الأحد الجديد من الخماسين المقدسة ..
+ ونحن نعيش فترة الخماسين المقدسة ونفرح بقيامة الرب من بين الاموات لابد ان نحيا القيامة الروحية بالتوبة المستمرة والمتجددة ونعيش الحياة المقامة مع المسيح القائم ونطلب ما هو فى السماء { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 : 1). فنحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. ان الرب القائم غالباً ولكى يغلب بنا وفينا يريد لنا حياة الإيمان القوى والواثق والمتجدد والذى ينمو يوما بعد يوما لنصل الى ملء القامة فى المسيح يسوع ربنا الذى تجسد ليعلن لنا محبة الله الكاملة والشاملة والمستمرة ، ويعلن لنا رحمة الله للخطاة ويعطينا حياة أفضل وفى نهاية رحلة الحياة يهبنا الحياة الأبدية .
+ ظهر الرب يسوع المسيح يوم الاحد حيث أعتاد التلاميذ ان يحتفلوا فيه بقيامة الرب من بين الاموات بالصلاة وكسر الخبر ليؤكد وعده بطريقة ملموسة أنه إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم. وقد حرص توما أن يكون حاضراً مترقباً ظهور السيد المسيح للتلاميذ. فلم يكن موجودا بينهم فى أحد القيامة وعرف باخبارها ولما كان لديه شكوك بطبعه، كان ينتظر مترقبا يوم الاحد الجديد ليأتى الرب وله الايمان الواثق يعيد. وهنا نرى الرب القريب مهما بدى الينا بعيد، السامع والفاحص ما فى القلوب، ياتى الى الرسل ويهب الرجاء لبطرس ويبدد شك توما ويهب لنا الايمان الواثق. كما بدد خوف التلاميذ وحوله الى قوة وسلام فامتلأت قلوبهم فرحا ومنحهم السلطان وقوة الروح القدس للكرازة وغفران الخطايا باسمه القدوس.
+ أهتم الرب بالمؤمنين ككل كما يهتم بكل واحد وواحدة منا فقد اولى توما الرسول الشكاك عناية خاصة وازال شكوكه وان اختلفت الآراء، فالبعض يرى أن توما أعلن إيمانه ولم يلمس جراحات السيد، وآخرون يرون أنه أعلن إيمانه فعلاً، وفي طاعة لسيده لمس جراحاته، وإن كان لم يعد بعد محتاجًا إلى ذلك لكي يؤمن {قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا} (يو 20 : 29) . فلم يقل له السيد: "لأنك لمست جراحاتي آمنت"، وإنما قال: "لأنك رأيتني"، فرؤيته للسيد المسيح جذبته للإيمان. يمكن القول بأن التلميذ لم يجسر أن يلمسه عندما قدم (السيد) نفسه لهذا الهدف، إذ لم يُكتب "فلمسه توما". ولكن سواء أكان ذلك بالرؤية فقط أو باللمس أيضًا رأى وآمن، فمبارك هو شك توما الذى وهبت به الطوبى للذين يؤمنوا ولم يروا. ان الغاية من كتابة يوحنا الانجيلى للأيات التى فعلها السيد المسيح هى ان يكون لنا الإيمان الحيّ الواثق العامل بالمحبة والذي يقدم معرفة حقيقية تهب حياة أبدية لمن يؤمن . فالإيمان بيسوع أنه المسيح ابن الله لا يترك الإنسان في موقعه كما هو، بل يقوده للتمتع بالحياة الأبدية، أو التمتع باسم المسيح بكونه الحياة ومعطيها { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31).
+ انتصرالمسيح بقيامته علي الخطية والشيطان والموت ووهب الحياة للذين في القبور. قام منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، ولكي يهبنا الشجاعة والقوة في مواجهة الشر والشيطان والموت فان الله الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بمخالفة وصيت من ابوينا الأولين بحريتهم دبر لنا الخلاص برحمته الغنية وأراد لنا ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. أعطي الرب بقيامتة للمؤمنين روح السلام والقوة والفرح، وكان قد وعدهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20.
وكانت الكرازة بالقيامة والحياة الابدية وأفراحها موضوع كرازة الرسل فى كل مكان ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله . ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. (1كو 15 : 20،14).
الكرازة بالقيامة فى حياة الرسل والمؤمنين
لقد أثمرت قيامة السيد المسيح في التلاميذ والمؤمنين فى العصر الرسولي ويجب ان تعمل وتبث مفعولها الروحى والإيمانى فى حياتنا. القيامة تهب المؤمنين روح الفرح والسلام والقوة والثبات فينا. وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه . علينا أن نسير علي ذات الدرب والله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا إيماننا ونشهد له لنكون أبناء وشهودأ للقيامة، لنكون دعاة سلام وعدل وحرية ونضحي في خدمة الجميع ولبناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام .
+ كانت القيامة وستبقي مصدرا للسلام وشتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتي ان اجتمعوا كانوا في خوف ورعدة ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والابواب مغلقة وقال لهم سلام لكم {ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم} (يو 20 : 19) . جال الرسل يكرزو ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرينا وكل من يحيا القيامة مدعوا الي حياة السلام والشهادة لمخلصه الصالح باعماله وأقواله {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). تحول الرسل بعد القيامة الى كارزين وشاهدين بقوة لقيامة الرب يسوع من بين الاموات {وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع 4 :33). وكان الرسل يحيون فى الرجاء المبارك الذى ادخلته قيامة الرب فى قلوبهم والتى بددت الخوف واليأس والضعف {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات }(1بط 1 : 3). ونحن من المسيح القائم نستمد القوة والنعمة والإيمان والرجاء ولابد ان نشهد لإيماننا ونعيشه يوما فيوم.
+ لقد منحت القيامة القوة للمؤمنين فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي دحرت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور. نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير {لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض}. (اع 1 : 8).
+ أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو معطي القيامة ومصدر فرحنا. كان قال لهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وأتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم {وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع}(1كو15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للضرب امام المقاومين {واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه} (اع 5 : 41).وهذه وصية الكتاب لنا يجب ان نختبرها ونحياها{فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو 12 :12). فلنعيش يا أحبائى قوة الإيمان بالقيامة ومفاعيلها الروحية فينا ولنصلى ليعطي الله كنيستنا ومؤمنيها كل ثمار القيامة المجيدة وليعطى بلادنا سلاما ورجاءاً فى حاضر ومستقبل مستقر ومزدهر ولنحيا فى سلام وفرح لا ينطق به ومجيد بإيماننا الذى يغلب ويتخطى كل تحديات الحياة .