للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
  
زمن الافتقاد الإلهي ..
+ ياتى الينا زمن الميلاد ليعلن لنا الله محبته للبشر وأقترابه الينا لكى  يفتقدنا من العلاء ويهدينا الى طريق السلام  {باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام} لو 78:1-79. انه فرصة متجددة لنا لكى نستعد روحياً لاستقبال من تواضع ليرفعنا ونعد قلوبنا ليحل فيها المسيح بالإيمان مطهرا اياها واهباً لنا السلام والفرح والخلاص ونصلى لكى ما يفتقد  الله نفوسنا وبيوتنا واهلنا وكنيستنا وبلادنا بعمل نعمته الالهية القادرة والمحررة والغافرة فميلاد السيد المسيح هو اعلان رحمة الله للانسان الساقط والبائس والخاطئ ليهبه قوة الأيمان ونعمة التبنى ومجد القداسة .
+ عندما يزور أحد الرؤساء مدينة ما فان اهل المدينة يعدونها لتبدو فى ازهى حلة لها ويتم تنظيف شوارع المدينة واضائتها ونحن يفتقدنا الله ويأتى الينا من يعرف خفايا القلوب والكلى ومن هو قادر ان يهبنا طهارة النفس والقلب والروح ويتهاون الكثيرين ولا يفتحون قلوبهم له وتزدحم بيوتهم بالضيوف فلا يجد ضيفنا الكريم الا مذود البهائم ليولد فيه ويبحث عنه هيرودس الأثيم ليقتله وعندما لا يجده يقتل الاطفال الابرياء لعله يكون واحداً منهم ، لقد سأل هيرودس عن مكان مولده {ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم. قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسالهم اين يولد المسيح. فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي. وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي } مت 1:2-6. ولم يستفيد هؤلاء الذين ارشدوه من كهنة أو كتبه من معرفتهم النظرية بمكان او زمان مولده ليخلصوا بل كان ميلاده دينونة لهم {وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} (يو  3 :  19). كما لم يستفيد هيرودس وينعم بالخلاص بل من خوفه على ملكه وظنه ان السيد المسيح ملك ارضى اراد التخلص منه وذاد على ظلمه سفك دماء الابرياء وعقاب الله له . كما لم تستقبل البيوت  ضيف السماء وتحجرت القلوب بالجهل والكراهية والتعصب واغلقت  ابوابها وبيوتها ولم تشارك فى أفراح السماء .
+ لقد ترنمت الملائكة فى عيد الميلاد معلنة فرح السماء والارض بمولد من جاء ليعطى الخلاص لشعبه {والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14).  كما أعلن الملاك {فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم }(مت 1 : 21).
وبشر الملائكة الرعاة الساهرين على غنم رعيتهم  بفرحة الخلاص { وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة} لو 8:2-14.
 اننا نعطى المجد والشكر والتسبيح لله القدوس القادر على كل شئ ونصلى بقلوب متضعة طالبين ان يحل سلامه على ارضنا السكرى بدم القديسين والصارخة من ظلم الإنسان لاخيه لكى يفتقدنا الله برحمته ويقودنا فى موكب نصرته لنُعيد له أعياداً روحية وننعم بفرح الخلاص { كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع ابائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لابراهيم ابينا. ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده. بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا} لو 70:1-75.

زمن الحب الإلهى ...
+ ان ميلاد السيد المسيح يعلن لنا محبة الله المتجسدة وتجسيداً للمحبة الإلهية { الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي} عب 1:1-3.
 الله محبة ومحبته لنا جعلته يكلمنا بالانبياء بانواع وطرق شتى لنرجع اليه فتكلم الله قديما مع ابراهيم فى ظهور ملائكى عجيب وتحدث مع موسى من خلال العليقة الملتهبة ناراً وتكلم بالروح القدس ملهماً الانبياء عن سر التجسد والفداء فقال اشعياء النبى {ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} اش 14:7 كما تنبأ اشعياء عن طبيعة المولود العظيم {  لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} أش 6:9-7. وهكذا اعلن لنا الله محبته الإلهية لنؤمن ونخلص { ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.} يو 13:3-18.
+ ان ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم منذ ما يذيد عن الفى عام هو ميلاد متجدد لكل إنسان يولد من الماء والروح ليصبح  ابناً لله بالتبنى ولنكون لائقين لسكنى  مملكة السماء  كما تنبأ حزقيال النبى قديما عن مجد التبنى وحياة القداسة والفضيلة  التى فيها يحيا الانسان المؤمن ويثمر ثمر البر  {فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك.فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب} حز 8:16-14. فهل نحيا فى زمن المحبة ونتحلى بالفضائل الروحية أم نمضى فى الجهل والفقر الروحى ونتهاون فى أمر خلاصنا ونجاتنا من الغضب الاتى .
ارحمنا يارب ....
  + اننا نصرخ اليك يالله طالبين الرحمة فى زمن الأفتقاد الإلهي  قائلين {ارحمنا يا رب ارحمنا لاننا كثيرا ما امتلانا هوانا }(مز  123 :  3). ارحمنا ايها الرب لانك كثير الرحمة رؤوف ومتحنن .
ان مراحمك كثيرة وجديدة كل صباح وكثيرة هى أمانتك ، الخطية من طبع الانسان المائل للشر منذ صباه وانت يارب من صفاتك الرحمة والغفران ولهذا نلجأ اليك فى الضيقات والتجارب وعندما يقف الشيطان لنا محارب كعدو يريد ان يفترسنا نصرخ اليك قائلين {ايها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر الينا وارنا نور مراحمك} (سي  36 :  1).
+ ارحمنا يارب وأنقذنا من يد الاشرار لنرتل مع داود البار { لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا. اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا. اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن انفلتنا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات والارض} مز 2:124-8.
+ ارحمنا يارب وانقذنا من الجهل والعمى الروحى وها نحن نصرخ اليك مع الاعميان {  واذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود . فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود (مت  20 : 30- 31). ولكن انت بمراحمك وهبت لهما الشفاء ونعمة البصر والبصيرة .
 وها نحن شعبك نصرخ اليك قائلين ارحمنا يالله ضابط الكل وانر عيون قلوبنا لتحل بالإيمان فيها لتبصر جلال مجدك ونستعيد ابصارنا الروحية وتنفتح بصيرتنا الداخلية لكى ما نعيش كما يليق بابناء الله القديسين ويستعلن مجد محبتك فينا ونعيش زمن الافتقاد الالهى فى محبة كامله ورجاء ثابت وإيماناً بغير رياء لنكون دائما مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا وبالاكثر لكى نكون اهلاً لمملكة السماء .