أهمية السلام الداخلى
+ ما احوج الأنسان فى عالمنا المعاصر الى السلام الداخلى وعدم الأنقسام بين متطلبات الجسد والروح ، وما اجمل حياة الهدوء والطمانينة وضرورتها لسعادة ورقي وتقدم الفرد والجماعة .وكم يحتاج انسان اليوم للخلوة والخلود الى نفسه فى هدوء وتأمل ليكتشف من هو والكنوز والقوة الروحية والنفسية لديه بعيداً عن ضوضاء العالم وصخبه . وفى الحقيقة فانى أكتب هذا الموضوع من وحى الخلوة الروحية التى دعانى اليها مشكوراً نيافة الحبر الجليل الانبا أنطونى لدير القديس اثناسيوس الرسولى فى أنجلترا ، فى شمال يوركشاير ، ذلك الدير الهادي الجميل، وفى أحضان الرائعة ،وبعيداً عن الأخبار العالمية مع عدم وجود التلفاز وحتى الموبيلات التى لا تغطيها الشبكات . وبين أحضان الجبال والارض الخضراء والاشجار المتنوعة وسط محمية طبيعية يشعر فيها الأنسان انه رجع الى حياة الفردوس الأرضى مرة أخرى . ومع الصلوات والتسابيح لله يشعر المرء انه بحق كاهن الخليقة ، يسبح الله مع تمايل الأشجار وكأنها غناء ومع تغريد الطيور وكأنها ملائكة مجنحة ترفع الحمد لرب السماء . ياتى المطر فيحمل لنا مراحم الله المتجددة كل صباح ، وتهب الرياح محملة بنسمات عبقة الرائحة تداعب القلب والروح معلنة محبة الله المتدفقة وفى هدوء الليل أسمع صوت داخلى يناجينى : و الان هكذا يقول الرب خالقك .. لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك .
+ ازعجنى فى اليوم الاول من قدومى الي الدير نعيق الغربان فى الصبح الباكر ثم عندما أقتربت اليها وآلفتها وجدت فيها روعة التسبيح وعبق التاريخ تذكرت اجداد هذه الغربان عندما ارسل ابينا نوح غرابا ليطمئن عن حالة طوفان الارض {و ارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض }(تك 8 : 7) وتأملت كيف كانت الغربان تعول ايليا النبى {فتشرب من النهر و قد امرت الغربان ان تعولك هناك .. و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء }(1مل 17 : 4، 6) نعم نحن نتعلم من الغربان وكما قال لنا السيد { تاملوا الغربان انها لا تزرع و لا تحصد و ليس لها مخدع و لا مخزن و الله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور} (لو 12 : 24) . { من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله و تتردد لعدم القوت} (اي 38 : 41). فلماذا اذن القلق وعدم السلام ونحن أفضل من طيور كثيرة ، لقد تأملت كيف كانت الغربان تعول الانبا بولا بنصف خبزة كل يوم حتى اذ أتي لزيارته القديس الأنبا أنطونيوس فأتى اليهما الغراب بخبزة كاملة ، وتصادقت مع الغربان متعلما منها درساً وعندما اقتربت من أحضان الارض كأم حنون همست الى فى شجون يا ابنى احيا فى سلام وصالح نفسك تصطلح معك السماء والارض ، قالت لى الارض باكية وشاكية وصارخة تشتكى ظلم الأنسان لها فكم سُفت دماء برئية عليها { من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل} (لو 11 : 51) نعم ليس الي دم زكريا فقط بل والدماء الطاهرة التى تسيل على ارض نيل مصر المقدس تصرخ مطالبة بالعدل ودماء الابرار فى العراق على ضفاف دجلة والفرات التى تشهد على ظلم الأنسان لاخيه ودماء من سقطوا على ثرى الاراضى المقدسة حيث صلب المخلص الصالح تصرخ مطالبة بحق الحياة وتقرير المصير . وكم عانت من الأيدى العابثة بها والملوثة لها والمنجسة لطهارتها وها هى الطبيعة تثور فى وجه الظلم فتتزلزل غضباً وتهيج الاعاصير تمرداً وتقذف حمماً معلنة { فان لرب الجنود يوما على كل متعظم و عال و على كل مرتفع فيوضع. و على كل ارز لبنان العالي المرتفع و على كل بلوط باشان . و على كل الجبال العالية و على كل التلال المرتفعة. و على كل برج عال و على كل سور منيع. و على كل سفن ترشيش و على كل الاعلام البهجة. فيخفض تشامخ الانسان و توضع رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم } أش 12:2-17.
+ اننا نحيا وسط عالم ملئ بالحروب والقلاقل والنزاعات الداخلية والخارجية وتضارب المصالح والاهداف وفى حياة الشعوب كما الافراد نسمع كثيراً عن الخلافات حتى بين الاخوة والاقارب ، وعن الخصومات والحوادث الماسأوية التى تحزن كل أنسان له ضمير حي ،وللأسف الشديد نجد البعض يعطى للبغضة والكراهية طابع دينى وينسب لله صفات تنفر الناس من الله والتدين ، واصبح عالمنا يفتقر الى السلام على المستوى الجماعي كما هو الحال على مستوى الفرد ، وعندما يغيب الأيمان السليم يغيب الأمن والأمان والطمأنينة والهدوء . ان فاقد الشئ لا يعطيه . وكيف لمن يمجد القتال والكبرياء ويحيا حياة الخطية والشر ان يحيا فى سلام {لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) . اننا نري البعض باسم الله يحارب البعض الاخر، تارة بان الله اعطى وعود مقدسة وتارة باسم الحروب العادلة واخرى باسم الجهاد المقدس وكأن الله يحض على القتل وسفك الدماء والله المحب يتعجب ويقول لنا كما قال لقايين قديما { ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك 4 : 10) وهكذا تصرخ الدماء البرئية حتى الان واين يهرب الظالم من يد الله . لقد امتدت يد الانسان للاساءة الى كوكبنا ولهذا راينا الطبيعة والارض تثور فى وجهنا مرة بزلازل مدمرة واخرى باعاصير هائلة وتارة ببركين وحمم ثائرة وهكذا نقترب بالحروب والأسلحتة الفتاكة الى نهاية العالم ومجئ يوم الرب العظيم {و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها. فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى} 2بط10:3 -11.
ومع هذه الآلام فان الأنسان المؤمن يحيا فى سلام داخلى عميق لان الرب حصناً وملجاً له ومع داود النبي يترنم { الرب نوري و خلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب الي الاشرار لياكلوا لحمي مضايقي و اعدائي عثروا و سقطوا. ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي ان قامت علي حرب ففي ذلك انا مطمئن.واحدة سالت من الرب و اياها التمس ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب و اتفرس في هيكله.لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر يسترني بستر خيمته على صخرة يرفعني} مز1:27-5. نعم نحن نحتاج للسلام الداخلى لنستطيع ان نعطى سلاما لبعضنا البعض وكم يحتاج العالم لقلوب صافية لا تكره وافكار سلام نحو الجميع وسعي حقيقى لصنع السلام الدائم والعادل لاسيما فى الشرق الاوسط الذى يعاني منذ زمن بعيد فقدان السلام والصراع الذى طال أمده {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9)
مقومات السلام الداخلى
+ السلام هو عطية من الله يهبها للأنسان المؤمن الذى يحيا فى ثقة بوعوده ويحيا فى مخافته . من أجل هذا السلام نصلي ونطلب ان يمنحنا اياه الله ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك ،قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا وهو يجيبنا قائلاً {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27) وهو يعطينا الوعود بان لا نخاف { فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). ورغم الضيقات التي نمر بها والتجارب التى نتعرض لها فانه أمين {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33) .لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وخلص الفتية من أتون النار المتقدة ناراً وأنقذ دانيال من جب الأسود ، وكان القديس بطرس الرسول نائما فى سلام وهو مقيداً فى السجن وجاء الملاك وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق ، والله هو هو أمس واليوم والى الابد ، وحتى ان نسمح لنا بتجربة او اضطهاد فنحن لانخاف شراً ولا نجزع من الموت حباً فى من مات من أجلنا { طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} مت 10:10-12. لقد واجه اجدادنا القديسين كل ظروف الحياة سلام داخلى عميق لانهم وثقوا فيه وأمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته . السلام الحقيقي يبدأ بالقلب لا في ساحات المعارك. السلام الحقيقي هو نزع الأحقاد والبغضاء على مستوى كل إنسان لنحيا أنسانيتا الحقة، ومن ثم نستطيع ان نتعاون ونقود حتى القادة والمسئولين الي نزع الأسلحة الذرية والهيدروجينية من أيدي جيوش الأمم. وعندما يمتلئ القلب بالسلام الحقيقي تنـزع الأسلحة وتتوقف الحروب، وتحل المحبة مكان الحقد والضغينة والبغضاء. السلام الحقيقي هو انتصار تلكَ المحبة وسيطرتها على حياة الإنسان.
+ التوبة وحياة السلام ... ان الأنسان الخاطى لا ينعم بالسلام من اجل هذا قال الأنجيل { لا سلام قال الرب للاشرار }(اش 48 : 22). ولما كان الله اله رأفة ورحمة لذلك هو يدعونا الى التوبة {من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم }(ام 28 : 13).وهو جاء ليهبنا التوبة لغفران الخطايا ولكى ما ننعم بالسلام { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). ولقد أشار الرب الى اهمية التوبة لحياة السلام الداخلى عندما غفر للمراة الخاطئة فقال لها {فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام }(لو 7 : 50) .ولهذا يجب علينا ان نسرع فى التوبة والأقلاع عن الخطية {لا تؤخر التوبة الى الرب و لا تتباطا من يوم الى يوم }(سيراخ 5 : 8) ونعترف بخطايانا ونقترب من الله والأسرار المقدسة بتقوى وقداسة وبر ونعمل على أصلاح سيرتنا ومصالحة أنفسنا مع الله وقبول الغفران منه وحينئذ نستطيع ان نسامح الذين يسئيون الينا { و متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25). عندما نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الإخرين كما هم ونغفرلهم ذلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح المصلوب ظلماً وحسدا { يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).
+ الجهاد وعمل النعمة .. لابد ان نجاهد لكى ما نحصل على حياة السلام الداخلى ، ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات التى تحارب النفس وعلينا بالصلاة طالبين عمل نعمة الله فينا بتواضع وثقة . نعم قد توجد حروب ومعوقات خارجية او داخلية ولنستمع لنصيحة القديس ثيؤفان الناسك لكسب السلام الداخلى ( يوجد اضطراب في الداخل وهذا تعرفه من الخبرة. يجب أن تقضي عليه، وهذا ما تريده وقد قررت ذلك. ابدأ مباشرة بإزالة سبب هذا الاضطراب. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا ، ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره. كًنْ مع الله، مهما فعلت، ووجّه نحوه كل عقلك، محاولاً أن تتصرّف كما في حضرة ملك. سوف تعتاد على هذا سريعاً، فقط لا تستسلم أو تتوقف. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي، بالرغم من وجود تمزقات، أحياناً بشكل أفكار تافهة وغير مهمة، وأحياناً أخرى بشكل أحاسيس ورغبات غير مناسبة، سوف تلاحظ هذا الخطأ فوراً وتطرد الضيوف غير المدعوين خارجاً، مسرعاً في كل مرة إلى تجديد وحدة الفكر المتعلّق بالرب الواحد) .
+ الهدوء والسلام الداخلى .. الهدوء شجرة حياة لا يموت الذين يأكلون منها لقد جاء عن مخلصنا الصالح انه كان { لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع احد في الشوارع صوته} (مت 12 : 19).
يجب ان يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة و اعوجاجه سحق في الروح }(ام 15 : 4).{كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا 9 : 17) وعندما تحاربنا أفكار الغضب او المرارة من اساءة أحد ما فيجب ان نهدء ولا نسرع الى الحديث او الرد {ان صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة }(جا 10 : 4) كم مرة تكلمنا ونحن فى لحظات الثورة والغضب فخسرنا أحباء لنا وندمنا ولم ينفع الندم {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع و السكون تخلصون بالهدوء و الطمانينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الخارجي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة قيادة روحه القدوس لنا ذلك الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج وتيارات العالم .
+ المحبة طريقنا للسلام الداخلى .المحبة تجعلنا نحيا فى تناغم وانسجام مع الله والناس . الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثيت فى الله والله فيه .ان محبة الله اذ تدخل القلب تطرد الخوف المرضي الي خارج وتجعلنا نحيا فى سلام . ان الله يقدر ان يحررنا من الخوف والضعف والأضطراب والقلق { فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا }(يو 8 : 36) . وان ارضى الأنسان ربه جعل حتى أعدائه يسالمونه . المحبة تجعلنا ودعاء ولطفاء مسالمين . وتعطينا القدرة والحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات و المحبة تستر كل الذنوب }(ام 10 : 12).{ المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ }(1كو 13 : 4) المحبة لا تسقط ابداً . أرجو ان يحل سلام ربنا يسوع المسيح في حياتكم لتتنعموا بالحياة التي بها تكونون منتصرون وغالبون في كل حين، لان إلهنا اله النصرة والغلبة .
+التطلع الي الأبدية .. اننا نحيا الان كغرباء على الأرض وكسفراء للسماء يجب ان نحيا وعيون قلوبنا ناظرة الى رئيس ايماننا ومكمله { لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى }2كو 12:4-16.ومن أجل الابدية السعيدة نحيا فى حياة التواضع وانكار الذات والمحبة نحو الجميع وعدم التعلق بمقتنيات العالم . ان كثيراً من الصرعات الفردية والجماعية تنشأ من الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها ولكن لرغبة غير مقدسة نُخضعها ونسيطر عليها وضابط نفسه خير من مالك مدينة . أخيرا يا اخوتى اقدم لكم لنتأمل فيما قاله الوحى فى رسالة القديس بطرس الرسول { فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم . اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. و اله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم و يثبتكم و يقويكم و يمكنكم.له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين}1بط 6:5-11.
هبنى سلامك ياملك السلام
+ ايها الرب الاله ياملك السلام ، وسط عالم يسوده الأنقسام والصراعات والحروب والأنانية وعدم الهدوء . انت هو سلامنا وقوتنا ، منك نستمد السلام ونحيا فى هدوء وأنسجام ، نسعى فى أثر السلام وصنعه ونتصالح معك بالتوبة والرجوع اليك ومحبتك من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونصلى طالبين ان يحل سلامك فى قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وكنسيتنا وبلادنا .
+ انت هو سلامنا ومنك نتعلم كيف نحيا متواضعين ولوصاياك طائعين ولعمل نعمتك وارشاد روحك القدوس منقادين . فعلمنا يارب ان نحيا فى أنسجام ووئام فلا يكون لدينا الأنقسام بين مطالب الروح وشهوات الجسد بل نضبط ذواتنا فى كل شئ مستأسرين كل فكر الى طاعتك ، وعندما يهيج علينا العدو فاننا بك نحتمى وفى أحضانك الألهية نرتمى وبروحك القدوس نجد الرائحة والامن والأيمان الواثق .
+ الهى ومخلصى علمنا ان نكون رسل سلام ووحدة ومحبة ، وارشدنا فى دروب السلام ومسالك الحق والعدل والفضيلة ، وانت الهنا القوى قادر ان تُسكت أمواج بحر العالم الهائجة ضدنا وتسد أفواه الأسود وتطفئ سهام أبليس المتقدة ناراً . اننا نصلى من أجل السلام الدائم والشامل والعادل فى بلادنا وشرقنا والعالم . فالهم القائمين على أمورنا حكمة وقوة ونعمة ليكونوا صناع سلام ، واشملنا بعطفك ورحمتك لنحيا فى سلام ومحبة وهدوء بك ياربنا ليعظم أنتصارنا وليجرى السلام كينبوع متجدد فى قلوبنا لمجد اسمك القدوس . أمين