13‏/11‏/2011

† لا تدع الصغائر تنغص حياتك



للأب القمص أفرايم الأورشليمى
لا نضخم الأمور أكثر مما ينبغى اشياء كثيرة تحدث معنا ولنا ومن حولنا ونضخمها وتتعبنا بل قد تنغص علينا حياتنا وتفقدنا سلامنا ونظن انها مشكلات بلا حلول ونظل نقلق من اجلها ونحرم حتى من النوم الهادئ ومن ثم من التركيز فى اعمالنا ونفقد مقدرتنا على مواجهة متغيرات الحياة . ونكتشف بعد ايام او شهور انه قد تم حل المشكلات او تم تجاوزها بحلول غير متوقعة وهى لم تكن تستحق منا كل هذا التعب والعناء. فلنثق فى ان كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله وحتى ان كنا نحن غير أمناء يبقى الله اميناً وسيقودنا ويعبر بنا بحر العالم الى ميناء السلام ؟
نعيش فى حدود يومنا ... يجب ان نتعلم ان نعيش فى حدود يومنا فقط ولا نحمل هموم الغد والسنين على اكتافنا او نجعل القلق على المستقبل يفقدنا متعة الحياة السعيدة لليوم الحالى. ولنثق ان المستقبل في يد اب صالح يهتم بنا ويرعانا وسيقودنا فى موكب نصرته ويجعل كل الاشياء تعمل معاً للخير من اجل خلاصنا وسعادتنا. ان معدل ما يمر علي الفكر في اليوم الواحد يوزاى خمسين الف فكرة منها الجيد والمفيد ومنها المقلق والمخيف والمحزن . فيجب ان نتعلم كيف نتجاهل الافكار السلبية ونهتم بالافكار الايجابية والعملية .
لا يجب ان نفكر كثيرا فيما نريد ان نملك ولكن لنفكر كيف نستمتع بما هو متاح لنا وكيف ننميه ونسعد به وندخل السعادة على من هم حولنا. يجب علينا ان نقول كل يوم (هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه . يارب خلصنا ، يارب سهل طرقنا ، مبارك الأتى باسم الرب) . لنعلم ان أمس جاز وعبر ولن يعود وغدا فى يد الله ولم ياتى بعد ولنعيش يومنا بحلوه ولا ندع مرهُ يفقدنا سلامنا فيه ونمرر الصغائر فتمر وتعبر ولا تمرر حياتنا .
الفرح بالرغم من الضيقات..
اننا نفرح بالرب ومحبته لنا حتى عندما ندخل فى معصرة التجارب فانها تنقينا وتعلمنا وبها نتيقن ان العالم يمضى وشهوته معه، وتهبنا الأكاليل السمائية ونري بها يد الله القوية فى الاحداث فدانيال النبى فى جب الاسود ارسل الله له ملاكه وسد افواه الاسود وخضعت له ، والثلاثة فتيه عندما القوهم فى الأتون لم تمس شعرة منهم لان الله كان معهم يتمشى فى وسط الأتون . وبولس الرسول وسيلا كانا يسبحان الله وهم مقيدين واذ ملاك الرب يفك القيود ويفتح باب السجن واذ يرى السجان ذلك يؤمن بالله .
اننا نفرح بالله رغم التجارب والضيقات ومع حبقوق النبى نفرح لا بالاشياء او عدم وجودها بل بالرب قوتنا { فمع انه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود. فاني ابتهج بالرب و افرح باله خلاصي.الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالايائل ويمشيني على مرتفعاتي } حب 17:3-19
اعزائى ... ان اعطانا اليوم ليمونة مرة او حامضة فلنصنع منها شراب طيب المذاق .
ولا تدعوا الصغائر تنغص حياتكم فانها فى النهاية ، صغائر! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق