25‏/04‏/2010

ألاهتمام بارواحنا وتغذيتها



طوبى للجياع و العطاش الى البر لانهم يشبعون (مت 5 : 6)


" اعملوا لا للطعام البائد ، بل للطعام الباقى ، للحياة الأبدية " ( يو 6 : 27 )


+كما ان لنا اجساد تحتاج للغذاء والاهتمام بها وتغذيتها بانواع الاغذية المتعدده والا

ستضعف وتمرض وقد يتسبب عدم الاهتمام بها للأمراض والوفاة ..كذلك لنا أرواح تحتاج للغذاء والشبع الروحي وكلما اهتممنا بها وبغذائها نمت وقويت ولان الروح التي فينا هي نفخة من الله فستظل جوعي حائرة ولن تجد راحتها الا فيه الطعام نوعان : غذاء مادى ( طعام نباتى أوحيوانى ) ، وغذاء روحى ( الصلاة الصدقة والعشرة مع الله ، التناول من السر الأقدس ، وقراءة الكتاب المقدس والـتأمل فية ، قيادة الروح القدس لأرواحنا وأقوال الآباء ، والكتب الروحية المناسبة ، والترانيم والتسابيح ) . والنوعان ضروريان لكل إنسان .


+أن كلمة الله تعلِّمنا أن أرقى جزء في تركيب الإنسان هو الروح الإنسانية، وهي التي ينبغي أن يكون لها دور الريادة في حياة المؤمن، لأنها الجزء الذي تتلامس فيه النفس مع الله (1كو 6: 17)

أن الإمكانيات الإنسانية النفسية في حد ذاتها: العواطف، أو الذهن، أو الإرادة، هي الإمكانيات التي وضعها الله في الإنسان ليستخدمها، وكلها بركة كبيرة وعطايا رائعة من الله للإنسان. والاستخدام الصحيح لها يساعد المؤمن في حياته الروحية ليكون أكثر روحانية. هي جزء من التشكيل الإلهي لإناء المؤمن. «نحن عمله» (أف 2: 10) تشمل كل الكيان الإنساني والإمكانيات الروحية للمؤمن.


نعم هذه الإمكانيات النفسية بمفردها لا يمكن أن تقود إلى معرفة الله لأن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله (1كو2: 14). لكن هي الوسائل التي من خلالها يخرج الإدراك الروحي (عندما يعمل الله في المؤمن) إلى حيز المعرفة والفهم والإحساس، ويكون في متناول الشخص. فكيف يكون في متناول الشخص إدراك ما لم يصل إلى حواس المعرفة فيه؛ فالفهم والتأثر العاطفي واتخاذ القرارات أشياء لا بد أن تكون مصاحبة للعمل الروحي الحقيقي في كل مؤمن حسب شخصيته،


+ وإذا كان الجسد يتناول الطعام بمتوسط ثلاث وجبات يومياً على الأقل ، فما بال الروح ، إن لم تتغذى كذلك ، فبالتأكيد سيعتريها الفتور والجفاف الروحى ، والزهق والملل ، وأمثالها من أمراض الروح والنفس والجسد . ويُسجل القديس يوحنا الحبيب ، أن الرب يسوع قد أشبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين ، وفى اليوم التالى جاء كثيرون مبكرين للبحث عنه ، على جانبى بحيرة طبرية ، وأخيراً وجدوه ، وأعلنوا أنهم بحثوا عنه كثيراً .

فعلم الرب نيتهم من المجئ اليه ، وكشفها لهم ، وقال لهم له المجد : " الحق الحق أقول لكم : أنتم تطلبوننى ليس لأنكم رأيتم آيات ( معجزات ) ، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم . أعملوا لا للطعام البائد ، بل للطعام الباقى ( الروحى ) للحياة الأبدية ، الذى يعطيكم ابن الإنسان " ( يو 6 ) . فأوضح الرب الهدف الحقيقى من الذهاب إليه !! .

+نحن مطالبون باستخدام كل ما منحه الله لنا إنسانيًا: أن نفهم، أن نُعلَم، أن نُميِّز، أن نفرح، أن نحزن، ، أن نكون صاحين، أن نريد؛ وهذه يمارسها المؤمن بروحه وبنفسه أيضًا. وهي أشياء هامة للإنسان الروحي وتعمل بتلقائية، المهم أنها تعمل تحت قيادة الروح القدس. ان تثبيت العين على المسيح ببساطة سيعطي مجالاً للروح القدس ليستحضر أمور الله وأفكاره للكيان الجديد، ويستخدم هذه الإمكانيات الإنسانية لتعضيد إرادة الله في الحياة.

وطالبنا الرب بالأهتمام أولاً بملكوت الله وبره ( مت 6 : 33 ) ، كما ذكر القديس بولس الرسول أن : " الأطعمة ( المادية ) للجوف ( للبطن ) ، والجوف للأطعمة ، والله سيبيد هذا وتلك " ( 1 كو 6 : 13 ) .والسواح والمتوحدون فى البرارى ، لم يهتموا بطعام ولم يأكلوا سوى القليل جداً من نباتات وأعشاب الأرض ، ومع ذلك ظلت صحتهم قوية وعمروا طويلاً ، وكانت أرواح أجسادهم عطرة بعد نياحتهم ، على نقيض المتمتعين بأطايب الطعام ، صارت نتنتة وعفنة ! .


+ والمؤمن الروحي هو الذي يقوده ويسيطر عليه الروح القدس وليس الروح الإنسانية، وهو يُميِّز ما من الروح القدس وما من الجسد، مستخدمًا إمكانياته النفسية مثل الذهن والعواطف. والاختبارات الروحية الصحيحة هي التي تجرى بعمل الروح القدس في كيان المؤمن كله روح ونفس وجسد (1تس 5: 23) وليس في روحه فقط.

السلوك بالروح: هو الخضوع لعمل الروح القدس غل 5 16:، وليس الخضوع للروح الإنسانية؛ وبالتالي لا يعني تركيز المؤمن على ما بداخله ليرى هل هذا من الروح أم النفس أم الجسد. لكن الاجتهاد في تثبيت العين على المسيح ليكشف ما هو بالداخل في حكمة وتمييز.

+ ولا ينبغى على المسيحى أن ينشغل بالطعام طول عمره ، وطول وقته ، وألا يكون كل همه هو العمل من أجل توفير لقمة العيش فقط له ولأسرته ، بل يجب عمل " التوازن " بين وقت العمل والعبادة ، وخدمة الله ، والترويح عن النفس . فهل نفعل ؟! .ويجب أن يكون شعارنا ، ما قاله رب المجد : " طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى ، وأتمم عمله " ( يو 4 : 43 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق