11‏/12‏/2011

أيقونة الراعى الصالح


للاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

أيقونة للراعى الصالح....

وضعت أمامى ايقونة الراعى الصالح ، بثوبه الأبيض البسيط البهى ، وعصاة الخشبية المعكوفة ، وشعره الذهبى المنسدل على كتفيه ، وعيناه الهادئة الواثقة ، ولحيته الجميلة المعبرة . وذراعاه المقتدرة والوافرة الحنان .انها ايقونة الراعى الصالح وهو يحمل حمل صغير على كتفيه ويمسك به لئلا يقع فى الطريق .

وتصورت .. تصورت انى انا هو هذا الحمل ويمكنك عزيزى ان تتخيل انك انت هو الحمل المحمول على الاكتاف الالهية . فهو من اجلك انت ومن اجل كل انسان جاء على الارض {هوذا السيد الرب بقوة ياتي وذراعه تحكم له هوذا اجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات} أش 10:40-11.

انه الراعى الصالح الذى قال {انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح } حز15:34-16. وهو الذى تجسد فى ملء الزمان وجال يصنع خيرا وللان يجول يصنع خيرا ويرعانا كراع صالح يبذل نفسه عن الخراف فلماذا ومن أي شئ نخاف .

اننا عندما نعيش فى حمى الراعى الصالح ونتكل عليه ونثق فيه فانه يحملنا على كتفيه ويرعانا فى مراع خضر ويروينا من ينابيع الماء الحى بل ويفجر داخلنا نبع من الشبع والسعادة والعطاء لنحيا على رجاء ونعزى كل من هم فى ضيقة بالتعزية التى لنا من ينابيع الروح القدس المعزى.

اننا فى رعاية الله الحى الذى لا ينعس ولا ينام ، ننعم بالسلام وهو يجمع اليه الحملان التى تتشتت فى يوم الغيم والضيق ويبحث عن الضال ليرده ويسترد المطرود ويُجبر الكسير ويعصب الجريح وفى ظل رعايته نجد الامن والحماية ونستريح ...

قلت للراعى .. اننى أنعم بالسلام والراحة والسعادة وانا محمول على الاذرع الابدية ، فما اطيبك يا راعيا وما أفر حظى بين القطيع فانا محمول على كتفيك ومتمتع برعايتك أفضل من الكثيرين! .

همس الراعى فى قلبى.. انا احمل كل القطيع فانا الراعى الصالح لكل أحد . ويهمنى بالاكثر تلك القطعان الضالة والجاهلة أوالتى تفترسها الذئاب الخاطفة .

وعندما نظرت الى يديه وجدت فيها الجراح النازفة دماً فقلت له لماذا بقيت هذه الجراح وهل تؤلمك ؟

قال: هذه الجراح التى خرجت بها من بيت أحبائى وهى التى يسببها عدم انتباه الرعية أو خيانتها للراعى وعدم حرص الرعاة التى اقيمهم ليرعوا غنم رعيتى . انى كاب صالح أحزن لعدم محبة ابنائى لي وكأم حنون تسعى لسعادة ابنائها تتالم لعدم وفائهم أو ادراكهم لما فيه فائدتهم وخلاصهم .

عليكم ان تسهروا على خلاص أنفسكم وتشجعوا صغار النفوس فهناك حملان تفترسها الذئاب واخرى يتهددها الخوف وقلة الإيمان ولي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.

شمر الراعى عن ذراعاه.. واخذ عكازه وعصاه وقال لى الحصاد كثير والفعلة قليلون ، اطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة لحصاده وها انا قادم لاجمع حصادى وارعى غنمى واعطى كل واحد حسب عمله .

وجدت نفسى اسرع فى أثر خطاه واقول تعالوا ذوقوا ما اطيبه وما ابهاه .. انه يبحث عن الخراف الضاله ونحن يجب ان نعمل معه ونصيح ما .. ما .. احلاه .. هلموا نتبع خطاه ..

ونكون بحق رعية واحدة لراع واحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق