09‏/06‏/2011

- الشعور بالوحدة والعزلة | للأب القمص أفرايم الأورشليمى



أسباب الشعور بالعزلة وطرق العلاج

- أتصل بى انسان عزيز لدي كنت أظن انه من السعداء فى الحياة ، متزوج وفى مركز أجتماعى يحسده عليه الكثيرون ، ولديه ابناء كبار ولكنه يشكو من الشعور بالوحدة ، وتحدثنا معاً عن السعادة فى الحياة وكيف نحصل عليها فى عالم يتسم بالمادية والأنانية .هو يشتكى ان لأبنائه اهتماماتهم الخاصة بعيداً عنه ويريدونه بنك للنفقات، وزوجته لا تشعر به ولا تحس بمتاعبه ، ويعانى من مصلحية الاصدقاء . ويبحث عن السعادة ولا يجدها ،و يعاني الشعور بالعزلة والأغتراب ، وفى نفس اليوم تكلمت معي فتاه تعانى الوحدة وعدم فهم وتقدير الاهل لمشاعرها الرقيقة . مما دفعنى الى كتابة هذا المقال عسي ان أكون وفقت فى طرحه وبحث أسباب الشعور بالوحدة والعزلة ومعالجتها لتتحول وحدتنا الى غني وتتبدل مشاعر العزلة الى مشاعر السعادة بالوجود مع الله والدفء الروحى والأحساس بمحبة الخير والغير، ويتبدل حزننا الى فرح . ونجد ان ملكوت الله داخل أعماقنا ويعمل روح الله القدوس معنا موحدأ ايانا كجماعة مؤمنه تحيا فى أتحاد روحى ، نتبادل البسمة والدمعه ، ويكون لنا أحساس الجسد الواحد بالأعضاء الكثيرين فيه .

- قد يكون من اصعب المشاعر التى يمر بها الانسان . ان يعانى الأحساس بالحرمان والوحدة والعزلة ،انها من المشاعر التى قد تدفع الانسان الى الحزن والكآبة والقلق وعدم السلام كما عبر عنها داود النبى { لماذا انت منحنية يا نفسي و لماذا تئنين في } مز 43 : 5) { في يوم ضيقي التمست الرب يدي في الليل انبسطت و لم تخدر ابت نفسي التعزية} (مز 77 : 2) . قد يكون لك أصدقاء كثيرين ، أو مركز مرموق وتشعر بالعزلة ، او لديك المال والحياة الاسرية ولكن تعيش المعاناة والترك والعزلة ، قد نعيش الاغتراب ونحن بين الناس لان لكل واحد أهتماماته ومشاعره التى لا يقدرها الإخرين ، بل قد يهزء بها البعض . ان شعورنا بالقبول والمحبة والتفهم ، وان هناك من يحس بك ويسمعك ويقدرك ويريد سعادتك ، وان تحس انك محباً ومحبوباً يقضى على كل المشاعر السلبية التى يعاني منها البعض ، وقد يصل الأمربالذى يشعر بالعزلة الى طلب الموت كراحة ولا يجدوه لفرط الآلم والحزن ! .

- ان الإنسان بطبعه كائنً اجتماعي يميل إلى العيش وسط جماعة معينة يشعر بينها بالأمن والاستقرار والطمأنينة والأنتماء وعندما خلق الله ابينا ادم {و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره} (تك 2 : 18) . ولهذا يجب ان يكون الزواج حياة شركة روحية قبل ان يكون معيشة تحت سقف واحد ، فيه المحبة والتفاهم والحرص على أسعاد الطرف الأخر،. وان يكون البيت المسيحى قائم علي الفكر الواحد والمحبة المتبادلة والتعاون والأحترام والمساندة والمشاعر الدافئة والمشاركة . ان للإنسان حاجة إلى الانتماء من خلالها تبرز شخصيته و من خلالها تتشكل إلى حد كبير ويسعى الفرد الى الارتباط بجماعة يقيم مع اعضائها علاقات متبادلة ، يفرح معهم ويدعوهم لأفراحه{و ياتي الى بيته و يدعو الاصدقاء و الجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال} (لو 15 : 6) من اجل هذا يدعونا الكتاب للمشاركة الوجدانية {فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين} (رو 12 : 15) وحينما لا يستطيع الفرد أن يقيم هذه العلاقات الوثيقة الناجحة فإن علاقته بأعضاء الجماعة تتأثر سلباً فينسحب بعيداً عنهم ويعيش في وحدة وعزلة .


- ان التغيرات المتسرعة التى يشهدها عالمنا والتوحد مع الكمبيوتر والالات الصماء وعدم التواصل أوالعلاقات الأنسانية غير المشبعة وعدم المقدرة على التأقلم مع الظروف المتغيرة ساهم إلى حد كبير في انتشارالعزلة القلق والاكتئاب إضافة إلى تبدد الكثير من القيم وتبدلها واضطراب العلاقات الإنسانية والشعور بعدم الأمان النفسي والعلاقات المحدودة أوالرسمية وتكالب الناس على لقمة العيش وفرص الحياة و عدم الطمأنينة على المستقبل والهجرة الى بلاد اخرى أو قلة المعرفة اوأنعدام الجاذبية الشخصية وصعوبة التكيف الأجتماعي أو التنشئة الخاطئة لها دور فى عزلتنا أو حتي قد تفرض علينا عندما نعيش فى مجتمع نشعر برفضه لنا . أحساس الفرد انه أتى الى الوجود كخطأ أو فى الوقت او البلد الذى لا يقبله يذيد لديه مشاعر العزلة . ان حرمان الفرد في طفولته من إشباع حاجته للمحبة والأمن والرعاية ممن حوله فى ظل أنشغال الوالدين بالعمل وهموم الحياة يؤدي إلى اضطراب علاقاته الشخصية المتبادلة، فعندما يفشل الأنسان فى الحصول على الدفء والمحبة مع الآخرين فإنه يعزل نفسه عنهم ويرفض أن يربط نفسه بهم ويتحرك بعيداً عنهم. مما يذيد من شعوره بالعزلة والاغتراب ومع الوقت تدفعه هذه المشاعر الى الكأبة والأحباط او التمرد والرفض او الانطواء أو العدوانية .


- وكما ان الانسان هو مخلوق أجتماعى فان له روح تحتاج للشبع الروحى بمحبة لله {و ايضا جعل الابدية في قلبهم التي بلاها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية} (جا 3 : 11). وكما عبر عن ذلك القديس اغسطينوس قائلاً ( لقد خلقتنا يالله على شبهك ومثالك ولن تجد ارواحنا راحة الا فيك) . ان أحساسنا برضا الله عنا ومعونته القوية لنا فى الضيق والحاجة ، وتعزيته لنا وقت الحزن ووجوده معنا كصديق وقت الوحدة ، وصداقتنا به فى دروب الحياة هى أكبر سند للأنسان فى غربته فى العالم .{عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي }(مز 94 : 19. كما ان احساسنا بمحبة الله الغافرة للذنوب تمحو منا الخبرات المحبطة للنفس وتذيل مخاوفنا وتهبنا السلام الداخلى.


- تشير الدراسات النفسية إلى أن الاضطراب فى العلاقات يؤدي إلى إضطراب في شخصية الفرد وإلى صغر حجم شبكة العلاقات الاجتماعية وضعفها وإلى عدم شعور بالانتماء لتلك الجماعات، وبالتالي يتضح أن لهذه المشكلة أثرها السيئ على التوافق النفسي للفرد كما أنها تعد مؤشراً للمعاناة النفسية التي قد تؤثر في تشكيل شخصيته وسلوكه . ان مدرسة التحليل النفسي ترى أن الشعور بالعزلة يمثل حالة من الكبت للخبرات المحبطة في اللاشعور التي اكتسبت خلال مرحلة الطفولة المبكرة على أثر الفشل في الحصول على الدفء والعلاقات الحميمة مع الآخرين وإحباط حاجة الفرد إلى الانتماء، وهو ما يؤدي إلى أن تعمق في نفس الانسان خبرة الوحدة النفسية والتي تعود إلى الظهور في مرحلتي المراهقة والرشد، ويؤكد أصحاب النظريات النفسية والاجتماعية على اضطراب علاقات الفرد الاجتماعية منذ الطفولة مع الآخرين، حيث شعور الفرد بالعزلة يرجع إلى إساءة الوالدين له في طفولته أو حرمانه من الحب والعطف والتشجيع مما يؤدي إلى شعوره بالنقص نظراً لافتقاره إلى عامل الشعور الاجتماعي السليم. إن الإهمال الذي يلقاه الفرد في طفولته المبكرة من والديه وقسوتهما عليه لا يساعده في إقامة تعلق بينه وبينهم ويؤدي إلى غياب التفاعل والديناميكية وعدم شعوره بالأمن والطمأنينة وهو ما يقوده فيما بعد إلى المشكلات المتصلة بالعلاقات الاجتماعية مما يؤدي إلى سلبيته وإنسحابه عن الآخرين وبالتالي شعوره بالعزلة أو الوحدة. وترجع تلك السلوكيات الخاطئة إلى حدوث صراع بين العمليات المؤدية إلى النشاط والعمليات المؤدية إلى الكف عنه نتيجة عدم قدرة الفرد على ترك الاستجابات الاشتراطية القديمة التي تعلمها منذ طفولته على أثر الخبرات غير المناسبة التي مر بها في بيئته؛ مما يؤدي إلى تكوين عادات غير مناسبة لديه لا تساعده على أن يحيا حياة فعالة ناجحة مع الآخرين كما تعيقه عن تعليم استجابات وأنماط سلوكية أكثر مواءمة في علاقته بالآخرين.



- نقص العلاقات القوية حتى في ظل وجود الكثير من الاصدقاء أو المعارف لكن فى وجود علاقة سطحيه بهم تذيد الشعور بالوحده، لهذا يجب ان يكون للأنسان عمق الشخصية والعلاقات ، والأنفتاح علي أهل الثقة منهم دون فقدان الخصوصية ، يجب ان يكون هناك من نشاركه همومنا ومشاعرنا الدفينه، مما يسعدنا ويُفرح الأخرين ويكون للأنسان القلب الكبير الذى يحتمل أخطاء الأصدقاء ويستر ضعفاتهم { رجل الاكاذيب يطلق الخصومة و النمام يفرق الاصدقاء} (ام 16 : 28). {من يستر معصية يطلب المحبة و من يكرر امرا يفرق بين الاصدقاء }(ام 17 : 9) .{الفم العذب يكثر الاصدقاء و اللسان اللطيف يكثر المؤانسات }(سيراخ 6 : 5).

- يعانى الكثيرين من مشاعر الوحدة والعزلة نتيجة للأحساس بالفشل لاسيما فى ظل تذايد الضغوط الأقتصادية والأجتماعية وازدياد نسبة العزوبة والعنوسة وارتفاع سن الزواج والفراغ النفسى والروحى وتفكك العلاقات الاجتماعية والشعور بالحرمان ويجد الشاب او الشابة نفسه منعزل بين اهله وعائلته بسبب الأنانية ونقص المحبة الباذلة والمعطاءة . ان الاحساس بالوحدة والاغتراب لا يرحم طفل او شاب او مسن ونحتاج لمعرفة الأسباب التى تؤدي اليه وكيف نعالجها بالصبر والجهاد وبعمل نعمة الله الغنية داخل النفس ، لنعرف كيف نعالجه بحكمة وقد نحتاج لأستشارة متخصص سيكولوجى او تربوى أو مرشد روحي دارس ومختبر .



ليتحول حزنكم الى فرح ..



+ محبتنا وصداقتنا لله ..

يقدم لنا الله نفسه على انه أب صالح ومحب للأنسان { فانك انت ابونا و ان لم يعرفنا ابراهيم و ان لم يدرنا اسرائيل انت يا رب ابونا ولينا منذ الابد اسمك} (اش 63 : 16) . ولقد وجدنا الكثيرين من رجال الله مع أحساسهم بالغربة فى العالم التصقوا بالله وكان لهم عونا وصديقا ونبع تعزية وفرح وسلام { استمع صلاتي يا رب و اصغ الى صراخي لا تسكت عن دموعي لاني انا غريب عندك نزيل مثل جميع ابائي} (مز 39 : 12) . وهكذا سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله نقله اليه وقبل نقله شهد لبره . وهكذا دُعي ابراهيم ابو الاباء خليل الله اي صديقه وقال الله انه يصارحه كصديق له { فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله }(تك 18 : 17) .

كما ان يوسف الصديق يقدم لنا مثالاً للأحتمال والصبر والاحساس بالمسئولية وسط غدر الاخوة قبل قسوة الغرباء ووسط الضيقات لم يرضي بمحبة خاطئة من امرأة سيده وهو عبد مباع فى أرض مصر بل قال لها { ليس هو في هذا البيت اعظم مني و لم يمسك عني شيئا غيرك لانك امراته فكيف اصنع هذا الشر العظيم و اخطئ الى الله} (تك 39 : 9). ولهذا كان الله معه فى غربته فوجد نعمة وانساه الله كل أتعابه وسجد له أخوته طالبين المغفرة وأنقذ مصر واهلها واهله من المجاعة { و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا }(تك 39 : 2). فليكن الله خير مؤنس لنا فى حياتنا نبثه همومنا وأحزاننا ونطلب منه العون فى ضيقاتنا ومشكلاتنا ونأخذ منه الحكمة والقوة فى مواجهة مشاكل الحياة المختلفة ونشكره على عطاياه ومحبته . فنحن لسنا متروكين أو وحيدين بل لنا أب صالح يريد لنا حياة الملء والسعادة .

اننا فى العهد الجديد تمتعنا بهذه الصداقة القوية مع الله فى ابنه الوحيد يسوع المسيح الذى دعانا أحباء وابناء وصار لنا من الأب تعزية وفداء وخلاصاً وفرحاً{ مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية} (لو 4 : 18). وقال لنا{ تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم} (مت 11 : 28). وقال لنا { و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين }(مت 28 : 20). فلماذا لا نتقدم اليه بقلوب صادقة ونحب الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ونتحدث اليه حديث الصداقة واثقين انه قادر على شفاء منكسري القلوب . هو يبحث عن الضال ليجده وعن التعيس ليسعده وعن البائس والحروم ليقول له انا فرحك وسلامك وعزائك . لقد دافع عن المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل واتوا يريدون رجمها وقال للمشتكين عليها : من منكم بلا خطية فليرجمها بحجر أولاً ثم عندما تفرقوا قال للمرأة أين هم المشتكين عليك أما أدانك أحد ؟ { فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع و لا انا ادينك اذهبي و لا تخطئي ايضا} (يو 8 : 11).

ان الله لن يتركنا كيتامي بل يرافقنا بروحه القدوس وعمله فينا . لقد وقف يوما السيد المسيح فى الهيكل فى عيد المظال كما كان يقف رئيس الكهنة وبيده إناء ذهبى ويسكب منه ماء امام المحتشدين للعيد طالباً منهم ان يأتوا ليشربوا { و في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي و يشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح} (يو 37:7-39). ان الروح القدس يستطيع ان يفجر فينا أنهار ماء حى تحول برية حياتنا القاحلة الى فردوس مثمر بثمار الروح القدس { و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف } غلا22:5 .الروح القدس هو ينبوع التعزية والشبع والقوة والقداسة . يجعل لنا شركة وفرح وأتحاد بالله ، فيتحول حزننا الى فرح قلبى وتهلل كلي عندما ندعو ويستجيب { و استجب لتضرعي و اعطف على نصيبك و ميراثك و حول حزننا فرحا لنحيا و نسبح اسمك ايها الرب و لا تسدد افواه المرنمين لك }(اس 13 : 17) .

+ التعزية بما فى الكتب ..

اننا نحتاج الى صداقة قوية بالكتاب المقدس والكتب الروحية بل والكتب النفسية والادبية والاجتماعية والعلمية لكى ما يكون فى حياتنا غنى روحى وفكرة وادبى وتنتفى منا مشاعر الوحدة والعزله ونجد ما نعزي به الآخرين عندما نلتقى بهم { كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ للتقويم و التاديب الذي في البر} (2تي 3 : 16) { فنحن و ان لم تكن بنا حاجة الى ذلك بما لنا من التعزية في الاسفار المقدسة التي في ايدينا} (1مكابين 12 : 9). فكلام الله الصالح هو تعزية ويهبنا رجاء وفرح {و سلح كلا منهم بتعزية كلامه الصالح اكثر مما سلحهم بالتروس و الرماح ثم قص عليهم رؤيا يقينية تجلت له في الحلم فشرح بها صدورهم اجمعين} (2مكابين 15 : 11). ان عدم المعرفة بما جاء فى الكتب والأنغلاق الثقافى والفكرى والتعصب المقيت هو هلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة لانك انت رفضت المعرفة ارفضك انا} (هو 4 : 6). ان القراءة الجيدة ينبوع للصلاة ومادة للفكر ومصدر غني وسعادة للأنسان وثراء فكرى لا يقدر بمال .

+ الصداقات المشبعة والعلاقات الناجحة ..

لابد ان نعمل على بناء جسور من التفاهم والمحبة مع الأخرين . وان نكون نحن اصدقاء أمناء على أسرار الأخرين ، أوفياء لهم فى السراء والضراء { الصديق الامين معقل حصين و من وجده فقد وجد كنزا }(سيراخ 6 : 14).علينا ان ننتقى اصدقائنا ممن يخافون الله فان المعاشرات الردئية تفسد الأخلاق الجيدة . ويجب ان تكون مستمع جيد لنكون متحدث لبق ، استمع للأخرين وهموهم ودعهم يعبرون عن أنفسهم مقدراً أتعابهم ، أفرح لافراحهم واحزن لاحزانهم وشاركهم هواياتهم فتجدهم يفعلون هكذا معك ، فالسعادة كما يقولون كالقبلة لا تشعر بها ان لم تتبادلها مع سواك . أضحك مع الناس ولكن أحذر ان تضحك عليهم او تجعلهم مادة للتندر والفكاهة . لا تجادل الناس وتخسر قلوبهم واعرف ان أقصر الطرق لكسب الجدال هو ان لا تجادل .أعمل على أقامة علاقات ناجحه مع الغير كما اوصى القديس بولس الرسول تلميذه تيمؤثاوس { لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة} (1تي 4 : 12) وكن تعزية للغير {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة و اله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. لانه كما تكثر الام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا . فان كنا نتضايق فلاجل تعزيتكم و خلاصكم العامل في احتمال نفس الالام التي نتالم بها نحن ايضا او نتعزى فلاجل تعزيتكم و خلاصكم. فرجاؤنا من اجلكم ثابت عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا} 2كو 3:1-7. كن صادقا فى عواطفك منفتحا بحرص على الأصدقاء وليكن لكن اشخاص تثق بهم تحدثهم عن همومك وتطلعاتك والآمك وأمالك وليكن لك عمل روحى وخدمة مع الأخرين بروح الفريق ، فالعمل الجماعى ولو رياضات مشتركة يذيل الشعور بالوحدة ويخلق علاقات مشبعة قوية .



الإيمان والثقة بالله و بالنفس

نحتاج للثقة فى الله وقوته فمن يتخذ الله سندا وعوناً لن ينهزم أبداً. عندما أتي رئيس المجمع للسيد المسيح طالباً منه ان يشفى ابنته المريضة { بينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين ابنتك ماتت لماذا تتعب المعلم بعد. فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن فقط } (مر 35:5-36). وبالإيمان أقام له السيد المسيح ابنته وردها اليه . قل فى كل يوم { هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل فيه } عندما نثق فى اللة وشدة قوته ونلتصق به يحول ضعفنا الى قوة ويأسنا الى رجاء ويهبنا الحكمة والنعمة والقدرة على النجاح ويقوى من عزمنا ويعالج بروحه القدوس ضعفاتنا فيحول بطرس الذى ضعف أمام الجوارى الى القديس بطرس الشاهد لآلام المسيح أمام الولاة والرؤساء . ويحول توما الشكاك الى توما الرسول المبشر حتى الي الهند بإنجيل السلام . {و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).

ثق فى نفسك أيضا فكما تفكر فى نفسك هكذا تكون . ان ثقتك فى نفسك تنعكس على علاقاتك وتهبك النجاح وتقضى على احساسك بالفشل او العزله او الوحدة . لن تستطيع ان تهرب من نفسك ولكن تستطيع ان تتخلص بالعزيمة من اخطائها وبالتوبة من خطاياها . وباكتساب عادات جديده حسنه تنمى شخصيتك وتكتسب أصدقاء جديد وحين تجلس مع نفسك أدرس نقاط قوتك بصدق ونمي ما فيك من خصال حميده .

وفى كل وقت كن متفائل وتطلع الى العالم من حولك بعيون الرجاء والثقة فى الله . فان ولادة كل طفل جديد فى العالم تقول ان الله لم ييئس من عالمه . وان كان ماضيك كئيباً وحاضرك مظلما فتطلع الى المستقبل بعين الرجاء فى الله الذى يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني.



نبتهج بخلاصك يارب



- وسط عالم يحتاج الى السلام ، اجعلنا يارب رسل سلام ومصالحة بين الارض والسماء ندعو الناس لعلاقة طيبة معك ولحياة التوبة والفرح . اجعلنا سفراء مصالحة بين الناس وفى مجتمعنا وكنيستنا وبيوتنا وان كانت نفوسنا منكسرة مما نراه من حولنا من مظالم وأحزان فكن انت فرحنا وخلاصنا محولاً حزننا الى فرح وضيقتنا الى فرج وخوفنا الي سلام .{لماذا انت منحنية يا نفسي و لماذا تئنين في ارتجي الله لاني بعد احمده لاجل خلاص وجهه (مز 42 : 5) .{لخلاصك انتظرت يا رب} (تك 49 : 18).

- لتكن انت يارب ملجأنا فى الضيق وصديقنا فى دروب الحياة والراعى الصالح فى صحراء العالم تروينا كما الشعب قديما منك يا صخر الدهور وتعزينا في الأحزان كما تعزي الام الرضيع طفلها ، وتقودنا الي مراعى الراحة ، ترد نفوسنا اليك عندما يطيش الفكر أو تغشاه ظلمة هذا الدهر . وتعزينا بروحك المشبع نبع الفرح والتعزية والقداسة والحق .

- انر عيون قلوبنا بالإيمان الوطيد وأمنحنا القدرة والقوة والنعمة لأكتشاف ينابيع الفرح والسلام والتعزية داخلنا ، ساعدنا على تنمية طاقاتنا وأمكانيتنا لنتعلم منك ونأخذ حكمة من روحك القدوس . لتظهر فينا الصورة البهية التى خلقتنا بها ونسير فى طريق التوبة لنصل الى الشركة الكاملة فى المحبة التى دعوتنا اليها ، ليرى الناس أعمالنا الصالحة ويمجدونك ايها الرب الاله .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق