الكيان الإنسانى والدخول الى العمق
+ لقد كرم الله الإنسان بنعمة العقل والتفكير ووهبه الطاقات والامكانيات الهائله بما فيها الروح الانسانية التى لا تموت بل حتى بالموت الطبيعى تنتقل وترجع الروح الى الله الذى خلقها ، كما ان للانسان نفس عاقله وجسد يعمل باجهزة عجيبة لتغذية خلايا الجسم والمحافظة عليها والعمل على التغلب على كل ما يصيبها من أمراض وأفات . لقد كرم الله الانسان منذ ان خلقه وجعله سيد وتاج الخليقة والمتسلط عليها، وعندما سقط الانسان من الفردوس دبر له الله الخلاص بالاباء والانبياء وبالضمير الاخلاقى ثم بالفداء العجيب على خشبة الصليب وأقتراب الله الى البشرية واعلانه عن محبته لنا فهل نحيا كأناس الله القديسين أم نتصرف بوحى من الغزائز أو الانانية والمصلحة ونُستعبد للذات واللذات؟. ان الله يدعونا الى الدخول الى العمق، أعماق النفس البشرية لكى يكون لنا النضج الانسانى أم نتصرف بدوافع غريزية أو انانية او سطحية ومظهرية كاذبة فالرياء مدان من الله والناس. كما ادان السيد المسيح البعض قديما لريائهم {انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما } (مت 23 : 28) وكما قال الشاعر ان ثوب الرياء مكشوف ومفضوح : (ثوب الرياء يشف عمـا تحته ... وإذا التحفت به فإنك عاري). الانسان السطحى أو المظهرى لا يثمر من اجل هذا دعا الرب سمعان بطرس وشركائه للدخول الى العمق { ولما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق والقوا شباككم للصيد} (لو 5 : 4). ولما دخلو الى العمق اتوا بصيد كثير. هكذا قديما قال المرتل { هم راوا اعمال الرب وعجائبه في العمق} (مز107 : 24).
+ عندما نتكلم عن النفس البشرية فاننا نتكلم عن الكيان الانسانى كله بما فيه من روح ونفس وجسد وعقل. النفس البشرية غالية فى نظر الله ويجب ان نحرص على كرامتنا الانسانية وان نحيا البنوة لله ونحرص على خلاصنا وابديتنا. لان لنا نفس واحدة وحيدة ولن يفيدنا شئ لو ربحنا العالم كله وخسرنا نفوسنا {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه } (مت 16 : 26). يجب ان نعرف مقدار كرامتنا وانسانيتنا { انسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد }(مز 49 : 20). النفس البشرية محبوبة لدى الله الذى يريد ان يدخل معنا فى علاقة محبة على مستوى الابناء بل يريد ان يخطب النفس الشرية على مستوى الاتحاد الروحى فتكون فى عشرة حب مع الله { واخطبك لنفسي الى الابد واخطبك لنفسي بالعدل والحق والاحسان والمراحم. اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب} (هو 2 : 19- 20). النفس البشرية اقتناها السيد المسيح بتجسده وبذل دمه لاجل خلاصها {الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة }(تي 2 : 14). يجب ان نعرف نفوسنا ونصادقها ونعمل على بنائها ونموها واكتشاف جوهرها ونعمل على نضجها وتقوية صلتها بالله وان نترفع بها عن الصغائر والخطايا وان ضعف الانسان وأخطا عليه ان يعود سريعا ويرجع الى نفسه ويتوب عن اخطائه ولا يعود اليها.
+ قدم لنا السيد المسيح مثل الابن الضال ليبين محبة الله الابوية لنا ويرينا كيف يفرح برجوع الخاطئ عن طريق ضلالة فتحيا نفسه فقال: { وقال انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته. وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله فلم يعطه احد. فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلني كاحد اجراك} لو 11:15-19. كان الابن الاصغر فى بيت ابيه ولكنه كان يشتهى العيش بعيدا عن ابيه وربما ارد الهروب من حرص الاب أو وصاياه التى تعمل على تربيته على الاخلاق الفاضلة الضمير . ورغم انه لا يحق للابن فى المجتمع الشرقى ان يأخذ الميراث الا بعد وفاة الاب الا انه طلبه من ابيه وفى كرم ونبل وهبه ابوه نصيبه فاخذه وسافر الى الكورة البعيدة حيث بدده فى عدم حكمة وغياب العقل فى عيش مسرف.
+ ان كل منا قد اخذ من الله الامكانيات والطاقات والوزنات ووهبنا الله العقل والضمير والروح وهو يريد لنا ان نحيا البنوة فى محبة وان نطيع الوصايا من اجل سعادتنا ولكن البعض فى انانية وطيش يفقد عقله وينفصل عن انسانيته واعماقه الداخلية التى تشتهى القداسة والوجود فى حضن الآب ، البعض يسعى وراء الشهوات والاخر يعبد المال او الجمال او المناصب . ونأخذ الوزنات وقد نطمرها فى التراب او نعرضها للكلاب والذئاب ويجوع الانسان فى البعد عن الله ويشتهى طعام الخنازير النجس ولا يعطى له كما قال السيد المسيح للمرأة السامرية الخاطئة { اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا}(يو 4 : 13). وكما قال القديس اغسطينوس ( خلقت نفوسنا على شبهك ومثالك ولن تجد راحتها الا فيك ).
+ كان الاحتياج هو دافع الابن الضال للرجوع الى الله { لانه بسبب امراة زانية يفتقر المرء الى رغيف خبز وامراة رجل اخر تقتنص النفس الكريمة} (ام 6 : 26). وقد تذكر الابن كم من الاجراء فى بيت ابيه يشبعون خبزاً وهو يهلك جوعاً. ونحن لا يجب ان تكون الحاجة فقط هى الدافع الى رجوعنا الى انفسنا والله بل يجب ان يكون الدافع هو محبة العيش فى الاحضان الابوية . فان حياة الخطية خاطئة جداً وتترك بصمتها السوداء على النفس، وخبرة الشر نتائجها قاسية ومنها الامراض النفسية والاجتماعية والصحية . قيل فى احدى القصص ان أب روحى اوصى ابنه ان يدق مسمار خشبى فى لوح كلما أخطأ وبعد فترة أمتلا اللوح الخشبى واحس الابن بالخطأ فتاب فامره ابيه الروحى ان يقوم بخلع المسامير من اللوح الخشبى لكن اللوح اصبح كله ندوب وجروح. هكذا اثار الخطية صعب أزالة نتائجها وتحتاج الى طبيب التجميل الاعظم ليعالجها وتحتاج الى سنين من الجهاد لنسيانها والتخلص من نتائجها الارضية مع مراحم ونعمة الغفران من الله للحصول على الخلاص والحياة الابدية.
الرجوع الى النفس...
+ بداية طريق التوبة هو الرجوع الى النفس، جاء عن الابن الضال "رجع إلى نفسه" الابن الضال حين ترك أباه وسافر إلى كورة بعيدة، إنما ترك طريق الحب وتقوقع حول "الأنا" ليعيش في أنانيته مؤلهًا ذاته، متمركزًا حول كرامته أو شبعه الجسدي أو ملذّاته. عندما يتقوقع الانسان حول "انانيته " إنما يحطم نفسه ويهلك حياته. ليتنا نحب خلاص نفوسنا ونسعى الى رجوعها للآب القدوس، هذا ما أكده السيِّد المسيح حين أعلن ان من يهلك نفسه يخلصها، بمعنى يضبط ذاته ويوجها التوجيه السليم ويعيش في طريق الحب لله والناس خارج دائرة الأنانية. وهذا ما أعلنه الناموس حين طالبنا أن نحب قريبنا كأنفسنا، فمن لا يحب نفسه، أي خلاصها الأبدي، كيف يقدر أن يحب قريبه محبة روحية طاهرة ؟ إن كانت الخطيَّة هي تحطيم للنفس بدخول الإنسان إلى "كورة بعيدة" أي الأنا، فإن التوبة هي عودة الإنسان ورجوعه إلى نفسه ليعلن حبه لخلاصها، فيرجع بها إلى أبيه السماوي القادر على تجديد النفس وإشباعها الداخلي. بهذا إذ يرجع الإنسان إلى نفسه إنما يعود إلى بيت أبيه، ليمارس الحب كعطيَّة إلهيَّة، ويوجد بالحق كعضو حيّ في بيت الله يفتح قلبه لله وملائكته وكل خليقته .
+ النضج النفسى يجعل الانسان يحب نفسه محبة روحية سليمة تربيها على محبة الله والقيم الروحية والاخلاقية الفاضلة والمبادئ السامية ومحبة الآخرين وخدمتهم وعمل الخير نحو الجميع . وياليتنا نربى اولادنا وبناتنا وننمى لدينا ولديهم الضمير الأخلاقى الذى ينقاد لروح الله ونقوى الروح الانسانية المنضبطة دون ضغط او كبت أو أكراه ونتحاور مع ابنائنا بما ينمى لديهم ملكة الافراز والتمييز والحكمة ليستطيع الانسان ان يرفض ما هو غير مناسب لقيمة ومبادئه ويختار ما هو صالح لبنيان كيانه الروحى والانسانى.
+ النضج النفسى هو ضبط للنفس ضد الاهواء والشهوات والغضب وان يكون الانسان مالك لذاته ومسيطر على حواسه وفكره وعواطفه { البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن ياخذ مدينة} (ام 16 : 32). النضج هو المقدرة على ضبط الذات عندما يتعرض الانسان للاغراء أو التجربة، ان يوسف العفيف استطاع وهو عبد فى بيت فوطى فار ان يقول لا للخطية وقال لزوجة سيده { ليس هو في هذا البيت اعظم مني ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امراته فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله} (تك 39 : 9). وقد وضع فى قلبه ان الخطية موجهة الى الله اولاً ثم الى زوج المرأة ثانيا كما هى اساءة للأمانة الموكلة اليه . اما شمشون الجبار فقد افقدته الشهوة والخطية نذره وكرامته وعينيه وجعلته اضحوكة امام اعدائه واخيرا فقد حياته . هكذا نجد فى كل جيل لاسيما فى الايام الاخيرة اناس محبين لانفسهم والمال وغير طائعين لله ولوالديهم ويجب ان نصلى من اجل توبتهم، ولكن نعرض عن صدقتهم ولا نتشبه بهم { ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء} 2تيمو 1:3-5.
+ ان وصايا الله هى لسلامنا النفسى والروحى ونمونا فى بيت الله ولخيرنا وابديتنا فلا يظن البعض ان الوصايا عائق للنجاح او السعادة فضفاف النهر تحفظ مائه من الضياع والتلف كما ان الوصايا تحفظ الانسان وتهبه السلام وحياة البر {ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18). الله يعطينا الحرية ولا يجبرنا على فعل الخير بل يحثنا عليه { وتقول لهذا الشعب هكذا قال الرب هانذا اجعل امامكم طريق الحياة و طريق الموت}(ار21 : 8). فهل نختار الخير لكى نحيا؟ وهل نعيش فى محبة الله وعمل وصاياه لنسعد ؟ وهل نقوم ونرجع الى الاب السماوى بالتوبة فيعيد لنا كرامتنا وبنوتنا له ؟ ام يتقاعس الانسان عن خلاص نفسه { فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة }(اع 17 : 30). ان التوبة هى دعوة الله والكنيسة لكل انسان وأمة فى كل زمان ومكان { بل اخبرت اولا الذين في دمشق وفي اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة }(اع 26 : 20).
الرجوع الى الله ...
+ بعد ان رجع الابن الضال الى نفسه وشعر باحتياجه وقارن مدى الشبع الذى يجده حتى الخدم فى بيت ابيه بالجوع والحرمان الذى يعانيه قام ورجع اليه { فقام وجاء الى ابيه واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح.لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون} لو 20:15-24. ان تواضع الانسان يرفعه وندمه وقيامه من ارض الخطية والانفصال عن الاشرار ومكان الشر ضرورة لا غنى عنها للتائب لكى يستطيع ان يحيا فى جو روحى سليم. كما ان الاعتراف بالخطايا يمحو الذنوب، ربما لم تكن محبة الابن الاصغر كافيه كتلك المراة التى قال لها الرب { من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا} (لو 7 : 47). لكن الله يثمن كل خطوة يخطوها التائب للرجوع اليه ويقبل أعترافه لينمو تدريجيا حتى يصل الى المحبة الكاملة .
+ الاب فى مثل الابن الضال يمثل محبة الله للخاطئ ويظهر محبة الله الفائقة نحو عودة الخطاة. لقد ركض اليه ابيه وهو لا يزال بعيدا عن بيت ابيه هكذا تفعل نعمة الله مع كل نفس تريد التوبة والخلاص. ان محبة الله لا تريد ان تجرح الخاطئ بل تداوى جراحه فهو كطبيب للنفس البشرية يعرف نفسياتنا ويطلب الضال ويسترد المطرود { انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ السمين والقوي وارعاها بعدل} حز 15:34-16. وسواء كان الانسان كالخروف الضال الذى ضل عن جهل او عدم اهتمام الرعاة او كالدرهم المفقود الذى اضاعته صاحبته او الابن الضال الذى ذهب بارادته الحرية الى الكورة البعيده ، فان الله يهتم بكل نفس ليخلصها لكن يجب ان نستجيب للنداء الالهى بالعودة الى احضان الله ونعمل بارادتنا الحرة ونسعى الى خلاص نفوسنا ونعترف الاعتراف الحسن بخطايانا ونقلع عنها ونثمر ثمر البر والصلاح .
+ اظهر الابن الضال الشعوربالندم ولم يقع فى التبرير الخاطئ او الاسقاط النفسى فلم يلقى باللوم على البيئة المعثرة التى ذهب اليها باردته أو على كرم الاب وسخائه عندما اعطاه نصيبه دون رفض أو حتى على عدم سؤال اخيه الاكبر عنه فى بعده وضلاله. الانسان مسئول امام الله عن خطئه واخطائه ولديه كامل الارادة لعمل الخير او الشر ، لكن الاكثر روعة فى مثل الابن الضال هو قبول الاب واحضانه الابوية المتلهفة لعودة الابن واستقباله له بدون تأنيب او تاديب .فقد وهبه الله كرامة الابن بمجرد عودته وستر عريه وعوزه واعطاه الحله الاولى فالتوبة عبارة عن معمودية ثانية تغسل الخطايا، وذبح له العجل المثمن فى أشارة الى جسد ودم عمانوئيل الهنا الاقدسين ولقد قدم له الخاتم الذهبى فى يده ليعيد له كرامته فالله كاب صالح رفعنا الى مرتبة الابناء وامر بان يلبسوه حذاءاً جديداً كعلامة على السير فى طريق الصلاح والبر .
+ التوبة فرح لله وملائكته وللقديسين وللخاطئ التائب الراجع الى الله ، انها انتصار على الشيطان وحيله وفرح للابرار { اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة }(لو 15 : 7). ان كانت الخطية هى موت وانفصال روحى عن الله فالتوبة هى حياة ورجوع الى الاحضان الابوية . وان كان الانسان الخاطئ هو ضال وانسان يحيا فى غيبوبة بلا عقل فالرجوع الى الله عودة الى النفس ورجوع الى الله وعودة الى صواب العقل والتعقل . الخاطئ هو انسان ميت روحيا ومن اجل خلاصه يسعى السيد المسيح ويتشفع القديسين ويجب ان تعمل الكنيسة والخدام من اجل عودته الى الله وحياته فى المسيح الذى تتسع احضانه الابوية لكل الخطاة .
+ ان الوقت المقبول للخاطئ هو الان واليوم وليس الغد فكلما أجل الانسان الرجوع الى الله كلما تقسى القلب وقد لا يجد الفرصة ولا الدافع للعودة الى النفس والله، فيجب ان نغتنم الفرصة ونرجع الى الله { هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات} رو 11:13-14. نحن فى حاجة للتوبة فى كل وقت والحديث الودى مع الله كاب سماوى فى كل لحظات الحياة لكى ما نشبع من محبته فلا نشعر بحرمان من شئ ولا بكبت داخلى. حينئذ تتفجر داخل نفوسنا كنوز النعمة الغنية التى تشبع وتقود الى حياة الفرح والسعادة والسلام.
أقبلنا اليك ايها الاب المحب...
+ ايها الاب القدوس ان نفوسنا لن تشبع او تجد السلام والدفء الا فى احضانك الابوية ولن تجد الفرح الا فى بيتك وحضورك الدائم فى حياتنا فتحول الحياة الى عشرة حب دائم وتحول الضيقات الى نبع تعزية وسلام ، وحتى مرارة الخطية تستطيع ان تغفرها وتمحو أثارها وتعالج ما بداخل نفوسنا من ضيق والم وتحول حزننا الى فرح قلبى وتهليل كلى .
+ اصلى اليك يا الله من اجل كل نفس بعيدة لتطلبها وتردها اليك ومن اجل كل نفس ساقطة لترفعها من بئر اليأس والحرمان ، نصلى اليك من اجل القائمين لكى ما تثبتهم فيك وتمنحهم الشبع والفرح والراحة ، نصلى من اجل الرعاة لتجعلهم سفراء سلام ومصالحة ومحبة ومن اجل الرعية لكى يسعى الانسان بارادته الحرة الى الرجوع اليك دون ابطاء او اهمال او تكاسل. بل نصغى بفرح لصوتك الابوى وعمل نعمة روحك القدوس فينا للتوبة والرجوع. نصلى من اجل اخوتنا المقيدين والمأسورين بقيود ابليس لتردهم الى احضان كنيستك فرحين .
+ اقبل يارب طلبة شعبك والتفت الى تنهد عبيدك واقبل اصوامنا وصلواتنا وتقدماتنا رائحة ذكية امامك، علمنا ان لا ندين اخوتنا كما فعل الابن الأكبر عندما رجع اخيه . بل علمنا ان نحب الخطاة ونجذبهم بالمحبة وان نترفق بكل من ضل وتاه . علمنا ان نقوم الركب المخلعة ونشدد الايدى المتراخية ونقوى الضعفاء ، لنرجع اليك كنيسة مقدسة لا عيب فيها ولادنس ، علمنا ان نعد أنفسنا بالتوبة وثمار الصلاح لملاقاتك كل حين ونقول أمين تعال ايها الرب يسوع ، الروح والعروس يقولان تعال ايها الرب يسوع ومن يسمع فليقل أمين تعال ايها الرب يسوع . أمين