" تيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله " ( رو 4 : 21 )
أبسط تعريف " للإيمان " ، أنه " الثقة " فى الله ، وفى وعوده ، والتأكد من تحقيقها ، فى وقتها المحدد من السماء ، وبالطريقة التى يراها الله ، سواء بالإستجابة الفورية ، أو المؤجلة ، أو بالإيجاب أو بالسلب ، وكلها لمصلحة الإنسان بالطبع ( عب 11 : 1 ) .وعلى المؤمن أن يثق فى ترتيب الرب الصالح له دائماً ، ومن هذا الإيمان العملى ، ينبثق الصبر ، وانتظار الرب ، مهما طال الزمن ، ويخضع بروح الشكر للتدبير الإلهى ، ويُسلم أمره لله ، ويصلى ويقول : " اختر يارب الوقت المناسب ، والطريقة المناسبة ، وما يحسُن فى عينيك افعل ، ونحن مستودعون كل ظروفنا بين يديك ، فافعل كل ما يحلو لك ولأولادك ، حتى ولو لم تتفق مع آمالنا أو طموحاتنا ، أو أهدافنا المادية " .
وهذا التسليم الكامل لمشيئة الله ، يهب المؤمن السلام والإطمئنان ، ويبعده عن القلق والحيرة ، والخوف مما يحمله المستقبل من مفاجآت مختلفة ، لأنه متأكد أن الله يختار الصالح له .ومن أمثلة الإيمان ، ما فصّله القديس بولس الرسول ، ذاكراً نماذجاً كثيرة من أبطال الإيمان ، الذين تعرضوا للتجارب ، فصبروا وشكروا ، حتى نالوا مُرادهم ، ولم يتعجلوا الأمور ، حتى تمت فى أوانها الحسن ، فنجحوا وفرحوا ، وهم يدركون تماماً ، أن الإستعجال يقود للفشل واليأس ، وأن الصبر يقود لربح النفس والناس .
ومن الأمور الإيمانية المؤكدة ، قول القديس بولس الرسول ، بملء الثقة فى الله ، وفى تدبيره الصالح جداً ، لكل أولاده : " نحن نعلم ( نتأكد ) ، أن كل الأشياء ( الحلوة والمرة ) تعمل معاً للخير ، للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) .وبهذا الإيمان يقبل المؤمن كل ما يسمح به الله من تجارب أو متاعب ، كما فعل الشهداء والقديسون والمعترفون والمتوحدون والسواح ، لأنه أعلم بالأصلح لنا فعلاً ، فنفرح ونرتاح بهذا الإيمان السليم والحكيم والعظيم " اننا نعلم ( نتأكد ) أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضى ( الجسد ) فلنا فى السماء بناء ( دائم ) ، من الله ، بيت غير مصنوع بيد ، أبدى ، فإننا نحن الذين فى الخيمة ( الجسد الترابى المؤقت ) نئن مُثقلين " ." فإذن ، نحن واثقون – كل حين – وعالمون أننا ونحن مستوطنون فى الجسد ، فنحن متغربون عن الرب ، لأننا بالإيمان نسلك ، لا بالعيان " ( 2 كو 5 : 1 – 7 ) .
فلنعيش بالإيمان ، فنجد الطمأنينة والأمان ، والسلام القلبى الدائم .. فهل تفعل من الآن ؟! .وسيقودك الإيمان إلى الصبر ، والشكر والتسليم وتحقيق المُراد ،اما نحيا في تذمر وعدم ثقة في الله ومواعيدة وصفاتة الطيبة ونتعب ونتألم بلا معين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق