العمل بروح الصلاة ...
سالنى أحد الاصدقاء ما هى أمنياتك للعام الجديد ؟ قلت له يا صدقى كم تمنينا وخابت أمانينا وكم حلمنا وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن . وكدرس من التاريخ راينا التاريخ يعمل مع من يعمل ولن تأتى المعجزات الا بالعرق والكد والجهاد والدموع ومع من يصلى ويعمل فى خشوع . وعندما نعمل الممكن والمستطاع لدينا يفعل الله المستحيل {غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله} (لو 18 : 27). فهل فعلنا كل ما هو ممكن لدينا وعملنا لتغيير أوضاعنا بصبر ونظام وجهاد . أم هى مجرد أمنيات نتمنى عاما أفضل ولا نعمل من أجل ان يأتى الافضل ؟ نحلم بالسعادة ولا نبحث عن مصادرها ؟ ننتظر المعجزات ولا نتحرك أو نأتى حتى بالاوانى الفارغة التى سيملائها الله بزيت نعمته . نطلب التغيير ولا نجدد أو نغير من نمط تفكيرنا بينما الكتاب يدعونا الى تجديد الذهن ومعرفة ارادة الله الصالحة والسير بموجبها وفى نورها { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2) . ان الريح قد تكون مؤاتية لكن هل أعددنا السفينة للابحار نحو شاطئ الامن والإيمان ؟. وهل نحن مستعدون للإبحار؟ وحتى عندما نكون وسط البحر وتواجهنا الريح غير الملائمة فاننا يجب ان نعمل ما علينا للسيطرة على السفينة وتوجيهها ثم نصلى من الاعماق الى الله نستعطفه ليُسكت الريح ويهدأ الموج وكما قال بولس الرسول {فلما خطفت السفينة ولم يمكنها ان تقابل الريح سلمنا فصرنا نحمل} (اع 27 : 15).
ان الله يريد خلاصنا فهل نحن نسعى الى الخلاص من الضعف او الخوف او الخطية والشيطان واعوانه؟ وهل نتوب ونقلع عن الاخطاء والخطايا ونسعى لاكتساب عادات صالحة ومصالحة الله والغير وعمل الخير؟ وهل قمنا بالعمل بامانة على تحسين ادائنا للاعمال الموكلة لنا . اله السماء يريد ان يعطينا النجاح فهل نحن نقوم ونبنى؟ {فاجبتهم وقلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني }(نح 2 : 20). يجب ان تكون لنا الايدي المرفوعة بالصلاة والركب المنحنية بالتضرع فى المخدع والكتاب المقدس المفتوح لنعرف ارادة الله فى هدوء الليل ثم نعمل بجد ونشاط وصبر فى يومنا لتتحول الصلاة الى أداة بناء ويهبنا الله الأفكار النيرة والحكيمة لبلوغ الاهداف التى نريد تحقيقها { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة} أفس 14:5-16. ان القديس بولس الرسول يدعو تلميذه تيموثاوس الى الجهاد الروحى والعمل مع الله لكى تكون له الحياة الأبدية {وجاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تي 6 : 12).
الإيمان العامل بالمحبة ...
ان المحبة هى أمتداد وعمل نحو الله والأخر وخلاص النفس وتحسين أوضاع الاسرة والكنيسة والمجتمع كما ان الأيمان هو الثقة بمعونة الله القدير والرجاء يعطينا أملاً فى المستقبل الأفضل. على جبل التجلى العالى صعد السيد المسيح واخذ معه تلاميذه ، بطرس الذى يمثل الايمان ويوحنا الذى يمثل المحبة ويعقوب الذى يرمز للجهاد فلكى نعاين التجلى ينبغى ان يكون لنا الايمان العامل بالمحبة{ يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق} (1يو 3 : 18) { ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). يا اخوتى ان الإيمان ليس مدعاة للكسل فالنعمة تقودنا ولكنها تعمل مع من يعمل وعندما ندعو الله للعمل او حتى الدخول الى قلوبنا وكنيستنا وبلادنا فانه يدخل ويشترك معنا فى رحلة المسير والخلاص {هنذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي} (رؤ 3 : 20). ان الله لا يجبرنا على شئ بل اعطانا حرية الارادة لنعمل معه ويهبنا نور البصيرة والبصر والإيمان . وهل كان نوح يخلص من الطوفان ان لم يبنى الفلك وهل ورث ابونا ابراهيم المواعيد دون ان يطيع ؟ {بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثا للبر الذي حسب الايمان. بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي. بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه.لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها الله} عب 7:11- 10. هكذا نحيا نحن حياة الايمان العامل بالمحبة الامر الذى أكد عليه الكتاب المقدس {هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته. لكن يقول قائل انت لك ايمان وانا لي اعمال ارني ايمانك بدون اعمالك وانا اريك باعمالي ايماني. انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت. الم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحاق ابنه على المذبح. فترى ان الايمان عمل مع اعماله وبالاعمال اكمل الايمان. وتم الكتاب القائل فامن ابراهيم بالله فحسب له برا ودعي خليل الله. ترون اذا انه بالاعمال يتبرر الانسان لا بالايمان وحده ...لانه كما ان الجسد بدون روح ميت هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت} يع 17:2-26. نعمل مع الله وندعوه بعيون الايمان ان يعمل معنا ليتمجد اسمه القدوس فى حياتنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا . يجب ان نمتد بالمحبة نحو الجميع فى حكمة من الله ونور الوصية فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه والمحبة اعظم الوصايا { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40.
صلواتنا الى الله القدير ...
اننا نرفع الصلاة بقلوب خاشعة الى الله القدير فى مطلع العام الجديد طالبين منه الرحمة والمغفرة لخطايانا وذلاتنا وذنوبنا وان يهبنا النعمة والقوة والحكمة لكى ما نعمل ما يرضية ونتخلص بنعمته من كل ضعف وكسل وجهل ومرض وان يلهمنا ويعرفنا ارادة الصالحة لنعملها ولكى نشكره ونرضى بحمل الصليب فى حياتنا عالمين ان الضيقة تنشى صبرا { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} رو 1:5-5.
يجب ان نعلم ان المسيحية تستوجب حمل الصليب بشكر {وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني} (لو 9 : 23). ولكن ثقوا انه مع الصليب هناك التعزية والفرح والسلام متى تقبلناه بشكر وحب بلا رفض أوتذمر أو ملل ، وهذا ما علمه لنا السيد المسيح مطوبا هولاء المضَطهدين من أجل البر{ طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} مت 10:5-12.
نصلى من أجل كل نفس تحمل الصليب ليكمل الله جهادها ويعطيها عزاءا وصبرا ونعمة ، ونصلى من اجل المحتاجين ليشبعهم من خيراته والمرضى لينعم لهم الله بالشفاء والذين ليس لهم نسل ليعطيهم والساقطين ليقيمهم الله بنعمته والقائمين ليثبتهم الله فى الإيمان. نصلى من اجل الضالين ليردهم والبائسين ليهبهم الرجاء الصالح ، ونصلى ان تأتى علينا سنة الرب المقبولة { روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة} لو 16:4-17.
نصلى من أجل سلام كنيستنا المقدسة ليقودها الله وسط بحر هذا العالم لتكون نجاة وخلاصا لكل الداخلين اليها والبعيدين منها ، نصلى لكى ما يحفظ الله بقوته رعاتها ورعيتها ويجعلها تسبحتاً فى كل الارض.
نصلى من أجل بلادنا ليقودها اللى الى السلام والامن والاستقرار والرخاء وان يتمخض هذا العام بالخير على كل مواطنيها لننعم بحياة كريمة هادئة ويهدى الله قلوبنا الى الخير والبناء والصلاح . ولكى ما يعمل فى قلوب قادة السياسة والفكر والدين والاعلام وفى قلب كل مواطن فيها من أجل حاضر كريم ومستقبل أفضل نحيا فيه العيش المشترك على أسس الاحترام المتبادل والحرية والمواطنة والمساوة والكرامة للجميع . اننا نصلى ويجب ان نعمل بتخطيط ونظام ومتابعته وصبر نحو الوصول بالسفينة ومن فيها الى بر الامان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق