رسالتنا
فى الحياة ..
+ لقد خلقنا الله لأعمال صالحة يجب ان نقوم بها ونؤديها،
وكما ان اي صانع لمعدة ما يكون له هدف وتصور
من صناعتها ، ويسعى ان تحقق هذه الالة هدفها والا تصبح معطله وعديمة القيمة ،
حينئذ يعمل على إصلاحها والا تباع فى سوق الخردة ليتم تدويرها الى شئ اخر او تلقى
بين المهملات. ان محبة الله الغافرة والصابرة
تعمل على تقويمنا وتهذيبنا وإصلاحنا لنكون أمناء على الوزنات المعطاة لنا وننميها
ونربح بها أنفسنا وأخوتنا وملكوته السماوي { من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في
هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية} (يو 12 : 25) . علينا اذن ان نفكر ونعمل من أجل
معرفة الهدف الذى يريده الله من وجودنا وتقييم حياتنا ومحاسبة أنفسنا لاسيما ان
العمر يمضى وتجرى بنا السنين والايام فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته ومن
يستغلها حسنا فى محبته لله والخير والغير ويحيا
حياة الفضيلة والبر فانه ينال إكليل الحياة { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك
بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين}
(1تي 6 : 12).
+ لا يستهين
أحد منا بقدراته وإمكانياته .اننا فى يد الله نستطيع ان نكون قوة وبركة فخمسة
ارغفة صغيرة لدى فتى قدمها ليد الرب القدير أشبعت خمسة الاف رجل ماعدا النساء
والأطفال ورجل غريب فى بلد بعيد قديما هو يونان النبي الهارب قاد المدينة كلها
للخلاص { واختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي
الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير
الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1
: 27-28)
. لقد تعلل موسى النبي عندما كلمة الله ان يذهب الى مصر لاخراج الشعب من العبودية
بانه ثقيل الفم واللسان ورفض المهمة وعاد الله يلح عليه ويقدم له البراهين حتى
أقنعه وهل كان الله عاجز عن إخراج الشعب بغير موسى ؟ كلا طبعا ! ولكن الله يريد ان
يشركنا معه فى العمل. كما رفض إرميا النبي الدعوة محتجا بصغر سنه {فكانت كلمة الرب
الي قائلا. قبلما صورتك في البطن عرفتك و قبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا
للشعوب. فقلت اه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل
اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به. لا تخف من وجوههم
لاني انا معك لانقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت
كلامي في فمك. انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك
وتنقض وتبني وتغرس} (ار4:1-)10. ولقد استخدمه الله بقوة لينادى فى الشعب بالرجوع
الى الله ونادى بالتوبة بالدموع والكلمة والحكمة والمثل . وكل واحد منا مدعو
للإشتراك فى كل عمل صالح والقيام برسالة سامية على الارض وفى مجتمعه.
+ لقد جاء السيد المسيح ليهبنا
حياة أفضل على الأرض وفى النهاية الحياة الأبدية السعيدة { وهذه هي الحياة
الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3) ان معرفتنا لله
هي حياة ابدية كما ان نمونا فى هذه الحياة بالتلمذة والمحبة ومعرفة مشيئة الله
وتتميمها فى حياتنا واجب علينا الى ان نصل الى حياة المحبة والإتحاد بالله
والشهادة لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى نوره الحقيقي. يجب ان نكون رائحة
المسيح الذكية للذين يخلصون وحتى من لا يؤمنون ويهلكون { شكرا
لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل
مكان. لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء
رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة ومن هو كفوء لهذه الامور} (2كو14:2-16).
ولكن علينا ان نحيا ونعمل كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ
بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو 5 : 20). اننا لكي نكون
هكذا سفراء يجب ان نجيد لغة أهل السماء وان يكون لدينا المهارات اللازمة والاتصال الدائم
بالسماء وفى ذات الوقت ان نكون واعين بالمجتمع الذي نحيا فيها ومتطلباته وهمومه
ومصالحه ونرفع بذلك كل يوم صلواتنا وهموم مجتمعنا لله وفى ذات الوقت نسعى لتحقيق
دعوة الله للتوبة والمصالحة والسلام وتحقيق ملكوت الله
على الأرض.
+
المؤمن الحقيقي يقترب
من الله وتعاليمه ومحبته كنور للعالم { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني
فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }(يو 8 : 12). ومن هذا النور
ينهل ويتعلم ويحيا وكما يستمد القمر نوره من الشمس وينير ليلا هكذا نحن ناخذ من
نور المسيح ونستنير وننير للأخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة
على جبل} (مت 5
: 14).
نحن نستنير بالإيمان والتوبة المستمرة وبكلمة الله وبالمحبة العاملة فينا وبقيادة
روح الله لنا وباعمالنا الصالحة نشهد لإيماننا العامل بالمحبة { فليضئ نوركم هكذا
قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16).
+
الإنسان المؤمن ضرورة لحياة مجتمعه يعطيه مذاقة روحية
ويسهم بقوة فى حفظ العالم من الفساد ويجعل مجتمعه مقبولا فى عين الله . وكما نحتاج
الى الملح فى الطعام فنحن نحتاج للمؤمن فى العالم {
انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح
خارجا ويداس من
الناس }(مت 5
: 13)
. فلكل منا دوره فى أسرته وكنيسته ومجتمعه وكلما كان لنا النضج الروحي كلمنا
ساهمنا فى تقدم المجتمع الذى نحيا فيه وإساعده وجعله يقترب أكثر الى الله والى
الكمال النسبي الذى يريده لنا الله . نحن بالمحبة الروحية للأخرين نشهد للنور الذى
فينا فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله ، والله فيه . نقبل الآخرين كما
هم كما قبلنا السيد المسيح لمجد الله الاب فى مرونة وإنسجام حتى من يعارضنا مصلين
من أجل الجميع ، نؤثر فى من حولنا ونقبل ما يتوافق مع مبادئنا ونرفض فى أدب ما
يتعارض مع أخلاقنا وقيمنا المسيحية . نخدم فى محبة للجميع من كل القلب ، نحب الله
والناس ونبذل من وقتنا ومالنا ومشاعرنا كل الوقت على قدر طاقتنا دون إنتظار لمقابل
من أحد فناخذ المكافاة من الله واثقين ان حتى كأس الماء المقدم للغير فى محبة لا
يضيع أجره .
لحياتنا
قيمة ومعنى ...
+
لقد خلقنا على صورة الله ومثاله { فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه
ذكرا وانثى خلقهم } (تك 1
: 27)
. خلقنا الله بروح خالده لا تفنى بل بعد الموت تنتقل الروح وترجع الى خالقها لتحيا
الى الأبد . وجعل الله للإنسان سلطانا على كل الكائنات الحية الأخرى بل ان كل
المخترعات الحديثة فى مجال الهندسة والطب والصناعة والتكنولوجيا والعلوم تشهد على
عظمة الخالق فى الإنسان كاهن الخليقة وتاجها. وعندما سقط الإنسان وتمرد وطرد من
الفردوس تعهده الله بالأنبياء وفى ملء الزمان تجسد الإبن الوحيد ليعلن لنا محبة
الله { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به
بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3
: 16).
وقد أقتنانا له
بالدم الثمين على عود الصليب { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم
التي هي لله} (1كو 6
: 20)
{قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس} (1كو 7 : 23).
+
انت سواء كبير أم صغير ، رجل أم أمراة، وذو وظيفة او عمل مرموق أو بسيط ، مخلوق
لاعمال صالحة لتعملها فلا تنسى اذن قيمتك ثمينة لدي الله وحياتك رحلة موقته فى
كوكب الارض وسترجع قريبا الى وطنك السماوي وهنا لديك الفرصة والوقت للتوبة والرجوع
الى الله والإيمان بمحبته الغافرة والمحررة
ومن ثم الأثمار حسب طاقاتك ومواهبك وعطايا الله لك { لاننا نحن عمله مخلوقين في
المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). فانظر كيف
تودى عملك بامانة وإخلاص ، وان تكون أمين مع اسرتك واقربائك وكنيستك ومجتمعك ،
تحيا فى إنفتاح على الجميع دون تطرف او تسيب او إنغلاق مرضى. فى حكمة مع الجميع
دون ان تتنازل عن مبادئك او تحيد عن أخلاقك وتحب الكل مشفقا على الخطاة والمرضى
والمحتاجين والمتألمين فرحا مع الفرحين وحزنا مع الحزانى ويجب ان نفرق بين
كراهيتنا للخطية ومحبتنا للخطاة وسعينا من اجل خلاصهم من شرورهم.
+
انت تعطى لحياتك قيمة ايضا بما تملك من مواهب وقدرات ووزنات تنميها وتخدم بها
الآخرين وتسعدهم لتكون عضوا فعالا فى
اسرتك وكنيستك ومجتمعك . أقبل نفسك كما هى كما قبلها المسيح له المجد وأعرف
المجالات التي يمكنك التفوق فيها وعليك بتنميتها واستخدمها حسنا وعالج أخطائك
واقلع عن خطاياك وآثامك ، وأكتسب عادات إيجابية فى حياتك ومع الوقت تصبح من طباعك.
أحبب نفسك محبة سليمة دون أنانية أو تدليل او قسوة مهذبا نفسك بالحكمة واسلك بتواضع
قلب مع الجميع فى محبة بدون رياء . أهتم بصحتك الجسدية كوزنة من الله تحمل روحك
وإنسانك الداخلي وأهتم بعقلك واستنارته مداوما على التعلم
والمعرفة وتطبيقها فى حياتك { لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت
هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا }(1تي 4 : 16).أهتم بروحك
وتقويتها بالصلاة والصوم والاسرار المقدسة . أعمل على إكتساب مهارات جديدة فى مجال
عملك وقم بتأديته فى محبة فليس المهم ان تعمل ما تحب بل الأهم ان تحب اي عمل تقوم
به فرحا بما وهبك الله من وقت وعلاقات مستغلا كل الفرص المتاحة لتقدم الخدمة فى روحانية
ومحبة للجميع .
+
علاقاتك بالناس تعطى لحياتك معنى وقيمة ويكون هدفك في علاقاتك هو خلاص نفسك ومن
حولك فالخدمات او الحوارات او اللقاءات تكون لها هدف سامى دون جدل عقيم أو نميمة
منفرة . المحبة الحقيقة لا تحسد ولا تتفاخر ولا تحتد او تقبح او تظن السوء ، المحبة
تحتمل وتصبر حتى ان تعرضت للتجريح أو الإساءة أو الظلم بل تدافع عن الحق فى أدب
وتواضع لا بهدف كسب الجدال بل بهدف كسب القلوب والنفوس . نحن نعلم انه قد لا نستطيع ان
نغير الأخرين لاسيما المعاندين والكارهين ولكن يجب ان نعمل على ان لا نزيد العداوة
مصلين من أجلهم ومحاولين على قدر إستطاعتنا مسالمة جميع الناس وتغييرهم وتحويلهم
الى اصدقاء متى أمكن ذلك . المسيحي لا يكره او يعادى أحد عالما { فان مصارعتنا
ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع
اجناد الشر الروحية في السماويات} (اف 6 : 12) . وكما يعلمنا
الكتاب المقدس { فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر
نار على راسه }(رو 12
: 20).
وليست ذلك يعنى انك تريد إحراق عدوك ولكن عندما تعمل معه الخير فانه سيشعر بالذنب
ويرجع عن خطئه فقديما كان المذنب او حتى القاتل ياتي بثياب كفنه ووعاء فيه نار على
راسه ويذهب الى اهل المعتدي عليه طالبا المغفرة والصفح وكانه يقول انى استحق الموت
والحرق ولكنني جئت طالبا المغفرة والسماح فيصفح عنه .
اذن
كل يوم فى حياتك فرصة عظيمة لتنمية نفسك وعلاقاتك بالأخرين سواء فى محيط الأسرة
الصغيرة أو العائلة او الكنيسة او العمل او المجتمع الذى تنتمى اليه ، تحبهم
فتخدمهم ولديك فرصة للنمو فى محبة الله ومعرفته الى ان تصل الى الشركة والصداقة
الدائمة معه . عالما انك ابنا لله وهو جاء ليهبك الحياة الفاضلة على الارض
والابدية السعيدة فى السماء {وانا اعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى الابد ولا
يخطفها احد من يدي} (يو 10
: 28)
فلتقل اذن كما قال القديس بولس الرسول { لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح
}(في 1
: 21). { الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليات ومن
يرد فلياخذ ماء حياة مجانا} (رؤ 22 : 17).
انت
يالله تعطى حياتي القيمة العظمى ..
+
ايها الرب الهى يا من خلقتني إنسان كمحب للبشر ووهبتني نعمة العقل الواعي والروح
الخلاقة والجسد المتقن ووهبتني علم معرفتك والتعلم من وصاياك ومن عمق محبتك جعلتني
ابنا لك بالتبني والنعمة أشكرك على كل مواهبك وعطاياك وأصلى لتهبني الحكمة والنعمة
والقوة لأفهم رسالتي فى الحياة واقوم بها كالتزام وواجب ومهمة ومسئولية فى محبة لك
وللغير ولصنع الخير .
+
انت تريدني اكون سفيرا للسماء اسعى نحو معرفة اراتك وان أعملها داعيا فى حكمة
لمعرفتك ، ومقدما للأخرين القدوة والمثل فى الكلام والايمان والصمت والعمل والتصرف
فلتهبني ايضا يارب كل الإمكانيات والنعم الغزيرة والثمار والمواهب الروحية التي
تجعلني أهلا للقيام بدوري كسفير صالح لك وان كان ذلك صعب على فانا أثق فى نعمتك
الغزيرة وانك تهبني من نور نعمتك لاستنير وانير ولو بشمعة الطريق المظلم للأخرين ،
لتجعلني ملحا صالحا يعطي مجتمعة مذاقة روحية وأكون رائحتك الذكية للجميع .
+
علمني يا الهي كي أسعى جاهدا فى طريق التوبة والقداسة لكي ما اجعلك امامي فى
كل حين واراك فى كل أحد يقابلني مقدما له محبة وسلاما وبذلا وخدمة ، واري حكمتك
وقدرتك فى كل خلائقك ومعها احيا فى إنسجام وتناغم مقدما تسبيحا وشكرا لاسمك القدوس
، فرحا بك اولا ثم بكل هباتك وعطاياك وعندما تشرف رحلة حياتي على الانتهاء ضمني
الى بيتك الابوي وأحضانك الإلهية لاعيد معك عيدا لا ينتهى فى عليا سمائك ، أمين .