16‏/10‏/2014

† " فضيلة البذل في معجزة شفاء المفلوج " - بقلم قداسة البابا تواضروس الثانى


القى قداسة البابا تواضروس الثانى مساء يوم اﻻربعاء الموافق 15 أكتوبر 2014 عظته اﻻسبوعية بعنوان 
فضيلة البذل في معجزة شفاء المفلوج "

دعونا نتوقف عند أصدقاء المفلوج الاربعة ونتأمل فى فضيلة البذل.

رقم 4 يرمز الى 4 جوانب الكنيسة (الأسقف – الكاهن – الشماس - الشعب) فتعتبر مجموعة الخدام التى تقدم كل نفس الى المسيح.
فكرة البذل أسسها السيد المسيح عندما قال :مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ" .... فالذى يقدم يكون أكثر سعادة من الذى يأخذ وهذا مفهوم عكس العالم الذى يظن ان الذى يأخذ يكون أكثر سعادة.
آدم لم يكن سعيداً لانه كان وحيداً فأوجد الله له معين نظير لكي يبذل من أجل هذا المعين النظير فيكون أكثر سعادة... وهذه هى فكرة الزواج أن يبذل الانسان نفسه من أجل اخر.
كل أحداث ربنا يسوع المسيح على الأرض تعبر عن البذل "هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به"

مفهوم البذل تعبير عن النضج الروحى ... فالذى يبذل أكثر هو الأكثر نضجاُ.
فهؤلاء الاربعة أصدقاء المفلوج قدموا صورة من البذل مع الاصرار على تقديم صديقهم للمسيح , فهذا الاصرار جعلهم مفكرون مبدعون 
ما الذى يمنعنا من البذل؟
1- الانسان الذى يحب الراحة أو الكسل أو الحياة السهلة.

هذه الحياة السلهة تجعل الانسان لا يتمتع بحياته .. فنسبة الانتحار فى البلاد المترفهه أكثر من البلاد الاخرى.

2- الانسان محب الكرامة و الافضلية والمراكز الاولى.

"مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة"
هناك انسان حساس .. هذا الانسان لا يعرف أن يتعب أو يخدم.
نتذكر القديسين الذين تعبوا من أجل المسيح مثل ق. مارمرقس دخل مصر معتمداً على إيمانه فسار على قدميه الى الاسكندرية .
محبة الكرامة تقف حاجز أمام الانسان ان يعطى أو يقدم خدمة أو يشترك مع الاخرين.

3- محبة الذات.

الشخص المعتد بذاته .. العنيد .. غير معترف باخطاءه.
الذى لم يبذل لم يعرف الحب بعد.
السيد المسيح قال من يريد ان يتبعنى ينكر ذاته ليستطيع ان يحمل صليبه.

كيف نعيش حياة البذل ؟

علم نفسك أن تترك شيئاً من أجل الله.
فضيلة رد الكل الى الله .. منه كل الاشياء وبه كل الاشياء ولا فضل لك.
الانسان يرد كل ما يملك الى الله صانع الخيرات الذى يعطيه كل شئ.
علم أولادك أن يتركوا من اجل الله.
ليس المقصود العطاء المادى فقط بل الروح العطاء فى ذاته.
امثله:

1- الله طلب من ابراهيم ان يترك ارضه وعشيرته ... ليختبر ايمانه هل هو متمسك بالارض اكثر من الله فعندما ترك باركه الله .

2-  الاباء الرسل "قد تركنا كل شئ وتبعناك" .. لازم يترك شئ ليكون جدير بهذه التبعية.

3-  متى العشار ترك كل شئ وتبع السيد المسيح عندما قال له أتبعنى.

4- بولس الرسول .. من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكى اربح المسيح.
5- الارملة والفلسين .. أعطت كل شئ اعطت كل معيشتها.

6- الطفل الذى قدم الخمس خبزات والسمكتن.. حلت عليهم بركة الله فاشبعوا خمس آلاف من الرجال ماعدا النساء والاولاد.

7- أرملة صرفة صيدا قدمت بايمان ما تملك من دقيق وزيت.

8- الشهداء قدموا حياتهم ودمائهم .. فصاروا صورة حية جميلة للكنيسة... فتضعهم الكنيسة فى اعلى مرتبة.

9-  الاربعة اصدقاء المفلوج كانوا صورة رائعة للبذل.

الانسان الذى يبذل يجب ان يترك شيئاً.

وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ¬ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، " (2بط 1 : 5)
أسال نفسك كل يوم ماذا قدمت (بذلت) من اجل المسيح؟ هل جهد أم وقت أم صحة مال أم خدمة أم فكر أم تعب أم افتقاد أم عمل خيرى أم ....؟؟

مسيحيتنا تعلمنا ان نعيش هذا المفهوم مغبوط هو العطاء أكثر من الاخد .. الانسان المسيحى تصير مسيحيته بعطائه كل ما تقدم أكثر كل ما تصير مسيحياً أكثر .. عكس فلسفة العالم التى تقوم على الاخذ.
( منقول عن المتحدث الرسمى باسم الكنيسة)