بينما كان الكل يئنون في الداخل وقد تسللت الدموع من أعين البعض رشم أثناسيوس نفسه بعلامة الصليب وقد امتلأت ملامحه بالبهجة، ثم أغمض عينيه لينم مستريحًا بين يدي اللَّه. تمالك أخوه نفسه وربت بيده على كتف أثناسيوس وهو يقول له: " كنت أعجب يا أخي أنك قضيت كل أيام حياتك لا تفارقك بشاشتك العذبة... لكنني الآن أعجب بالأكثر أنك تستقبل الموت كمن ينام مستريحًا... قل لي: ما هو سرّ ذلك؟" بالكاد فتح أثناسيوس عينيه، وفي بشاشة وجهه مع سلام قلبه الداخلي قال بصوت هادئ: "لا تعجب يا أخي الحبيب، إني عشت مملوء فرحًا وسلامًا، وأرحل من هذا العالم ترافقني بهجة قلبي وتهليل نفسي، فإن وراء هذا كله هو أنني اعتدت أن أتكئ برأسي على ثلاث وسائد: وسادة أبوة اللَّه الحانية، ووسادة قدرته العظيمة، ووسادة حكمته الفريدة. تعودت أن أنام كل يوم وأنا مستريح، واستيقظ كل صباح متهلل النفس... كان إلهي يرعاني حتى في أحلامي، وها أنا ذاهب إليه لكي أتكئ في أحضانه الإلهية، أراه وجهًا لوجه، وأتمتع بكمال أسراره الفائقة!" امتلأت نفوس الحاضرين فرحًا، وكانت قلوبهم تتغنى قائلةً: نم مستريحًا على الوسائد الإلهية المريحة!" |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق