24‏/03‏/2011

- مُعين من ليس له مُعين | للأب القمص أفرايم الاورشليمى





صفات الراعى الصالح ..

من صفات الراعى الصالح انه يهتم برعاية قطيعه ويحافظ عليه ويهتم بكل أموره ، ويهتم بتغذيته وحمايته ونموه وهو يسهر ولاينام ليوفر لقطيعه الرعاية والاهتمام بل يبذل نفسه عن قطيعه وقت الأخطار ، ولقد دعى مخلصنا يسوع المسيح بالراعى الصالح وقال عن نفسه {انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف} (يو 10 : 11). ولانه الراعي الصالح فانه يعرف خاصته ويهتم بخلاصهم {اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني} (يو 10 : 14) . وهو لا يمل ان يذكرنا بوعوده الصادقة قائلاً لنا{ لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). وهو يقول الان لكل واحد منا { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي }(اش 43 : 1). ويقول لكل المحتاجين الى العون والرعاية {أنا أعينك ، يقول الرب } ( إش 41 : 14 ) . وامامنا فى كل الظروف وامام التحديات والأخطار التى تواجهنا نضع وعده الصادق { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك و اعنتك وعضدتك بيمين بري} (اش 41 : 10). لقد كان الرب مع ابائنا وشهدوا بحسن رعايته وحفظه ، كان الرب مع يعقوب المتغرب الخائف من اخيه عيسو وشهد فى نهاية ايامه بحسن رعايته الرب له {و قال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم و اسحق الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم.الملاك الذي خلصني من كل شر } تك 15:48-16. وحفظ الرب داود النبى من كل مؤمرات شاول الملك ومن العديد من المخاطر ، ورعى الله القديس اثناسيوس وحفظه من غطرسة الاباطره الاريوسيين وأتباعهم وهكذا على المستوى الجماعى رعى الشعب قديما فى البرية كما خلصهم من مؤامرة هامان لابادتهم فى السبى والله هو هو أمس واليوم والى الابد قادر ان يحفظ الكنيسة وسط المتغيرات المتسارعه فى عالمنا المعاصر لاسيما ونحن نسرع اليه ونطلب حماية من المخاطر والاعداء . فى عصر الحماية للأقليات تحت المظله العثمانية جاء سفير روسيا للبابا البطريرك بطرس الشهير بالجاولى وقال له ان روسيا والقيصر تريد ان تطلبوا حمايتها ككنيسة اورثوزكسية . قال له البابا وهل قيصركم يموت ؟ فاجابه نعم .. قال له الأب البطريرك نحن فى حمى ملك الملوك الذى لا يموت . نعم يا أحبائى قد نمر بظروف صعبه لكن الله ضابط الكل لم ولن يتركنا لحيظة ولا طرفة عين ويدبر كل الأمور لخير الكنيسة وابنائها لانها كنيسته ولاننا ابنائه .

الله الملجأ والمعين

الي كل النفوس التي تحتاج الي المعونة يقول الرب: أنا اعينك لا تخف تشدد وتقوي في الرب، الراعي الصالح والامين يناجي نفوسنا.أيها الوحيد ، أيها المريض ، أيها الكهل ، أيها العجوز ، أيها الضعيف ، أيها المسكين ، أيها اليتيم ، أيتها الأرملة .هذا وعد أكيد من الله لك : " وهو المُعين لكل من ليس له مُعين ، ورجاء لكل من ليس له رجاء ، ميناء الذين فى العاصف " فعندما ينفض الكل من حولك ، وعندما يتركك الشريك ويرحل إلى العالم الآخر ، أو يغضب .وعندما يتزوج كل الأبناء ، وتعيش وحدك ، ثق أنك لستَ وحدك ، لأن مُعينك القوى والدائم موجود معك ، وإلى جوارك فى وحدتك وآلامك ، ويشاطرك الرب أحزانك ، فتزول أو تخف .

وقال القديس بولس الرسول : {إن كان الله معنا ، فمن علينا } ( رو 8 : 31 ) ؟وقد شاهد وشهد داود ، لمعونة الرب ، بعدما تخلّى عنه الأهل ، والأبناء ، والأصدقاء والأقرباء والزملاء ، وقال : { الرب حصن حياتى ممن أرتعب ؟إن نزل علىّ جيش ، لا يخاف قلبى ، إن قامت علىّ حرب ، ففى ذلك أنا مُطمئن .. إن أبى وأمى قد تركانى ، والرب يضُمنى }( مز 27 : 1 – 10 ) . فلنقل نحن ايضاً فى كل حين مع المرتل داود النى {معونتى من عند الرب }( مز 121 : 2 ) . { وأنت يارب أعنتنى وعزّيتنى } ( مز 16 : 17 ) .ولنتمسك بوعود الرب لنا وهو الصادق والأمين والذي لا يخزى طالبوه وهذه وعود الرب لكل قلب مُحب له {يرسل لك عوناً من قدسه }( مز 20 : 2 ) .{ يذخّر معونة للمستقيمين } ( أم 2 : 7 ) . { لا تخف لأنى معك ، قد أيدتك ، وعضدتك.. يكون محاربوك كلاشئ وكالعدم ، لأنى أنا الرب إلهك ، القائل لك : لا تخف أنا أعينك }( إش 41 : 10 – 13 ) . { الرب مُعين لى ، فلا أخاف ماذا يصنع بى الإنسان } ( عب 13 : 6 ) . {إنى أنا معك ، فلن يقع بك أحد ليُؤذيك } ( أع 18 : 10 ) {معه أنا فى الضيق ، أُنقذه وأمجده } ( مز 91 : 15 ) .

ليكن لنا إيمان بالله

يسأل الرب الذين لا يلجأون إليه ، طلباً للمعونة اللازمة فى الشدة ، فيقول : { إلى من تهربون طلباً للمعونة ؟} ( إش 10 : 3 ) . فالبشر ليس عندهم عون حقيقى لنا ، وقد يسمعون شكواك ، وربما يسخرون أو ينتقدون أو يوبخون فقط .ولكن كل من إلتجأ إلى الرب ، وجد عنده المعونة العاجلة ، أو الآجلة ، ووجد عنده الحلول الكاملة لأصعب المشاكل ، لأنه لا يعسُر عليه شئ بالطبع . { وطوبى لمن إله يعقوب مُعينه }( مز 146 : 5 ) . ونحن نؤمن برعاية وأبوة الله لنا لهذا نلجأ اليه فى ضيقاتنا ونتكل عليه فى حلول مشكلاتنا ولكن ليس معنى هذا اننا لا نقوم بما يجب علينا القيام به من عمل وجهاد بل نجتهد فيما نراه لصالحنا ولصالح كنيستنا واوطاننا ولا ننام وقت الجهاد والعمل والبناء { اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني} (نح 2 : 20) اننا نسعى كسفراء على الارض ونسعى الى السلام وصنعه ولا نتوانى فيما نراه يعود بالفائدة علينا ونثق ان الله يدبر ما هو لخيرنا والله الذى بدد خوف التلاميذ وقت هياج البحر عليهم ليلاً قادر ان يسكت على عواصف العالم ويُبطل كل حيل الشيطان المنصوبة ضدنا { فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام و انتهر الرياح و البحر فصار هدو عظيم (مت 8 : 26). { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس (رو 15 : 13).

وسط البحر الهايج

وسط الآلم وفى وقت الضيق انت يارب الراعى الصالح وانت لنا ملجأ ومينا وأحن رفيق . انت قادر ان تقود السفينة ومن فيها الى بر النجاة ، نصلى اليك ياسامع الصلاة ونلتجا اليك ياضابط الكل لنستريح من أتعاب الحياة ونحتمى من مؤامرات الاشرار .

انت تهبنا الحكمة والقوة والنعمة لنسير بك من قوة الى قوة فنجدد اجنحة كالنسور لكى لا نتعب ولا نخور بل نثق فى رعايتك ونؤمن بحمايتك ونؤمن ان كل الاشياء تعمل معنا للخير لاننا نحبك ونطلب أسمك القدوس .

نطلب منك القوة والمعونة والنصرة والسلام لنا ولكنيستنا ولبلادنا . نثق انك تقودنا رعاة ورعية ،مسئولين وشعب وانت القائل مبارك شعبى مصر . فيا من أتيت الى مصر طفلاً مع القديسة مريم وتجولت فى ربوعها هلم الان ايضاً وانظر بعين الرحمة والحنان والرعاية الى بلادنا وأهلها وليكن سلامك حصناً لشعبك .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق