قلم فى يد الله

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

جلست أكتب في هذا الصباح علي مكتبي وأمام جهاز الكمبيوتر الصغير،
اخذت إضرب باناملي علي الكيبورد لأكتب اليكم أعزائي..
توقفت قليلاً لاحضر شيئا من درج المكتب فوجدت قلمي الحبيب لسنوات طوال يبكي!
انه ينزف وكأنه ينزف  دما أحمر او دموعا غزيرة ..وجدته يسألني : هل أصبحت مرفوض؟ هل لم أعد صالح بعد للخدمة؟ غيرت موضوع الكتابة لأكتب لكم هذا الحوار بين جنبات نفسي .
تذكرت كم كان عزيزاُ علي ، فقد اهداه لي شخص عزيز علي قلبي وفي مناسبة عيد ميلادي منذ عشرين سنة !
قلت له: لست بمرفوض يا قلمي العزيز لأني احتفظ بك ولك لدي عزيز الذكريات .
قال لي:  لم تعدي تأخذني معك في كل خروج لازين جيبك ؟ ولم تعد تكتب بي أجمل الكلمات؟
قلت  لقلمي العزيز: لقد تطور العلم ولم يعد الأنسان يكتب في دفاتر مذكرات ولا بالقلم الحبر ولا حتي الجاف؟
قال لي: كنت كاتب اسرارك ورسائلك والصديق الوفي لجيبك ولاصابعك .
وربما يأتي اليوم الذي تستخدمني فيه ويكفي منك الوفاء في الاحتفاظ بي وتذكر أيامنا الحلوة...
قلت لقلمي وصديقي القديم:أعذرني يا صديقي علي عدم استخدامك الان فانا أحتفظ بك لما هو أهم ..وساقوم بالتوقيع بك علي الاوراق الهامة والتي اكتب فيها اسمي وما يحمله من سمة لا تمحي عن شخصي وتعاملاتي مع الأخرين لعل هذا يكون أفضل سبل الوفاء.
تأملات في الحوار
لقد أثار في الحوار بيني وبين قلمي القديم العديد من الأفكار والأشجان،
عندما خلقنا الله وأهتم بنا ، كان ذلك لهدف نبيل في فكر الله..
وعندما أهتم بنا الاهل لننمو ونتعلم، توقعوا منا الكثير..
وفي الكنيسة ايضا حبونا نرضع لبن الأيمان  وشببنا وبلغنا، نحيا محبة كنيستنا وأسرارها ،
وتتوقع منا الكنيسة ان نكون اوفياء لإيمانها وتراثها ونهضتها..
فهل يكون كل واحد وواحدة منا هو القلم الذي يكتب به الله علي صفحات قلوب الأخرين..
وهل نعمل علي ادخال البسمة السعادة وروح التضحية والمشاركة داخل أسرنا،
وهل نكون حاضر مقروء لكنيستنا العريقة ومستقبل مشرق في أزدهارها،
هل يستخدمنا الله لتوصيل كلمته ومحبته لمن نقابلهم..أم يحتفظ بنا لمهام ربما تأتي ولا نستغلها نحن.
هل أنا او أنت نمثل حالة هذا القلم المحتفظ به في الادراج ؟
هناك أناس يمكننا القول، أن لا تأثير لهم في من حولهم، وهناك من لهم الحضور الدائم البناء  والمفرح ولاغني عنهم لنا، وهناك من نتهرب من مقابلتهم ونتحسر اننا عرفناهم يوما ما ! هناك من نحمل لهم أطيب الذكريات ونتمني ان يعود بيننا ما فات، وهناك من أثار لنا المشكلات وحتي في البعد عنهم لا ننجو من كلماتهم الجارحة!
فلنفكر يا أحبائي اي نوع من الناس نحن؟ وماذا نكتب علي صفحات الزمان وفي قلوب الأخرين؟  والأهم ماذا تكتب في حياتك لتجيب عنه أمام الله في اليوم الأخير..
ربي استخدمني لصلاحك، الهي المحب الذي خلقني ويرعاني
ربي الحبيب الذي يهبني المواهب والوزنات
صغير أنا يارب عن جميع ألطافك وعن الأمانة التي صنعت مع عبدك.  أكتب بي يارب كلماتك المعزية لنفسي والأخرين
ولا تجعلني اصمت الا لتسبيحك ولا أتكلم الا لأمجدك وأشجع اخوتي.
ربي لا ترفضني من أجل خطاياي، ولا تتركني وميولي لئلا اتورط ولا تقل لي يوماً، لم تعد صالحا لأكتب بك . أو ساحتفظ بك لمجرد الذكريات .. فاني اريد ان اكون في خدمتك الدائمة ..
ساعدني ان أكتب عنك وعن محبتك .. وأن اكون بسمة ونسمة ورائحة ذكية لكل أحد
أشترك في العمل معنا في كل عمل صالح.. اني اريد ان اسلم نفسي قلم بين يديك
تكتب بي ما تشاء ومتي ما تشاء ؟ وعندما تمضي الأيام وتنتهي مهمتي في الحياة
ضمني اليك يا حبيبي لنكتب أعظم أنشودة محبة في بيتك الأبوي، أمين