29‏/11‏/2013

† تأملات فى صوم الميلاد المجيد - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


تأملات فى صوم الميلاد المجيد
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ صوم الميلاد هو رحلة استعداد.. أذ تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد مؤمنيها لاستقبال الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر، سر استعلان الله فى جسد إنسان { عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). وكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). فاننا نصوم فى رحلة مقدسه لاربعين يوم لنستطيع ان نفهم ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يؤمن ويثق ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي لتواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. الكنيسة بالصوم تعدنا روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم نتقدس بالتوبة ويتقدس الجسد والفكر والروح.
الاستعداد للميلاد بالتوبة.. الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). لابد ان يصحب الصوم عن الطعام لفترة من الزمن الأكل النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافقه صوم الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الفكر عن التجوال في الارضيات وهموم وغرور العالم ليرتفع ويشبع بالله فى تأمل فى كلامه المشبع { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). الصوم الروحي يعنى الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها.
صوم الميلاد والإستنارة الروحية.. كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله وأظلم الفكر { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة  واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادتهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء السيد المسيح النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارضنفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). ولكي يشرق علينا نور شمس البر والشفاء فى أجنحتها وتستنير قلوبنا بنور الإيمان وننتقل من عالم الظلمة الى ملكوت النور فاننا فى رحلة صوم الميلاد والاحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والتنبؤات الخاصة بالتجسد والبشرى بميلاد السابق يوحنا المعمدان لكي يهيئ طريق الرب ثم بشرى التجسد الإلهي للقديسة مريم العذراء وميلاد القديس يوحنا المعمدان لنصل الى ميلاد السيد المسيح الوديع والمتواضع والغالب والمنتصر ليهبنا إمكانيات الخلاص من عبودية إبليس بتجسده وصليبه المحيي وقيامته المجيدة . { يولد لنا ولد نعطي ابنا} تجسد وتأنس ابن الله ليصير ابناً للإنسان بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير وهو ابن الله الازلي { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14). لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله ومحبته ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم }(يو 17 : 26). لقد دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني بمقتضى مسرته { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1).
صوم الميلاد والفرح بالرب.. يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامته الكنيسة منذ القرون الاولى وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه ونتذكر فيه ما كانت عليه الخلقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
فصوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو 13:2-14)
الصوم يا أحبائي هو وسيلة روحية نقترب بها من الله وتصفو النفس وتستنير الروح ونتوب عن الخطايا والضعفات التي تبعد الإنسان عن الله وندرب أنفسنا على الشبع بكلمة الله والفرح بمحبته وعندما يكون الصوم صوما مقدسا تصومه الكنيسة كلها يتحنن الله ويمطر مراحمه على كنيسته وشعبه وقديسيه والراجعين اليه بكل قلوبهم.

28‏/11‏/2013

ترسي سفينة بلادى - للأب أفرايم الأنبا بيشوى


ترسي سفينة بلادى

للأب أفرايم الأنبا بيشوى

بحبك يا بلدي
مهما بعتيني بالرخيص
ومهما جرتى عليا
يفضل ترابك عندي غالى، نفيس
أصلى المحبة عندي تضحية
مش كلام ولا مكر ولا تدليس
دا أنتي العروسة الغالية فى عيوني
ولو جوزوكي بالاكراه والتدليس
ومهما فصلوا دساتير تفصيل
وظلموني وجاروا علي
الحق لابد يوم ينتصر
والباطل ينكشف أنه دا تفليس
.....
بحبك يا بلدي
يا مهد الحضارة والنضارة
وفجر الضمير الحي
مهما أتسرقتي أو ضعفتي
والفساد ساد فى كل حي
ومهما بقيت ثورة عوره
وشمتوا فيكي اللي رايح واللي جاي
ومهما قالوا لي أرحل دا أنت غريب!
ومهما حرقوا كنيستي وبيتي
 وبقي  قتلى شئ عادى
وظلمونى فى وظيفتي ولقمة أولادي
ومهما مرت عليا أحزان
بفضل يابلدي بيكي هيمان
وبقوة الهي أنا فرحان
..........
انا القبطي يا أخوان مش أي إنسان
أنا معجون بتراب ها الاوطان
ومحبتي لبلدي محفورة فى الوجدان
من منارة إسكندرية
للشلالات فى أسوان
ومن الفرما اللي استقبلت المسيح
لمطروح مار مرقس اللي دخلها زمان
ومحبتي لأخويا أحمد ومحمود
ملحمة تتغنى بالالحان
ودائما بصلي لله
 يتوب ويرجع فيك الإنسان
ويبقى معجون بالرحمة والأحسان
وينصلح حال البلد
وتبقى من أحسن الأوطان
وأحس انى فيها لي مكان
فى البرلمان بالمساواة والكفاءة
مش بدينى ولا عشيرتى
يكون لى مكان
وأعيش فى أمان
مش عشان حكاية كدابه
عن قصة حب خلابه
يحرقوا بلدي ويهجروا ولدى
وأعاني من الحرمان
دا عمر البلد ما هتعمر كدا
الا بعمار العقول والقلوب والأبدان
وبحب الخير للنفس و الغير
ترسى سفينة بلادى لبر أمان

26‏/11‏/2013

† نحيا لله سفراء - للأب أفرايم الأنبا بيشوى


نحيا لله سفراء
للأب أفرايم الأنبا بيشوى

أجعلني قلم فى يدك
يعبر عن حبك كما تشاء
أعطيك قلبي يا سيدي
ينبض شوقا ورجاء
وأيدي مرفوعة تصلي
فاستجب يارب ولبى النداء
لك حياتي يا قدوس
فقد وضعت حياتك من أجلى
وأنا خاطئ ميت، لتمنحى حياة
لك روحي ونفسي وقواى
أقدمها تخدمك بوفاء
.........
حبك يارب علمني
إن لا أتعلق بالأشياء
وإن لا أفرح بسعادة وقتية
ولا يجذبني أغراء
فروحك يا الهي يأخذني
الى عالم طهر ونقاء
فسراب مياه العالم
لا يروي نفس واحدة ظماء
حبك أشبعني ويرويني
من نبع النعمة بسخاء
علمني حبك كيف أرى؟
كل الناس فى تقدير وإخاء
وأكون أنشودة فرح ورجاء
فى عالم يحيا فى شقاء
حبك يعطي أمل فى التوبة
للخاطئ يحيا فى طهر وهناء
..........
سيدي أنت وربى والهي
أفتخر بانى أنتمي
لأب قدوس جعلنا له أبناء
قد جاء الينا وأقترب
وتنازل وتجسد من أعلى سماء
ودعانا أن نحيا بتواضع
 وودعاء القلب وحكماء
ونعطي كملح جيد
مذاقة روحية لكل الأشياء
ونكون رسالتك المقرؤة
لمن يريد أن يتعلم
وندين الظلمة ونحيا للنور أبناء
ننقاد بالروح ونتجدد
ونقدم محبة، إيمان، ورجاء
نحيا حياة أفضل
ونمتد الى الأبدية
بعيون الروح
نحيا لله سفراء

25‏/11‏/2013

† جاهد وإغصب نفسك - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

                 
                                              

جاهد وإغصب نفسك
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

      الذي يُريد أن يسير في الطريق الروحي، كيف يبدأ؟ حقاً أن الحياة الروحية بمعناها السليم، هى أن الإنسان يحب اللَّه، ويحب الخير، ويحب الملكوت السماوي، ويحب جميع الناس، ويسلُك في طريق البِرِّ ونقاء القلب بكل رضا واشتياق، ويشعر أن عِشرته مع اللَّه هى ملء السعادة. وشهوة القلب. ولكن هل كل الناس يبدأون بهذا المستوى؟ كلا بلا شكّ.
«« هل محبة الإنسان للَّه قد تكون نهاية الطريق، وقمة العلاقة مع اللَّه. وليست هى نقطة البدء، بل عملياً يبدأ الشخص بمخافة اللَّه، كما قال الكتاب: " بدء الحكمة مخافة اللَّه ". فيستيقظ إلى نفسه. وتبدأ مخافة اللَّه تدخل إلى قلبه. فيخاف من دينونة خطاياه، ومن غضب اللَّه، ويخاف أن يأتيه الموت وهو غيرمستعد. وهذا كله يدعوه إلى أن يُغيِّر طريقه. ولكن كيف يُغيِّر طريقه؟ يُغيِّره بالتغصُّب لأن محبة اللَّه لا تكون قد ملكت على قلبه منذ البداية. وهكذا يكون التَّغصُّب هو نقطة البداية العملية في الحياة الروحية.
«« إنسان دخل جديداً في الطريق الروحي. لم يتدرّج بعد على الصلاة. ولم يتعوَّد الاستمرار فيها طويلاً. وليست له المشاعر الروحية التي تساعده على صلاة الحب والعاطفة والخشوع والتأمُّل. ولكنه يغصب نفسه على الصلاة. وإن حُورِب بإنهائها، يغصب نفسه على الاستمرار فيها. ففي الليل مثلاً يشعر أنه مُثقَّل بالنوم، وأنه مُتعب جسدياً وليست لديه قوة على الوقوف للصلاة. وليست له رغبة في ذلك. ولكنه يغصب نفسه على الصلاة والركوع والسجود، ويغصب نفسه على تركيز حواسه في الصلاة، ومنع ذاته من الشرود والسرحان.
      قال أحد الآباء: إنك لو انتظرت إلى أن تصل إلى الصلاة الطاهرة الخاشعة النَّقية، ثم بعد ذلك تُصلِّي، فإلى الأبد لا تُصلِّي. كذلك أن الصلاة في كمالها ليست هى نقطة البدء، بل هى قمة العمل الروحي في الصلاة. إنما أنت، عليك أن تغصب نفسك على الاستمرار في الصلاة، حتى لو كنت مُثقَّلاً بالنوم. واللَّه ينظر إلى تعبك وجهادك وصبرك وإصرارك. ويشرق عليك بنعمته ويجذبك إلى كمال الصلاة.
«« نفس الوضع نقوله بالنسبة إلى كل فضيلة من الفضائل: وقد لا تبدأ ممارسة الصوم بمحبة الصوم، ولكن تغصب نفسك على ذلك. وقد لا يكون لك اشتياق إلى قراءة كتاب اللَّه والتأمُّل في كلماته. ولكنك تغصب نفسك على ذلك. وبالمثل تغصب نفسك على التوبة، وعلى التسامح، وعلى دفع نصيب اللَّه من مالك. وتغصب نفسك على ضبط الفكر، وضبط الحواس ... الخ.
«« ولكن لعلّ سائلاً يسأل: هل اللَّه يقبل الفضيلة التي بتغصُّب وهى خالية من الحُب؟! أولاً أقول لك إنها ليست خالية من الحُب. ولولا الحُب ما كنت تبدأ بها. ولكنه حُب مبتدئ، يقاومه عادات النفس القديمة، وتقاومه ارتباطات بالمادة والجسد. كما تقاومه محاربات الشياطين ومعطلات عديدة. واللَّه يقبل هذا التغصُّب باعتباره لوناً من الجهاد الروحي ومحاولة قهر النفس.
      ثانياً إن الشخص قد يُمارس العمل الروحي بتغصُّب. ولكنه بعد حين يجد لذَّة في هذا العمل الروحي، فيكمله في حُب ويسعى إليه باشتياق قلب. وهكذا يكون التَّغصُّب هو مُجرَّد مرحلة روحية تنتهي بالفضيلة في وضعها الكامل.
«« ولكن الشيطان قد يهزأ بالتَّغصُّب. ويحاول أن يتخذه وسيلة لإبطال العمل الروحي جملة. فيقول لك هل من الأدب الحديث مع اللَّه بتغصُّب؟! أين الحب الذي قال عنه داود النبي للرب في صلاته: " باسمِكَ أرْفَعُ يَدَيّ، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم "... وحينئذ يدعوك الشيطان أن توقف هذه الصلاة احتراماً للمثاليات التي تنقصها!! ولكن اللَّه يقبل صلاتك. كما يقبل الحروف التي يتلفَّظها الطفل بلا معنى في أولى درجات الكلام حتى يصل إلى الكمال. ويرى تحركات الطفل المتعثِّرة، على أنها أولى الخطوات للسير المنتظم السريع. إنه سبحانه لا يحتقر هذا التَّغصُّب بل يُشجِّعه كخطوات نحو نمو سليم. وبهذا لا يستمر التَّغصُّب تغصُّباً, بل يكون خطوة تتحوَّل إلى أفضل.
«« مثال آخر وهو العطاء والذي نُقدِّمه للمحتاجين: الوضع السليم أن نُعطي بسرور، ونُعطي بسخاء. فهل نوقف عطاءنا إلى أن نصل إلى هذا المستوى؟! وما ذنب الفقير أو المحتاج لعطائك، إن كنت لم تصل بعد إلى هذه الدرجة؟! إذن الوضع العملي هو أن تُعطي لغيرك ولو بشيء من التَّغصُّب. ثم يتطوَّر الأمر إلى أن تُعطي كل مالك للفقراء، وأنت مسرور بذلك ... ألست ترى إذن أن التَّغصُّب هو فضيلة مرحلية لا تستمر هكذا. وفي مجال التَّغصُّب نذكر أيضاً التداريب الروحية.
«« من فوائد التَّغصُّب: الانتصار على العادات الخاطئة وعلى الخطيئة التي انتصرت على الشخص زمناً وأذلته وإستعبدته. ولم يكن من السهل أن يتركها. إنما يحتاج إلى أن يغصب نفسه على ذلك. والتَّغصُّب هو بلا شك ثورة على تدليل النفس، أو هو حرب ضد الذات واشتياقاتها إلى رغبات مُعيَّنة، أو إلى محبة الراحة والاسترخاء.
        ثم ألا ترى إننا أحياناً نحتاج إلى أن نغصب الأطفال في البدء الذين لم يتعوَّدوا الفضيلة. بينما لو تركناهم حسب هواهم، لكانت النتيجة الحتمية هى ضياعهم زماناً.
      وكثير من الخاطئين لم يستفيدوا بسرعة. ولم يرجعوا إلى اللَّه حُباً. رجعوا إليه غصباً بتجارب وآلام متنوعة. فخير للإنسان إذن أن يغصب نفسه بإرادته على عمل الخير، من أن تغصبه التجارب أو الأحداث أو العقوبات.
      أخيراً إجعل ضميرك هو الذي يغصبك، وليس القانون. وارتفع فوق مستوى القانون لتصل إلى محبة الخير.

20‏/11‏/2013

† آذان ولكنها لا تسمع - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث



آذان ولكنها لا تسمع
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

      كل إنسان لابد أن تصل إلى فكرهِ أو إلى قلبهِ ـ في وقتٍ ما ـ رسالة مناسبة ونافعة له أو لغيره: عن طريق إرشاد أو عظة أو في كتاب يقرأه، أو تصله نصيحة أو حتى توبيخ أو إنذار... فإن كان حكيماً يستوعب الرسالة، ويُطيع ويُنفِّذ. مثل هذا يُقال عنه بالعامية إنه (إنسان يسمع الكلام). أي يُطيعه. له أُذُن من النوع الذي يسمع. وهنا لا نقصد الأُذُن الخارجية الجسدية، بل الأُذُن الداخلية أي الإرادة.
«« في مقدمة أصحاب الآذان التي تسمع: الملائكة القديسون الذين ما أن يسمعوا كلمة من اللَّه، حتى يُبادرون بتنفيذها على الفور. ومثلهم أيضاً الأنبياء الذين يتلقُّون الرسالة عن طريق الوحي. أو بعض الأبرار الذين قد تصلهم رسالة عن طريق رؤى أو أحلام من عند اللَّه. ومن أمثلة مَن لهم آذان للسمع، الأبناء البرَّرة، أو التلاميذ المُطيعين جداً لمرشديهم ومُعلِّميهم، أو كل مَن هو مطيع بدقة لرؤسائه.
      على أن هناك آخرين لهم آذان لا تسمع. وما أكثر الأمثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها.
«« هناك آذان لا تسمع بسبب وجود شهوة في القلب تمنع وصول الكلمة إليه. كالشهوة المُسيطرة والإنفعالات الداخلية، تحجب كل وصية وكل كلمة نافعة حتى لا تصل إلى الإرادة.
      هناك نوع مُستعد أن يسمع للنصيحة في كل شيء، ما عدا شيئاً واحداً لا تقبله أُذناه. هنا عدم السمع ليس مطلقاً، ولكنه مُركّز في شيء واحد. في نقطة الضعف، كالرغبة الداخلية المُسيطرة. كشخص يُمكن أن يستمع إلى النصح في أمور عديدة، ما عدا في شهوة المال أو شهوة النساء.
«« وهناك نوع آخر تملكه مشاعر الحقد والغضب على شخص ما أو مجموعة مُعيَّنة. هذا الحقد يكون في قلبه كأنه حاجز قوي، يمنع كلمة النُّصح من أن تدخل إلى أُذنيه. فإن سمعها يكون كأنه لم يسمع. فيمضي ويُنفِّذ ما يريد، لأنه مشغول جداً لسماع صوت الحقد أكثر من سماع نصيحة.
«« أحياناً يكون عدم قدرة الأُذُن على السماع يرجع إلى قساوة في القلب. هذا النوع القاسي لا تستطيع أُذنه أن تسمع إنذارات اللَّه، كما حدث لفرعون الذي كانت له أُذُن لا تستطيع إطلاقاً أن تسمع لصوت موسى النبي.
      وقساوة القلب تلد العناد. والعناد أيضاً يمنع من سماع الكلمة. ذلك العناد الذي يغلق القلب، ويغلق الفكر. ومهما قيل له من كلام نافع ومُقنع، فإنه لا يسمع. له أُذُنان ولكنهما لا يسمعان. إنه مُتشبِّث بفكرهِ. مهما كلمته، فكأنك لم تتكلَّم. والتَّشبُّث بالفكر هو نوع من الكبرياء يغلق الأُذُن عن السماع. بعكس الإنسان الوديع المتواضع يمكنه أن يسمع الكلمة ويقبلها. حتى إن كانت له أخطاء، فهو مُستعد أن يستمع كلمة التأنيب والتوبيخ والنصيحة، ويصلح طريقه دون تذمُّر.
      المبتدعون أيضاً في العقيدة أو في طرق أخرى هم أيضاً يتصفون بالعناد والكبرياء. وآذانهم لا تسمع النصيحة ولا الإقناع من الجانب الآخر. وقد يموت كل منهم وهو مُتمسِّك ببدعته وبفكره.
      وقد تحاور إنساناً من هذا النوع، فتجده متحفِّزاً للرد عليك قبل أن تكمل كلامك. لسانه أسرع من أُذنيه. فأُذنه لا رغبة لديها في السماع، ولا في قبول الإقناع. يمنعها التشبُّث والعناد. وبالمثل كل إنسان يتمسك بفكره الخاص، مُصرّ على فكرِهِ. تُكلِّمه وكأنك تُكلِّم صخراً صلباً لا توجد فيه منافذ تدخل منها الكلمة.
      ونفس الوضع مع كل إنسان مُعتزّ بكرامته. فأُذناه ترفضان السماع لأيَّة نصيحة. إنه يشعر أن النصيحة كأنها إهانة، تهز كرامته، وتشعره بالخطأ، وتتعب نفسيته. فلا يكون مستعداً إطلاقاً لأن يسمع. ولهذا فإن العتاب مع هذا النوع لا يأتي بنتيجة إطلاقاً. فالمُتكبِّر المُعتز بكرامته، إن عاتبته يزداد الأمر سوءً.
«« هناك عقبة أخرى تمنع تأثير حتى كلمة الرب نفسه من الوصول إلى الأُذنين. وذلك إن كانت هناك محبة أخرى تطغى على محبة اللَّه في القلب. فكم من وصايا اللَّه وكلماته يسمعها الشخص. وطبعه هو نفس الطبع لا يتغيَّر، مهما سمع. كذلك أيضاً الذين تملك عليهم الحرفية في سماع وصايا اللَّه وليس روحانية الوصية. وتمنعه عن سماع التفسير السليم. وترفض آذانهم أن تسمع ذلك التفسير.
«« هناك نوع آخر يمنع الأُذُن من السماع وهو الخوف: الخوف من التهديد، والخوف من الضياع. وقول البعض لمثل هذا الشخص: إن فتحت فمك لتتكلَّم سيحدث لك كذا وكذا. وكذلك إن حاولت أن تهرب مِنَّا، أو أن تكشف المؤامرة أو إن لم تخضع سيدركك تنفيذ التهديد الواقع عليك. مثل هذا الإنسان لا تدخل إلى أُذنه كل نصيحة لإنقاذه. تُكلِّمه كأنه لا يسمع. الخوف يسد أُذنيه.
«« هناك سبب آخر يمنع الأُذُن من السماع، وهو الاستهتار واللامبالاة. ويشمل ذلك الغارقين في الخطية أو في الضلال. فلا يقبلون كلمة النصيحة بجدية، بل رُبَّما يقابلونها بالتَّهكُّم والإزدراء، أو بتحويل الجو إلى عبث. هؤلاء أيضاً لهم آذان ولكنها لا تسمع. ويشبه هؤلاء النوع المتردد الذي يسمع كلمة نافعة من مرشده فيمنعها عن أذنيه تأثير أصدقاء السوء.
«« وأنت يا أخي القارئ إن وجدت أن أُذنك لا تسمع، فإبحث عن السبب في ذلك. لا تذهب إلى طبيب آذان يُعالجك. بل إذهب بالأكثر إلى طبيب قلب يكشف ما في قلبك من موانع تمنع الكلمة من الوصول إلى أذنيك. إبحث هل هناك شهوة في قلبك تريد أن تحقِّقها. والشهوة من طبيعتها أن تصُم الأذنين عن السماع. وإعرف أنه لكي تكون لك القدرة على السماع، ينبغي أن تكون لك الرغبة في أن تسمع، وأن تكون لك الجدية في التنفيذ. بل أن تكون بالأكثر مشتاقاً في سماع كلمة من أجل منفعتك ... ولهذا كله علينا أن نُحاسب أنفسنا كم مرة سمعنا ولم نعمل، وكأننا لم نسمع!!

† للضعفاء إله يقوِّيهم - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث



للضعفاء إله يقوِّيهم
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

      إن اللَّه هو إله الكل. هو خالق الكل، والمُعتني بالكل، والمُهتم بالكل. هو خالق السموات والأرض، والمهتم بكل مَن هم في السموات ومَن هم على الأرض، بل ومَن هم تحت الأرض أيضاً. إنه إله لكل المخلوقات: للملائكة والبشر، وأيضاً للحيوانات وللحشرات، يعطيها طعامها، ولكن بوجهٍ خاص هو إله الضعفاء.
«« نعم إن اللَّه في حنوه يقف إلى جوار الضعيف ليسنده ... إنه مُعين مَن ليس له معين، ورجاء مَن ليس له رجاء. عزاء صغيري القلوب، ميناء الذين في العاصف. وكل إنسان قلبه صغير، لا يحتمل متاعب الدنيا، ولا متاعب الناس، ولا متاعب الخطية. هذا إن اضطربت سفينته وسط الأمواج العاصفة، يرى اللَّه مُنقذاً له في كل هذا.
«« إن اللَّه دائماً مع الضعفاء، وضد الأقوياء المُعتزين بقوتهم. إنه بعُمق محبته يبشر المساكين بالفرح. يعصب منكسري القلوب. يُنادي بالمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق ... لقد كان اللَّه مع يوسف المسكين، الذى ألقاه أخوته في البئر، وبيع كعبد في أرض مصر. وألقوه في السجن ظُلماً. ولم يُدافع في كل ذلك عن نفسهِ. وكان مع داود الضعيف أمام شاول الملك وكل سلطانه وجنده وقوته وقسوته. وكان مع داود الفتى حينما وقف أمام جليات الجبار. وكان مع موسى الوديع الهادئ ضد فرعون المتعالي المعتز بقوته.
      اللَّه هو أيضاً حافظ الأطفال. يُراعي ضعفهم ويسندهم ويحميهم. كما أن اللَّه أيضاً يحكم للمظلومين الذين لا يستطيعون أن ينالوا حقَّهم. لذلك إن كنت ضعيفاً فلا تخف ما دام الرب معك. واحذر من أن تكون قوياً والرب مُفارقك. لقد كانت الكنيسة عزلاء وضعيفة أمام كل قوة الدولة الرومانية وبطشها وأسلحتها وبخاصة أيام الإمبراطور نيرون الظالم. ولكنها انتصرت وانتشرت لأنَّ قوة الرب كانت معها.
«« لذلك إن وجدت جباراً مُعتزاً بجبروته، قل له: لقد قربت نهايتك. إنني أذكر من تأملاتي بعض الكُتَّاب الروحيين: " قال الشيطان للَّه: اترك لى الأقوياء فأنني كفيل بهم. أما الضعفاء فإذ ليست لهم قوة لذلك يحاربونني بقوتك أنت فلا أقدر عليهم ".
«« إذا كُنت في ضيقة أو في خطية، فلا تقف أمام اللَّه وتذكُر وعوداً منك أو تعهدات، كمَن هو واثق بقدرته على التنفيذ. إنما قف أمام اللَّه كضعيف يطلب المعونة ... قل له: ساعدنى يارب لكى أترك هذه الخطية. لأني كُلَّما أتركها أعود إليها مرة أخرى، إننى أعرض ضعفي أمام جلالك الإلهى. وأنت يارب تعرف يقظة أعدائي، وضعف طبيعتي أنت تعرفه يا خالقي. وأنا في حروبي الروحية لا أغلب إلا بقوتك.
«« إن الإنسان المتواضع المنسحق القلب، الذى يقف أمام اللَّه كضعيف يطلب معونته الإلهية، فهو الذي يمكنه أن يأخذ قوة من اللَّه يستطيع بها أن ينتصر. ذلك أنك إن وقفت أمام اللَّه كقوي، تكون معتمداً على ذراعك البشري. وحينئذ تتخلَّى عنك النعمة لكى تشعر بضعفك وتتضع ... إذن فلا تفتخر بقدرتك.
«« وإذا ما عرفت ضعفك، لا تحتقر إنساناً ضعيفاً ساقطاً. بل قُل لنفسك: أنتي مُعرَّضه للسقوط مثله لولا نعمة اللَّه التى تسندني. نعم نعمة اللَّه التى تحتمل ضعف الضعفاء بما لا يُحد من طول آناته.
      إن شعورك بقوتك في الحروب الروحية، إنما يفقدك الاحتراص، ويفقدك التدقيق، ويوقعك في الغرور، ويبعدك عن الصلاة. ألم يقُلْ سليمان الحكيم عن الخطية إنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء " يقصد المعتمدين على قوتهم فقط "... حقاً إن المُعتزِّين بقوتهم، نادراً ما يصلون. إذ لا يشعرون بحاجة إلى صلاة تسندهم. وصعب على هؤلاء أن يتضعوا.
«« ومع ذلك إن شعرت أنك ضعيف، لا تخف من ضعفك. وإن كنت مغلوباً من خطية ما، فلا تيأس من إنغلابك. لقد كان أوغسطينوس ضعيفاً أمام الخطية ومغلوباً لكنه بنعمة اللَّه انتصر على كل ذلك. بل إنه نما في النعمة حتى صار راهباً ثم أسقفاً، ثم قائداً للروحيات في جيله. وهكذا كان موسى الأسود، وبلاجيه، ومريم القبطية، وآخرون ... ولكن قوة اللَّه التى تسند الضعفاء، قادتهم في موكب النصرة. وهكذا هو عمل اللَّه المُحب، الذى يستطيع أن يعطي للمُعيي قوة، ويثبت له أجنحة كالنسور، ويرتفع في حياة الروح.
«« على أن شعورك بالضعف، لا يعني أن تتصف دائماً بهذه الصفة. بل على العكس تؤمن أنك تستطيع كل شيء في اللَّه الذى يقويك. لذلك أنت تشعر أنك ضعيف بذاتك، ولكنك قوي جداً باللَّه العامل فيك. فاحرص على عمل القوة الإلهية فيك، واتضاعك الدائم. من هنا يكون الإنسان الروحي قوياً جداً ولكن ليس بقوته وشخصيته، وإنما بقوة اللَّه العاملة فيه.
«« بهذا لا تقف أمام اللَّه وتقول سأترك هذه الخطية ولا أرتكبها بعد الآن. إنما قُلْ: أعطني يارب قوة لأتركها. لأنك إن لم تمسك بيدي لن أتقدَّم خطوة واحدة بدونك ... إننى لست أقوى من الشيطان، الذى هو أكثر حيلة، وأكثر معرفة بالنفس البشرية وضعفاتها، وأكثر خبرة بالحروب الروحية ... أنت يارب الذى تنقذني منها. أفرح لا بقوتي، بل بنعمتك التى تُخلِّصني ... أنا لا أحب اطلاقاً أن أتكبَّر. والكتاب يقول: " قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح "، نجِّني يارب من كليهما، ولك المجد الدائم إلى الأبد، آمين.