12‏/04‏/2010

محبة الله لنا


ما أعظم محبة الله لنا. يكفى أن الله محبة.. ونحن " نحبه لأنه أحبنا قبلاً"..أحبنا قبل أن نكون، ومن أجل ذلك خلقنا.. ومن محبته لنا، خلقنا على صورته، كشبهه ومثاله. وأعد لنا كل شئ قبل خلقنا، رفع السماء لنا سقفاً، مهد لنا الأرض لنمشى عليه. وأعد لنا النور، والماء، والنبات، والجنة.. ثم خلقن. ولما سقطنا فى الخطية، أعد لنا طريق الخلاص. من محبته لنا أرسل لنا الأنبياء لهدايتنا، ووضع فينا الضمير، وأرسل لنا الشريعة المكتوبة لتنير بصائرنا.

ومن محبته لنا، تجسد، أخذ طبيعتنا، وبارك طبيعتنا فيه، وناب عنا فى إطاعة الناموس وفى إرضاء الله الآب، إذ قدم له صورة من البشرية التقية.ومن محبته لنا، مات عنا " البار لأجل الأثمة".. "هكذا أحب الله ، حتى بذل إبنه الوحيد".علي الصليب صار ذبيحة حب. وحمل خطايا العالم كله، لكى يمحوها بدمه " والذى بلا خطية، حسب خطية من أجلنا "ودفع الثمن كله، بدلاً منا" كان قد أحب خاصته الذين فى العالم، أحبهم حتى المنتهى"، "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".


ومن محبته لنا، قال "لا أعود أسميكم عبيداً، بل أحباء ودعانا أخوته و شابه أخوته فى كل شئ " وصرنا ابناء للآب السماوى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله".ومن محبته لنا، مضى ليعد لنا مكاناً، ويأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضاً وقال فى محبته لنا " ها أنا معكم كل الأيام، وإلى إنقضاء الدهر "، " حيثما اجمتع إثنان وثلاثة بإسمى، فهناك أكون فى وسطهم". ومن محبته لنا: حفظه ورعايته لنا


من محبة الله لنا، أنه يعتبرنا منه. فيقول "أنا الكرمة وأنتم الأغصان "، ويقول أننا " أعضاء جسده " وإنه الرأس، والكنيسة كلها هى الجسد، ويقول أيضاً " إثبتوا فى، وأنا فيكم، كما تثبت الأغصان فى الكرمة" (يو 15)، ويقول عنا للآب " أنا فيهم، وهم فى ليكونوا مكلمين إلى واحد" (يو 7)و ما أجمل تعبير الكتاب عن محبة الله لنا، فى قوله "شركاء الطبيعة " وأيضاً "شركة الروح القدس ". وهى طبعاً ليست شركة فى الطبيعة والجوهر، وإنما شركة فى العمل. ولذلك يقول بولس عن نفسه وزميله سيلا.


و من مظاهر محبة الله لنا والصداقة التى أقامها بينه وبين بنى جنسنا.

مثل إبراهيم الذى قيل عنه إنه خليل الله، وأخنوج الذى قيل عنه " وسار أخنوج مع الرب، ولم يوجد لأن الله رفعه إليه، ومثل موسى الذى قضى أربعين يوماً مع الرب على الجبل. ومثل تلاميذ الرب يسوع ، وعشرته لهم..و جميل أيضاً أن الله جعل لذته فى بنى البشر..وأنه هو غير المحدود، تنازل إلى البشر المحدود وتفاهم معهم، وتراءى لهم وتحدث إليهم فماً لأذن.

و من محبة الله لنا أيضاً كل صور الرعاية العجيبة التى حكاها لنا التاريخ، مثل شق البحر الأحمر، والمن والسلوى فى البرية، وتفجير الماء من الصخرة، ورعاية إيليا من المجاعة، وانقاذ بطرس من السجن، ودانيال من جب الأسود، والثلاثة فتية من أتون النار مع قصص لا تنتهى.

و من علامات محبة الله، وعودة الجميلة لنا:"هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ"، " حتى شعور رؤوسكم محصاه "، " أعطيكم قلباً جديداً "، " لا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبى شيئا "، " أنا ماض لأعد لكم مكاناً"..

و من دلائل محبة الله للأنسان ، مواهبه له. موهبة الخلود، وموهبة القيامة على شبه جسد مجده، ومواهب الروح القدس المتعددة.. مبارك الرب فى محبته. فى كل شئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق