26‏/11‏/2009

التجسد الإلهي



للأب المتنيح بيشوي كامل
• أيهما أسهل؟!
قدرة الله لينزل بكلمته للإنسان ليعلن له ذاته؟
أم قدرة الإنسان أن يصعد بعقله ليدركه؟!!.
لو تخيلنا أبا عالما باللغات وله طفل صغير هل الأسهل أن ينزل الأب ليتكلم مع الطفل بلغة بسيطة
دارجة- لغة الطفل- أم أن يتكلم الطفل مع الأب بلغة فصحى وبلغة الأب؟!!
هكذا مع بعد الفارق بين فصاحة الأب- والله غير المحدود، كذلك بين الطفل والإنسان التائه في
غربة هذا العالم العاجز أمام أبسط الأمور.
• اعتاد الإنسان أن يؤله الإنسان. لذلك يصعب على كبريائه أن يدرك الإله الإنسان.
الإنسان يقبل بفكره أن يتأله، ولكن كبرياءه ينكر قدرة الله أن ينزل في المزود ويصير انساًنا.
• الرب يسوع غيرخاضع للزمن ولكنه دخل الزمن ليلحمنا والأبدية، ويخرجنا من عبودية الزمن.
"غير الزمني صار تحت زمان ".

• المسيح دخل الزمن والمكان في بطن العذراء. وخرج بالعذراء، وبكل جنسنا من سلطان الزمن
لنعيش الأبدية ونحن في هذا العالم!! هذه هو سر الأسرار- سر التجسد.
• التجسد الإلهي- بدايته الزمنية هي بشارة العذراء والحبل الإلهي. وبالنسبة لي هو في اجتيازي
المعمودية وخلع الإنسان العتيق، والولادة من فوق، ولبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله (أف
.(٢٣ ،٢٢ :٤
• دخل المسيح الزمن ليخرجني من سلطان الزمن.
• التجسد الإلهي أخرجني من امكانياتي المحدودة الزمنية إلى امكانيات إلهية غير زمنية وغير
محدودة. فأقول: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". وأستطيع بالإيمان بالمسيح الذي اتحد
بطبيعتي البشرية "أستطيع أن أنقل الجبال".
وأقول: [أعمل أعمال المسيح ولا أعود أقول إني مجرد إنسان بشري].
• سر التجسد لا يمكن أن نذوقه أو نلمسه ونحسه ونعيشه ونأخذ بركاته إلا بعد إدراك الالتحام الإلهي
بين الطبيعة الإلهية والإنسانية في المعمل الإلهي "بطن العذراء مريم" (ثيئوطوكية الأربعاء).
• تعبيرالعلبة والجوهرة، تعبير يفصل جسد العذراء عن جسد المسيح. وبالتالي هو فصل لجسد المسيح
عن جسدي أنا... والحقيقة إن المسيحية مبنية على أساس مهم "لا أحيا أنا بل المسيح يحيا في" (غل
٢). إيماًنا بعجز الإنسان عن إدراك الله بدون الله. :
• تأملوا يا أحبائي الفرق بين تعبير الآباء والتعبيرالدخيل علينا من الغرب. الغرب ظنها (الست
العذراء) إناء فأفسدوا كل بركات التجسد. وبهذا يكون الإنسان بعيدا عن الإله المتجسد. لكن فكر
آبائنا ركز على أن العذراء قدمت عجينة (ثيئوطوكية الخميس) من لحمها ودمها للاتحاد باللاهوت.
وبهذا نحس بعمق ولذة وروحانية تجسد المسيح الذي أخذ جسدنا وصار واحدا منا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق