"أحبوا أعدائكم" (مت5: 44)
+ قبل أن ننفذ هذه الوصية السامية، نتساءل أولاً: "من هو عدوك؟!". وهل هو حب مفهوم أهل العالم، أنه كل من يكرهك؟ أو عدو دينك؟ أو المنتقم منك؟!
+ في الشريعة القديمة، كان الأعداء في نظر اليهود هو الوثنيون الذين كانوا يحيطون بهم، وكانوا يحاربونهم، أو يثيرون القلاقل والفتن ضدهم، أو يشنون الغارات على مدنهم وقراهم وسبوهم لبابل وفارس بعد أن هدموا هيكلهم.
+ أما في العهد الجديد – عهد النعمة والحكمة – فقد أعلن لنا الرب يسوع أن عدونا الأساسي هو إبليس وأعوانه من الشياطين الذين يقيمون علينا الحروب الروحية الدائمة، ويثيرون الأشرار ضدنا.
+ ويؤكد القديس بولس الرسول هذا المفهوم أن عدونا هو ابليس فيقول: "لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم (بشر مثلنا)، بل مع الرؤساء، مع السلاطين (كبار الشياطين)، مع أجناد الشر الروحية" (أف6: 12). ثم طالبنا باستخدام الأسلحة الروحية المناسبة (وسائط النعمة) للتغلب على سهام عدو الخير الملتهبة (أف6: 10-18).
+ أما النفوس المريضة بالروح، والحاقدة، والمتعصبة، فهي جاهلة روحياً، ولا تعتبر عدوة لنا على الإطلاق. بل يلزم أن نرثى لحالتها الروحية المتدنية والتي اوصلتها إلى الكراهية والرغبة في الإنتقام، وتدبير المؤامرات لأولاد الله بدافع من عدو الخير (الشيطان)، والذي يوغر الصدور ضد المؤمنين، لأنه يغتاظ من سلوكهم بأمانة – وباستقامة – وهو يريد هلاك الناس كلهم. فهو العدو الوحيد لنا.
+ وأما الذين يسيئون إلينا، فهم مساكين، لأنهم في قبضة الشياطين.
+ ومقاومة الحروب الشيطانية المواجهة إلينا، سواء مباشرة من عدو الخير بالأفكار، أو عن طريق وسائل الإعلام، وأهل السوء. فهي مؤشر على نجاح أولاد الله في السير معه، فمما يضايق إبليس، فيرسل جنوده أكثر وأكثر لمحاربتهم ليل نهار وبمختلف الوسائل والإغراءات. ويعاود استخدامها للإيقاع بالمسيحين غير الحكماء، والذين يطالبهم بولس الرسول بعدم إعطاء عدو الخير الفرصة لإدخال الأفكار العالمية والدنسة إلى قلوبهم وشغل أذهانهم بها دائماً. بل مداومة شغلها بالترانيم والتسابيح والمزامير "لأن عقل الكسلان هو معمل للشيطان". وهي حقيقة لا يجب أن تغيب عن بالنا في كل زمان ومكان.
+ وعلى هذا الأساس نستمع لنصيحة المخلص والمعلم الأعظم:
+"سمعتم أنه قيل (في العهد القديم) تحب قريبك، وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم...." (مت5: 43 – 44).
+ وبمعونة الرب ومليء القلب بالحب والرحمة والحكمة الروحية، يمكن أن يتم هذا الأمر بسهولة.
+ فالمخطئون إلينا هم أسرى في قبضة الشيطان، ويحتاجون إلى للصلاة من أجلهم ليخلصهم الرب من خطاياهم، وينير عقولهم، ويطهر قلوبهم المدنسة بالحقد.
+ وقد ارتفع مستوى داود وسليمان روحياً عن فكر العداوة القديم:
فقال سليمان: "لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر، لئلا يرى الرب (هذه الشماته = القلب الأسود) ويسوء ذلك في عينيه" (أم24: 17-18)
كما قال: "إن جاع عدوك فاطعمه خبزاً وإن عطش فاسقه ماء (كما فعل السامري الصالح)، فإنك تجمع جمراً على رأسه والرب يجازيك (خيراً)" (أم25: 21). وهو ما اقتبسه بولس الرسول، وطالب بتنفيذه (رو12: 20)، وأضاف "لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"
فهل نسمع ونطيع؟! لتتنقى قلوبنا ونرضي إلهنا، ونريح أعصابنا ونكون قدوة لأهلنا وأصدقائنا وزملائنا..... وللجميع.
يارب يسوع المسيح
علمني ان أحب الجميع بلا رياء
واصفح عن الذين يسئيون الي وارأف بضعف الضعفاء
علمني ان أغفر حتي للأعداء .
فانت لي نعم المعلم الذي علي الصليب غفر للصالبين الجهلاء،
علمني ان انتصر علي ذاتي وضعفاتي والأهواء،
علمني ان اناصب الشيطان العداء،
فلا أسير في طرقة أو مشوراته وان انتصر بقوتك علي كل الأهواء .
ربي فيك لي قوةً ومحبة ورجاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق