+ إستيقظ أسد من نومه فجأة على أثر سقوط فأر على إحدى قدميه الأماميتين . اضطرب الأسد في عرينه ، لكنه إذ رآه فأرا أمسك به وبكل سخرية قال له :" ألا تعلم أن ملك الحيوانات نائم ؟ كيف تجاسرت ودخلت عرينه ؟ كيف تلعب وتلهو ولا تخف منه؟
+ أدرك الفأر أن مصيره الموت المحتوم ، فتمالك نفسه وقال :
" سيدي جلاله الملك ، إني أعلم قوتك العظيمة وسلطانك .
إني فأر صغير للغاية أمام قوة جبروتك .
لا يليق بملك عظيم أن يقتل فأراً صغيراً محتقراً .
إني لا أصلح أن أكون وجبة لك ، إنما يليق بك أن تأكل إنساناً أو ذئباً سميناً أو ثعلباً الخ.
أرجوك من أجل عظم جلالك أن تتركني" .
+ في استخفاف شديد قال له :" ولماذا أتركك وأنت ايقظتني من نومي ؟ فإن الموت هو أقل عقوبة لك ... فتكون درساً لاخوتك !"
+ بدموع صرخ الفأر : " يا سيدي الملك . الكل يعلم عظمتك ويدرك أنه لا وجه للمقارنة بينك وبيني أنا الضعيف والصغير جداً . ارحمني واتركني هذه المرة ، وأعلم يا سيدي أنه ربما تحتاج إلىّ!"
ضحك الأسد مستهزءً وهو يقول :" انا محتاج إليك ، كيف تتجاسر وتقول هذا؟"
اضطرب الفأر جداً ، لكنه تجاسر فقال :" سيدي جلالة الملك ، اتركني ، وسترى بنفسك حاجتك إلى ضعفي ".
القاه الأسد وقال :" سأرى كيف يحتاج ملك الوحوش إلى من هو مثلك ".
أنطلق الفأر جارياً وهو يقول: " شكراً يا سيدي الملك . أن احتجت إلى لتزأر ، فتجدني في خدمتك ".
+ بعد أيام قليلة سقط الأسد تحت شباك صياد ماهر، فزأر الأسد بكل قوة . اضطربت كل حيوانات البرية فزعاً ، أما الفأر فإذ سمع زئير الأسد انطلق نحو الصوت . وإذ رأته الحيوانات تجري سألته عن السبب ، أما هو فقال لهم :" أني اذهب إلى جلاله الملك لأفي بوعديّ!"
4 ذهب الفأر إلى الأسد فوجده حبيساً في شبكة صياد . طلب الفأر من الأسد أنك يزأر، وبدأ يقرض الشبكة بكل قوته ، وكان العمل شاقاً للغاية . وإذ قرض جزءًكبيراً انطلق الأسد من الشبكة وهو يقول :" الآن عملت أن الملك مهما بلغت قوته وعظمته لن يتمتع بالحياة والحرية دون معونة الصغار الضعفاء .
+++
كل كائن محتاج إلى غيره !"
بحبك طلبت من السامرية :
محتاج أن أشرب !
وباتضاعك قلت لتلميذيك عن الأتان والحمار
المعلم محتاج إليهما .
أنت سيد الخليقة كلها .
أنت مشبع الجميع .
علمني أن أشعر باحتياجي لكل أحد ،
بروح فلأتواضع الممتزج بالحب ،
أدرك حاجتي إلى الكل.
فأحب وأحترم كل صغير .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق