29‏/03‏/2014

† الرحمة يارب - للأب أفرايم الأنبا بيشوى



الرحمة يارب
للأب أفرايم الأنبا بيشوى

راجعه مارى للبيت
وبتصلى أسترها يارب
دا انا ماشية جنب الحيط
أصلى احوال المحروسة
مفهاش أمان فى بيت ولا غيط
شفوها رعاع فى مظاهرة ارهابية
لابسه صليب وبتسوق عربية
بالقوة والتكبير والتكشير
حكموا عليها بالتكفير
خنقوها وبالسكاكين طعنوها
ومكفاش قاموا حرقوها
وغسلوا ايديهم وصلوا
وقالوا أحنا مناضلين
من أجل الحرية!.
أرحمنا يارب
وادينا الحرية الحقيقة
.....
ميادة صحفية بتغطي الأخبار
بعتوها فى وضح نهار
تغطي مظاهرة ودا قرار
راحت عين شمس لقتهم
بيهتفوا ويقولوا أحنا ثوار
ويا ويله وسواد ليله
اللى يغطى الأخبار
ويقول الحق يبقى
ضد الأحرار ومن الكفار
لازم يموت ونضربه بالنار
حتى لو بنت لبسه حجاب
قتلوها وقاموا صلوا
وقالوا الحرية على الباب!
أرحمنا يارب والطف بما
ليها من أهل وأحباب

17‏/03‏/2014

† تعزيه بوفاة شقيقة ابونا القمص أفرايم الانبا بيشوي


هو الحي الباقي

نتقدم بأحر التعازي لأسرة الاب الفاضل ابونا القمص افرايم الانبا بيشوي   , بإنتقال شقيقته الى الامجاد السماويه , سائلين الرحمه من رب  القوات ولكم من بعدها طول البقاء , متذكرين قول الفادي 

"مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا"

الله يرحمها ويخلي الموجودين 



ابنائك في الناصره

16‏/03‏/2014

† عن مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث


مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
تاريخ الميلاد            : الجمعة 3 أغسطس 1923
مكان الميلاد            : قرية سلام- مركز أبنوب - محافظة أسيوط
الإسم قبل الرهبنة       : نظير جيد روفائيل
+      إلتحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.
+    وفي السنة النهائية بكلية الآداب إلتحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية ثم عمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية.
+    حضر فصولاً مسائيةً في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاً فى نفس الكلية فى نفس الوقت.
+      كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان - ولعدة سنوات - محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.
+       وحين إلتحق بالخدمة العسكرية كان ضباطاً برتبة ملازم.
+    سيم راهباً بإسم (الراهب أنطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
 ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرساًفيها كل وقته للتأمل و الصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً.
+      أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.
+      عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959.
+     رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميداً للكلية إلاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
+      وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أُجريت إنتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنوده) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
+      في عهد قداسته تمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
+       أولى قداسته إهتماماً خاصاً لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
+      بالرغم من مسؤوليات قداسته العديدة والمتنوعة إلا أنه يحاول دائماً قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى إنتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات..  وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى إندثرت.
+      في عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.
وقداسته :
 + هو أول بابا منذ القرن الخامس يختار من أساتذة الكلية الإكليركية.
 هو أول بابا يستمر بعد سيامته في إلقاء الدروس بالإكليركية و إدارتها.
 + هو أول بابا يؤسس 7 فروع للإكليركية بداخل البلاد وفي بلاد المهجر.
 + هو أول بابا يرأس ويؤسس مجلة أسبوعية و يكون عضوا بنقابة الصحفين.
 + هو أول بابا يواظب على إلقاء 3 محاضرات أسبوعيا بالقاهرة و الإسكندرية بخلاف اجتماعاته الشهرية مع الخدام و الكهنة و الجمعيات.
 + هو أول بابا منذ 15 قرناً يزور كرسي روما وكرسي القسطنطينية.
 + هو أول بابا يؤسس كنائس قبطية أرثوذكسية في كينيا و زاميبيا و زيمبابوي وجنوب أفريقيا.
 + هو أول بابا يقوم بزيارات إلى بلاد أفريقية لم يزورها أحد الباباوات من قبل مثل  زائير و الكونجو و غيرها.
 + هو أول بابا يقوم برسامة كهنة أفارقة لرعاية الكنائس في بلادهم.
 +  هو أول بابا يقوم برسامة أسافقة بريطانيين و فرنسيين لرعاية رعاياهم المنضمين إلى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
 +  وهو أول بابا يكون مجمع مقدس للكنيسة الأرثوذكسية في اريتريا.
 +  وهو أول بابا يصير أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي.
 + وهو أول بابا يقوم برحلات رعوية لزيارة كنائسنا وافتقاد الأقباط في أمريكا وأستراليا و أوروبا.
 + وهو أول بابا يؤسس أديره في أمريكا و أستراليا و ألمانيا و إيطاليا.
+  وهو أول بابا يؤسس فروعاً للكلية الإكليريكية في أمريكا وأستراليا.
+ وهو أول بابا يؤسس أسقفيات في إنجلترا وأمريكا ويرسم لها اساقفة.
 + وهو أول بابا يؤسس معهدا للرعاية و معهدا للكتاب المقدس.
 + وهو أول بابا يحصل على أربع دكتوراه في العلوم اللاهوتية و العلوم الإنسانية. 
+  وهو  أول بابا قام بتقديس الميرون المقدس 7 مرات.
+ وهو أول بابا يضع لائحة للمجمع المقدس عام 1985.
 + وهو أول بابا يرسم أساقفة مساعدين لأساقفة الأبيارشيات.
 + وهو أول بابا يعيد طقس رسامة الشماسات و يضع طقس خاص لإقامة رئيسات الأديرة.
 + وهو أول بابا يرسم أسقفا عاما للسباب وهو صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا موسى.
 + وهو أول بابا يوقع اتفاقيات مشتركة مع الكاثوليك ومع الأرثوذكس ومع الكنيسة الإنجليكانية وغيرها من الكنائس.
 + وهو أول بابا ينقل مقر الكرسي المرقسي إلى دير الأنبا رويس وبينى فيه مقر بابوي.  
 + وهو أول بابا يفتح باب مجلة الكنيسة ( مجلة الكرازة) للمرآة ويسمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم و إلى الوقت  الحاضر و هي نفسها أول امرأة عضوا في المجلس الملي العام منذ عام 1989 و إلى الآن.
 + وهو أول بابا يقيم حفلات إفطار رماضنية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 والى الآن بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الإيبارشيات.
 + وهو أول بابا يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات و الأحداث الهامة بالدولة.
 + وهو أول بابا يقيم في قلايته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون نصف الأسبوع  و النصف الأخر يقضيه بالمقر البابوي.
 + وهو أول بابا أسقف عام يجلس على الكرسي المرقسي بعد القديس أنيانوس البابا الثاني بعد القديس  مارمرقس الرسول وكان القديس أنيانوس أسقف عام رسمه القديس مارمرقس لمساعدته في تدبير أمور الكنيسة أثناء أسفاره.
+ تنيح بسلام يوم السبت الموافق 17 مارس 2012 .

† من أقوال مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

من أقوال مثلث الرحمات  قداسة البابا شنوده الثالث
نيح الله نفسه عن:

1- الصلاة

+ الصلاة هي فتح القلب للـه لكي يدخله ويطهرّه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ إن الصلاة هي رُعب للشياطين وأقوى سلاح ضدهم.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ الصلاة في معناها البسيط حديث مع اللـه ، وفي معناها الأعمق هي صلة باللـه: صلة حب، صلة عاطفة قبل أن تكون كلاماً، والكلام بدون حب لا معنى له.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ توجد صلاة بلا ألفاظ، بلا كلمات ... خفق القلب صلاة.. دمعة العين صلاة.... الإحساس بوجود اللـه صلاة.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ إن الإنسان الناجح في صلاته هو الإنسان الناجح في توبته. صمم في صلاتك أن تأخذ القوة من اللـه لترجع إليه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ لعلّ إنسان يسأل بأيهما نبدأ بخشوع الجسد أمْ بخشوع الروح؟ إبدأ بأيهما، إن بدأت بخشوع الروح سيخشع الجسد معها، وإن بدأت بخشوع الجسد سيخشع الروح معه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ الصلاة هي تسليم الحياة للـه ليدبرها بنفسه" لتكن مشيئتك".
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث




2- المحبة

+ المحبة التي لا تبذل هي محبة عاقر، بلا ثمر.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ المحبة أم وَلود، تلد فضائل لا تُعدّ، منها الحنان والعطف، ومنها كلمة التشجيع وكلمة العزاء، ومنها الإهتمام والرعاية، ومنها الغفران والسعي إلى خلاص النفس، وهذه هي المحبة.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ المحبة الحقيقية للذات تأتي بتدريب هذه الذات على محبة اللـه ودوام سكناه فيها خضوعها لعمل روحه... والذي يحب ذاته هو الذي يسير بها الطريق الضيق من أجل الرب ويحمّلها الصليب كل يوم.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ أتحب نفسك؟ حسناً تفعل، بهذه المحبة قوِّمها لترجع كما كانت صورة اللـه، وأحترس من أن تحب نفسك محبة خاطئة.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ محبة النفس ليست خطية، ولكن المُهم أن تتجه محبتك لنفسك إتجاهاً روحياً، تحب لنفسك النقاوة والقداسة وتحب لنفسك أن تكون هيكلاً مقدساً للروح القدس، وتكون بلا لوم أمام اللـه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ البعض يظن أن حبه لشخص معناه أن يحميه ويدافع عنه مهما أخطأ، أما الحب الحقيقي هي أن ينقذه من أخطائه ولو بتوبيخه عليها حتى يتركها.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ لا تستطيع أن تكون ذا تأثير روحي في إنسان إلا إذا كانت هناك محبة بينك وبينه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ إذا كان القلب غير كامل في محبته للـه، فإن إرادته تكون متزعزعة.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ يمكنك بالتخويف أن تجعل إنساناً يطيعك، ولكنك لا تستطيع أن تجعله يحبك... إن اللـه يريد محبتنا قبل طاعتنا، حينئذٍ يريد الطاعة النابعة من الحب.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ فكر جيداً ما هو الفرق بين الحب والشهوة ؟
  الحب يريد دائماً أن يُعطي ، والشهوة تريد دائماً أن تأخذ.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

3- الصداقة

+ صديقك الحقيقي هو الصادق في حبه، ليس في صداقته: رياء، ولا مظهرية ولا تصنُّع، ولا شك. كل مشاعره صادقة تماماً وحقيقية.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ الصديق أيضا صدِِّيق(بتشديد الدّال) أي رجلٌ بارٌ لأن الصديق الحقيقي هو الذي يساعدك على نقاوة قلبك، وعلى محبة اللـه وحفظ أبديتك. أما الذي يزاملك في الخطية، فليس صديقاً بالحقيقة، إنما هو شريك في حياة خارج اللـه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ هناك فرق بين كلمة صديق، وكلمة رفيق قد تجتمع الصفتان أحياناً في شخص واحد. وقد يرافقك إنسان دون أن يصادقك. هو مجرد زميل.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ الصديق الحقيقي هو أمين على سرّك. وكما قال القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليكن أصحابك بالألف، وكاتم أسرارك من الألف واحد".
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ صديقك هو قلبك الثاني، الذي يحسّ بنفس شعورك. يتألم لألمك من أعماقه، ويفرح لفرحك من أعماقه. هو رصيد لكَ من الحب، ورصيد من العون، وبخاصة في وقت الضيق لا يتخلّى عنك. ما أجمل قول سليمان الحكيم في سفر الجامعة: "إثنان خير من واحد. لأن إن وقع أحدهما يُقيمه رفيقه. وويل لمنْ هو وحده إن وقع، إذ ليس ثانٍ يقيمه"، إن الذي لا يقيمك لا يمكن أن يكون صديقك.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ صديقك ليس هو من يُجاملك، بل من يحبك. ليس من يكسب رضاك بأن يوافقك على كل ما تفعله، مهما كان خاطئاً.... إنما صديقك هو من يحبك بالحق، ويريد لك الخير، وينقذك من نفسك ومن أفكارك الخاطئة إذا لزم الأمر. لذلك يقول الكتاب: "أمينة هي جراح المُحب، وغاشة هي قُبلات العدو".
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ صديقك لا يعاملك بالمثل، دقة بدقة، بل يحتملك في وقت غضبك، ويصبر عليك في وقت خطئك ... ولا يتغيّر حبه إن تغيّرت ظروفك أو ظروفه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ راجع نفسك .... كم شخصاً إستخدمت معه هذا الأسلوب الصريح الجارح فخسرت كثيراً بلا داع وأيضا لم تربح نفوس للرب.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

4- الصديق الوحيد

+ أخي الحبيب يا مَن تركك الأحباء وتخلَّى عنك الأصدقاء لا تبكِ. فإن هنا من يشعر بك وما زال يُحِبّكَ رغم كراهية الآخرين لك. هناك من توجد لديه تعزيات كثيرة لمن يأتي إليه ويطلب.... إنه اللـه، إنه يسوع الذي مَرّ بما تمر به الآن، فقد شعر بخيانة الأصدقاء. فبطرس أنكر إنه يعرفه ثلاث مرات، ويهوذا سلَّمه إلى أيدي صالبيه.... سَلَّمه إلى الموت.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ هل طلبت مَن يقف إلى جوارك ويساندك في وقت إحتياجك ولم تجد؟ إنه أيضاً شعر بهذا الشعور. تخلى عنه الجميع بعد القبض عليه، ولم يكن سوى يوحنا وأمه عند الصليب فقط. أين ذهب من رأوه يقيم الميت بكلمة، ويأمر الريح والبحر فيخضعا له أين ذهب الجميع؟!!! .... تركوه. تركوه من رأوه يُشبع الجموع بخمس خُبزات وسمكتين لقد إهتزت ثقتهم به وضَعُفَ إيمانهم به.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ لذلك فهو الوحيد الذي يستطيع أن يعيننا أنه مَرّ بمثل ما نَمُر به. أتعرف حتى الوحدة ومرارتها شعر بها، لقد تركوه وحيداً يصلي في جثيماني، وحتى عندما عاتبهم: أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟! لم يستيقظوا أو يعتذروا، بل أكملوا نومهم وتركوه.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

+ نعم يسوع هو الوحيد الذي يستطيع أن يُعيننا لأنه فيما هو قد جُرِّب قادر أن يُعين المجربين. هو صديق مخلص، وحبيب وفي، وأب حنون وعطوف. هيا، إنه ينتظر أن تأتي إليه وتطلب منه أن يعينك في ضعفك. هيا، إنه عطشان لخلاصك. هيا إنه يحبك وقادر أن يحمل عنك كل أثقالك. هيا إنه موجود.
                                                                قداسة البابا شنوده الثالث

04‏/03‏/2014

† ملاحظات عامّة حول الصوم - بقلم نيافة الأنبا مكاريوس


ملاحظات عامّة حول الصوم

بقلم نيافة الأنبا مكاريوس

الصوم هو ضبط النفس فيما يتعلّق بما لا حاجة لنا به، وهذه تختلف من شخص لآخر، ومع الوقت تزيد الأشياء التي نستغني عنها، إلى الحدّ الذي نصل فيه إلى عدم القنية.
والصوم هو تدريب بسيط لما هو أعمق من مجرّد الامتناع عن الطعام، مثل ضبط النفس تجاه الأفكار والحواس والأعضاء وذلك في مواجهة الخطية وعروض الشر، فقد تَسبَّب عدم الصوم في طرد آدم من الجنة، وحرمان عيسو من البكورية.
الاصوام في الكنسية
تتنوّع الأصوام في الكنيسة ما بين العامّة مثل: الصوم الكبير، والبرمون، والأربعاء والجمعة، وصوم الميلاد، وصوم الآباء الرسل، وصوم السيدة العذراء؛ إلى جوار أصوام خاصة تقرّرها الكنيسة في ظروف معيّنة (المناداة بصوم جماعي)، وقد حدث هذا كثيرًا في الكتاب المقدس: «قَدِّسوا صَوْمًا. نادوا باعتِكافٍ...» (يوئيل 1: 14). وعلى مستوى الأفراد قد ينصح المدبِّر الروحي ابنه بالصوم في أي وقت.
الصوم عن الدسم:
«رُكْبَتَايَ ارْتَعَشَتَا مِنَ الصَّوْمِ، وَلَحْمِي هُزِلَ عَنْ سِمَنٍ» (مزمور 109: 27)
تضع الكنيسة قوانين للطعام في الصوم، فهناك أصوام يصل فيها النسك إلى درجة عالية مثل الصوم الكبير الذي يعقبه ذكرى آلام الرب وصلبه، وكذلك أيام الأربعاء والجمعة والبرمون، فلا يُؤكَل فيها شيء من الدسم، وهناك بعضٌ من الرهبان والعلمانيين يسلكون بنسك أكثر مما ترتِّبه الكنيسة، بعضهم كان يحيا على وجبة من البلح، والآخر مسلوق ... الخ؛ ثم أصوام أخرى تسمح فيها الكنيسة بتناول السمك، فهو رغم أنه لحم إلاّ أنه يعطى سعرات أقل، ولكن الأقباط، وبسبب محبتهم للنسك، فإنهم يتجاوزون الحد المسموح به بفرح ورضىً، مثلما يحدث في صوم السيدة العذراء حيث يصومون أكثر من مدة الصوم، وأشد نسكًا مما هو مطلوب.
ولنتذكّر الآن كيف اختار الفتية الثلاثة تناول البقول رغم أوامر الملك، وقد كانوا عبيدًا وأسرى، وليس من حقّهم أن يشترطوا الأطعمة أو يعترضوا على أوامر الملك، وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نلتزم قانوننا الروحي مهما كانت العقبات أو ظروفنا، ومع ذلك ظهروا أقوياء متماسكين رغم الصوم، ولنتذكّر الآن كيف كان الأنبا أرسانيوس والأنبا أنطونيوس أقوياء أصحاء معمِّرين رغم نسكهم الشديد، ومثلهم أكثر الرهبان، والسبب هو الأكل بشكر وبساطة قلب، مثلما قيل عن المؤمنين في العصر الرسولي: «كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ» (أعمال 2: 46)، وكثير من سكّان البراري اقتاتوا على بعض الزروع التي تنبت في الصحراء.
من هنا فإنه من غير المقبول أن يتحايل إنسان على الصوم، فهو يرضي ضميره بالصوم ولكنه يتحايل من جهة أخرى عليه بأطعمة بديلة، وكأن ما أعطاه باليمين يستردّه بالشمال، ناهيك عن سلامة مثل تلك البدائل: فهذا سمن صناعي، ولحوم، وجُبن، وشوكولاته، وجاتوهات، وألبان، وغيرها! وتسال في النهاية: لماذا إذًا الصوم؟ وفي صالح مَنْ؟ وما أشبه ذلك بأشباه الفضائل. كُن واضحًا: هل أنت صائم أم لا؟
الانقطاع في الصوم:
يرتبط الانقطاع عن الطعام والامتناع عن الدسم أحدهما بالآخر، فكيف ينقطع إنسان عن الطعام لعدّة ساعات ليأكل بعدها ما يشاء؟! وقد لا يُحسَب هذا إلاّ تأخيرًا لموعد الطعام، وهل يُحسَب صائمًا مَنْ ينام حتى ساعة متاخرة من النهار ليتناول طعامه عقب استيقاظه؟ وهل يُحسَب صائمًا حتى الثالثة أو الرابعة من يستيقظ من نومه عند الظهر؟ إن عنصر الجوع في الصوم هامٌّ كشرط لصوم سليم حتى تكتمل أركان الذبيحة فيه، ومن هنا نقول إن هناك فرقًا بين الصوم الحقيقي وفقدان الشهية. يُحسَب الصوم الانقطاعي خلال الفترة التي كان الإنسان مستيقظًا فيها، ضابطًا لنفسه، لا سيما إذا تحرّكت فيه شهوة الطعام والشراب. وكلما ضبط نفسه كلما كان الصوم فعّالاً وقانونيًا. وقد تسلّمنا من الآباء كيف كانوا حريصين جدًا على الالتزام بفترة الانقطاع.
المرونة في ذلك:
ليست هناك قوانين للمرونة إذ أنها تختلف من موقف لآخر ومن شخص لآخر، سواء من جهة مرونة المدبِّر مع الشخص، أو مرونة الشخص مع نفسه، أو مع ضيوفة. ولكن هناك قاعدة معروفة وهي أن المرونة مقبولة إن كانت من أجل عمل المحبة. وكانت المرونة تأتي في إطار الأكل مبكِّرًا، والآن تأتي المرونة أيضًا من جهة الإفطار الكامل سواءً الحبالى أو المرضعات أو الشيوخ أو العجائز أو المرضى بأمراض معينة. ومع ذلك فهناك أشخاص أُمناء وملتزمون بالتدبير مها كانت حالتهم الصحية، أذكر قداسة البابا شنوده ونيافة الأنبا أرسانيوس ورهبان وعلمانيين كثيرين.
كمية الطعام:
يحتاج الجسم إلى كمّية ما من الطعام تختلف من جسم لآخر ومن شخص لآخر حسب المجهود الذي يبذله، والإنسان يحتاج إلى جهاد لكي يكون جسمة معقولاً، ويحتاج أيضًا إلى ترويض بالتالي، مثلما حدث مع الأنبا موسى وغيره. وفي الأوقات التي ليس فيها صوم قد يتجاوز الإنسان احتياجه قليلاً إلى فوق، ولكنه ملتزم بالاحتياج الفعلي للجسم، لا أقلّ ولا أكثر، لأن الجسد وزنة يجب المحافظة عليه، وإذا اُتخِم الجسد أظلم الذهن، وإذا أُجهِد ضاع التركيز، وفي الحالتين هناك مخالفة. ويجب علينا أن نتبع التعقُّل في الصوم، فهناك بعض من الشباب يسلك بتطرُّف متشبِّهًا ببعض القديسين الذين قضوا سنوات طويلة حتى وصلوا إلى ذلك من خلال التدرُّب جسديًا وروحيًا ونفسيًا، وليس من الصواب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
نوعية الطعام:
من المهم الاهتمام بما هو بسيط ومفيد، وعدم الوقوع تحت تأثير أنواع معينة وأكلات معينة، بل بشكر نأكل ما يقوم بالأود، وإذا قُدِّر لنا أن نرى ماذا يأكل الناس في القرى والنجوع لشكرنا الله على كل شيء، كما يجب أن نشكره أيضًا إذا كان بإمكاننا أن نتناول كل طعام لأن هذه نعمة محروم منها كثيرون مُنِعت عنهم أطعمة كثيرة (مثل أنور وجدي وعبد الحليم وغيرهم).
يليق مع الصوم التناول، وقراءة ما يناسب خلال موسم الصوم. فالصوم يضعنا في جو روحي خاص إذا فهمناه ومارسناه بشكل سليم وكنسي، فهو فترة جهاد وشحن روحي، واقتراب أكثر من الله، وليس مجرد فلسفة من جهة كمية طعام أو موعد لتناوله، وإلاّ لكان الهنود أكثر مهارة وقوة في الصوم منّا.
الصوم لم يكن هدفًا، مَثَله في ذلك مَثَل بقية مفردات التدبير الروحي أو الفضائل، ولكنه وسيلة نتقرّب بها من الله، ولذلك كان الآباء يؤدِّبون البعض بالتخلّي عن الصوم، مثلما كانوا يؤدِّبون آخرين بالإمساك عن الطعام، وهو ما يُسمّى في التدبير الروحي بـ"شفاء الضد بالضد".
والله يُسرُّ بأصوامنا وصلواتنا، ويتقبّلها كذبيحة طاهرة، ولكنّه يُسرّ بالأولى بانشغالنا عن العالميات، والتصاقنا به، وقدرتنا على ضبط ذواتنا.