22‏/02‏/2015

† قايين قايين: إنّ صوت دماء أخيك صارخٌ إليّ من الأرض - مقال للأخ الإكليريكي عامر ناصر جبران

قايين قايين: إنّ صوت دماء أخيك صارخٌ إليّ من الأرض
 بيان: 17 شباط 2015
"إنّ دمائهم تصرخ إلى لله... تصرخ أمام الديّان العادل الذي لا يغفل ولا ينام..." هذا ما قالته الكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة إثر استنكارها للأعمال المشينة بـِ 21 قبطي من قبَل تنظيم "داعش" الإرهابي.
أدين وأستنكر هذه العمليّات الإرهابية المشينة التي تقوم باعمالها باسم الدين والدين منها بريء، والتي  تُسيء إلى الإنسانية وحقوق الإنسان وكرامته والتي تسيء إلى الكنيسة القبطية والكنيسة بأسرها، وإلى مصر، وإلى العالم العربي وإلى كل إنسان وكم بالحري بحق الله سيّد الحياة ومانحها.
أقدّم تعزيتي الحارة والقلبية إلى أهالي "الشهداء المسيحيين الأبرياء" وإلى الكنيسة القبطية ممثلة بالبابا تواضروس الثاني، وإلى مصر برئيسها وشعبها الكريم، وإلى الكنيسة بأسرها والعالم أجمع، فألمكم هو أيضّا ألمنا وحزنكم هو أيضًا حزننا.
لربّما نتسائل: أين الله؟ لماذا الله صامت؟ ولماذا يسمح الله لهذه الإعمال الإرهابية والمشينة؟ بل يجب علينا أن نسأل أنفسنا السؤال الحقيقي ألا وهو: لماذا ضميرنا ميّت؟ أين صوت الإنسان؟ أين صوت العدالة؟ أين صوت الحق؟ أين صوت الداعين للسلام؟ أين صوت رؤساء العالم؟ أين صوتي كمسيحي؟ وأين صوتي كمسلم؟ أين صوتي وصوتك أيّها الإنسان؟!!
نعم إنّ هذه الدماء والدماء الكثيرة ألتي سُفكت على مرِّ العصور إثر الحروب والقتل والإرهاب والظلم والاستبداد والأنانية... وخصوصا في الآونة الأخيرة نرى انّها تظهر تحت إسم تنظيم "داعش"، تسفك "دماء الأبرياء"، و"دماء الإخوة المسيحيين الشهداء"، فهذه الدماء تصرخ إلى الله ليس فقط من الأرض بل أيضًا من البحر، فالطبيعة كلّها تصرخ  وتئنّ إلى الله أوّلاً وإلى ضمير كل إنسان وإلى ضمير كلّ من دول العالم ورؤسائه.
نعم لتُقرع الأجراس في الكنائس ولتعلوا أصوات المآذن في الصلاة والدعاء إستنكاراً لهذه الأحداث ولتكن تعبيراً صادقًا عن إستنكارنا ورفضنا لها. طالبين من الله الديان العادل أن يرحمهم ويرحمنا جميعًا، وأن يمنحنا الضمير الحيّ ويمنح كلّ انسان بحكم موقعه ومركزه في المجتمع ووظيفته، الحكمة والشجاعة والقوة لرفض الشر والقتل والظلم، وأيضاً أخذ المواقف والإجراءات الجريئة لتحديد إنتشار هذه الأعمال المشينة بحق الإنسانية بأسرها ومحاربتها.
لنقل كلّنا سويًا: كفانا دماء كفانا دماء.

                                                                                الطالب الإكليريكي عامر ناصر جبران