19‏/05‏/2012

† الانتخابات والقيادة الحكيمة - للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى



حلول لمشكلات الماضي والحاضر..  هل يمكنك ان تركب اوتوبيس من القاهرة للاسكندرية مع اسرتك مع سائق مركبة تدرك انه لم يتعلم القيادة جيداً، وتدرك انه لا ساق سيارة او باص؟. وهل تقول توكلنا على الله وتوكل يا سطى وسوق وهو مابيعرفش يسوق؟ الا لو أحببت ان تخلص من حياتك او تحيا فى عاهاتك!  وهل تعطى ثقتك على حياتك ومستقبلك لانسان تعرف انه غير صادق ويتلاعب بمشاعرك؟ وهل نصدق باعوا الوهم الذين يخدعوا الناس سواء بالمتاجرة بالدين او بالحلول السحرية لمشكلاتهم ؟ لقد انخدع الشعب قديما فيمن يجلب لنا الرخاء والحرية والكرامة واصبحنا نفوق كل صباح على غلوا فى الاسعار وازدياد البطالة والفقر والمرض والجهل. فى هذه الايام الصعبة نصرخ الى الله ليوجه قلوبنا لنختار وننتخب من هو صالح لقيادة مصر فى الفترة القادمة ليقودنا الى بر الامان ونصرخ للرب ليرشدنا لاختيار الصالح والأمين والحكيم والقادر على إجتياز المرحلة المقبلة .
اصواتنا أمانة لتقرير مستقبلنا لسنوات قادمة.. ونحن نتوجه لصناديق الانتخاب لنعطى اصواتنا لمن نرى انه الاجدر لقيادة المرحلة المقبلة يجب ان نرفع قلوبنا بالدعاء لاختيار الصالح للمستقبل ونحكم عقولنا فيمن نراه امامنا من مرشحين قادر على تجسيم الحلم المصري للوصول الى حاضر آمن ومستقبل أفضل وذو البرامج الحقيقية لعلاج الامراض التي نعانى منها من فقر ومرض وجهل وان يرسل لنا الله المحامي عن الفقراء والذى ينصف المظلومين ويخلص الشعب من أزماته بدلا من ان نفيق كل صباح على مشكلة جديده وازمات متلاحقة  { فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر لانهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم. فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا و يوفون به. ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم} (اشعياء 20:19-22). لقد تعب الشعب وتضايق من المشكلات المتلاحقة  التي مر بها ونبحث عن طوق نجاة وقائد يقود سفينة بلادنا الى الغد الأفضل، والذى يستطيع ان يتبنى مشاريع قومية يجد فيها المسلم والمسيحي نفسه على قدم المساواة ويجد فيها الطفل والشاب والشيخ نفسه أمنا على يومه وغده، ويجد فيها الشباب العاطل الفرصة متاحة أمامه لبناء مستقبلة بدلا من الموت فى عرض البحر للوصول الى مينا لا يقبله أو كفيل لا يرحمه أو بلد غير مرحبا به فيها. حتى صار الكثير من المصريين لا سيما الشباب يتمنى الموت او الرحيل. فهل يأتي من يمثل كل هؤلاء ام ننام على حلم ونصحا على كابوس. ونحتاج الى ثورة اصلاح من جديد.
إيجاد الحلول للمشكلات القائمة بدلا من الشعارات  .. ونحن نمر بفترة عصيبه وحاسمة فى تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها وفى فترة انتخاب رئيس للدولة يقود البلاد لتمر من مشكلات كثيرة تعصف بها من غياب الامن وقلة الامان الى الازمة الدستورية لبلد حضارة سبعة الآف سنه؟ الى ارتفاع الاسعار وزيادة نسبة البطالة . مرورا بالفيروسات الى تفترس أكباد المصريين والازمات التي تتعرض لها القلوب والسرطان الى ينهش فى الجسد المصري والتسرب التعليمي الذى يزيد الجهل والفقر والمتاجرة باسم الدين فى تلاعب بمشاعر الشعوب مع ان السياسة فن وعلم .ان المشكلات التي نواجهها لا تحتاج الى شعارات بقدر ما تحتاج الى دراسة علمية لايجاد الحلول للمعضلات وقرارات حكيمة حازمة ومتابعة وتقييم للواقع ، الازمات الاقتصادية وازدياد الدين العام الد اخلى والخارج وحتى اكوام الزبالة التي تنشر المرض  كل ذلك يحتاج الى القائد ذو الرؤية، والصادق مع نفسه وشعبه، الذى يجمع ولا يفرق. نحتاج الى الرجل المتواضع الذى يؤمن بدولة المؤسسات والى جهود اهل الخبرة والعلم. حتى نعبر هذه الفترة الحرجة والحاسمة فى تاريخ مصر التي تتعرض فيه لرياح التغيير من داخل والرياح القادمة من دول الجوار او الاتية من بعيد للتأثير فى حاضر مصر ومستقبلها وكل له أطماع والبعض يتربص بنا والاخر يشمت فينا والبعض له مصالح يبحث عن من يمثلها ويحافظ عليها وفى كل ذلك يجب اولا ان نبحث عن مصلحة الوطن والمواطن ومن هو الاقدر على الامساك بدفة قيادة البلد الى بر الامان.
مصادر قوة القائد والقيادة .. ان مصدر قوة القائد يأتي اولا من علاقته الصادقة بربه وبشعبه وخبرته  الشخصية ودراسته وماضيه ثم مشاركته للآلام وأمال شعبه وطموحاتهم، لقد مضى زمن القائد الملهم والاوحد والذى يبيع الوهم والاكاذيب الكبرى لشعبه لنفيق على الكوارث والازمات . اصبحنا نحتاج للانسان الذى يؤمن بالقيادة الجماعية وتظافر الجهود الخيرة والاعتماد على أهل الخبرة  والعلم والمؤسسات المنفتحة على المعرفة واسباب التقدم لا دعاة الجهل وباعة الاوهام. نحتاج  للحلول العملية والعلمية والواقعية لمشكلاتنا بالامكانيات المتاحة فى إيدينا والى  والنظام  والعرق والكفاح وبذل الجهد . لقد اصبحت مشكلات  رغيف الخبز والعلاج الصحي والوقاية من امراض الجهل والفقر والتطرف تحتاج الى حلول عمليه سريعة وفاعلة . واصبحنا فى أمس الحاجة  الى الوعي والحرص على مبادئ العدالة والمساواة والحرية . قديما راى الله الشعب ظلموا ظلما وحتى قادتهم لم يكونوا رجالا يرمموا الثغرات ويصلحوا ما افسده الشعب فسكب سخطه عليهم كما جاء فى حزقيال النبي {شعب الارض ظلموا ظلما وغصبوا غصبا واضطهدوا الفقير والمسكين وظلموا الغريب بغير الحق. وطلبت من بينهم رجلا يبني جدارا ويقف في الثغر امامي عن الارض لكي لا اخربها فلم اجد. فسكبت سخطي عليهم افنيتهم بنار غضبي جلبت طريقهم على رؤوسهم يقول السيد الرب} (حز 29:22-31).  ونحن من القواعد الشعبية وحتى أعلى هرم السلطة بتنا نحتاج الى الصدق  والامانة والمساواة المحبة والالتزام والتعاون واحترام سيادة القانون،  للمرور بمصر من السنوات العجاف الى سنوات الرخاء.
صوتنا أمانة يجب ان نؤديها للاقرب الى تحقيق الأمل..  وليس هذه نهاية المطاف بل بداية لبرامج طموحة وتكاتف وتلاحم الشعب ونبذ الفرقة وعندما يتحقق النصر لشخص ما او تأتى الاعادة بين شخصين فاننا نقترب من ساعات الحسم. ويجب ان يتحلى الفائز بروح التواضع والعدل ليمثل كل المصريين بمختلف اتجاهاتهم ويتحلى الخاسرون بروح المسئولية والتعلم من الاخطاء بدون ضجيج او مغالاة او تناحر وكراهية تعيق الحركة للأمام. نطالب القائمين على العملية الانتخابية بالعدالة والبعد عن التزوير والتأثير على الناخبين لتكون الانتخابات نزيهة لا يطعن في نزاهتها احد ولا يشكك فيها المراقبين أو نرى فيها التلاعب والتدليس والتزوير لتكون بداية حسنه لعهد أفضل باذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق