01‏/09‏/2009

الروح الإنسانية والسلوك الروحي



للأب أفرايم الأورشليمي

ما هي الروح الإنسانية

يقول الفلاسفة بان الروح عبارة عن ذات أثيرية أصلية غير ملموسة ، وهي أساس الإدراك والشعور والوعي ، ولها استقلالها عن الجسد ولا يمكن مشاهدتها عند رحيلها من الجسد ، ويرى البعض إنها ذات طبيعة لطيفة سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر . لقد نادى أفلاطون ( 347 – 427 ق.م ) بان الروح أساس كينونة الإنسان ، واعتقد إن الروح تتكون من 3 أجزاء متناغمة هي : العقل والنفس والرغبة ، وقصد بالنفس المتطلبات العاطفية أو الشعورية وقصد بالرغبة المتطلبات الجسدية والعقل هو الذي يحفظ التوازن بينها . بعدها جاء أرسطو ( 322 – 384 ق.م ) وعرَّف الروح بالكينونة وحاول ديكارت ( 1596 – 1650 م ) إثبات إن الروح تقع في منطقة محددة في الدماغ . وقبلها كان المصريون القدماء قد قالوا إن الروح تتكون من سبعة أقسام وهي (1) لاين ويعني الاسم الذي يأخذه المولود (2) سكر وتعني الحيوية (3) الباء وهي أشبه بشخصية الإنسان (4) الكا وهي القوم الداخلية للحياة وحسب الاعتقاد فان الموت يأتي لمفارقة الكا للجسد (5) أخ وهو بمثابة الشبح الناتج عن اتحاد الكاء والباء بعد الموت (6) أبا وهي فطرة من قلب الأم (7) خبيث وهو ظل الإنسان .


الروح في الإنجيل


الروح الإنسانية في العصر القديم هي ( روح ) ( רוח ) بالعبري والسرياني وفي اليونانية ( بنفما ) هي النسمة ، الريح ،النفس ، وهي عنصر سري غير منظور ولا غنى عنها للحياة ، ترتبط بالإنسان ولا يستطيع تحريكها كما يشاء ، فهي تأتي من الله . والتنفس يدل على الحياة ، والروح نسمة خارجة من الله " وجبل الربّ الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ في انفه نسمة حياة ، فصار آدم نفساً حية " تك 2 : 7 وبمفارقة الروح يموت الإنسان فها أنت آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الأرض يموت " تك 6 : 17 . ولهذا نرى العهد القديم يدعو الله اله الأرواح. وبعد الموت فان الجسد يعود إلى التراب من حيث جاء ، وتعود الروح إلى الله الذي أعطاها " فيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها " جا 12 : 7 . والروح هي موضع الأفكار والعواطف فنرى في العهد القديم العواطف القوية تؤثر في أعضاء التنفس فلا تعود روح في أناس يائسين " سمعنا فذابت قلوبنا ولم تبق بعد روح في إنسان بسببكم " يش 2 : 11 ونجد المتكبر روحه عالية " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط شامخ الروح " أم 17 " 18 .

والمتواضع روحه متواضعة " كبرياء الإنسان تضعه والوضيع الروح ينال مجداً " أم 29 : 23 والروح ترتبط بتحركات النفس ، فهي موضع العاطفة والفكر والإرادة " امنحني بهجة خلاصك وبروح مدبر أعضدني " مز 51 : 12 وفي سفر الحكمة نرى الروح عاقل ، غير مادي ، لا يفني وفي العهد الجديد نرى الروح مصدر الحياة " لأنه كما إن الجسد بدون روح ميت " يع 2 " 26 . وهو بعد الموت يترك الجسد لو 8 : 55 ، يو 19 : 30 ، أع 7 : 59 " فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول : " أيها الرب يسوع اقبل روحي . ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية وإذا قال هذا رقد " وروح الإنسان هي مركز عواطفه وأفكاره وإرادته ( لو 2 : 8 ظن 2 كو 2 : 13 ، رو 8 : 16 ) والروح تعارض رغبات الجسد إن كانت صالحة والإنسان مؤلف من الروح والنفس والجسد ، والإنسان الروحي يعارض الإنسان الجسدي والإنسان المولود من الماء والروح تكون له روح الحياة في المسيح " إذا لا شيء من الدينونة ألآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح رو 8 : 1 والمسيحي يعبد الله بالروح والحقّ يو 4 : 23 نازعاً عنه الإنسان العتيق ويلبس الإنسان الروحي الذي يتجدد يوماً فيومًا .


ما بين الإنسان العتيق الجسدي والإنسان الروحي

الإنسان العتيق هو الإنسان الذي يسلك حسب شهوات الجسد ، والإنسان الروحي يُخضع نفسه وجسده لقيادة روحه ، ويُخضع روحه لقيادة روح الله القدّوس " لان كل الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أولاد الله " رو 8 : 18 والذي ينقاد لروح الله يكون روح الله ساكناً فيه ، أما تعلمون إنكم هيكل الله ، وروح الله ساكناً فيكم " 1 كو 3 : 16 . وروح الله هو روح الحكمة والمعرفة والعلم والتعزية.

الإنسان الجسدي العتيق يندفع وراء الحصول على الذات الوقتية ، ويحيا مفتخراً بذاته ساعياً وراء الكرامة الأرضية ، منقاداً وراء الشهوات الجسدية التي تحارب النفس " وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة . عبادة الأوثان، سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعه حسد قتل سكر وبطر وأمثال الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله " غل 5 : 19 – 21 .

الإنسان الروحي يسعى للحياة الأبدية متواضعاً أمام الله والناس ، محبًّا لله وللناس ليس الصالحين فقط بل والأشرار، يسلك متمسكاً بالطهارة والعفاف و تعمل فيه النعمة وتظهر عليه ثمار الروح " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان تعفف " غل 5 : 22 .

الإنسان الروحيّ يقاوم شهوات الجسد ورغباته بسلاح الروح ويحمى في حرارة الروح مشعلاً موهبة الروح القدس داخله بممارسة وسائط الخلاص ، ليصل إلى الإنسان الكامل إلى قياس قامة ملء المسيح أف 4 : 13 . ليكون حتى جسدنا ونفوسنا مقدسة للرب فالأحاسيس والمشاعر والعواطف والوجدان تأخذ من قوة الروح فتتنقّى وتتقدس في مصالحة بين الجسد والنفس والروح لكي ما يتأيد الإنسان بالقوة بروحه في الإنسان الباطن( افس 3 : 16 ) إننا كلما تجاوبنا مع روح الله القدوس داخلنا في جهادنا اليومي ، فانه يعمل فينا لنصير روحيين نحيا حياة التوبة والالتصاق بالله ونشهد للمسيح ونثبت فيه وتمتلئ حياتنا بالفرح والسلام والرجاء " وليملأكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس " رو 15 : 13 .

وكما يقول الأنبا انطونيوس انه عندما يسكن الروح القدس في نفوس المؤمنين المطيعين للمسيح ، يهبهم راحة ويجعل نير المسيح حولهم ولا يخافون من شيء لان فرح الروح يهب عقولهم سلاماً " .

الإنسان العتيق الجسدي يُصلب في المعمودية ، ولهذا يطالبنا الرسول بولس بخلع الإنسان العتيق ، وان نلبس الجديد ، فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض : الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان ، وان نطرح عنا الغضب والسخط والخبث والتجديف والكلام القبيح ولا نكذب بعضنا على بعض ، إذ خلعنا الإنسان العتيق ولبسنا الجديد الذي يتجدّد للمعرفة حسب صورة خالقه " وتجددوا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحقّ "


كيف نقوي أرواحنا


إننا نحتاج لتقوية أرواحنا والنمو بالروح وان نلبس الإنسان الروحي ، وهذه مسيرة حياة ونمو مستمر يحتاج إلى الابتعاد عن السلبيات لأنه أية شركة للنور مع الظلمة " فلا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري بكّتوها " افس 5 : 11 إننا كأناس روحيين نتعهد أن ننكر ونجحد الشيطان وكل أعماله وحيله المُضلة ونتبع المسيح بكل قلوبنا وحواسنا وأفكارنا وعواطفنا، لتكون مقدسة لله وعمل الخير ومحبة الغير؛ محبة روحية طاهرة بعيدة عن الرياء أو النفاق ، وتكون أهدافنا ووسائل الوصول إليها روحية ترضي الله ، وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء .


شركة الروح القدس

الإنسان الروحي لا يخزي روح الله ولا يطفئ عمله داخله ، بل يستمع لإرشاده وتبكيته على الخطية ، فيتوب عنها ويسمع إرشاده لعمل الخير والمحبة لله وللآخرين وللخير فيقوده روح الله ويشترك معه في كل عمل صالح ، بل يرشده الروح القدس للكلام والذي عمل قديماً في الأنبياء والرسل ، فيعطي الذين يطلبونه حكمة لا يقدر معادوه أن يقاوموها أو يناقضوها حسب وعد ربنا يسوع المسيح والروح القدس هو الذي يشهد للمسيح " ذاك يُمجّدني لأنه يأخذ مما لي ويعطيكم " والروح القدس يعرفنا الأشياء العظيمة الموهوبة لنا من الله فنجاهد بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا وهو يعين ضعفنا " ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه ، فأعلنه الله لنا بروحه ، لان الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله . لأنه من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله " 1 كو 2 : 9 – 12 . فلنصلِّ ونطلب بنقاوة وبساطة قلب ونصرخ للروح القدس ليقدس حياتنا ويشترك معنا في العمل فتظهر ثماره ومواهبه في حياتنا.


الصلاة

الصلاة بإيمان وثقة مصدر قوة الإنسان الروحي ، لهذا نجد المرتل يقول " احبك يا الله يا قوتي " الإنسان الذي لا يصلي فهو إنسان ميت روحياً ، فالصلاة يشبهها الآباء بسلم يعقوب الواصل من الأرض إلى السماء وعليه الملائكة صاعدة بصلواتنا ونازلة ببركات السماء فلا تكف عن الطلب " اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم " وان كان حتى ونحن أشرار نعرف أن نعطى أبناءنا عطايا جيدة ، فكم بالحريّ الآب السماوي يعطى خيراته والروح القدس للذين يسألونه ، فصلِّ لتعرف إرادة الله في حياتك وتجد فيها قوتك " يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة . الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثرا، وأما منتظرو الرب فيجدون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون . أش 40 : 29 – 31 .

إن ِطلبة البارّ تُقتدر كثيرا في فعلها والإنسان الروحي له صلة دائمة بالله قابل الصلوات ، مصدر البركات واهب النصرة ، وكلما ننمو في الصلاة النقية والعشرة الإلهية سواء في صلواتنا السهمية والدائمة أو في الصلوات الطقسية والتناول من الأسرار المقدسة ، فإننا ننال قوة ويتجدد إنساننا الروحي يوماً فيومًا لنعرف إرادة الله وإرشاده لنا في كل طرقنا ، فنجد حكمة وعوناً في حينه .


القراءة الروحية والتأمّل

القراءة الروحية في الإنجيل المقدس وأقوال الآباء وسير القديسين والتي يكون الهدف منها إشعال القلب والروح و محبة الله وتنقية النفس والفكر من الطيش والنجاسة ، فالتأمل في كل ما نقرأه هو مائدة للصلاة ترفعنا إلى الله لنتذوق ما أطيبه . إن كلمة الله حية وفعالة في تأثيرها على أرواحنا وسلوكنا وأفكارنا ، وهي تقدس الإنسان وتنقيه. فإننا حسبما نفكر نتصرف وبما نفكر ننشغل ، فالنفس التي تبرد بما تراه من أمور مادية وإغراءات العالم ، إذ تدخل إلى عالم الروح والكتاب المقدس وقراءة سير الآباء وكتاباتهم ، سريعاً ما تتوقد وتسكن في حصن الصلاة ومحبة الله . فأقرأ وخذ القراءة الروحية مادة للتأمل والصلاة والسلوك المقدس ، لان القراءة الجيدة تفتح أمامك باب السلوك في الفضائل وبها تزن أعمالك وترى نفسك في مرآة سليمة لتحاسب نفسك وتسلك متواضعاً عارفاً مقدار ذاتك على ضوء الإنجيل وسير الآباء القديسين. ولتكن القراءة هي مرشدك في الحياة إلى الطريق إلى الله ومعرفة إرادته المقدسة فيك ، وعندما تنمو في المعرفة أسعَ دائماً للسلوك الروحيّ بها ، ولتكن لك الحواس المُدرَّبة التي تخرج بالفائدة والسلوك من كل ما تقرا .


الصوم والعطاء

إن الصوم هو سرّ قوة الإنسان الروحي وعلامة على ضبطه لذاته ، ويكفي أن الرب يسوع صام أربعين يوماً وليلة ، وتقدَّم له المُجرِّب فانتصر غليه ، ليعلمنا سر النصرة وأمرنا بالصوم والصلاة لننتصر على أعدائنا الروحيين .

إن البطن سيدة الأوجاع ، من انتصر عليها وضبطها ينتصر على أعداء الفضيلة ، سواء داخل النفس من شهوات أو ميول خاطئة ، أو الأعداء الخارجيين من شيطان آو أعوانه أو العالم الشرير وإغراءاته ، ففي الصوم يصفو الذهن وتهدا الغرائز وتقوي الروح ويصحّ الجسد وتقوي الإرادة . ونحسنُّ بإخوتنا المحتاجين ونقدم لهم في حب حتى من إعوازنا ، فالديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي افتقاد الأرامل والأيتام وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في هذا العالم . في صومنا نُدرب أنفسنا على ضبط النفس ونقاوتها متذكرين إن كل ما لنا هو من عند الرب الذي أحبنا ، فنقدم اصوامنا لله في حب ، ونقدم مما نملك من حب لإخوتنا المحتاجين والجياع والعراة والغرباء ، لأنه بهذا يقدم لنا بسعة الدخول إلى الملكوت السماوي .

فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم ، والحكم بلا رحمة لمن يعمل رحمة والرحمة تفتخر في الحكم يع 2 : 13 " فاصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظالّ الأبدية " لو 16 : 9 .

الإنسان الروحيّ يتحلّى بالفضائل الروحية ، ويسعى إلى الكمال المسيحي في تكامل بين هذه الفضائل محتفظاً بالنمو في محبة الله والآخرين في وداعة وتواضع وصبر.

الإنسان الروحي يُحلل الأموات بطريقة روحية ، ويتأمل في كل ما يقرا ، ويحدث معه ويشاهد ويجلس عند قدمي المسيح وصليبه ، لان هذا هو النصيب الصالح الذي لا يمكن أن ينزع منا.

الإنسان الروحي هو إنسان يتميّز بالأمانة في علاقته بالله والناس ومع نفسه. يقوم بواجباته من اجل إرضاء الله وضميره أولا، وليس من اجل إرضاء الناس ، لأنه يعلم انه سيعطى حساباً عن أعماله وأفكاره لله ، انه كيوسف الصدّيق الذي رفض الشرّ قائلاً " كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطيء إلى الله " . هكذا لتكن أمينًا في حفظك لوصايا الله ومحبته ، وفي صلواتك حتى لو تغضب ذاتك ، ولا ترضِ جسدك في الراحة فملكوت الله يغضب والغاصبون يختطفونه انك في أمانتك تنمو في كل عمل تكلف به وتؤيده بأمانة وإخلاص ووداعة . فكن أمينا في تعاملك مع الناس لتحلّ بركة الربّ عليك .


عالج ضعفاتك الروحية

ابعد عن مجال الخطايا التي تضعف إرادتك أمامها ، وابتعد ايضا عن العثرات وأسباب الخطية معترفاً بضعفك طالباً القوة من الله. اجعل ضعفك أمام الله وصلِّ بدموع طالباً العون، فالصلاة تُقتدر كثيراً في فعلها ، ولا تيأس مطلقاً أو تفقد الأمل ، وضع أمامك أمثلة للتائبين ، لقد استطاعت النعمة وقوة الله أن تغيِّر مريم المجدلية والقديس بطرس الرسول ومريم المصرية والقديس أغسطينوس وتحوّلهم إلى قدّيسين .

جاهد بكل ما عندك من قوة ضد الخطية رافضاً لها ، وركِّز في جهادك على الخطايا المتكررة، واجعلها مجالا لتدريبك الروحيّ للتوبة والإقلاع عنها وعلاجها.

تجديد الذهن بمحبة الله " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتعرفوا إرادة الله " رو 12 : 2 فلا تفهم الحرية أو الكرامة أو المحبة فهمًا خاطئًا ، بل استبدل محبة العالم وشهواته بمحبة الله وإرادته ، متذكراً نعمة الله العاملة في القديسين والخطاة فتقوى وتتحرّر .

إنسان الله .....

أبي علّمني أن أكون إنسان الله

فروحي عطية منك وسترجع إليك

وماذا انتفع لو ربحت العالم وخسرتها

فقد حياتي يا ربّ بروحك القدوس

لأتجدد وأكون حسب صورتك

وان تعمل فيَّ من اجل مسرتك

أنمو في الروح واحيا حاراً بالروح

وأكون حباً لك وللغير وللخير .

لتكن لا إرادتي بل إرادتك

وصلواتي رائحة بخور زكية أمامك

وسراج لرجلي كلامك .

وصلواتي وتأملاتي وجلوسي تحت أقدامك

مقدماً جسدي وعقلي وما املك لك

وأكون أمينا إلى الموت

ليوهب لي الله إكليل الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق