تطلعاتنا فى سنة قبطية جديدة..
+ مع بدء السنة القبطية الجديدة نهنئ كنيستنا اكليروساً وشعباً بالعام الجديد راجياً للجميع عاماً مقدساً فى الرب واياماً هادئةً ومفرحة ومصلين معا من أجل سلام وبنيان وتقدم ورفعة كنسيتنا وبلادنا وشعبها ونهضتها وأمنها وأمانها، لكى يكون هذا العام عامأ مقبولاً أمام الرب . طالبين من ملك السلام الذى جاء الى بلادنا طفلاً مع العذراء القديسة مريم والقديس يوسف النجار فوجد فيها الأمن والامان من بطش هيرودس الملك ان ينظر الى مصرنا بعين الرحمة والرعاية ويرد لمصرنا الجميل الذى قدمته له طفلاً ويكمل وعده لشعب مصر { مبارك شعبي مصر} (اش 19 : 25).
+ اذا نبتدئ عاماً جديداً فى تقويم الشهداء 1728ش . نتذكر ان التقويم القبطى الفرعونى لايرجع عصر الشهداء فقط بل الي سنة 4241 قبل الميلاد وهو من أقدم التقاويم المعروفة وادقها ويشهد لبراعة اجدادنا فى الفلك كما برعوا فى الهندسة والطب والادب وكل مجالات الحياة ونستلهم من ماضينا العريق كل ما يقودنا الى حاضر مستقر ومستقبل مشرق .
+ نتذكر كل شهدائنا الابطال الذى بذلوا دمائهم من أجل الإيمان منذ القديس مارمرقص الذي أستشهد على ثرى الاسكندرية فى 67م ثم مرورا بعصر الاضطهاد الذى شنه الامبراطور الوثني دقلديانوس فى 284م والذى سالت فيه دماء الاف الشهداء من الاسكندرية حتى اسوان من اجل الحفاظ على الإيمان المسلم لنا من السيد المسيح والاباء الرسل وبعصر الشهداء بدء التقويم القبطي بداية جديدة . ونتمثل باجدادنا واخوتنا القديسين فنحن كنيسة شاهدةً وشهادتها حيةً مخضبةً بالدماء الطاهرة {انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). نتذكر شهداء العصر الحديث منذ احداث الزاوية الحمراء 1981م وحتى أحداث كنيسة القديسين بالاسكندرية وشهداء نجع حمادى وأمبابة والقطامية وشهداء ثورة 25 يناير الذين قدموا حياتهم من أجل الإيمان او المبادئ والوطن وحريته. ونستلهم من ثبات شهدائنا كل القيم النبيلة فى الإيمان والامانة والجهاد والوفاء لله والكنيسة والوطن .
+ السنة المقبولة ..
+ فى رأس السنة القبطية، نتذكر قول السيد المسيح فى بدء خدمته {مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية.واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه.فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم} لو18:4-21. نريد ان تكون هذه هي السنة المقبولة من الله لمصرنا الحبيبة وشعبها الطيب الصابر لكى يجد المساكين فى الله وفى بلادهم الأمان ويحيوا الإيمان بالله والاخوة الإنسانية، نصلى ليجد منكسري القلوب الشفاء من جراح الماضي والآم الحاضر متطلعين بالرجاء للمستقبل الذي يسود فيه المحبة والتعاون والخير للجميع ، نصلى من أجل الماسورين ليتحرروا من قبضة أبليس الذى يقود للشر والظلم والفساد ، ونصلى من اجل المظلومين ليجدوا العدل والحق ، نصلى من إجل الذين أعمت الكراهية والحقد والتعصب عيونهم وقلوبهم لتنفتح بصيرتهم ليروا فى غيرهم أخوة لهم فى الوطن، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات لننهض بمصر المستقبل بعيداً عن الظلم والكراهية والتعصب ونبنى مجتمع الاخاء والمساوة والحرية للجميع .
+ لقد عاني الشعب المصري فى غالبيته العظمى من الفقر والمرض والفساد والتخلف والجهل والظلم وقد أيدنا ثورته على كل أشكال الفساد، وعلينا جميعاً حكاما ومحكومين ان نتحلى بالمسئولية التاريخية أمام الله والوطن والضمير لكي نبني عهدأ جديداً من الأستقرار والازدهار والتعاون من أجل مستقبل افضل لبلادنا واولادنا ، علينا ان نتحلى بالصبر والعمل معاً للعبور بالثورة نحو تحقيق أهدافها فى رفع الظلم ومحاربة الفساد وفقاً للقانون وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة وايجاد فرص العمل للعاطلين والارتقاء بمستوي المعيشة للفقراء وتوفير المسكن والتعليم والعلاج المناسب لكل مواطن . فمصر فيها من الخيرات الكثير وهناك أكتشافات بتروليه ومعدنية فيها مبشرة بالخير للجميع .
+ نحتاج للضمير الصالح الذى يراعى الله فى نفسه واهله وجاره وبلاده .وان يحب الانسان لجاره القريب والبعيد ما يحب لنفسه ، لان هذه هى غاية الدين والوصايا الإلهية {واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5).
اننا نحتاج الى التخطيط السليم والاجندة الواضحة من القائمين على مصلحة البلاد والعباد للخروج من النفق المظلم الانتخابات الحرة والديمقراطية لمجلس الشعب والانتخابات الرئاسية والحفاظ على أمن المواطن والوطن والملكية العامة والخاصة ومحاسبة الخارجين على القانون والقضاء على كل اشكال الفساد والظلم والمحسوبية والتمييز .
+ ان مصرنا العزيزة بفضل رجالها الامناء والاوفياء والاكفاء تستطيع ان تنهض من كبوتها وتبنى حاضرها على أسس الديمقراطية والمساواة والعدالة والتخطيط السليم والمتابعة الامينة والقضاء العادل النزيه،لترعى ابنائها وتوفر لهم حياة كريمة تليق بماضيها وحضارتها العريقة ولتبني حاضر مستقر وآمن وكريم يقود لمستقبل مزدهر ومشرق . اننا نصلى لله ونرفع الدعاء فى بدء عام قبطي جديد وعلينا جميعا العمل والاخلاص والوفاء.
وكل عام وحضراتكم بالف خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق