1- التكافؤ والتكامل
"لا يحسن أن يكون آدم وحده، فأصنع لهُ مثيلاً يعينهُ" (تك2/18).
2- الوحدة
"لذلك يترك الرجل أباهُ وأمهُ ويتحد بامراته،فيصيران جسدًا واحدًا" (تك2/24).
3- الديمومة
"ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان" (متى19/6).
4- المحبة
"المحبة تصبر وترفق.. المحبة لا تسيء التصرف".(1كو13: 4-8).
"وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية" (2/7).
"وقال الرب الإله لا يحسن أن يكون آدم وحدهُ، فأصنع له مثيلا يعينهُ" (2/18).
عندما خلق الله في البدء النور والشمس والقمر والنبات والحيوان نلاحظ تكرار عبارة "ورأى الله أن ذلك حسن"، لكن بعد خلق آدم نلاحظ ذكر كلمة "لا يحسن"… "لا يحسن أن يكون آدم وحده" 2/18، وكلمة لا يحسن تكشف أو تشير لنا عن نقص معين بالنسبة لخلق آدم (الرجل) وكما يراه الله. وان هذا النقص شعر به آدم أيضًا بحيث لا الطبيعة ولا الحيوانات ولا العمل ولا السلطة سدّت هذا النقص عند آدم (2/15 و19-20). فكانت هناك الحاجة لخلق جديد، حواء/المثيل المعين لسد هذا النقص.
ان مبدأ التكافؤ والتكامل نراه، في كلام الرب اعلاه (تك 2: 18)، والذي يكشف لنا بان حواء هي المثيل المُعين. اما المثيل فيشير الى التكافؤ والمُعين يشير الى التكامل.
إن الأساس الثاني للزواج المسيحي (الوحدة) يمر بثلاثة مراحل كما جاء في تك 2/24.
إن كلمة "يترك" ليست كلمة ذات مدلول جغرافي أي ترك بيت الأهل لكنها تشير إلى أمر أعمق إلا وهو الاستقلال أو الانفصال عن روابط الأهل الأساسية، وهذا الأستقلال يكون ودي وتدريجي.
هناك روابط نفسية تربطنا مع الأهل منشأها احتياجات مختلفة مثل الحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى الأمان والحاجة إلى القيمة الذاتية، والمحبة هي مصدر هذه الاحتياجات إن كانت محبة الرب لنا أو محبة الأهل أو محبة الزوجين لبعضهما البعض. والكلمة ترك، تعني كسر هذه الروابط النفسية مع الأهل بسبب الاحتياجات أعلاه بحيث يكون البيت الزوجي هو الذي يوفر هذه الاحتياجات للزوجين في حياتهم الجديدة. فالترك يعني التوقف عن الاعتماد على الغير ماديًا أو معنويًا.
إن الاتحاد الزوجي (الوحدة الزوجية) يكون في عدة مجالات
- الاتحاد الفكري: ويتضمن الانفتاح على الآخر والمشاركة بالأفكار.
- الاتحاد الاجتماعي: وهو تعلم الاستمتاع بالاهتمامات الاجتماعية لكلا الزوجين و تكوين علاقات اجتماعية مشتركة.
- الاتحاد الجسدي: وهذا مذكور لاحقاً في مرحلة الجسد الواحد.
إن الوحدة في أفضل حالها عندما يكون الاثنان واحد في المسيح، بالرغم من الاختلافات. وان هذه الوحدة لا تتحقق إلا بحضور الرب يسوع المسيح في بيت الزوجية، لأن إرادة الله هو "ليكونوا واحد كما أنت وأنا واحد" (يو17).
إن احتضان الله للبشرية وحبه إياها وارتباطه بها لا عودة فيه، لأنه مبني على وفاء الله بوعوده رغم خيانة الإنسانية له. إن سر الزواج يتمثل بسرّ اتحاد المسيح بالكنيسة، لذلك فالزواج ايضا اساسه التزام الطرفين بعضهما بعضًا (الديمومة) كالتزام المسيح للكنيسة.
ان الرب يسوع المسيح، في انجيل متى 19 ، يشير الى ان قساوة القلب لكلا الطرفين هو العائق الرئيسي لديمومة الزواج.
ان قساوة القلب هذه علاجها الغفران المتبادل بحسب وصية الرب يسوع "وكما غفر الرب لكم هكذا اغفروا بعضكم بعضاً".
إن المحبة الجسدية هي محبة إنسانية تتسم بالأخذ، وهي تتوجه في بداية الزواج على الجاذبية الجنسية. علمًا بأن الطاقة الجنسية يجب أن تخدم الهدف المقصود منها داخل اطار الزواج، إلا وهو تكوين روابط بين الزوجين وتدعيمها. لكن إذا استخدمت الطاقة الجنسية كمجرد وسيلة لإشباع رغبة فستنحرف عن تأدية وظيفتها وتخرج من هدفها الرئيسي. فعندما ينفصل الجنس عن الحب يكون دنسًا وحيث يرتبط به يكون طاهرًا.
العلاقة الزوجية ونجاحها ونتيجته.
- دعم التواصل بين الزوجين.
- التعبير عن الألفة ووسيلة لمعرفة الطرف الآخر.
- تتيح أمام كل من الزوجين فرصة اختبار كونه مقبولاً وذا قيمة.
العوامل المؤثرة عليها:
- الأفكار و المعلومات المبنية على اساس غير علمي عن الأمور الجنسية والتي تأتي من خلال أصدقاء، مجلات، أفلام، معلومات خاطئة من التربية البيتيّة ومن المجتمع.
- هناك فروق كثيرة بين الرجل والمرأة من ناحية التوجه والحاجة والهدف فيما يخص العلاقة الجنسية، لذلك يحتاج فهم هذه الاختلافات.
- إرضاء الذات (الإنانية).
- التعب والمرض وعدم توازن الهرمونات، وكذلك الألم النفسي ممكن أن يعيقوا تحقيق الهدف من العلاقة.
- التجارب الماضية (قبل الزواج).
- جهل الطرفين بالتعليم الكتابي فيما يخص العلاقة.
إن المحبة الجسدية (محبة الحاجة) قصيرة العمر، إذ تشيرُ الدراسات إلى انها تتراوح بين ستة أشهر إلى ثلاثة سنوات. فإذا أخذت بالاضمحلال ولم يكن هناك المرحلتين الأخريين للمحبة فالزواج يكون في خطر.
تتسم هذه المحبة:
- بالأنفتاح نحو الطرف الآخر ومحاولة الخروج من الذات لإسعاد شريك الحياة.
- المشاركة وتبادل الأفكار فيما يخص الأهداف والمخططات والأحلام.
- التمتع بصحبة أحدهما الآخر وبهواياتهما المختلفة.
إن محبة الصداقة هذه تقدر على إقامة علاقة تعجز عنها المحبة الجسدية. إن هذه العلاقة أساسها الرفقة والحوار والتعاون وهي تحتاج وقت لكي تنضج.
إن هناك ما يكفي من المحبة الجسدية في معظم الزيجات لكي ينجذب الزوجان أحدهما للآخر، لكن إذا محبة الصداقة لا تبدأ شعلتها فإن العلاقة الزوجية تضمحل.
ومن مميزات هذه المحبة:
- العطاء (تقديم الذات).
- المجانية، اي غير مشروطة.
- ليس لها علاقة بالقيمة الذاتية بل انها خَلاّقة للقيمة.
- هي التزام غير مشروط نحو شخص غير كامل.
- هي أكثر من شعور فهي قرار والتزام للطرف الآخر حتى لو فقد هذا مقومات الجاذبية.
- هذه المحبة هي مانحة الحياة فهي تستطيع أن تنعش وتقيم ما قد تلف وذبل من المحبة الأولى والثانية. فالرب يسوع مُعطي الحياة، جاء لكي يرفع من إنسانيتنا ويجعل محبتنا الإنسانية محبة إلهية.
إن المحبة الزوجية تتضمن المراحل الثلاث للمحبة وان المحبة الإلهية لا تلغي المحبة الجسدية ومحبة الصداقة بل تطورهما وتمنحهما الحياة.
إن أقدس الأمور تفقد قدسيتها برتابة الحياة اليومية وتكرار الزمن. لكن نعمة حضور المسيح في سر الزواج وتأكيده "ان اجتمع اثنين باسمي فأنا أكون في الوسط"، تحوّل المحبة الزوجية إلى محبة ناضجة، تفوح عطرًا خاصًا هو رائحة المسيح الذكية (2كور 2/14-15).
نردد هنا ما قاله أحد اللاهوتيين المعاصرين:
"الحياة تتطلب الاختيار بين طرق لا يُسمح فيها بالعودة إلى الوراء… فمن المستطاع لا بل من الضرورة أن يكون في الحياة قرارات تتخذ نهائيا، تقود إلى المجهول ولا عودة فيها إلى البدء. فمن ينقصه الإيمان، من لا يقبل جهالة الصليب، من لا يرجو حيث لا رجاء، من لا يطيع طاعة عمياء، على مثال ابراهيم، من لا يستند على الصلاة، لا يقدر على ذلك، لأن الزواج المسيحي هو دعوة الهية ".