16‏/02‏/2012

† صرخة ضمير الإنسانية - بقلم الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى




ايها المسيح ذو القلب الدامي والجنب الجريح، يا مسيح الجياع والعطاش والعرايا والفقراء والمسجونين والغرباء والذين بلا سكن او لقمة خبز كريمة ، ومن جارت عليهم القوانين الظالمة يا من تعقبه هيردوس طفلا ليقتله فجاء الى مصر ليجد فيها الأمان ، يا من يعاني مع أطفال افريقيا وآسيا الجياع . ويتألم من أجل المطرودين من ديارهم ومن أجل من تهاجم كنائسهم ، يا من يرق ويشفق على الجهال والخطاه ، يا من يريد ان يشفى المتعصبين من العمى الروحى.  يا مسيح المُفترى عليهم أمام القضاء والمحاكم المدنية أوالدينية أو العسكرية . يا مسيح المضطهدين والمهمشين ، يا الهنا المتجسِّد والذي عانى التعصب والظلم والنفاق السياسي والديني . كنت القائد والمحرّر غير المرغوب فيه وانت المسيح ذو القلب الانساني الرحوم للذين تجردوا من انسانيتهم والاله الحق الذى جاء ليقدّم لنا نموذجا صالحًا للانسان الحقّ . ان تحريرنا من كل أشكال الرقّ والعبودية هو صميم رسالتك السامية ، فلهذا نقدم اليك صرخة ضمير الإنسانية المتعبة ، ونسألك ان تعمل فى العالم  لتحريره من عبودية الشيطان والخطية والموت .
 مد يدك يا قدوسيد  لتعين وتحرر كل هؤلاء وكل  نفس مكبَّلة بسلاسل الدنس، ومرتبطة بعبودية الخطية، والتى تحاول عبثًا الإتكال على ذاتها وحدها فلا تستطيع الفكاك من الخطية . بينما انت تناديها لتأتي إليك لتكسر عنها قيودها، وتحرِّرها من عبودية الخطية، ومن أي عادة رديئة تجلب الهموم والعار والفقر والمرض الشديد والموت ، وهذا جوهر دعوتك  لكل إنسان للتحرّر من سجن الخطية والشهوات العالمية، ولكى يُقبل الجميع إلى حرية مجد أولاد الله. إننا لابد أن نسير علي خُطاك ايها المخلِّص الذي كان وسيبقى  يجول يصنع خيرًا ويشفي كل مرض وضعف في الشعب. أجعل كل واحد وواحدة منا  سفير سلام ونوايا حسنة وسط ظلمة هذا العالم. لنكون رائحتك الذكية التي يشتم منها الآخرون قوة المحبة والبذل والعطاء. لنكون سفراء لمملكة السماء نطلب  من الناس أن يتصالحوا مع أنفسهم وإخوتهم والله. وكما حرر موسى النبى الشعب قديما من عبودية فرعون ننظر منك ان تكون لنا محرراً روحياً يقودنا ليس فقط للتحرر من عبودية فرعون وجنوده بل تقودنا الى التحرر من هؤلاء واولئك الشياطين واعوانهم الذين يعوقون نمونا الروحى وان تصل بنا لا الى ارض الموعد بل الى قدس أقداس السماء.
ايها الرب الإله محرر الخطاة ، جئت اليك لتحررني من قيودي ، وتهديني وتوسع قلبي وفهمي
فاليك اصرخ ايها المحرّر الحقيقي ، حررنا من العبودية للشيطان والخطية ، حررنا من سلطان المادة والسلطة والشهوات ، حررنا من ان نستعبد نفوسنا للآخرين فى خضوع مهين لكرامتنا الأنسانية ، حررنا من عبودية الحرف والخوف والضعف ، حررنا من أنانيتا وقيودنا لننعم بعبادتك بالروح والحقّ ، وننقاد في فكرنا واقوالنا وسلوكنا لروحك القدوس ، وننمو في المحبة والأيمان والرجاء ، واضعين رضاك ووصاياك ومحبتك كهدف لنا . متحررين من  كل القيود التي تعيق تقدمنا وحريتنا ، لنعرفك ونخدمك ونتبعك من كل القلب ، فانت رجاؤنا وتستحقّ منا كل الحبّ 

اننا نصلّي لكي تستخدمنا يارب لنكون صنّاع  سلام ودعاة حرية ، وان نكون أوانٍ مقدسة لحمل مشاعل  المحبة والحرية ونور الايمان في القلوب.ندعو الناس للتوبة؛ نعلن بشرى الخلاص للمقيَّدين، ونعلن رسالة الحرية التى هى صميم دعوتك للخطاة وللمقيدين  ليتحرروا،  لنصلّ جميعا ونعمل بكل ما لدينا من وسائل مشروعة من اجل انتهاء الظلم وأحقاق الحق والرحمة  والعدل. إلهي إننا نصلّي من أجل كل حزين ليفرح، ومريض ليُشفى، وخاطيء لكي يتوب ويرجع إليك. وأنت ضابط الكل؛ فأعمل في الجميع ليخلصوا، وإلي أحضانك ليرجعوا؛ فيفرح الزارع والحاصد، ويُستعلن حبك ومجدك لكلّ بشر. أمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق