للأب القمص / أفرايم الأورشليمى
- الإيجابية المسيحية تعنى العمل والمشاركة والنجاح والتميز فى مختلف مجالات ، سواء فى الحياة الروحية والأجتماعية والوطنية والدراسية بما يبنى الأنسان وكنيسته ومجتمعه ومستقبله السمائى ، اما السلبية والتى تعنى الأنعزال والتقوقع وعدم المشاركة فهى عدم تحمل المسؤولية وعدم الأمانة فى الوزنات المعطاة لنا من الله . ان أيماننا يدفعنا الى العمل والجد والإيجابية والأمانة والتفوق وان نمتد الى الأمام سعياً إلى التقدم والنجاح.
- عندما نفعل ذلك فاننا نقتدى برئيس أيماننا ومكمله الذى جاء عنه فى الكتاب المقدس { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. و اكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو16:4-21). كان الرب يسوع المسيح فى تجسده وخدمته يجول يصنع خيراً وهو هو أمس واليوم والى الابد مازال يعمل ويريد أن يعمل بنا ومعنا من أجل خلاصنا من جميع أعدائنا وأيدى مبغضينا وهو قادر ان يذيل ضعفنا وخوفنا وقادر كلما أقتربنا اليه ان يعطينا النعمة والقوة والحكمة لنعمل وننجح ، وما علينا الأ ان نواجه التحديات والصعاب ونسعى للتغيير للأفضل { فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني } (نح 2 : 20).
- الإيمان هو قوة أيجابية دائمة وثقة فى الله وأنفسنا وأمكانياتنا ، هو ثقة ويقين فى الله الذى يقوينا ويهبنا القوة والقدرة { فاجاب و كلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). نعم نستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينا . فاننا نستطيع ان نتنبأ بمستقبلنا المشرق بان نصنعه يوماً فيوم ، لا نستكين للضعف او الخوف أو الانعزال بل يجب علينا ان نصنع مستقبلنا بايماننا بالله وبما وهبه لنا من نعمة التفكير والعمل والنجاح .
- نحن مدعوين الى الأيجابية فى كل مراحل حياتنا ومجالاتها فالأنسان كل لا ينقسم ،والنجاح يقود الى تكامل الشخصية ونموها ، ليقل الضعيف بطلاً انا. وليقل الشباب نحن قوة المجتمع وليقل الشيوخ نحن عنصر الخبرة والحكمة التى يجب ان يستفيد منها الابناء والاحفاد دون تسلط او تعامل سلطوى بل سعى لتنمية مواهب وأمكانات كل أحد وتعاون وتكاتف من أجل النهوض بأنفسنا وأسرنا وكنيستنا ومجتمعنا .
الأيجابية الروحية ...
- العلاقة الجيدة مع الله ومحبتة والنمو فى معرفتنا الروحية هو بدء لكل نجاح ، لقد كان يوسف مع الرب فكان رجلا ناجحاً ، والله يريد منا ان نكون { غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب} (رو 12 : 11). لا يكفي العمل بل يجب تكون هناك حرارة وغيرة وأمانة وقوة وتميز في العمل { لانك لست باردا ولا حارا وهكذا لانك فاتر انا مزمع ان اتقيأك من فمي } رؤ 16:3.
- نعمل بجد وأجتهاد لان لنا أعداء روحيين {اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو} (1بط 5 : 8).فيجب ان نقاومه راسخين فى الإيمان فيهرب منا نحن يجب ان ننمى وزناتنا ونستثمرها من اجل بناء ملكوت الله على الأرض ومن أجل ان نبرهن على ان أيماننا لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق .ولان كل واحد سيأخذ اجرته حسب تعبه فيجب ان نجاهد من أجل الأجر الأرضى والسمائى .
- لقد جاهد ابائنا القديسين من أجل أيمانهم وجالوا مبشرين بمحبة من أحبهم ، قدموا صومهم وصلواتهم وأتعابهم واموالهم وخدمتهم وعرقهم ودمائهم فلنسأل كل واحد وواحدة منا ماذا قدمت من أجل الله ؟
الأيجابية فى الاسرة و الكنيسة ...
- الإنسان المسيحى هو عضو حى فى أسرته وكنيسته ، ويجب ان يكون مشارك بايجابية فيهما ، والأيجابية يجب ان يغرسها فينا أهلنا منذ الصغير ، لقد تربى موسى فى بيت فرعون ولكن رضع لبن الايمان من أمه {بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى}.(عب24:11-27) .
- أيجابيتنا فى الأسرة تجعلنا مشاركين بفعاليه وتفاهم وتفهم فى سعادة كل فرد فيها ، ومشاركين فى الحوار البناء والفعال من أجل خيرها . نعم نحن نستطيع ان نعمل الكثير من اجل اسرتنا ، نجاحنا فى الدراسة مصدر سعادة للأسرة ، التعاون والخدمة والشكر عليها مهم فى سعادتها ، التشجيع للصغار والضعفاء والمحتاجين له عامل مهم فى تنمية ونجاح ابنائنا ، الكبير قبل الصغير يحتاج للتشجيع والتقدير والانصات يطلق الطاقات الكامنه فينا ، كانت أم توماس أديسون مشجع له بعد ان اُتهم بالغباء ودافعت عنه وشجعته فجعلت منه مخترعاً ومكتشفاً وعالماً كما كانت الأم مونيكا تسعى لخلاص ابنها أغسطينوس ولم تكتفى بالصلاة بل ذهبت وراه من أفريقيا الى ميلانو فى إيطاليا حتى انه عندما رأى القديس امبروسيوس اسقف ميلانو دموعها قال لها (ثقى يا ابنتى ان ابن هذه الدموع لن يهلك) واستجاب الله لصلواتها ودموعها وتاب أغسطينوس وأصبح قديساً .
الأيجابية الكنسية ...
- سواء كنا رعاة أو رعية ، خداما او مخدومين فأنه يجب علينا أن نكون متشبهين بابينا السماوى الذى يريد لنا ان نشترك معه فى العمل ونحتمل الاخرين " محتملين بعضكم بعضا في المحبة " اف 4:1 . الأيجابية تمنحنا الأنقياد لروح الله ، روح الخدمة الحارة والأفراز والتمييز والسعى نحو خلاص أنفسنا وخلاص الأخرين والصلاة من أجل سلام الأسرة والكنيسة والوطن وأعضائه ، ان الايجابية في مجالات الخدمه في الكنيسة تستوجب ان نزرع السلام ونعيش في سلام ونعكف علي كل ما هو للسلام عاملين بقول الرب " طوبي لصانعي السلام لانهم ابناء اللة يدعون " مت 9:5
- الخدمه الهادئه التي بلا تحزب ولا تشويش { حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر ردي } يع15:3. فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 5 : 13). كونوا يا أحبائى مشاركين فى صلوات الكنيسة وأنشطتها ، الكنيسة هى أماً لكم ولا يستطيع أحد ان يقول ان الله أبى دون ان تكون الكنيسة اماً له ، شاركوا فى مختلف المجالات الخدمة حسب ما يناسب ميولكم وقدارتكم ، فانتم أعضاء فى جسد واحد ولابد أن تبنوا بعضكم بعضاً.
الأيجابية الأجتماعية والوطنية ....
- ان الكتاب المقدس يدعونا ان نكون نوراً فى العالم { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولايوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل يضعونه على المنارة ليضى لكل من فى البيت فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذى فى السموات } (مت 5 : 16-14) . المسيحى ملحاً فى الارض يعطى المجتمع مذاقاً روحياً ويمنحه أستنارة ً ، يجب ان نكون شهوداً لإيماننا بالله ومحبته وعدله وان نشهد للحق بحكمة ، المسيحى الحق ضرورة لا غنى عنها فى مجتمعه يبذل ويخدم ويكون أميناً فى عمله وخدمة مجتمعه فى محبة وعطاء .
- المسيحى يفهم ان عليه واجبات تجاه مجتمعه وله حقوق يطالب عنها بجراءة وقوة ، هو كعضو فى المجتمع يعرف ان يسير بحكمة بين السعى فى طريق السلام والمحبة دون ان يتنازل عن الحق والعدل يسعى للعيش الكريم والمشترك ولكن لا يشترك فى أعمال الظلمة غير الثمرة بل يدينها ويقاوم الظلم والجور مهما كلفه من ثمن،
- ان يوسف الصديق فى تعامله مع اخوته اولا وتعامله مع المجتمع الذى يعيش فيه ثانياً يعلمنا كيف كان نتعامل بايجابية وفعالية ، ان حياة يوسف الصديق تمثل السلوك الايجابي الذي لا يعرف اليأس وسط الفشل ولا يعرف الكسل وقت الضيق ولا يعرف البغضة و الكراهية وقت الظلم ، وكيف كان يتعامل في السجن وكيف يقدم الخدمه لكي من احتاج منه الخدمه حتي لو كانت الخدمه المقدمه هي تفسير الاحلام . وعندما اصبح الرجل الثاني بعد فرعون خدم مصر بامانه و تقبل الاساءه بالاحسان و الرضا و تعامل مع اخوته علي انه يتعامل مع الله الذي انقذه من ايديهم ومن امرأة فرعون ومن السجن .
- الله والكنيستة تعلمنا وتحثنا وتتشجيعنا علي المشاركة الأيجابية الوطنية والاجتماعية والسياسية بما فيه مصلحتهم دون ان تفرض عليهم راياً بعينه ، تطلب الكنيسة من أبنائها أن يكونوا إيجابين في بناء الوطن ومساهمين في العمل الوطني في الأحزاب والنقابات والجمعيات والمؤسسات وكل الأنشطة التي تخدم الوطن وحاضرة ومستقبله ، لكن الكنيسة لا تختار لهم نوعية التوجيه السياسي، بل تترك لهم حرية الأختيار والإنتماء. المهم أن يكونوا مواطنين صالحين يخدمون الكل ويحبوا الكل.ويقاوموا الظلم ويصلوا ويعملوا من أجل القيام بواجباتهم بامانة وايمان دون تنازل عن حقوقهم المشروعه من أجل بناء حاضر يتسم بالأمن والسلام ومستقبل مشرق مزدهر.
- نصلى من قلوبنا الى الله ... من أجل سلام بلادنا ونموها وازدهارها ومستقبلها وكل مواطن بل وكل ذرة تراب فيها،نحن نثق أنه لا يترك الرب شعبه من أجل إسمه العظيم. لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعباً. و أما أنا فحاشا لى أن أُخطئ الى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق المستقيم." 1 صموئيل 12:22
- يا الهنا الحبيب المتحنن نعلم انك تصغي لصلاتنا دائما نتضرع اليك ان تنظر بعين الرحمة والحب الى مصرنا وكنيستنا وشعبنا وترفع عنا البلاء والظلم والغلاء وتكون مع اولادك في كل مكان ليتم قولك " مبارك شعبي مصر " اصبغ علينا بروحك القدوس وحل بسلامك في ارض في مصر باركها واجعلها دائما ارض السلام .
اننا ننتظر ذراعك القوية لكي تنتشلنا من كل فقدان الأمن والأمان انت معيننا ورجائنا وليس لنا سوي رحمتك ومحبتك لنا لقد دعوتنا ابنائك فبدالة البنوة نصرخ لك يا فادينا ارحمنا واعنا وأعمل معنا من أجل مستقبل بلادنا وشعبها .
.