من أقوال مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
نيح الله نفسه عن:
1- الصلاة
+ الصلاة هي فتح القلب للـه لكي يدخله ويطهرّه.
+ إن الصلاة هي رُعب للشياطين وأقوى سلاح ضدهم.
+ الصلاة في معناها البسيط حديث مع اللـه ، وفي معناها الأعمق هي صلة باللـه: صلة حب، صلة عاطفة قبل أن تكون كلاماً، والكلام بدون حب لا معنى له.
+ توجد صلاة بلا ألفاظ، بلا كلمات ... خفق القلب صلاة.. دمعة العين صلاة.... الإحساس بوجود اللـه صلاة.
+ إن الإنسان الناجح في صلاته هو الإنسان الناجح في توبته. صمم في صلاتك أن تأخذ القوة من اللـه لترجع إليه.
+ لعلّ إنسان يسأل بأيهما نبدأ بخشوع الجسد أمْ بخشوع الروح؟ إبدأ بأيهما، إن بدأت بخشوع الروح سيخشع الجسد معها، وإن بدأت بخشوع الجسد سيخشع الروح معه.
+ الصلاة هي تسليم الحياة للـه ليدبرها بنفسه" لتكن مشيئتك".
2- المحبة
+ المحبة التي لا تبذل هي محبة عاقر، بلا ثمر.
+ المحبة أم وَلود، تلد فضائل لا تُعدّ، منها الحنان والعطف، ومنها كلمة التشجيع وكلمة العزاء، ومنها الإهتمام والرعاية، ومنها الغفران والسعي إلى خلاص النفس، وهذه هي المحبة.
+ المحبة الحقيقية للذات تأتي بتدريب هذه الذات على محبة اللـه ودوام سكناه فيها خضوعها لعمل روحه... والذي يحب ذاته هو الذي يسير بها الطريق الضيق من أجل الرب ويحمّلها الصليب كل يوم.
+ أتحب نفسك؟ حسناً تفعل، بهذه المحبة قوِّمها لترجع كما كانت صورة اللـه، وأحترس من أن تحب نفسك محبة خاطئة.
+ محبة النفس ليست خطية، ولكن المُهم أن تتجه محبتك لنفسك إتجاهاً روحياً، تحب لنفسك النقاوة والقداسة وتحب لنفسك أن تكون هيكلاً مقدساً للروح القدس، وتكون بلا لوم أمام اللـه.
+ البعض يظن أن حبه لشخص معناه أن يحميه ويدافع عنه مهما أخطأ، أما الحب الحقيقي هي أن ينقذه من أخطائه ولو بتوبيخه عليها حتى يتركها.
+ لا تستطيع أن تكون ذا تأثير روحي في إنسان إلا إذا كانت هناك محبة بينك وبينه.
+ إذا كان القلب غير كامل في محبته للـه، فإن إرادته تكون متزعزعة.
+ يمكنك بالتخويف أن تجعل إنساناً يطيعك، ولكنك لا تستطيع أن تجعله يحبك... إن اللـه يريد محبتنا قبل طاعتنا، حينئذٍ يريد الطاعة النابعة من الحب.
+ فكر جيداً ما هو الفرق بين الحب والشهوة ؟
الحب يريد دائماً أن يُعطي ، والشهوة تريد دائماً أن تأخذ.
3- الصداقة
+ صديقك الحقيقي هو الصادق في حبه، ليس في صداقته: رياء، ولا مظهرية ولا تصنُّع، ولا شك. كل مشاعره صادقة تماماً وحقيقية.
+ الصديق أيضا صدِِّيق(بتشديد الدّال) أي رجلٌ بارٌ لأن الصديق الحقيقي هو الذي يساعدك على نقاوة قلبك، وعلى محبة اللـه وحفظ أبديتك. أما الذي يزاملك في الخطية، فليس صديقاً بالحقيقة، إنما هو شريك في حياة خارج اللـه.
+ هناك فرق بين كلمة صديق، وكلمة رفيق قد تجتمع الصفتان أحياناً في شخص واحد. وقد يرافقك إنسان دون أن يصادقك. هو مجرد زميل.
+ الصديق الحقيقي هو أمين على سرّك. وكما قال القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليكن أصحابك بالألف، وكاتم أسرارك من الألف واحد".
+ صديقك هو قلبك الثاني، الذي يحسّ بنفس شعورك. يتألم لألمك من أعماقه، ويفرح لفرحك من أعماقه. هو رصيد لكَ من الحب، ورصيد من العون، وبخاصة في وقت الضيق لا يتخلّى عنك. ما أجمل قول سليمان الحكيم في سفر الجامعة: "إثنان خير من واحد. لأن إن وقع أحدهما يُقيمه رفيقه. وويل لمنْ هو وحده إن وقع، إذ ليس ثانٍ يقيمه"، إن الذي لا يقيمك لا يمكن أن يكون صديقك.
+ صديقك ليس هو من يُجاملك، بل من يحبك. ليس من يكسب رضاك بأن يوافقك على كل ما تفعله، مهما كان خاطئاً.... إنما صديقك هو من يحبك بالحق، ويريد لك الخير، وينقذك من نفسك ومن أفكارك الخاطئة إذا لزم الأمر. لذلك يقول الكتاب: "أمينة هي جراح المُحب، وغاشة هي قُبلات العدو".
+ صديقك لا يعاملك بالمثل، دقة بدقة، بل يحتملك في وقت غضبك، ويصبر عليك في وقت خطئك ... ولا يتغيّر حبه إن تغيّرت ظروفك أو ظروفه.
+ راجع نفسك .... كم شخصاً إستخدمت معه هذا الأسلوب الصريح الجارح فخسرت كثيراً بلا داع وأيضا لم تربح نفوس للرب.
4- الصديق الوحيد
+ أخي الحبيب يا مَن تركك الأحباء وتخلَّى عنك الأصدقاء لا تبكِ. فإن هنا من يشعر بك وما زال يُحِبّكَ رغم كراهية الآخرين لك. هناك من توجد لديه تعزيات كثيرة لمن يأتي إليه ويطلب.... إنه اللـه، إنه يسوع الذي مَرّ بما تمر به الآن، فقد شعر بخيانة الأصدقاء. فبطرس أنكر إنه يعرفه ثلاث مرات، ويهوذا سلَّمه إلى أيدي صالبيه.... سَلَّمه إلى الموت.
+ هل طلبت مَن يقف إلى جوارك ويساندك في وقت إحتياجك ولم تجد؟ إنه أيضاً شعر بهذا الشعور. تخلى عنه الجميع بعد القبض عليه، ولم يكن سوى يوحنا وأمه عند الصليب فقط. أين ذهب من رأوه يقيم الميت بكلمة، ويأمر الريح والبحر فيخضعا له أين ذهب الجميع؟!!! .... تركوه. تركوه من رأوه يُشبع الجموع بخمس خُبزات وسمكتين لقد إهتزت ثقتهم به وضَعُفَ إيمانهم به.
+ لذلك فهو الوحيد الذي يستطيع أن يعيننا أنه مَرّ بمثل ما نَمُر به. أتعرف حتى الوحدة ومرارتها شعر بها، لقد تركوه وحيداً يصلي في جثيماني، وحتى عندما عاتبهم: أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟! لم يستيقظوا أو يعتذروا، بل أكملوا نومهم وتركوه.
+ نعم يسوع هو الوحيد الذي يستطيع أن يُعيننا لأنه فيما هو قد جُرِّب قادر أن يُعين المجربين. هو صديق مخلص، وحبيب وفي، وأب حنون وعطوف. هيا، إنه ينتظر أن تأتي إليه وتطلب منه أن يعينك في ضعفك. هيا، إنه عطشان لخلاصك. هيا إنه يحبك وقادر أن يحمل عنك كل أثقالك. هيا إنه موجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق