تأسيس الكنيسة وعمل الروح القدس فيها..
+ ونحن نحتفل بعيد حلول الروح القدس على الرسل الأطهار فنحن نحتفل بعيد تأسيس كنيسة العهد الجديد وقيادتها لنشر رسالة الخلاص من اورشليم الى أقصي الارض كوعد السيد المسيح له المجد { قال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدئا من اورشليم. وانتم شهود لذلك، وها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي} لو 46:24-49. { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} أع 8:1. أنه عيد عظيم نحتفل فيه بالرب المحيي الذين قاد الكنيسة مانحا لنا نعم البنوة لله وغفران الخطايا { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14). الروح القدس هو الذى أسس الكنيسة ويقودها عبر التاريخ والمؤمنين رغم مقاومة الشيطان وقوات الشرونحن نثق فى قيادته وحكمته وعمله فى كنيستنا المنقادة بروح الله عبر الزمان وهو الذى يهبنا التوبة والإيمان الإستنارة والقوة والحكمة والتقديس والنعمة ليكون لنا الثمر والحياة الروحية العاملة بالمحبة ثم يقيمنا فى اليوم الأخير.
+ ان الله من اجل أبوته الحانية لنا يريد ان يقيمنا له ابناء وبنات بالتبني ومن اجل عظيم محبته لم يجد شئ أعظم يعلن به محبته لنا سوى ان يأتي الينا متجسدا { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا }(يو 1 : 14) . وصار لنا به الفداء بدمه غفران للخطايا { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16) ولما كان يريد ان يهبنا كل شئ للتقوى والفضيلة فانه أعطانا روحه القدوس { محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5:5).انه يرد لنا ان نثبت فيه بروحه القدوس{ بهذا نعرف اننا نثبت فيه وهو فينا انه قد اعطانا من روحه }(1يو 4 : 13). السيد المسيح يطمئننا ويعزينا بانه يُرسل الروح القدس لنا كقوة إلهية جبارة تشهد وتدعو القلوب الأمينة التي تقبل الله. الروح القدس يقنع ويشجع ويعزي ويعطي كلمة للإقناع بقوة وسط هذه الضيقات ويعزى فى الشدائد ويقوى فى الاضطهاد ويعطى حكمة لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا. وبدون الروح القدس لا نقدر على مواجة التجارب. عندما تمم السيد المسيح عمله بالصليب ثم بالإنطلاق إلى الآب ليتمجد أُرْسِلْ الروح القدس للكنيسة. وكون المسيح يُرسل الروح القدس ليعطينا الولادة الجديدة ويعيد تشكيلنا فهذا العمل هو تكميل نهائي لعمل الخلقة الأولى التي إضطلع بها الكلمة منذ البدء.
+ الروح القدس هو روح الله الذى ينبثق من الآب ويرسل لنا باستحقاقات فداء الابن. أن الروح القدس يخرج من الآب بالطبيعة. كذلك المسيح يخرج من عند الآب فالآب هو المنبع. وتعبير الإنبثاق هو تعبير خاص بالروح القدس. والفرق بين الولادة (للمسيح) والإنبثاق (للروح القدس) هو الفرق بين خروج النور من الشمس وإنبعاث الحرارة منها. ونلاحظ أنه لا توجد فوارق زمنية بين الآب المصدر والإبن المولود والروح المنبثق. فالحرارة والضوء كائنين مع الشمس منذ وجودها. والآية صريحة أن الروح القدس ينبثق من الآب. أن الإبن يرسل الروح لنا بعد أن أتم فدائه من عند الآب بإسمه ليشهد للابن من خلال التلاميذ وكرازتهم وفي قلوب من يسمعهم وبتوجيه المؤمنين للقيام بأعمال هي بحد ذاتها تصير شهادة للمسيح. فالروح القدس هو روح مناداة وإعلان ينطق بالكلمة في الأفواه وفي القلوب، أفواه الكارزين وقلوب المستمعين. والروح القدس أوحي للتلاميذ ليكتبوا الكتاب المقدس ليكون شاهدا للمسيح.
+ الروح القدس هو روح الله القدوس { ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء }(اف 4 : 30) هو الله { الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا } (يو4: 24). فاقنوم الروح القدس هو اقنوم الحياة ومعطيها { ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض} (مز 104 : 30) وهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان او يحده ، هو ينبوع النعم الإلهية ، ومنذ بدء الخليقة كان روح الله يرف على وجه المياة ليعطى حياة { روح الله يرف على وجه المياه (تك 1 : 2) هو {روح الرب}(اش11: 2) { روح السيد الرب} (اش61: 1). {روح الرب صنعني}(أي33: 4). وقال حزقيال النبي {وحل على روح الرب وقال لي} (خر11: 5). وهو " روح الحق" (يو14: 17). وقال عنه السيد المسيح روح الحق الذي من عند الآب ينبثق
(يو15: 26). وقال أيضا {متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق}(يو16: 13).
+ إن الروح القدس واحد مع الآب والإبن. وفي ذلك يقول الرب لرسله القديسين {تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس}(أع28: 19) ولاحظوا هنا أنه يقول " باسم " وليس باسماء. {فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد}(1يو5: 7 ). الروح القدس هو " روح الحياة" (رو8: 2).وكما نصلى فى قانون الإيمان ونقول ( الروح القدس ، الرب المحيي ) أنه هو الذي يحيى الموتى (حز37: 9، 10). ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتى ويقيهم، إلا الله وحده. الروح القدس هو أقنوم الحياة. هو مصدر الحياة في العالم كله، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء، أو الحياة مع الله. أنه مصدر الوحي. {لأنه لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس } (2بط1: 21).
تأسيس الكنيسة وقيادتها بالروح القدس ..
+ كان يوم الخمسين هو عيد الحصاد فى العهد القديم ، أو عيد الخمسين ، عيداً يجتمع فيه من يستطيع من اليهود والدخلاء من كل الأمم فى القدس شاكرين الله على عمل الله معهم وعلى الحصاد والثمر وفيه كان الرسل منتظرين موعد الأب ليذهبوا ويجمعوا حصاد النفوس المؤمنة ليقربوها قرباناً لله { ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين.وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلا الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. وكان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته}أع 1:2-6.
+ حل الروح القدس كهبوب ريح ونار استقرت على كل منهم . الريح تعني انه يهبنا القوة التي تحركنا وتقودنا والنار لتحرق الخطايا وتهبنا الحرارة الروحية فى الصلاة والتوبة والخدمة ، وكان الأثر المباشر لحلوله انه أعطاهم ان يتكلموا بلغات اخرى يبشروا بها { فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين. فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها. فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا. وفريجية و بمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء. كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله} أع 7:2-11. لقد قاد الروح القدس الاباء الرسل ووحد المؤمنين وعلمهم وعزاهم { واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر} (اع 9 : 31).
+ لقد أخذ الرسل قوة من الروح القدس ليبشروا ويصنعوا الأشفية والعجائب . وعندما شفى القديس بطرس ويوحنا الرجل المقعد عند باب الهيكل واتوا بهم ليحاكموهم { حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس وقال لهم يا رؤساء الشعب وشيوخ اسرائيل.ان كنا نفحص اليوم عن احسان الى انسان سقيم بماذا شفي هذا. فليكن معلوما عند جميعكم و جميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات بذاك وقف هذا امامكم صحيحا.هذا هو الحجر الذي احتقرتموه ايها البناؤون الذي صار راس الزاوية. وليس باحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص} أع 8:4-12.
+ الروح القدس هو الذى قاد الرسل لقبول الامم فى الأيمان المسيحي ففى ارسال بطرس الرسول لكرنيليوس وهو قائد مئة يونانى { قال لي الروح ان اذهب معهم غير مرتاب في شيء و ذهب معي ايضا هؤلاء الاخوة الستة فدخلنا بيت الرجل .. فلما ابتدات اتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا ايضا في البداءة ، فتذكرت كلام الرب كيف قال ان يوحنا عمد بماء و اما انتم فستعمدون بالروح القدس (اع 11 :12، 15- 16).الروح القدس هو الذى دعا الرسل لاختيار بولس وبرنابا للخدمة وهو الذى قادهم فى العمل { وبينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية ومن هناك سافرا في البحر الى قبرس} (اع 13 : 2، 4).وفى قرار المجمع الرسولى الأول فى اورشليم لقبول الأمم فى الإيمان نري قيادة الروح القدس للكنيسة وإتخاذ القرار النهائي { لانه قد راى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة. ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين}أع28:15-29. لقد كانت الكنيسة فى عصر الرسل قوية وفاعلة وبلغت رسالتها لكل العالم لانها كانت كنيسة منقادة بروح الله على المستوى الفردي والجماعي ، وكان لها القلب الواحد والفكر الواحد { وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات} (اع 2 : 42) { وكان لجمهور الذين امنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا }(اع 4 : 32).
الروح القدس وعمله فينا ..
+ ان الله هو أمس واليوم والي الأبد ، يريد ان يهبنا نعمة روحة القدوس وثماره ومواهبه فى حياتنا ولهذا يطلب من الرب يسوع المسيح ان نسأل شركة وعطية الروح القدس { وانا اقول لكم اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم.لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له. فمن منكم و هو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة. او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا. فان كنتم انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه} لو 9:11-13. الله يريد ان الكل يخلصون والي معرفة الحق يُقبلون ، يريد منا ان ننقاد بالروح عاملين مشيئته الصالحة وان لا نعيش لشهوات الجسد بل ننقاد كما الرسل بالروح { فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد.لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه } رو 12.8-17. فهل نحن ننقاد لتبكيت الروح القدس للتوبة ونفعل ما يحثنا عليه من بر وخير ؟ .
+ الروح القدس هو روح الحق الذى يشهد للإيمان المسيحي بحلول الروح القدس فينا. والشهادة تكون بسيرتنا واقوالنا وحياتنا فيظهر المسيح الذي يحيا فينا. أن الخادم الذي يعش مع المسيح ويختبره يستطيع أن يشهد للمسيح. الروح القدس يبكت على خطية، فيبكت الإنسان الساقط ليتوب عن خطاياه. ويقبل بر المسيح القائم لكي يقيمنا من الموت ويهبنا حياة ابدية. ويبكت على دينونة لان المسيح ادان الشيطان واعطانا السلطان ان نتغلب عليه وننتصر. ولنلاحظ أن العاملون في قضية خلاص الإنسان هم الإنسان نفسه والرب يسوع رغم مقاومة ابليس وقواته . فالله يسعى لخلاص الإنسان والشيطان يسعى لهلاك الانسان والإنسان حر في أن يختار طريق البر أو طريق الشر. والروح القدس أتى ليجذب ويوجه البشر نحو الفداء وذلك بأن يبكتهم على خطاياهم وعلى رفضهم للمسيح البار الحقيقي مصدر برهم وعلى تبعيتهم للشيطان الذي تمت هزيمته. والروح القدس يبكت ويعطي قوة ومعونة على طاعة الله. ولذا كان رفض الروح القدس إغلاقا لباب التوبة. ولذا قال الرب "من قال كلمة على إبن الإنسان يغفر له وأمّا من قال على الروح القدس فلن يغفر له" (مت32:12) لأن من يجدف على الإبن فهو قد يستمع لصوت الروح الذي في قلبه فيتوب عن خطيته فتغفر له. وأمّا من أنكر الروح أي رفضه وقاومه وأحزنه فأطفأه، والروح هو الذي يبكت ويقود إلى التوبة، فبإطفائه للروح القدس فهو يفقد التوبة والغفران لذلك يوصينا الرسول (لا تحزنوا الروح/ لا تطفئوا الروح) ونصلي في المزمور الخمسين "روحك القدوس لا تنزعه مني" (مز11:51) .فالروح القدس يبكت الإنسان على خطايا عدم الإيمان فإمّا يتجاوب الانسان مع الروح ولا يقاوم فيكون له بر المسيح وإما ينحاز إلى جانب إبليس فيدان معه.
+ الروح القدس يعمل من اجل خلاصنا فيقدم لنا شركة فائقة مع الآب فى إبنه، ويقدس نفوسنا على الدوام خلال تبكيتنا على الخطية والضعف وتثبيتنا فى الأبن الوحيد الجنس واعلان مجد إبن الله فينا، فينير بصيرتنا الداخلية للتعرف على الأسرار الإلهية غير المدركة واكتشاف الأمجاد الإلهية، يهبنا مواهب روحية لنمونا الروحي والشهادة للسيد المسيح والخدمة، مكرسا القلب كمقدس إلهي للقدوس.ان الروح القدس يعمل من خلال الكنيسة واسرارها لتقديس أعضائها جاذباً اياهم للأيمان من كل أمة ولسان وجنس ، فيصيروا ابناء لله بالمعمودية ليولدوا من فوق { اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله.قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد.اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح}يو 3:3-6. وهو الذى يقدسهم بالمسحة المقدسة وينعم عليهم بغفران خطاياهم بالتوبة والاعتراف مقدساً اياهم التناول فى توبة وتواضع ، ويشفى امراض نفوسنا واجسادنا وارواحنا بمسحة المرضى وهذا يقدس الزوجين ليصيرا جسدا واحداً فى كنيسة المسيح المقدسة ويهب السلطان لممارسة الاسرار فى سر الكهنوت .
+ الروح القدس هو نبع لا ينضب من الشبع والتقديس والفرح والسلام للمؤمنين وهو يريد ان يهبنا كل شئ بغنى { لاني اسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك} (اش 44 : 3) وهذا ما دعانا اليه السيد الرب يسوع المسيح { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي.قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه} يو 37:7-39. كما أخرج الرب قديما للشعب فى عطشه ماء من الصخرة هو قادر وسط صحراء الحياة القاحلة ان يهبنا شبعا وارتوا ليس من أبار العالم المشققة بل من روحة القدوس انه ارتوا لا من غنى العالم وملذاته بل يحل ملكوت الله داخلنا فنتعزى ونتمتع بثمار الروح . ونقدم ذواتنا أواني مقدسة لروح الله صارخين مع داود النبي { قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10). فيحل الله بالإيمان فينا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) ونتقدس بفعل روحه القدوس اذ يشترك معنا فى كل عمل صالح ، وبقدر ما ننقاد لروح الله ونساله الإرشاد والحكمة والنعمة يهبنا من مواهبه وثماره من أجل بنيان نفوسنا والآخرين فيكون لنا فكر المسيح . نحمل صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الذى يقودنا فى الطريق وحتى ينقلنا الى الفردوس وملكوته السماوي فان الروح القدس سيقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم}(رو 8: 11) . الروح القدس إذا هو مصدر حياتنا الروحية و نموها المستمر، إلى أن يصل المؤمن الي السماء وينال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله.
اليك نصلى يالله القدوس..
+ روحك القدوس يارب الذى أرسلته على تلاميذك القديسين ورُرسلك المكرمين .. هذا لا تنزعه منا أيها الصالح، لكن جدده فى أحشائنا، روحا مستقيما ومُحيياً، روح النبوة والعفة ، روح القداسة والعدالة والتدبير ، لانك انت هو ضياء نفوسنا وحياتنا وقداستنا . قلبا نقيا أخلق في يالله وروحا مستقيما جدده فى أحشائي، لا تطرحنا من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه منا ، انظر الينا بعين الرحمة يا اله ابائنا لا تتركنا ولا تسلمنا لايدي أعدائنا. وكما كنت مع الرسل القديسين كن مع كنيستك وشعبك وامنحنا سلامك وخلص نفوسنا .
+ ياروح الله القدوس ، الينبوع الحي المروي ، أروي ظمأ نفوسنا للمحبة والفرح والسلام ، وأمنحنا الإيمان الواثق بعملك فى نفوسنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا لنحيا فى سلام وأمن ونعيش على رجاء القيامة ومكافاة الأبرار . أقم الساقطين وثبت القائمين ورد سبى أفكارنا، لتفرح الأم الكنيسة وبنيها بعملك فيها وتتقدس كل نفسك جاذباً ايها الى شبكة المحبة الإلهية .
+ ياروح الله القدوس الهمنا الحكمة والإفراز والتمييز علمنا ان نسلك كحكماء مفتدين الوقت فى الأيام الشريرة ، هبنا حكمة لنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا . وهبنا نعمة امامك لنصنع ارادتك المقدسة كل حين وامنحنا وداعة لنسلك بضمير صالح ومحبة بغير رياء ورجاء ثابت فى دروب الحياة ولنكن مستعدين ليوم الدينونة كابناء وبنات صالحين منقادين بك نحو الابدية السعيدة ، أمين