26‏/09‏/2013

† الصليب والمسيحية - للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

الصليب والمسيحية
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
{ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا}
(رو  8 :  37)



الصليب شعار المسيحية وقوتها....
الصليب هو شعار المسيحية وقوتها. فالصليب والمسيحية أمران متلازمان لا يفترقان. فحينما نرى الصليب مرفوعا أو معلقا، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين. فالصليب هو شعار المسيحية، بل هو قلبها وعمقها واعلان لعظمة محبة الله للبشر. فلقد تأسست المسيحية على أساس محبة الله المعلنة لنا بالفداء على الصليب، وعندما نتكلم عن قوة الصليب لا نقصد قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين، بل نقصد الرب يسوع الذى تجسد وعلم ومات على الصليب من أجل خلاص البشر جميعا، ثم قام واقامنا معه وصعد بمجد ليصعدنا الى السماء وما صحب ذلك من بركات مجانية، أنعم بها على البشرية، وما زالوا ينعمون بها حتى نهاية الدهر{لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16). وسيبقى الصليب رمز المحبة الباذلة والتواضع والخلاص حتى مجئ الرب عل السحاب فى مجده {وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير} (مت 24 : 30)

والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال. لكن للصليب وجهين، وجه يعبر عن الفرح والأنتصار والتعزية، والأخر يرمز للألم. ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته وانتصاره على الشر والخطية والشيطان، ونقصد بالثانى مواجهة المؤن للضيقات والمشقات، ويلزم للمؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين، فالصليب هو حياتنا وقوتنا وفضيلتنا وعليه يبنى إيماننا، وبقوة من صلب علي الصليب يتشدد المؤمن وسط الضيقات وما أكثرها فى حياتنا ونحن ننظر الصليب والمخلص المصلوب عليه فنستمد القوة والتعزية والصبر{ ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب، مستهينا بالخزى. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم } ( عب 12 : 2 ،3). 
ان ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة، فاستحقوا أفراح القيامة. هذا بينما عثر البعض فى الصليب، وآخرون رفضوا حمله، فألقوه عنهم ولم يكن مسلك هؤلاء الرافضين سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم { نحن نكرز بالمسيح مصلوبا، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهودا ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله } (1كو 1 : 23 ،24). ان الصليب هو رمز التضحية والمحبة والبذل والتواضع والعطاء وقوة الاحتمال وليس ضعفا او خوفا او مهانة { واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم } (غل 6 : 14).
الصليب فى حياة الكنيسة...

ان الصليب لا يصف حقبة من حياة الكنيسة او المؤمنين مضت وانتهت، انه هو حاضر الكنيسة وحياتها ومستقبلها المعاصر، وقوة الخلاص لكل مؤمنيها فى كل جيل. لقد حملت الكنيسة الصليب واحتضنته وبه انتصرت على كل قوى الشر التى واجهتها وهذا هو نداء الرب يسوع المسيح للكنيسة بان تتبعه فتحمل صليبها كل يوم { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم و يتبعني} (لو 9 :  23). فمن لا يقبل بحمل الصليب ويسير مع المسيح لا يقدر ان يكون له تلميذا. فنحن نحمل بفخر الصليب { ومن لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذا }(لو  14 : 27) . الكنيسة والمؤمنين يشهدوا  للمصلوب والصليب وسط عالم وضع فى الشرير. وقد عاشت الكنيسة ومؤمنيها كحملان بين ذئاب ففى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع قال لهم { اذهبوا  ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب } ( لوقا 10 : 3 ). والحملان صورة للمؤمنين بالمسيح فى وداعتهم وبساطتهم. أما الذئاب فرمز لأهل العالم فى غدرهم وشرهم. إن الحمل صورة للرب يسوع الذى قيل عنه إنه لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته. صورة للمسيح الوديع الذى دعانا أن نتعلم منه الوداعة وتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا . المسيح حمل الله الذى بلا عيب يدعو كل من يتبعونه أن يكونوا حملان. هكذا يقدمهم للعالم والعجيب، أنه فى النهاية  كما يقول القديس أغسطينوس  حولت الحملان الذئاب وجعلت منهم حملان ويعنى أغسطينوس بذلك الشعوب الوثنية التى آمنت بالمسيح وتغيرت طبيعتها بفضل هذه الحملان. ويصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم { مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين } ( رومية 8 : 29 ). وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم  فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر، والفداء استلزم الألم والصليب، وإن كان المسيح قد تألم، فليس التلميذ أفضل من معلمه، ولا العبد أفضل من سيده. هكذا تحمل الكنيسة القبطية الصليب وتعانقه عبر تاريخها الطويل فى محبة عجيبة وقوة نادرة ووفاء لرئيس إيمانها ومكمله الرب يسوع. 
الصليب فى حياة المسيح ...

 إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد، لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة . ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف. نرى الصليب فى مولده فولد فى مذود إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع ( لو 2 : 7). نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ). وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) . ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه { لأنكم لهذا دعيتم، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر} (1 بطر 2 : 21 ، 22 ). وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) وفى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 – 10 ) . وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) . وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ( يو 6 : 42 ). وحين وجه اليهود إليه شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 )، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ).وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ). 
وكمبدأ عام فى حياة المؤمنين قال لنا { اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق } ( لو 13 : 24 ).  {لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه  ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه} (مت 7 : 13 :14). أما عن تعليمه بخصوص الضيقات { فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم } ( يو 16 : 33 ) بل قال لنا لنتذكر كيف يبغض العالم ابناء الله {تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله . وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى . لكنى قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أنى أنا قلته لكم} ( يو 16 : 2 – 4 ) .هكذا يناصب الشيطان العداوة لابناء الله  {وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى. ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. بصبركم اقتنوا أنفسكم } ( لو 21 : 16 – 19 ). لكن لمن يحملون الصليب  هناك ايضا الوعد بالنصرة على الشيطان والعالم والتعزية والسلام الداخلى والدخول الى ملكوت السموات. 
تحت ظلال الصليب.... 
ايها الرب الاله الذى أحبنا وحبه خلاصنا من الموت بقوة التجسد والفداء على الصليب، نشكرك على محبتك وخلاصك ونؤمن بابوتك وحنانك وفدائك المعلن لنا من خلال سر التجسد العجيب، ونعترف بقوة صليبك المعلنه لخلاصنا فيه وبه.
ان كانت كلمة الصليب عثرة للبعض وجهالة للبعض الأخر، يرفضها الجهلاء غير عالمين عظمة المحبة المعلنه فى الصليب ان يموت البار من أجل خلاص الأثمة معلنا حبه للبشرية مريداً ان يحتضنها ويقدمنا قربانا لله ابيه. فنحن  نعم نؤمن بالصليب وبالمصلوب ننادى وبه نهزم قوى الشر والشيطان والعالم. وبايماننا بالفداء سنصل للقيام من الخطية والضعف والحزن والفشل لنصل الى قوة القيامة المجيدة. 
انت يا سيدى تعلن على الصليب تواضعك ومحبتك وفدائك، تعلمنا كيف يبذل الحب نفسه من أجل أحبائه، وكيف ننتصر على الذات والشهوات والشيطان فاعطانا يا سيد القوة لنقول للمسئين الينا { يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون } علمنى يارب ان نجاهد ضد الخطية وان نحمل صليبك بشجاعة وفرح لنصل الى ملكوتك السماوى وتستعلن لنا قوة الصليب والفداء.


11‏/09‏/2013

† سنة الرب المقبولة - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


الكنيسة القبطية وتقويم الشهداء   
+ أهنئكم أحبائي الأعزاء فى كنيستنا القبطية المجيدة، ونحن نستقبل السنة القبطية الجديدة 1730 من تقويم الشهداء الابرار، نرجو لجميعكم وأحبائكم سنة مقدسة ومباركة فى الرب. ونصلى ان يكون عامنا الجديد عام خير وسلام وإستقرار وأمان وصحة لجميعكم. ونذكر أن التقويم القبطي يرجع أصله الي السنة والتقويم الفرعوني لعام 4241 قبل الميلاد، عندما تمكن العلامة "توت" من وضع التقويم النجمي بعد ملاحظات ودراسات دقيقة لحركة الافلاك وارتباطها بجريان النيل، وقد وجد ان مياه الفيضان تصل إلي هليوبوليس، مركز العلوم الفلكية، في نفس اليوم الذي تظهر فيه نجمة الشعرى اليمانية، فى سماء مصر بعد فيضان النيل وان هذه الرحلة السنوية تستغرق 365 يوما وربع يوم، فقسم السنة إلي اثني عشر شهرا كل منها ثلاثون يوما، ثم اضاف خمسة أيام في نهاية السنة واطلق عليها اسم "الشهر الصغير" وكان مخصصا للاحتفالات بعد الفراغ من الحصاد. وأستمر المصريين يستعملون هذا التقويم حتى بعد إيمان مصر كلها بالمسيحية نظراً لارتباط السنة بالمواسم الزراعية المختلفة حتى جاء الإمبراطور دقلديانوس في العصر المسيحي وأستشهد فى عصره  أكثر من مليون قبطي مسيحى؛ فاتخذ أقباط مصر بداية عهده الموافق 284 ميلادية بداية لتقويم سنة الشهداء. مع الاحتفاظ باسماء الشهور ومواسمها الزراعية وتحديد الأعياد المسيحية وفقا لها.
 + أننا نتذكر أجدادنا وآبائنا القديسين الذين بذلوا حياتهم من أجل الرب الاله الذى أحبنا وبذل ذاته فداءا عنا ومن أجل حفاظهم وتمسكهم بايمانهم الأقدس، هؤلاء الذين إرتوت بدمائهم أرضنا الطيبة منذ القرن الاول الميلادي عندما تخضبت شوارع الاسكندرية بالدماء الطاهرة لكاروز ديارنا المصرية القديس مار مرقس الرسول وحتى شهدائنا الابرار فى العصر الحديث فى الكشح بصعيد مصر وفى كنيسة القديسين بالاسكندرية وشهداء ماسبيروا الذين إختلطت دمائهم بنهر النيل حتى شهداء سيناء الابرار، هذه الدماء البريئة الثمينة جدا لدى الله ولدينا وهى تصرخ الي السماء كما دم هابيل الصديق مطالبة بالعدل { صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك10:4). والله ليس بظالم لكي ينسي تعب ودم المظلومين، حتى لو تمادى الشر بل عادل ويجازى كل واحد حسب عمله { اذ هو عادل عند الله ان الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا }(2تس 1 : 6). أننا نفتخر بكل سحابة الشهود الذين رفضوا ان ينكروا أيمانهم من أجل تمتع وقتي بملاذ العالم وإقتبلوا العذاب والاستشهاد بمحبة وصبر من اجل محبتهم فى الملك المسيح ومن أجل الحياة الابدية التي اليها دعينا.
+ على خطى آبائنا القديسين نسير حاملين الصليب فى محبة وشكر وصبر، وأذ نقدم حياتنا رائحة بخور وتحرق كنائسنا لتصير نورا للسالكين فى الظلمة وظلال الموت، وتسلب ممتلكات البعض فى بربرية وبلا ضمير أو أخلاق من أناس تدعى زورا وبهتانا انهم حماه الدين، والله والدين منهم برئ. وان ترك الظلم فى نفوسنا جراح صعبة نعانيها من أخوة لنا فى الوطن كنا نظن أنهم العون والسند فى الملمات، ونحن نشاركهم ظروف العيش ونحزن لاحزانهم ونفرح فى أفراحهم ونقدم لهم الحب فى كل المناسبات. أننا نعزي كل ابناء شعبنا الذين أحرقت كنائسهم أو سلبت أموالهم أو يعانوا الظلم والاضطهاد والتمييز طالبين لهم الصبر والعزاء والتعويض من الله الذى لا يغفل ولا ينام، مصلين من أجلهم من كل قلوبنا وندعوهم للصلاة الواثقة فى عدالة السماء وفى ثقل المجازاة، نصلى من أجل ان يرحمنا الله ، وياتي بالبشرى السارة للمساكين ويشفى القلوب المنكسرة ويحرر المقيدين ويفتح أعين العميان ويهدينا بنور الإيمان لنسير فى النور وتكون السنة المقبلة سنة خلاص ونجاة وتحرر ليتم القول الالهي { مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسريالقلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.} ( لو18:4-19)
السنة المقبولة ....
+ أننا نصلى لتكون هذه السنة القبطية الجديدة، سنة خير وسلام وإستقرار وأمان لشعبنا وكنيستنا وبلادنا ولكل نفس فيها، نطلب من الله ونحن مقبلين على استحقاقات هامة فى تاريخ البلاد ان تستقر سفينة بلادنا وتصل الى دستور ديمقراطي مدنى يرسي أسس سليمة للمواطنة فى جوانبها المختلفة ويرفع كل اشكال التمييز سواء من ناحية الدين أو العرق او الجنس أو الايديولوجيات السياسية دون اقصاء أو تهميش لاحد فى مساواة وعدالة وحرية وسيادة القانون على الجميع، وان تتم الانتخابات البرلمانية فى نزاهة وديمقراطية وتأتى بالتمثيل العادل والمشرف لجميع فئات المجتمع فى توازن نسبى يحقق للجميع وجودهم العادل تحت قبة البرلمان كمظلة لتشريع القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية، ثم ياتي بعد ذلك انتخاب رئيس للبلاد فى هذه الفترة الهامة والدقيقة فى تاريخ بلادنا ليقود دفة البلاد نحو حاضر مشرف ومستقبل أفضل ومن أجل ذلك نحن نصلى ليقود الله بلادنا ومسئوليها وكل مواطن فيها ليكون مشارك وفعال بضمير حي فى حكمة وعقل من أجل صالح وإستقرار وسلام وأمان ومستقبل بلادنا دون تحزب أو تطرف أو هوى.
+ على المستوى الفردي، نصلى ونطلب لكل أحد حياة مقدسة مباركة كريمة، نتخلص فيها من كل أخطاء الماضي فى توبة مستمرة ومقبولة ونعمل على إكتساب العادات الصالحة ونحيا حياة الفضيلة والبر، وان كان الله قد وهب لنا فرصة لنحيا هذه السنة ونثمر فعلينا ان نجعلها سنة تحرر من الخطايا والأخطاء، وسنة للثمر الروحي المتكاثر لحساب الملكوت، نعمل على النمو فى مختلف المجالات رغم التحديات والمشكلات فاله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى، واذ يرى الله أمانتنا فى القليل فانه لن يتركنا وسيقيمنا على الكثير، ونحن نضع ثقتنا فى الله القادر على كل شئ، وهو الذى عليه رجائنا وقادر ان يبارك حياتنا ويشترك معنا فى كل عمل صالح.
+ نصلى ونطلب سلاما وبنيانا لكنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية وكل مؤمنيها، رعاة ورعية، لكي ينظر الله الينا بعين الرحمة والمحبة ويبنى ويقيم ويرمم حجارتها ونثق أن الذى وعد أمين {على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها }(مت 16 : 18). نطلب عن كل نفس في بلادنا لاسيما المحتاجين والساقطين والفقراء والمظلومين والمرضى والضعفاء، لكي ما يعصب الله الجريح ويرد الضال ويجبر الكسير، ويحفظ شعبنا ويهبنا الحكمة والنعمة والبركة. نرفع صلواتنا من أجل سلام العالم ولاسيما الشرق الأوسط  وبخاصة سوريا المحبوبة وشعبها لكي ينعم له الله بالسلام والاستقرار والحرية وبلاد الرافدين العراق الشقيقة لكي تستقر اوضاعها وينعم أهلها جميعا بالسلام والامن والتقدم ومعالجة أثار الحرب. نصلى ليعطي الله حكمة لجميع القادة والمسئولين من أجل حاضر يجد فيه كل انسان فى أمن وسلام وحرية وعداله، ومن أجل بناء عالم أفضل للجميع، أمين.