07‏/04‏/2014

† عيد البشارة وبشرى الخلاص - للأب أفرايم الأنبا بيشوى


عيد البشارة وبشرى الخلاص

للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بشرى الخلاص للبشرية 
عيد البشارة المجيد هو بدء الأعياد السيدة الكبري الذى فيه نفرح بمحبة الله لنا وتجسدة من اجل خلاصنا . فعيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمونه الأباء رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع أو أصل الأعياد. فهو عيد بشرى الخلاص من قبضة الشيطان ومن الموت ومن سلطان الخطية لحرية مجد ابناء الله.
لقد أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد أقنوم الكلمة او اللوغوس منها كما جاء فى بشارة معلمنا لوقا البشير { وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم. فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء. فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا. لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله.فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} لو 26:1-38.
ختيار السماء للعذراء مريم 
فى التسبحة اليومية فى كنيستنا القبطية نقول { تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك اتى وتجسد منك } نعم للعذراء المتواضعة التى قالت هوذا انا أمة الرب ، نظر الأب السماوى ليهبها تلك النعمة الفريدة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين }قريب هو الرب من المنسحقى القلوب}. الله يعطي نعمة للمتواضعين {يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة} لهذا نظر الرب الى تواضع القديسة مريم  {نظر إلى إتضاع أمته} لهذا علينا ايضا ان  نتواضع تحت يد الله القوية ليرفعنا فى حينة ونحن خطاة ضالين دعانا بنعمته لنكون له ابناء وبنات نحيا نعمة البنوة ونشهد لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور. نظرت العذراء مريم الى نفسها أنها عبدة لله . من اجل هذا رفعها الى مرتبة الأم للاله الكلمة المتجسد .وتكلم معها الملاك بتحية الإحترام والتقدير {السلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك}. 
الله العظيم فى تواضعه يريدنا ان نتعلم منه الوداعة والأتضاع . هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. 
ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت {هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك}. ان الله يحترم حريتنا وارادتنا الشخصية حتى وهو يهبنا أعظم النعم .
العذراء العفيفة الطاهرة القديسة الخادمة التى ترنمت بتسبحتها الخالدة لله مستخدمة أيات الكتاب المقدسة وقد أعتادت ان تحفظ الكلام فى صمت متفكره به فى قلبها .{ فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. و رحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين} (لو 46:1-53). 
لقد كان سلام القديسة مريم سبب أمتلاء اليصابات وجنينها بالروح القدس لتعلن لنا بالروح { من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الي} (لو 34:1 ). نعم ان العذراء أمنا توصينا دائما ان نفعل كل ما يقوله لنا المخلص الصالح { قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 5:2 )فلقتدى أذا بالقديسة مريم فى فضائلها وحياتها ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا .

عيد البشارة  وأعلان محبة الله للبشر
في عيد البشارة نجد قمة إعلان محبة الله للبشر إذ أخذ صورتنا وطبيعتنا بغير خطية ولا دنس ومن ثمار التجسد غفران الخطية الجدية والفعلية لأدم ونسله الى نهاية الدهور بالفداء وننال هذا الغفران بالإيمان بهذا السر العظيم وبالولادة من الماء والروح { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22(
كما ان التجسد الإلهى اعلان لقداسة الجسد الأنسانى { و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد} (1تي 3 : 16) . إذا كان الجسد شر في ذاته ما كان أقنوم العقل الإلهى قد أتخذ جسداً ووهبنا إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد اننا كما تعلمنا من ابائنا القديسين قد أمرونا ان نحارب شهوات الجسد وليس اجسادنا التى هى هياكل لروح الله { ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله و انكم لستم لانفسكم } (1كو 6 : 19).نعم سيقوم الجسد فى اليوم الأخير جسداً روحيا نورانيا ليكأفا على تعبه وخدمته لله او يعقاب مع الروح على شروره وأثامه .
وبالتجسد الإلهى نرى محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة هي أول خطوة نحو القداسة. ان أنظارنا تتجة للسماء مصدر فرحنا والى الله قوتنا ورجائنا وكلنا مدعوين للأتحاد بالعريس السمائى الذى جاء واتحد بطبيعتنا .بالتجسد صار بطن القديسة مريم العذراء هو معمل الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح. لقد تكون الجنين بعد أن قبلت العذراء البشرى باتحاد اللاهوت مع جبلتنا فى بطن العذراء ، فصار فى البطن الإبن الكلمة المتجسد. فى الولادة سُمى "يسوع" أى المخلص {أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص}(أش 43) فى العماد سُمى "المسيح" أى الممسوح من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى . بنوة روحية فريدة كولادة النور من النار أو نور الكهرباء من التيار . لماذا لايقبل البعض التجسد فهل هناك شئ غير مستطاع لدى الله ؟ ان كان الله قديما كلم الإنسان من شجرة او ظهر لابونا ابراهيم فى شكل انسان او ظهر للبعض بهئية ملاك فهل الله الذى يحب ابنائه لايقبل ان يتجسد لخلاصهم ولا يحد التجسد من لإهوته فهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان . 
 
اننا اذ نحتفل بهذا العيد فنحن نعبر عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة ، ونشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل. ونشاركها لأنها بشارة للخلاص لنا و للبشرية كلها. لقد شاركنا السيد المسيح فى كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك" لكى ما يجعلنا ابناء له بالتبنى ونرث ملكوت السموات .
تجسدت لترفعنى  وتقدسنى..
الهي أشكرك وتشكرك عنى ملائكتك لانى عاجز عن القيام بحمدك كما يليق بحبك وتواضعك وعطائك العجيب . نعم صرت وانت الاله العظيم أنسان حق لترفعنى لأكون ابنا لك بالتبنى والنعمة .
ايها الكلمة المتجسد الوديع علمنا ان نجعل من قلوبنا لك مسكنا ومن حياتنا شعلة حب تعلن محبتك للبشرية لكى ما نرجع بالتوبة والإيمان الى أحضانك الإلهية ايها الاله الرحوم .الهى لقد أقتربت الي لترفعنى وتجسدت لتقدسنى وفديتنى بالدم الكريم على عود الصليب لتخلصنى وقمت لتقيمنى معك. الهى انت فردوس نفسى .

05‏/04‏/2014

† لو دار الزمان -للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى




لو دار الزمان

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لو دار الزمان يا يسوعي
لتبعتك بين الجموع
ولمست هدب ثوبك الشافي حبيبي
وصرت تلميذاً وراك
 وسرت في اثر خطاك
لكتبت كلامك في الواح قلبي
ومضيت ابشر في كل درب
ووقفت تحت صليبك ربي
وقلت انظروا كم عانى لذنبى
لو دار الزمان للوراء يا مسيحي
وعشت في عصرك المجيد
لاستقبلت في بيتي وقلبي
وقلت ذوقوا ما أطيب ربي
وتبعتك بين الجبال والحقول
 وسمعت كلاما فاق العقول
 وشبعت حباً منك حبيبي
 وبللت قدميك بالدموع
  وصببت عطري وطيوبي
راسك يا حبيبي  فوق قدميك و
لو الدارالزمان يا مسيحي
 لحظة بلحظة لتبعتك
ومضيت  خلفك حاملا الصليب
وصرخت مع اللص اليمين
 مت جئت في ملكوتك اذكرني
يا غافر الخطايا والذنوب
 وجئت فجراً مع المريمات 
وبشرت باخبار القيامة
وتبعت بطرس وبولس للبشارة
والان لن يعود الزمان الي الوراء
لكنك انت هو امس واليوم والي الابد
وزمني زمن الحب المعلن
اجعلي اموت وتحيا انت في يا حبيبى
لاعلن انك قريبا، قريبا في القلوب
واقف علي الابواب تقرع
وطوبي لمن يسمع ويفتح
تأتي اليه معلناً اسرارك
فاتحا احضانك
غافراً كل الخطايا
مانحا أعظم عطايا
روحك الهادي الوديع
ليكون صوتك يا حبيبي

† قصص قصيرة ... المسافرة - للأب القمص افرايم الانبا بيشوي



المسافرة

للأب افرايم الأنبا بيشوى
أعلنت بين أصحابها انه مسافرة قريبا الى بلد الاحلام .
ظن البعض انها ستسافر الي أمريكا ولم تجيب بنعم او لا !
قالت ان أبيها الحبيب قد دعها للذهاب اليه، وانها ستسبقهم لتعد لهم البيت السعيد.
وستأتى وتاخذهم متى حان الوقت .
كانت صامتة فرحة فى الأيام الأخيرة قبل السفر.
 كانت تصلى من اجل أن تكون سفرتها سعيدة الى البلد البعيدة.
أقترب وقت الرحيل ولكنها لم تعد شنط السفر..
أعلن  يوم السفر فجأة خبر وفاتها !
كوب شاى

أحضرت المياة فى براد الشاى ووضعتها على نار الشعلة لتغلى ..
 رايتها تسخن ثم تضج من الآلام وتصرخ وتشتكى لى همومها .. أنصت الى شكواها! .
قالت كنت مستريحة وهادئه فى البحر واردت ان ارتفع . طلبت من الشمس ساعدتى بحرارتها ان اتبخر وأصعد الى عنان السماء ، هبت على ريح الشمال تجمدت صرت سحباً ضربتى الرياح لاسقط مطراً وكم كانت رحلتى شاقة من أعالى السودان حتى اصل اليك لكن لم أجد الرحمة وها انا أكتوى بالنيران وأفور وابكى وأتنهد ....
تنهدت معها وأطفئت الشعلة واخذت اسكب الماء فى الكوب مضافا اليه الشاى والسكر واخذت أقلب فيه ليصبح شاى طيب المذاق .. قلت لعلك الان قد استرحتى من العناء وانا ارتشف منك بالقطرات واشكرك كثيراً فقد رويتى حاجتى للدفء .
قالت الذى أبهجنى اننى ذبت وانصهرت فى إنسان يقدر قيمتى ويكتب عنى !
قلت لها الحزن والفرح يا عزيزتى الى زوال وهكذا حياتك وحياتى .
قالت : وان كانت حياتنا قصيرة أو طويلة  لكن ياليتها تنتهى من أجل عملاً صالحاً !.

تحرر وانطلاق

خرج أحد الصيادين يوماً لصيد بعض الحيوانات البرية وبعد أن توغل في الصحراء  اخد يطارد غزالا برياً حتى وصل الى مغارة سمع منها صوتاً خافتاً ولما أقترب منها أدرك أنها تراتيل تنبعث من المغارة التى يعيش فيها عابد في قلب الصحراء ولما دنا منه وحياه وجده شيخاً جاثياً على ركبتيه وقد أصبح قاب قوسين من الموت .
عرض الصياد على الراهب المسن المريض أن يترك المغارة وينزل معه إلى المدينة حتى يهتم به ويعالج أمراضه رفض الشيخ شاكراً، ونظر إليه الشيخ قائلاً أنظر يا حبيبى أنه لم يبقى بينى وبين السماء والهى سوى هذا الجسد وأشار إلى جسده وقال {أن نقضى بيت ضيقنا الأرضى فلنا في السموات بناء من الله بيت مصنع بيد أبدى}(2 كو 5 : 1). استغرب الصياد فقال له الشيخ : يا ابنى الكتاب يقول { لأننا مادمنا مستوطنين في الجسد فنحن متغربون عن الرب لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان فنثق ونسرى بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب}(2 كو 5 : 8). نحن نريد أن نتحرر من هذا العالم لننطلق إلى بيتنا الأزلى الأبدى .
سأل الصياد الأب الراهب: وهل الجسد خطيئة يا أبتى ؟
أجابه الشيخ أن الجسد نعمة من الله يا ولدى ، ألم يقدس الله الجسد حين حل بيننا متجسداً ؟ وكما يقول الكتاب {عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد} (1تي 3 : 16) الله يهتم باجسادنا ويغذيها ويقيتها انما الخطأ والخطية هو أن نستبعد لشهوات الجسد يا أبنى .. الخطأ أن نهتم كل الاهتمام بالجسد وننسى أن لنا روح تحتاج أن تحيا بالله ومع الله وفي الله. ان نهتم بأجسادنا وصحتها هذا واجب فهى وزنه مقدسة من الله ،فالجسد أيضاً سيقوم جسداً نورانياً في اليوم الأخير ، فالله يكافئ الجسد والروح.
وبماذا تنصحنى يا أبى؟ ...
نصيحتى اليك ... أن تذهب لتصطاد الناس إلى الملكوت وتدعوهم للمصالحة مع الله ليجعلك الله صياد للناس
اجابه الشاب .. اريد ان تأتى معى يا أبى فتكون مرشداً لنا وقدوة لنا في الطريق.
سأدعو لك يا أبنى بالتوفيق وانا اراقب عملك من السماء،
أما أنت فوارى جسدى في هذه المغارة لانه لهذا قد ارسلك الله .
قال الشيخ هذا ثم نظر الى فوق وقال ايها الاب القدوس في يديك استودع روحى .
فاذكرنى يارب متى جئت فى ملكوت .. ولما قال هذا سمع الشاب صوتاً حنوناً يقول
اليوم تكون معى فى الفردوس