03‏/08‏/2010

أسد يحتقر فأراً



 

+ إستيقظ أسد من نومه فجأة على أثر سقوط فأر على إحدى قدميه الأماميتين . اضطرب الأسد في عرينه ، لكنه إذ رآه فأرا أمسك به وبكل سخرية قال له :" ألا تعلم أن ملك الحيوانات نائم ؟ كيف تجاسرت ودخلت عرينه ؟ كيف تلعب وتلهو ولا تخف منه؟ 

+ أدرك الفأر أن مصيره الموت المحتوم ، فتمالك نفسه وقال : 

" سيدي جلاله الملك ، إني أعلم قوتك العظيمة وسلطانك .

إني فأر صغير للغاية أمام قوة جبروتك .

لا يليق بملك عظيم أن يقتل فأراً صغيراً محتقراً .

إني لا أصلح أن أكون وجبة لك ، إنما يليق بك أن تأكل إنساناً أو ذئباً سميناً أو ثعلباً الخ.

أرجوك من أجل عظم جلالك أن تتركني" .

+ في استخفاف شديد قال له :" ولماذا أتركك وأنت ايقظتني من نومي ؟ فإن الموت هو أقل عقوبة لك ... فتكون درساً لاخوتك !" 

+ بدموع صرخ الفأر : " يا سيدي الملك . الكل يعلم عظمتك ويدرك أنه لا وجه للمقارنة بينك وبيني أنا الضعيف والصغير جداً . ارحمني واتركني هذه المرة ، وأعلم يا سيدي أنه ربما تحتاج إلىّ!" 

ضحك الأسد مستهزءً وهو يقول :" انا محتاج إليك ، كيف تتجاسر وتقول هذا؟"

اضطرب الفأر جداً ، لكنه تجاسر فقال :" سيدي جلالة الملك ، اتركني ، وسترى بنفسك حاجتك إلى ضعفي ".

القاه الأسد وقال :" سأرى كيف يحتاج ملك الوحوش إلى من هو مثلك ".

أنطلق الفأر جارياً وهو يقول: " شكراً يا سيدي الملك . أن احتجت إلى لتزأر ، فتجدني في خدمتك ".

+ بعد أيام قليلة سقط الأسد تحت شباك صياد ماهر، فزأر الأسد بكل قوة . اضطربت كل حيوانات البرية فزعاً ، أما الفأر فإذ سمع زئير الأسد انطلق نحو الصوت . وإذ رأته الحيوانات تجري سألته عن السبب ، أما هو فقال لهم :" أني اذهب إلى جلاله الملك لأفي بوعديّ!"

4 ذهب الفأر إلى الأسد فوجده حبيساً في شبكة صياد . طلب الفأر من الأسد أنك يزأر، وبدأ يقرض الشبكة بكل قوته ، وكان العمل شاقاً للغاية . وإذ قرض جزءًكبيراً انطلق الأسد من الشبكة وهو يقول :" الآن عملت أن الملك مهما بلغت قوته وعظمته لن يتمتع بالحياة والحرية دون معونة الصغار الضعفاء .

+++

كل كائن محتاج إلى غيره !"

بحبك طلبت من السامرية :

محتاج أن أشرب !

وباتضاعك قلت لتلميذيك عن الأتان والحمار

المعلم محتاج إليهما .

أنت سيد الخليقة كلها .

أنت مشبع الجميع .

علمني أن أشعر باحتياجي لكل أحد ،

بروح فلأتواضع الممتزج بالحب ،

أدرك حاجتي إلى الكل.

فأحب وأحترم كل صغير .

.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق