06‏/06‏/2010

الكلام الطيب


" السفر الصغير ، فى فمك يكون حلواً كالعسل " ( رؤ 10 : 9 )


الكلام الحلو ، ينبع من قلب مملوء بالروح القدس ، وبه يتبرر الإنسان المؤمن ، ويكسب القلب التعبان ، ويُفرح قلب الرب ويُرضيه .وبكلمة حلوة يمكنك أن تُفرح إنساناً ، وبكلمة قاسية يمكن أن تُحزنة أو تُغضبه ، أو تُثيره ، أو تُحوله من صديق إلى عدو !! .وقال سليمان الحكيم ، لكل من يريد حكمة وهدوءاً : " الكلام اللين يصرف الغضب ، والكلام المُوجع يُهيج السخط " ( أم 15 : 1 ) . " اللسان اللين يكسر العظم " ( أم 25 : 15 ) .


وقد تصدر منك كلمة – ولو بدون قصد أو بسرعة – فتظل تُعالج نتائجها سنيناً طويلة ، وربما لا يمكن علاجها أبداً مع مرور الزمن ، وبالتالى يجب أن تختار الكلمة المنتقاة بعناية ، لتُفرِح آذان سامعها .وما أحلى أن تنطق – دائماً – بكلمة البركة ، وكلمة الدعاء ، إنها كلمة حلوة ، سمعتها حنة الباكية ( أم صموئيل ) من فم عالى الكاهن ، فابتهج قلبها ، ولم يعد وجهها مُعبساً ، كما جاءت ، بل خرجت وهى فرحة جداً ومؤمنة بوعد الله على فمه لها .


وما أحلى كلمة يسوع الطيب المُحب ، عندما قال للمرأة الخاطئة : " وأنا أيضاً لا ادينك ، اذهبى بسلام " ، إنه قرار إلهى بالعفو ، فرّح قلبها وأراحها من خطاياها الثقيلة جداً .وكلمة " سامحتك " ، " عفوت عنك " ، " الله يسامحك " ، كلمة حلوة فى آذان سامعيها ، فلنستعملها كلنا ودائماً .وما أجمل كلمة " أُحبك " عندما تقال فى بيوتنا ، بين الوالدين وأبنائهم ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأشقاء والأخوة والأقارب والأصدقاء ، فهى كلمة شهية للسمع وتُفرح القلب والرب ، ولها فعل السحر داخل النفس .


والآذان تستطيع – تماماً – أن تُميز " الكلمة الحلوة " المملوءة بالعاطفة الجميلة ، وبالمشاعر القلبية الطيبة ، وتستطيع أيضاً أن تعرف مقدار صدقها ، ويقبلها القلب ، إن كانت خارجة من القلب بحب حقيقى ، وليست برياء ، أو بغش أو نفاق .وكلمة التشجيع – أو المديح الصادق – هى أيضاً كلمة حلوة ومرغوبة من الناس ، ومقبولة لدى الرب .ويُطمئن التشجيع للنفس ، ويريحها ، ويشعرها بأن محدثها مندمج معها ، ومتابع لعملها ، ومستريح له ولأقوله ولأفعاله الجيدة .وكلمة الثناء والتقدير للجهد الكبير ، يفرح بها الكبار ، لأنها تشعرهم بالتأييد ، والتقدير والتعاطف القلبى.

كما يسعد بها الصغار والشباب ، والأبناء من كلا الجنسين ، وفى كل سن ، فتدفعهم للنجاح والفلاح فى كل مجال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق