16‏/10‏/2014

† " فضيلة البذل في معجزة شفاء المفلوج " - بقلم قداسة البابا تواضروس الثانى


القى قداسة البابا تواضروس الثانى مساء يوم اﻻربعاء الموافق 15 أكتوبر 2014 عظته اﻻسبوعية بعنوان 
فضيلة البذل في معجزة شفاء المفلوج "

دعونا نتوقف عند أصدقاء المفلوج الاربعة ونتأمل فى فضيلة البذل.

رقم 4 يرمز الى 4 جوانب الكنيسة (الأسقف – الكاهن – الشماس - الشعب) فتعتبر مجموعة الخدام التى تقدم كل نفس الى المسيح.
فكرة البذل أسسها السيد المسيح عندما قال :مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ" .... فالذى يقدم يكون أكثر سعادة من الذى يأخذ وهذا مفهوم عكس العالم الذى يظن ان الذى يأخذ يكون أكثر سعادة.
آدم لم يكن سعيداً لانه كان وحيداً فأوجد الله له معين نظير لكي يبذل من أجل هذا المعين النظير فيكون أكثر سعادة... وهذه هى فكرة الزواج أن يبذل الانسان نفسه من أجل اخر.
كل أحداث ربنا يسوع المسيح على الأرض تعبر عن البذل "هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به"

مفهوم البذل تعبير عن النضج الروحى ... فالذى يبذل أكثر هو الأكثر نضجاُ.
فهؤلاء الاربعة أصدقاء المفلوج قدموا صورة من البذل مع الاصرار على تقديم صديقهم للمسيح , فهذا الاصرار جعلهم مفكرون مبدعون 
ما الذى يمنعنا من البذل؟
1- الانسان الذى يحب الراحة أو الكسل أو الحياة السهلة.

هذه الحياة السلهة تجعل الانسان لا يتمتع بحياته .. فنسبة الانتحار فى البلاد المترفهه أكثر من البلاد الاخرى.

2- الانسان محب الكرامة و الافضلية والمراكز الاولى.

"مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة"
هناك انسان حساس .. هذا الانسان لا يعرف أن يتعب أو يخدم.
نتذكر القديسين الذين تعبوا من أجل المسيح مثل ق. مارمرقس دخل مصر معتمداً على إيمانه فسار على قدميه الى الاسكندرية .
محبة الكرامة تقف حاجز أمام الانسان ان يعطى أو يقدم خدمة أو يشترك مع الاخرين.

3- محبة الذات.

الشخص المعتد بذاته .. العنيد .. غير معترف باخطاءه.
الذى لم يبذل لم يعرف الحب بعد.
السيد المسيح قال من يريد ان يتبعنى ينكر ذاته ليستطيع ان يحمل صليبه.

كيف نعيش حياة البذل ؟

علم نفسك أن تترك شيئاً من أجل الله.
فضيلة رد الكل الى الله .. منه كل الاشياء وبه كل الاشياء ولا فضل لك.
الانسان يرد كل ما يملك الى الله صانع الخيرات الذى يعطيه كل شئ.
علم أولادك أن يتركوا من اجل الله.
ليس المقصود العطاء المادى فقط بل الروح العطاء فى ذاته.
امثله:

1- الله طلب من ابراهيم ان يترك ارضه وعشيرته ... ليختبر ايمانه هل هو متمسك بالارض اكثر من الله فعندما ترك باركه الله .

2-  الاباء الرسل "قد تركنا كل شئ وتبعناك" .. لازم يترك شئ ليكون جدير بهذه التبعية.

3-  متى العشار ترك كل شئ وتبع السيد المسيح عندما قال له أتبعنى.

4- بولس الرسول .. من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكى اربح المسيح.
5- الارملة والفلسين .. أعطت كل شئ اعطت كل معيشتها.

6- الطفل الذى قدم الخمس خبزات والسمكتن.. حلت عليهم بركة الله فاشبعوا خمس آلاف من الرجال ماعدا النساء والاولاد.

7- أرملة صرفة صيدا قدمت بايمان ما تملك من دقيق وزيت.

8- الشهداء قدموا حياتهم ودمائهم .. فصاروا صورة حية جميلة للكنيسة... فتضعهم الكنيسة فى اعلى مرتبة.

9-  الاربعة اصدقاء المفلوج كانوا صورة رائعة للبذل.

الانسان الذى يبذل يجب ان يترك شيئاً.

وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ¬ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، " (2بط 1 : 5)
أسال نفسك كل يوم ماذا قدمت (بذلت) من اجل المسيح؟ هل جهد أم وقت أم صحة مال أم خدمة أم فكر أم تعب أم افتقاد أم عمل خيرى أم ....؟؟

مسيحيتنا تعلمنا ان نعيش هذا المفهوم مغبوط هو العطاء أكثر من الاخد .. الانسان المسيحى تصير مسيحيته بعطائه كل ما تقدم أكثر كل ما تصير مسيحياً أكثر .. عكس فلسفة العالم التى تقوم على الاخذ.
( منقول عن المتحدث الرسمى باسم الكنيسة)

29‏/08‏/2014

† ومرةً أخرى رعاية الشباب - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث





الشباب طاقة جبارة، من قوة وحماسة وحيوية واندفاع... سعيدة هى الدولة التى تستخدم شبابها خير استخدام فيما ينفع.. أما إهمال الشباب فقد يدفعه إلى الإنحراف، أو تستغله قوى اخرى وتدفعه إلى طريق لا ندرى نتائجه...
والشباب يبدأ من مرحلة التعليم الثانوى، أو قبلها بقليل فى أواخر المرحلة الاعدادية. ويشمل طبعاً مرحلة التعليم الجامعى، وما يناسبها فى السن خارج كليات العلم...
ومسئولية الشباب تقع على عاتق الأسرة أولاً، ثم المدرسة والكلية والجامعة. كما تقع على عاتق الدولة أيضاً فى مراكز الشباب
****
وسؤالنا الأول هنا: ماذا تفعله المدارس فى رعاية الشباب؟
كانت فى بادئ الأمر تظن أن اختصاصها هو نشر العلم. لذلك كانت وزارتها تسمى "وزارة المعارف". ثم تطور الإسم فاصبح اسم هذه الوزارة "وزارة التربية والتعليم". وبقى أن نعرف كيف تقوم مدارس هذه الوزارة بالتربية، وليس بمجرد التعليم؟
قديماً كان يوجد ما يُعرف باسم "مدرس الفصل" يجلس مع طلابه خارج نطاق العلم والمقررات، مرة أو أكثر كل أسبوع يتفاهم معهم، وينصحهم بروح الأبوة. وكأنه لهم فى مركز المرشد الروحى...
وكان هناك أيضاً المشرف الإجتماعى لمجموعة من الفصول. فهل لا تزال هذه الوظيفة قائمة؟ وحينئذ نسأل: ما هى اختصاصات المشرفين الاجتماعيين فى كل مدرسة؟ وكيف يقومون بمسئولية رعاية الشباب؟
أعتقد أن المدارس الأجنبية، أو ما تُعرف باسم مدارس اللغات، تقوم بدور أعمق فى المسئولية عن رعاية شباب مدارسها...
****
يبقى التعليم الجامعى لغزاً من جهة مسئولية رعاية الشباب!
هل الإساتذة مجرد محاضرين، يلقون محاضراتهم فى العلم، وينصرفون دون أية علاقة شخصية بينهم وبين الطلاب، إلا علاقة الخوف والمهابة بشعور الطلبة أن مستقبلهم يقع فى أيدى هؤلاء الكبار!!
ثم ما هو دور رؤساء الأقسام، ودور العمداء فى كل كلية علمية من جهة رعاية وتربية هذا الشباب، الذى يحترمهم فى تلقى العلم عنهم؟ ولا شك أنه يكون على استعداد لتلقى توجيهاتهم أيضاً...
وما دور رؤساء الجامعات: هل وضعوا – فى نطاق مسئولياتهم – خطة عملية فى رعاية الشباب الذى يدرس فى جامعاتهم؟
****
إن شباب الجامعة، إذ لا يجد توجيهاً روحياً وتربوياً فى دور العلم، سيتجه إلى مصدر آخر يرشده ويعرّفه كيف يسلك!!
واذا لم يلجأ الشباب إلى مصدر آخرى، فإن مصادر اخرى كثيرة سوف تتجه اليه دون أن يطلب، وتقوم بتوجيهه وإرشاده حسبما ترى. وحينئذ تكون الدولة قد تخلت عن مسئوليتها، وتحصد نتيجة ذلك!!
أو قد يعيش الشباب فى فراغ من جهة التربية ومن جهة الوقت. ويلقيه الفراغ فى ميادين خطرة، وفى متاهات، وربما فى صحبة سيئة تفسد أخلاقه. أو يجد متعته فى اللهو والعبث أو فى المخدرات... وهنا نكون قد فقدنا هذا الشباب وكل ما عنده من طاقة!!
****
نصل حالياً إلى واجب الدولة فى رعاية الشباب.
ونركز حديثنا عن واجب وسائل الإعلام ومراكز الشباب...
هل توجد فى وسائل الإعلام برامج هادفة لرعاية الشباب؟ وتكون فى نفس الوقت برامج مشوّقة تجذب الشباب اليها، فلا تطغى عليه كل برامج اللهو؟! وهل يوجد متخصصون يشرفون على برامج للشباب سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو تنمية لمداركهم فى كل هذه النواحى... بحيث يقبل الشباب على هذه البرامج ويتجاوبون معها ويشتركون فيها...
ماذا فعل التلفزيون فى هذا المجال؟ وكذلك القنوات الفضائية؟ وهل اشترك بعض رجال الفن وبخاصة الذين يحبهم الشباب – نعم، هل اشتركوا بأفلامهم وأقلامهم ومثالياتهم فى رعاية الشباب...
****
أقول أيضاً: ما هو دور الصحافة فى رعاية الشباب؟
ما أكثر ما يكتب فى الجرائد والمجلات عن السياسة، وعن الحوادث والأحداث، وعن التجارة والاقتصاد، وعن الملاهى واللهو... ولكن أين ما يكتب لأجل الشباب: أين هى المثل العليا التى توضع أمامهم لكى تجتذبهم؟ وأين القصص المؤثرة الهادفة التى تعمل على تكوين شخصية ناجحة فاضلة ذات شأن
هل يوجد فى كل جريدة أو مجلة باب للشباب؟
أم نشكو نحن من الشباب إذا انحرف، بينما لم نقم بواجبنا من نحوه، ولم نبذل الجهد اللازم فى رعايته وتوجيهه؟!
****
ننتقل بعد هذا إلى واجب مراكز الشباب فى رعاية الشباب:
منذ زمان وأنا كنت أنادى بوجود وزارة متخصصة للشباب، لا تستهلك طاقاتها فى موضوع كرة القدم، ونظن أن هذا هو جوهر العمل لأجل الشباب. وقد كتبت عن هذا الأمر فى مجلة الشباب حينما كان يرأس تحريرها الصحفى القدير الاستاذ رجب البنا...
المفروض الاهتمام بالشباب من كل ناحية: ثقافياً، واجتماعياً، وخلقياً، ونفسياً، واقتصادياً، وسياسياً. والنظر إلى مستقبله
وهنا يبدو العمل الأساسى لمراكز الشباب
ويمكن أن تعقد فى مراكز الشباب: مؤتمرات، وندوات، ومحاضرات. وتقام مناقشات يشترك الشباب فيها، ويأخذ ويعطى...
نفتح قلوبنا للشباب. ويفتح الشباب قلوبهم لنا. ونعرف ماذا يشغلهم؟ وما هى مشاكلهم؟ ونناقش معهم الحلول اللازمة والمقترحات الممكن تنفيذها، وما يعرضونه وما يُعرض عليهم. وما هى الأفكار التى ترد اليهم من كافة الاتجاهات، وما فيها من خير أو ضرر؟!
ونثقفهم إيجابياً بما فيه الصالح لهم ولبلادهم...
والشباب يحتاج أيضاً إلى من يكتشف مواهبه، ويعطى هذه المواهب فرصة للظهور. ويقوم بتشغيلها لصالحه وللصالح العام
وللشباب طاقات صالحة، يسعده أن نتعرف عليها وننمّيها، ولا نتجاهلها... سواء كانت فى الأدب أو الفن أو فى العلم أو الاختراع. ونعطيه مجالاً لمعرفة نفسه وما فيه من خير، وكيف يعبّر عنه...
وهو محتاج لأنشطة يعمل فيها. وكثير من الشباب الذين اشتركوا فى فرق الكشافة والجوالة، تركت فى أنفسهم أثراً جميلاً
وعلينا أن ندرّب الشباب فيما ينفعه وينفع وطنه. وأتذكر فى بدء سنوات الثورة الاولى فى اواخر الخمسينات واوائل الستينات، أنه قد استخدم الشباب فى عمليات التشجير وتعمير الصحارى واستصلاح أراضيها. وأتى ذلك بخير وفير...
****
فلنهتم بالشباب إذن، ونشعره باهتمامنا به، عملياً لا نظرياً. ولا نغدق عليه بمواعيد، دون تنفيذ..!
ولنشعره أيضاً بأن مستقبله أمانة فى أعناقنا. وأننا لن نتركه فريسة للبطالة ومشاكلها العديدة
لذلك فإن من الأمور اللازمة للشباب مدارس التدريب المهنى، الذى تعطيه امكانيات للعمل، سواء العمل الخاص أو التوظف تبعاً لقدرات قد تدرب عليها
الموضوع طويل، وميادين التفكير فيه واسعة جداً. وعلينا أن نساهم فيها جميعاً بكل هيئاتنا.

********

نسأل أولاً: ما هو نطاق الشباب الذى تلزم رعايته ؟
هو كل الشباب: بدءاً من الشباب فى التعليم الثانوى، إلى شباب الجامعات المصرية وكل كلياتها، والمعاهد العليا، وشباب الجامعات الأجنبية: الامريكية والانجليزية والألمانية والفرنسية. وشباب الخريجين سواء فى الوظائف أو فى البطالة. وشباب العمال فى كل الهيئات العمالية، وشباب الريف، وباقى الشباب الحرّ والمستقطب. وكذلك العاملة فى محيط الشباب، مثل جمعية الشبان المسلمين، وجمعية الشبان المسيحية، واسقفية الشباب فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
وهكذا نرى الدائرة قد اتسعت أمام المجلس الأعلى لرعاية الشباب فى مصر.
****
الأمر يحتاج إلى لقاء مع الشباب على أوسع نطاق:
لا أن نكلمه وهو يسمع، بل أن يتكلم هو أيضاً ونحن نسمع... وندخل معه فى حوار واضح، وأخذ وردّ، قاعدته هى الصراحة الكاملة، ووسيلته هى الاقتناع. نحن نريد أن نعرف ما فى داخل الشباب من مشاعر ومن أفكار، ونناقشها معه، ونخرج بحلول يرضى عنها الكل...
****
وكما يلزم اللقاء مع الشباب، يلزم اللقاء مع كل قادة الشباب
اولئك الذين لهم تأثير عليه، والذين يغرسون فى نفسه أفكاراً معينة، ويحفّزونه إلى عمل شئ، ويثق الشباب بهم ويخضع لتوجيههم. سواء كانوا قادة فى معاهد العلم كمعيدين أو مدرسين أو أساتذه فى الكليات، أو كانوا موجهين على المستوى الاجتماعى، فى الجمعيات أو الهيئات... فاللقاء مع القياديين أمر هام.
لأنه لا يكفى أن نناقش فكر الشباب، دون أن نناقش مصادره! وقد تكون هذه المصادر شخصيات أو كتابات أو مصادر اخرى سمعية. المهم هو معرفة الأجواء التى تحيط بالشباب وتؤثر عليه فكريا وإرادياً، مما لا يجوز تجاهله. وكما يقول الشاعر:
        متى يبلغ البنيان يوماً تمامه          اذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ ؟!
****
هنا ونسأل فى صراحة: ما مركز الشباب حالياً فى اهتماماتنا؟
ما مركز الشباب فى وسائل الإعلام؟ هل له برنامج خاص يتحدث فيه ويحاور ويناقش؟ ما مركز الشباب فى الصحافة؟ وهل له صفحة معينة؟ أو يُعطى مجالاً للتعبير عن نفسه؟ ما مدى اهتمام الكبار به؟ بل أيضاً ما مركز الشباب عملياً فى الأحزاب السياسية؟ هل له لجان فيها وفروع تمثله فى كافة المحافظات والمدن؟
أم نقول "لا علاقة للشباب بالسياسة!!". سواء أردنا أو لم نرد، لهم علاقة رضينا عنها أو لم نرضَ. فإن كنا لا نقوم نحن بتوجيههم فى هذه الناحية، سيقومون بدون توجيهنا أو بتوجيه غيرنا، ويجتمعون ويتظاهرون ويهتفون. ونحصد النتيجة...
هل نترك الشباب بدون توجيه؟ ثم نعهد إلى السلطات الأمنية بضبط الأمور؟ وتصطدم بالشباب، ويصطدم الشباب بها!! ويبدو أنه لا يوجد تنسيق بين كافة الأجهزة، التى من المفروض أن تسير كلها فى اتجاه واحد...
****
ليس المفروض فقط الاهتمام بالشباب، بل بالأكثر العمل على اعادة قادة من الشباب لهم فاعلية...
فكما يوجد لكل مهنة نقاباتها، وكما يوجد لكل هيئة قادتها، كذلك ينبغى أن توجد قيادات للشباب. ولكى توجد هذه، ينبغى أولاً إنشاء لجان للشباب تحت قيادة من الكبار، وتدريب أعضاء هذه اللجان حتى يتولى أمرها من يقودها من بين أعضائها...
ويكون لكل هؤلاء فكر واحد، وإتجاه واحد، يسعى كله لخدمة الشباب وحلّ مشاكله، ولخدمة الوطن بوجه عام.
****
نتدرج الآن إلى عمل مراكز الشباب:
أولاً، هل توجد مراكز كافية لاستيعاب هذا العدد الكبير من الشباب؟ وهل لها إمكانيات كافية لتشمل كل طاقات الشباب وأنشطته؟ وهل لها الدعم المالى الذى يساهم فى حل ولو بعض مشكلات الشباب؟ وهل أمام هذه المراكز خطة معينة عملية فى النهوض بالشباب؟
أمامها أولاً تجميع الشباب، ثم تثقيف الشباب وتوجيهه، وإن أمكن استخدام طاقات الشباب وتشغيله فى ما يفيد.
****
نريد أن نسمع عن ندوات للشباب ذات فاعلية:
ندوات عامة، فى قاعات كبيرة، يحضر فيها الآلاف من الشباب، للاشتراك فى بحث موضوعات منتقاه تهمهم وتهم الوطن كله. لا يكونون فيها مجرد مستمعين، إنما يتكلمون أيضاً ويناقشون، ويخرجون بتوصيات نافعة قابلة للتنفيذ.
ويشترك فى هذه الندوات محاضرون لهم جاذبية عند الشباب، ويكون لهم توجيه وتأثير.
ونريد أيضاً مناهج تثقيفية للشباب:
كان يجب أن تبدأ من المرحلة الدراسية، وتشترك فيها بطريقة عملية وزارة التربية والتعليم، ثم تكمل فى مراكز الشباب.
وفى هذه المناهج يعرف الشباب حقوقهم وواجباتهم، وتُغرس فيهم مبادئ وقيم يتصرفون بها داخل المجتمع. ويدرسون أيضاً ما يحتاج اليه وطنهم منهم باسلوب حكيم غير مندفع.
****
والشباب يحتاج أيضاً إلى مجالات لتشغيله
من المجالات الناجحة المفيدة، فرق الكشافة والجوالة، وما تتصف به هذه الفرق من صفات نبيلة، وما تقوم به من خدمات متعددة.
هناك من يشتركون فى فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفى أنواع اخرى من فرق الانقاذ المتعددة.
وبعض المحافظين قاموا بتشغيل الشباب – أثناء العطلة الصيفية – فى الاهتمام بنظافة المدينة، وفى الاشتراك فى حفظ انضباط حركة المرور... وكانوا يعطونهم مقابل ذلك أجراً رمزياً. المهم أنهم شغّلوا طاقاتهم.
والبعض شغّلهم فى حماية بعض المنشأت، بعد تدريبهم على ذلك..
ويمكن تشغيل الشباب فى العمل الاجتماعى أيضاً... وهناك أساليب كثيرة يمكن إبتكارها ليكون ينشغل بها الشباب، فتحميه من الفراغ الذى يدمر نفسه، ويدمر به غيره...
****
والأكثر أهمية هو فكر الشباب وتوجيهاته
وهذا ما ينبغى ان تعنى به مراكز الشباب، وكل الهيئات المهتمة بالشباب، بحيث يكون فكراً صالحاً بناءً، يبعد عن الانحراف، وعن الإنفعال الطائش، ولا يخضع لأى توجيه ردئ.
وهذا موضوع طويل، لا أظن أن هذا المقال يتسع له.

06‏/08‏/2014

† الصوم وتكريم العذراء مريم - الأنبا ديمترويوس أسقف ملوي

الصوم وتكريم العذراء مريم

الأنبا ديمترويوس أسقف ملوي


صوم السيدة العذراء هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت.  فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"  وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا...  فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي..

    فمن لا يعجبه موضوع الصيام هو الخاسر لبركة الصوم..  نحن لا نصوم لهم، ولكننا نطلب شفاعتهم أثناء الصوم. فموضوع تكريم السيدة العذراء حير العديد..  فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ بها بلا دنس، والبعض الآخر شطح في الناحية الأخرى قائلًا إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهبًا، فنأخذ الذهب ولا قيمة للعلبة!!  أما الكنيسة القبطية في تقليدها السليم حسب الكتاب المقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها لا ترفعها إلى الألوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بلا دنس، ولا تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها ولا يؤمنون بشفاعتها.. 
أما بالنسبة للفريق الأول، فهم الكنيسة الكاثوليكية.  ولكن الكتاب المقدس واضحًا في هذا الأمر بقوله: "هكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس"، فهنا لم يستثنى أحدا.  ويقول أيضًا "إذا كان بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس لتبرير الحياة.."، فحقًا إن الملاك قال لها أن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بلا دنس!  وإن كان السيد المسيح ولد منها بلا دنس، لكن هي ولدت ولادة إنسانية بشرية من حنة ويواقيم..  ولا ننسى أنها قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي".  فالعذراء قديسة وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات جميلة، ونحن نطوبها ونحاول أن نتشبه بها..  فحياة السيدة العذراء هي دعوة لنا جميعًا أن نسلك بالطاهرة والقداسة..

26‏/06‏/2014

† لا تكتسب فضيلة بتحطيم فضيلة اخرى - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

لا تكتسب فضيلة
بتحطيم فضيلة اخرى


بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

إن الشيطان يتضايق من فضائلك الثابتة التى صارت وكأنها من طبيعتك، لذلك يحاول أن يحطمها بكافة الحيل. ومن بين هذه الحيل أن يقدم لك فضيلة اخرى جديدة عليك ليست لك بها خبرة، لكى تحل محل الفضيلة الأولى الثابتة. ومن أمثلة ذلك:
1- إن كنت تحيا فى وداعة وهدوء ودماثة خلق وسلام قلبى. ويريد الشيطان أن يفقدك كل هذا. فماذا يفعل؟ أنه لا يستطيع أن يذم الرقة والوداعة، أو أن يقول لك "أترك طبعك هذا المحبوب من الكل"... ولكنه يصل الى غرضه عن طريق الإحلال، ويقدم لك فضيلة بديله، دون أن يشعرك أنها بديلة.. وكيف ذلك؟
* يدعوك باسم الحماس فى نشر البر، أن تساهم فى إصلاح المجتمع، وأن توبخ وتنهر، وتكشف أخطاء الآخرين لكى يخجلوا منها ويتركوها! وتظل تفعل هذا بغير حكمة. وأنت لا تعرف قدر من تتناوله بالنقد، ولا الأسلوب المناسب، ولا ما هى ردود الفعل، ولا بأى سلطان تفعل ذلك. وهكذا تسلك فى طريق القسوة والتشهير بالآخرين، وفى اسلوب السب والقذف. وتسودّ صورة الغير فى نظرك، وتتحول الى قنبلة متفجرة تقذف شظاياها فى كل اتجاه...
* وهكذا تفقد وداعتك ورقتك. وتكره الناس ويكرهونك. ثم ما تلبث أن تتعب من هذا الأسلوب الذى لا يتفق مع طباعك، وتحاول أن تعود الى حالتك الأولى، ولكنك لا تجد قلبك نفس القلب، ولا فكرك نفس الفكر. بل ترى أنك قد فقدت بساطتك ونقاوة فكرك، كما فقدت حسن علاقتك بالآخرين وفقدت أمثولتك الصالحة التى كان ينتفع بها غيرك.. وإذا بالشيطان قد أطمعك فى فضيلة لا تعرف كيفية السلوك فيها، وافقدك فضيلتك الأولى! فما احتفظت بالأولى، ولا ربحت الثانية. وصرت فى بلبلة...
* ينبغى أن تدرك تماماً أن أعمال الخير لا يهدم بعضها بعضاً، وأن كل انسان له شخصيته التى قد تختلف عن غيره، وقد لا يناسبه ما يناسب غيره. وليس كل أحد له سلطان أن يوبخ وينتقد. كما أنه ليس للكل معرفة كيف يستخدم حسناً فضيلة جديدة عليه.
***
2- مثال آخر للفضيلة التى يحاول بها الشيطان أن يضيع فضيلة اخرى:
        انسان يعيش فى نقاوة القلب، بعيداً عن العثرات الجسدية. فهو محترس تماماً، لا يقرأ قراءات ولا ينظر الى أية مناظر تعثره. ولا يختلط بأية خلطة خاطئة، ولا يستمع الى أية أحاديث طائشة. بل يحتفظ بأفكاره نقية لا تُدخل الى قلبه شيئاً غير طاهر.. هذا الإنسان يريد الشيطان أن يحاربه، ولا يستطيع أن يقدم له شهوة مكشوفة، لأنه لابد أن يرفضها. فماذا يفعل؟.
* يفتح أمامه الباب ليكون مرشداً روحياً يقود الشباب الى الطهارة. إذ كيف يعيش فى حياة الطهارة وحده، ويترك اولئك المساكين يسقطون كل يوم دون أن يقدم لهم مشورة صالحة تنقذهم مما هم فيه! ويقنعه بأن من يرد خاطئاً عن ضلال طريقه، إنما يخلص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا. ويظل يثير الحماس فى نفسه لكى يقبل هذه الخدمة الروحية الحيوية، وأن يرشد الذين يأتون اليه...
* ثم تأتى الخطوة التالية وهى أنه لكى يكون إرشاده عملياً، لابد أن يستمع الى مشاكلهم وأخطائهم. ويظل اولئك يصبّون فى أذنيه أخبارهم وقصص سقوطهم. وقد يقولون كل شئ بالتفاصيل. وربما يكون فى ما يحكونه ما يعثر.. ويستمع (المرشد) الطاهر إلى كل ما كان يبعد قبلاً عن سماعه، ويعرف ما كان يجب مطلقاً أن يعرفه. وكل واحد من اولئك يقدم صورة جديدة أو صوراً عديدة من الخطأ...
* وعن طريق الإرشاد يجد صاحبنا عقله وقد امتلأ بصور دنسة. وأصبح يعرف أشياء صارت تشوّه طهارة تفكيره، وتدنسه بأخبار وقصص مجرد ذكرها قبيح. وإن لم تعثره وتغرس فيه إنفعالات خاطئة، فعلى الأقل تنجس فكره، وكأنه قد قطف أثماراً غريبة من شجرة معرفة الخير والشر..!
* فإن حاول أن يبتعد، يقال له: وما ذنب هؤلاء الشبان؟!
        وقد يكونون قد تعلقوا به واستراحوا الى ارشاده. وربما يتعبون ضميره بأنهم – إن تخلى عنهم – قد يرجعون الى خطاياهم! ويلحّون عليه أن يظل يسندهم  حتى يقفوا على أرجلهم.. ربما هو يكون قد رسبت فى ذهنه – ولو بالسمع – صور لم ينظرها من قبل، وربما يسقط بالفكر، ويكون الشيطان قد نجح فى اسقاطه وافقده نقاوته الأولى.
***
3- وقد تأتى حيلة الشيطان فى عرض الإرشاد بصورة اخرى، يقدّم فيها – لا أخباراً تدنس القلب – بل شكوكاً تتعب العقل...
        إذ يكون القلب فى بساطة الإيمان، وتكون قراءاته كلها روحية تعمّق صلته بالله. ثم يأتى من يطلبون معونته وارشاده فى شكوك عقيدية أو إيمانية تتعبهم. وتتوالى الشكوك من هنا وهناك لكى تجد لها حلاً، ويبدأ ايمان هذا (المرشد) أن يتحول شيئاً فشيئاً من القلب الى الفكر والبحث العلمى. وقليلون من يتقنون الأمرين معاً...
        ويجد أن الشكوك تتكاثر عليه، وليست له موهبة الرد عليها..
* وينبغى أن نعرف أنه ليس كل أحد له القدرة على الإرشاد. فالذين لهم هذه الموهبة، لا يصيبهم ضرر سواء من المشاكل الروحية وسماع الخطايا الجسدية، أو من المشاكل العقائدية وسماع الشكوك.
        ولكن حيلة الشيطان الماكرة هى أنه يقدم الإرشاد للذين ليست لهم الموهبة، فيصيبهم منه ضرر. كما انه يقدم لهم ذلك باسلوب ضاغط، يشعرهم به أنه ضرورة ملحة وأنه واجب مقدس..
        وما أسهل على القلب المتضع أن يرد قائلاً "ولكننى لا أعرف. أنا الذى لم أستطع أن ارشد نفسى، كيف يمكننى ارشاد آخرين؟!.

05‏/06‏/2014

† طقس عيد حلول الروح القدس وصلاة السجدة

طقس عيد حلول الروح القدس وصلاة السجدة

هو عيد عظيم يحوى في ذاته أسرار عظيمة من العهدين وقد كان من أعياد اليهود الثلاثة الكبيرة (الفصح والحصاد والمظال) حيث كان يسمى عيد الحصاد عيد الاسابيع (خر 34: 22) وسمى في العهد الجديد: يوم الخمسين (أع 2: 1، 20: 16، 1 كو 16: 8) وهو آخر سبعة أسابيع بعد اليوم الاول من أيام الفطير (خر 23: 16.. راجع لا 23: 35) (خر 23: 14 – 17).. وسمى عندهم عيد الجمع (خر 24: 22 راجع لا 23: 34) صنع تذكارا لقبول موسى الشريعة التي وضعت أساسا لسياسة الشعب الدينية والمدينة عند مدخل أرض الميعاد وتخلص من العبودية... وكانوا يكرسون هذا التذكار شاكرين الله لانتهاء الحصاد الذي يبتدئ في جمع أبكار غلات الحقل (خر 23: 16، لا 23: 10 –11) وفيه كان يقربون في الهيكل التقدمات العديدة عن الخطية بخبز ترديد (لا 23: 17، 20).. كما أنهم كانوا يعيدونه بفرح عظيم اذ كان يذهب للاحتفال به في أورشليم اليهود المشتتة في جميع أقطار الأرض (أع 2: 5).
كان هذا العيد فى العهد القديم رمزا لما صنعه السيد للجنس البشرى والكنيسة تحتفل به تذكارا لتلك الاعجوبة العظيمة التي قدست العالم وفتحت طريق الايمان وقدست الرسل بنوع خاص وهى حلول الروح القدس على جمهور التلاميذ يشبه السنة نار منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم بينما كانوا مجتمعين للصلاة بنفس واحدة في العلية في يوم الخمسين (أع 2: 1 – 4).
أن أصل وضع هذا العيد في الكنيسة يرجع إلى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الآباء والتاريخ على أن الرسل وضعوه واحتفلوا به... كما سنرى:


اولا:  ان الرسول بولس  بعد أن مكث في أفسس أياما ودع المؤمنين وأسرع بالذهاب إلى أورشليم قائلا لهم: على كل حال ينبغى أن اعمل العيد القادم في أورشليم (اع 18: 31).. وكاتب الاعمال قال (انهم لما جاءوا إلى ميليتس عزم بولس أن يتجاوز إلى أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا في آسيا لأنه كان يسرع حتى اذا أمكنه يكون في أورشليم في يوم الخمسين (اع 20: 16) ثم أنه لما كان في اسيا وعد مؤمنى كورنثوس بالحضور عندهم بعد أن يعيد عيد العنصرة (1 كو 16: 7، 8).
ثانيا: قد امر الرسل بالاحتفال به كما يتضح من أقوالهم وهى: (ومن بعد عشرة أيام بعد الصعود: فليكن لكم عيد عظيم لانه في هذا اليوم في الساعة الثالثة أرسل الينا يسوع المسيح البار اقليط (لفظة يونانية) أصلها باراكليطون ومعناها المعزى (يو 16: 26) الروح المعزى امتلانا من موهبته وكلمنا بألسنه ولغات جديدة كما كان يحركنا وقد بشرنا اليهود والامم بأن المسيح هو الله (دستى 31).. ولا تشتغلوا يوم الخميس لان فيه حل الروح القدس على المؤمنين بالمسيح (رسط 66 و199).
ثالثا: أما أقوال الاباء والتاريخ فهى تثبت أنه تسليم رسولى.. فاورجانوس قال أنه تسليم من الرسل أنفسهم (ضد مليتوس ك 8 وجه 19) ويوستيوس اشهيد (راجع تاريخ آوسابيوس 4 ف 5) وآغريغوريوس في مقالته على العنصرة.. وعليه أجمعت سائر الكنائس الرسولية فى العالم. والبروتستانت أيضا يشهدون بما قلناه كما اتضح من أقوالهم التي ذكرناها عند التكلم عن عيد القيامة المجيد ونزيد عليه هنا ما قاله صاحب ريحانه النفوس وهو: (بما أن تاسيس الكنيسة المسيحية من وقت أن فاض الروح القدس وآمن به 3 الاف نفس في يوم واحد يستحق هذا الحادث العظيم أن يذكر عوض القصد الاصلى الذي رتب لاجله عيد الفصح اليهودى (صحيفة 14، 15).. .الى أن قال: وقد جمعنا هذين العيدين (القيامة والعنصرة) لانهما رتبا في زمان واحد في القرن الاول (صحيفة 15).

طقس العيد:
أ- تسبحة عشية أحد العنصرة:
توجد ابصاليه واطس بكتاب اللقان والسجدة وكذلك بالابصلمودية السنوية. باقى التسبحة فرايحى عادى.
ب- رفع بخور عشية:
توجد أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بالعيد .
ج- تسبحة نصف الليل:
توجد أبصالية آدام خاصة بالعيد بكتاب اللقان والسجدة وكذلك الابصلمودية السنوية.. يوجد طرح خاص بعيد العنصرة يقال بعد الثيئوطوكية (موجود بكتاب دورة عيدى باقى تسبحة العيد فرايحى عادية كطقس الاعياد السنوية.
د- رفع بخور باكر:
يصلون رفع بخور كالمعتاد.. وبعد (أفنوتى ناى نان..) يرد الشعب كيرياليسون بالناقوس ثلاث مرات ثم لحن القيامة (كاطانى خوروس) ثم يرتلون البرلكس (يا كل الصفوف السمائيين) وبعده يصعد الكهنة بالمجامر والصلبان والشمامسة بأيديهم الشموع وامامهم أيقونة القيامة المقدسة.. ثم تبدأ الدورة  ونكمل صلاة رفع بخور باكر كالمعتاد.
ه- القداس:
عند تقديم الحمل يصلون مزامير الساعة الثالثة فقط ويقرأ أنجيلها ولكن لاتقال القطع هنا بل يصلون قدوس الله قدوس القوى.. ثم يقدم الحمل مع (كيريا ليسون 41 مرة).. وتكمل الصلاة كالعادة إلى نهاية قراءة الابركسيس فلا يقرا السنكسار بل يصلى الكاهن قطع الساعة الثالثة قبطيا ثم عربيا (راجع كتاب خدمة الشماس قبطى). ثم يقولون لحن حلول الروح القدس (بى ابنفما امباراكليطون.. الروح المعزى) وهو يقال في عيد العنصرة وفي رسم الاساقفة والمطارنة وفي الاكاليل وحل زنانير الشمامسة والعرسان.. وبعد ذلك مرد المزمور الذي يقال ايضا فى عشية وباكر والقداس.. ثم المزمور يطرح بالسنجارى ثم الانجيل ثم هذا الطرح (الاثنى عشر رسولا...) موجود بكتاب دورة عيدى الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين).. وهناك مرد انجيل.. يوجد أسبسمسين آدام وواطس... وفي وقت التوزيع يصلى المرتلون لحن (آسومين توكيريو..) وهى قطعة رومى تقال في صوم أبائنا الرسل.
و- صلوات السجدة:
كانت العادة قديما في عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف ويقال أن السبب في اتخاذ السجود عند قراءتها كما  هو متبع الان يرجع إلى ما حدث مرة من أنه بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الانطاكى يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية كما حدث في علية صهيون يوم عيد الخمسين فخر المصلون ساجدين من فهبت الريح ثانية فسجدوا فهبطت الريح ثم قاموا ليكملوا الصلاة وقوفا فهبت الريح الثانية فسجدوا فهبطت ثم عادوا للوقوف فعادت فسجدوا فهدأت فعلموا أن مشيئة الله تريد أن تؤدى هذه الصلوات في حالة سجود وخشوع ومن ذلك الحين أخذت الكنيسة هذه العادة إلى يومنا هذا.. ولا يخفى أن هذه الامور ظاهرة في الكتاب المقدس اذ كان كلما حل الله في مكان تهب الريح العاصفة وقد حدث ذلك مرات عديدة (1 مل 19: 11) والسجود ملازم لصلوات استدعاء الروح القدس في الكنيسة سواء في المعمودية أو في سر الافخارستيا وفي سر التوبة والاعتراف والزيجة والكهنوت.. وعلى هذا الرسم تستقبل الكنيسة فعل الروح القدس وهى ساجدة.
وتشير ايضا أنه في صلوات السجدة تحرق البخور وهذا لأنه في يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين التلاميذ وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى.. والروح القدس هو الله، والبخور اشارة على وجود الله في المكان فبمجرد فى حضرة الله وكانما رائحة البخور الذكية هى رائحة الرب كما يقول سفر النشيد (ما دام الملك في مجلسة أفاح ناردين رائحته).. وفي رفع البخور اشارة للاشتراك مع السمائيين في رفع الصلوات كما ذكر سفر الرؤيا (ملاك وقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش (رؤ 8: 3). فالكنيسة تصلى وملاك يرفع الصلوات مع تلك التى تخرج من أفواه القديسين المنتقلين كرائحة ذكية أمام عرش الله.
وفى صلوات السجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لأنفس الراقدين رافعة صلوات مزدوجة لانها لا تغفل في عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة المنتصرة التي في السماء فترفع في هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين كنوع من الشركة المتصلة وتبادل الشفاعة لانها ترى في ذلك كمال التعبير.
آما السجدات الثلاثة فتحدثنا عن موضوع الروح القدس.
ففى السجدة الاولى. نرى فى صلاة السيد المسيح الشفاعية من أجل التلاميذ والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب (يكونون معى حيث اكون أنا لينظروا مجدى) (يو 17: 24). أما في السجدة الثانية نلمس وعد الله لنا بارسال الروح القدس بقوله (وها أنا أرسل لكم موعد أبى) (لو 24: 49) والسجدة الثالثة ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذي يعطيه الرب يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه أنهار ماء حى (يو 4: 14).
ونرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة (ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق..  الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا) (يو 4: 24).
ومن أقول القديسين الجميلة عن السجود قال القديس باسيليوس الكبير: (كل مرة نسجد فيها إلى الارض نشير إلى كيف احدرتنا الخطية إلى الارض وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التي رفعتنا من الارض وجعلت لنا نصيبا في السماء) وقال الشيخ الروحاني وهو القديس يوحنا الدلياثي: (محبة دوام لا سجود أمام الله في الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وادراكها سر الحياة الجسدية). 
  (منقول للإستفاده)

28‏/05‏/2014

† تأملات فى عيد الصعود - لنيافة الأنبا موسى


                  تأملات فى عيد الصعود

                                             لنيافة الأنبا موسى


على جبل الزيتون... حيث علمت أن اليوم هو يوم الصعود... ولاحظت أن التلاميذ قد هرولوا إلى هناك...ليأخذو ابركتك الأخيرة...ويعاينوا صعودك المجيد!! وما هى إلا لحظات...حتى ظهرت لهم بوجهك المنير...وابتسامتك الودودة...ووداعتك المعهودة...وحبك اللانهائى... نيافة الأنبا موسى فرفعت يديك الطاهرتين...وباركتهم جميعاً...ثم انفردت عنهم... وصعدت إلى السماء...صعدت إلى السماء جسدياً...كما علمتنى الكنيسة... جسدك وعروسك...فأنت لم تصعد بلاهوتك فقط...بل بلاهوتك المتحد بناسوتك...فى طبيعة واحدة من طبيعتين...وهكذا أفهم تعليم كنيستك...فى القداسين الباسيلى والغريغورى...ففى الباسيلى نقول للآب السماوى :"أومن أؤمن أؤمن... أن هذا هو الجسد المحيى...الذى أخذه ابنك الوحيد...ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح...من سيدتنا وملكتنا كلنا...والدة الإله القديسة الطاهرة مريم...وجعله واحداً مع لاهوتك...بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير...واعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطى...وأسلمه عنا على خشبة الصليب المقدسة...بإرادته وحده عنا كلنا...بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته...لحظة واحدة، ولا طرفةعين...يعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا...وحياة أبدية لمن يتناول منه" (القداس الباسيلى - الاعتراف).

وفى القداس الغريغورى...نخاطبك أيها الابن الوحيد قائلين:
"لا ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا رئيس آباء، ولا نبياً...ائتمنته على خلاصنا... بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست...وشابهتنا فى كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها...وصرت لنا وسيطاً لدى الآب...والحاجز المتوسط نقضته...والعداوة القديمة هدمتها... وصالحت السمائيين مع الأرضيين...وجعلت الاثنين واحداً...وأكملت التدبير بالجسد...وعند صعودك إلى السموات جسدياً...إذ ملأت الكل بلاهوتك...قلت لتلاميذك ورسلك القديسين...سلامى أعطيكم... سلامى أنا أترك لكم...هذا أيضاً، الآن أنعم به لنا يا سيدنا...وطهرنا من كلدنس، ومن كل غش، ومن كل رياء...ومن كل شر، ومن كل مكيدة...ومن تذكار الشر الملبس الموت" (القداس الغريغورى - الصلح).
وبينما أنت صاعد إلى فوق... فى سحابة مقدسة... وعيون التلاميذ تشخص إليك... وتحدق فيك... فى لهفة ودهشة وتساؤل... هل سنصعد معك يا سيد؟!

أم ستنزل إلينا بعد زيارة خاطفة للسماء؟! أم ماذا بالضبط؟! لم تترك تلاميذك فى حيرة... بل أرسلت إليهم ملاكين قالا لهم: "أيها الرجال الجليليون...ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟! إن يسوع هذا، الذى ارتفع عنكم إلى السماء... سيأتى هكذا، كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" (أع 11:1).

فرجعوا إلى أورشليم... ومكثوا يصلون فى علية مار مرقس... التلاميذ والعذراء والنسوة ومن معهم... إلى أن حلّ عليهم الروح المعزى فى صوّر ثلاثة :

1 ريح عاصف... فالريح والروح كلمة واحدة... الريح حياة الجسد، والروح حياة الروح!!

2 وألسنة من نار... فالروح هو النار التى تطهرنا من أدناس الخطية...

3 وألسنة جديدة... فالروح القدس هو الذى يعطينا صدق التجديد وإرسالية الخدمة، وإمكانية الكرازة!!

وهكذا أنطلق الرسل يخدمون ويبشرون... حتى نشروا المسيحية فى كل مكان... فى أنحاء العالم المعروف حينئذ...بقوة الروح... وعمق الصلاة... ويقين الإيمان... وفاعلية الكلمة... صاروا شهوداً للرب... + فى أورشليم (القلب)... + وفى اليهودية (الأسرة)... + وفى السامرة (الأصدقاء)... O وإلى أنحاء الأرض (الجميع)... ربى يسوع... مسيح الصعود... اسمح لى بأن آخذ بركات صعودك المجيد... ففى هذا الحدث المبارك أجد لنفسى بركات كثيرة...


1- أعرف أن الجسد هو وزنة مقدسة... وأنه كما شارك الروح فى الخطيئة، سيشترك معها فى المجد!!
فأعطنى أن أقدس جسدى لك... بكل طاقاته وصحته... بكل حواسه ومشاعره... بكل مراحل عمره، حتى إلى يوم اللقاء!!


2- وأعرف أن السماء هى موطنى الأخير... فهى الوطن السمائى الخالد... الذى تشتاق إليه نفسى... والذى يستريح فيه كيانى... من عناء هذا الدهر... وظلمة هذا العالم... وشقاوة هذا التراب!! وكم تفرحنى كلمات قديسك المحبوب... الأنبا موسى الأسود: "أذكر ملكوت السموات... لكى تتحرك فيك شهوته"...


3- وأعرف قوة شفاعتك الكفارية... فأنت الآن فى يمين العظمة... قائم تتشفع فينا بقوة دمك وفدائك... وتغفر لنا خطايانا وآثامنا !! رآك الحبيب يوحنا... جالساً على عرش فى السماء... شبه حجر اليشب الأحمر... رمز الفداء!! والعقيق الأبيض... رمز القداسة!! وقوس قزح حول العرش... رمز الرحمة!! وحولك أربعة وعشرون قسيساً... رمز قديسى العهدين: القديم والجديد... وأمامك سبعة مصابيح... رمز رؤساء الملائكة... أو رمز روحك القدوس العامل فى الأسرار... وقدام عرشك بحر زجاج شبه البلور... رمز المعمودية المطهرة!!


وفى وسط العرش أربعة كائنات مملوءة عيوناً...رمز البشيرين الأربعة!!


الأسد.. رمز مارمرقس.. الذى بدأ إنجيله بالصوت الصارخ...والعجل... رمز مارلوقا... الذى بدأ إنجيله بالذبائح... والإنسان... رمز مارمتى... الذى بدأ إنجيله بالإنسان... والنسر... رمز ماريوحنا... الذى بدأ إنجيله بالكلمة... الكل يسبح ويمجد... ويطرحون أكاليهم عند قدميك... فهم فى الأصل قد أخذوها منك... أنت الخالق القدوس، الفادى المحب!! أنت الماشى وسط المناير!!أنت الممسك بيدك قادة الكنيسة!!أنت الأول والآخر... البداية والنهاية... الحىّ وكنت ميتاً... وها أنت حىّ إلى الأبد!!

4- وأعرف أن صعودك وعد بالملء بالروح... فأعتكف مع تلاميذك الأطهار... لعلى آخذ قبساً مما أخذوه...
فمن أنا حتى يتنازل روح الله إلىَّ؟!

ولكنها محبتك الحانية... وتواضعك المجيد... ووعدك الأكيد... أن "ينسكب روحك على كل بشر" (يؤ 28:2)، (أع 17:2). فأعطنى يارب روحك الذى يبكتنى على كل خطية... والذى يرشدنى كلما احتجت إلى نورك، ويذكرنى بكل ما قلته لى، ويعزينى فى كل آلامى وضيقاتى، ويثمر داخلى بثمارك المقدسة، ويهبنى بعضاً من مواهب خدمتك... لعلى أخدمك ما حييت!!

5- وأعرف أن صعودك وعد بالمجىء الثانى... كما وعد الملاكان تلاميذك الأطهار... وهو وعد أكيد... حينما تأتى لتدين العالم... وتأخذ إليك الأبرار... هناك على السحاب... ثم إلى مجد، فى الملكوت!!

فأعطنى يارب أن أستعد لمجيئك الثانى... بل أن أستعد كل يوم... حتى لا يأخذ أحد إكليلى... الذى يمكن أن تهبه لى... إن تبعتك حتى النهاية!!

قيامتك يارب... نافذة على الخلود... فليكن "ملكوتك فى داخلى" (لو 21:17)... كوعدك الصادق والأمين ،