى ضعفنا واحتياجنا، وأننا بدونه لا نستطيع شيئاً. وإذا فتح اللَّه بابه أمامنا، لا يستطيع أحد في الدنيا أن يغلقه. لذلك يا أخي إن قام ضدك أعداء كثيرون، ثِق أن اللَّه هو أقوى من الكل. فالأعداء كلهم قوتهم محدودة، حتى الشيطان نفسه محدود في قوته. أمَّا اللَّه فقوته غير محدودة. كذلك ثِق تماماً أن حياتك هى في يد اللَّه، وليست في أيدي الناس. وثِق أيضاً أن اللَّه قادر أن ينقذك. ومن خبرتي نرى أنه كم من فئة قليلة لم تستطع أن تقوَ عليها. فئة كثيرة. بل قالت الفئة القليلة: " إن كان اللَّه معنا فمَن علينا؟! ". حقاً إن في هذا عزاء للضعفاء.


‏+ على أن هناك قاعدة هامة في هذا الموضوع. وهى أن نفتح نحن قلوبنا للَّه، فيفتح الرب باباً في السماء. نصعد بأرواحنا إلى السماء، بينما أجسادنا لا تزال على الأرض، حينئذ يفتح اللَّه عيوننا لنرى بابه المفتوح. لا نستبقِ على الأرض في كسلٍ وتراخٍ وإهمال، ناظرين أن يفتح لنا أبواب السماء. بل نعمل كل ما نستطيعه، والباب السماوي يسهل الأمر حتى يصل إلى غايته. ونحن في إيماننا بعمل اللَّه لا نعرف متى يفتقدنا اللَّه بنعمته وبعمله ومعونته. إنما نعرف أنه لابد سيعيننا كراعٍ صالح يهتم برعيته. إنما المُهم أن نكون مستعدين لعمله معنا ولعمله فينا. 

‏+ إن إيماننا بالباب المفتوح بالسماء يعطينا باستمرار الرجاء والتفائل والأمل. ولا نصل مطلقاً إلى اليأس. فاليأس هو من عمل الشيطان لكي يلقي النفس البشرية في القلق والأرق والحزن والضيق بل قد يصل بها أحياناً إلى الإنهيار! أمَّا الرجاء في معونة اللَّه فيعطي النفس قوة. ويفتح أمامها طاقة من النور مهما كانت الدنيا مظلمة. واللَّه في محبته يقول للإنسان المؤمن: " لا تخف. إني لا أهملك ولا أتركك، أنا معك باستمرار لأنقذك ". لذلك فالإنسان المؤمن لا يمكن أن يعترف بالفشل، لأنه يثق بأنه في يد اللَّه الحانية والمعينة. وما أكثر وعود اللَّه للمؤمنين به.



‏+ وكما أن باب اللَّه مفتوح لكل مَن هو محتاج إلى معونة كذلك بابه مفتوح أيضاً لِمَن يريد حياة التوبة ...

بابه مفتوح لكل خاطئ سيطرت الخطية عليه. وحاول أن يتخلَّص منها مراراً ولم يستطع، وكاد ييأس! لقد طرق باب ضبط النفس، وباب التداريب الروحية، وكل جهاد شخصي. ومع ذلك كله لم يجد طريق التوبة مفتوح أمامه! حينئذ لا يجد أمامه إلاَّ باباً مفتوحاً في السماء. فيقول للرب: " توِّبني يارب فأتوب. أعطني يارب قوة لأنتصر على الخطية. ارحمني يا اللَّه كعظيم رحمتك ". حينئذ يعينه اللَّه على عمل البِرّ، ويمحو من ذاكرته ومن قلبه كل الأفكار الشريرة.

نشكرك يارب على كل محبتك، وعلى بابك المفتوح في السماء، الذي بمعونته تنفتح أمامنا كل أبواب الأرض.


22‏/01‏/2011

- بلد مبنى على الصخر


للأب القمص أفرايم الاورشليمى

مقومات قوية للثبات والأستقرار ...

عندما نريد ان نؤسس لبيت مبنى على الصخر، يثبت ضد تيارات الحياة المتغيرة والعواصف والرياح والزلازل يجب أن نبنى البيت على صخر وارض قوية تحتمل البناء والمتغيرات ونحتاج لأهل الخبرة فى البناء وهندسة الزلازل وعمل الدعائم والقواعد الخرسانيه لثبات وبقاء بيتنا مستقر وراسخ . وعندما تؤسس الدوله على العدل والمساواة والحرية والتعبير عن ارادة مختلف أبنائها والتخطيط السليم وحق المواطن فى أختيار سلطاته وبناء دولة مؤسسات تبنى على الشفافية والراقبة والمحاسبة القانونية ورفع الظلم.

بعد ان عَلم السيد المسيح له الجموع العظة على الجبل والتى تتضمن أهم مبادئ السلوك الأنسانى الراقى والفاضل قال للجموع " فكل من يسمع اقوالي هذه و يعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و وقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر. و كل من يسمع اقوالي هذه و لا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و صدمت ذلك البيت فسقط و كان سقوطه عظيما" متى 24:7-27.





ولكن قد تكون الحسابات الخاطئة أو فساد الضمير أو حتى سوء التخطيط والتقدير عوامل لإنهيار البيت وعدم ثباته أمام الأحداث والمحن والظروف. إن الإصلاح المطلوب لابد أن يسبقه تحديد دقيق للمشكلات التى نواجهها وتحليل جيد واع لأسبابه واقتراحات محددة لحل ما نعانى منه استنادا لدراسات علمية جادة. إن أي مراقب للمجتمع المصري سيكتشف كم الفساد والرشوة المستشرى في مجالات عديدة وعلى مستويات مختلفة ولابد من تحديد لأنواع الفساد وأسبابه ووضع استراتيجية لمكافحته .





نعم قد يوجد فساد فى اى نظام ديمقراطى لكن يتم كشفه من أعلى هرم السلطة الى أسفله وفى أسرائيل كمثل مجاور ننتقده فى سياساته لكن يجب ان نتعلم منه أيضا ، تم خلع الرئيس من منصبة ومحاكمته فى حالة الرشوة لعزرا ويتسمان والحكم وادانه موسى كتساف بالتحرش الجنسى كما تم محاكمة رؤساء وزرائها السابقين شارون ثم ايهود اولمرت بتهم الفساد والرشوة ونتنياهو فى فترة رئاسته السابقة بتهمة نقل هدايا قُدمت له بصفته رئيس وزراء الى بيته الخاص وتم أرجاعها وتغريمه فليس أحد كبير على المسألة القانونية من الكبير للصغير . 



أننا اذا نطبق ذلك على الدول وعوامل أستقرارها ونجاحها فاننا عندما ننظر حولنا ونرى كيف صمدت الدول أما متغيرات كثيرة ؟ وكيف سقطت الدول وأنهارت الممالك بفعل هزات مختلفة ؟ لنفكر معاُ ونقرأ أحدث التاريخوحتى البعيد والقريب فانهيارالأمبراطورية البريطانية التى كانت لا تغيب عنها الشمس ثم أنهار الاتحاد السوفيتى وتفككه الى دويلات كلها مدعاة للتعلم ، كما أن انهيار أنظمة الحكم الدكتاتورى حتى فى العصر الحديث بسقوط نظام الشاه فى أيران وحكم تشاوسيسكو فى رومانيا وماركوس فى الفلبين وأخيرا حكم زين العابدين بن على فى تونس ولا أحد يعلم اى نظام سيكون التالى لكن قد تعجل أو تؤجل بعض النظم بمصيرها المحتوم بقدر ما تتعلم العبر والدروس من التاريخ .

 لعلنا نتعلم الدروس والعبر ولعل أنظمة الحكم والمسؤولين فيها يتعلموا من أخطاء الماضى والحاضر للبناء لمستقبل أفضل . أن الأمر لا يحتاج لمحللين سياسيين فقط ولكن للعديد من المختصين فى شتى فروع المعرفة المختلفة لتحليل الظواهر من حولنا فان تفرع العلوم أخل بالوعى الشامل للأنسان بما حوله وبمجتمعه ، ولهذا نرى حاجة أنظمة الحكم الى العديد من المستشاريين الأمناء فى مختلف المجالات للعمل معاً من أجل تقديم الدعم والمشورة والرأى والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة . 







مجالات الخلل والضعف ...

فى البراكين المدمرة نرى هياج الأرض من تحتنا وتقلباتها تبحث عن النقطة الضعف من الأرض والطبقات غير الصلبة وتحدث فيها الشروخ الأرضية التى تخرج منها حمم البركان الحارق والمدمر ويكون تأثيره مدمراً ان لم يكن هناك توقع وعلاج وأبعاد للسكان فى تلك المناطق ،هكذا ونحن نبحث عن الأستقرار وعدم الوصول الى البراكين السياسية ، علينا ان نبحث فى مواطن الضعف فى بلادنا ومعالجتها حتى لا تستفحل الأخطاء اوتحدث الكوارث.

- القائد والبرج العاجى ... فى العديد من الدول نرى الطبقة الحاكمة تعيش فى برج عاجى منعزل عن الشعب وهمومه والآمه ومشاكله ، ويحاط الحكام والقادة ببعض الأنتهازيين والمستفيدين ويعتمدوا المسئولين على التقارير السرية التى تكتب لتناسب ميولهم وأهوائهم ومخططاتهم وكلما أستفحل الداء أنعدمت فرص الشفاء وهكذا نرى القائد الملهم والمؤمن ولا يفيق القائد الإ على كابوس أنه المكروه والمخدوع والهارب والمطارد والمطلوب للعدالة .



- الأستبداد السياسى والتداول الديمقراطى للسلطة .. فى أنظمة الحكم غير الديمقراطية يسود القمع والظلم والفساد والرشوة ونرى كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والجيش والأمن والصحافة والاعلام تكون فى خدمة النظام الحاكم والقائد الاوحد. ان التداول الديمقراطى والسلمى للسلطة فى دولة المؤسسات والقانون والمواطنة ، وقيام كل سلطة فى الدولة بوظائفها وقيام الأحزاب بدورها الرائد فى تبنى قضايا المواطن والوطن لخلق حراك سياسى ومجتمعى وتداول ديمقراطى أمن للسلطة التنفيذية والتشريعية يضمن سلامة الوطن والمواطن فى ظل نظام يعمل على تنفيذ الاهداف السياسية والاقتصادية والأجتماعية التى من أجلها تم أنتخابه . أما ان تسود سلطة الحزب الواحد القائم على سلطات دكتاتوريه وفساد أدارى وبيروقراطي ومصلحة النظام تكون هى العليا فوق مصلحة الوطن والمواطن فانها لابد ان تؤدى الى أخطار وزلازل وعلى الأقل تقود انتشار الظلم والفساد والتخلف فى شتى مجالات الحياة . 


- الفقر والبطالة والحرمان ..ان الظروف الأقتصادية الضاغطة من بطالة وفقر وحرمان وأهمال لفئات واسعة من الشعب ومطالبهم العادله والمشروعه وعدم تمثيل النظام لهم والفساد الأدارى والمالى والمحاسبى تدفع رجل الشارع العادى قبل المثقف والواعى الى عدم الرضاء الذى يصل فى مرحلة فقدان الأمل ثم الثورة الشاملة ضد فساد النظام ورموزه وهذا ما رأيناه فى سقوط النظام التونسى .



- الحرية وحق الحياة كقيمة عليا... ان الانسان فى سعيه فى الحياة يظل يبحث عن حقه فى الطعام والشراب الصحى والسكن المعقول والأمن والأمان وتأمين مستقبل أفضل له ولاولاده وحقه فى الحياة الحرة الكريمة ، ومن ثم التقدم والمساهمة فى التقدم والرخاء لمجتمعه وموطنه ولكن عندما يجد أن بلاده قد ضاقت به وضاق بها وحتى فرص الرحيل منها بحثاً عن وطناً أفضل قد أنعدمت واذ يصدم المواطن بالعراقيل والبيروقراطية والفساد فقد يصبر ولكن عندما يتحول كل ذلك الى تذمر جماعى وعدم رضاء لغالبية الشعب فانه لابد ان يأتى اليوم الذى تتأجج فيه المشاعر ولو بفعلة الفاعل ليتحول الى ثورة شعبية ضد الفساد والمفسدين .



- الأعلام والراى العام ودوره الفاعل... نحن نعيش فى عصر الأعلام والكمبيوتر والسموات المفتوحة وقد اصبح من المستحيل حجب الحقائق عن عيون وعقول الناس، فى عصر التعليم والثقافة والفكر المستنير وأنتشار القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية كما تُسمى فى تونس والتواصل الأجتماعى على النت ، كل ذلك جعل المواطنين لاسيما الشباب والذين يشكلوا القوى الضاربة فى المجتمع غير راضين على أوضاعهم المعيشية الصعبة فى ظل البطالة وأنعدام فرص الحل فى مستقبل أفضل مما يدفعهم للثورة على سوء الأحوال المعيشية والحياتية التى يحيونها وعلى النظم السياسية البحث الجاد والعملى فى حل مشاكل الشباب وخلق فرص العمل والمعيش الكريم والتمثيل السياسي والفكرى والروحى المناسب لهم فى مختلف المجالات .



- الفئات المهمشه والمظلومة ...يظن البعض ان النظام الديمقراطى هو حكم الأغلبية دون النظر الى حاجات الأقليات فى المجتمع ويتشدق البعض بانهم يمثلون حكم الأغلبية وهم لا يمثلون الا أنفسهم وشلة المستغلين والبيروقراطية التى تزور الحقائق وتعمل لمصلحة قلة منتفعة لا تفيق الأ على ثورة الجياع ، أن التمثيل الصادق لمختلف أطياف وفئات الشارع السياسى والدينى والعرقى والنقابى يجعل العدل يعم والاستقرار يستمر وعجلة التقدم تسير .



- وفي بلاد العالم الثالث التى تتستر على الفساد والمفسدين ويخشى الشعب من مواجهة بطش النظام . كما يخشون فساد المؤسسات كل ذلك يهدد الشرعية و مقومات المجتمع كله، فالرشوة والمحسوبية إذا تفشت فإن أسس العدالة تزول والاستبداد يتوحش. ان عدم المساواة، والاعتداء على حقوق الآخرين وأستبداد النظم البوليسية القمعية هو المعجل بالقضاء وحكم حتمى بالمصير البائس على تلك الدول وهبوب رياح التغيير .


دعوة للبناء الراسخ والتقدم ...



- من منطلق الحرص على مستقبل بلادنا فاننا ندعوا للعمل الجاد والصادق والأمين وعلى مختلف المستويات لا سيما لرجال الفكر والسياسة والأقتصاد والدين والمجتمع والقانون والمعرفة من اجل البحث والتعاون والتخطيط لبناء مسقبل أفضل لبلادنا . وهذا يحتاج الى عمل جاد لعلاج مواطن الخلل وأوجه القصور والاهتمام بالفقراء وربط الأجور بالأسعار والبحث فى أفق الحل الأمثل للمشكلات القائمة دون زيف او تغطية لعوراتنا وتركها كنار تحت الرماد يمكن أن تشتعل متى توافرت الظروف .
 
- على نظام الحكم ان يقود موجة التغيير الديمقراطى وبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية ، وان يكون لدى المسؤليين الحس الوطنى والشعبى والوعى بحاجات ومتطلبات المرحلة الحالية وحاجات المواطنين وتطلعات الشباب .وقيام السلطة التشريعية المنتخبة بديمقراطية بوظائفها فى سن القوانين ومراقبة عمل السلطة التنفيذية والتمثيل الحقيقى للأحزاب ومختلف فئات الشعب فيها كضمانات حقيقية للتقدم والأستقرار .

- الإصلاح السياسي يجب ان يسمح بحرية الاحزاب والأفراد والجمعيات والموسسات وغيرها لكى تمارس صلاحياتها فى البناء والنقد واقتراح الحلول ليستفيد المجتمع كله من التنوع وإتاحة الفرصة لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية والعرقية لأن الوطن ملك لجميع المواطنين .كما ان مكافحة الفساد ليس مسؤلية فرد مهما علت نزاهته بل هى مسئولية نظام وموسسات وهيئات وحقوق إنسان لمراقبة وتنفيذ القانون ومكأفاة المتميزين ومعاقبة المسئيين بما يتناسب مع جرائمهم .


- ان الاصلاح السياسى والأجتماعى والديمقراطى يجب أن ياتى من الداخل وذلك لمعالجة المخاطر الخارجية سواء السياسية او الأمنية او الأقتصادية المحدقة ببلادنا ولعلاج مخاطر الفساد والارهاب والفقر والمرض والجهل .فلا يجب ان ندفن رؤوسنا فى الرمال ونقول نحن فى احسن الأحوال فالبيت المصرى يتعرض لمخاطر جمه ورياح أتيه من الشمال حيث نرى سقوط كل النظم الشموليه فى الدول الشرقية ومراقبة الغرب لكل ما يحدث فى بلادنا ولا يمكن لنا الصراخ مطالبين بعدم تدخل أحد فى شئوننا فى عصر السماوات المفتوحة وسرعة نقل الخبر



وفى ظل تلقينا للمساعدات الخارجية بل ونحن ننتقد ونطالب باصلاح أحوال الأخرين ، وفى ظل حقوق الأنسان التى تقرها المواثيق الدولية والتزام الدول بها وتوقيعها عليها . ان الخطر محدق بنا من الجنوب بما فيه من صراعات فى أفريقيا وتقسيم السودان ومحاصرة شريان حياتنا "مجرى النيل" ومن الشرق وما تمثله "أسرائيل" من مصدر رعب نووى وصراع على الأرض فى ظل عدم وجود أفق سلام شامل بل بوادر حرب ايرانية اسرائيلة ومن الغرب ورياح التغيير القادمة من تونس بثورة الجياع والمهمشين على الظلم والفساد.




كل ذلك الا يكون دافع لنا فى مصر مسؤليين ومواطنين وأصحاب فكر وضمير وتطلع لمستقبل أفضل لكى نعمل بالسعى الدائم والواعى والمستنير لمعالجة مواطن الضعف والخلل وعمل أجندات عاجلة للأصلاح السياسى والاقتصادى والأجتماعى والقانونى الواجب للعبور الى شاطئ الأمان .

18‏/01‏/2011

- عيــــد الغطاس المجيد



إن كلمة معمودية باللغة اليونانية (الأصلية) هي كلمة Baptiszo ومعناها يغطس أو يغمس
وفي اللغة الألمانية Deepon وهي بالإنكليزية عبارة To dip in وأيضاً أخذت منها كلمة Baptism وتعني التغطيس أو التعميد.
وعيد الغطاس المجيد هو عيد الظهور الإلهي، ففيه عرفنا الثالوث القدوس .....
عرفنا الآب الذي أحبنا وأرسل إبنه الوحيد ليخلصنا بدمه الطاهر
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية "
(يو 3 : 16)
وعرفنا الإبن الوحيد الذي تنازل من أجلنا وتجسد واتحد بجنسنا ليرفعنا ويجعلنا
" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله إبنه مولوداً من امراة مولوداً تحت الناموس "
(غل 4 : 4)
وعرفنا الروح القدس الذي يرافق مسيرة حياتنا الروحية ويملأنا بالنعمة ويقودنا للتوبة ويكرس قلوبنا لحب المسيح الذي أحبنا
" روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم "
(يو 14 : 17)
كل هذا السر الثالوثي عرفناه بالمعمودية ...
كانت معمودية الرب يسوع فاتحة خير للبشرية ... فيها إنفتحت السموات أمامنا لندخل إليه ومعه إلى عرشه الإلهي الأبدي، وبها أيضاً سمعنا صوت الآب شاهداً عن إبنه
" وكان صوت من السماوات أنت إبني الحبيب الذي به سررت "
(مر 1 : 11)
وكأنه يقول هذه الشهادة عن البشرية كلها التي صارت له إبناً بتجسد إبنه الوحيد
" الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله "
(رو 8 : 16)
وبمعمودية المسيح أيضاً صار لنا الحق أن ينزل الروح علينا ويستقر فينا كما نزل على المسيح لأجلنا
" ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب "
(غل 4 : 6)
لقد اعتمد السيد المسيح بمعمودية يوحنا ليعلمنا الإتضاع ويعطينا مثالاً نقتدي به ... ولكي يفتح لنا باب التوبة المقبولة ...
أما معمودية المسيح التي إعتمدنا نحن بها بإسم الرب يسوع فهي تهبنا :
+ نعمة التبني لله الآب
" الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله "
(يو 1 : 13)
" لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح "
(غل 3 : 27،26)
+ نعمة العضوية في جسد الرب يسوع
" لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا الى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً "
(1كو 12 : 13)
+ نعمة الطبيعة الجديدة والخليقة الجديدة
" اذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً "
(2كو 5 : 17)
+ نعمة الشركة مع المسيح في موته ودفنه وقيامته
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان إبن الله الذي أحبني و أسلم نفسه لأجلي "
(غل 2 : 20)
" أم تجهلون أننا كل من إعتمد ليسوع المسيح إعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب
هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة.، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته،
عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية "
(رو 6 : 3 ـ 6)
+ نعمة الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق
" أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"
(أف 4 : 22 ـ 24)
علينا أن نحافظ على هذه النعمة الغنية وننميها بالعمل الروحي لئلا نفقد ما قد كسبناه بالمسيح يسوع ربنا
إن المهمة العظمى التي تركها الرب يسوع لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء تأمر بالمعمودية حسب قول الرب
. "....، دفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،
وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر".
وبالمعمودية دعانا السيد المسيح لنكون شركاء معه في كنيسته ولنتعمد بأسم الآب والأبن وروح القدس .

+ منقول عن موقع اصدقاء فيروزه 


01‏/01‏/2011

- اسنكار مذبحة الاسكندريه ..... من أقباط الناصره

بإسم الآب والإبن والروح القدس
الإله الواحد 
آميــــ+ــــن 


بإسم اقباط الناصره , وبإسم مسيحي البلاد المقدسه , نشاطر اخوتنا اقباط مصر ....

"  آحزان احداث الميلاد  " 

فبدل من ان يستقبل الصغار والكبار هدايا بابا نويل , وبدل من الترتيل الفرح  بميلاد المخلص , رتلنا الحان اسبوع الآم , واستقبلنا عام جديد , ومذبحه جديده , تضاف الى سلسلة " مذابح الميلاد " التي باتت شبه سنويه وكأنها مسلسل تلفزيوني لا نهايه ... اذا لا عقاب ...اذ لا يزال التحريض .....

التحريض الذي يبدأ من " الدستور المصري العنصري " الذي يمنع اصحاب البلاد الحقيققين من بناء كنائس لاقامة الشعائر الدينيه ابسط ما يكون

التحريض الذي يبدأ " بخط الهمايون " وتحكيم الشريعه الاسلاميه في القضاء , وفي عنصريه الشارع وعنصرية المؤسسات الحكوميه والعامه , واقصاء الاقباط وتهميشهم من المناصب الهامه . 
واهم شيئ واصعب شيئ  هو حرمان الانسان من ابسط حقوقه ألا وهي :

" حرية العيش (الحياه) "  

نشجب ونرفض هدايا ابناء الظلام لنا كل عيد 
نعزي عائلات شهدائنا من ابناء النور


ونقول لهم مقولة قداسة البابا شنوده بابا الاسكندريه وبطريرك الكرازه المرقسه : 

" ربنا موجود " 

وكما قال رب المجد : 

" قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ " 

وكما قال معلمنا بولس الرسول : 

"  لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ " 


ربنا موجود