09‏/09‏/2009

أكرز بسنة الرب المقبولة


للأب أفرايم ألاورشليمي

ما أحلي وما أجمل ان يجتمع الأخوة معاً بروح واحدة وقلباً واحداً في أفراحهم وأحزانهم فالأفراح اذ تعم تذداد وتنموا وتكثر والأحزان اذ يتشارك فيها الكثيرين تضمحل ونجد التعزية والراحه .ان هذه الروح الواحدة كانت السمة السائدة في كنيسة العصر الرسولي كما جاء في سفر أعمال الرسل ...
"هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة"
(
أع 1: 14 )
لقد أطاع التلاميذ وصية الرب الصاعد إلى السماء ورجعوا إلى أورشليم "بفرح عظيم" (لو 24: 52 ) . وهذه الجماعة التي تقابلت في العُلية حيث عُمل الفصح الأخير، كثيراً ما وُجدت في الهيكل للسجود (لو 24: 52 ) .

وياله من تنوع عجيب لهؤلاء الذين عملوا الاجتماع الأول للمؤمنين! كان فيهم رجال ونساء، رُسل وأُناس عاديون، ومن عائلة الرب الأرضية (يو 7: 5 ، مر6: 3). . وكانت مريم العذراء . هناك كواحدة من الجماعة تشارك في السجود والصلاة مع الآخرين. وكان مركز شركتهم هو المسيح الـمُقام، وكلهم تعبدوا له وعظموه.

وكم كان من السهل لأي واحد أن يسبب انقساماً لتلك الجماعة المكونة من البشر المتضعين! كان يمكن أن يدّعى أعضاء عائلة الرب الأرضية امتيازاً خاصاً. وكان يمكن أن يُنتقد بطرس بسبب إنكاره للرب، أو أن يوبخ بطرس يوحنا لأنه هو الذي أدخله إلى دار رئيس الكهنة (يو 18: 15 ، 16)، أو أن يذكِّر يوحنا الآخرين بأنه وقف عند الصليب بأمانة أو أن الرب اختاره ليعتني بأمه، لكن لم يكن شيء من ذلك، والحقيقة لم يتنافس أحد من بينهم عمن يكون الأعظم.

والعبارة المفتاح في سفر الأعمال هي "بنفس واحدة" ونجدها ست مرات في السفر (أع 1: 14 ،2: 1،46،4: 24،5: 12،5: 25ولاحظ أيضاً 2: 44). كان بين هؤلاء المؤمنين وحدة عجيبة ربطتهم معاً في المسيح (مز133، غل3: 28) وهذا النوع من الوحدة يريده المسيح الآن.

وأعطاهم الرب مسئولية حمل الشهادة لعالمِ هالكِ. ولم يكن ممكناً لأي واحد منهم أن يعمل ذلك بمفرده.

لم يكن الوقت للسؤال "مَنْ يكون الأعظم" أو "مَنْ عمل الخطية الأعظم". لكنه كان وقتاً للصلاة معاً والثبات معاً في الرب. وحين انتظروا وسجدوا معاً، فإنهم كانوا يتجهزون بطريقة أفضل للعمل الذي وُضع أمامهم.
ولقد عمل الروح القدس في جماعة الكنيسة الأولي التي كانت ملتهبة بالروح القدس والمحبة وبساطة القلب وبشروا في المسكونة كلها ليس بأقوالهم فقط بل كقدوة ومثال لكل من رأي فيهم المحبة والسلام والفرح والرجاء والايمان وقوة الله الحاضرة في وسطهم .

عصر الأستشهاد وقوة الشهادة:
وكما كان العصر الرسولي عظيما بقوة المحبة والنفس الواحدة كان عصر الأستشهاد قوياً في بذل الشهداء حياتهم رخيصة شهادة لمن أحبهم وكانت دماء الشهداء هي بذار الأيمان القوي الذي نمت علية الكنيسة وأمتدت الي كل أقطار الأرض .لم يبذل الشهداء حياتهم كرهاً للحياة بل حباً في من أحبهم وبذلاً للذات من أجل الثبات علي الأيمان الأقدس المسلم مرة للقديسين .كان الشهداء يعبرون عن ان حبهم للمسيح الذي مات من أجلهم أقوي من الآلآم وأهم من الحياة بمجدها الوقتي الذائل ولهذا كانت الملأئكة تستقبلهم بأكليل الظفر والرب نفسة يشجعهم ويقوي أيمانهم ليكونوا لنا قدوة ومثال . اننا في عيد رأس السنة القبطية نهني احبائنا في الكنيسة القبطية في مصر والمهجر وندعو الله ان ينعم علينا بوحدانية القلب التي للمحبة ، للتأصل فينا نعمة الروح الواحدة والقلب الواحد للصلاو من أجل الكنيسة رعاةً ورعيةً .بل نصلي من أجل العالم كلة لينظر له الله بعين الرحمة والحب ويرأف بالمتعبين والضعفاء والبعيدين والقريبين
ويقودنا في موكب نصرته لنصل الي مجدة الابدي .
ربنا الحبيب
نضرع اليك لتعطينا قلب جديد وروح جديدة داخلنا .
لقودنا روحك القدوس لنحاسب انفسنا ونتوب عن أخطاء عام مضي،
ونبدء بداء حسناً معك في سنة جديدة نسير فيها علي خطي ابائنا القديسين
لتكون سنة مقبولة لديك ،
يتوب فيها الخطاة وينمو فيها التائبين ويتقدس المؤمنين
وتقوي الكنيسة وتنمو بك لتصل بحبها الي كل أحد ،
فنحن بدونك يارب لا شئ ابداً،
وبك نستطيع كل شئ لانك انت قوتنا .
فأقبل منا هذا الدعاء وباركك يارب كنيستك وقدسها ،
ليأتي ملكوتك في قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وعالمنا
أمين تعال أيها الرب يسوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق