أنتصار السيد المسيح على الشيطان
دخل الرب يسوع المسيح التجربة على الجبل لحسابنا ومن اجلنا حتى ما يعلمنا ويكون لنا مثالاً حياً للنصرة والخلاص من قوى الشر. فاننا كابناء لله معرضون للحرب مع قوات الظلمة لا سيما كلما أقتربت نهاية الأيام لان أبليس يذيد حربه عالما ان له زماناً يسيراً بعد ، ولكن مخلصنا الصالح الذى تألم مجرباً يستطيع ان يعين المجربين. عب 17:2-18 .
ان الله يريد بالتجارب ان يعلمنا ويدربنا، ولكى نبرهن على طاعتنا الكاملة لله ، وحتى ما نستمر متواضعين فلا ننتفخ ونتكبر. الأنتصار في التجربة ورفض أساليب الشيطان الخاطئة دليل محبتنا لله وبانتصارنا توهب لنا الأكاليل السمائيه .
لا تخافوا اذا يا أحبائى لان التجارب هى المجال المناسب لتجلى المسيا المصلوب فى حياتنا ، وأثبتوا فى الايمان حتى تنتصروا وتأتى لكم الملائكة لتخدمكم وتسحق الشيطان ونكتشف قوة الله ويعلن ملكوته بكم وتكتشفوا ضعف الشيطان وانهزامه امام قوة الله وتأخذوا بركات لا توازيها سنوات طويله من الراحة والسلامه فالبحر الهادى لا يصنع رباناً ماهراً.
أسباب التجارب فى حياتنا..
ان للتجارب فى حياتنا اسباب متعدده . قد تكون التجربة بسماح من الله او تكون أيضا بسعينا اليها أو بدخولنا فى علاقات خاطئه تكون لنا عواقب وخيمه. وقد تكون بسبب كبرياء الانسان ومفارقة النعمة ليعرف الانسان ضعفه. وقد تكون التجارب لتنقيتنا أو أصلاحنا وصلاحنا وتعلن مجد الله من خلالنا متى كان الانسان باراً . وقد تكون بحسد أبليس وأعوانه فهو عدو كل بر ويريد ان يسقط الانسان معه . وفى كل الحالات يجب ان نصلى ونطلب ارشاد ومعونة الله ونقاوم السقوط ولا نطاوع الشيطان وأفكاره وحيله. ويجب ان نصلى ان لا ندخل فى تجربة ولكن يجب ان نعلم اننا مادمنا فى الحياة فنحن معرضون للتجارب ، يقدّم لنا القدّيس يوحنا الذهبي الفم اسباب متعدده للتجارب منها أولاً: ليعلمك أنك قد صرت أكثر قوّة. ثانيًا: لكي تستمر متواضعًا، فلا تنتفخ بعظمة مواهبك، إذ تضغط التجارب عليك. ثالثاً: لكي يتأكّد للشيطان الشرّير أنك تركته تمامًا وقد أفلتّ من بين يديه. رابعًا: بالتجارب تصير أكثر قوّة وصلابة من الحديد الصلب نفسه. خامسًا: لكي تحصل على دليل واضح للكنوز المعهود بها إليك. فإن الشيطان لا يريد محاربتك ما لم يراك في كرامة أعظم. على سبيل المثال في البداية هاجم آدم، لأنه رآه يتمتّع بكرامة عظيمة. ولهذا السبب أيضًا هيّأ الشيطان نفسه للمعركة ضدّ أيوب لأنه رآه باراً يزكّيه الجميع ويشهد الله على بره . ان التجارب تنقى المؤمن وتعلمه وتهب له آكاليل الانتصار.
نحن نحيا فى القرن الواحد والعشرين الذى يتسم بانه عصر التكنولوجيا والنت والدش والتطور التقنى وفى ذات الوقت هو عصر يتسم بالتغيرات المتسارعه والحروب والاضطرابات المتلاحقة وصراع الافكار والقيم ، كما ان عصرنا هو عصر المادية وسيطرة الميديا والنزعة الأستهلاكية بما تتركه فى النفوس من صراعات ورغبات داخل المجتمع والبيت والنفس البشرية . اننا محاصرون من الصباح حتى ساعات النوم بسيل جارف من المعلومات والأخبار المقلقة والمغرضة والتواصل البناء أو الهدام وترافقنا صراعات المصالح والافكار والاهداف ووسط هذا كله علينا ان نبحر بسفينة حياتنا دون ان تغرق او يصيبها ضرر أو تتراجع أو تتوقف بل علينا ان نعبر تجارب الحياة وضيقاتها وعثراتها وننتصر ونصل الى بر الأمان . ان الانتصار ليس صعبا فنحن لسنا وحدنا فى الجهاد ومادامنا ثابتين فى المسيح فبه نستطيع كل شئ ومنه نستمد القوة والحكمة والنصرة .
أنواع من التجارب ..
ونحن نعبر تجارب الحياة بانواعها يجب ان نعلم جيداً اننا لسنا وحيدين فى الحرب او متروكين بل لنا قائد ومعين ، دخل السيد المسيح بوتقة التجارب من أجلنا وأنتصر ليعلمنا طرق الأنتصار وهو هو أمس واليوم والى الأبد فيما هو تألم مجرباً يستطيع ان يعين المجربين ، لقد جاءت التجربة على الجبل فى الانجيل فى (مت1:4-11) ،(مر12:1،13)، (لو1:4-15) كعينة من التجارب التى اجتازها ربنا يسوع المسيح لكن المجرب كان يعاود التجارب حتى على الصليب كان الشيطان يتجرأ ويحارب ولكن النصرة كانت وستبقى أكيدة للأنتصار بالمسيح يسوع ربنا مادمنا نقاوم الشيطان راسخين فى الإيمان
تجربة الخبز والشبع ...
صام الرب يسوع عقب العماد أربعين يوما واربعين ليلة على جبل التجربة، لكى ما يبدأ خدمته الجهارية بالانتصار على أبليس . ولما جاع أخيراً تقدم له المجرب قائلاً { ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا} (مت3:4) لكن رد السيد المسيح كان رافضاً مشورته الشيطان { فاجاب و قال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت4:4 ).انه نفس الحرب التى يستخدمها معنا الشيطان فيشككنا فى أبوتة الله لنا ويقول ان كنتم ابناء الله فلماذا هذه الضيقات والاضطهادات ؟ ولماذا الأمراض والاحتياج للضروريات ؟ ويوجهنا الى الأساليب الشيطانية لأشباع رغباتنا بل يلح علينا على صفحات النت وفى الاعلانات بسيل من الرغبات غير المشبعة . ونحن اذ نسير وراء قائد نصرتنا نعلم ان النفس الشبعانة بالله تدوس عسل وشهوات العالم .
لم يستخدم المخلص قدرته الإلهية فى اشباع حاجة الجسد ليعلمنا أهمية العمل من أجل ان نأكل خبزنا بعرق الجبين، وان لا نطيع الشيطان فى مشوراته ونثق فى ابوة الله الراعى الصالح والذى يهتم بخلاصنا وابديتنا حتى لو تمحصنا بالتجارب والضيقات التى بها نتنقى. اننا لابد ان نشبع بكلمة الله التى هى روح وحياة ونهتم بملكوت الله وبره وكل الامور المادية سوف تعطى لنا وتذاد . وان كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهما فمتى كان لاحد كثير فليس حياته فى امواله ؟
ان الصوم والصلاة وكلمة الله المقدسة من أهم الأسلحة الروحية الى ينتصر بها المؤمن فى حروبه الروحية ، كما ان البطن سيدة الأوجاع ويجب ضبطها وترويضها فالذى يشبع شرهه بالاطعمة يستحيل عليه ان يتحرر من الاثم ويشبه من يريد أخماد النار بصب المزيد من الوقود عليها. لقد طرد ابوانا أدم وحواء من الفردوس بسبب طاعة الشيطان فى شهوة الأكل. وهكذا كانت خطية سدوم الكبرياء والشبع ووفرة الترف . أما الذى يسير حياته فى زهد وأكتفاء فلابد ان يصل الى الحياة المطوبة على الارض وفى السماء .
تجربة المجد الباطل ..
لقد أعتمد المخلص الصالح فى الأنتصار على الشيطان على الكلمة الالهية { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان} (تث 8 : 3) وها هو الشيطان يستخدم كلام الكتاب للحرب لكن يستخدمه بطريقة مضللة ويجزئها : يقول المزمور { لانك قلت انت يا رب ملجاي جعلت العلي مسكنك.لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الايدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك. على الاسد والصل تطا الشبل والثعبان تدوس} (مز9:91-14) فالكتاب هنا يعلمنا ان نتكل على الله ونجعله ملجأنا وهو يحفظنا ويرعانا بملائكته لكن الشيطان يقول للمخلص الصالح ان كنت ابن الله القى بنفسك أمام الناس من أعلى جناح الهيكل مستعرضاً بالكبرياء والأفتخار والمجد الباطل أمكانياتك وسلطانك ، وهنا نرى الرب يعلمنا ان لا نجرب الرب الهنا ، إبليس يقنع ربنا باستخدام حقه كابن لله بطريقة فيها تهور، وبطريقة خاطئة وفيها تجربة للآب ولكن محبة الآب لنا لا تحتاج لإثبات بهذه الأساليب فهو يحفظنا في كل طرقنا الصالحة، ولا داعي أن نضعه موضع الامتحان.
ان كان إبليس قد حارب السيد المسيح في المدينة المقدسة وعلى جناح الهيكل أي في الأماكن المقدسة، فهو يحاربنا ايضا حتى فى أوقات الصلاة وفى بيت الله ويشككنا فى عناية وحماية الله لنا ولكن نحن نعلم ان مخلصنا ورغم انه صانع العجائب والمعجزات وقت الحاجة الإ انه أختار طريق الصليب وبه أنتصر وخرج غالباً ولكى يغلب معنا وبنا فى الصليب. فلنثبت اذاً فى الأيمان ونصرخ مستنجدين بالصليب وقوة المصلوب عليه ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته . قد تكون حرب الشيطان لنا ذهنية فقط أي هو يغرينا بالمجد الباطل وصنع المعجزات الذى لايخلص أما المسيح فيعلمنا ان نختار معه طريق الصليب. نحن بالإحتمال وطول الأناة والصبر نرث المواعيد .ان الله يحفظنا من التجارب التي نتعرض لها وليس التي نصنعها بانفسنا حتى نجرب محبته الله. وعلينا أن نثق في محبة الله دون طلب إثبات.
الطريق السهل وشهوة العيون ..
ان الشيطان واعوانه لا يكلوا عن محاربتنا واغوائنا بملاذ الدنيا الباطلة وأتباع طرقهم { أعطيك هذه جميعها ان خررت وسجدت لى . قال له يسوع أذهب عنى يا شيطان لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد } مت 8:4-10. ان الشيطان يقدم لنا الطريق السهل لتحقيق اهداف تظهر لنا ناجحه ويعدنا بالسلطه والمال والمقتنيات والمناصب والعالم وشهواته. ونعلم ان الذين تركوا الله وعبدوا الشيطان وقواته سخر بهم وخسروا أبديتهم . فالشيطان لا يعطي الا السراب والقلق والضياع .
نحن نتبع الله بكل قلوبنا فهو الهنا وخالقنا ومعيننا فى تجاربنا ولا نتفاوض مع الشيطان فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ انها تجربة كل يوم للمؤمنين، أن يدخلوا من الباب الواسع لذلك ينبهنا الكتاب "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التى فى العالم لان العالم يمضى وشهوته معه " . أبليس يغوي المؤمنين بعالم فانٍ زائل لا يملكه ولا يعطيه وان أعطى بالغش والرياء فانه يفقد الإنسان سلامه وراحته وابديته. ونحن لا ندخل فى المساومات الشيطانيه ولا نشترك فى أعمال الظلمة غير المثمرة ولا فى المجادلات الغبية بل ننتهر الشيطان وأفكاره الشريرة منذ البداية ولا نتفاوض مع الفكر الشرير لئلا يتلوث الفكر . يجب ان نهرب من الفساد الذى فى العالم ومن شهواته وندرب انفسنا على طاعة الله ونبنى انفسنا على أيماننا الاقدس وكلمة الله القادرة على هدم حصون الشر ونستأسر كل فكر الى طاعة المسيح لنجد عونا من اله السماء الذى يسحق الشيطان تحت ارجلنا سريعاً .
أعنى فى تجاربى...
ربى والهى وسط أمواج بحر العالم واغراءات الشيطان وهياج وزئير الاسود الملتمسة ان تبتلعنا نصرخ اليك انت يا قائد نصرتنا ومعيننا فى تجاربنا ومبدد سهام أبليس المتقده ناراً. وانت هو، هو أمس واليوم والى الابد قادر ان تنتصر بنا وفينا من أجل مجد اسمك القدوس . فانت لك حرب مع عماليق من دور الى دور ونحن اعيننا نحوك. انت تعلمنا الحرب وتعطينا أسلحته الانتصار القادرة على هدم حصون الشر.
انت يارب كنت مع ابائنا القديسين وحفظتهم ونصرتهم على مقاوميهم ومضطهديهم وبددت ظلام الوثنية بالأيمان وانارت للجلوس فى الظلمة وظلال الموت بمعرفتك ومحبتك فهل قصرت يديك أم عجزت يمينك يارب المتمجدة بالقوة ؟. فلا تدع يارب موت الخطية ولا حيل أبليس تقوى علينا ولا على كل شعبك المؤمن ، كن ناصراً لنا فى الحروب والشدائد ، ومعيناً لنا فى الضيقات ، ومعزياً لنا فى الاحزان، وترساً وحصناً لنا فى الضعف والخوف .
اجعلنا نحتمى بك عندما يهيج علينا العدو، وأشبعنا بمحبتك وأحط بنا برعايتك وقونا فى موكب نصرتك لتفرح قلوبنا بمعونتك . وبك ننتصر كل قوى الشر ونصل الى الملكوت السماوى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق