"إني أريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الله أكثر من محرقات" (هوشع6: 6)
+الرحمة صفة من صفات الله"الرب رحيم و رؤوف طويل الروح و كثير الرحمة" (مز 103 : 8) ومن اجل محبته الككثير يديم لنا رحمته رغم خطايانا وبعدنا عنه "تراءى لي الرب من بعيد و محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة" (ار 31 : 3) . وقد طوب الرب الرحماء لانهم يُرحمون .فالرحمة تنجي الانسان وتجعلة ينال دالة ونعمة امام الله والناس . الرحمة افضل من تقديم ذبيحة القساة الذين يعبدون الله بالحرف وقلوبهم قاسية علي أخوتهم . ان الرحمة النابعة من قلب شفوق نحو الخليقة تدخل بنا الي ملكوت السموات .
+ فبالرحمة ينال الرحوم رحمة الله ورضاه، في دنياه وسماه. وتشمل الرحمة، العطاء المادي والعطاء المعنوي. والعطاء المادي: يكون لذوي الحاجة من الفقراء والمعوزين.. أما العطاء المعنوي: فيكون في كلمة تشجيع، نصيحة صالحة، معلومة مفيدة، حل لمشكلةٍ ما.كلمة أمل للبأس ، وقوف مع المحزونين وتشجيع لمنكسري القلوب .. إلخ.
+ والرحمة من الفضائل الأمهات التي تلد بنين كثيرين، كالمحبة، والحنان، والعطف، والشفقة، والصفح، والسماح، والتماس العذر لمرضى الخطية، والصفح عما فعلوه لنا. ولقد كرر الرب يسوع نفس الآية الواردة في سفر هوشع (مت9: 13)، (مت12: 7). وهو رحيم جداً، ويطوب كل الرحماء. فهو يريد الرحمة للناس، وليس مجرد إقامة العبادة والطقوس بطريقة فريسية (مظهرية). فكثيرون يتعبدون في الكنائس، ولكنهم قساة مع الغير، ومع الخطاة .
+ فالأولوية – قبل العبادة – للرحمة وفعل الخير للغير، وبالتالي فمن يصلي ولا يسامح، ومن يتصدق ولا يصفح عن المسيء، ومن يصوم وهو متخاصم مع البعض، لن يقبل منه الله عطاياه، أو ممارساته الروحية الخالية من الرحمة والمحبة والإتضاع والحكمة.
+ أما النصف الثاني من الآية (هوشع6: 6) فيركز على "معرفة الله" وهي قمة الحكمة، فكثيرون يحملون أعلى شهادات في العالم، ولكنهم جهلاء روحياً، جهلاء عن الأبدية وعن معرفة مصيرهم الأبدي الشقي من جراء الخطية.
+ والغريب والعجيب أننا رحماء مع أنفسنا فقط وغير رحماء مع الغير.
ليتنا ندرب أنفسنا على اتباع الرحمة والشفقة مع الناس وعدم إدانتهم أو ذمهم، بل قيادتهم لمصدر خلاصهم وسعادتهم ، ياليتنا نلتمس الأعزار للناس ولا نكون لهم قضاة بل ندافع عنهم لنجد رحمة ومغفرة لخطايانا .