25‏/11‏/2015

† انتقل الى الامجاد السماويه نيافة الحبر الجليل الانبا ابراهام مطران الكرسي الاورشليمي والشرق الأدنى





من آمن بي ولو مات فسيحيا



بحزن شديد نودع الاب الراعي مثلث الرحمات الانبا ابراهام مطران الكرسي الاورشليمي والشرق الادنى الذي انتقل الى الامجاد السماويه ليشفع لنا عند ربنا يسوع المسيح فبإسمي وباسم عائلتي وعموم آل قبطي وجميع ابناء الطائفه القبطيه في الناصره نُعرب عن حزننا الشديد بفراق راعينا الحبيب سائلين له الرحمه عند ربنا ولجميع ابناء رعيته طول البقاء 


15‏/11‏/2015

"الخدّ الأيمن"- بقلم المطران سابا اسبر

((كلمة منفعة ))



"الخدّ الأيمن"
معظم المسيحييّن، إن لم نقل جميعهم، يحفظ الآية التالية: "من لطمك على خدِّك الأيمن، فحوِّل له الآخر"(مت5/38). كما يحمل أكثرهم مفهوماً مغلوطاً للموقف المسيحي من الظلم ومقاومته، انطلاقاً من هذا القول الشريف. 
ينشأ الفهم الخاطيء لكلمات الإنجيل من عدّة أسباب، أهمها: عدم معرفة الكتاب المقدَّس عموماً، والاكتفاء بآية واحدة؛ نحمّلها مفاهيمنا المنقوصة والأهوائية، وعدم قراءة الآية مدار التفسير ضمن سياق ورودها؛ أي معرفة ما قبلها وما بعدها والمناسبة التي قيلت فيها...إلخ. 
لنقرأ الآية، أوّلاً، في سياقها الكامل. قال الربّ: "قد سمعتم أنّه قيل: "العين بالعين والسنّ بالسنّ. أمّا أنا فأقول لكم: "لا تقاوموا الشرِّير، بل من لطمك على خدِّك الأيمن، فحَوِّل له الآخر..."(مت5/38). 
بهذا الكلام، ينقل المسيح تلاميذه من مستوى العدل البشري القائم، حتّى اليوم، على عقاب المذنب عقاباً يوازي جرمه أو شرَّه، إلى مستوى التعاطي معه بغية شفائه من شرِّه، وإنْ احتاج شفاؤه إلى تأديب. يتحرّك تلميذ المسيح في مواجهة الشرّ، لا بدافع الانتقام والثأر، بل بدافع إحقاق الحقّ ونشر الخير وشفاء الأشرار. المقصود ب"الشرّير"، هنا، من يصنع الشرّ، ولذلك جاءت الجملة في الترجمة الجديدة: "لا تقاوموا من يسيء إليكم".
يطلب المسيح أن لا نقاوم الشخص الشرّير بشرّه، لأنّ النار لا تخمد بالنار بل بالماء، كما يقول القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم في تفسيره لهذه الآية. 
الفهم الحرفي، عموماً، تفسير خاطيء ومغلوط لأنّه يقف عند حدود الحرف الذي قد يحجب المضمون. "لأن الحرف يقتل والروح يحيي" (2كو3/6).
أمّا بخصوص الآية موضوع كلامنا، فالفهم الحرفي لها يصطدم بعدّة أمور: 
- لا يُلطم الإنسان على خدِّه الأيمن، عادةً، بل الأيسر، إلا إذا كان اللاطم أعسراً وهذا نادر وليس القاعدة. 
- لو كان الفهم الحرفي هو المطلوب لكان المسيح يقصد حقاً، أن نقلع عيننا ونقطع يدنا إذا أعثرتانا، حسب قوله: "فإن كانت عينك اليمنى تشكّكك، فاقلعها وألقها عنك، فإنّه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كلّه في جهنّم"(مت5/29). 
- كما يعلّمنا أنّ العثرة تصدر عن القلب؛ مصدر الأفكار الشرّيرة. "فمن القلب تخرج الأفكار الشرّيرة: القتل، والزنى، والفجور، والسرقة، وشهادة الزور، والتجديف". أعضاء الجسد تنفّذ رغبة القلب. فمجرّد قطعها لا يخلّص الإنسان من الشرّ.
- هناك أقوال ومواقف عديدة للربّ تبيّن أنّه قاوم الشرّ، ولكن ليس بالشرّ ذاته. فعندما كان رئيس الكهنة يستجوبه قبل الصلب، لطمه الحارس على وجهه عندما جاوب رئيس الكهنة، فخاطب الحارس الذي ضربه هكذا: "إنْ كنتُ أخطأتُ في الكلام، فقلْ لي أين الخطأ؟ وإنْ كنتُ أصبتُ، فلماذا تضربني؟" (يو18/23). لا يقول إنجيل يوحنا أن السيّد قد أعطى خدّه الثاني للحارس.
- كما علّمنا أن نكون متيّقظين وحاذقين كي لا ندعْ مجالاً لاستغبائنا. ونسوق بعض الاستشهادات على تعليمه هذا. مَثَل الوكيل الخائن (لو16/1-8)، وقوله له المجد: "كونوا حكماء كالحيّات وودعاء كالحمام"(مت 10/16) و"لا ترموا درركم أمام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفّ عليكم فتمزّقكم"(مت7/6). إلى ما هنالك....
ما يدعو إلى الأسف أن كثيرين ممّن يحفظون الآية مدار الكلام هنا، لا يعرفون بوجود الآيتين اللتين ذكرناهما في الفقرة السابقة، مع أنّهما وردتا في إنجيل متى وفي موضعين قريبين من آية "الخدّ الأيمن".
يوجّه المسيح تعليمه في هذه الآية بصيغة المفرد. أي يعلّمنا كيف نواجه الشرّ، على صعيدنا الشخصي أو الفردي، ولا يقصد أن يعطينا تعليماً تفصيليّاً في مواجهته جماعيّاً، أو في ظروف محدّدة، تتغيّر من مكان إلى آخر، ومن زمن إلى آخر. يعطينا هنا المبدأ الذي تقوم عليه مقاومتنا للشرّ وليس للذي يصنع الشرّ فقط. 
واجب المسيحي أن يحارب الشرّ، وليس الشرّير، الذي يأتي غيره ويأخذ دوره، وقد يكون أشرّ منه. 
أحارب الشر الذي في داخلي أوّلاً، وبعد ذلك يمكنني الانخراط في محاربته خارجاً عنّي. إنْ تحرّرت منه أستطيع أن أستلهم الطريقة والأسلوب المسيحييّن المطلوبين لمقاومته خارجاً عني. 
لقد استلهم المسيحيون، عبر التاريخ، أساليب عديدة في مقاومة الشرّ على الصعيد الجماعي. اختلفت هذه الأساليب من زمن إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى. الأساس، في جميع الظروف، أن تكون منطلقة، لا من مقابلة الشرّ بالشرّ ذاته، بل من المحبّة التي تطلب الخير العام للجميع. إن أردت القضاء على الشرّ فابدأ من نفسك، ثم حاربه في الخارج. المهم أن يكون منطلقك إنجيليّاً. هكذا تحفظ نفسك من الوقوع في الفخ الشرّير، وتساهم في سيادة الخير. 
بقلم +المطران سابا اسبر

22‏/02‏/2015

† قايين قايين: إنّ صوت دماء أخيك صارخٌ إليّ من الأرض - مقال للأخ الإكليريكي عامر ناصر جبران

قايين قايين: إنّ صوت دماء أخيك صارخٌ إليّ من الأرض
 بيان: 17 شباط 2015
"إنّ دمائهم تصرخ إلى لله... تصرخ أمام الديّان العادل الذي لا يغفل ولا ينام..." هذا ما قالته الكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة إثر استنكارها للأعمال المشينة بـِ 21 قبطي من قبَل تنظيم "داعش" الإرهابي.
أدين وأستنكر هذه العمليّات الإرهابية المشينة التي تقوم باعمالها باسم الدين والدين منها بريء، والتي  تُسيء إلى الإنسانية وحقوق الإنسان وكرامته والتي تسيء إلى الكنيسة القبطية والكنيسة بأسرها، وإلى مصر، وإلى العالم العربي وإلى كل إنسان وكم بالحري بحق الله سيّد الحياة ومانحها.
أقدّم تعزيتي الحارة والقلبية إلى أهالي "الشهداء المسيحيين الأبرياء" وإلى الكنيسة القبطية ممثلة بالبابا تواضروس الثاني، وإلى مصر برئيسها وشعبها الكريم، وإلى الكنيسة بأسرها والعالم أجمع، فألمكم هو أيضّا ألمنا وحزنكم هو أيضًا حزننا.
لربّما نتسائل: أين الله؟ لماذا الله صامت؟ ولماذا يسمح الله لهذه الإعمال الإرهابية والمشينة؟ بل يجب علينا أن نسأل أنفسنا السؤال الحقيقي ألا وهو: لماذا ضميرنا ميّت؟ أين صوت الإنسان؟ أين صوت العدالة؟ أين صوت الحق؟ أين صوت الداعين للسلام؟ أين صوت رؤساء العالم؟ أين صوتي كمسيحي؟ وأين صوتي كمسلم؟ أين صوتي وصوتك أيّها الإنسان؟!!
نعم إنّ هذه الدماء والدماء الكثيرة ألتي سُفكت على مرِّ العصور إثر الحروب والقتل والإرهاب والظلم والاستبداد والأنانية... وخصوصا في الآونة الأخيرة نرى انّها تظهر تحت إسم تنظيم "داعش"، تسفك "دماء الأبرياء"، و"دماء الإخوة المسيحيين الشهداء"، فهذه الدماء تصرخ إلى الله ليس فقط من الأرض بل أيضًا من البحر، فالطبيعة كلّها تصرخ  وتئنّ إلى الله أوّلاً وإلى ضمير كل إنسان وإلى ضمير كلّ من دول العالم ورؤسائه.
نعم لتُقرع الأجراس في الكنائس ولتعلوا أصوات المآذن في الصلاة والدعاء إستنكاراً لهذه الأحداث ولتكن تعبيراً صادقًا عن إستنكارنا ورفضنا لها. طالبين من الله الديان العادل أن يرحمهم ويرحمنا جميعًا، وأن يمنحنا الضمير الحيّ ويمنح كلّ انسان بحكم موقعه ومركزه في المجتمع ووظيفته، الحكمة والشجاعة والقوة لرفض الشر والقتل والظلم، وأيضاً أخذ المواقف والإجراءات الجريئة لتحديد إنتشار هذه الأعمال المشينة بحق الإنسانية بأسرها ومحاربتها.
لنقل كلّنا سويًا: كفانا دماء كفانا دماء.

                                                                                الطالب الإكليريكي عامر ناصر جبران