للأب القمص / أفرايم الاورشليمي
لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق (يو 6 : 55)
من الاراضي المقدسة وحيث نحتفل بخميس العهد الجديد اقدم لكم احبائي التهاني بالايام المقدسة راجيا من الذي تواضع وغسل اقدامنا وأعطانا دمة المقدس وجسده الكريم وصُلب لاجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا ان يملأ حياتكم بالقداسة والمحبة وان نقدم توبة حقيقيقة لمن دعانا للاتحاد به في سر التناول لكون كاغصان الثابتة في الكرمة ونحيا في قيامة من السقوط والخوف والضعف لكي لا يقوي علينا موت الخطية .وأذ نحتفل اليوم " بخميس العهد " ، وهناك دروس روحية كثيرة مستفادة من رب المجد مع تلاميذه :
+ قدم لنا الرب يسوع المسيح مثالا اعلي وقد علم عن التواضع وقال لنا ان نتعلم منه لانه وديع ومتواضع القلب ومارس هذا وصار لنا قدوة في التواضع والأحتمال . فقد غسل أرجل التلاميذ ( ومعهم يهوذا الخائن ) كما كان يفعل العبيد ، ولما رفض بطرس أعلن له أنه ليس له معه نصيب ، فطلب غسله كله ، فأفهمه يسوع بأن الذى أغتسل ( بدموع التوبة ) ليس فى حاجة لإغتسال خارجى ، وأن الطهارة هى فى نقاوة القلب . وأن النجاسة هى من الخطية ( قلباً نقياً اخلقه فىّ يا الله ) .واعلن لهم أنه يجب عليهم أن يغسل بعضهم أرجل البعض ( السلوك باتضاع عملى ، وفى هدوء وخفاء ) .
+ وقال قداسة البابا شنودة : " هل تنحنى لمن هم أصغر ؟ أم تتكبر عليهم ؟ .. وأن غسل الأرجل يدل على عدم التعجرف .. والبعض يثورون على المعلمين والأباء والأمهات بينما غسل المخلص الأرجل .وهل تغسل أوساخ الناس ؟ أم تلقى الوسخ عليهم ، بذمهم وإدانتهم وكشف ضعفاتهم ؟!" .
+ وفى العهد الجديد وفي علية صهيون ، قدم يسوع المسيح ربنا وأسس لنا سر التناول لكي ما نتحد فية ونثبت به ، كغذاء روحى ودواء لشفاء النفس والجسد والروح " هذا هو دمى ، الذى للعهد الجديد ، الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( مت 26 : 28 ) ، " ودم يسوع المسيح يُطهر من كل خطية ، لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة " ( عب 9 ) هكذا قدم نفسة لنا في سر يفوق العقول وتدركة الارواح وتحيا به الي الابد .وقال الرب يسوع : " الحق الحق أقول لكم : إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان ، وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة فيكم " ( موتى الروح ) [ يو 6 : 53 ] ." من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه فى اليوم الأخير ، لأن جسدى مأكل حقيقى [ يو 6 : 54 ] . " من يأكل جسدى ويشرب دمى ، يثبُت فىّ وأنا فيه .. من يأكلنى يحيا بى " ( يو 6: 56 ) .
+ وسهر المُخلص مع تلاميذه ، وأعلن لهم ما سيحدث له : وطمأنهم بأنه سيمضى ليُعد لهم مكاناً فى السماء ، ولن يدعهم يتامى ، ثم وعدهم بإرسال الروح القدس المُعزى ( مواهبه + ثماره ) .وأوضح لهم " أن المحبة المُضحية " هى علامة التلمذة الحقيقية ، وكشف لهم عما سيُلاقُونه فى الخدمة من الآم واضطهاد وموت وكراهية ، ثم قدم صلاته الشفاعية عنهم ليقدسهم الآب ، ويحفظهم فى العالم المؤلم ، إلى أن يأتى الفادى ثانية ويأخذهم إلى ملكوته .
+ وكان الله – فى العهد القديم – قد عقد معاهدات مع الأباء القدماء ومع الشعب ، واشترط طاعة وصايا شريعته ، فى مقابل رعايته لهم ، وفى مخالفتها عقاب شديد . ووعد بمجئ مًخلص لهم لإنقاذهم من سجن الجحيم ، وهو ما حدث بالفعل . فقد جائنا مشتهي الامم كلمة الله الأب ليقدم ذاته فداء عنا ويصلب البار عوض الاشرار ليدخل بنا في عهد جديد ابدي لا ينقطع نحيا فية في شركة حب مع عريس نفوسنا ومخلصنا كل أيام حياتنا علي الارض وفي ملكوته الابدي له المجد الدائم الي الأبد أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق