30‏/07‏/2011

† المسيحى والانطلاق نحو السماء - للأب القمص أفرايم الأورشليمى





ماذا بعد الموت ..



+ ان كل انسان منا يريد ان يعرف ما هو مصيره الابدى ، والى اين نحن ذاهبون بعد الموت ؟ ويزداد هذا التفكير عندما نودع عزيز لدينا . ان القديسين كانوا يضعوا الموت نصب عيونهم حتى يستعدوا له ويشتهوا الانتقال الى العالم الاخر ليس هروبا من الحياة ولكن تطلعاً الى المستقبل السعيد . وبينما يظن غير المؤمنين ان حياتهم تنتهى بموتهم وان الموت يحطم الانسان وينهى أماله ، ويؤمن البعض الأخر بتناسخ الارواح وعودتها فى مخلوقات أخرى وللبعض أفكار مغايرة عن الحياة بعد الموت .فان المسيحى يحيا على رجاء القيامة والحياة المطوبة مع المسيح . فماهى النظرة المسيحية الى الموت والحياة بعد الموت ؟.

+ ان المسيحية تنظر الى الحياة الحاضرة كفترة غربة قصيرة { في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض} (عب 11 : 13). ولاننا غرباء نعد أنفسنا لسكنى السماء نحيا حياة الإيمان ونبتعد ونتوب عن كل الخطايا التى تحرمنا من الدخول اليها {ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء و نزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس} (1بط 2 : 11). ونحن على الارض فى فترة غربة واختبار ووطننا الحقيقى السماء من اجل هذا نعمل لنكنز كنوزنا هناك {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون.لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} مت 19:6-21.ان حياتنا هنا كبخار ماء اذا قيست بالأبدية { لانه ما هي حياتكم انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل}(يع 4 : 14). ورغم قصر حياتنا على الارض فلنا رسالة سامية فيها كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20). وهكذا نحرص غرباء او مستوطنين ان نكون مرضيين عند الله {لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء.وان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح. فاذا نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب.لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب. لذلك نحترس ايضا مستوطنين كنا او متغربين ان نكون مرضيين عنده. لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا}2كو1:5-10.



+ لقد أكد السيد المسيح له المجد على حقيقة وطبيعته الحياة بعد الموت للصدوقيون الذين لا يؤمنون بالقيامة { فاجاب و قال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون. ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون.اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة. واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب.وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} لو 34:20-38. كما أكد الرب لنا على الحساب والمكأفاة أو العقاب بالنعيم للابرار والشقاء للاشرار بعد الانتقال لارواح المنتقلين ثم بعد الدينونة العامة للارواح متحدة بجسد القيامة { كان انسان غني و كان يلبس الارجوان و البز و هو يتنعم كل يوم مترفها.و كان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح. ويشتهي ان يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني بل كانت الكلاب تاتي وتلحس قروحه. فمات المسكين و حملته الملائكة الى حضن ابراهيم و مات الغني ايضا ودفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب وراى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه. فنادى وقال يا ابي ابراهيم ارحمني و ارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب. فقال ابراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا والان هو يتعزى وانت تتعذب. وفوق هذا كله بيننا و بينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا} لو 19:14-26 .



+ حياتنا على الارض اذاً هى فترة اعداد للدخول الى الابدية السعيدة ولكى ما نحيا فى صلة دائمة بالسماء كثيرا ما كلمنا الرب يسوع المسيح ملكوت الله ونحن نصلى دائما { ابانا الذى فى السموات} لنتذكر اين سنذهب اليه { وان غفرنا للناس زلاتهم يغفر لنا ابونا السماوي زلاتنا} . ويدعونا الإنجيل الى عدم الخوف والثقة فى محبة الله كأب صالح { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ولاننا ابناء لله بالتبنى والإيمان فنحن ورثة لملكوت السموات {لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 14:8-17.الموت اذن جسر للعبور للابدية وتحرر من متاعب وأمراض واحزان الحياة لكل مؤمن تائب يحيا مع المسيح .



الخوف من الموت ومواجهته ..



+ يرتبط الخوف من الموت بعدم الإيمان او الخوف من المجهول الذى لا يعرفه الإنسان أو عدم التوبة وحياة الخطية والخوف من العذاب الأبدى . او حتى يخاف البعض الموت لانهم يظنون انه يقضى على أحلامهم وينهى حياتهم ويفرقهم عن أحبابهم . لكن الإنسان المستعد يشتاق للأنطلاق للسماء ليس كراهية فى الحياة أو يائسا من ظروفها الصعبة لكن ليكون مع الله وملائكته وقديسيه حيث لا حزن ولا آلم ولا دموع بل فرح وسلام ومحبة فى حضرة الله وقديسيه{ لي اشتهاء ان انطلق و اكون مع المسيح ذاك افضل جدا }(في 1 : 23). وعلى أقل تقدير فان المؤمن يُسلم حياته لله قائلا {لاننا ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت فان عشنا وان متنا فللرب نحن} (رو 14 : 8). هكذا نحيا دائما فى سلام ورجاء فى الأبدية .

+ قد يكون للموت مهابته ورهبته لمن ينهمك فى شهوات العالم . ويتصور انه سيفقد هذه السعادة غير ناظرا الى أمجاد السماء ، ولانه لم يرجع الينا اناس من السماء ليحدثونا عن جمالها وسعادتها التى تغنينا عن كل افراح هذا الزمان . رغم ان هناك قليلين جدا عبر التاريخ ممن ماتوا وعادوا للحياة ، خبرونا عن انطلاق ارواحهم بسرعة البرق منجذبة الى خالقها عابرة الظلام المحيط بنا لتدخل الى عالم النور فى تسبيح وفرح لا ينطق به ومجيد ، حيث تتحرر الروح من ضبابية الجسد وتتسع مداركها ومعرفتها وتشتهي ان لا تعود ولا تستطيع ان تعبر عن ما شاهدته فى السماء ، هذا أختبره البعض قديما وحديثا ، وعندما صعد القديس بولس الرسول للسماء ورجع قال { اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم اختطف هذا الى السماء الثالثة. واعرف هذا الانسان افي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم.انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها} 2كو2:12-4. وماهى هذه الاشياء { ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه }(1كو 2 : 9).

+ ان كان الموت شئ مرعب للاشرار والخطاة وغير المؤمنين خوفا من الجحيم وعذابه وعقابه ، فلا يجب ان ينخدعوا بمباهج الدنيا الغاشة الزائلة ، بل يسرعوا للتوبة والإيمان وعمل الخير ، ليتحول الموت الى أحتفال مفرح للابرار المنتقلين ولاهل السماء ولنا . لقد لبست أم القديس أغريغوريوس النزينزى ثياب العيد عندما حضرت جنازة ابنها قيصروس الطبيب . وكان الكثير من الشهداء يتقدمون الى الأستشهاد فرحين متهللين وذاهبين بثياب العرس للقاء العريس السماوى . وعندما حُكم على الانبا بساده الاسقف بالاستشهاد ارتدى ثياب الخدمة البيضاء وعندما سأله شماسه لماذا يلبسها؟ قال له (يا ابنى انا ذاهب الى حفل عرسى .. وقد عشت السنين الطويلة مشتاقاً الى هذا اللقاء)، ولبست تاسونى إنجيل ثياب بيضاء وهى تزف ابونا القديس بيشوى كامل زوجها للسماء . لم يرهب القديسين الموت عالمين انه انتقال للأفضل حيث لا شيطان يحارب ولا خطية تفقدنا سلامنا ولا مرض يقلق ويتعب . فلنختبر قوة الحياة المقامة مع المسيح ليكون لنا ثقة فى الله ورجاء فى الأبدية . فلو وعدنا انسان عظيم بشئ أفلا نثق بوعده؟ هوذا السيد يعدنا ويقول لنا { قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا }(يو 11 : 25). { لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. في بيت ابي منازل كثيرة والا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لاعد لكم مكانا.وان مضيت و اعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا} يو 1:14-3. فلا نخشى الموت مادمنا مستعدين للقاء الله بالتوبة ويقين الإيمان والرجاء ، يجب ان نحترس من هلاك النفس ببعدها عن الله ووقوعها فى فخاخ ابليس ليهك الجسد والنفس والروح. لقد تهلل سمعان الشيخ عندما راى خلاص الله وطلب انطلاق روحه للسماء { الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لان عيني قد ابصرتا خلاصك.الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للامم و مجدا لشعبك ا} لو29:2-32.

+ الشئ المحزن فى الموت هو صعوبة الفراق على الاهل والاحباء ، وهذه المشاعر الإنسانية يقدرها الله ايضا ويدعونا للحزن مع الحزانى ، وعندما ذهب السيد المسيح الى قبر لعاز بكى تأثراً حتى ان اليهود قالوا { فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه }(يو 11 : 36). ولكن لم يقف السيد عاجزاً امام الموت بل قال للعازر لعاز هلم خارجاً فقام الميت وخرج من قبره حياً ليقول لنا لا تحزنوا كالباقين الذين ليس لهم رجاء سيقوم أحبائنا فى اليوم الأخير وسنلتقى بهم ونفرح معا بالنصرة والدخول الى سماء المجد { ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم.لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه} 1تس 13:4-14.واذ نستودع حياتنا فى اليد الإلهية الامينة نطوب الذين يصلون الى نهاية الرحلة بسلام { وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم }(رؤ 14 : 13). واذ نثق فى انهم سعداء فى السماء ويصلون عنا لدى الله نستريح عالمين ايضا انهم سحابة شهود محيطة بنا { لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا }(عب 12 : 1).



الفردوس وملكوت السماوات ..



+ اننا نؤمن ان جميع المنتقلين الابرار والاشرار تنتقل ارواحهم الى مكان الأنتظار للدينونة العامة . ينتقل الابرار الى الفردوس ففى حديث السيد المسيح مع اللص اليمين الذى قال له {اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس} لو 42:22-43. وبهذا فقد ذكر المخلص الصالح مكان انتظار الارواح البارة التى تنتقل على رجاء وتتنعم بالوجود فى الفردوس مع القديسين والملائكة وفى حضرة الله حتى المجئ الثانى للسيد المسيح ليدين الاموات والاحياء { و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم.و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض.فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم} رؤ 9:6-11. ليقوموا فى المجئ الثانى ويرثوا ملكوت السموات ، فالله الذى خلق الإنسان من العدم قادر ان يقيمه بقدرة لاهوته لتشترك الأجساد مع الروح فى الحياة الابدية وفى المكأفاة كما أشتركت فى التعب والجهاد .

+ اما الاشرار فتذهب ارواحهم الى الجحيم او الهاوية لتنظر يوم القيامة والدينونة العامة { يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة و يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد} 2بط 9:2-10. ثم تقوم اجساد هؤلاء وتتحد بارواحهم وتذهب الى جهنم { ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته } (مت 25 : 41). وهذا ما أكده الرب بقوله .{ لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته . فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.} يو28:5-29.

+ اما الباقين احياء الى المجئ الثانى للمسيح فسيتغيرون ويلبسون أجساد روحية نورانية على مثال جسد المسيح المقام ليكونوا معه فى ملكوتة { ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم.لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه. فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين.لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام} 1تس 14:4-18.



كيفية الحساب والدينونه..



+ قدم لنا السيد المسيح كيف يكون يوم الدينونة فى مشهد مستوحى من البيئة البدوية والزراعية التى انتشرت فى أيام خدمته { ومتى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم.لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني.عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك.ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك.ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك.فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته.لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني.كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك.فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية } مت 34:25-46.

+ اننا سنحاسب حسب إيماننا واعمالنا بكلام الإنجيل {من رذلني و لم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير} (يو 12 : 48) {في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع } (رو 2 : 16) ولنا رجاء فى الله الكلمة المتجسد ان يرحمنا كراعى صالح يضمنا الى ملكوته السماوى {من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا} (رو 8 : 34). لانه لابد ان نقف أمام الديان العادل {ورايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر اخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم ، وسلم البحر الاموات الذي فيه وسلم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب اعماله }(رؤ 20 : 12- 13).



قيامة السيد المسيح وقيامتنا نحن ..



+ ان قيامة السيد المسيح بعد الصلب والموت وظهوره بجسده الروحانى الممجد للتلاميذ والمؤمنين به والتى سجل لنا الإنجيل الكثير هذه القيامة جاءت لتؤكد انتصار المسيح لنا على الموت والشيطان والخطية وكاستباق لأكتمال التاريخ ودخولنا الى الحياة الأبدية معه { اقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع} أف 6:2 . قيامة الرب يسوع المسيح باكورة للراقدين ورجاء وعزاء وفرح الأحياء المؤمنين { ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات. فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون.لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم. اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس.ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات.لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} 1كو12:15-22. لقد وهبت لنا قيامة الرب يسوع المسيح صفحة جديدة فى سفر الأبدية لنعيش الغلبة على الشيطان والخطية والموت وجعلتنا نسير بقوة الروح القدس نحو المستقبل الابدى بخطى واثقة نحو السماء والمجد والخلود .



+ لكن كيف يقوم الأموات وباي جسد يقومون ؟ { لكن يقول قائل كيف يقام الاموات وباي جسم ياتون. يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت.والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي.و لكن الله يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه. ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد اخر وللسمك اخر وللطير اخر.واجسام سماوية واجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر.مجد الشمس شيء ومجد القمر اخر ومجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد.هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة.يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية وادم الاخير روحا محييا. لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني.الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء. كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا وكما هو السماوي هكذا السماويون ايضا.وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي. فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد.هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير.في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير.لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت.ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية.اما شوكة الموت فهي الخطية وقوة الخطية هي الناموس.ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو 35:15-58.

+ هذا الإيمان الذى تسلمته وعاشته الكنيسة منذ عصرها الرسولى مؤمنة اننا مدعوين للإيمان ولحياة الفضيلة والبر فى ايام غربتنا على الارض ليقدم لنا بسعة الدخول الى ملكوت الله والسعادة التى لا يمكن ان يعبر عنها للابرار حيث حياة الفرح والسلام والمحبة والتسبيح الدائم { فان سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها ايضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح }(في 3 : 20). ولهذا ففى كل صلاة نعلن ايماننا بالله وبالمجئ الثانى للسيد المسيح ليدين الاحياء والاموات وانتظارنا لقيامة الاموات وحياة الدهر الاتى لنكون مع المسيح متهللين ومسبحين كل حين . أمين

25‏/07‏/2011

† رسالة الى كل نفس - للأب القمص أفرايم الأورشليمى






نفسك الكثيرة الثمن لدى الله ..



+ ان الله قد بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة ويكفى انه دعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). ولقد عبر عن هذه المحبة الحقيقة للبشر والتى من أجلها تجسد الله الكلمة { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} يو 14:1. ومات المسيح كلمة الله المتجسد من أجل خلاص البشرية الساقطة ومن أجل خلاص كل أنسان فيها وكأنه موضع محبة الله {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). ولقد أكد الإنجيل على هذه المحبة الإلهية للخطاة {و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا }(رو 5 : 8). الله من اجل سعيه الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي . اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}أش 1:43-2. ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية .

+ ان العالم المادى بما فيه سيمضى ويزول { العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد }(1يو 2 : 17). انت عزيز لدى الله الذى يريد خلاصك وروحك ونفسك الثمينة لديه وهو يريد لك الحياة السعيدة على الإرض وفى السماء ، وستقوم فى اليوم الاخير بجسد نورانى روحانى ممجد بالإيمان بالله وبمحبته وخلاصه { الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون.لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 25:5،28-29. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون (1تي 2 : 4).ولكن أمر خلاصنا يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين المقدم لنا بالمسيح يسوع ربنا وقبول الخلاص بالتوبة والإيمان والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.

+ ان نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله له ويظن ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي { وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري . وقال اعمل هذا اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} لو 15:12-20. لقد اتكل هذا الغني على ممتلكاته دون الله وهلك ولا تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب . وكيف ننجو نحن إيضا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ولهذا يوصينا الإنجيل { اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع }(1تي 6 : 17). وكم من أناس أتكلوا على سلطة زمنية خادعة قادتهم الى الهلاك والإنجيل يحضنا على الأتكال على الرب الذى لا يُخزى منتظريه { اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض و ارع الامانة} (مز 37 : 3). وهناك من عملوا لاشباع شهواتهم وقادتهم الى الهلاك {الحسن غش و الجمال باطل اما المراة المتقية الرب فهي تمدح }(ام 31 : 30). اننا لو ربحنا العالم كله - وهذا من دروب المستحيل - ولكن خسرنا أنفسنا فقد أصبحنا خاسرين السعادة الحقة على الإرض والسعادة الأبدية فى السماء ، وقد أكد السيد المسيح على هذه الحقيقة قائلاً {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .

+ لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا .ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله وروحه القدوس : ماذا تريد يارب ان أفعل؟ ونعمل مشيئة الله فى حياتنا وبهذا نصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية . وعندما نصطلح مع أنفسنا ومع الله ينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام معهم ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل مجد الله الذي يدعونا ان محبة الناس كما نحب أنفسنا . حينئذ نحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح .



الله يقدران يغيرك للأفضل ..

+ كنت أتحاور مع احدهم وهو يحيا بعيدا عن الله فقال لى لقد أعتدت حياتى هذه ولن أستطيع أن أغير من نفسى بل لا أستطيع ان اسير مع الله لانه يقيد حريتى بوصاياه ؟ قلت له اننا لا يجب ان نفقد ثقتنا فى الله ولا فى انفسنا { غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله }(لو 18 : 27). فكل شئ مستطاع لدى المؤمن . قد تسيطر عليك عادات سئية وقد تقيدك علاقات خاطئة وتشعر بعدم قدرتك على التخلص منا ولكن علينا ان نجاهد ونغصب أنفسنا للتوبة والرجوع الى الله والبعد عن المعاشرات الردئية التى تفسد الأخلاق الجيدة . واذا نصمم على القيام والحياة مع الله يرى الله أمانتنا ويقوى إيماننا ويقودنا بروحه القدوس من مجد الى مجد ، اما الظن بان وصايا الله تحد من حريتنا فهذا ليس صحيح بل على العكس ان الوصايا تحفظنا فى الطريق وتقودنا لئلا نغرق فى برية وطوفان بحر العالم . وهل عندما نحيا بلا الوصية نكون سعداء فى البعد عن الله أم نتخبط ونعانى القلق وفقدان السلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22). ان الخطية تورث المرض والاكتئاب والعار ثم الهلاك الإبدى . وعندما نقترب من الله ونرجع اليه نسترد سلامنا الحقيقى ونفرح بالحياة فى رضاه ونسمع صوته الحلو {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم }(مت 11 : 28). ان توبتنا تفرح الله وملائكته {اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده . واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} لو 4:؛15-7.



+ ان الله يستطيع ان يشكلنا من جديد كاوآنى للكرامة والمجد ان أطعنا عمل نعمته فينا { ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع }(اف 2 : 7). وهذا ما بينه الله لارميا النبي قديما {الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. قم انزل الى بيت الفخاري و هناك اسمعك كلامي. فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه. فصار الي كلام الرب قائلا. اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي {ار1:18-6. واضح هنا ان إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا. رأي إرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. {هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه}سير29:38.

+ أن الفخاري لا يلهو أو يلعب بالطين ، إنما يعمل في جدية عملاً هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الفخاري الأعظم هى موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ان الفخاري يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك. ليشكل منه كما يليق به ، اننا أغلى وأثمن لدى الله من هذه الأواني الفخاريه بكثير جداً .

+ وعندما يفسد الوعاء سواء عن جهل او ارادة او رغبة منا وعصيان للفخاري الاعظم فانه يدعونا للتوبة والرجوع { فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء و اصلحوا طرقكم و اعمالكم (ار 18 : 11). لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ لان الأمر يختص بآنية حية تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول {ففسد الوعاء الذي كان يصنعه} احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، فيكون فسادك نتيجة لخطأك وبحريتك. خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادته ، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الله نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء، إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معاً ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: "بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ (رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية، أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئاً. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله.

+ حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نثبت في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20). والله الذى عمل فى الرسولين القديسين سمعان بطرس ومع شاول بولس ومع مريم المجدلية والمرأة السامرية ، يستطيع ان مع كل واحد وواحدة منا لنكون أوانى للكرامة والمجد {لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح }(1بط 1 : 7).



عطشت اليك نفسي

+ يا اله المحبة وضابط الكل الذى يسعى لخلاص جنس البشر ، انت تحبنا وتريد ان نحيا فى صداقة ومحبة متبادلة معك ، وانت دائما تبادر فى السعي لاعلان محبتك الإلهية لنا رغم عدم استحقاقنا لكن لانك أب صالح نأتى اليك ياله الرحمة ورب كل عزاء قارعين باب تحننك فهب لنا ياغنياً بالمراحم البرء من خطايانا من كنوز أدويتك .

+ يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ، متى اجيء و اتراءى قدامك ، انت قادر ان تعد كل نفس منا لتكون آنية كرامة ومجد يوم مجئيك الثانى المهوب المملوء مجداً لتجازى كل واحداً كنحو أعماله . وانت قادران تمحوخطايانا كصالح ومحب البشر وتقودنا فى موكب نصرتك وتهب الرعاة والرعية حياة فاضلة تليق بابناء الله القديسين .

+ اننا نأتى اليك بكل ما فينا من عيوب وضعفات ونسألك ان تشكل فينا كما تحب وكما يليق بابناء الله القديسين فان كنا خطاة فبالتجارب نؤدب وانا كنا ابناء فالتجارب تنقينا وتهبنا النصرة . وها نحن أفراد وكنيسة بين يديك وانت الرحوم تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لمعالجة كل ضعف وكسل او تقصير لنعود اليك كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا عيب من أجل مجد أسمك القدوس.

23‏/07‏/2011

† رجائنا الراسخ فى الله - للأب القمص أفرايم الأورشليمى




مفهوم الرجاء المسيحى ..

+ الرجاء هو الثقة التى لا تتزعزع فى الله والأيمان بانه عوننا فى الطريق نحو تخطُى أزماتنا الصغيرة والكبيرة والوصول بنا كضمان أكيد الى الخلاص وهو ايضا سيقيمنا من بين الاموات لنحيا معه فى سماء المجد ، وعلى هذا فالرجاء هو توقع الخير فى المستقبل القريب والبعيد من الله {لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء} أر 11:29. ولهذا فان { البار بالايمان يحيا }(غل 3 : 11). الرجاء فضيلة ترتبط أرتباط وثيق بالايمان بالله ومحبته . ان الرجاء بالله لا يخزي لان الله أمين ولا يترك المتكلين عليه وقد سكب محبته فى قلوبنا بروحه القدوس {والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5). ان الرجاء هو طوق نجاة المؤمن وهو يواجه أمواج الحياة وتجاربها واثقاً ان الله سيقوده فى موكب نصرته سواء على مستوى العالم الحاضر او الحياة الأبدية .



+ ويؤكد لنا الكتاب المقدس على أهمية الأتكال على الله والتعلم حتى من دروس التاريخ كيف أتكل آباؤنا على الله فنجاهم من تجارب الزمان الحاضر وقادهم الى الأبدية { عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم.اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا} مز 4:22-5. لم يقل داود النبى هذا الا عندما أختبر هو ايضا معونة الله وانقاذه هو مطارد من الملك شاول { لولا الرب الذي كان لنا ليقل يعقوب . لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا.اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا.اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات و الارض} مز 1:124-8. ولهذا كان داود يدعونا ان لا نتكل على بنى البشر ولا حتى على معونة الملوك والرؤساء بل على الله الحى { لن يخلص الملك بكثرة الجيش ، الجبار لا ينقذ بعظم القوة. باطل هو الفرس لاجل الخلاص و بشدة قوته لا ينجي .هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته. لينجي من الموت انفسهم و ليستحييهم في الجوع.انفسنا انتظرت الرب معونتنا وترسنا هو.لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا. لتكن يا رب رحمتك علينا حسبما انتظرناك} مز 16:33-22. هكذا فعل اشعياء النبى وكان يحزر الشعب قديما من الالتجاء الى العون الخارجى { ويل للذين ينزلون الى مصر للمعونة ويستندون على الخيل ويتوكلون على المركبات لانها كثيرة وعلى الفرسان لانهم اقوياء جدا ولا ينظرون الى قدوس اسرائيل ولا يطلبون الرب }(اش 31 : 1). ان خلاصنا بالله وعين الرب على خائفيه الراجين رحمته لهذا علينا ان نكون راسخين الثقة فى الله الأمين {لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23).



+ لقد جاء مسيحنا القدوس وديعا متواضعا ومع هذا كان قوياً مهاباً يقول الحق ولا يبالى بالوجوه ، جاء يخبر الأمم بالحق وينصر الضعيف وعلى اسمه رجائنا فى الخلاص من الشيطان والشر والخطية والضعف والموت . ان رجائنا لا يتجه ولا ينظر الى الظروف او يطلب شئ خاص بل يتجه الى الله {يخبر الامم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته.قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} مت 18:12-21. { لأنك أنت رجائى يا سيدى الرب متكّلى منذ صباى}(مز5:71). لقد قاد موسى النبى الشعب قديما من عبودية فرعون الى الحرية والدخول الى الاراضى المقدسة كخادم أمين أما السيد المسيح فهو كلمة الله المتجسد ورأس الكنيسة ومخلص الجسد سيقودنا الى الخلاص والدخول الى الأقداس السمائية متى تمسكنا بثقة الرجاء الثابت فيه الى النهاية { موسى كان امينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به.واما المسيح فكابن على بيته وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية} عب 5:3-6.

+ للخطاة رجاء فى الله غافر الخطايا ومانح العطايا .حتى لو جائنا لله كما اللص اليمين فى اخر لحظات حياتنا ، وللمرضى رجاء فيه وهو الطبيب الشافى الذى كل شئ مستطاع لديه ، وللجياع رجاء فيه وهو الذى أشبع الالاف من خمس خبزات وسمكتين ، وللذين فى الضيقات والتجارب رجاء فى خلاص الله الذى دافع عن المرأة الخاطئة وانقذها من الرجم وقال لها اذهبى بسلام ولا تخطئ ايضا ، وللذين تسلط عليهم أبليس رجاء فى من له السلطان على الارواح الشريرة ليطردها بكلمة ، وللذين تسلطت عليهم الضعفات والخطايا رجاء فى الذي حرر زكا العشار والمرأة السامرية ، وللحزانى رجاء فى اله التعزية الذى أقام لعازر من القبر انه سيقيم أحبائنا ويقيمنا لنلتقى بهم فى سماء المجد . فلا تيأسوا ابداً من رحمة الله بل تعالوا اليه يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وهو يريحكم . ثقوا فى الله وشدة قوته وعمله من أجل خلاصكم واطلبوه فهو قريب { واما منتظرو الرب ، فيجددون قوة . يرفعون اجنحة كالنسور . يركضون ولا يتعبون . ويمشون ولا يعيون } ( إش 40: 31 ).



ما بين الرجاء الزمنى والأخروى .



+ إيماننا بان الله ضابط الكل وان كل ما يحدث فى عالمنا لا يخرج عن خطته للمستقبل البشري حتى لو أختلفت مقاصد الناس عن قصد الله ، فالله قادر ان يحول الشر الى خير والى تحقيق ارادته فى حياتنا . هذا يجعلنا واثقين مطمئين فى الله على المستقبل سواء مستقبل كل واحد منا أو على مستقبل كنيستنا وبلادنا وعالمنا . فعلى المستوى الفردى فى حياة يوسف الصديق قصد اخوته به شراً لكن الله اراد به خير عاش يوسف بالرجاء والإيمان حتى تحقق فى الواقع العملى {انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا على المستوى الجماعى كان لله خطة اعلنها لابراهيم ابو الاباء عن شعبه وتم تنفيذها على مدى قرون طويلة فليس لدى الله ماضى وحاضر ومستقبل بل معرفة شاملة كاملة عامله { فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم و يستعبدون لهم فيذلونهم اربع مئة سنة. ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها و بعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. واما انت فتمضي الى ابائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا} تك13:15-16.

+ ليس معنى هذا اننا مسيرون نحو تحقيق الخطة الإلهية بل لنا الحرية والارادة والأختيار ان نسير حسب ارادة الله أو حسب شهوات قلوبنا وارادتنا الخاطئة ونتحمل تبعات خطواتنا الفردية او الجماعية الخاطئة . هكذا راينا السيد المسيح ينادى لاورشليم بالخلاص بل وقف على جبل الزيتون قبل اتمام الفداء وبكى عليها لانها لم تعرف ما هو لسلامها وانبأ عن خرابها وهدم هيكلها تلاميذه القديسين وعاتب قادتها وأهلها قائلاً: { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.هوذا بيتكم يترك لكم خرابا والحق اقول لكم انكم لا ترونني حتى ياتي وقت تقولون فيه مبارك الاتي باسم الرب} لو 34:13-35. لقد كان أضطهاد المؤمنين الاوائل فى اورشليم سبباً لانتشارهم للكرازة فى كل العالم { فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة }(اع 8 : 4).

+ اننا نصلى لله ضابط الكل ، صانع الخيرات الرحوم ان يقود العالم ولاسيما بلادنا وشرقنا نحو السلام والعدل والعيش الكريم المشترك بين جميع الأجناس والاديان والدول والأمم . وان يلهم قادتنا ومسئولينا بل ويوجه قلوبنا جميعا نحو الخير والسلام والمصالحة بدلا من الصراع . علينا ان نسعى فى صنع السلام العادل والدائم والشامل ومحاربة التخلف والفقر والمرض والبطالة بدلا من زرع الكراهية والأحقاد فى النفوس التى تؤدى بنا الى الحروب والدمار والخراب . وعلينا قادة وراى عام تقع المسئولية كصناع مستقبل وحضارة أو دعاة كراهية وعداء وحروب بما ورائها من ثمار .اننا نصلى من أجل العتق للخليقة كلها لترجع الى الله بالإيمان ليتحقق رجائنا لنعتق من عبودية الفساد وتسلط الظلم والظالمين { لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله.اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء.لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن و تتمخض معا الى الان.و ليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا} رو 19:8-23. وان كنا نتوقع المعونة من الله لينقذنا من الضيق الحاضر فيجب ان نحيا فرحين فى الرجاء ونعمل على تحقيق ارادته فى حياتنا بالعمل الدوب والسعى الدائم والايمان والصلاة { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة }(رو 12 : 12) ان رجائنا يتجه بالصلاة الى العون السماوى الأخروى الذى يضع نهاية لكل شدة { ويُقال فى ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلصنا. هذا هو الرب الذى انتظرناه نبتهج ونفرح بخلاصه}(إش9:25).



+ ان قيامة السيد المسيح هى حجر الزاوية فى الإيمان والرجاء المسيحي ، فان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايماننا وكرازتنا ولكن كما قام السيد المسيح سنقوم نحن معه فى اليوم الاخير . ولهذا نصبر ونجاهد ونحيا ضيق والآم الزمان الحاضر على رجاء مكأفاة الأبرار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات.لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم.انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم و هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح} 1بط 3:1-7. اننا نطلق من الرجاء الحاضر الى الرجاء الأبدى فى المسيح يسوع ربنا ، حيث اننا نحيا الجهاد الروحى على رجاء المجد العتيد ان يستعلن فينا فاننا نحيا على الرجاء بقوة وقيادة الروح القدس { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).



+ اننا من أجل هذا الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة التوبة والأيمان والبر كابناء الله القديسين {لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس. معلمة ايانا ان ننكر الفجور و الشهوات العالمية و نعيش بالتعقل و البر و التقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} تي 11:2-13 . ومن اجل الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة الطهارة والقداسة لنشارك فى المجد العتيد ان يستعلن فينا { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه. ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر.}(1يو 3 : 1- 3). لقد صعد الرب يسوع المسيح الى السماء كسابق لأجلنا { لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا.الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة تدخل الى ما داخل الحجاب. حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد} عب 18:6-20.



رجائنا فى اله السماء .

+ فيك رجائنا وثقتنا يالله ، يا رجاء من ليس له رجاء ، معين من ليس له معين ، عزاء صغيرى النفوس ، مينا الذين فى العاصفة .كل الأنفس المتضايقة والتى يريد الشيطان ان يقودها لليأس ، انت قادر يارب كراعى صالح ، ورب الكل انت تعطيها خلاصاً ومعونة ونعمة ورجاءاً لا يخزي . لتضمد يارب جراح المجروحين وتقيم الساقطين وتعطى رجاء للبائسين والمحرومين وتنصف المظلومين وتهدى الضالين فانت الهنا الأمين .

+ عندما نمر بتجارب وضيقات الحياة وعندما تواجه سفينة حياتنا أمواج البحر أو يبتلعنا الحوت كيونان ويظن البعض انه قد قضى علينا وما ارادوا كان ، نجد يدك الحنون لنا فى جوف الحوت تصون ، وتسد أفواه الاسود ، وانت يارب المجد بالرجاء علينا تسود . لنواصل الرسالة مؤمنين بحفظك ورعايتك وقيادتك الأمينة فى كل زمان والى منتهى الأيام.
+ رجائنا فيك يا من لا يعسر عليك أمر، ان تقودنا نحن شعبك يا من قلت ها انا معكم كل الأيام والى أنقضاء الدهر . يا اله النصرة والرجاء . اغلب بقوتك تيارات الالحاد والاباحية والمادية والفساد والشر ولتقودنا رعاة ورعية ، حكام ومسئولين وأهل فكر ورجال دين وشعب من كل أمة ولسان نحو السلام والخير والاخاء وليثبت الايمان و الرجاء و المحبة لنحيا منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجدك العظيم . أمي



22‏/07‏/2011

† السعى نحو تحقيق الهدف - للأب القمص أفرايم الأورشليمي





أهمية وجود أهداف لحياتنا ..
+ عندما يكون لدينا أهداف نسعى الى تحقيقها يكون لحياتنا قيمة ومعنى . ان الفرق بين الإنسان الفاشل والمتفوق والناجح والذي يتقدم للأمام دائما ان الاخير يستيقظ صباحا ولديه أهداف روحية وعمليه يسعي لتحقيقها ويتجه نحو تحقيقها يوما فيوم { ليس اني قد نلت او صرت كاملا ولكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع.ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء و امتد الى ما هو قدام .اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا و ان افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا}     فى 12:3-15. فهل نسعى نحن نحو الكمال النسبي المراد منا كأناس الله القديسين كما دعانا الإنجيل {فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت  5 :  48).
+ ان البعض من شبابنا يجتهد ويتفوق ويتميز ويصل الي ما يريد لانه وضع أمامه اهداف يريد ان يصل اليها فيجتهد للوصول وكما قال احد الشعراء (لا تحسبن المجد تمراً انت آكله .. لا تبلغ المجد حتى تلعق الصبر) فالنجاح يحتاج للجهد والعرق والسهر ، ان كل ما وصلنا اليه من تقدم هو نتيجة جهد ومحاولات وتجارب أناس آمنوا بامكانية الوصول لاهدافهم ، اما الفشل فيأتى من الكسل وضياع الوقت واهداره لعدم وجود أهداف نسعى اليها أو حتى وجود أهداف خاطئة، حينئذ يشعر الأنسان بالخمول واليأس من الحياة كانها عبء لا يحتمل .
+ ان الإنسان هو تاج الخليقة وقد وهبه الله الطاقات الخلاقة والأمكانيات الجبارة والقدرات الروحية الهائلة ونظرة لما حولنا من مخترعات علمية وتقنية من طائرات وكمبيوتر وموبيل ونت وتواصل بالصوت والصورة وارسال الملفات . وكل الكتابات الادبية والتقدم الطبي والهندسي بل وحتى فى المجال الروحى وما وصل اليه القديسين فى عالم الروح  حتى منذ زمن  سواء من قداسة السيرة او التعليم السليم ، تشهد على نعمة الله الغزيرة ومواهبه التى منحها للبشر والتى تحتاج الى من يضرمها فى كل مجالات الحياة .
+ لكن علينا ان نضع الاهداف أمامنا ونكون أمناء فى سعينا للوصول اليها ، فان ارادة الوصول الى النجاح وتحقيق الأهداف لابد ان تصل بنا الى تحقيقها . فمن كان يعتقد أن محامي متواضع يرفض اللجوء الى العنف ويدعو الى المقاومة السلمية يستطيع بايمانه بقضيته ان يقوض اركان الامبراطورية التى كانت لا تغيب عنها الشمس . انه "غاندي" الذى استطاع تحرير الهند من قبضة بريطانيا . فماذا تستطيع انت ان تفعل لا لتحرر الهند بل لتحقق أهدافك فى الحياة فى الانتصار على الخطية والشيطان والضعف وتنجح وتقود الذين حولك الى النجاح ؟ عليك اذاً ان تجلس مع نفسك وتحدد الاهداف التى تريدها وتتخذ القرارات المصيرية نحو تحقيقها طالبا العون والحكمة والقوة من الله . خالقا الدافع والحماس الدائم نحو بلوغ هذه الغايات .
+ ربما هناك امور خارجه عن ارادتنا تلعب دوراً فى وصولنا الى أهدافنا لكن نحن الذين نحدد ونتحكم فى أستجابتنا لهذه الظروف ورد الفعل لتغيير هذه الظروف . ان الذين اتوا بالمفلوج للسيد المسيح عندما لم يستطيعوا ان يدخلوا به البيت من الباب نتيجة للزحام صعدوا الى السطح ونقبوا السقف وانزلوه لذلك لما راى السيد ايمانهم { فلما راى ايمانهم قال له ايها الانسان مغفورة لك خطاياك } (لو  5 :  20). ثم قدم له الشفاء الجسدى ايضا. هكذا عليك ان تتخذ القرارات المهمة فى حياتك من الناحية الروحية والاسرية والعملية  وليكن منها ما هو قريب وعاجل لاصلاح الخلل والبعض على المدى البعيد للتقدم والوصول الى النجاح الذى تريده . ان الدول المتحضرة تعمل لها خطة لعشر او خمس سنوات تسعى الى تحقيق اهداف معينة فيها ومن خلالها تعمل خطة وموازنة سنويه للوصول الى الخطة البعيدة المدى . وكلما كان هناك التزام ومتابعة ومحاسبة وأمانة ، تتحقق الأهداف . فهل لنا ان نحول ذلك الى عمل فردى وأسرى نسعى اليه وننجح فيه .
+ حدد الادوات والوسائل المتاحة أمامك للقيام باهدافك ، وكيف تحقق هذه الاهداف بالأمكانيات المتاحة لك . ان النجاح لا يحتاج الى عمل المستحيل بل الممكن . حدد الاهم ثم المهم ثم الاقل أهمية وقم بهم بامانة منظماً وقتك بقدر طاقتك ، عبر عن محبتك  العميقة للإخرين من خلال كلمات التقدير . قم بعمل الاشياء المؤجلة والتى أثرت بالسلب على حياتك ، عليك ان تبدأ فى تنفيذ الخطوة الاولى نحو تنفيذ الهدف فرحلة الأف ميل تبدأ بالخطوة الأولى . ثم أقطع الميل الثاني فى خدمتك وعملك وبالتصميم والعمل ستصل الى نهاية الرحلة وتحقق اهدافك . أستمر فى إيجاد  الحافز والدافع الى النجاح واكتساب المعرفة الروحية والعلمية والادبية لا كاشياء ترفيهية بل أعمل على الاستفادة منها فى حياتك العملية واثراء شخصيتك وأكتساب المهارات اللازمة لكسب الأصدقاء والتاثير على الناس وفن التعامل الناجح فى مجتمعك .

رسالتك فى الحياة ..

+ جاء السيد المسيح متجسداً ليكون لنا النور والحياة الأفضل { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة} (يو  8 :  12). ومن محبته أشركنا معه فى العمل لنكون نور ايضا لانفسنا وللاخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل.و لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 14:5-16. فهل تقترب من الله وتعرف عظيم محبته للبشر وتستنير بكلماته وتحيا به وتكون نوراً بمبادئك وخلقك وأعمالك وخدمتك للأخرين . وما هي رسالتك فى الحياة ؟ وما هي اهدافك التى تسعي الى تحقيقها؟ هنا نجد السيد المسيح يقدم لنا الطريق الحقيقى نحو بناء شخصية عظيمة ناجحه ، انه طريق الخدمة والعمل والعطاء { فدعاهم يسوع و قال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم و العظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا. كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين} مت25:20-28. فالطريق الى النجاح ليس مجرد كلمات تقال بل أفعال تتحقق { واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات }(مت  5 :  19).
+ انت ايضا سفير للسماء تحيا التوبة وتدعو اليها بالمحبة والقدوة {اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو  5 :  20).ولكي نكون هكذا يجب ان نكون عارفين بفكر اله السماء ، وان نحيا كشهود أمناء لله والكنيسة . ويكون لنا الاهداف السامية التى نحيا وندعو اليها . فهل نحن أمناء فى تحقيق مهمتنا على الارض والربح بالوزنات المعطاة لنا . ان داخل كل منا نهر من المواهب والوزنات قد لا نستثمر منه الا القليل وكاننا ناخذ منه بكوب صغير ولاننا لا ندع الماء يجري فانه يتوقف ويفسد طعمه من اجل ذلك لابد ان تؤمن بنعم الله وعمل روحه القدوس داخلك  وتضرم هذه المواهب { من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح} يو 38:7-39. أما ثمر الروح الذى فيك   { و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف} غلا22:5.
+ لقد طلب بعض الرهبان من الانبا باخوميوس مؤسس نظام الشركة الرهبانية أن يصلى من أجلهم كى ينالوا موهبة عمل المعجزات فقال لهم : إن رأيتم انسان غير مؤمن و أنرتم أمامه الطريق الذي يقوده إلى معرفة الله تكونون قد أحييتم ميت.  و إذا رددتم أحد المبتدعين في الدين إلى الأيمان المستقيم تكونون قد فتحتم عيني أعمي. و إذا جعلتم من البخيل كريماً تكونون قد شفيتم يداً يابسة.  و إذا حولتم الكسلان إلى النشاط تكونون قد منحتم الشفاء لمقعد مفلوج. و إذا حولتم الغضوب إلي وديع تكونون قد أخرجتم شيطاناً.  هل هناك شئ يطمع الإنسان أن يناله أعظم من هذا؟ واول عمل المعجزات هو معجزة تغييرك انت فى كل الاشياء السلبية الى الأيجابية  ومن التعلق بالارضيات فقط الى التطلع نحو السمائيات  ثم السعي لجعل حياة الذين هم حولك أفضل بالتشجيع والعطاء والمساعده لاكتشاف مواهبهم وتنميتها .
+ لا تستهين بنفسك ولا تقلل من أمكانياتك وقدراتك { اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى } (1كو  1 :  28). لقد اختار الرب موسى النبى لقيادة الشعب قديما وهو يشعر بضعفه وحوله الى قوة { فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان، استمع ايها السيد ارسل بيد من ترسل}(خر  4 :  10،14). واختار الله داود النبي وهو فتى صغير يرعى غنم ابيه فى البرية ليهزم جُليات الجبار ويكون ملكا وقاضيا ونبى . ان الله يبحث عن الأمناء والذين قلوبهم كاملة نحوه . ويريد ان تشترك فى العمل معه فلا تكن كإرميا الذى تعلل بصغره { فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب و تتكلم بكل ما امرك به (ار  1 :  7). بل تشدد بالرب وانتظر عمله معك {و اما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون و لا يتعبون يمشون و لا يعيون }(اش  40 :  31).
+ لتجلس مع نفسك يا عزيزى وتحدد الاهداف التى تطمح الى تحقيقها سواء فى المجال الأسرى او الأجتماعى او فى العمل او فى المجال الروحى ، ويجب ان تكون مؤمن بها وقادر بالرغبة والارادة والأمكانيات على تحقيقها . فتعالج سلبات حياتك وتنطلق الى تحقيق السعادة لك ولمن حولك . ففى المجال الروحى لابد ان نتوب ونتخلص من الضعفات والسقطات وننمو فى الروحيات والفضيلة ومعرفة ارادة الله لنصل الى حياة القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب .

كل شئ مستطاع للمؤمن ..

+  ايماننا بك يارب يجعلنا نستطيع ان نسير من قوة الى قوة ، فانت قوة الضعفاء وحكمة الجهال ونوراً للذين فى الظلمة ، ونحن نؤمن باننا نستطيع كل شئ فيك ايها الراعي الصالح الذي تقوينا . كان ايليا رجل تحت الآلام مثلنا وكانت صلاته الواثقة تغلق وتفتح ابواب السماء . ونحن ثبتنا قلوبنا نحوك لنصل بك الى النصرة على الضعف والخوف والفشل والشيطان وروح اليأس التي يبثها فينا . لنسير بك نحو النجاح والوصول الى حياة الفضيلة والبر .
+ ايها الروح القدس الذى عمل فى الانبياء والرسل والمؤمنين عبر التاريخ ، أعمل فينا وبنا من اجل مجد اسمك القدوس وبنيان نفوسنا والذين يسمعوننا ايضاً ، أجري داخلنا ينبوع المياة الحية التى تشبع وتروي الارض اليابسة وتخرج منها بستان ثمر الصلاح . حتى نشبع ولا نعود نبحث عن آبار العالم التى لا تضبط ماء بل تكون انت ينبوع شبعنا ومحبتنا .
+ انت يارب قادر ان تهب ابنائك وبناتك أكثر مما يطلبون أو يفتكرون حسب غنى مجد نعمتك ، وانت قادر ان تهبنا روح الرجاء المتجدد ، والايمان العامل بالمحبة ، وانت قادر ان تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لنتغير عن شكلنا بتجديد اذهاننا لنعرف ما هي ارادتك الصالحة الكاملة المرضية وتكون مسرتنا فى تنفيذها . انت قادر يارب ان توحد قلوبنا فى الايمان والمحبة لنعمل من اجل بنيان كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية ومن أجل نجاح كل نفس فيها فى البلوغ الى ملء القامة والنعمة والحكمة والوصول الى ملكوت السماوات .

18‏/07‏/2011

† شاكرين فى كل حين - للأب القمص أفرايم الأورشليمى





حياة الشكر الدائم ..

+ الانسان الشاكر لله هو الذى يشعر بنعم الله عليه ورعايته له فى مختلف ظروف الحياة ، وهو إنسان متواضع طيب القلب قنوع ، يشعر ان الله صانع الخيرات حتى وان سمح بالضيقات فهي لفائدتنا الروحية ، وهو قادر ان يغير ما يصنعه ضدنا الاشرار الي خير لنا كما قال يوسف الصديق { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا كان يوسف نبيلا مع اخوته الذين تأمروا علي قتله وبعد ذلك باعوه عبدا ، وكان شهماً ستر على اخوته وعلي امرأة سيده عندما أتهمته ظلما { لاني قد سرقت من ارض العبرانيين و هنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن} تك 15:40. ومن أجل طهارته وتواضع قلبه وهبه الله الحكمة والنعمة واستطاع ان يفسر حلم فرعون ويدير احوال مصر فى المجاعة وينقذ شعبها واهله من الجوع والغلاء والفناء .من اجل ذلك يدعونا الإنجيل الى حياة الشكر كابناء محبين لله { فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء. واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة. شاكرين فى كل حين ، على كل شئ} ( أف1:5- 2، 20 ) .

+ اننا نتعلم الوفاء والشكر والأحسان من الله {فاجتاز الرب قدامه و نادى الرب الرب اله رحيم و رؤوف بطيء الغضب و كثير الاحسان و الوفاء }(خر 34 : 6). وهو يريد منا ان نشكره على نعمه وعطاياه . عندما شفى السيد المسيح له المجد العشرة البرص . رجع واحد فقط ليقدم الشكر لله وكان رجلا سامري غريب { فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم.وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له و كان سامريا. فاجاب يسوع و قال اليس العشرة قد طهروا فاين التسعة. الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس} لو 15:17-18. من اجل هذا تعلمنا الكنيسة فى كل صلاة نصليها ان نبتدي بالشكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا واعاننا وحفظنا وقبلنا اليه واشفق علينا وعضَددنا ووهبنا نعمة الحياة لنقف أمامه ونشكره علي كل حال وفى كل حال ومن أجل كل حال.

+ اننا نشكر الله على نعمة الوجود وعلى على ما لدينا من صحة وحتى من مرض فالمرض هبة من الله لنعرف ضعفنا ونجلس مع ذواتنا ونتقابل مع الله . نشكر الله على رعايته ونصرته لنا فى حروبنا ونتعلم من أخطائنا ونتوب عنها ، يقول قداسة البابا شنوده الثالث ( لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وأسقاطنا ، فاٍن كنا الآن بخير ، فذلك لأن الله قد منع الضرر عنا ، الضرر الذى نعرفه او لا نعرفه ، ونحن نشكر الله على هذا الحفظ ، اٍننا اٍن شكرنا على النعم فقط ، يكون حبنا هو للنعم ، وليس لله معطيها ! أما اٍن شكرنا الله حتى على الضيقة ، فاٍنما نبرهن على أننا نحب الله لذاته وليس لعطاياه ). كتبت احدي المجالات البريطانية مقالاً موثراً عن احد الجنود الذي أصيب بشظية استلزمت اجراء سبع عمليات جراحية له وعندما أتاه الطبيب بعد ان استفاق سأله الجندي : هل سأعيش ؟ فاجابه نعم . فسأله مره اخري : هل ساستطيع ان أزاول حياتى العادية من جديد؟ فأجابه الطبيب نعم . عند ذلك رد الجريح قائلاً : انني احمق ! علام القلق أذاً ! .

+ ان لدينا الكثير والكثير من الاشياء التي تستحق الشكر ، عزيزى هل شكرت الله على انك لك عينين ترى بهما . وعلى نعمة القراءة وعلى ضوء الشمس والكهرباء ؟ يقول الشاعر الراحل أمل دنقل : تُري حين افقأ عينيك ، واثبت مكانهما جوهرتين . تُري هل ترى ؟ هى أشياء لا تشترى . وكم يكفي من المال مقابل ساقيك ؟ ان لدينا نعم كثيرة تكفى للشكر الدائم ، والإنسان القنوع بما لديه ، الشاكر الله على نعمه يحيا سعيدا ويقبل نفسه كما هو ساعيا الي الكمال المسيحي والنموالروحي والعملى فى تواضع ورضا بما لديه فى غير تذمر او تمرد او عصيان بدلا من السعى للوصول الى اهداف ذائفة تقوده الى هلاك النفس والروح {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). {و اما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة }(1تي 6 : 6) الإنسان الشاكر لله والأخرين يحيا حياة الرضا والسعادة بما لديه فالسعادة ليس بمقدار ما نملك ونستهلك بل السعادة تأتي من القناعة بما بين ايدينا وما في مقدورنا عمله لادخال البهجة والفرح لحياتنا وحياة من حولنا . وكما يقول أحد القديسين (لا موهبة بلا زيادة الا التي هي بلا شكر) . فلنعود أنفسنا يا أحبائي على حياة الشكر لله وكذلك نقدم الشكر لكل من يساهم فى تقديم خدمة لنا ولاحبائنا ونعود حتى أطفالنا على الشكرلله ولمن يقدم لهم اي شئ لينموا أصحاء النفس والروح.

مجالات وأسباب الشكر ..

+ اذ نعدد المجالات والاسباب التى تستوجب تقديم الشكر لله فاننا نستمر فى حياة الشكر الدائم لله على كل شى ، نشكره على انه اعطانا واحبائنا نعمة الوجود كخالق ومحب للبشر ، وعلى نعمة البنوة لله { فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية و لكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها }(رو 6 : 17) ونشكره على انه عبر بنا تجارب كثيره تعلمنا منها الكثير { شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح. اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو 57:15-58. ونشكره لانه يقودنا فى موكب نصرته {و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان }(2كو 2 : 14). نشكره على كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها }(2كو 9 : 15).



+ عندما كان الشعب قديماً فى البريه واطعمهم الله المن فى البرية أمر موسي ان يحتفظ منه بالقليل في بيت الرب ليكون مجال للتذكر والشكر { و قال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر.و قال موسى لهرون خذ قسطا واحدا و اجعل فيه ملء العمر منا و ضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم.كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ} خر32:16-34. وهكذا نحن فى العهد الجديد نشكر الله فى كل صلاة ولاسيما فى صلاة ليتروجية القداس التي هي بحق سر الشكر لله على عطيته التى لا يعبر عنها بكلمات . عرف داود النبي مراحم الله واختبرها لذلك رايناه يبارك الله دائما { باركي يا نفسي الرب و كل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.باركي يا نفسي الرب و لا تنسي كل حسناته.الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك.الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة و الرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل و القضاء لجميع المظلومين... الرب رحيم و رؤوف طويل الروح و كثير الرحمة.لا يحاكم الى الابد و لا يحقد الى الدهر.لم يصنع معنا حسب خطايانا و لم يجازنا حسب اثامنا} مز1:103-10.فياليتنا نتعلم من رجال الله القديسين ونشكر الله على نعمه المتنوعة .

+ نشكر الله على الإيمان وعلى نعمة الحياة والفرص المتجدده للتوبه والعمل . كما ان حياة الشكر لا تعني الاستكانة وعدم الجهاد فى تحسين أوضاعنا سواء فى الدراسة او المعيشة او العمل او العلاقات . بل علينا ان نجلس مع الله وأنفسنا ونحاسبها او نعاتبها ونتخذ القرارات اللازمة لتصحيح اوضاعنا ونقوم بتنفيذ الخطوات العملية للوصول الى الأفضل . علينا ان نتعلم من أخطائنا ونصححها لا ان نبكى على الحليب المسكوب وعندما نسقط علينا ان نبادر بالقيام عالمين ان النجاح يأتى من حسن التقدير وحسن التقدير يأتى من التجربة والسقوط ما هم الا سوء تقدير . فمع كل يوم جديد نشكر الله الذى اعطانا فرصة جديده للحياة والعمل والقيام والنجاح ولا ندع شئ يفصلنا عن الله حتى التجارب التى نواجهها فى حياتنا هى فرص نرى يد الله العاملة معنا ، ونجاهد لنكلل . ان الدول الاسكندنافية التى تسجل أعلى نسب من حيث دخل الفرد ، تسجل ايضا أعلى معدلات للانتحار . فان الجهاد والتعب ومواجهة متاعب الحياة تخلق فينا التحدى والعمل على تخطى الصعاب { اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني } (نح 2 : 20).



+ اننا اذ نحيا حياة الإيمان والتسليم لله فاننا نثق ان ما يحدث لنا سواء بارادة الله او بسماح منه لابد ان ينتهى لخيرينا { و نحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده }(رو 8 : 28). فلهذا نقدم الشكر لا على السعة فقط ولكن حتى فى الضيقات { بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. و الصبر تزكية و التزكية رجاء. و الرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} رو 3:5-5. فلنحيا دائما شاكرين فى كل حين {شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور ، الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا } ( كو 1 13 – 14 ).

فلنشكر صانع الخيرات الرحوم ..

+ ايها الاله الرحوم محب البشر الصالح نشكرك يارب لانك خلقتنا ووهبتنا علم معرفتك ووهبتنا كل مقومات الحياة من شمس وماء وهواء وغذاء وكساء ولم تدعنا معوزين لشئ بل تقودنا كراعي صالح كل الأيام وتعبر بنا تجارب وضيقات الحياة لنتعلم ويشتد عودنا ويتقوى ايماننا ويذداد رجائنا وتنمو محبتنا لك .

+ نشكرك يارب على كل حال لانك تغفر خطايانا وتعيننا فى وتحفظنا وتقبلنا اليك كأب صالح وتشفق علينا كالأم الحنون. انت يارب تبحث عن الضال لترده وتعصب الجريح وتُجبر الكسير ولاترفض الراجعين اليك بكل قلوبهم مانحا ايانا سلامك ، واهباً لنا شفاء النفس والروح والجسد . فكيف نعبر عن محبتنا لك الا بشكرنا لنعمك وتسبيحنا بحمدك وطاعتنا لوصيتك وتقديم محبتك لكل محتاج فى عالم يحتاج الى أعلان محبتك للجميع .

+ ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها بحار ورياح التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر . نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية هذه الايام الصعبة وكل أيام حياتنا بكل سلام ونحن نامين فى محبتك وسائرين فى مخافتك . وأبطل عنا كل فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار مقدما كل يوم وعلى مدي الأيام كل خير وصلاح وبركة لشعبك مسددا احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن خلال قيادك الى ملكوتك السماوي . أمين



15‏/07‏/2011

† الراعى الصالح وصفاته - للأب القمص أفرايم الأورشليمي







قيادة الراعى الصالح



+ من الألقاب المحببة للنفس والتى لقب بها الله حتى فى العهد القديم لقب "الراعي " الذي يهتم بكل القطيع والرعية، { انا ارعى غنمي و اربضها يقول السيد الرب. و اطلب الضال و استرد المطرود و اجبر الكسير و اعصب الجريح و احفظ السمين و القوي و ارعاها بعدل . و انتم يا غنمي فهكذا قال السيد الرب هانذا احكم بين شاة و شاة بين كباش و تيوس} حز15:34-17. وهكذا جاء الراعي الصالح فى العهد الجديد متجسدا ليرعانا ويقودنا فى موكب نصرته باذلاً ذاته على الصليب من أجل خلاصنا { انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف} (يو 10 : 11) وصار كلمة الله انسانا ليقترب الينا ويشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها {اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني }(يو 10 : 14) وهو كراعي صالح يعرفنا باحتياجاتنا وضعفاتنا ووزناتنا ويستطيع ان يهدى الضالين ويجبر النفوس المنكسرة والجريحة . اقترب الينا لنقترب اليه ونثق فى قيادته .

+ لكل واحداً وواحدةً منا موضع اهتمام خاص عند الراعي الصالح . وهو يريد ان يضمنا إلى حظيرته ، الكنيسة التي تضمّ الحملان الناطقة لتقودهم في قداسة ، وهو كراعٍ صالح يهتم بنا بالأكثر في ضياعنا أو بعدنا عنه ( اى إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحدًا منها . إلا يترك التسعة والتسعين في البريّة ويذهب لأجل الضالّ حتى يجده، وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحا ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلا " افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضالّ . أقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بار لا يحتاجون إلى التوبة )لو 15 : 4 – 6 . ان هذا المثل الذي ضربه السيد المسيح يبين لنا أهمية خلاص النفس الواحدة التي تضل، وكيف يسعى لخلاصها . ويفرح الله بعودتها إليه . سواء ضلّت بسبب جهلها أو عدم حرصها أو بإرادتها الحرة فان المسيح أتى ليحررنا من الخطية والجهل والخوف والموت .

+ ربما نظن اننا متروكين وبلا معين لاسيما عندما نمر بظروف صعبة وضيقات متعدده وفى تشتتنا نتسأل اين انت يارب ؟ لنجد عنده الرعاية الأمينة ( لأنه هكذا قال السيد الربّ هاأنذا اسأل عن غنمي وافتقدها كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة . هكذا افتقد غنمي وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها يوم الغيم والضباب .) حز 34 : 11-12 . نجد ان الرب يطمئننا { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي.اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك} أش 1:43-2 . ان افتقاد الرب العجيب لكل نفس هو مصدر عزاء وتشجيع لكي ما نستجيب إلى نداءاته المتكررة لنا لتبعيته والتلمذة على يديه . وهو قادر ان يداوي أمراض نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا فهو الطبيب الحقيقي الذي يدبر خلاص رعيته .

صفات الراعي الصالح ...

+ ان أهم صفات الراعي الصالح ومسئولياته هي السهر على الرعية وحمايتها من الأخطار التي تتهددها . ونحن نرى مخلصنا الصالح يتعهدّنا برعايته وكأننا حدقة عينه . عندما كان شاول يسئ إلى الكنيسة ظهر له المخلّص قائلا ( أنا هو يسوع الذي أنت تضطهده ) اع 9 : 5 . فالذي يضطهد احد من رعيته كأنه يؤذيه هو شخصياّ . هو يتحنّن علينا، فهو الذي لما رأى الجموع قديما ( تحنّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومطروحين كغنم لا راعٍ لها ) مت 9 : 36 . نراه قديما يدافع عن يعقوب عندما هاج عليه لابان . وهكذا كان مع يوسف الصديق فكان رجلا ناجحاً . وهو أمس واليوم والى الأبد يتحنن علينا ويقيم لنا الرعاة الصالحين ويعاتب الرعاة الذين لا يرعون الرعية بإخلاص ويتوعدهم {هكذا قال الرب عن الرعاة الذين يرعون شعبي انتم بددتم الغنم وطردتموها ولم تتعهدوها، هاأنذا أعاقبكم على شر إعمالكم يقول الربّ . وأنا اجمع بقية غنمي من جميع الأراضي التي طردتها إليها واردها إلي مرابضها فتثمر وتكثر . وأقيم عليها رعاة يرعونها فلا تخاف بعد ولا ترتعد ، ولا تفقد يقول الرب } ار 23 : 2 – 4 . انه درس للرعاة ولكل مسئول لكي يكون أمينا لانه سيعطي حساب عن وكالته ويخذ أجرته كحسب عمله .

+ والراعي الصالح يتعهد رعيته بالرعاية ويقدم لها الغذاء والارتواء ويخلصها من الأخطار التى تتعرض لها . هكذا فعل داود النبي قديما عندما تقدم ليخلص غنمة من بين فكي الدب والاسد . ولقد افتخر الشعب قديما باعتباره شعب الله وقطيعه المقدس ، الذي يقوده { ساق مثل الغنم شعبه وقادهم مثل القطيع في البرية وهداهم امنين فلم يجزعوا }(مز 78 : 52) . وكما كان الله يرعي شعبه فى البرية وأمطر عليهم المن من ليأكلوا وارسل لهم السلوي عندما اشتهوا قدور اللحم فى ارض مصر { و كان الرب يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا} (خر 13 : 21). هكذا جاء الينا في ملء الزمان الرب متجسدا ليفتقد رعيته ، ويبذل ذاته فداء عنه . وقد قدم لنا السيد المسيح كلمته غذاء لأرواحنا وإعطانا سر الافخارستيا لكي نأكل ونشرب جسد ودم عمانوئيل إلهنا ونحيا . وأعطانا روحه القدوس مرشداً ومعزيًا . وإعطانا الكنيسة أماً ترعانا . وكلما اقتربنا من الراعي الصالح ووثقنا فيه وأحببناه واطعناه وعشنا في حمايته ، أحسسنا برعايته حينئذٍ نرتوي بمحبته ونشبع من نعمته فلا نبحث في العالم وشهواته عن آبار مشققه لا تضبط ماء .



+ يعرف خاصته ويبذل ذاته عنها . ان الراعي الصالح يعرفنا معرفه لصيقة ويتحد بنا ونصير نحن منتسبين إليه ويدعى اسمه علينا ( وأما أنا فاني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني كما ان ألآب يعرفني وأنا اعرف الآب وأنا أضع نفسي عن الخراف ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعيه واحده لراعٍ واحد ) يو 10 : 14 – 16 . نحن ننتسب للمسيح الراعي الصالح، فأصبحنا مسيحيين وهو من محبته ينسب نفسه إلينا ( اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب ) .( وأكون له إلهاً وهو يكون لي ابناً ) رؤ 21 : 7 . انه يعرف مواهبنا وضعفاتنا ويقدر ان يقوّي إيماننا . ( قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك ) ار 1 : 4 .



لكن لماذا لا ننمو إذن ونتقدّس كما يجب في ظل هذه الرعاية ؟ أنها حرية الإرادة الممنوحة لنا من الله ان نسلك طريق الخير والحياة أو طريق الشر والموت . فعلينا ان نتبع الراعي ونميز صوته من صوت الغرباء ونجهاد في الطريق الروحي. ونعلن محبتنا له لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحقّ ونعبد الله بالروح والحقّ ، ونحبّه من كل القلب والفكر والنفس . أنها فرصتنا للمتاجرة والأثمار في الوزنات الممنوحة لنا من الله فكلما استثمرنا إمكانياتنا وطاقاتنا ومحبتنا لمعرفة الله كلما أعلن لنا عن ذاته اكثر .



الحمل الذي يرفع خطيه العالم .

+ ان الراعي الصالح هو الحَمَل المذبوح والمصلوب لفداء البشرية ، وهذا ما أعلنه أشعياء النبي ( أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا . ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجةٍ صامته أمام جازيها . فلم يفتح فاه وهو حمل خطيه كثيرين وشفع في المذنبين ) اش 53 : 4 – 7 ، 12 .هو الراعي وهو الحمل الذي قدم ذاته فداءاً عن خطايانا ، عندما رآه يوحنا المعمدان قادما إليه فصرخ قائلا هوذا حمل الله الذي يرفع خطيه العالم { حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة } 1 بط 2 : 24 .

+ هذا الخلاص والفداء يعطى الإنسان قيمه لانه عزيز في عيني الرب {عالمين إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضه أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح }ا بط 1 : 18 – 19 .وفي السماء تسبحه كل الأمم قائلة ( مستحق هو الخروف المذبوح ان يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض سمعتها قائله للجالس على العرش والخروف البركة والمجد والسلطان إلى ابد الآبدين . ) رؤ 5 : 12 : 13 .ان الراعي الصالح يتسع في حبه لكل احد من كل امَّة وشعب ولسان، ومن كل الأعمار هو يريد ان يجذبنا له بالمحبة لكي نكون رعيه واحدة لراعٍ واحد .



التعلم من الراعي ..

+ ان الذي يسير مع الراعي الصالح ويختبر رعايته يشيد دائما برعايته ، ويريد ان يتعلم منها . لقد تغنّى داود النبي برعاية الله قديما ( الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء في مراعى الخضر يربضنى . إلى مياه الراحة يوردني . يردُّ نفسي . يهديني إلى سبل البرِّ من اجل اسمه . أيضا ان سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي ) مز 23 : 1 -4 . داود النبي الذي عرفه الرب أمينا في رعاية الغنم في البرية ، اختاره راعياً لشعبه ونبياً وملكاً وقاضياً ، هكذا نحن أيضا يجب علينا ان نتلّقى الرعاية من الراعي الصالح، ونمنحها بأمانه للذين هم في نطاق رعايتنا .

+ ان المسيح له المجد هو النموذج والمعلم الصالح سواء في شخصه الإلهي أو في صفاته أو في تعاليمه المملوءة محبه وحكمه أو في أسلوب رعايته وهذا ما يترك الأثر الطيّب على نفوس تابعيه والذين يتعلمون منه .علينا ان نميِّز صوت الراعي ونعرفه بين أصوات العالم من حولنا وضجيج المدنيّة وتأثيراتها السلبية على النفس البشرية . يجب علينا ان نسير في هدى سير القديسين الذين سبقونا .( ان لم تعرفيني أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على أثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة ) نش 1 : 8 .

+ ان رعيه المسيح تحب كنيسته التي تغذيها بالإسرار والتعاليم فهي أمّنا التي ننمو فيها وكأعضاء في جسد الراعي ، نحب بعضنا بعض ونكون رحومين نحو الأعضاء الضعيفة والصغيرة التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام وكرعية واحده نسير معا في تعاون وانسجام ونبث الدفء الروحيّ في الأعضاء الفاترة والباردة حتى ما تقوى فى الروح .( والآن أيها الأحباء ابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مصلّيين في الروح القدس واحفظوا أنفسكم في محبه الله ، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية ، والقادر ان يحفظكم غير عاثرين في الاجتهاد ويوقفكم إمام مجده بلا عيب في الابتهاج .



راعينا الأمين . .

أنت تقودني وترعاني ، في المراعي الخضر تربضني ، إلى مياه الراحة توردني ، بأسوار وربط الحب تحميني ، في وادي ظلّ الموت تحملني ، رحمتك تدركني كل الأيام . فاسكن فيك إلى الأبد .

يا راعي النفوس الآمين .اطلب الضّالين ، ردّ المطرودين ، واجبر المنكسرين ، واعصب المجروحين ، واحفظ القائمين ،واحكم بالعدل للمظلومين ، واسمعنا صوتك الآمين .

يا راعي الرعاة العظيم . في قلبك الحنون نحن نقيم . تحملنا على كتفيْكَ للنعيم ، وتنتشل رعيتك الضّالة من فم الشيطان الشّرير .فاجمعنا في حظيرتك بالحب واهدنا بقيادتك في الدرب ،فنحن نريد ان نتبعك من القلب ،ونسير وراءك في حبّ ،فأنت لنا نعم الراعي والأب ، وفيك ومعك وبك يعظم انتصارنا يا رب .


11‏/07‏/2011

† اقتربَ منكٌم مَلكٌوتٌ اللهِ - الأب القمص أفرايم الأورشليمى






الإنجيل والبشري بملكوت الله ..

+ ان غاية الإنجيل هو دعوتنا الي التوبة والإيمان وقبول بشري ملكوت الله {من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17). ولهذه الدعوة كان السيد المسيح يجول فى المدن والقرى {و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب }(مت 4 : 23). ولهذه الرسالة اختار التلاميذ والرسل ليكرزوا {و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 10 : 7). ولقد تمركزت دعوة السيد المسيح على الإيمان بالله ومحبته للبشر وسعيه الي خلاصهم ليقودهم الي ملكوته السماوى كهدف سامي سعي اليه مخلصنا الصالح وذكر عنه كثيرا من الأمثال عن أهميته ونموه وأمتداده والحرص على أعداد أنفسنا له ، ثم مجئيه وحياتنا فيه .

+ ولقد جاء ذكر ملكوت الله حوالى 127مرة فى العهد الجديد وذكرها القديس متى الرسول بملكوت السموات لكى يتحاشى كتابة أونطق كلمة " الله" لانه كتب الى اليهود الذين لا يتلفظون بالاسم الحسن لله تقديساً واجلالاً {فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات} (مت 5 : 19).اما بقية الاناجيل فقد كتبت لليونان والرومان والامم عامة فقد جاءت بصيغة " ملكوت الله" { جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله .ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل (مر 1 : 14-15).وهو ملكوت يسوع المسيح ربنا { على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر} (لو 22 : 30){ ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك }(لو 23 : 42).{ الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته} (كو 1 : 13).



+ فهل كان السيد المسيح له المجد ينادى بملكوت الله كحدث سيتم مستقبلاً أم انه قد اعلن لنا بمجيء السيد المسيح على الأرض وهل ملكوت الله هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء؟ هل هو نطاق سلطان الله الذي يشمل بطبيعة الحال كل ما في الوجود؟ انه بحسب ايماننا المسيحي فإن السماء أو العالم الروحي بملائكته تعترف بحكم الله وتخضع له ، أما الأرض أو العالم المادي فهي ولوقت محدود بحاجة لمعرفة سر الله لنخضع له ونعترف بملكه، وهذه هي مهمة الكنيسة أن تعلن السر الذي استلمته من المسيح ورسله لكل الخليقة { فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات } (مت 13 : 11) اننا نعلم ايضاً من خلال الانجيل أن ملك الله النهائي سيحل ونكون مع الله فى السماء ليكون الله الكل في الكل (أفس 1: 23). { اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء و الاموات عند ظهوره و ملكوته }(2تي 4 : 1).{وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين }(2تي 4 : 18) .

+ ان ملك الله علي الجميع أمر يؤكده العهد القديم {لتفرح السماوات و تبتهج الارض و يقولوا في الامم الرب قد ملك }(1اخبار 16 : 31){الرب قد ملك لبس الجلال لبس الرب القدرة ائتزر بها ايضا تثبتت المسكونة لا تتزعزع }(مز 93 : 1). {اياته ما اعظمها وعجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الي دور فدور} (دا 4 : 3). {لان الرب مجننا و قدوس اسرائيل ملكنا}(مز 89 : 18) {فان الرب قاضينا الرب شارعنا الرب ملكنا هو يخلصنا }(اش 33 : 22). وكان الرب يملك على شعبه من خلال الانبياء والقضاة والشريعة حتى عهد صموئيل النبي حتى اختار الشعب له ملكا ارضياً { وقالوا له هوذا انت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا وصلى صموئيل الى الرب. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. حسب كل اعمالهم التي عملوا من يوم اصعدتهم من مصر الى هذا اليوم و تركوني وعبدوا الهة اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا} 1صم 5:8-8. وكان الانبياء يذكروا دائما الملوك بوجوب طاعة الله والخضوع لحكمه وعندما عصوا وتمردوا نزع الله الحكم منهم وصاروا تحت سلطان ملوك غرباء ومن هنا اتجهت انظار اليهود الى التطلع الى الملك المستقبلي للمسيح الملك الذي يعتقدون انه سيأتى من نسل داود ليرد الملك الى اسرائيل وعندما أتي السيد المسيح مخلصا روحيا لم يرضى رغباتهم او يشبع سقف تطلعاتهم لملك ارضى يحررهم من حكم الرومان . وحتى الان ينتظروا الملك الارضى الذي يعيد مجد مملكة داود والى ان تزول العشاوة من عيونهم ليؤمنوا بالمخلص والمحرر الحقيقى الذى أتي ليهبنا ملكوتا سماويا {لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع و تقوى} (عب 12 : 28) .ويقبلوا من تنبأ عنه أشعياء النبي ، يسوع المسيح عمانوئيل الهنا الذي تفسيره الله معنا {على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة اورشليم ارفعي لا تخافي قولي لمدن يهوذا هوذا الهك . هوذا السيد الرب بقوة ياتي و ذراعه تحكم له هوذا اجرته معه و عملته قدامه. كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان و في حضنه يحملها و يقود المرضعات} أش 9:40-11.



مفهوم ملكوت الله وكيف يتم..

+ الله هو الملك الحقيقى على العالم ، إنه يملك علي كل شئ، لأنه خالق كل شئ، وموجد كل شئ. يملك الكون كله، بكل ما فيه من مخلوقات. ولما دخلت الخطية الي العالم (رو 5: 12)، وملكت علي قلوب الناس وعلي إرادتهم . وبالخطية دخل الموت، وإجتاز إلي جميع الناس (رو 5: 12) وملك الموت (رو 5: 14، 17)، وأصبح الجميع تحت سلطانه وإذ ملكت الخطية ملك الشيطان كعدو لله على الاشرار ليسيطر علي صانعي الأثم والظلمة ، لأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور (يو 3: 19). لذلك قال لهم السيد في مناسبة القبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة (لو 22: 53). لقد ملكت الظلمة علي أفكار الناس ورغباتهم..وكان لابد أن يستعيد الله ملكه.كان لابد أن ينتهي تسلط الشيطان ويطرح خارجاً (يو 12: 31). ويسقط رئيس هذا العالم مثل البرق من السماء (لو 10: 18). كان النور الحقيقي اَتياً إلي العالم (يو 1: 9) ليملك الله بمحبته المعلنة على الصليب على قلوب المؤمنين به " الرب ملك علي خشبة " (مز 95). واشترانا بدمه (رؤ 5: 9)، فصرنا ملكه. ملكوت الرب إذن مرتبط بالصليب والفداء. ومن هنا كان أبناء الملكوت هم كل المفديين.ونحن نصلي "ليأت ملكوت" نطلب أن يشمل الفداء كل أحد، نصلي ليؤمن به الكل، ويتمتع به الكل.اما من يختار بحرية ارادته ان يحيا فى الشر والظلام ويرفض طاعة الله فانه يبتعد عن الله وملكوته { ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور .ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون و لا خاطفون يرثون ملكوت الله} (1كو 6 : 9- 10). { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} (مت 7 : 21).



+ ملكوت الله الروحي هو أن يملك الله علي قلب المؤمن، وعلي فكره وعلي حواسه، وعلي حياته كلها. فيصبح كل ما فيه ملكاً لله وعندما يملك الله علينا يصبح ملكوته داخلنا ويحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا فيحل السلام والفرح والمحبة { لان ها ملكوت الله داخلكم} (لو 17 : 21). وعندما يملك الله علينا ندعي بحق بنو الملكوت وابناء الله وتكون الكنيسة التى تهبنا البنوة بالمعمودية والاسرار مملكة الله المقدسة. أما الأشرار فإنهم يقفون خارجاً، في الظلمة الخارجية . لا لأن الله رفضهم من ملكه، وإنما لأنهم هم الذين رفضوا أن يملك الله عليهم . {الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) . فلينظر كل إنسان إلي نفسه، هل هو من أبناء الملكوت أم لا؟ إن الله يريد أن يمتلئ ملكوته بالمؤمنين. ولكن الله يشاء أن يملك علينا بارادتنا . إنه يريدنا أن نحب ملكوته، ونسعي إليه، لا أن يدخلنا إلي الملكوت قهراً وإجباراً. لقد وهب الناس حرية الإرادة، يخضعون بها لملكه إن أرادوا، أو لا يخضعون . البعض قبلوه ملكاً. والبعض في تمرد وخيانة، صاحوا قائلين " ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).

+ ملكوت الله بالمعنى الكرازي .. يقصد به انتشار الإيمان فى كل الأمم والشعوب وعندما نصلي ليأتي ملكوتك فانها امانة فى أعناقنا ان نصلي ونعمل ونكرز ببشارة الملكوت للبعيدين عن الله سواء من الغير مؤمنين أو المسيحيين بالأسم فقط ليعمل الله بروحه القدوس ويقودهم الى الملكوت وعلينا ان نكمل نحن ايضاً قول الرب لتلاميذه "اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مز 16: 15،16). { و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى} (مت 24 : 14) .لكي يتحقق قول الرب { و اقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق و المغارب و يتكئون مع ابراهيم و اسحق و يعقوب في ملكوت السماوات} (مت 8 : 11). نصلى ليملك الله على حياتنا وقلوبنا وارواحنا لنحيا القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب . حقا ان الحصاد كثير والفعلة الأمناء قليلون فلنصلي من أجل ان الرعاة والرعية { فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده }(لو 10 : 2). نصلي من أجل خلاص كل نفس لتحيا الإيمان الحقيقى ويحل ملكوت الله فى قلوبنا جميعا.



+ وملكوت الله الأبدي او السماوى هو مكان سكنى الله مع قديسيه وملائكته فى مجئيه الثاني ليدين الأحياء والاموات ويعطى كل واحداً كنحو أعماله { وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها} مت 28:24-30. يقوم الاموات الابرار باجساد نورانية روحية { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 28:5-29.أما الابرار الاحياء حتى مجئ المسيح الثانى فيتغيروا { و كما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما و دما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله و لا يرث الفساد عدم الفساد.هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير.لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد و هذا المائت يلبس عدم موت.و متى لبس هذا الفاسد عدم فساد و لبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية.اما شوكة الموت فهي الخطية و قوة الخطية هي الناموس.و لكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو49:15-58.



+ لقد كان فى زمن الرسل من شكك فى القيامة من الأموات كما اليوم ايضا يوجد الملحدين وغير المؤمنين ولهؤلاء قال القديس بولس الرسول { لكن يقول قائل كيف يقام الاموات و باي جسم ياتون.يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت.و الذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي. و لكن الله يعطيها جسما كما اراد و لكل واحد من البزور جسمه.ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد و للبهائم جسد اخر و للسمك اخر و للطير اخر.و اجسام سماوية و اجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر.مجد الشمس شيء و مجد القمر اخر و مجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد. هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني و يوجد جسم روحاني.هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية و ادم الاخير روحا محييا}1كو 35:15-45.

+بالمجئ الثانى للسيد المسيح تتم الدينونة العامة ويأخذ الابرارالي ملكوت السموات ويكونوا كملائكة الله فى السماء معه كل حين فى فرح وسلام وتسبيح لله { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم} (مت 25 : 34). { ثم رايت سماء جديدة و ارضا جديدة لان السماء الاولى و الارض الاولى مضتا و البحر لا يوجد فيما بعد. و انا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها.و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم.وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت} رؤ1:20-4.

+ لكي نرث ملكوت السموات علينا ان نحيا إيماننا الأقدس الذي دُعينا اليه ملاحظين أنفسنا والتعليم والإيمان السليم { ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين} (1تي 4 : 1). { و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي ،و اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس (عب 10 : 38-39) وان نتوب ونصنع ثمار صالحة فكل شجرة لا تصنع ثمراً صالحاً تقطع وتلقى في النار { اصنعوا اثمارا تليق بالتوبة} (مت 3 : 8) . وان نكون كالعذاري الحكيمات مستعدين لمجئ عريس نفوسنا السماوي ومصابيحنا موقدة ، لنسير فى محبة الله بقلب متواضع محب لله والناس { و رفع عينيه الى تلاميذه و قال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله }(لو 6 : 20).

+ اننا فى جهادنا وتوبتنا المستمرة ونمونا في رحلتنا الي الملكوت السمائي نثق فى وعود الله وابوته { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت }(لو 12 : 32).نتمسك بالرجاء الراسخ فى الله الأمين {فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع.طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده.و كاهن عظيم على بيت الله.لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير و مغتسلة اجسادنا بماء نقي.لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} عب 19:10-23. {و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا و في التعفف صبرا وفي الصبر تقوى.وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة.لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لان الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا.لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي} 2بط 5:1-11.



الملك الألفي ومفهومه

+ نادت بعض الطوائف البروتستانتيه وشهود يهوه كشيعة يهودية بان السيد المسيح سيأتي ليحكم على الأرض الف سنه يتمتع فيها المؤمنين بالسلام والرخاء .فما مدي صحة التفسير الحرفي لهذا الملك وهل السيد المسيح الذي رفض ان يكون ملك ارضي عندما جاء وتجسد على الارض يأتي ليحكم على الارض فى نهاية الازمنة ، وعندما سأله بيلاطس هل هو ملك اليهود ؟ { ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية و دعا يسوع و قال له انت ملك اليهود} يو 35:18 { اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود و لكن الان ليست مملكتي من هنا (يو 18 : 36). بهذا فهمت الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية ، وبعض الكنائس البروتستانتية أيضاً كلام الإنجيل للملك الألفي بمعناه الروحي والرمزي وعلى اعتبار أن رقم الألف من أرقام الكمال، ويؤخذ لا في حرفية قيمته العددية،وإنما في رمزيته إلى الكمال. فسفر الرؤيا يتحدث بأسلوب مجازى ولا يمكن تفسيره حرفياً فلماذا يصر البعض على تفسير سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً بما يتعارض مع الحقائق الكتابية المعلنة في باقي الأسفار. بينما لا يفسرون باقي أجزاء سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً؟.
+ وقد أجمع علماء التفسير واللاهوتيين أنه لا يجوز لأحد أن يستنبط من الأسفار الرؤية وحدها عقيدة لا أساس لها في سائر الأسفار، ثم يحاول إثباتها بتطويع تفسير بعض النبوءات والتعاليم الكتابية لخدمة آرائه الخاصة التي يستنبطها من سفر الرؤيا. وما جاء فى سفر الرؤيا عن الملك الألفي لا يذكر مجئ المخلص الثانى وملكه على الارض { و رايت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية و سلسلة. و طرحه في الهاوية و اغلق عليه و ختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة و بعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ، و رايت عروشا فجلسوا عليها واعطوا حكما ورايت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع و من اجل كلمة الله و الذين لم يسجدوا للوحش و لا لصورته و لم يقبلوا السمة على جباههم و على ايديهم فعاشوا و ملكوا مع المسيح الف سنة} رؤ 1:20-4.بل ان سفر الرؤيا فى يذكر ان السيد المسيح فى السماء كضابط للكل فى السماء وعلي الأرض { و بعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا الخلاص و المجد و الكرامة و القدرة للرب الهنا.لان احكامه حق و عادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها و انتقم لدم عبيده من يدها. و قالوا ثانية هللويا و دخانها يصعد الى ابد الابدين. و خر الاربعة و العشرون شيخا و الاربعة الحيوانات و سجدوا لله الجالس على العرش قائلين امين هللويا. و خرج من العرش صوت قائلا سبحوا لالهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار و الكبار} رؤ 1:19-5.
تفيد هذه الآيات أن المسيح لا يزال في السماء يدبر العالم ويقود حربه ضد الشيطان كما تفيد الآيات أن الأمم لا تزال تمارس حياتها اليومية ولا تزال تضل عن الحق وتقبل التأديب { و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء. }. رؤ19: 15. كما يشير الإصحاح التاسع عشر أيضاً إلى حروب دامية سيصنعها الملوك الوثنيون ضد المسيح والمسيحيين بتحريض من الوحش والنبي الكذاب. إذن فعلى مدى الإصحاح 19 وحتى الآية السادسة من الإصحاح العشرين , تختص كلها بحياة العالم الحاضرالآن،حيث المسيح يحكم ويحارب ويؤدب ويرعى .

+ نحن الآن نعيش هذه الألف السنة وهى المعبر عنها في موضع آخر ب{ الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته }(كو 1 : 13). أي " ملكوت المسيح" الذي فيه الآن جميع القديسين يملكون مع المسيح والمؤمنين يشاركونهم في كون المسيح ملكا روحيا عليهم {شاكرين الاب شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور} (كو 1 : 12). فالألف السنة تشير إلى تملك المؤمنين مع الرب ملكاً روحياً، في الفترة التي تبدأ بارتفاعه على خشبة الصليب،ومن ثمَّ تملكه على المؤمنين منذ افتدائه إياهم. بصلب المخلص وقيامته تم طرح الشيطان رئيس هذا العالم خارجاً { واذ كنتم امواتا في الخطايا و غلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا. اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب.اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه} (كو13:2-15). وتستمر فترة الملك الألفي بمفهومها الرمزي من تملك المسيح بالصليب، ونصرته بالقيامة وتمجده بالصعود،إلى أن تنتهي بمجيئه الثاني في نهاية الأيام، واكتمال الأزمان المرموز إليها بالألف السنة كرقم كمال، معروفة مدته في سابق علم الله وحده. فلا يشترط أن تكون مدة الألف السنة بمدلولها الحسابي، وإنما تؤخذ فقط بمدلول رمزيتها إلى الكمال. وهذا ما أكده الملائكة للرسل وقت صعود السيد المسيح للسماء { و فيما كانوا يشخصون الى السماء و هو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. و قالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} أع 10:1-11. وعلى هذا الرجاء بالخلاص والأنطلاق الى الملكوت السمائي نحن نجاهد لنكون مع الله كل حين { و الروح و العروس يقولان تعال و من يسمع فليقل تعال و من يعطش فليات و من يرد فلياخذ ماء حياة مجانا. يقول الشاهد بهذا نعم انا اتي سريعا امين تعال ايها الرب يسوع} (رؤ 17:22،20).



ليأت ملكوتك ..

+ ايها الرب الهنا نصلي اليك من قلوبنا طالبين ان يأت ملكوتك . وتملك علينا بالحب والسلام يا ملك السلام قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا . لنؤمن بمحبتك الغافرة والمحررة والداعية الي الخلاص ،لتملك على قلوبنا وارواحنا واجسادنا وبيوتنا واولادنا وبلادنا .وتخضع الشيطان وكل قواته الشريرة تحت أقدامنا سريعا واهباً لنا النصرة على الخطية والضعف والشر والموت فقد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوب ونؤمن بالانجيل .

+ ايها الاله المحب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ، ان العالم متعطش الى معرفتك ، وهناك الكثيرين قد قادهم الشيطان الي الضلال والغواية والشر . ومن اجل كل هؤلاء الذين عرفوا وحادوا عن محبتك والذين لم يؤمنوا بك ويسيرون فى العالم بسرعة نحو الهاوية . نصلي ان ترسل فعلة أمناء يبحثوا عن الخراف الضاله ليردها وعن النفوس الهالكة ليحيوها وعن الجهال لينيروا اذهانهم بمعرفتك . ولتمهد بروحك القدوس قلوب ونفوس البشر ليتوبوا ويؤمنوا بك مخلصا وربا وملكا ويصنعوا ثماراً تليق بالتوبة .

+ نصلي لكي ما نكون ساهرين علي خلاص نفوسنا ، مستعدين لمجئيك الثاني هذا الذي ستظهر فيه وتعطى كل واحد وواحدة كما تكون أعمالهم . مترجين مراحمك الكثيرة وغفرانك لخطايانا وخطايا العالم لانك عالما بضعف البشر وانت القادر ان تهبنا النعمة والقوة والحكمة لنسير فى طريق الملكوت ونحتمل بشكر الآم هذا الزمان الحاضر من أجل المجد العتيد ان يستعلن فينا .