15‏/04‏/2013

† أتريد ان تبرأ؟ - الأب القمص أفرايم الانبا بيشوي




الرغبة فى الشفاء ...
- ان الله كراعى صالح لنا يريد ان يقدم لنا الشفاء الروحى والنفسى والجسدى ولكن لا يرغمنا على القبول بل يقدس ارادة كل واحد وواحدة منا. وهو كطبيب سماوى وهو يدعو الجميع للخلاص { وارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا } (مت 22 : 3). ويقول للكثيرين كما قال لاورشليم قديما { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا} (لو 13 : 34) . لقد منحنا الله العقل والحرية ويريد منا ان نقبله الها لنا ومخلصاً لنفوسنا وشافياً لأمراضنا { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 :4).ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم} (مت 11 : 28) .
- هل نريد ان نبرأ من جراح الخطية وسم الحية وحيل أبليس أم لا ؟ ان الكثيرين قد ارتضوا حياة الكسل والوقت وقت الجهاد والعمل ؟ والبعض يلقى اللوم على الأخرين ولا يعملوا للتغلب على المعوقات والعراقيل غير عالمين انه بدون محاولات جادة وضيقات كثيرة لن نصل الى النجاح والتفوق والشفاء ؟ البعض منا يقول كما قال مريض بركة حسدا { ليس لى أنسان يلقينى فى البركة متى تحرك الماء } ولا يتسأل لماذا تركه الاحباء والأقرباء. يا أحبائى ان الانتقاد والتذمر ودوام الشكوى يبعد عنا الكثيرين والله يريدنا دائما شاكرين على كل حال وفى كل شئ. بل يجب علينا ان نُقدر كل الذين يقدمون لنا كلمة أو خدمة، أو عمل ما وحتى الذين يتباعدون عنا يجب ان نلتمس لهم الأعذار .
- لا تظن حتى وان صليت او طلبت من الله شئ وتأخر فى الأستجابة انه غير مصغى الى صلواتك . أنه أب صالح يعرف متى يعطى وما هو خيراً لنا ويستجيب لك الرب فى شدتك فى الوقت المناسب وبالطريقة التى تناسبك . يجب ان نثق فى محبة الله الأبوية واردتة الصالحة { انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب }(مز 27 : 14). { انتظر الرب واصبر له ولا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد} (مز 37 : 7). اننا يجب ان نثق فى حكمة الله وانه يعمل فى هدوء وانه ضابط الكون والكل ويستطيع ان يعمل كل الاشياء للخير للذين يحبون الله والمدعوين حسب قصده لذلك نصلى ونعمل ما يجب علينا ان نقوم به وننتظر خلاصه العجيب وهو القادر على كل شئ.
ليس لى إنسان ...
- الى كل من ليس له معزى او صديق والى من يشتكى الوحدة والامراض وفقدان الأحبة والأقارب . ثق انك غير متروك. لقد وعدنا وهو أمين { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20) وحتى فى حروبنا مع الأعداء وفى صراعنا مع الخطية يقول لنا { ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم (با 4 : 21). والى المرضى والمتعبين والذين بلا رجاء أو معين نجد الطبيب السمائى يبحث عنهم كما بحث عن مريض بركة حسدا . لقد كتبت الجرائد عن معجزة شفاء حدثت فى اسبانيا لمريضة بشلل رباعى عقب قفزها فى بركة للسباحة اسمها "أيميليا سانتوس" وقد ظلت فى دار للعجزة منذ الحادثة وكان عمرها سبعة عشر عاماً والى ان بلغت 48سنة وهى تصلى ظهرت لها القديسة مريم وقالت لها " أميليا قومى " وبعد عدة نداءات وجدت يد تمتد اليها وتقيمها من فراش المرض وهكذا نجد الله وان تأنى يستجيب وستبقى شعلة الإيمان موقدة الى منتهى الازمنة لكن ليتنا نكون مستعدين لهذا اليوم العظيم .
- لقد أتى قديما السيد المسيح من الجليل الى أورشليم ودخل من باب الضأن الذى كانت تدخل منه الحملان الى الهيكل لتقدم ذبائح عن خطايا الشعب لكى ما يحمل خطايانا { وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم} (يو 1 : 29) . ذهب المخلص والطبيب الشافى الى بركة بيت حسدا (بيت الرحمة) ليصنع رحمة مع المفلوج المطروح على سرير المرض لمدة ثمانية وثلاثون سنة وقد نسيه الأهل وتركه الأصدقاء بعد ان فقدوا الأمل له فى الشفاء وسأله المخلص { اتريد ان تبرا} (يو5: 6).  لقد أظهر الطبيب ما في المريض من سمات صالحة، فقد اتسم بالوداعة. فعندما سأله السيد: "أتريد أن تبرأ" لم يثور، بل في وداعة عجيبة أجابه { يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر} (يو 7:5 ) من يسقط في مرضٍ مدة طويلة غالبًا ما يُصاب بأتعاب عجيبة، تزداد مع تزايد فترة المرض. أما هنا فنراه وديعًا للغاية. هذا وعندما قال له السيد {قم احمل سريرك وأمشِ} يو8:5، آمن وللحال قام ومشى وحمل سريره. إنه ملقي عند البركة منذ قبل ميلاد السيد المسيح بالجسد، وربما لم يسمع عن المسيح ، فقد كاد أن يصير محرومًا من لقاء الأقارب والأصدقاء بعد كل هذا الزمن من المرض. ومع هذا لم يحاور السيد كيف يقوم، وكيف يقدر أن يمشي دفعة واحدة، ويحمل سريره؟ ان الله يريد منا ان نؤمن بقدرته الفائقة ونثق فى عمله العجيب وحتى ان فقدنا الأمل فى الناس فلنا ثقة ورجاء فى الله والغير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله. فهل يستحيل على الله شئ ؟ قديما أقام لعاز بعد اربعة ايام فى القبر وأقام ابن الارملة وهو محمول على الأكتاف وأقام ابنه يايرس وقال لابيها عندما أتاه من يخبره بان أبنته ماتت { فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن فقط} (مر 5 : 36).
وانت لا تيأس من خلاصك وأمن باله وخلاصه وفدائه، ولا تفقد الرجاء فى خلاص أو فى أيمان وخلاص أحد من الناس فاللص تاب وأمن فى أخر لحظات حياته وهكذا بائيسه الخاطئة خلصت فى أخر يوم من ايامها على الارض. وثق ان الله هو أمس واليوم والى الابد قد يأتى فى الهزيع الأخير من الليل وواظبوا على الصلاة والطلبة واثقين ان الله كأب صالح يعمل من أجل خيركم { اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له. ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. و ان ساله سمكة يعطيه حية. فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه }.(مت 7:7-11).
 - طلب المخلص من المفلوج حمل السرير ليطمئن أن شفاؤه كامل، وأنه لم ينل القوة الجسدية تدريجيا بل بكلمة الله وأمره فورا. إنها صرخة المخلص على الصليب وهو يتطلع إلى الكنيسة كلها عبر الأجيال منذ آدم إلى آخر الدهور ، لكى تقوم وتتحرك وتدخل إلى حضن الأب، بيتها السماوى. يطالبها بحمل سريرها الذى هو شركة الصليب معه ، لا كثقل على ظهرها ، بل كعرش يحملها ، ومجد ينسكب عليها ، رأى أشعياء النبى هذا المنظر المبدع بكونه قصة الفداء المفرحة فترنم قائلا { قومى استنيرى ، لأنه قد جاء نورك ، ومجد الرب أشرق عليك } ( إش 60 : 1 ) .{ فحالا برىء الأنسان ، وحمل سريره ومشى، وكان فى ذلك اليوم سبت } (يو9:5 ).
- غضب الكتبة والفريسيين لان المخلص الصالح فعل تلك المعجزة فى يوم السبت فلقد فهموا الوصية بتقديس السبت بمعنى عدم العمل ولكن المخلص أظهر لهم أهمية فعل الخير كل أيام حياتنا ولاسيما فى أيام السبوت والاحاد وبان السبت جٌعل للأنسان وليس الانسان من أجل السبت ؟ الله يهمه راحتنا وخلاصنا وشفائنا وابديتنا . وعندما تقابل مع المفلوج فى الهيكل بعد ان تمت له معجزة الشفاء وجدناه يحذره { بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل و قال له ها انت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشر} يو14:5. نعم يجب علينا ان نحترس بعد ان ذقنا النعمة واصبحنا بالمعمودية أبناء لله بالتبنى ان لا نخطئ ايضا ونهاون فى أمر خلاصنا ونهمل خلاصاً ثميناً هذا مقداره
نعم يا سيد أريد أن أشُفى
- ان البشرية فى بعدها عن الله هى الرجل المفلوج غير القادر بدون الله على التحرك وفعل الخير وتنتظر عمل نعمتك الإلهية المحررة والغافرة والقادرة على منحها الشفاء الروحى من مرض الخطية المدمر . وها العالم يسير نحو الهاوية والطوفانونحن نصلى ليعمل الله ويشفى كل نفس ليس لها قدرة حتى على معرفته أو الالتقاء به مخلص للعالم .
- ان نفسى المريضة تطلب اليك فانت القادر على تقديس حواسى وفكرى وارادتى لكى ما أحمل صليبى بفرح واسير وراءك مناديا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون . فحررنا يا مخلص العالم وانهضنا لكى نتبعك بكل قلوبنا .
- يا الله الذى أحبنا وحبه أراد ان يخلصنا من الهلاك الأبدى نحن ندعوك ان تعمل وتسعى فى طلب الضالين وتقيم الساقطين وتشفى المرضى وتجٌبر كل نفس كسيرة وتحرر المقيدين بقيود أبليس وتعلن خلاصك فى العالم فليس لنا معين سواك ولا ملجأ غيرك والى من نذهب يارب وكلام الحياة الإبدية هو عندك .
- ان كنا غير قادرين على المجئ اليك فانت المحبة تأتى الينا وتعلن لنا محبتك ، وان كنا عاجزين عن فعل الصلاح فانت تأتى وتحررنا ، وان كنا جهال وغير واعين لأهمية خلاصنا فانت يارب كلى الحكمة أجذبنا بنعمتك الى معرفتك والإيمان بابوتك ورحمتك وحنانك لكى ننال الغفران والبرأ من كنوز أدويتك.
{ أنا الرب شافيك}
(خر 15 : 26)
لو انت تعبان من سنين
ومش لاقي حد يسأل فيك
وفى وحدتك وأنينك والآمك
مفيش معزى أو حد حاسس بِيك
ونفسك ملاك يجي من السماء
يقولك اني الرب طبيبك وشافيك
زي الوحيد المخلع على بركة الضأن
منتظر فى حسرة والألم معين يداديك
أوعي تكون فقدت الأمل والرجاء
أو اليأس والحزن بقى معشش فيك
جه اليوم الإله الرحيم الحنون ،
والمقتدر يقول انا الرب شافيك
قوم أحمل صليبك وأمشى معايا
وانا غافر خطاياك وانا فاديك
بس أوعى ترجع للخطية تاني
وتوب لحسن تكون أخرتك أشر
من الأمراض اللى كانت فيك
قوم أشكرك وحدث دوما بفضله
يخلصك ويفرحك ويبقي معين ليك
وأنمو فى المعرفة والحب والفضيلة
 وأثمر قبل ساعة الوفاة ما تؤاتيك
تفرح هناك معاه وتلاقى الملايكة مهلله
والسماء بجمالها وافرحها ترحب بيك.


10‏/04‏/2013

† يَا رَبُّ اسْتَمِعْ صَلاَتِي - للأب أفرايم الانبا بيشوى





{ يَا رَبُّ اسْتَمِعْ صَلاَتِي وَلْيَدْخُلْ إِلَيْكَ صُرَاخِي.} (مز 102 : 1)
نلجأ اليك بالصلاة والصوم ..
 فى ثقة كاملة فى حكمتك وقدرتك وقوتك وعدلك وعملك المجيد من جيل الي جيل نصلى اليك، عندما نرى ظلم الفقير وغياب الحق والعدل { ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما} (جا 5 : 8). نحن نعلم انك تلاحظ وتدركك ما يعانيه شعبك من ضيق وظلم وستنصفهم سريعا ليكون فضل القوة والنصرة لك وحدك لا من مخلوق بشرى فنحن نثق فى إنصافك للمظلومين { الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين} (مز 103 : 6). فعبر تاريخ الكنيسة القبطية كنت انت لنا السند والعون والقوة والحكمة، ومن اجل هذا نشكرك لانك اله خلاصنا {الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2).
الهنا القدير .. نلجأ فى ضيقاتنا واحزاننا لنجد الحلول والعزاء، ومنك نستمد القوة والحكمة والرجاء، وبك يكون الخلاص فى كل شدة وداء، فاننا ليس لنا معين أخر سواك، وانت ضابط الكل، الاله القادر على كل شئ فلا تتركنا ياربي والهي بل عند دعائنا استجب لنا يا الله وحول ضيقنا الى سعة وحزننا الى تعزية وفرح {عند دعائي استجب لي يا اله بري في الضيق رحبت لي تراءف علي واسمع صلاتي} (مز 4 : 1). ولنا منك الكثير من الوعود والعهود التي تطمئن وتمنح السلام لاسيما فى وقت الضيق { في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). انت يا الهنا لا تسمح بضيقة وتجربة فوق ما نحتمل وتعطي مع الضيقة التعزية والصبر والسلام والمخرج والحل، ونحن اليك نصلى { ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا} (2اخ 20 : 12). نثق بانك ترعي شعبك وتخلصهم من كل شده. وقد سار معك ابائنا فى ايام غربتهم على الارض ولم تتخلى عنهم وها نحن نواصل المسيرة معك ونثق انك لن تتخلى عن شعبك او كنيستك الصارخين لك ليل ونهارا وانت متمهل عليهم {افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم، اقول لكم انه ينصفهم سريعا} (لو 18 : 7-8).
اننا كنيسة وشعب ليس لنا سلاح غير التوبة والرجوع اليك فى صلاة وصوم ودموع طالبين النجاة  والخلاص والحكمة والعدل وقد اختبرنا قوة الصلاة والصوم فى تاريخ الكنيسة وفى حياتنا كمؤمنين وكنسية. 
نطرح أمام الديان العادل همومنا..
فى ضعفنا نريد ان تكون انت قوة لنا وفى خوفنا على حاضر مظلم ومستقبل مجهول وبلد فى مهب الريح نريد ان تكون انت سلامنا ورجائنا وحياتنا ونجاتنا. وتجاه ما يتعرض له شعبك من ظلم واضطهاد، لا نريد منك سوى العدل والانصاف وانت القاضي العادل الذى يعرف ما فى القلوب والنفوس يا ديان الارض كلها. قد يتلون الناس ويحولوا المظلوم الى ظالم فى عهد انتشرت فيه المظالم { مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة الرب} (ام 17 : 15). اننا نثق انك لا ترضى بالظلم واله عادل لا جور فيه كما انك تحذر وتنذر المتكبرين والظالمين ليتوبوا ويصنعوا رحمة وعدل وكم هو مخيف للظالمين الوقوف بين يديك {فان لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال وعلى كل مرتفع فيوضع، فيخفض تشامخ الانسان وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم } (اش 2 :  12، 17). واننا نصلى ليأتي يوم رفع الظلم والعدل لشعبك وكنيستك سريعا. لينعم الجميع بالعدل ويعيشوا فى سلام أمن ونماء.
 ايها المسيح القدوس الذى جاء الى مصرنا قديما طالبا الامان من غدر هيرودس، وجلت بين ربوع وادينا وشربت من نيلها وأكلت من خيراتها، اننا نسائلك ان تعطى الامان والسلام والبركة والخير والاستقرار لبلادنا وان تهب الحكمة والنعمة والقوة للقائمين على أمره وان تمنحهم القدرة على إتخاذ القرارات الصحيحة فى الوقت المناسب، متكلما فى قلوبهم من أجل سلام شعبك وكنيستك.
ندعوك ان تكون سلاما فى كل قلب وبيت وفى كنيستك المقدسة، وسط هياج الرياح والامواج العاتية لتأتى وتصير لنا سلاما ونجاة وكما انتهرت الرياح عن سفينة التلاميذ  فانت أمس واليوم والى الابد قادر ان تقول للبحر اسكت وأبكم فيسكت ويصير هدوء عظيم { فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح وصار هدوء عظيم} (مر 4 : 39). اننا نسلم لك امر سفينة حياتنا فى الرحب والضيق، ونثق انك النجاة عندما بنا الامور تضيق واثقين انك لنا العون والسند والرفيق طوال الحياة وفى كل الطريق.
اننا نطرح أمامك يارب كل ما يعانيه شعبنا من فقر وغلاء، ومرض واحزان، وانعدام الامن والامان، غياب القانون والفساد ، الكذب والغش والرياء، عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني، الكراهية والبلطجة، الجهل والتعصب وضيق الافق، التمييز العنصري البغيض القائم على الهوية الدينية أو المذهبية او على اساس الجنس او المعتقد او الراي السياسي، ونحن نثق ان لديك انت كل الحلول وقادر ان تعطي الرؤية الواضحة والحلول الحكيمة. انت يا لهنا تقدر ان تصنع التغيير فى القلوب والعقول والارواح. وتعطي الحكمة والنعمة والقوة لكل منا ليصنع ارادتك الكاملة. وانت قادر ان تفتح اعيننا على الحق والرحمة والمحبة لنحيا معا فى تعاون مثمر للقضاء على الفقر والجهل والمرض وان يحب كل منا لاخيه ما يحبه لنفسه واحبائه، أمين

† العيش المشترك ووباء الكراهية - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى




حق الحياة والتحديات المعاصرة ...
- ونحن نواجه موجات الأوبئة والامراض التي تواجه بلادنا من مرض فيرس الكبد الوبائي الذى يتوحش على ابناء مصرنا الغالية الى الفشل الكلوي وامراض السرطان الى الفقر والبطالة والغلاء، فاننا  نعانى بشده من وباء الكراهية  القاتل وهو أشد فتكاً وأقسى ضرراً من كل الامراض والاوبئة لانه يهدد المجتمع بالخراب والدمار بل يقود إلي الفتن التي تاتي على الأخضر واليابس. ويرجع بنا الى عصور التخلف والجهل، ذلك الوباء الذي يجب ان يتصدى له كل عاقل وحكيم بل وعلى كل إنسان ان يحمى نفسه  وأهله منه انه وهو وباء الكراهية القاتلة للنفس والمهلكة للروح والمدمرة للجسد.
- ان الكراهية تهدد فى مقتل العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد، الذى نريد ان يتوطد وينمو. الكراهية تؤذى صاحبها وتوجه طاقاته للهدم بدلا من البناء وعندما لا يضبطها تقوده للحقد والحاق الأذى  بنفسه وسمعته ومستقبله وبالأخرين وعندما تتطور الكراهية لتصل الى القتل  تحول القاتل الى مجرم قاتل وتحرمه من الحياة  الكريمة والحياة الابدية، وبدلا من يكون صاحب قضية يدافع عنها بالمنطق والعقل يتحول الى متهم مطلوب للقضاء والعدالة الارضية والعدالة  الإلهية.
- الكراهية وباء يدمر صاحبه ويؤذى الأخرين ويعوق تقدم المجتمع  وتتطور نتائجه من عدم قبول الأخر الى تشويه سمعته وهو القتل الأدبي وتنمو فى الحاق الأذى بالأخرين ومحاربتهم فى معيشتهم وممتلكاتهم وابنائهم وأمنهم ومستقبلهم. ويتطور القتل من قتل فرد الى حروب مدمرة والى الابادة الجماعية او التمييز العنصري البغيض على أسس دينية او عرقية او ايديولوجية او قبلية الامر الذى يهدد بقاء المجتمعات الانسانية ويوسمها بالعار والتخلف والجهل.
- أن حق الإنسان فى الحياة من أسمى الحقوق التي لا يحق لاحد ان يسلبها منه واي نظام سياسى يجب ان يحافظ على سلامة مواطنيه وأمنهم وتأمين حياة كريمة لهم ومقاومة كل اشكال الكراهية والتمييز. ان قضايا التمييز والقتل على أسس ديني أو عرقي او مذهبي او سياسي هي جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي المحلى والدولي وهى قضايا لا تسقط بالتقادم. وتعرض أي نظام حاكم للمسئولية القانونية امام المحاكم الدولية ، ان دم هابيل البار وللأن امام الله والتاريخ  يصرخ من الأرض شاهدا على ظلم الإنسان لأخيه ، وكل دم بار يطالب به الله ولن ينجو مجرم من عدالة السماء.

اسباب الكراهية ومعالجتها ...

- أننا لابد ان نتساءل أمام موجات الكراهية والعداء وامام ما تتعرض له كنيستنا القبطية من إرهاب أدى الى استشهاد بعض من الشباب فى الخصوص واصابة الكثيرين وقبلها مرورا بحوادث فى الاسكندرية حتى احداث الجيزة وبنى سويف وصولا الى كوم امبو باسوان.  وصولا الى الهجوم البربري على المشيعين لجنازات شهداء الخصوص فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ظل تفرج رجال الامن، ثم استمرار الهجوم على الكاتدرائية كرمز مسيحى ومعلم حضارى وبيت للصلاة لله و ما يتعرض له المسيحيين فى مصر من تمييز وإضطهاد وصمة فى جبين كل مواطن شريف المسلم قبل المسيحي ولابد من العمل معا لذوى الضمائر الصالح من المثقفين ورجال السياسة والدين للتقريب بين ابناء الوطن الواحد والسعي لاجتثاث وباء الكراهية فى النفوس والتوعية لاهمية العيش المشترك بينا والبحث عن أسباب الكراهية  والفرقة والانقسام وعلاجها . يجب على الجميع ان يفهم أهمية وقيمة قبول الآخر سوء من نفس الدين او المذهب او العرق أو الراي السياسي او المختلف عنه حتى تنهض بلادنا وتتقدم وان تحل المشكلات فى اطار سيادة القانون وبالعدل وليس بالمحاباة والبلطجة واستخدام السلاح فان الوطن فى مهب الريح ويجب ان تقف السلطة الحاكمة بحزم أمام مظاهر الفوضى والبلطجة  والظلم ان ارادت ان تبقى وان تنهض بمصر للامام.
- أن المسيحيين فى مصر خاصة والشرق عامة هم عنصر أصيل من مركب الشرق الحضاري وتاريخهم الطويل منذ فجر المسيحية  ثم  مشاركاتهم فى بناء حضارة الشرق  قبل الإسلام وبعده ووطنيتهم الصادقة وتبنيهم لقضايا أوطانهم  لم تكن محل شك فى يوم من الأيام. كما ان المحافظة على التنوع الديني والثراء الفكري والتواجد المسيحي العربي فى المشرق كمعلم حضاري وكحق أصيل ومستقبل مشترك هو مسئولية تقع علينا جميعا كما انها واجب على أخوتنا  فى الأوطان من المسلمين قبل أن تكون مسئولية النظم السياسية الحاكمة وأجهزتها وهى مسئولية أمام الله والوطن والتاريخ والعالم .
- اننا فى بحثنا عن الأسباب لابد ان نقف بحزم أمام  كل يحض على الكراهية للمختلف دينيا او فكريا سواء فى منهاج التعليم المدرسي او الديني  وفى وسائل الأعلام والاجهزة المختلفة  والحرص على الوحدة  الوطنية والمساواة والعدل والمحبة بين ابناء الوطن الواحد. يجب ان يجرم القانون وبحزم كل اشكال الحض على الكراهية والقتل وان يطبق بنزاهة وأمانة وعلى كل فى موقعه مدعو لمحاربة الفكر الأرهابى المحرض على تكفير وقتل الأخر وأظهار ما فى الدين من عدل وتسامح وقبول ومساواة . ويجب ان يلتزم الاعلام بمختلف وسائلة بالامانة والمسئولية امام القانون والضمير بالعمل على بث روح التسامح والعيش المشترك .
- أننا كمسيحيين كنا وسنظل نحب الله  ونتمسك بايماننا وأوطاننا ونلتزم بمحبة أخوتنا فى الوطن كدعوة صادقة لكتابنا المقدس وتعاليم مخلصنا الصالح  التي تعلم بمحبة القريب كالنفس وتمتد حتى الى تشمل  محبة الأعداء والمسيئين، ونحن دائما لدينا القلب المنفتح والمحب لاخوتنا المسلمين فى الوطن عمل بقول السيد المسيح له المجد  { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} مت 43:5-48
- أننا نثمن أصوات الكثيرين من العقلاء الرافضين لحوادث الاعتداء والبلطجة من أبناء أوطاننا المسلمين، ونطالب بالوقوف والعمل معاً من أجل حاضر بلادنا ومستقبلها ضد كل أعمال الكراهية والعنف والقتل ومعالجة آثارها النفسية حرصا منا على توفير حياة أمنه كريمة  للجميع.  اننا مسلمين ومسيحيين نسير فى قارب واحد وقد عشنا معاً اربعة عشر قرنا نقطف الورد معا ونجرح من الشوك معاً ولنا تاريخ  وحاضر مشترك وسنبقى معاً الى قيام الساعة فلنتعاون  من أجل بناء مستقبل وسمعة أوطاننا، ولنقاوم معاً الجهل والفقر والمرض والإرهاب والكراهية ومعا نبنى مستقبل سعيد لأبنائنا .
 - أننا نعزى أسر وذوى الشهداء ونصلى من أجل الجرحى والمصابين طالبين لهم الشفاء والنعمة والصبر، نصلى من أجل النفوس يعتصرها الحزن والأسى نتيجة هذه الحوادث الإرهابية ونقول لهم  {الرب يهدي قلوبكم الى محبة الله والى صبر المسيح } (2تس  3 :  5) أن جرائم الكراهية والتحريض على القتل مرفوضة تماما منا ومن كل هو أمين لدينه ووطنه ولن تقابل منا الا بالرفض ومعه المحبة كعلاج لوباء الكراهية والصلاة من أجل المسيئين عملاً واقتداء برئيس أيماننا ومكمله الذى صلى من أجل المغفرة لصالبيه قائلا { يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون} (لو 23 : 34).

05‏/04‏/2013

† بيت لله داخل القلب - الأب القمص أفرايم الانبا بيشوي




أنت امرت ان نبني لك هيكل يارب
وقلت كنيستي بيت صلاة لكل الشعب
فيها أحل وسطكم واكون معاكم بالحب
واقبل صلواتكم وتحيوا معايا فى القرب
وأمنحكم اسراري فيها وأكون نعم الاب
يلجأ ليا الخاطي ويتوب ويكرس لي القلب
+ + +
انا مش هاقدر ابني كنيسة من حجارة يارب
بس هاحاول أبني كنيسة وهيكل ليك جوايا
مسكن روح قدسك فيه يحل، ويدشنه بالحب
تعمق اساسات البيت فى الباطن،تتهدم وتشيل
كل شهوة غريبة عن حبك وكمان قساوة القلب
وبالايمان العامل بالمحبة تخلى قواعد ثابتة
تعلى عليها الاعمدة بالطاعة ليك يا أحن أب
بالتواضع يقوى البيت وبالعفة أعمدته تشتد
اسواره بالحكمة والزهد  والحرص هاتكمل
تمنع اللصوص وبكلامك يتنقى من كل عيب
+ + +
بالمحبة لله والخير والغير الأعمدة هاتصير
منطلقة نحو السماء دائما من غير تقصير
مع الصبر ثابت لاقتناء النفس للنفس الاخير
والجهاد تسنده النعمة دايما منك يا قدير
ويكون بيتك مقدس فيا مع الحواس والتفكير
وعواطفه كلها رحمة وحب وروحك اللي يدير
وتكون انت الراعي والسيد والمخلص القدير
+ + +
تسكن انت داخل البيت دائما ليل ونهار
وتكون مجد فى داخله وحوليه سور من نار
قلبي يكون هيكل مقدس ليك تعلن فيه الاسرار
واقدم عليه ذبائح روحية مقبولة ليك يا بار
وأنظفه بالتوبة ودموع دائما وعلى مجدك تغار
وأملاه من كل فضيلة عشان انا ابنك المختار
وارفع لك صلوات مقبوله كبخور لسماء الابرار
+ + +
قبة هيكل قلبي زينها واملائها بالانوار
ايقونات التلاميذ فيها قدوة، ينيروا كالاقمار
ايقونتك فى وسط القبة تنور، كشمس النهار
تشبع قلبي وروحي انت، بعشاء الاسرار
وتروي نفسي العطشى تملى، يا قدوس وبار
وصليب خلاصك فوق القبة، يدى سلام للقلب
مذخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم، يثرى الافكار
منه أتعلم بذل وصبر وطاعة، لنهاية المشوار
وأذوق الملكوت وطعم حلاوته، دا فرح الابرار
أكون كأني فى السماء معاك، دا شهوة نفس البار