الكنيسة القبطية وتقويم الشهداء
+ أهنئكم أحبائي الأعزاء فى كنيستنا القبطية المجيدة، ونحن نستقبل السنة القبطية الجديدة 1730 من تقويم الشهداء الابرار، نرجو لجميعكم وأحبائكم سنة مقدسة ومباركة فى الرب. ونصلى ان يكون عامنا الجديد عام خير وسلام وإستقرار وأمان وصحة لجميعكم. ونذكر أن التقويم القبطي يرجع أصله الي السنة والتقويم الفرعوني لعام 4241 قبل الميلاد، عندما تمكن العلامة "توت" من وضع التقويم النجمي بعد ملاحظات ودراسات دقيقة لحركة الافلاك وارتباطها بجريان النيل، وقد وجد ان مياه الفيضان تصل إلي هليوبوليس، مركز العلوم الفلكية، في نفس اليوم الذي تظهر فيه نجمة الشعرى اليمانية، فى سماء مصر بعد فيضان النيل وان هذه الرحلة السنوية تستغرق 365 يوما وربع يوم، فقسم السنة إلي اثني عشر شهرا كل منها ثلاثون يوما، ثم اضاف خمسة أيام في نهاية السنة واطلق عليها اسم "الشهر الصغير" وكان مخصصا للاحتفالات بعد الفراغ من الحصاد. وأستمر المصريين يستعملون هذا التقويم حتى بعد إيمان مصر كلها بالمسيحية نظراً لارتباط السنة بالمواسم الزراعية المختلفة حتى جاء الإمبراطور دقلديانوس في العصر المسيحي وأستشهد فى عصره أكثر من مليون قبطي مسيحى؛ فاتخذ أقباط مصر بداية عهده الموافق 284 ميلادية بداية لتقويم سنة الشهداء. مع الاحتفاظ باسماء الشهور ومواسمها الزراعية وتحديد الأعياد المسيحية وفقا لها.
+ أننا نتذكر أجدادنا وآبائنا القديسين الذين بذلوا حياتهم من أجل الرب الاله الذى أحبنا وبذل ذاته فداءا عنا ومن أجل حفاظهم وتمسكهم بايمانهم الأقدس، هؤلاء الذين إرتوت بدمائهم أرضنا الطيبة منذ القرن الاول الميلادي عندما تخضبت شوارع الاسكندرية بالدماء الطاهرة لكاروز ديارنا المصرية القديس مار مرقس الرسول وحتى شهدائنا الابرار فى العصر الحديث فى الكشح بصعيد مصر وفى كنيسة القديسين بالاسكندرية وشهداء ماسبيروا الذين إختلطت دمائهم بنهر النيل حتى شهداء سيناء الابرار، هذه الدماء البريئة الثمينة جدا لدى الله ولدينا وهى تصرخ الي السماء كما دم هابيل الصديق مطالبة بالعدل { صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك10:4). والله ليس بظالم لكي ينسي تعب ودم المظلومين، حتى لو تمادى الشر بل عادل ويجازى كل واحد حسب عمله { اذ هو عادل عند الله ان الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا }(2تس 1 : 6). أننا نفتخر بكل سحابة الشهود الذين رفضوا ان ينكروا أيمانهم من أجل تمتع وقتي بملاذ العالم وإقتبلوا العذاب والاستشهاد بمحبة وصبر من اجل محبتهم فى الملك المسيح ومن أجل الحياة الابدية التي اليها دعينا.
+ على خطى آبائنا القديسين نسير حاملين الصليب فى محبة وشكر وصبر، وأذ نقدم حياتنا رائحة بخور وتحرق كنائسنا لتصير نورا للسالكين فى الظلمة وظلال الموت، وتسلب ممتلكات البعض فى بربرية وبلا ضمير أو أخلاق من أناس تدعى زورا وبهتانا انهم حماه الدين، والله والدين منهم برئ. وان ترك الظلم فى نفوسنا جراح صعبة نعانيها من أخوة لنا فى الوطن كنا نظن أنهم العون والسند فى الملمات، ونحن نشاركهم ظروف العيش ونحزن لاحزانهم ونفرح فى أفراحهم ونقدم لهم الحب فى كل المناسبات. أننا نعزي كل ابناء شعبنا الذين أحرقت كنائسهم أو سلبت أموالهم أو يعانوا الظلم والاضطهاد والتمييز طالبين لهم الصبر والعزاء والتعويض من الله الذى لا يغفل ولا ينام، مصلين من أجلهم من كل قلوبنا وندعوهم للصلاة الواثقة فى عدالة السماء وفى ثقل المجازاة، نصلى من أجل ان يرحمنا الله ، وياتي بالبشرى السارة للمساكين ويشفى القلوب المنكسرة ويحرر المقيدين ويفتح أعين العميان ويهدينا بنور الإيمان لنسير فى النور وتكون السنة المقبلة سنة خلاص ونجاة وتحرر ليتم القول الالهي { مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسريالقلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.} ( لو18:4-19)
السنة المقبولة ....
+ أننا نصلى لتكون هذه السنة القبطية الجديدة، سنة خير وسلام وإستقرار وأمان لشعبنا وكنيستنا وبلادنا ولكل نفس فيها، نطلب من الله ونحن مقبلين على استحقاقات هامة فى تاريخ البلاد ان تستقر سفينة بلادنا وتصل الى دستور ديمقراطي مدنى يرسي أسس سليمة للمواطنة فى جوانبها المختلفة ويرفع كل اشكال التمييز سواء من ناحية الدين أو العرق او الجنس أو الايديولوجيات السياسية دون اقصاء أو تهميش لاحد فى مساواة وعدالة وحرية وسيادة القانون على الجميع، وان تتم الانتخابات البرلمانية فى نزاهة وديمقراطية وتأتى بالتمثيل العادل والمشرف لجميع فئات المجتمع فى توازن نسبى يحقق للجميع وجودهم العادل تحت قبة البرلمان كمظلة لتشريع القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية، ثم ياتي بعد ذلك انتخاب رئيس للبلاد فى هذه الفترة الهامة والدقيقة فى تاريخ بلادنا ليقود دفة البلاد نحو حاضر مشرف ومستقبل أفضل ومن أجل ذلك نحن نصلى ليقود الله بلادنا ومسئوليها وكل مواطن فيها ليكون مشارك وفعال بضمير حي فى حكمة وعقل من أجل صالح وإستقرار وسلام وأمان ومستقبل بلادنا دون تحزب أو تطرف أو هوى.
+ على المستوى الفردي، نصلى ونطلب لكل أحد حياة مقدسة مباركة كريمة، نتخلص فيها من كل أخطاء الماضي فى توبة مستمرة ومقبولة ونعمل على إكتساب العادات الصالحة ونحيا حياة الفضيلة والبر، وان كان الله قد وهب لنا فرصة لنحيا هذه السنة ونثمر فعلينا ان نجعلها سنة تحرر من الخطايا والأخطاء، وسنة للثمر الروحي المتكاثر لحساب الملكوت، نعمل على النمو فى مختلف المجالات رغم التحديات والمشكلات فاله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى، واذ يرى الله أمانتنا فى القليل فانه لن يتركنا وسيقيمنا على الكثير، ونحن نضع ثقتنا فى الله القادر على كل شئ، وهو الذى عليه رجائنا وقادر ان يبارك حياتنا ويشترك معنا فى كل عمل صالح.
+ نصلى ونطلب سلاما وبنيانا لكنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية وكل مؤمنيها، رعاة ورعية، لكي ينظر الله الينا بعين الرحمة والمحبة ويبنى ويقيم ويرمم حجارتها ونثق أن الذى وعد أمين {على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها }(مت 16 : 18). نطلب عن كل نفس في بلادنا لاسيما المحتاجين والساقطين والفقراء والمظلومين والمرضى والضعفاء، لكي ما يعصب الله الجريح ويرد الضال ويجبر الكسير، ويحفظ شعبنا ويهبنا الحكمة والنعمة والبركة. نرفع صلواتنا من أجل سلام العالم ولاسيما الشرق الأوسط وبخاصة سوريا المحبوبة وشعبها لكي ينعم له الله بالسلام والاستقرار والحرية وبلاد الرافدين العراق الشقيقة لكي تستقر اوضاعها وينعم أهلها جميعا بالسلام والامن والتقدم ومعالجة أثار الحرب. نصلى ليعطي الله حكمة لجميع القادة والمسئولين من أجل حاضر يجد فيه كل انسان فى أمن وسلام وحرية وعداله، ومن أجل بناء عالم أفضل للجميع، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق