26‏/01‏/2013

† مستقبل أمة واخلاقيات شعب - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى





{ يا ليت راسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي} (ار 9 : 1)



واجبات الحكم العادل والارتقاء بالامة ... ان اولى واجبات الحكم العادل لكي يستقر ويستمر ويتطور النظام وترتقى الامة، هو احقاق الحق واجراء العدل ورفع الظلم والاضطهاد عن العباد وانصاف المظلوم والفقير والارملة والاهتمام بالضعيف والمريض والغير والشيخ { هكذا قال الرب اجروا حقا وعدلا وانقذوا المغصوب من يد الظالم والغريب واليتيم والارملة لا تضطهدوا ولا تظلموا ولا تسفكوا دما زكيا في هذا الموضع} (ار3:22). العدالة والمساواة ورفع الظلم ليس عمل تتطلبه الديمقراطية الحقة او حقوق الانسان فقط للنهوض باي مجتمع بل هي مطلب الهي عادل يسر قلب الله ويؤدى الى الاستقرار والتقدم. ولا تفرض العدالة والقيم الاخلاقية والروحية بقوة القانون فقط انما هي مسئلة اخلاقيات شعب وعادات وتقاليد تترسخ يوما بعد يوما ويحرص فيها الانسان على تنشئة ابنائه على القيم والاخلاق السليمة. كما يعمل المعلم على تثقيف تلاميذه بها فى مناهج تعليمية تدعو الى الالتزام والمساواة والمحبة واحترام الانسان وادب الحوار. ويعمل القاضي على تطبيق روح القانون العادل والمساواة بين ابناء الوطن بدون تمييز عرقي او ديني او مذهبي او سياسي { البر يرفع شان الامة وعار الشعوب الخطية }(ام 14 : 34). ويقود الاعلام بدوره فى كشف جوانب الخطأ ومعالجته وتشجيع القيم النبيلة واعطاء امثلة للصدق والامانة والنجاح فى المجتمع. ثم ان نرى ذلك مطبقا فى ارض الواقع من خلال الخطاب الديني الداعى الى قيم الحق والفضيلة والبر والمساواة بين الجميع كانعكاس للفهم السليم للدين وتطبيقه فى المجتمع. ويسهر النظام الحاكم على تطبيق العدل والمساواة وروح العدالة والصدق والمواطنة والحرية وقيم الديمقراطية بدون تمييز وهنا يشعر الانسان بان حياته وعرضه وارضه مصونه وحاضره ومستقبله أمن وهنا فقط بالعدل والمساواة وسيادة القانون نستطيع ان نحكم على بلد ما في حاضره ومستقبله فان ذهبت الاخلاق ماذا نستطيع ان نقول الا كما قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

تراجع القيم الاخلاقية وانقسام المجتمع... ان ما شهدته بلادنا من تراجع فى القيم الاخلاقية التي تدعو الى المحبة والاخاء والمساواة والصدق والعدل الى ان وصلنا الى الحض على الكراهية وتخوين الاخر المختلف عنا فى الراي والمذهب وتكفير من يخالفنا الدين والمعتقد ومقاطعته وبث روح الاستعلاء الديني وصولا الى عدم تطبيق سيادة القانون لالاف القضايا لا يتم الفصل فيها منذ سنين وصولا الى اخد القانون بيد العامة والاستيلاء على اراضى واملاك الغير تحت حجج واهية وبالبلطجة فى ظل غياب دولة القانون وهدم الكنائس التي تدعو الى المحبة وتنشئة المواطن الصالح وكمراكز للتنوير الروحي كل ذلك اوصلنا الى وضع يشعر فيه عنصر اصيل فى الامة المصرية بالظلم البين وغياب دور الدولة. ويشعر فيه اهالي مناطق متعدده بالاهمال والظلم كما نرى فى جنوب الوادى والنوبة وسيناء وتشعر فيه عامة الفئات الفقيرة بالحرمان من اساسيات الحياة الكريمة فى المأكل والمشرب والمسكن. ويشعر الفلاحين والعمال والموظفين ببؤس الحال والمعاناة ابتدأ من الحياة داخل البيت والشارع والسكن ووصولاً الى الحياة العامة وتغليب روح الكسب بشتى الطرق والتهرب الضريبى والكذب والنفاق حتى الى فرض دستور غير توافقي باساليب ملتويه من قمة المنظومة الحاكمة فى عمل يبث روح الفرقة والانقسام فى المجتمع حتى وصلت بلادنا الى منحدر خطير يجب ان نستفيق منه وان يعمل كل منا فى مجاله لاسيما هؤلاء الذين يملكون القرار على اصلاحه بروح الضمير الانساني الواعي والمتزن والعادل.

الثورة والاصلاح وروح المسئولية ... لقد قامت ثورة 25 يناير 2011م على أكتاف عامة الشعب المصري الذى رفض الظلم وتوريث الحكم والفساد الاقتصادي لطبقة تريد ان تتربح على حساب دماء الشعب المصري دون مشاريع اقتصادية تنموية حقيقية وظن المواطن العادي انه سيجنى ثمار التغيير سريعا ولكن فى ظل غياب خطط حقيقية للتنمية وعدم السعي الجاد فى اصلاح الوضع السياسي او الاقتصادي او الديني بروح المسئولية عن كل الامة ومستقبل شعب باثره والتخبط فى اتخاذ القرارات غير المدروسة ومحاولة فئة معينة للسيطرة على مقاليد الحكم والاقتصاد والقضاء والسلطة واقصاء بقية الشعب. وصولا الى العمل على بيع او رهن اصول الدولة تحت مسمى دينى للضحك على الشعب باسم " الصكوك الاسلامية" كل هذا اوصلنا الى تأزم الاوضاع وعمت المظاهرات فى انحاء مصر مطالبة بالاصلاح فى ظل تفشي الفقر الجهل والمرض والظلم. لقد اصبحنا نبكى قتلانا وجرحانا فى كل مدينة وشارع وغاب القانون وعم التمرد والرفض، وتوقفت عجلة الانتاج وتراجع الاقتصاد واصبحنا نعاني غلاء الاسعار وتدهور الخدمات وكثرة حوادث القطارات وحوادث الطرق وانهيارات المنازل ومن معاناة الحاضر نصل الى غياب الرؤية نحو المستقبل الأفضل. ان المظاهرات غير الراضية على الواقع المر يجب ان لا تمر بل هى مؤشر على السخط الشعبى من الاوضاع التى لابد ان تعالج بحلول جذرية واقعية دون ديكتاتورية او تسلط او نفاق.

اننا نحتاج الى تكاتف الجهود الخيرة لوقف نزيف العنف فى مجتمع يعانى من الانانية والتسلط وشريعة الغاب ليحل عوضا عنها تغليب المصلحة العليا للوطن واحياء ضمير الأمة والتفاف الجميع نحو مشروع وطني يجمع جميع الفرقاء السياسيين دون استقواء او هيمنة فصيل بعينه على مقدرات الامة تحت اي مسمى ديني او سياسى او اقنصادى.

فياليت القائمين على امور امتنا يتداركوا اخطاء المرحلة الماضية ويعترفوا بتقصيرهم ويدعوا بروح التحلي بالمسئولية الوطنية لحوار مفتوح يرضى به الجميع للوصول الى نقاط اتفاق نعمل بها للوصول الى افضل الحلول لمشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون دفن لرؤوسنا فى الرمال، او تخوين لفئة او جماعة او احتكار للسلطة فالوطن يحتاج لتكاتف القوى وتعاون الجميع من اجل احياء ضمير الامة بعناصرها وأطيافها فى مشاركة حقيقية وبث سيادة القانون والمساواة فى مختلف المدن والقرى والاقاليم. والعمل على دوران عجلة الانتاج ورفع الظلم عن المظلومين والمهمشين والفقراء والعاطلين والاخذ بيد المرضى والمحتاجين فى ظل مظلة تأمين صحى ووطني يضمن حياة كريمة واستعادة ثروات مصر المنهوبة ووقف استنزاف ثرواتنا لقلة مختارة لا هم لها سوا التربح من قوت الشعب الفقير.

يجب علينا ان نتدارك أخطائنا بروح المسؤولية والقدرة على إتخاذ القرار السليم فى الوقت المناسب والا سيأتي الطوفان ويأخذ الجميع ومقصلة التاريخ لن ترحم أحد وسيدين

التاريخ من اضاع أمة وساهم فى أفساد اخلاق شعب



25‏/01‏/2013

† اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم - الخوري الدكتور جوزيف ترزي




اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم! هذا ما يُردّده عامة الناس، بعد إعادة سبك كلام السيّد المسيح، كلّما انتقد أحدٌ رجال الدين الفاسدين، دفاعاً عنهم وإقراراً بطاعتهم وذلك عملاً بوصيّة السيّد المسيح كما يدّعون.

إنّ النّص الحرفي لكلام السيّد المسيح كما ورد في إنجيل متّى 23: 2-3 هو: "إنّ الكتبة والفرّيسيّين جالسون على كرسيّ موسى، فكلّ ما قالوا لكم احفظوه واعملوا به، وأمّا مثل أعمالهم فلا تفعلوا لأنّهم يقولون ولا يفعلون." ويُفسِّر معظم الناس هذا الكلام بأنّه:

أوّلاً: يجب طاعة رجال الدّين طاعةً مطلقة دون أيّ اعتراض، وفق قول المسيح: "كلّ ما قالوا لكم احفظوه واعملوا به."

ثانياً: رجال الدّين هم بشكل عام مراؤون يقولون ما لا يفعلون، وأعمالهم بصورة عامّة طالحة، ولكن مهما كانت أعمالهم شرّيرة فيجب أن يُطاعوا طاعة عمياء، ويَبقوا في كراسيهم ومراكزهم الدينيّة دون أيّ حسيب أو رقيب، أو حساب أو عقاب.

الشقّ الأول من هذا التفسير، أيّ وجوب طاعة رجال الدّين طاعةً مطلقة والعمل بأقوالهم، خاطئ تماماً ومضلّل، وينطوي على أخطار جسيمة. لقد عنى السيّد المسيح بقوله: " كلّ ما قالوا لكم احفظوه واعملوا به" ما طابق وانسجم مع شريعة موسى فقط، أيّ واقعياً الوصايا العشر وليس شيئاً آخر، كما أنّ قوله "جالسون على كرسيّ موسى" ليس هو إلاّ إشارة إلى كرسيّ الشرف في الكِنيْس (معبد اليهود) الذي منه يُلقي الواعظ أو المعلم تعاليمه. وهذا واضح كلّ الوضوح في آيات الإنجيل المقدّس. فالمسيح هاجم بشدّة وبلا هوادة، ليس فقط أعمال الكتبة والفريسيين، بل تعاليمهم الأخرى غير المنسجمة مع الوصايا العشر. فقال مثلاً: " لِمَ تتعدَّون وصيّة الله مِن أجل سنّتكم (تقاليدكم)، فقد قال الله أكرم أباك وأمّك ... وأنتم تقولون كلّ مَن قال لأبيه وأمّه كلّ قربان منّي تنتفع به، فلا يكرم أباه وأمّه، فقد أبطلتم وصيّة الله مِن أجل سنّتكم ... هذا الشعب باطلاً يعبدني إذ يعلّمون تعاليم الناس ووصاياهم" (متّى 15: 1-6). وقد تناول هجومه الصاعق على الكتبة والفرّيسيين في تسع وثلاثين آية في الفصل الثالث والعشرين مِن إنجيل متّى، إلى جانب أعمالهم، تعاليمهم أيضاً،أي أقوالهم مثل: "الويل لكم أيّها القادة العميان القائلون مَن حَلَفَ بالهيكل فليس بشيء ومَن حَلَفَ بذَهَب الهيكل يُطالَب. أيّها الجهّال العميان أيّهما أعظم الذَّهَب أم الهيكل الذي يُقدّس الذَّهَب .." (متّى 23: 16-20).

ثم إنّ الفرّيسيين سنّوا القوانين والشرائع ما لا يتسع المجلّدات وفرضوها على الشعب مُثقلين كاهلهم بما لا يُطاق حمله: "يحزمون أحمالاً ثقيلة شاقّة الحمل ويجعلونها على مناكب الناس ولا يُريدون أن يُحرّكوها بإحدى أصابعهم " (متّى 23: 4)، فهل يجب طاعة هذه القوانين والقيود والشرائع غير الإلهيّة والعمل بها فقط لأنّ الكتبة والفرّيسيين يجلسون على كرسيّ موسى للوعظ والتعليم، ؟ وقِس على ذلك الشرائع والقوانين التي يسنّها الجالسون على الكراسي الرسولية في المسيحيّة، فهل يحقّ لهم وضع نُظم بِيعية لا تتفق ولا تنسجم وروح التعاليم المسيحية ثمّ يطلبون من الشعب طاعتها؟ وهل على الشعب طاعتهم طاعة عمياء فقط لأنهم يجلسون على الكراسي المذكورة دون النظر إلى ما إذا كانوا أهلاً لها؟ أفيقوا أيّها النّاس ولتكن بصائركم نيّرة نفّاذة وضمائركم حيّة لتميّزوا بين الحقّ والباطل. هل مِن المعقول أن يوصي المسيح بطاعة مَن يأمر بمعصية الله.

أمّا بشأن الاستنتاج القائل بأنّ رجال الدّين أعمالهم شرّيرة عموماً وأنّهم يقولون ما لا يعملون، وإن كان صحيحاً إلى حدٍّ كبير، ولكن يجب ألاّ يُفهم مِن ذلك الشمولية، فهناك رجال دين صالحون يعملون ما يقولون وإن كانوا قلّة في زماننا هذا. ولا ننسى أنّ السيّد المسيح كان يُوجّه كلامه إلى الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا بالدرجة الأولى مفسّرين ومُشرّعين، وليس للكهنة المرسومين مِن اللاويين الذين كانوا يمارسون الطقوس الدينية ويُقيمون الصلوات الاستشفاعية، وليس بالتأكيد لكهنته المسيحيين لأنه ما كان قد أسس كهنوته المسيحي بعد. طبعاً هذا لايعني استثناء الكهنة كليًّا، سواءً أكانوا يهوداً أو مسيحيين، مِن الانتقادات اللاذعة التي وجّهها السيّد المسيح إلى الكتبة والفرّيسيين.

أمّا القول بأنّ رجال الدين الفاسدين الطالحين يجب مسامحتهم ببقائهم في مناصبهم، جالسين على كراسيهم مهما كانت أعمالهم شرّيرة أو سيّئة فهذا هراء. فالمسامحة شيء وبقاء رجال الدين الفاسدين في مراكزهم شيء آخر. فهذا النوع مِن رجال الدّين يجب أن يُحاسَبو طبقاً للشرائع الإلهيّة والقوانين الكنسية، فعقوبة المذنبين ينصّ عليها بل يفرضها الكتاب الإلهي. فبالإضافة إلى الأمثلة الكثيرة قي العهد القديم عن عقاب الله للمخطئين، يظهر عدل الله وتظهر معه عقوبته في أمثلة كثيرة في العهد الجديد وفي التاريخ. فالله محبّ ولكنّه يعاقب على الخطأ. ومِن هذه قصّة حنانيا وسفّيرا (أعمال 5: 9)، وعقوبة عليم الساحر (أعمال 13: 8-11)، وعقوبة العزل: "لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا" (1كو 5: 11)، "وارفعوا مِن بينكم الشّرير" (1كو 5: 13). وعقوبة العزل هذه تحدّث عنها يوحنّا الرَّسول، أكثر الرّسل حديثاً عن المحبّة، فقال: "فَمَن أتاكم ولم يأت بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام، فإنّه من قال له سلام فقد اشترك في أعماله الشرّيرة" (2 يوحنّا 10، 11)، وأمثال أخرى كثيرة مِن أنواع العقوبات يذكرها الكتاب المقدّس.



إنّ العقوبة لا تتناقض مع عمل النعمة بل كثيراً ما كانت سبباً لاستيقاظ النفس وحفظ أبديّتها. وقوانين الكنيسة حافلة بعقوبات للخطأة وضعها الآباء والرّسل، والمجامع المقدّسة، وكبار الآباء القدّيسين، فلماذا إذن وضَعَ الآباء هذه القوانين إذا كانت المسامحة بالذنب يُبطل العقوبة، ولا سيّما وأنّ الآباء القدّيسين هم أوّل من يُسامحون الناس على أخطائهم. وأخيراً يجب أن تكون العقوبة بحقّ لأنّ العقوبة بدون حقّ هي ظلم.

بناءً على ما سبق، يمكننا استنتاج ما يلي:

أولاً: إنّ القول "إنّ الكتبة والفرّيسيّين جالسون على كرسيّ موسى، فكلّ ما قالوا لكم احفظوه واعملوا به ..." يخصّ ما طابق وانسجم مع شريعة موسى، والوصايا العشر على نحو خاصّ ، وكلّ ما خالف هذه الوصايا وروح هذه الوصايا، ليس فقط لا يدخل في نطاق قول السيّد المسيح بل يتوجب عدم طاعته.
ثانياً: إنّ التعميم بأنّ كلّ رجال الدين أعمالهم شرّيرة خطأ، فهناك من كان منهم أعمالهم صالحة، وليس كلّهم مرائين يقولون ما لا يفعلون وإن كان هذا النوع قلّة في زماننا.



الخوري الدكتور جوزيف ترزي

راعي كنيسة مار يعقوب السروجي للسريان الأرثوذكس في أمريكا





http://www.suryoyoreformer.org/Articles/Arabic/observe.htm



19‏/01‏/2013

† عيد الغطاس، عيد الانوار - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي



عيد الغطاس المجيد ...

اهنئكم احبائي بعيد الغطاس المجيد، عيد الظهور الإلهي الذى فيه انفتحت السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله فى المؤمنين باسمه { وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). لقد سمى العيد بعيد الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا المعمدان { فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه} (مت 3 : 16). وهو القدوس الذى بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده { ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لقد أكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا اجاب السيد يوحنا المعمدان { اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:15).

لقد جاء يوحنا المعمدان الذى عاش ناسكا فى الصحراء ليعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34). لقد اشتهى الانبياء مجي الله متجسدا لخلاص البشرية {ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها السموات تنشق ويعلن لنا الروح القدس عمله فينا من خلال ابن الله الكلمة المتجسد { وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10).



عيد الانوار...

فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور الحقيقي الذى ينير لكل انسان يقبل للنور ويؤمن به ويسير فيه { فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). ان الظلمة المقصودة هنا، هي ظلمة الروح بالسقوط والخطية، وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله التى تقود للهلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6) ألم يقل الكتاب { لانكم كنتم قبلا ظلمة واما الان فنور في الرب اسلكوا كاولاد نور }(اف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح يرد على مقاوميه عند ما فتح عيني المولود اعمي عندما قاوموا عمله الخلاصي واغلقوا عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة والبصر { فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو39:9-41).

ان الله لا يترك نفسه بلا شاهد حتى في أحلك الأوقات {والنور يضيء في الظلمة} ليضيء للذين يريدون أن يروا، وليدين الذين اختاروا العمى الروحي لنفسهم. فى عدم اكتراث لوجود النور أو عدم فهم سره. نعم يا احبائي يوجد من احبوا الظلمة اكثر من النور { وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة }(يو 3 : 19). لقد استنارت قلوب المؤمنين فى عيد الانوار باستعلان الثالوث القدوس الاله الواحد فالاب من السماء يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الاردن والروح القدس مثل حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان وأمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانيه يوميه وبه نثق اننا نخلص { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20) وهؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7).

بنوة المسيح يسوع لله الآب هي بنوة روحية أزليه أبدية كولادة النور من النور { ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم} ( يو 17 : 24). واعلنت من قبل الملاك لنا قبل الحبل به فى بطن القديسة مريم { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). واعلنا السيد المسيح فى طفولته فى الهيكل{ الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلنا السيد المسيح بوضوح فى بشارته { انا والاب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن الانسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). لقد صار مسيح العالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة الابدية { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه باعلان بشري الخلاص للخلقة كلها{ وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}( مر15:16-16).

+ بركات فى عيد الغطاس.. بعماد السيد المسيح رسم لنا طريق الخلاص كما اعلن لنا السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس بالولادة من فوق لنصير ابناء الله ومن ننال الخلاص والدخول الي ملكوت السموات { اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله} (يو 3 : 3). وعندما تعجب نيقوديموس قائلا { كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد} (يوحنا 4:3) اوضح له الرب يسوع المسيح كيفيه الولادة من فوق { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح} (يو5:3-6).

{ واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله} ( يو 11:1-13).

ويحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا { لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح }(غل 3 : 27). اننا فى هذا العيد نجدد عهودنا مع الله ان نسلك فى النور كابناء الله لنموت عن شهوات وخطايا العالم ونحيا مع المسيح فى جدة الحياة المقامة {فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة }(رو 6 : 4) {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله } (كو 2 : 12). ونسهر على خلاص انفسنا بضمير صالح فى توبة عن الخطية التى تدنس الفكر والجسد والروح {الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح } (1بط 3 : 21). اننا نصلى طالبين من الرب غفرانا لخطايانا وأثامنا ليقودنا بروحه القدوس لنحيا حياة التوبة المقدسة ونثمر ثمر الروح.

ونفرح مع الشاهد يوحنا المعمدان بسماع صوت عريس نفوسنا ونحيا معه فى فرح روحى { من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل} (يو 3 : 29). ونشهد لمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب، فالشاهد إذا هو من يرى رؤيا واضحة، ويقتدر على الإفصاح عما رأى بكل دقة وأمانة، بلسانه وبحياته وإن لزم الأمر بموته أيضا. لأن الشهادة والاستشهاد مشتقان من مصدر واحد. كما شهد يوحنا بلسانه الفصيح، وحياته النقية الجريئة، فأضحى شاهداً وشهيداً.

عندما نحيا إيماننا ونمتلي بالروح القدس يكون لنا الثمار والمواهب الروحية لنشهد للنور. ولكن هل من حاجة للنور إلى الشهادة؟ أليس النور خير شاهد لنفسه؟ نعم. ولكن الناس يحتاجون إلى الشهادة عن نور المسيح العجيب وسمو تعاليمة وقيمة الروحية الفاضلة لأن السيد المسيح فى تواضعه واخلائه لذاته من المجد لم يأتنا في شكل ممجد بل أتانا في "شبه الناس". وان كان له سلطان واعمال الآب { صدقوني اني في الاب والاب في والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها}(يو 14:11) ويحتاج الناس إلى من يوجه نظرهم إلي عريس النفس البشرية وسيدها لاسيما من يعيشوا في وادي الظلمات ويحتاجوا لمن يعلن لهم نور المسيح العجيب على مستوى شهادة يوحنا المعمدان فى حياة مقدسة حصلنا على كل الامكانيات اللازمة لها وينبغى ان نختبرها بالحياة بالروح والحق، أمين.

http://the-goodshepherd.blogspot.com/2013/01/blog-post_18.html




16‏/01‏/2013

† تأملات فى عيد الختان - للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى





الختان فى العهد القديم ...

+ كانت عادة الختان وما زالت سائدة بين كثير من الأجناس في أجزاء مختلفة من العالم في أمريكا وأفريقيا كما كانت هذه العادة شائعة بين الساميين من مصريين كعادة صحية دون غياب البعد الديني عنها كما عرف العبرانيين والعرب والموآبيين والعمونيين الختان ولكنها لم تكن معروفة عند الأشوريين والبابليين. وكذلك لم يكن الختان معروف لدى الفلسطينيين فى كنعان. لذلك كان يطلق عليها دائما وصف "الغلف" أي غير المختونين. وكان الختان بصفة عامة شرطاً أساسياً للتمتع بامتيازات دينية وسياسية معينة (خر12: 48،حز44: 9). ولأن الدين يشكل عنصرا هاماً في الحياة، غير هناك نظريات كثيرة فى أصل الختان واسبابه ويمكن القول بأن الختان نشأ كطقس ديني. فى العهد القديم كعهد بين الله وابراهيم ابو الاباء منذ الف وتسعمائة سنه قبل الميلاد تقريبا وكان الختان كعلامة أو كعهد على مستوى العلاقة الشخصية الداخلية بين الانسان والله ودخول فى رعوية الله حيث قال له الرب { أقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك . لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك. وأما أنت فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم. ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم. وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك . فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي}(تك17: 7 ـ 14).

+ وهكذا مارس موسى الختان لابنه وقامت زوجته صفورة بختان ابنها فى مديان لتبيان أهمية الختان فى طريق موسى للنزول الى مصر لقيادة الشعب للخروج من عبودية فرعون { وحدث في الطريق في المنزل ان الرب التقاه وطلب ان يقتله. فاخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه فقالت انك عريس دم لي. فانفك عنه حينئذ قالت عريس دم من اجل الختان.} (خر24:4-26). من يدل على أهمية الختان، لان ختان الابن كان فيه نجاة لموسى لأنها قالت له:{إنك عريس دم لي}. وكأن ميثاق وعهد زواجها قد تأيد بسفك الدم من ابنها في عملية الختان. هكذا توثق الختان فى شريعة موسى النبي بعد الخروج ايضا ولم يكن مسموحاً للنزيل والغريب أن يأكلا من الفصح ما لم يختتنا: {وإذا نزل عندك نزيل وصنع فصحاً للرب فليختن منه كل ذكر ثم يتقدم ليصنعه .. أما كل أغلف فلا يأكل منه}(خر12: 48). وقد صنع يشوع سكاكين من صوَّان وختن بني إسرائيل في تل القلف . ودعي اسم المكان "الجلجال" (أي الدحرجة يش5: 1 ـ 9). فكان الختان علامة مميزة لنسل إبراهيم. واستخدامهم آلات عفا عليها الزمن كسكاكين الصوَّان، لدليل على مدى تمسكهم بهذا الأمر .

+ كما اننا نجد في كثير من فصول الكتاب المقدس، أمثلة للاستخدام المجازي "للختان"، فحتى الاشجار المثمرة كانت تحسب غير طاهرة مدة الثلاث سنوات الاولى من عمرها وفى السنة الرابعة تقدم باكورتها الى بيت الرب وفى السنة الخامسة يأكل اصحابها ثمارها { ومتى دخلتم الارض وغرستم كل شجرة للطعام تحسبون ثمرها غرلتها ثلاث سنين تكون لكم غلفاء لا يؤكل منها. وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسا لتمجيد الرب. وفي السنة الخامسة تاكلون ثمرها لتزيد لكم غلتها انا الرب الهكم.} (لا23:19-25). وبهذا تصير ثمار الاشجار صالحه للأكل ومباركة للطعام . فالختان هو عهد بين الله والمؤمن ليكون من شعب الله وبالختان يتمتع الطفل المختتن بكامل الحقوق الرعوية لشعب الله وعليه ان يطيع وصايا الله عند بلوغه سن الادراك ويسمى ابن او بنت الشريعة اي صار ملتزما باحكامها.

عيد الختان المجيد ...

+ تحتفل الكنيسة بتذكار ختان السيد المسيح له المجد، فى اليوم الثامن من عيد الميلاد كما جاء فى الكتاب المقدس { ولما تمت ثمانية ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن} (لو21:2). وهو من الأعياد السيدة الصغرى. وكان يسمى قديما بالاوكتافى اي " اليوم الثامن" توقيرا من المؤمنين واحتراما واجلالا لشخص الختن يسوع المسيح ربنا. لقد خضع السيد المسيح للناموس فى جسده اذ وجد فى الهيئة كانسان { واذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب} (في 2 : 8 ) لقد أكمل الناموس كما قال { لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل }(مت 5 : 17). بخضوع المخلص لوصايا الناموس وباعطائه الكمال للوصايا فى بعدها الروحي واتمها عنا ليعتقنا من حرفيه الناموس الى روح الوصية وبعدها الروحي والاخلاقي وليعتقنا من ثقل هذه الوصية كما يقول القديس بولس { ان يسوع المسيح قد صار خادم الختان من اجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء } (رو 15 : 8).

+ المعمودية من الماء والروح ... لقد أعتمد المخلص البار ووضع لنا طريق البنوة والدخول فى رعوية شعب الله والولادة الجديدة من الماء والروح لنكون له ابناء وبنات بالتبني كما قال الرب { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر 16 : 16) لأنه لابد ان نولد من فوق بالماء والروح القدس لنصير ابناء الله بالتبني {اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله} (يو 3 : 5). ولهذا يقول الرسول بولس { وبه ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات. واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا} (كو11:2-13). لهذا يريد منا ان نحفظ الختان الروحي أي ختان القلب لنحيا له في والقداسة ولقد أكد الرب على أهمية الختان الروحي للإنسان المؤمن حتى فى العهد القديم.

+ وعندما اثيرت مسألة دخول الامم الى الإيمان فى العصر الرسولي ونادا البعض من اليهودية فى الامم بضرورة الختان { وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا} (اع 15 : 1). انعقد اول مجمع رسولي فى عام 49م فى اورشليم بحضور الاباء الرسل منقادين بالروح القدس فى قرارهم بقبول الامم فى الايمان دون ان يثقلوا عليهم بختان الجسد ولكن بالمعمودية والبعد عن نجاسات الاصنام والزنا وأكل المخنوق أو الدم كدخول فى عهد ورعوية شعب الله { فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الامر. فبعدما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس وقال لهم ايها الرجال الاخوة انتم تعلمون انه منذ ايام قديمة اختار الله بيننا انه بفمي يسمع الامم كلمة الانجيل ويؤمنون. والله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا. ولم يميز بيننا وبينهم بشيء اذ طهر بالايمان قلوبهم. فالان لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع اباؤنا ولا نحن ان نحمله. لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن ان نخلص كما اولئك ايضا. فسكت الجمهور كله وكانوا يسمعون برنابا وبولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الايات والعجائب في الامم بواسطتهم. وبعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعونى. سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم لياخذ منهم شعبا على اسمه. وهذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب. سارجع بعد هذا و ابني ايضا خيمة داود الساقطة وابني ايضا ردمها واقيمها ثانية. لكي يطلب الباقون من الناس الرب و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا كله. معلومة عند الرب منذ الازل جميع اعماله. لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم. بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنا والمخنوق والدم. لان موسى منذ اجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به اذ يقرا في المجامع كل سبت}( أع 6:15-21). لانه لا الختان الجسدي ولا الغرلة فى المسيحية هي حدود النجس أو الطاهر بل الايمان العامل بالمحبة { لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة} (غل 5 : 6). الإيمان بمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع بنعمة روحه القدوس { الذي فيه ايضا نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب راي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده} (أف11:1-14). وامتد الختان الروحي ليشمل تقديس الحواس والفكر والقلب والعمل ليصبح المؤمن هيكل روحي مقدس ومكرس لله كما قال الرب يسوع فى تجسده وهو القدوس { ولاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق }(يو 17 : 19). ان التقديس هنا بمعنى التخصيص وتكريس الحياة . ونحن اذا نقتدى برئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع نكرس حياتنا له فى خدمة باذلة ومحبة كاملة بكل الاعضاء الداخلية والخارجية والحياة لله سواء فى بتولية او زواج مقدس كما يشدد القديس بولس الرسول علينا { فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح }(2كو 11 : 2).



الختان الروحي وتقديس المؤمن لله...

ختان الشفتين ... ان الشفاة الخاطئة والظالمة والمتكبرة والمتكلمة بالاكاذيب والتي لا تمجد الله وتسبحه هي شفاه غلفاء حتى ان موسى النبي عندما دعاه الله ليرسله الى فرعون ليخرج الشعب من العبودية فى تواضع قال للرب { فتكلم موسى امام الرب قائلا هوذا بنو اسرائيل لم يسمعوا لي فكيف يسمعني فرعون وانا اغلف الشفتين }(خر 6 : 12). وهكذا فعل اشعياء النبي عندما راى مجد الرب احس بنجاسته امام مجد الرب { فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود. فطار الي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح. ومس بها فمي وقال ان هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيتك} (أش 5:6-7). لهذا يقول الرب على لسان هوشع النبي ان التسبيح وطلب مراحم الرب كذبائح مقدسة { خذوا معكم كلاما وارجعوا الى الرب قولوا له ارفع كل اثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا} (هو 14 : 2).

الاذان المختونة .. الاذان المختونة بالنعمة هي التي تسمع لصوت الله وتستطيع ان تميزه بين الاصوات الكثيرة والضجيج المحيط بنا لذلك كثيرا ما كان السيد المسيح يؤكد على سامعيه { من له اذنان للسمع فليسمع (مت 11 : 15). ويلوم على الشعب قديما لانهم رفضوا سماع كلمة الرب { فابوا ان يصغوا واعطوا كتفا معاندة وثقلوا اذانهم عن السمع }(زك 7 : 11). ولهذا لام السيد المسيح على سامعيه المعاندين { لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم} (مت 13 : 15).. ويدعونا لسماع صوته { اصغ يا شعبي الى شريعتي اميلوا اذانكم الى كلام فمي }(مز 78 : 1). ويمدح الرب المؤمنين الذين يبصروا ويسمعوا لصوت كلامه { ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع} (مت 13 : 16). ويوصينا الكتب ان نسمع ونصغى لصوت الرب ونطيعه { اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم }(عب 4 : 7).

القلب المختون ... القلب المختون بالنعمة هو القلب المقدس الذى يحب الله حبا يملك الحب ويحب الجميع محبة روحية طاهرة من محبته لله { ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا }(تث 30 : 6). لهذا يشدد القديس بولس الرسول على أهمية ختان القلب بالروح القدس { بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله} (رو 2 : 29). لقد لام القديس استفانوس رئيس الشمامسة مقاومي الحق { يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان انتم دائما تقاومون الروح القدس كما كان اباؤكم كذلك انتم }(اع 7 : 51). وقاوموا عليه ورجموه وهو ينظر الرب فى السماء ويقول فى قلب مختون بنعمة وقوة الروح القدس والحكمة محب حتى للاعداء { ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد }(اع 7 : 60). الختان الروحي اذن هو تقديس للحواس والفكر والارادة والعمل وتقديس الاعضاء الداخلية والخارجية ليصير المؤمن كهيكل مقدس لله. ولهذا عندما يعمد الداخل للإيمان يجحد الشيطان وكل اعماله الرديئة وحيله وطرقه ويعلن ايمانه المسيحي ليموت عن الانسان العتيق ويقوم فى جده الحياة وتقدس اعضاءه بالميرون المقدس ليكون هيكلا للروح القدس { اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم }(1كو 3 : 16){ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم }(1كو 6 : 19).





15‏/01‏/2013

† أمتى أعيش وأموت بكرامه! - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى






الشعب المصري خلاص، أتعود على الاحزان

بقي عادي عنده يشوف الناس، ملفوفه فى الأكفان

وكمان يشوف الناس بتقوم بشغل ودور الشيطان

بقت البسمه غريبه علينا والحزن معشش وساكن فينا

أطفال مدارس وملايكه مدهوسه تحت القضبان

جنود على حدودنا مقتوله وفى شهر رمضان

وعساكر تدهسها حوادث فى ربوع الوديان

وناس تنادى بالحرية تدهسها جنازير السلطان

وشباب عند الاتحادية مقتوله وبدون عنوان

والطرف الثالث دايما مجهول ليه يا أخوان؟

والمرض ليه فينا بس بينهش فى الابدان ؟

ومين تحاسب وميت تعاقب قولوا يا جدعان؟

الشعب المصري مطحون بيعاني الموت اشكال الوان

ويشوف الذل باشكاله ورخص الميت والحي

فى لحمه كلابي بتغش أجدع شنب كالضانى الحى

وميه معجون بالصرف الصحي تقتل وعارفين أزى؟

اكبادنا وكلاوينا تتوجع وتتفجع فى الرايح والجاي

والقنوات الفضائية سمومها فينا نهار وليل بتبث

وعلى الكراهية والقتل والبغضة بتحرض وتحث

ومين تحاسب وتعاقب لما المسئول لا خبر ولا حس؟

مهو مات الحس! والناس بتكذب وتنافق وتغش

وليكي الله يا بلادنا ياللى كان فيكي زمان ضمير بيحس

وكان للانسان كرامه وقيمه ولا حد يجور على جاره

وللعيش والملح بينا عهد أمان مش أفلام سيما

ولا حامينا يكون حرامينا ونقبل بالظلم لبعضينا

أمتى أعيش بكرامه فى بلدى، على ارضى!

وأموت بكرامه فى بيتي بين بنتي وولدي !

أمتى أحس انى إنسان بالاحسان معجون يا بلادي!

أمتى نتطور وبلادنا تتعدل، فين الحكماء ويحلوها ازاي؟



† قصة الحب العجيب - للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى




وسط الضيق، انت يارب عزائي

ولما الخوف يشتد تبقى سلامي

ولما يحاصرني قلقي واسهر

تكون ترنيمة حبى ويحلى منامي

ولما لساني يعجز عن التعبير

تفتح انت الفم وتصير تعزية بكلامي

..........

فرحنا بيك يا الهنا هو سر القوة

والتغيير للاصلح لازم يجي من جوه

لما الانسان يعترف انى معنديش قوة

تيجى انت يارب وتكون له مروه

لما تدخل انت القلب يارب تحرر

وانت القوة وانت الحكمة اللي بتغير

وانت اللي تقيم الميت لما بتآمر

...........

زمان جيت يا الهنا عشان تهدينا

وتجول تصنع خير فى ارضينا

دعيت الخاطئ يتوب ويبقى مثال لينا

والخاطية تصير قديسة للاصلاح تدعينا

والعشار يتحرر من حب المال

ويبقى رسول ويكتب إنجيل يعزينا

والتعبان يرتاح واللص يسبقنا لفردوسك يا فادينا

..............

وعلى أكد الحب اللي انت اديته

وبكثرة مراحمك للانسان اللي انت فديته

وعلى اد ما أشبعت الجياع ورويت المساكين

قاموا عليك شلة كذبه ومنافقين

وقالوا دا عدو لقيصر ومخالف القوانين

ولازم يموت ونخلص منه

دا بيبكت ضميرنا، احنا ليه عليه ساكتين؟

...................

صلبوا المسيح المريح شلة فاسدين

وهو يقول يا ابتاه أغفر ليهم

دول جاهلين ومش عارفين

اد ايه هما شرور صانعين!

وقمت من الموت بقوة عظيمة

عشان تدي الانسان بنوة وقيمة

..........

وللان وبكرة وبعده انت بتدعينا

وتجول تصنع خير فى ربوع وادينا

ولسه بيقوموا عليك الاشرار

ويهاجموا كنيستك يا قدوس وبار

وانت صابر وبحبك غافر

للعدو قبل الصديق

وللي من الظلم صدره بيضيق

وللى بيمشى فى طريق واسع

ومش عاوز ياخدك له رفيق

...........

يارب وعدت انك قريبا جاي

وقلت هخلص شعبي من اعدائي

وأعلن مجدي واخدكم وياي

أمين تعالى يارب دا عزائي

وكأفني على ما صنعته يداى

كرحمتك يارب وليس كخطاياي
............



10‏/01‏/2013

† التجسد الإلهي انشودة حب - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى





جاء لنا الاله المحب متجسداً

إن كان يومك ملبدا بالغيوم. وليلك لا ترى فيه النجوم، إن كنت تعانى الوحدة والأحزان أو تعيش الاضطهاد والحرمان، إن أحسست أن أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن او صنجا يرن، إن عشت الخوف وعدم الأمل، إن وجدت أن لا احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك وأحسست كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان ماضيك مظلماً وحاضرك معاناة والآم ، ومستقبلك ملبداً بالغيوم والضباب. فليست هذه النهاية ... فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع المحب ليبحث عن من هلك وليعطيه حياة أفضل ، هو حبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق . جاء الإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت ولمن حولك، ان أمرك وخلاصك وأبديتك تهمه كثيرا جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين ليهبك حياة أبدية.

ثق حبيبي أن الشمس غلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة وترك الأحباء، وعاني الظلم والقيل والقال والجميع وقت الصلب تباعد عنه ومال، جاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل للسامرية الخاطئة. جاء يقدم محبة لانهائية وغفران تام وتحرير من سلطان ابليس والخطية والشر والضعف والخوف وغلبة حتى على الموت



هو يسمع الدعاء...........

جاء ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل المتجدد في الحياة ويضمنا الى احضانه الالهية فى سماء المجد، جاء ليقوي الضعفاء، ويهب المرضي الشفاء، ويدافع عن المظلومين، انه الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس والشقاء، انه العريس الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، انه المحبة والوفاء، انه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصي عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية، وسيبقي أمينا حتى لو كنا نحن غير أمناء.

انه المحبة المتجسدة لتعلن لنا ان الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. فهل نريد ان نحيا عمق المحبة وقوتها أذن لنتحد بالمسيح المحب والمتواضع ولا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق. أعرف انك تحبني ولكن أريد أن أمتلئ بالمحبة. اعرف انك الإله ولكن أريد أن اشعر برفقتك لى، أدرك انك قادر علي كل شيء فهل لك أن تغيرنى، تحررني من الخوف والضعف والمرض والوحدة، ترشدني وتفتح أمامي الأبواب المغلقة وتمهد الطرق الوعرة، تعطيني الأمل في مستقبل أفضل في عالم شرير ومظلم. تهبني السلام وتعطيني الرجاء وتملأ القلب بالمحبة.





غد أفضل مع المسيح..........

تعالى إليه أيها المتعب وأنت تستريح وتفرح إلى الأبد. تعالوا إليه وبثوا إليه شكواكم وأحزانكم والأمكم وأمالكم في الحياة . أعترف له بخطيئتك وبضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وتأمل محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبك تفرح وتتعزى الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب ، فأتحد به وهو القوي واتخذه صديقا وهو الوفي واشتكي له همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا الآن وسط برية السباع وليست لي قوة للدفاع، أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي قوتي أنت محبتي وأملى الوحيد.

أدرك انك قادر واعلم انك محب وقيل عنك الكثير ، ولكن أريد أن تكون لي ومعك ينتفى من حياتي الوحدة والغربة، أحب أن يكون يومي هذا نقطة تغيير في حياتي وللأبد، أنا بك ولك ومعك لا أريد شيء علي الأرض، فأنت الهى وأبى وأحن من الأم ومدافع عن المظلومين وهم صامتين، أمسك يدى وقدني كما تشاء ، لساعة انطلاقي إلى السماء، أنت مرشدي ومعك غدى سيكون أفضل جدا...



نعم سيكون...

أنا هو إلهك الممسك بيمينك القائل"لا تخف لأنى معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلاما وفرحا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك من الضعف والخوف واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وسينبع منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس أنا أمس واليوم والي الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا ابناء للاب السماوى، نعم يا الهي ما أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصي وليس لي سواك، تحر رنى وتغيرني وتمنحني القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا أنا بل أنت تحيا فى. بك لا يقدر علي شيء ومنك سلامي ولك حبى وكلامى، أشكرك يا الهي فليس لك مثيل . وبك أنت المحبة والرجاء والإيمان نسير



07‏/01‏/2013

† ميلاد المسيح وخلاص البشرية - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى




{فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم} (مت 1 : 21)



الله وسعيه لخلاص الانسان ..

+ أهنئكم أحبائي الاعزاء بعيد الميلاد المجيد الذى تهللت فيه الملائكة ببشرى الخلاص وهى تعطي المجد لله فى الاعالي وتعلن حلول السلام على الارض وبشرى خلاص الرب العجيب والفرح للناس ذوى الارادة الحسنة التي تقبل الإيمان. هذا الميلاد الإلهي الذى انتظرته البشرية لاجيال طوال والذى به نال المؤمنين الخلاص من الخطية والجهل والضعف والشيطان والموت. وفى كل جيل ووقت يجب ان نعلنه كبشرى خلاص لجميع الناس. ونصلى من كل قلوبنا من أجل البعيدين والخطاة ليؤمنوا ومن اجل المؤمنين ليتقووا فى الإيمان لكي نصل الى القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب. ان خلاص الله مقدم لنا جميعا بالإيمان بيسوع المسيح مخلصا ومحررا وفاديا ويجب ان نقبله ونحيا معه حياة الشكر والفرح والرجاء بالإيمان والمحبة والعمل الصالح فيه وبه ونسلك كابناء وبنات الله القديسين { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه} (يو 1 : 12) والبداية هو الإيمان { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن }(مر 16 : 16). والهدف النهائى للايمان ان تكون لنا معه الحياة الابدية { واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه }(يو 20 : 31)

+ لقد اعلن الملاك إنه اسم المولود العجيب يدعي يسوع { لأنه يخلص شعبه من خطاياهم} (متى1: 21). وبشرت به الملاك الرعاة الساهرين على رعيتهم { وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود}( لو 8:2-12). ولقد اعلن السيد المسيح فى خدمته انه اتى الينا مخلصا {جاء لكي يخلص ما قد هلك} (مت 18: 11) (لو19: 10). {هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم} (يو4: 42).

+ الله هو المخلص والرجاء لكل البشر { انا انا الرب وليس غيري مخلص} (اش 43 : 11). { انا الرب ولا اله اخر غيري اله بار ومخلص ليس سواي} (اش 45 : 21). وعليه وحده نلقى رجائنا فى الخلاص { لان رجاءهم في مخلصهم} (سير 34 : 15). يقول الله { إلهنا سواي لست تعرف، ولا مخلص غيري} (هو 13: 4). لقد أعلن الله للانبياء عن خلاصة بتجسده فى ملء الزمان { لانه يولد لنا ولد و نعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} (اش 6:9-7). نعم تجسد الله الكلمة وجاء ليرعى شعبه كراعي صالح كما وعد { لانه هكذا قال السيد الرب هانذا اسال عن غنمي وافتقدها. كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا افتقد غنمي واخلصها من جميع الاماكن التي تشتتت اليها في يوم الغيم والضباب. انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ القوى وارعاها بعدل } ( حز 11:34- 12 ،15-16). ان الرب يسوع المسيح هو المخلص والله الظاهر فى الجسد كما يؤكد الكتاب المقدس { وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد }(1تي 3 : 16) وهو المخلص الوحيد، {وليس بأحد غيره الخلاص} (أع4: 12). فالله صادق ولا يكذب ابدا وخلاص السيد المسيح يسوع هو خلاص الله لمقدم للجميع، وكما قال الرب يسوع المسيح { أنا والآب واحد} (يو10: 30). {قد ألقينا رجاءنا على الله الحى، الذي هو مخلص جميع الناس} (1تى4: 10). وهو الذى تنبأ عن غلبته للموت هوشع النبي { من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني} (هو 13 : 14). نحن نؤمن بالخلاص المقدم لنا بالإيمان ونحياه على رجاء المجد ولهذا نتعب ونجاهد بالصبر {لاننا لهذا نتعب ونعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين }(1تي 4 : 10). لقد خلق الله الإنسان من فيض محبته ووضع أبوينا آدم وحواء فى الفردوس ولما سقطا وطردا الى ارض الشقاء لم يتركهما الله ليحيا الانسان فى يأس قاتل بل وعد ان نسل المراة يسحق راس الحية الشيطان المضل { واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). واتم الله وعده فى المسيح يسوع ربنا { ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب. اذا لست بعد عبدا بل ابنا وان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح} (غل 4:4-7).



المسيح مخلص الخطاة ...

لقد جاء السيد المسيح مخلصا من الخطية والهلاك وداعية للتوبة معطيا رجاء للهالكين ولهذا قال { لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك }(لو 19 : 10). ولقد صلب السيد المسيح من اجل خلاصنا وقام من اجل تبريرنا ووفي العدل الالهي حقه وقدم رحمته وخلاصه لكل من يؤمن { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد} (يو14:3-18). وكما قال بولس الرسول {إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا} (1تى1: 15). فلقد {بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم} (تى2: 14). {لاننا كنا نحن ايضا قبلا اغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه.لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس.الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا. حتى اذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الابدية} (تى 3:3-7). {وانما اظهرت الان بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل} (2تي 1 : 10) فهو صار لنا رئيس كهنة {يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام} (عب7: 25). { صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي} (عب5: 9). ولهذا يتعجب الرسول قائلا {فكيف تنجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره؟} (عب2: 3). أن المسيح جاء فاديًا، ومخلصا، يخلص العالم كله من خطاياهم، ويفديهم من كل إثم، ومن لعنة الناموس، خلاصًا أبديا لكل من يؤمن به ويحيا فى الإيمان حياة بر وتقوى.



خلاصنا من الجهل ...

لقد تسبب الجهل فى هلاك الكثيرين ومازال { قد هلك شعبي من عدم المعرفة}(هو 4 : 6). لقد ترك النا عبادة الله الحي { تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث} (قض 2 : 13). رغم ان الله عرفنا وصاياه منذ القدم { واعطيتهم فرائضي وعرفتهم احكامي التي ان عملها انسان يحيا بها } (حز 20 : 1). ولهذا دعانا الله فى كل زمان الى التوبة وعبادة الله { فقال صموئيل للشعب لا تخافوا انكم قد فعلتم كل هذا الشر ولكن لا تحيدوا عن الرب بل اعبدوا الرب بكل قلوبكم} (1صم 12 : 20). واذ لم يستحسنوا ان يبقوا الله فى معرفتهم فقد تركهم الله لحرية ارادتهم ليفعلوا ما لا يليق { وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. مملوئين من كل اثم وزنى وشر وطمع وخبث مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا. نمامين مفترين مبغضين لله ثالبين متعظمين مدعين مبتدعين شرورا غير طائعين للوالدين. بلا فهم ولاعهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة} (رو 28:1-31). هولاء ظهر جهلهم وخزيهم للناس { والذين اهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لانفسهم بجهلهم الصلاح ولكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه }(حك 10 : 8). لهذا اتي اقنوم الحكمة ليمحو جهلنا عن الله ومعرفته وجال يكرز ببشارة الملكوت ويعلم ويشفى كل ضعف ومرض فى الشعب وقال مخاطبا الاب السماوي { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). جاء السيد المسيح نورا للأمم { الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور} (مت 4 : 16) واعلن لنا انه النور الذى نستضيئ بتعاليمه السامية فى برية هذا العالم { انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم. من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير.} ( يو46:12-48). جاء الرب معلما ايانا ان الله محبة وان من يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه ودعانا ان نحب بعضنا بعضا { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض }(يو 13 : 35) بل ودعانا الى محبة الاعداء والرحمة بهم والصلاة من اجلهم { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 43:5-48). علمنا ان العفة ليس هي عفة الجسد فقط بل هي طهارة الحواس والفكر المقدس { قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه} (مت 27:5-28). وعلمنا ان ملكوت الله ليس أكلا وشرب بل هو محبة وفرح وسلام فى الروح واننا في السماء سنكون كملائكة الله { لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء} (مت 22 : 30). فالعبادة المقبولة ليس مظاهر ورياء ولا تكون بالاجبار والاكراه بل بالروح والحق { الله روح والذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا }(يو 4 : 24). لقد بكت الكتبة والفريسيين المرائيين الذين تمسكوا بالمظهرية فى رياء وتركوا اثقل الوصايا{ ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك }(مت 23 : 23). لهذا نادى رسله القديسين باهمية الرحمة والعفة { الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم (يع 1 : 27) والان ماذا نقول غير ما قاله الاباء الرسل { فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل} (اع 17 : 30).



خلاصنا من الشيطان ..

لقد تسلط الشيطان على الانسان وأضله ويسعى الشيطان ليضل لو أمكنه حتى المختارين لقد جاء الرب يسوع المسيح متجسدا لكى يحطم سلطان ابليس الذى تسلط على البشر وكما قال القديس مار أفرام السرياني (عرف الشيطان كيف يؤذينا، بالاضواء أفقدنا بصرنا، وبالممتلكات أضر بنا، وبالذهب أفقرنا وجعل قلوبنا متحجرة، فمبارك الذى جاء يلينها. والشيطان الذي كان ملكاً صار في عار، فنسج لنفسه تيجاناً من الكذب. الطفل جاء الى المذود، فطرد الشيطان من مملكته. وحيث ان الرجاء البشرى كان قد تحطم، فقد ازداد الرجاء بميلاد المخلص، الكائنات السماوية بشرت بالرجاء الصالح للبشر. والشيطان الذي قطع رجائنا، أنقطع رجاؤه بيديه، عندما رأى الرجاء ازداد. صار ميلادك لاجل البائسين ينبوعا متفجرا للرجاء. مبارك هو الرجاء الذي أتي بالإنجيل. دُحر الظلام ليعنى ان الشيطان قد أنهزم والنور ظهر) لهذا نرى السيد المسيح فى بدء خدمته يعلن تحريره للمستعبدين للشيطان { روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.} (لو 18:4-19). لقد قاوم الشيطان وجرب حتى السيد المسيح ولكن الرب أنتصر عليه فى كل التجارب معلمنا ايانا طريق النصرة لقد انتصر المخلص بالصليب على الشياطين ظافرا بهم فيه وقيده واصبح لا سلطان له علينا الا اذ سلمنا أنفسنا بارادتنا له . ابليس الان يصنع حرب مع ابناء وبنات الله ونراه يحارب نور المسيح وخلاصه عالما ان نهايته وشيكة الحدوث. ويريد ان يضل الناس ليحيوا فى ظلمة وأسر ابليس حتى وان سمعوا بشارة الملكوت فتكون لهم كمثل زارع يبذر بذاره على الطريق { وهؤلاء هم الذين على الطريق حيث تزرع الكلمة وحينما يسمعون ياتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم} (مر 4 : 15). ولهؤلاء يرسل الله من يدعوهم بطرق كثيرة { لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين} (اع 26 : 18). الايمان بالمسيح وقوة كلمته وعمل روحه القدوس يجعل ابناء الله ينتصروا على الشيطان وكل قواته الشريرة الى ان يأتي الوقت الذى فيه تتم النصرة بهلاك الشيطان وكل قواته { فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض وطرحت معه ملائكته }(رؤ 12 : 9).

خلاصنا من الموت ..

كان الموت والهلاك وحش مرهوب من الجميع، يقضى على أمال وتطلعات الانسان { انما حياتنا ظل يمضي ولا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد} (حك 2 : 5). دخل الموت كنتيجة لحسد إبليس { لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم} (حك 2 : 24). فالشهوة والخطية تنتج الموت { ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا (يع 1 : 15). وبالتجسد الإلهي جاء الله الكلمة متجسدا ومات على الصليب وبالموت داس الموت وانعم بالحياة الأبدية للذين فى القبور وقام فى اليوم الثالث ليقيمنا معه واصبحنا نصلى على الراقدين ونقول لانه لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال وكما قال المخلص الصالح فى إقامة لعازر من الموت بعد ان تحلل { انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا }(يو 11 : 25). وكما انه فى آدم يموت الجميع فانه فى المسيح يسوع سيقوم الجميع ايضا { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22). { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.} ( يو 28:5-29). لقد اصبح الموت شهوة المؤمنين لا يأساً من الحياة ولكن حبا فى الالتقاء والعيش الدائم مع الله كملائكة الله لهذا قال القديس بولس الرسول { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا }(في 1 : 23). بالإيمان والعماد المقدس يحيا المؤمنين بالمسيح ويختبروا الحياة المقامة ويخلصوا من الموت الابدي فى حياة مقدسة فى الرب مؤمنين بقيامة الجسد وحياة المجد العتيد ان يستعلن فيهم { فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة.لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته. عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية. لان الذي مات قد تبرا من الخطية. فان كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا ايضا معه. عالمين ان المسيح بعدما اقيم من الاموات لا يموت ايضا لا يسود عليه الموت بعد. لان الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة والحياة التي يحياها فيحياها لله. كذلك انتم ايضا احسبوا انفسكم امواتا عن الخطية و لكن احياء لله بالمسيح يسوع ربنا. اذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها. ولا تقدموا اعضاءكم الات اثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كاحياء من الاموات واعضاءكم الات بر لله.} ( رو4:6-13).

اننا اذ نتذكر بركات التجسد الالهي نفرح بخلاص الرب لنا من الضعف والخوف والخطية والشيطان والموت ومع المجوس نقدم لله الهدايا، قلوبنا ليسكنها ويطهرها بروحه القدوس، وصلواتنا الطاهرة المرفوعة عن خلاص العالم كله كبخور يصعد للعلاء، ونحتمل بشكر كل ضيقات الزمان الحاضر من اجل المجد العتيد ان يستعلن فينا مرددين فى شكر دائم تسبحة الملائكة { المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة }(لو 2 : 14).

02‏/01‏/2013

† لنبدأ بدءاً حسناً - للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

 
الله ضابط الكل..
تمضى الايام والسنين من عمرنا ونحن ننظر الى المستقبل بعيون الرجاء فى غدا افضل، ورغم كل الظروف السياسية والدينية والاجتماعية المتغيرة التي مرت وتمر بها بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا فنحن نثق ان الله ضابط الكل والكون لا يحدث شي فى عالمنا وحياتنا الا بارادته او بسماح منه. وعلينا ان نعمل فى توافق مع مشيئة الله لنا ونسعى الى تحقيق ارادته فى حياتنا لكننا وبالرغم من ذلك ايضا لا نستطيع ان نضبط أو نتحكم فى المتغيرات التي تجرى حولنا لكننا نعلم ان الله ضابط الكل يجعل كل الاشياء تعمل معنا للخير { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده} (رو 8 : 28). و سواء على المستوى الفردي او الجماعي نعلم ان الله قادر ان يجعل الامور تسير نحو تحقيق ارادته مهما اراد الناس بنا شرا كما قال يوسف الصديق لاخوته الذين باعوه حسدا { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). لقد اراد اخوة يوسف ان يتخلصوا منه وقالوا لابيهم كذبا ان وحش ردئ افترسه وباعوه عبدا ولكن الله كان معه واخرج به مصر وشعبها واهله معهم من مجاعة عظيمة. ونحن نثق ان يد الله المقتدرة والحكيمة تعمل معنا ولاجل خلاصنا وان كان علينا ان نمر باوقات ضيق او نشرب كأس الصبر والمر من يده فهي لعلاجنا وخلاصنا { يشددان انفس التلاميذ ويعظانهم ان يثبتوا في الايمان وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله} (اع 14 : 22). فنحن نعلم انه ورغم الضيقات فاننا سنغلب بالله الساكن فينا { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33)
التوبة وتنفيذ ارادة الله ...
يجب ان نقدم لله توبة عن خطايانا وذنوبنا التي فعلناها بارادتنا او بغير ارادتنا والخفية والظاهرة ونعمل ان تكون توبتنا شاملة مختلف جوانب حياتنا ومستمرة للنفس الاخير ونعمل على التخلص من ضعفاتنا فى ضوء نعمة الرب الغنية ولهذا شدد السيد المسيح على أهمية التوبة للخلاص والنجاة { ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو 13 : 3). ويحثنا الانجيل على التوبة التي هي الاقلاع عن الشر والخطأ والتصميم على عدم الرجوع اليه واصلاح نتائج الخطأ والاعتراف به ومن ثم السعي للنمو فى طاعة الله وتنفيذ ارادته فالله يريد خلاصنا جميعا { الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). الله يريد لنا ان نكون قديسين{لان هذه هي ارادة الله قداستكم } (1تس 4 : 3). وهو يعمل فينا بنعمة روحة القدوس وبكلمته المقدسة ليدفعنا الى حياة الكمال وتنفيذ مشيئته { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 :13)
فهل نستجيب لعمل النعمة وتبكيت الروح القدس لنا لنتوب عن خطايانا ونسير فى طريق البر؟.
لنبدأ بدءاً حسنا...
اننا في بدء كل يوما جديد نصلي قائلين ( لنبدأ بدءاً حسناً) فهل نعمل بجدية وصدق ليكون كل يوم بدايه حسنة او مواصلة للسعى فى طريق الكمال المسيحي الذى دعانا الله اليه، كما ان بداية عام جديد هو مناسبة جيده لبداية حسنة فلا نشاكل اهل هذا العالم فى سعيهم وراء شهواتهم الجسدية أو متع العالم وبريقه بل نسعى الى عمل ارادة الله فى حياتنا { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). علينا ان نسعى فى التخلص من العادات والسلوكيات الخاطئة فى حياتنا ونكتسب بالجهاد كل ما هو حسن ومرضى لله { اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا }(في4 : 8).
حياتنا غربة ونحن سفراء للملكة السماء ...
يجب ان نعلم اننا هنا على الارض فى فترة غربة جئنا فيها لاداء رسالة سامية ومهمة جليلة فنحن ليسوا لعبة فى يد الظروف او الناس او الاحداث بل نحن سفراء للمملكة السماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20). نحن رسل سلام ومصالحة فى عالم منقسم ومتصارع ولكي نحيا فى سلام يجب ان نكون فى صلة واتصال دائم مع رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع وان يكون هدفنا هو تنفيذ ارادته وسماع صوت كلامه فالسفير الناجح فى مهمته يقوم بتمثيل بلده فى البلد المضيف ويعمل وسط المتغيرات الكثيرة على تحقيق مصالحها واعلاء شانها وكحلقة اتصال بين البلد المضيف وبلده الاصلي يجب ان يكون امينا كحلقة اتصال بينهما. فهل نحن سفراء صالحين للملكة السماء.
متأصلين فى بلادنا وسنستمر...
اننا ورغم اننا لسنا غرباء او وافدين على بلاد الشرق الاوسط كمسيحيين بل متجذريين فى بلادنا منذ الاف السنين، ارتوت ارضنا بدماء اجدادنا وتخضيت ارضنا بعرقهم وجهادهم بتنا اليوم نشعر بالاغتراب أكثر فأكثر فى بلاد كانت مهد المسيحية وقلبها النابض وستبقى هكذا الى ان يرث الله الارض وما عليها، نشعر ايضا بثقل المسئولية الملقاة على عاتقنا لنكون ملح الارض ونور للعالم كما دعانا السيد المسيح { انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس.انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل.
ولا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 13:5-16). لقد عانى مسيحيوا الشرق عبر تاريخهم الطويل للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية والاجتماعية فى تعاون وبذل مع اخوتهم فى الوطن وكنا نظن ان الربيع العربي سيأتي بما هو أفضل للجميع ولكن اذ اقبل علينا شتاء أصولي فعلينا ان نعمل بالاكثر على الانفتاح على مجتمعاتنا بروح المحبة والتعاون ونحن نعى انتمائنا الى اوطاننا متمسكين بالبقاء فيها كخيار لا رجعة فيه ونبنى انفسنا وابنائنا على الإيمان الاقدس الذى اليه دعينا{ واثقا بهذا عينه ان الذي ابتدا فيكم عملا صالحا يكمل الى يوم يسوع المسيح} (في 1 : 6). اننا نضع ثقتنا فى الله الامين والقادر ان يحفظ حياتنا وكنيستنا وبلادنا كخميرة مقدسة وكنور لا يوضع تحت مكيال بل على منارة ليضئ لكل من هم فى البيت ليرى الناس اعمالنا الصالحة ويمجدوا ابانا الذى فى السماوات.
خطة للنمو الروحي والعملي ...
على المستوى الفردي والاسرى والكنسي لابد ان نضع خطة لحياتنا تدوم وتستمر فى متابعة يومية واسبوعية وشهرية وسنوية لكي ننمو فى النعمة والحكمة والقامة لدى الله والناس. يجب ان نسعى الى التميز والتفوق الروحي والدراسي والعملي وفى علاقاتنا الاجتماعية والروحية مع الله والناس. فلا مكان فى عالم اليوم للكسالى والخاملين ونحن نواجه منافسة حادة ومصاعب اقتصادية جمة فعلينا ان نتقدم ونأخذ بايدي بعضنا البعض فى السير فى خطى العلم والمعرفة وفى نفس الوقت العلاقة القوية والواثقة بالله فالانسان القوى روحيا والمرتبط بالسماء هو قلعة حصينة لا ينال منها الشيطان وقواته الشريرة شئ بل هو ضرورة لمجتمعه وكنيسته واسرته وياتي بالثمار الكثيرة لفائدته ولبنيان ملكوت السموات.